Ads by Google X

رواية سطور عانقها القلب الفصل العاشر 10 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية سطور عانقها القلب الفصل العاشر 10 - بقلم سهام صادق

*******

فتحت عيناها بصعوبة ، وقد أخذ الألم يطرق رأسها ..، طالعت المكان حولها ..،فانتابها الخوف وهي تنتفض من فوق الفراش ..، إنها ليست في منزلها

علقت عيناها بحذائها المُلقي جوار الفراش ، وعندما التفت بجسدها قليلاً ..كانت المرآة قبالتها ..، فستانها أصبح مُجعد ، ملامحها مُلحظه بزينتها ..، ثم اقتربت من المرآه ببطئ تفحص حالها بتأكيد بعدما بدء الذعر يرتسم فوق ملامحها

وسؤال واحد يخترق عقلها ..، فما الذي حدث ليلة أمس ؟

عاد ألم رأسها يطرق بقوة ، ومعه كانت تتضح لها الصورة المخزيه ، وشهقة قوية كانت تخرج من شفتيها ..، تتذكر بعض المقتطفات ..، فقد تحرشت برجلاً ، بل إنها كادت أن ..وقبل أن تقتحم الحقيقة عقلها ..، كانت حدقتيها تتسع ، تضع بيدها فوق شفتيها

- لااا

فهذا الرجل من يكن ، وقد بدأت تتضح لها ملامحه شئً فشئ ، إنه "عامر السيوفي" ،

أغمضت عينيها بقهر ..، تتذكر وهي تُقبله بل وتخبره بالفاظ لم تخرج من شفتيها يوماً ، بل لا تخرج إلا من فتيات الليل.

فركت وجهها بقوة ، وتراجعت نحو الفراش تتهاوي عليها ..، فلا لم يعد لديها قدرة لتنظر نحو حالها في المرآه

طرقات خافته كانت تُخرجها من شرودها ، وتلك الذكري السيئة التي ستظل في ذهنها ..، دلفت الخادمة بعدما لم تجد رداً ، فكما أخبرها سيدها ، إذا لم تحصل علي الإجابه ..، فتدلف وتري الضيفة حتي تطمئن عليها

والضيفة لم تكن مجهولة بالنسبة إليهم ، لقد أتت مرتين لهنا من قبل للسيد الصغير

- عامر بيه مستني حضرتك علي الفطار يا هانم

طالعتها فريدة ، بعدما رفعت وجهها عن كفيها

- محتاجة مني حاجة ياهانم

وعندما لم تحصل إجابة منها ، كانت الخادمة تنصرف لأسفل وعقلها يتنقل هنا وهناك ..، غير مُصدقة أن يكون السيد الكبير ..، أنخرط في علاقة معها.

صعد "عامر" الدرج بعدما أستمع لما تخبره به الخادمه ..، وقف أمام الغرفة التي وضعها بها ليلة أمس ..، ولا يعلم لما لا تذهب صورتها عن عقله ..، يلوم حالها إنه بالفعل كان سيضعف معها لولا أقتراب تلك السيارة منهم .

نفض ما يقتحم رأسه ، وزفر أنفاسه حتي عاد الجمود يرتسم فوق ملامحه ..، وبرفق كان يطرق الباب هاتفاً باسمها

- فريدة

انتفضت "فريدة" من فوق الفراش الذي جلست عليه ، وقد اصابتها الصدمه ، وعندما علقت عيناها به ..، سقطت دموعها

- أنا مش عارفة عملت كده إزاي

أخفت وجهها عنه من شدة خزيها ، ثم تعالت شهقاتها وهي لا تُصدق إنها فعلت هكذا ومع من ، رجلاً شريك والدها ..، رجلاً تحترمه وتقدره ولا تراه إلا في صورة الشقيق ..، رجلاً شقيق لمن عشقت

