رواية عشقت مسلمة الفصل العاشر 10 - بقلم ندى المطر

  

رواية عشقت مسلمة الفصل العاشر  - بقلم ندى المطر

عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
                                        
                                              
في قصر مارتن



كانت ندى تقف وسط الغرفة، نظراتها مشتعلة بالغضب والتحدي. دخل مارتن فجأة بخطوات ثابتة، ووجهه متجهم يعكس عاصفة داخلية.



مارتن، بصوت حاد:
هل كنتِ تظنين أن بإمكانكِ خداعي؟ أنا أعلم أنكِ تحاولين الهروب.



ندى، بنفس الحدة:
نعم، وسأفعل ذلك! أتعتقد أنني سأبقى هنا كالسجينة؟



مارتن، بعيون تضيق:
أنا أفعل هذا لحمايتكِ، وليس لأنني أريد السيطرة عليكِ.



ندى، بسخرية:
حمايتي؟! أنت تتحكم في حياتي لأنك لا تحتمل فكرة أن أكون حرة.



مارتن يقترب منها بخطوات بطيئة، يحاول السيطرة على غضبه:
أنتِ لا تفهمين الأمور بشكل صحيح. كل ما أفعله هو لصالحك.



ندى تقاطعه بحدة:
لا تلقِ علي محاضراتك الفارغة! أنا لا أحتاج إلى أحد ليقرر مصيري، خاصةً ليس أنت!



بصوت غاضب، ضرب مارتن الطاولة بقبضته:
إذا خرجتِ من هنا الآن، فلن تتمكني من التعامل مع العالم الخارجي. القصر هو المكان الأكثر أمانًا لكِ.



ندى، بابتسامة تحدٍ:
الأمان؟ هذا ليس أمانًا، بل سجن. وأنا لن أظل هنا إلى الأبد!



________________________Nada



في الليل



ندى كانت مستعدة للهرب. ارتدت ملابس داكنة وبسيطة، وحملت حقيبة صغيرة تحوي أهم احتياجاتها. كانت تنتظر اللحظة المناسبة، تعلم أن كل خطوة قد تكون محفوفة بالخطر.



خطواتها كانت ثابتة، لكن قلبها ينبض بسرعة. عندما وصلت إلى الباب الخلفي، فتحت الباب بهدوء، وخرجت لتواجه ظلام الليل ونسيم الحرية.



لكن، لم يكن الأمر بهذه السهولة. أحد الحراس لمحها وصاح:
توقفي على الفور!



ندى ركضت بكل ما أوتيت من قوة، تتنفس بصعوبة، وكأنها تفر من ماضٍ ثقيل يطاردها.



__________________________Nada



في مكان بعيد عن القصر



ندى وصلت إلى منطقة نائية، مليئة بالغابات الكثيفة والأشجار العالية. وجدت كوخًا مهجورًا، كانت قد رأته أثناء جولة مع سيلفيا. اختبأت هناك، وهي تحاول التقاط أنفاسها.



همست لنفسها بصوت متقطع:



هذه البداية... أخيرًا، الحرية.



___________________________Nada



في جناح بيا



دخلت سيلفيا إلى الغرفة لتأخذ شيئًا، لكنها وجدت بيا، ابنة سايمون، تجلس على الكرسي بوجه عابس.



بيا، بنبرة ساخرة:
ألا يكفي أنكِ تتصرفين وكأنكِ المديرة هنا؟ ماذا تريدين أيضًا؟



سيلفيا، بغضب:
مشكلتكِ ليست مشكلتي. إذا كان لديكِ اعتراض، فاحتفظي به لنفسكِ!


 
                
بيا، بنبرة تحدٍ:
مشكلتي أنكِ تظنين أنكِ أفضل من الجميع هنا، بينما الحقيقة أنكِ مجرد طفلة مدللة.



سيلفيا، بصوت مرتفع:
وأنتِ تظنين أنكِ تستطيعين التحدث معي بهذه الطريقة؟ إذا كنتِ تبحثين عن شجار، فأنا لن أسمح لكِ بذلك.



اقتربت بيا منها بخطوات غاضبة:
أنتِ لا تستحقين أن تكوني هنا. وجودكِ عبء على الجميع.



سيلفيا، بحدة:
وأنا لن أسمح لكِ باستخدامي لتفريغ غضبكِ السخيف.



الصوت المرتفع جذب انتباه الحراس، لكنهم لم يتدخلوا، بينما انتهت المواجهة بانسحاب ميا غاضبة، ونظراتها تحمل تهديدًا خفيًا.



