Ads by Google X

رواية حب نووي الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ايمان حمدان

الصفحة الرئيسية

 

 رواية حب نووي الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ايمان حمدان

 

جسلت الفتيات على مائدة الغداء يتناولً طعامهم، كانت مديحة تشعر بسعادة؛ لوجودهم معاها فكم سئمت الوحدة الإجبارية التي كانت تحياها، فبعد مغادرة إبنها الوحيد وتركها خلفه ولم يعد يحادثها، إلا نادرًا، ولكن بوجود مريم ووتين شعرت بانها لم تعد كذلك، نهضت مريم وهي تقول :
- هموت وأنام .
أجابتها مديحة :
- بعد الشر، ادخلوا إرتاحوا وراكو مشاوير كتير بكرة، إن شاء الله تلاقوا شغل على طول .
نهضت الفتاتين ودلفوا إلى غرفتهم بعدما إنتهوا من الطعام وإغتسالهم، فور عبورهم الباب ركضت مريم إلي الفراش وهي تقذف بجسدها عليه وهي تتنهد براحة، إقتربت منها وتين بهدوء وهي تجاورها في الفراش، قالت مريم وهي تنظر للسقف :
- تفتكري بكرة هنلاقي شغل ؟ .
صمتت وتين وهي ما زالت تنظر لأعلى ولم تجيبها سوى بنظر لها بأمل وإبتسامة صغيرة، عادت الفتيات النظر لأعلى حتى غفت مريم بعدما اغلقت الإضاءة فكسى الظلام الغرفة، حاولت وتين النوم ولكن دون فائدة، فراسها لا يكف عن التفكير بالغد، نهضت بهدوء وهي تتوجه إلي الشرفة وقامت بفتحها، إستقبلتها نسائم البحر المنعشة، اغمضت عينيها وهي تبتهل لله بأن يكون غدًا أفضل من اليوم، نظرت إلى الأمواج المتراطمة في الأحجار حتى شعرت بأن النوم يناديها فاغلقت النافذة وعادت للتسطح للنوم وهذه المرة غفت بسهولة .
...........
كان النشاط يملئ المنزل، فمذ إستيقاظهم و هم متحمسون بشدة، قالت مديحة :
- افطرو الأول أنا جهزت الاكل، تعالوا قبل ما تنزلوا .
إقتربت الفتيات من طاولة الطعام وبدأو بالأكل، نظرت مريم في ساعة يدها وهي تترك الطعام:
- يلا بسرعة عشان نلحق قبل الزحمة، تسلم إيدك يا دوحة على الأكل .
قالت وتين :
- يلا، سلام يا دوحة، ادعيلنا .
ظلت مديحة تراقب الفتيات وهم يغادون المنزل وفي داخلها ظلت تدعي لهم .
............
وقفت وتين ومريم تنظرن لهذا المبني التجاري الضخم، صاحت وتين فجاة قائلة بصوت مرتفع :
- يلا ندخل ونكسب الشغل مش هنمشي غير شغلين هنا .
فزع البعض من الذين يمرون من جوارهم، ولكنهم لم يبالوا بهم، دلفوا للداخل وتقدموا للمدير الذي سيعينهم بالمول، وبعد حديثهم اخبرهم بأن 
مريم ستعمل كمحاسبة كاشير، أما وتين ستعمل في قسم لعب الأطفال، وذلك لوجهها الطفولي كما اخبرها، خرجات الإثنين وتين بوجه متهجم ومريم بسعادة، قالت الاخيرة :
- أنا عوزة افهم فيها إيه لما تشتغلي في قسم الأطفال، دول حتى لطاف .
تهجم وجه وتين وهي تقول :
- بتخنق منهم، مش بحبهم، دول تتفرجي عليهم من بعيد وتعملي ليهم باي باي، مش تتعملي معاهم.
طمئنتها مريم وهي تقول:
- اطمني متأكدة انك هتعرفي تتعملي معاهم، دي بس شوية لحد لما يشترو إلي هيشتروه، مانتيش هتأكليهم وتغيرلهم البامبرز، ها اجمدي كدة وافرحي اننا خدنا الشغل .
أومئت وتين برأسها، وغادرت كل منهم إلى القسم الخاص بها، وجدت وتين انها يجب أن ترتدي زي مخصص لقسم الأطفال، لذلك ذهبت لإرتداء ملابس العمل والذهاب لبدأ يوم عمل جديد .
.................
إستدعت ملك السائق للإستعداد للذهاب للتسوق، وبالفعل ما كانت سوى دقائق وكانت السيارة تتحرك بهم للذهاب، صاح سيف بحماس فقالت ملك بتحذير :
-زي ما إتفقنا هنروح نعمل شوبنج، وبعدين هتيجي البنات إلي هختار منهم مرافقة ليك، مش عوزة شقاوة منك .
قال سيف وهو يغمز بعينيه :