- مكنتش في وعي ، صدقني مكنتش في وعي

- فريدة ممكن تهدي ، أنا متأكد إنك مكنتيش في وعي

وبصعوبة كانت تهتف ، بعدما طرقت رأسها أرضاً حتي تبتعد عن نظراته ..، ويتذكر ما فعلته وتسقط من عينيه

- أنا مشربتش غير عصير في الحفله

وعند هذه العباره ، كانت تتسع حدقتيها وهي تتذكر إصرار النادل عليها ..، ألا ترتشف من هذا العصير

- أيوة العصير

رمقها مستفهماً ، وقد ضاقت عيناه ينتظر سماعها ..، ولكنها وجدها تهوي فوق الفراش وتدفن رأسها بين كفيها

- مالها العصير يا فريده ، أحكيلي اللي فكراه

وبضعف كانت ترفع عيناها إليه ، فهي لا تُريد إلا أن تُمحي تلك الليلة من ذهنها ..، لقد كانت في أحضانه ..، تدفعه ليسقط في شرك الخطيئة ، وبصعوبة كانت تسرد عليه .. ما حدث مع النادل وكأس العصير الذي كان من المفترض أن يكوت لشخصًا أخر

- أهدي يا فريده ، أهدي عشان نفكر هنقول إيه لوالدك

عادت تنتفض من مكانها بوهن ، فقد تذكرت أمر والدها

- بابا ، ارجوك بلاش تقوله حاجة

انسابت دموعها مجدداً وقد خارت قواها ، فقد ضاعت صورتها أيضاً أمام والدها ..، وعندما تعلقت عيناها بعينين الواقف ..، هتفت برجاء

- أرجوك ، خليه سر بينا ، وعمري ما هنساه ليك الجميل ده أبداً

- مين قالك إن محسن باشا عرف حاجة ، أنا بفترض

وتنهد بأرهاق ، فلم تغفل جفونه ليلة أمس ..، بعد ما حدث

- عموماً أنا بلغت كريمه بوجودك في بيتي ، لكن من غير أسباب..، وأظن إن كريمه هانم ست متفهمه وحكيمة

رمقته بقلة حيله ، وقبل أن تتحرك نحو المرحاض ..، حتي تمسح زينتها وترتب من ثيابها لترحل ..، ولكن كان صوت والدها يعلو بالأسفل باسمها

- فريده

وقد حدث ما كانت تخشاه

……..

احتدت عينين "السيد محسن" وهو يري أبنته تتبع "عامر" بتلك الهيئة ..، هيئة لا توحي إلا بشيئاً واحداً

- بنتي بتعمل إيه هنا ، يا عامر بيه

توترت "فريده" تنظر نحو "عامر" الذي طمئنها بنظراته

- وده سؤال برضوه يا محسن بيه ، سؤالك بيوحي إنك مش مطمن علي بنتك في بيتي

راوغه "عامر" قليلاً ..، فتنهد "محسن" بضجر

- أنت عارف إن واثق فيك يا عامر ، لكن قولي السبب اللي يخليها هنا معاك وأنت راجل عازب

وقبل أن يتاخذ "عامر" أي ردة فعل ..، القي "محسن" نحوه الجريدة

- شايف سمعة بنتي بقت بسببكم إيه ؟

واردف متهكماً ، وهو يرمق أبنتها التي لأول مرة تقف أمامه دون أن تُدافع عن نفسها

- الأخ الصغير ، والأخ الكبير .. أيهما سينال وريثة محسن الصواف

امتقعت ملامح "عامر" وهو يُلقي الجريدة أرضاً ، وقد اسرعت "فريدة" في التفاطها حتي تري ما دون عنها

- اللي نشر الكلام السخيف ده لازم يتعاقب ..، مش تيجي تتهمني يا محسن بيه

طالعت "فريدة" الخبر ، تنظر في عينين والدها ، أنتابها شعور أن والدها هو الفاعل ..، والدها يسعي لتزويجها من "عامر السيوفي" منذ أول شراكه بينهم ..، وها هو يفعل فعلته ..، وبالتأكيد كان علي علم بالصورة التي التقطت لها أمس مع عامر وهو يحيط خصرها حتي تستطيع الوقوف علي قدميها بسبب ما وضع في المشروب الذي تناولته