_________________________Nada



في مكتب مارتن



كان مارتن جالسًا على مكتبه، بينما يقف أمامه نيكولاس، ابنه، بنظرات تحمل الغيرة والغضب.



نيكولاس:
لماذا أصبح بيتر قريبًا منك إلى هذا الحد؟ أنا ابنك، ومع ذلك لا تأخذ برأيي في أي شيء.



مارتن، بنبرة هادئة:
بيتر أظهر أنه جاد ويريد التعلم. إذا كنت تريد المكانة نفسها، فعليك أن تثبت جدارتك.



نيكولاس، بغضب:
لكنني ابنك! من المفترض أن تعتمد عليّ، وليس على أحد غيري.



مارتن، بنبرة صارمة:
كفى تذمرًا، نيكولاس. إذا أردت ثقتي، فابدأ بالعمل بجدية.



غادر نيكولاس المكتب وهو يشعر بالضيق والإحباط، لكنه قرر في نفسه أن يثبت مكانته بأي وسيلة ممكنة.



__________________________Nada



في شرفة سايمون



سايمون كان يقف مستمتعًا بهدوء الليل عندما جاءه مارتن، وعيناه تحملان نظرات الشك.



مارتن، بصوت هادئ يحمل تهديدًا:
ندى اختفت.



سايمون، يرفع حاجبه بدهشة مصطنعة:
وهل لاختفائها علاقة بي؟



مارتن، بحدة:
لا أحد يستطيع الهروب من هنا بهذه السهولة. وأنا أعلم أنك أكثر من يرغب في تقويض سلطتي.



سايمون، بابتسامة ساخرة:
لو كنت أريد إيذاءك، لما فعلت ذلك بهذه الطريقة البدائية.



مارتن اقترب منه بخطوات بطيئة، وصوته يغلبه الغضب:
إذا اكتشفت أنك كنت وراء هذا، فلن تكون هناك رحمة.



سايمون، بنفس الثبات:
حذرني كما تشاء، لكن لا تنسَ أن اللعبة ليست في يدك وحدك.



_________________________Nada



كانت ندى جالسة في الكوخ المهجور، تحاول التفكير في خطوتها التالية. شعرت بحرية لم تعرفها منذ وقت طويل، لكنها كانت تعلم أن هذا مجرد بداية، وأن مارتن لن يستسلم بسهولة.



في القصر، كان مارتن يجلس بمفرده، يتأمل كأس الويسكي بين يديه، وعقله مشغول بسؤال واحد:
"من ساعدها؟ وأين هي الآن؟"




        
          
                
بينما كان بيتر ونيكولاس يستعدان لجولة جديدة من التنافس، كانت الفوضى تعصف بالقصر، ولا أحد يعلم إلى أين ستقودهم الأيام القادمة.



_________________________Nada



في مكتب مارتن



كان مارتن يجلس في مكتبه، يتأمل شاشة الحاسوب التي كانت تعرض صورة ندى. عيناه مشتعلة بالغضب، وملامحه تعكس تصميمًا لا يتزعزع.



مارتن، متحدثًا إلى رجاله:
لا أريد أعذارًا. أقلبوا أمريكا رأسًا على عقب إن لزم الأمر، لكنني أريدها هنا. الآن.



أحد رجاله، بنبرة تردد:
لقد بحثنا في كل مكان، يا سيدي. لكن يبدو أن الطبيبة اختفت تمامًا.



مارتن، بصوت يقطر بالتهديد:
لا يوجد شخص يختفي تمامًا. الجميع يترك أثراً. ابحثوا في كل زاوية، في كل شارع. استخدموا كل مواردنا.



__________________________Nada



في الكوخ المهجور



كانت ندى تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة في الكوخ الصغير الذي أصبح ملاذًا لها. رغم شعورها بالحرية، إلا أن القلق لم يفارقها.



ندى، تحدث نفسها:
لا يمكنني البقاء هنا للأبد. لابد أن أعود إلى عائلتي... إلى مصر.



أخذت قرارها بعد أيام من التفكير. كانت تعلم أن العودة إلى مصر لن تكون سهلة، لكنها كانت واثقة من أن عمار سيحميها.



__________________________Nada 



في مصر - عند عمار



كان عمار جالسًا في حديقة منزله عندما رأى ندى تدخل البوابة. لم يصدق عينيه في البداية، لكنه قفز من مكانه وتوجه إليها.