- عيب يا لوكا خالي عندك ثقة فيا، كله هيكون تمام .
تنهدت وهي تنظر للخارج قائلة:
- مش مطمنه ليك يا بتاع الثقة انت .
لم تصل كلماتها إلى سيف الذي كان يخطط لشيء أخر تمامًا، وصلت السيارة 
فترجلت ملك و سيف ودلفوا داخل المول ركض سيف كعادته نحو قسم الأطفال وتركته ملك لأن المكان أمن ولن يستطيع الخروج وهناك عاملين مسؤلين عن ذلك، إقترب سيف من القسم، وذهب نحو الالعاب التي يرغب، قام بسحب عربه وهو ينظر بتمعن نحو الألعاب.
عند وتين ظلت تنظر نحو الأطفال الذين يختارون ألعابهم، لاحظت وجود طفلة تنظر أمامها دون تحرك، ظلت تراقبها وعندما لاحظت توقفها تحركت إتجاهها بإستسلام وهي تتنهد بيأس، نظرت لما تنظر له تلك الصغيرة، ثم رمقتها بعينيها، قال بهدوء :
- أظن دي أحلى .
نظرت له الصغيرة بفضول فضغطت على شفتيها ثم قالت :
- دي فيها مميزات أكتر وشكلها أحلى، عشان كدة لو محتارة دي أفضل .
قالت الصغيرة بلطافة:
- بس سوزي عندها واحدة شبهها .
عقدت وتين حاجبيها بإستفاهم فأردفت الصغيرة :
- انا لو جبت زيها هتفكرني بقلدها .
أومئت وتين بتفهم، ونزلت لمستواها قائلة :
- أظن هيكون افضل لو تفكري إنتي عوزة إيه مش سوزي هتقول إيه، إختاري إلي حباه .
نظرت الصغيرة لأسفل تفكر بما قيل، ثم سرعان ما رفعت رأسها بحماس قاىلة :
- أنا هخدها .
نهضت وتين وهي تحضرها لها فأخذتها الصغيرة وهي تبتعد عنها، قالت وتين بخفوت :
- الموضوع طلع سهل .
ثم ذهبت للبحث عن طفل أخر لتقوم بمساعدته.
...................
كان سيف يبحث عن ألعاب الذكاء، ولكنه شعر بالحيرة من الإثنين الذين أمامة، فكانت مستويات الذكاء عالية بالعبتين، ووقف يشعر بالحيرة يبتاع أيهما، عندها شعر بإقتراب إمرأة وتنظر له نظرات بلهاء من وجهة نظرة
............
إقتربت وتين من ذلك الطفل الذي يجر عربة الألعاب الصغيرة، كان يقف مثل 
تلك الفتاة الصغيرة، نظرت له بحماس فهي ستساعدة كالفتاة السابقة، فهي لاحظت أن الأطفال يبدون مترددين عند شراء الألعاب، تمعنت فيه عندما وجدت تلك الحيرة ترتسم على وجهه، وعندما نظرت إلي ما ينظر، لاحظت أن تلك المستويات التي ينظر لها شديدة الصعوبة لمن في سنه، لذلك قامت بإحضار مستوي يليق به، ولكن نظر لما في يدها بإشمئزاز وهو يحضر الإثنين الذي كان ينظر لهم ووضعهم في العربة، وقال بتجاهل :
- غبية .
شهقت وتين واوقعت اللعبه من يدها، ثم تحركت خلفه وهي تقول بإستفهام :
- استنى هنا أنت قولت إيه ؟! .
وقف فجاة فكادت تقع فوقه فهو قصير بالطبع مثل أي طفل في سنه، إلتفت له بجمود وهو يقول :
- غبية .
صاحت وتين بوجهه ونست انها في مكان عملها وتحادث طفل صغير:
- مين دي إلي غبية؟، قصدك على اللعبه صح ؟ .
نظر سيف لأعلى بتكبر وهو يقول دون خوف :
- إنتي، اللعبه هتكون غبية إزاي يعني هي عندها عقل، بس هقول إيه معزورة إستيعابك بطيئ ودا بأسم تاني اسمه غباء .
إلتفت سيف ليغادر بهدوء وكأنه لم يفجر جبهتها منذ قليل، تارك خلفه وتين تنظر امامها بذهول، تمتمت بصدمة :
- دا راجل قصير صح ؟! .
أفاقت على إبتعاده فصاحت بغضب أعمى :
- تعالى هنا بقولك .
نظر سيف خلفه، ليجفل من ركضها إتجاهه، فترك العربة وتركض للإختباء من هجومها، دخل لمنزل من الالعاب المطاطية، رأت وتين قدمه قبل أن تختفي بدال، ف إبتسمت بخبث وهي تقترب منه تنوي الإنتقام منه، تحركت خلفه، وبالفعل دخلت تلك اللعبه ولكنه بحركة واحده قام بإستخدام أله حادة، وقام بتمزيق المنزل، لتحتجز  بداخله عندما همد المنزل وهي بداخل