- الاجابه ، لسا مأخدتش منك يا عامر ..، بنتي هنا بتعمل إيه في بيتك بعد ما كنتوا في الحفله سوا

وبنظرة طويله ، كان يفهم ذلك الواقف أمامه ..، "محسن الصواف" يلعبها معه

- الأجابة عند فريده ..، لكن لو شاكك في بنتك وشاكك فيا ..، فبساطه أختار أنت الحل

وهنا لم تتحمل "فريدة" رؤية حالها هكذا ،والدها يُريد سماع كلمه واحده ..، كلمه تعلم أن إذا نطقها "عامر" سيكون من أجل إنقاذها .. ، ولن تفرض نفسها في حياة رجلاً مره أخري

وبصعوبة كانت تخبر والدها بما حدث في الحفل ، ولكنها لم تخبره بما حاولت فعله ، اشفق عليها "عامر" وهو يراها تتهرب بعينيها عن والدها ..، ولم يكن محسن بالغبي حتي يظن أن الأمر أنتهي بجلبها لبيته دون أن يحدث شئ ، وتكون حالة أبنته هكذا .

- معنديش مشكله ، نتجوز أنا وفريده يا محسن يا باشا

وهنا كانت تلمع عينين "محسن" من فرط السعاده ، فهذا ما كان يطمح إليه ..، تجمدت ملامح "فريدة" تهتف برفض

- لا

………

تقدمت من " السيد فتحي" تعطيه قطعة من الكعك الذي صنعته..، طالع العلبة التي تضعها أمامه متسائلاً بعدما أغلق الدفتر الذي أمامه

- عامله حسابي في كل ده يا صفا

نفت "صفا" برأسها سريعاً، فهي تعرض عليه قطعه واحده

- مش عارف اقولك إيه يا صفا، أنتِ حقيقي موظفة مخلصه

أسرعت في إبعاد العلبة عندما رأته يصر علي أخذ العلبة باكملها

- يا استاذ، ما انا هزيت راسي وجاوبتك، بلا.. يعني العلبه مش كلها ليك

لم يعبأ "السيد فتحي" بحديثها، فالتقط العلبة منها..، بعدما وقفت مصعوقة من فعلته

- وأنا مش هزعل منك يا صفا، هاخد كل القطع واسيبلك قطعه واحده علي قدك

وبالفعل، تم ما ارادة..، وقد عادت لمكتبها الصغير تنظر للقطعة الصغيرة التي أعطاها له، واخذ باقي القطع يلتهمهم بجوع

- طالعه شاطرة زي عمتك، نفسكم حلو

تمتم بها، بعدما مسح فوق شفتيه وهو يرمق القطعة الأخيرة التي أمامها ولم تمسها ، وعندما رأت نظراتها نحوها.. التهمت القطعه سريعاً، تهتف بخفوت

- أنا عرفت ليه محدش بيكمل معاك في الشغل...

وأخذت تندب حظها

- اه يا حظك يا صفا..، حظي اشتغل مع فتحي اللي مش راحم طبق

- بتقولي حاجة يا صفا

- بقول سلامتك يا استاذ فتحي..، اصلك كنت بتكح

- شكلك مش مسامحه في الكيكه يا صفا

رمقها مبتسماً بسماجة قد تعلمتها منه، كما أصبحت تخبرها "جنه"

- انا أعمل كده يا استاذ فتحي، ده أنت خيرك عليا

اتسعت ابتسامة "فتحي"، يُداعب شاربه

- يا صفا يا بنتي...