عمار، بصوت مليء بالمفاجأة:



ندى! دا حقيقي انتي؟ رجعتي ازاي ومن غير ما تقوليلي؟



ندى، بابتسامة مليئة بالدموع:
حدث الكثير معي.



احتضنها بشدة، وتناسى تماما كونها تحل له وكأنها عادت من الموت. لكنها ابعدته سريعا عنها جلسا معًا، وبدأت ندى تحكي عن كل ما مرت به خلال تلك الأشهر الطويلة.



عمار، بحزم:
مش هسمح ان حد يقرب منك مرة تانيه. أنتي هنا في امان، وأنا هعمل أي حاجة لحمايتكِ.



__________________________Nada



في إنجلترا - عند إيليوت



مارتن كان يقف أمام إيليوت في أحد القصور الفخمة في لندن. كانت نظراته تحمل غضبًا وشكًا.



مارتن، بنبرة حادة:
أين هي، إيليوت؟



إيليوت، مبتسمًا:
من تقصد؟



مارتن، بصوت يعلو تدريجيًا:
لا تلعب معي. أعلم أنك تعرف مكانها.



إيليوت، بسخرية:
لست أنا من يختطف النساء، مارتن. ربما عليك البحث في مكان آخر.



لكن مارتن لم يكن مقتنعًا. كان يعلم أن إيليوت لديه دافع للانتقام منه، وندى قد تكون الورقة المثالية في يده.



_________________________Nada



بعد عامين من البحث



مرت سنتان منذ أن اختفت ندى عن الأنظار. مارتن لم يترك وسيلة إلا واستخدمها. استعان بمحققين خاصين، وحكومات، وحتى استخبارات، لكنه لم يجد لها أي أثر.



في أحد اجتماعاته مع رجاله، جلس مارتن وهو يبدو منهكًا لأول مرة.



مارتن، بصوت منخفض:
سنتان... ولم نجد شيئًا؟



أحد رجاله:
سيدي، يبدو أنها استطاعت أن تختفي تمامًا.



مارتن، بعد صمت طويل:
لا أحد يختفي تمامًا. استمروا في البحث، حتى لو استغرق الأمر عمري كله.



_________________________Nada



في مصر - عند ندى



كانت ندى تعيش حياة هادئة في مصر. عمار وفر لها حماية قصوى، وجعلها تعيش في منطقة بعيدة عن الأنظار. خلال العامين الماضيين، استطاعت أن تبدأ حياة جديدة، لكنها لم تنسَ أبدًا الأيام التي عاشتها في قصر مارتن.



ندى، تحدث نفسها:
هل انتهى الأمر حقًا؟ أم أن مارتن سيجدني يومًا ما؟



رغم خوفها الدائم، إلا أنها كانت مصممة على الاستمرار في حياتها الجديدة، متجنبة أي اتصال قد يكشف مكانها.



_________________________Nada 



في قصر مارتن



كان بيتر ونيكولاس يجلسان في مكتب مارتن، يتناقشان في أمور العمل.



بيتر، بنبرة واثقة:
أعتقد أن الوقت قد حان لنركز على الأمور الأكثر أهمية. البحث عن الطبيبة يستهلك الكثير من مواردنا.



نيكولاس، بغضب:
كيف تجرؤ على قول ذلك؟ هذه زوجة ابي، ليست مجرد مشروع نسيطر عليه.



بيتر، بسخرية:
ربما لأنك لا تستطيع فصل مشاعرك عن العمل، نيكولاس.



تدخل مارتن فجأة، ونظر إليهما بحدة:
انتهيتما؟ إذا كنتم تظنون أنني سأوقف البحث، فأنتما مخطئان.



_________________________Nada 



بينما كانت ندى تنظر إلى البحر في مصر، تفكر في مستقبلها الجديد، كان مارتن في قصره، ينظر إلى صورتها بحنين وغضب.



تمتم مارتن لنفسه:
سأجدكِ، ندى. مهما استغرق الأمر.



كانت هذه مرته الاولى الذي ينطق اسمها بها تلذذ بنطقه وداخله يخبره انه سيتلذذ بها هي قريبًا... 



لكن هل سيجدها حقًا؟ أم أن ندى استطاعت الهروب من قبضته إلى الأبد؟



______Nada______Almater____



اتمنى يعجبكم وتوقعاتكم للجاي 



__________________



عشقتُ مسلمة 






        


تعليقات