كادت تختنق عندما بدأ الهواء يقل بداخل ولكنها وصلت للمخرج بصعوبة، فأخرجت راسها وجسدها ما زال بالداخل، أغمضت عينيها وضغطت على شفتيها بغيظ، عندما راته يقف أمامها بإنتصار، وإرتفعت شفتيه في إبتسامة متغطرسة، نظرت له بدهشة وهي تحاول التذكر أين رات ذلك الطفل أو الرجل القصير من قبل، فتلك التصرفات ليست لطفل بتأكيد، تمتمت:
- والله ما هسيبك .
تحركت بعصبية تبعد عنها ما يعيقها، وبالفعل خرجت، نظر سيف حوله عن مكان يختبئ به، وبالفعل وجد إحدي الالعاب على شكل إسطوانة ضخمة، فقز بداخلها وهو يضم قدمه نحو صدرة، ظلت وتين تبحث عنه، وجدت ذلك المنديل الذي كان يضعه في ملابسه يقع بجوار إحدى الألعاب، إقتربت منه بخبث وهي تحضر شيء أخر لوضعها عليه فنحجز كما فعلت سابقًا، صاح سيف بغضب وهو يضرب ما حوله، قالت وتين بغباء:
- بتقول إيه مش شيفاك .
صاح سيف من الداخل :
- الكلام بيتسمع مش بيتشاف يا غبية .
تهجم وجه وتين وزالت إبتسامتها بحرج، قالت بغيظ منه :
- خالي عقلك يخرجك بقي .
في تلك الأثناء إنتهت ملك من تسوقها وذهب للبحث عن سيف، ولكنها وجدت صوت سيف يصيح، أسرعت إتجاهه، فور أن رات وتين ملك قادمة 
قامت بإزاحة ما وضعته ووقفت بجوار سيف الذي ما زال بداخل، قالت ملك :
- يلا سيف عشان نمشي كفاية لعب .
خرج سيف بشعر وملابس غير مرتبه وينظر ل وتين بغضب، قام بالخروج 
ونظر ل وتين بغيظ، وقال لها بهمس :
- اللعبه لسه مخلصتش .
ثم تحرك مع ملك، ولكن قبل أن يخطوا بعيدًا، وقف فجأة فظهر الخبث في عينيه، فقال بدهاء:
- مش كنتي عوزة مرافقة ليا، أنا خلاص إخترت واحدة وصدقيني مش هطفشها .
نظرت ملك له بعدم تصديق وقالت :
- وأنا المفروض اصدق، وبعدين البنات هتيجي خلاص عشان اختار منهم .
ضم سيف ذراعيه ناحية صدرة وهو يقول :
-أنا خلاص قررت مش عاوز مرافقة غير دي .
ثم اشار بإصبعه ناحية وتين، التي شعرت بالخوف وهي تراه يشير إتجاهها ظنت أنه أخبرها بما حدث، وما جعل دقاتها تذداد هو إقتراب ملك وهي تنظر لها بتهجم، ولكن فجاة إبتسمت ملك وهي تقول :
 - تحبي تشتغلي معايا، هديكي إلي عوزاه .
نظرت وتين إتجاه سيف الذي ينظر لها بإنتصار، فجعلها تتأكد أن هناك شيء ما، لذلك قالت بتقطع :
- أنا بشتغل هنا، بس شغل إيه دا؟ .
- هتكوني مرافقة ل سيف .
تهجم وجه وتين وهي تنظر لذلك الصغير، لاحظت ملك ما حدثت فاسرعت بالقول :
- 8 الاف .
فتحت وتين فمها، ثم حاولت الحديث ولكن أردفت ملك سريعًا :
-- عشرة، ارجوكي سيف حبك أوي وعوزك تكوني مرافقة ليه، صدقيني هترتاحي جدًا، وأنا بنفسي هكلم صاحب المول لو مرتحتيش ترجعي تشتغلي هنا تاني .
صمتت وتين فجأه، كانت ترغب بالرفض فهي لا تطيق التعامل مع الأطفال، وذلك ال سيف، جعلها تتاكد من خيارها، ولكن المبلغ المالي ضخم ولن تحصل على مثله في مكان أخر، ولكن أي مرافقة تلك التي تحصل على ذلك المبلغ فقط لأنها تجالس طفل، أومئت وتين برأسها، فأخرجت ملك كارت به ارقامها وعنوان الفيلا الخاصة بهم، وقالت :
- هستناكي بكرة الصبح نتفق على كل حاجة، قدامك النهاردة تظبطي أمورك .
ثم أخذت سيف وتغادر، وقبل أن يختفوا امام أنظارها، إلتفت سيف برأسه وهو يشير له بإصبعه على عينيه .
وهنا إبتلعت ريقها بخوف، وقالت :
- طبعا لازم عشرة، دا المفروض بالمنظر دا اخد مليون، دا سفاح .
نفضت أفكارها وهي تتمتم :
- يعني حته عيل زي دا يخوفني، ولا هوا، ميهزنيش، بقى هو بيتحداني 
أنا بقى إلي هربيك، ال غبية ال، أنا و انت والعمر طويل .
نظرت حولها بتوجس فالمكان حولها تم تدميرة بسببه، عقدت حاجبيها وهي تقول بهمس :
- بس أنا متأكدة إني شفته قبل كدة بس فين .

google-playkhamsatmostaqltradent