وقبل أن يتم عبارته ويخبرها عن مدى كرمه وفضله علي الجميع ، أسرعت هاتفه

- كله لوجه الله يا استاذ فتحي

- اه والله، الواحد مش عايز من الدنيا ديه غير الستر والصحه وحب الناس

- والفلوس والأكل والستات، ولا إيه يا استاذ فتحي

- في إيه يا استاذه صفا، أنتي جاية تهزري..، ولا عايزانى اخصم منك

أسرعت تنكب فوق الدفاتر، فلا تحتاج للخصم اخر من راتبها

..، مر الوقت وقد ضجر "فتحي" من الصمت

اخذ يسألها عن تفاصيل حياتها، وهل لوالدتها أهل، واين هم باقية عائلته

- معنديش غير عمتي بس يا استاذ فتحي

استمرت أسئلته، ولم يلاحظ ذبول عينيها عندما ذكرها بفقدها لهم..، كادت أن تبكي ولولا ظهور صاحب العينين الزرقاء في مخيلتها ما كانت تجاوزت حالتها

- هو أنت تقرب لصاحب المزرعه فعلا يا استاذ فتحي

تمكنت من تجاوز الحديث عن حياتها، وقد تركت "فتحي" يحكي لها عن القرابة العظيمة التي يفتخر بها..، ويا لسعادة فتحي وهو يخلق بعض القصص التي لا وجود منها وصفا تُطالعها بانبهار وتصدقه رغماً عنها

أرادت أن تعرف كثير التفاصيل، عن صاحب الأعين الزرقاء ولكنها خشيت أن يُفسر سؤالها بشئ خاطئ،

ولكن ها هي لديها معلومتين مؤكدتين عنه

" مهندس، واعزب"

...........

طالعت السيدة كريمه، شقيقها الذي تعالا صراخها علي صغيرته لأول مره..، لم تفهم سبب صراخه في البدايه ولكن ما جمدها في وقفتها وادهشها، أن " عامر السيوفي" أراد الزواج من "فريدة"

- عقليها يا كريمه، لأنها شكلك اتجننت خلاص

صرخة بها وهو يغادر غرفتها، فاجهشت فريدة في بكاء مرير

- كده يا عمتو تقوليله، إن في بيته وانتي عارفه إنه بيدور علي أي فرصه عشان يجوزني ليه

- والله يا بنتي غصب عنه، وخصوصاً موضوع الجريدة خلاني اضطر اقوله..، غير قلقي عليكي وأنا مش فاهمه سبب وجودك عندك في بيته

دفنت "فريدة" رأسها بين ساقيها.. ،فمدّت "السيدة كريمه" يدها نحو خصلاتها تمسح فوقهم برفق

- هو موضوع العصير ده صح يا فريدة

رفعت عيناها نحو عمتها، مصدومه من سؤالها..، فكيف لها أن تشك بها وهي من ربتها

- أنتِ بتشكي فيا يا عمتو

- لا يا حببتي، أنا عارفه أنك مبتكذبيش..

واردفت بعدما طالعت نظراتها الواهنه

- الحكاية مش كامله يا فريدة، أكيد في سبب خلي عامر السيوفي يعرض الجواز بسهوله كده علي محسن، ويديكي فرصة تفكري

انتظرت "السيدة كريمة" أن تسمع ردها وعندما طال صمتها..، أصابها الشك أكثر..، وهي تنفي برأسها غير مصدقه

- حصل بينكم علاقه

الجمت الصدمه لسانها، تنظر لعمتها وقد تعالا الشحوب فوق ملامحه

- كان ممكن يحصل واضيع..، لو مكنش هو موجود

فتعالت شهقة "كريمة"، وقبل أن تستفهم عن شئ.. ،كانت تخبرها بما تُريده

- طيب ليه رافضه تتجوزي، يا فريدة..، اللي انتي بتقوليه إن عامر كان ممكن يتجاوب معاكي

نفضت رأسها، بعدما نهضت من فوق فراشها

- اي راجل بيحصل معاه كده..، كان ممكن يتجاوب ويستمر كمان

واخذت تطرق فوق رأسها، مما جعل "كريمه" تنهض من فوق الفراش.. ،تلتقطها نحوها وتضمها إليها

- ارجوكي كفايه يا عمتو، أقف جانبي.. ،أنا كنت بحب اخوه ومازالت بحبه..، ليه عايزني اكون ضحية

شعرت "كريمة" بالندم من حالها، وتجمدت ملامحها وهي تستمع لعبارة صغيرتها عن فعلة والدها

- محسن بيه هو اللي ورا الصورة والمكتوب في الجريدة..، شوفتي عايز يوصلني لأيه

ضمتها "كريمة" إليها، وقد بدأت الصورة تتضح أمامها

- تجاوزي اللي حصل يا فريدة، ومن كلامك عن شهامة عامر السيوفي..، هيقف معاكي في أي قرار

.........

جلست "فريدة" قبالته في المطعم الذي اتفقت معه..، أن تقابله فيه..، اطرقت رأسها هاربة من نظراته

- فريدة لازم تنسى الحكايه، زي ما أنا نسيتها

- مش قادرة، مش قادرة افتكر إني..

قطع حديثها، فلن تتجاوز هذه الليلة إذا ظلت هكذا

- خلينا نتكلم في الموضوع اللي متقبلين عشانه يا فريده

استطاع ان يجذبها نحو الحديث الذي التقوا من أجله، فرفعت عيناها نحوه

- أنا مش موافقة علي فكرة الجواز

وبهدوء كان يسترخي فوق مقعده، يسألها عن السبب

- ممكن أعرف السبب؟

تسأل ببرود، مما أعاد إليها شخصيتها مجدداً

- سبب إيه، هو إحنا بينا قصة حب..، ما حضرتك عارف السبب

انفرجت شفتيه في ابتسامة واسعة..، فقد عادت فريدة التي يعرفها.. ،وعندما رأت ابتسامته وفهمت هدفه من إثارة حنقها

- شكراً علي اللي عملته معايا، لو واحد غيرك

- فريدة، قولنا ننسى خلاص..

اماءت له برأسها، فيجب أن تنسى وتتجاوز هذه الليلة، وبهدوء كان يتسأل ثانية

- رفضك بسبب احمد مش كده

عادت تُحرك له رأسها، وبنبرة خافته كانت تُجيبه

- انا حبيبت احمد، قولي ازاي اكون مراتك وانا كنت برسم أحلامي معاه

ابتسم "عامر" وقد ازداد تقديره لها، لقد خسرها شقيقه بالفعل

- احمد كان هيكون محظوظ لو اتجوزتوا يا فريدة..، لكن للأسف هو عايز يعيش في الماضي

طالعته متفهمه، فلن تركض حلف سراب الحب مجدداً

- أنت عارف إن بابا، ليه يد في نشر المقال في الجريده

فجأها من معرفته بالأمر، وما زادها دهشة وهو يخبرها عن معرفته بنية والدها منذ البدايه

- أنت كنت عارف

ابتسم وهو يري صدمتها في معرفته لكل شئ يدور حوله

- محسن بيه للأسف نسي، إني عامر السيوفي يا فريدة

واردف وهو يُطالعها باهتمام

- رأيك الأخير يا فريدة

والجواب كان يحصل عليه مرة اخري، وهو الرفض الذي اراحه

...........

دارت بعينيها في المكان ، تبحث عنه في المطعم الذي أعتاد المجئ إليه منذ أن أتي لأمريكا ، لقد أصبحت جميع معلوماته لديها ..، وما عليها إلا التقرب منه حتي تنال هدفها

وجدته يدلف للمطعم يتجه نحو طاولته التي أعتاد الجلوس عليها , بعدما خلع معطفه الصوفي ..ليلتقطه منه الشخص المخصص لهذا العمل

طلب وجبة إفطاره الخفيفة من كعكة وقهوة برائحة البندق ، وجلس مرتخي الجسد يُطالع المعالم الخارجية للمكان

طالعتها بنظرات طويلة ، ولو لمح نظراته نحوها لأعتقد إنها مُعجبة به ، لكنه كان لا يهتم بمطالعة أحد ..، جلب له النادل فطوره ، ومعه الجريده كما أعتاد ..، فقد اصبح زبون هنا

الدقائق كانت تمر ، وهي كانت تجلس تُطالعه لا أكثر ..، وقد أقترب موعد انصرافه ولم تتقرب منه بعد ..، التقطت أنفاسها ببطئ ..، تُخبر حالها إنها في مهمه ويجب عليها تنفيذها استجمعت شجاعته ونهضت عن مقعدها ، بعدما طالعت هيئتها في مرآتها خاصة ، جذبت تنورتها القصيرة بعض الشئ ، وبخطي هادئه ..، أخذت تقترب منه بثقة ..، فمن يُقاوم أمرأه مثلها .

وقفت قبالته بقوامها المتناسق الممشوق ، تبتسم إليه ، وقد كان يرتشف من فنجان قهوته ويقرء أحداث العالم من خلال الجريدة .. ، وبخطوة مدروسة أتقنتها كانت تمدّ له يدها هاتفه

- ازيك يابشمهندس

رمقها "احمد" بتمهل شديد ، بعدما ترك فنجان قهوته ..، ترقبت ردة فعله من نظرته ولكنها لم تحصل علي أي ترحيب منه ، تجاوزت الأمر ، وجلست فوق المقعد ، تسب أهدابها تنظر إليه بخجل ونعومة

- اكيد حضرتك مش عارفني ، انا أميره مهندسه منتدبه من شركه الامارات العربيه للشركه المعماريه الامريكيه هنا ، اللي حضرتك مساهم فيها بأسهم وتصميمات

وسمحت لعينيها تلك المرة تتعلق به بثقه

- بجد أهنيك علي علي نجاحك وبارعتك يا بشمهندس

لانت ملامحه عندما علم بهويتها ، فابتسم بدوره

- اهلا يابشمهندسه

رحب بها برسمية لم تخفي عنها ..، فادركت أن مهمتها لن تكون سهله مع رجل مثله

وبجراءة أصبحت من صفاتها ، وعدم صدمه طلبها

- ممكن اخد فطاري معاك ..، حبه أدردش معاك شويه ولا هاخد من وقتك

وقبل أن تستمع لحديثه ، أعقبت حديثها بدعابه

- جلسه عملية بحته متقلقش يا بشمهندس

ورغم عنه كان يضحك علي حديثها ، أماء له برأسه ..، فلن يستطيع أحراجها

- قدامي عشر دقايق بس ، أنتي عارفه المواعيد هنا بالدقه

- أكيد يا بشمهندس

وقد بدأت أول خطواتها مع رجلاً مثله "أحمد السيوفي" صيدها القادم وشقيق "عامر السيوفي" ، ذلك الرجل الذي دهسها أسفل قدميه



………….

لقد صار العمل علي قدم وساق، فالسيد الكبير في عطلة هنا لبضعة أيام..، تنهدت بارهاق بعدما وقت الراحة خاصتها..، دلكت جبينها ثم فركت عيونها ونهضت تتمطأ بذراعيها قليلاً فالغرفة خاليه بها ، "فالسيد فتحي" أصبح ملازم للسيد الكبير حتي يُريه إخلاصه وتفانيه في العمل.

ارتسمت السخرية فرق محايها، فهذا ما يحدث له عندما تتذكر "السيد فتحي"..

جاء وقت انصرافها أخيراً..، وكان اليوم أبكر بساعتين..، فهذا الشهر يتم فيه الجرد وليس به أعمال كثيرة

قررت أن تسير داخل المزرعة وتخرج من البوابه الأخري، ورغم إنها اتخذت الطريق الطويل إليها حتي تعود للمنزل..، إلا إنها أرادت السير قليلاً وتأمل الاشجار التي تُحيط المزرعة

استمعت لصهيل فرس يمر جوارها، وقد انكمشت علي حالها حتى تجاوزته..، ولكن سرعان ما انتبهت ان الذي مر من جوارها ما هو إلا مالك المكان، السيد عامر الذي سمعت عنه

التفت خلفها ..، ولكنها لم تري إلا الغبار الذي خلفه خلفها.. ،اكملت خطواتها مستمتعه برائحة الفواكه وقد انعشتها نسمات الهواء التي اخدت تداعب خديها

توقفت في مكانها وهي سيدتين يتحركان نحو الطريق الذي ستُغادر منه.. ،ومن هيئة إحداهن كانت تعلم إنها السيدة الكبيرة التي يتحدثون عنها

غرزت قدم المرافقة في الطين ولم تكن منتبها، فوقفت السيدة العجوز بعصاها

- قولتلك يا هانم خلينا نمشي من الطريق التاني

تمتمت المرافقة حانقة، وقد اختفى الارتياح من فوق ملامح "ناهد"، تقدمت "صفا" منها وقد كانت تُشاهد الأمر من بعيد..، تمدّ للمرافقة كفها تُصافحها

- أنا شغاله هنا في المزرعه، خليني اساعدكم..، زي ما انتِ شايفه في طين المكان

وطالعت السيدة الجميلة، تنظر لعينيها بانبهار حقيقي

- حضرتك اكيد كنتي ملكة جمال في شبابك

واسرعت في تكملة عبارتها، بعدما رأت تلك الابتسامة التي ارتسمت فوق شفتيها

- ومازلتي، جميلة

اطرب "ناهد" حديثها، وشعرت بالأرتياح لتلك الغربية التي تستمع لصوتها متسائلة

- اسمك إيه

- صفا

- نرجع يا هانم

هتفت بها المرافقة بعدما شعرت بالضيق من وقفتها في الطين هكدا، وقد اتسخت ملابسها

- ارجعي انتي، صفا هتاخدني تفرجني علي المكان

اتسعت حدقتي "صفا" ذهولا من طلبها..، ولكن سرعان ما حركت رأسها بحماقة.. ،وكأن السيدة الكبيرة تراها

- مش كده يا صفا، ولا عندك شغل

- عامر بيه، مفهمني مسيبش حضرتك يا هانم

ولكن "ناهد" انتظرت سماع عبارة الواقفه

- من عنيا

وببساطة كانت تجيبها، ابتعدت المرافقة..، بعدما احتلت" صفا" مكانها وقد ابتسمت "ناهد" وهي تستمع لصوت المرافقة المتذمر

أتبعتهم المرافقة غاضبه، ولو غصب السيد عامر، لكانت عادت لبيت المزرعة

طالت الجوله، وقد ضجرت التي تسير خلفهم، ولكن "ناهد" كانت مستمتعه رغم تعب ساقيها..، ولكن فجأة توقفت عن السير تلتقط أنفاسها.. ،ف أسرعت المرافقة إليه تدفع "صفا" عنها

- مش قولتلك يا هانم نرجع، اه ميعاد الدوا جيه وإحنا لسا برة المزرعه

- طيب فين علاجها ، بدل ما بتتكلمي ادهولها

حدقت بها المرافقه بملامح ممتعضة، وتجاهلتها تبحث في هاتفها عن حتي تُهاتف رب عملها لتُخبره عما حدث، رمقتها "صفا" بغضب ولكن سرعان ما كان يتملكها الخوف وهي تري وتيرة أنفاسها ترتفع وتلتقط أنفاسها بصعوبة.. ، انتبهت علي صوت المرافقة وهي تُحادث الطرف الأخر بخوف وتعلم ما ينتظرها حينا العودة

- حاولي تاخدي نفسك براحك يا هانم

وعندما انتبهت علي وجود "صفا" هتفت بضيق

- أنتِ لسا واقفه هنا، البيه لو جيه وشافك فيها طردك

امتقعت ملامح "صفا" وتجاهلتها، فقلقها كان منصب نحو السيده الجميلة التي ذكرتها بوالدتها

- هطمن عليها ومشي

- يبقى خليكي واقفه ، لأن البيه لازم يعرف إنك السبب

**** عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية سطور عانقها القلب" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent