Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل الثالث و العشرون و الاخير - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

  

 رواية الطبيب العاشق الفصل الثالث و العشرون و الاخير -  بقلم منة جبريل

الثالث والعشرون'الأخير'
                                    
                                          
وقَذفها القَدَر إلى قَلبِهِ.



- الرافعيّ.



والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كان الجميع يجلس بالأسفل في قصر ريان بعدما غيروا رأبهم وقرروا الذهاب معًا إلى الحفل، وكان هشام وبيجاد وإياد في أبهى طلّتهم . 



أما آسر فهو لن يذهب لأنه ليس له شأن بالشركة أو بصفقاتها أو بأي شيء يخصها وقرر أن يظل معهم حتى إذا احتاجوا شيئًا



كانت سناء تنظر لهم وهي تردد ‌: 



- ربنا يحميكم



سمع الجميع صوت طرقات أنثوية تصدر من أعلى الدرج لينظروا جميعًا إلى الدرج، ليبتسم بيجاد باتساع وهشام اكتفى ببسمة بسيطة وهما يتجهان لمدللتهما، أمسكا كفيها وهي تنزل بقية درجات السلم، وقفت أمامهما وهي ترتدي فستانًا باللون الأسود اللامع وتركت خصلاتها حرة وتزينت بمجوهراتها وزينة وجهها الرقيقة بملامحها التركية الجذابة



أخرج بيجاد هاتفه والتقط له صورة معها كعادته قبل أي حفل أو مناسبة معها مرددًا ‌: 



_ زوجتي المستقبلية



ضحكت كيان برقة وقالت وهي تتمسك بذراعه وتبتسم لكاميرته ‌: 



_ حبيبي يا بيجو



ثم ابتسمت إلى هشام الذي ربت على رأسها قائلًا ‌: 



_ زي عادتك تخطفي القلوب يا كياني



_ كيانك إي دي كيان ريان بس



وصله صوت ريان ليقول بدون النظر ناحيته ‌: 



_ اسكت أنت، كياني غصب عنك وعن أي حد، ولا إي؟ 



ضحكت كيان واحتضنته قبل أن تقول بانبهار وهي تنظر لأعلى الدرج ‌: 



_ لا بئا، أنا كدا الأضواء هتتخطف مني، وأنا اللي كنت بقول مش هلاقي اللي ينافسني في جمالي، لي كدا يا ريان تحبط أختك وتخلي منافستها معاها في نفس البيت



توجهت الأنظار باستغراب نحو ريان بسبب كلمات كيان التي كانت تتحدث وهي تدعي البكاء، ونظرة سريعة جعلت بيجاد وهشام وآسر يشيحون ببصرهم عنها وهم عالمين بغيرته عليها، أما إياد وشقيقتيه فابتسموا بحب لها، ولكن كان حال سناء وأخيها وزوجته هو المضحك. 



وقفت حوراء أمامهم ليتقدم منها إياد وقبل رأسها مردفًا ‌: 



- ما شاء الله يا أميرتي زي القمر



ابتسمت له حوراء ليستمعوا جميعا فجأة إلى صرخة سناء وهي تهتف ‌: 



- إي اللــي أنــا شايفــاه دا



فزعت حوراء وأمسكت بذراع كلا من زوجها وشقيقها ليضحك ريان على رد فعلها وكذلك الجميع ما عادا دنيا وعبد الرحيم اللذان ما زالا في ذهولهما من جمالها


            
                
تقدمت منها سناء تحت نظرات الاستغراب من حوراء ليقول ريان مبتسمًا ‌: 



- أهي اللي كسرت العين عن اخواتها يا سناء، دي سناء أم آسر



أنهى حديثه معرفًا حوراء عليها لتبتسم لها حوراء قائلة برقة ‌: 



_ أهلًا بحضرتك



عقدت حوراء حاجبيها بعدم فهم من وقوف سناء أمامها بدون الرد عليها، ليقلب ريان عينيه وقال بهدوء ‌:



_ نسيب سناء ونروح نشوف اللي ورانا



أوقفته سناء بقولها ‌:



_ اخرس أنت وقولي يا معفن ازاي اقنعت البت تقبل بيك



تحدث ريان بغيظ ‌: 



_ تصدقي أنك ست تستاهل التهزيق



تحدث آسر سريعًا يحاول احتواء الوضع قبل أن يبدأ ريان وسناء في الدخول في مشاحنة بالكلمات كانت طبيعية بينهما ‌: 



_ عديها يا ريان



صاح ريان به ‌: 



_ اعديها إي، دي لو سكتلها هتمشي بمثل سكتناله دخل بحماره



على صوت سناء قائلة : 



_ حمار إي يا قليل الأدب يا زبالة، ولا أنت علشان قبلت بيك بنت حلوة هتاخد مقلب في نفسك



_ ما تلم أمك يا آسر 



همس بها عبد الرحيم ليقول آسر بهمس وهو يسمع سباب والدته لريان ‌: 



_ ما تلم أختك أنت يا عبد الرحيم



انتبها إلى توقف سناء عن السباب ليتعجبا من انتهاء المشاجرة بسرعة، ولكن اكتشفا أنها عادت للنظر إلى حوراء التي تدخلت قائلة ‌: 



_ معلش يا خالة والله ريان ما يقصد



أشاحت بيدها قائلة ‌: 



_ يقصد ولا ميقصدش في داهية، سيبك أنتِ منه وقوليلي إي اللي رمى واحدة جميلة زيك على المُر



ضحكت حوراء بينما رمقها ريان بغيظ، ليسحب كف زوجته من يد سناء وتحرك بها للخارج قائلًا ‌: 



_ أنا لو فضلت دقيقة كمان هرتكب جناية



ضحكوا عليه وتبعه هشام وبيجاد تتوسطهما كيان ومعهما إياد إلى الخارج، لتنظر سناء لأريب وآية قائلة ‌: 



_ اتلموا عليكم فين المعفنين دول



ضحكت أريب وقالت ‌: 



_ القدر اللي رماهم علينا يا خالة



_ للأسف



همس بها آسر لترمقه بجانب عينها قائلة ‌: 



_ لا بقولك إي، هتبدأ تزاولني تاخد بعضك وتمشي أحسن



رمقها آسر ببرود مرددًا ‌: 



_ ولو ممشيتش، هتعملي إي؟ 



قالت سناء وهي تدفعه من كتفه ‌: 




        
          
                
_ أنا اللي هعملك، متقربش على البنات دول لأنك غشيم ومش هتعرف تتعامل معاهم. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كان إياد مع هشام في سيارته وكيان مع بيجاد في سيارته وكان الذئب مع ملكته في سيارته وكان يقودها السائق وكان خلفهم ثلاث سيارات وواحدة أمامهم للحراسة



بعد وقت توقفت السيارات تباعًا وترجل الحرس أولًا وكان دخول أسطور السيارات وحده كافيًا ليعرف عن هوية القادمين، الأضلاع الثلاثة لمثلت الصداقة الملوّن، وقد لقبوه بالملون بسبب اختلاف لون أعينهم وشخصياتهم كذلك، ورغم اختلافهم الشديد عن بعض ألَا إن صداقة متينة ربطت بين قلوب ثلاثتهم.



بدأت عدسات الكاميرات تتسلط على السيارات، وبدأت في التقاط أولًا صورة لهشام وإياد ثم توجهت بسرعة لالتقاط صورًا لجميلة عالم الأعمال والضلع الثاني للمثلث وهي تتمسك بذراعه تسير للداخل راسمة بسمة خفيفة على محياها وكانت في استقبالهم إيزابيلا، وقف إياد وبجلنبه هشام ثم بجانبه بيجاد وهو يحيط بكيان بذراعه بجانب إيزابيلا ملبيين دعوة صحفي في التقاط صورة لهم



ثم بدأوا يسألا الصلعان عن الضلع الثالث لمثلث الصداقة، ليأتيهم الجواب مع ترجل السائق من سيارته بعدما تأخر ريان بسبب حذاء حوراء . 



هبط الذئب بهيبته وقوته المخيفة للجميع بملامح نحتت من الصخر لم تقلل من وسامته، وكان من الجهة الأخرى لمدخل الحفل، لم ينظر لأي كاميرا من الكاميرات التي كانت موجهة له، فهو يعلم إن نظر آلى احداهم سيغتر صاحب هذه القناة التي سينشر عليها هذا الحفل لأن الذئب نظر إلى كاميرة الصحافة خاصته



التف نحو السيارة لتتقدم منه إيزابيلا خطوة بابتسامة واسعة ما إن نظر لها ولكن توقفت قدمها ما إن أشاح بصره عنها بعدم اهتمام وتوجه لفتح باب سيارته الآخر بنفسه مما جعل الصحفيون يتابعوه بفضول بكاميراتهم .



وكان أول ما التقطوه هو كف أنثوي وضع بكفه ثم ظهرت بهيأتها الخاطفة للأنفاس وجممالها السالب للعقول، وقفت بجواره وأصابها التوتر من حشد الناس الذي حاولوا الاقتراب منهما فجأة وأصواتهم تتداخل ببعضها في تساؤلات كثيرة وما منعهم عنهما إلّا الحرس



أحاط ريان بخصرها وقربها منه وهمس في أءنها بكلمات تطمئنها وتزيل توترها الذي أصابها ما أن رأت هذا المشهد وكل تلك الأعين التي تنظر لها



وكانت الصحافة وكأنها جن جنونها وهم يروا هذا الملاك المضيء الذي يليق وبشدة مع الذئب رغم تنفار ألوان ملابسهم. 



أما تلك الإيزابيلا فقد نظرت لها بحقد فهي لم تتوقع أن يحضرها معه، ثم رسمت على وجهها ابتسامة زائفة وتقدمت منهم ووقفت بجانب حوراء والتقطت الصحافة أكثر من الكثير من الصور لهم وبالأخص تلك التى حبست الأنفاس بجمالها 




        
          
                
دلفوا إلى قاعة الحفل ليقف جميع الموجودين باحترام لحضور الذئب 



تقدم بينهم وهو لا ينظر لهم فقد نظره معلق على تلك الطاولة التى تجلس عليها شقيقته وكانت عيناه كالجمر المشتعل بسبب نظرات الصحافة ورجال الأعمال لزوجته وهو يحاول التماسك بقدر المستطاع حتى لا يقتلهم جميعًا ويحول هذا الحفل لبركة دماء



تحدث بهدوء وهو يجلس حوراء على المقعد ‌: 



- خليكي هنا وكيان هتقعد معاكِ، وإياكِ ثم إياكِ تشربي حاجة من غير ما تقوليلي حتى لو كانت مياه أو تتحركِ من هنا، فاهمة



أماءت له حوراء بتعجب من تحذيره هذا وتساءل إن كانت ستجلس فقط فلمَ أتت؟ وغفلت عن النيران التي اشتعلت بصدر وأعين ريان وهو يتجه إلى سليمان وأمره بسلب كل الصور التي تخص زوجته مع الصحافة. 



ثم تحرك إلى حيث يقف صديقيه ومعهما إياد، بينما كيان بدأت تسلي حوراء في التحدث معها وتعريفها على بعض المتواجدين من رجال وسيدات الأعمال وهي تشير بمكانها عليهم في الخفاء لأنه ليس من تصرف الفتاة الراقية الإشارة باصبعها نحو أحد ما، هكذا تعلمت منذ صغرها 



وكانت حوراء خاطفة للأنظار بشكل كبير مما جعل ريان كالقنبلة المهددة بأن تنفجر في أي لحظة. 



نظرت حوراء باشمئزاز الى إيزابيلا التي كانت تتقدم نحوهم وهي ترتدي فستانًا قصيرًا كاشفًا، ولكن لم تكن هيأتها غريبة بل كانت مثلها مثل كل السيدات وإن اختلفوا في تصميم ملابسهم فقط



في الحقيقة كانت حوراء هي الغريبة بكلتها بينهم بحجابها، فهناك سيدات يرتدين فسااين ساترة تمامًا لهم كما تفعل ولكنهم ليسوا بحجاب، وهذا ما جعلها مختلفة عنهم جميعًا دون استثناء



جلست إيزابيلا بجانبهما ووضعت قدم فوق الأخرى وكانت تنظر لحوراء بغيظ وحقد كبير كونها زوجة الذئب الذي تحلم به جميع نساء العالم



هتفت إيزابيلا باستعلاء وهي تقرر إحراج حوراء ‌: 



- آسفة ولكن كيف تزوجك الذئب وأنتِ بهذه الثياب، انظري حولك، أترين؟؟ أنتِ الوحيدة غريبة الأطوار هنا، ألَا تشعرين بالحرج وتودين الرحيل أو أن تنشق الأرض مثلًا وتبتلعك، أو على الأقل ألا تشعرين بالندم بأنك لم ترتدي ثياب تلائم الحفل والمكانة التي أنتِ بها



كادت كيان أن ترد عليها بغضب ولكن أمسكت حوراء بكف يدها ونظرت لها بمعنى أن تهدأ، ولم تنظر ناحية إيزابيلا من الأساس ولم تعطي لكلامها أي أهمية فهى ليست مثل اللواتى يستعرضن أجسادهم ليغرين الرجال ويستمتعون بنظرات الرجال المقززة لهن والتي إيزابيلا واحدة منهن



ظلت معلقة بصرها على ذلك الذي يتحدث بثقة ورأسه ترتفع كالطاووس بغرور، كم تحب ثقته بنفسه وخوف واحترام الجميع له 




        
          
                
نظرت لها إيزابيلا بغضب من تجاهلها وتجاهل حديثها ثم هتفت حوراء موجهة حديثها إلى كيان ‌: 



- هروح عند ريان



نظرت لها كيان بابتسامة ماكرة قائلة ‌: 



- آجي معاكِ؟ ريان قال أنـ



قاطعتها حوراء مبتسمة ‌:



_ لا متقلقيش، مفيش داعي 



أماءت لها بثةه وكانت إيزابيلا تتابع حديثهما بعدم فهم لتحدثهما بالعربية، نهضت حوراء وسارت بثقة بين الجميع، كانت النساء تنظرن لها بغيظ من جمالها وأيضًا مكانتها فمهما كنّ هنّ سيدات أعمال أو زوجات رجال أعمال فهم لا يضاهون شيئًا أمامها
أما الرجال جميعهم فأخفضوا بصرهم عنها، لا لحظة لا تظنوا أنهم يهتمون بأنها ترتدي حجاب ومهذا النوع من الحديث، لا يا عزيزي القارئ، فالمتواجدون بالحفل من رجال _ إلّا القليل منهم_ لا يهتمون بهذا، ولكنهم أخفضوا طرفهم رغمًا عنهم خوفًا من زوجها الذي كان عيناه تتصيد أي نظرة قد توجه لها. 



تقدم منها ريان وأمسك بكفها هامسًا لها ‌: 



_ الظاهر إن كلامي مش بيتسمع



نظرت له ببراءة تعلم كيف تسلطها عليه مرددة ‌: 



_ وحشتني



نظر لها مضيقًا عينيه قبل أن يلتسم لها مرددًا بتنهيدة استسلام ‌: 



_ ماكرة 



وعاد بها إلى بيجاد وهشام وإياد وهذا الرجل والسيده اللذان يتبادلان معهم الحديث وكان من الرجال الذين حضروا الإجتماع الذي حضرته حوراء ليتعرف عليها الرجل على الفور واخفض بصره وعرفها على زوجته بدون أن يرفع نظره لها، لينظر له ريان بغرور فمن يتجرأ وينظر لزوجته في حضوره أو غيابه! 



كانت كيان تجلس مع إيزابيلا بحنق فهي لا تطيقها لتنهض مرددة باستعلاء كأخيها ‌: 



_ عذرًا ولكن لدي ما هو أهم من الجلوس معك



وتوجهت نحو أخيها الذي ابتسم لها وظلت واقفة بجانبهم وتتحدث مع الرجل وزوجته بعملية شديدة وتعرف عليها الرجل على الفور أيضًا فهي كانت اوقاتًا كثيرة تدير الشركة أثناء غياب الذئب أو سفره لمكان ما خارج البلاد ...



تحدثت كيان بهدوء لأخيها ‌: 



- هطلع أغير جو شوية وراجعة



أماء لها ريان فهو يعلم أنها لا تحب أن تطيل في التجمعات الكثيرة لتذهب كيان خارج القاعة تستنشق بعض الهواء وفجأة وجدت من يقف بوجهها ببسمة باردة على وجهه وهو يرد بالإنجليزية ‌: 



_ أوه آنسة كيان، تسرني رؤيتك



ابتسمت له بعملية مرددة ‌: 



_ أهلًا ولكن أنت الآن تقطع وقتي الخاص 




        
          
                
رفع حاجبيه ونظر حوله قائلًا ‌: 



_ حقًا؟ عفوًا على ذلك ولكن أمر ترك جميلة وحدها لا يفعله إلّا الغبي



رفعت حاجبها واشتدت ملامحها بحدة، راقبت يده التي ارتفعت في نية واضحة بأن يلمس شعرها، لتبتعد خطوة إلى الخلف قائلة ‌: 



_ يبدو أنك لست بكامل وعيك، فإن كنت كذلك لما أقدمت على فعل سيكلفك الكثير



_ حقًا؟ وماذا سيكلفني برأيك، أقل ما فيها سأقول أنكِ خرجتي لرؤيتي وفقط



أكمل حديثه مقتربًا الخطوة منها ومد يده ليلمس وجنتها وقبل أن يخرج رد الفعل منها، وجد الرجل قبضة قوية تحكم على معصمه، نظر له بحاجبين معقودان مرددًا ‌: 



_ كيف تتجرأ على لمسي أيها العربي الحقير



تجعد جبين الرجل ألمًا فور انتهائه من كلماته المهينة إلى إياد الذي جذبه نحوه بقوة وضرب جبينه بأنف الآخر قائلًا من بين أسنانه ‌: 



_ لا يوجد عربي حقير إلّا من وَالاكم أيها الخنزير العفن، فالعرب لا يصادقون البراغيث، ولا يسمحون لأمثالكم من حفَدَة القردة والخنازير بلمس نسائها



أقرن حديثه بركله بقوة ليجعله جاثيًا أمامه ويده لا تزال تقبض على معصمة في قوة، ثم رفع يده الأخرى وبباطنها سدد ضربات عنيفة لأنفه واحدة خلف الأخرى حتى جعله مترنحًا ليترك يده ليسقط أرضًا ويهو يشعر بأن الأرض تميد به، وأن رأسه أصبحت كالبيضة الفاسدة. 



نظر بأعين قاتمة بغضب إلى كيان التي كانت تتابع بأعين متسعة وهي تضع كفها على فمها، نظرة سريعة ألقاها على أعينها جعلتها ترَ نيرانًا مندلعة بهما قبل أن يشيح ببصره عنها قائلًا بأنفاس ثائرة ‌: 



_ ارجعي وابقي جنب أخوكِ، فإن كنت هنا بفضل الله مرة ممكن مكونش هنا تاني، ارجعي



أشاح بوجهه عنها بينما هي نظرت بقلق إلى الساقط أرضًا شبه فاقدًا لوعيه، إنها تعلم هويته، رجل أعمال أجنبي وقد ينتج عن هذا عدة مشاكل إلى إياد. 



وعلى بعد منهما رآهما سليمان ليتحرك للداخل مقتربًا من ريان وهنس له بكلمات جعلت عيناه تحتد بشر، أوقف زوجته بجانب بيجاد وتحرك إلى الخارج بسرعة وتبعه سليمان بصمت



نظر في أثرهما بيجاد وهشام، وكون الأول زوجة أخيه معه أشار إلى هشام بعينه ليتحرك الآخر إلى الخارج يلحق بريان. 



نظر حوله يبحث عنه ليجد سليمان وفريقه من الخرس يحيطون بكيان، لينعقد حاجباه وتقدم بسرعة ينظر لها بقلق وهو ير أعينها الخائفة



وما كاد يسألها حتى رأى إياد على الجانب الآخر ينظر إلى مكان وقوف ريان، ولكن ليس إلى ريان بل إلى ذلك الساقط أرضًا عند قدمه، تقدم حتى وقف بجانب صديقه ونظر إلى الرجل وتعرف عليه، ليقول بوجوم ‌: 




        
          
                
_ ماله دا كمان ..؟ 



أمال ريان رأسه وعيناه المظلمة محلقة فوق ملامح الآخر الذي يحاول رؤية تلك الأطياف الواقفة فوق رأسه ‌: 



_ حقير فاكر سفارته الكارت الأخضر لكل أفعاله 



أخرج هاتفه ووضعه على أذنه للحظات قبل أن يتحدث بجمود ‌: 



_ مرحبًا ويلسون، أتصل بك لأعلمك أن ابنك تجاوز حده، هل أتعامل معه بنفسي أم أدع رجالي يفعلون، ها أنا بالكرم الذي يجعلني أخيرك



وصله صوت الرجل والذي بدا جامدًا، خاويًا وباردًا كطقس بلاده ‌: 



_ ماذا فعل؟ 



_ ضايق شقيقتي، هل علمت الآن مقدار كرمي واحترامي كوني صابرًا عليه وأحادثك بدلًا من فعل شيء آخر



تنهد ويلسون بقوة، ثم تحدث بنبرته الباردة ‌: 



_ حسنًا سيد ريان، أرجوك أرسله مع رجالي بعد أن تنتهي منه



أمال ريان رأسه وأغلق الهاتف دون رد، أشار إلى سليمان ليشير الآخر إلى بعض رجاله وحملوه في سيارة واختفوا به من المكان، وقف ريان أمام سليمان قائلًا بجمود ‌: 



_ إن شاء الله رجالك يكونوا عارفين هيعملوا إي من غير ما تكون معاهم، أنا محتاجك هنا



أماء له سليمان بينما تحرك ريان ووقف أمام إياد ووضع يده على كتفه قائلًا ‌: 



_ أنت مدافعتش عن أختي، أنت حميت روحي وأنا ممتن ليك بروحي يا إياد



تحدث إياد بهدوء شديد، لم يفعلها لأنها شقيقة زوج شقيقته، بل كونها امرأة تحتاج لمساعدة ‌: 



_ دا واجبي يا ريان، وحضرتها زي أختي وأكيد مش هقبل لبها الأذى بأي شكل، وأنك بتشكرني دا يعني أنك بتحط ما بينا اعتبارات مبيحطهاش الاخوات لبعض



ابتسم له ريان ينظر له بامتنان شديد، ثم تحرك إلى شقيقته ليبتعد الحرس من حولها، لتسرع في احتضان أخيها الذي مسح على خصلاتها هامسًا لها ‌: 



_ والجميلة متحولتش لوحش لي؟ أنا كدا علمتك! 



ضحكت كيان بخفة وهمس له هي الأخرى ‌: 



_ ملحقتش، إياد جه في اللحظة اللي كنت هضربه فيها



أخفي ابتسامته في خصلاتها ثم ابتعد عنها ماسحًا على وجنتها يقول بحنان يلاحظ الخوف الساكن في عينيها ‌: 



_ ودا كويس جدًا، أنا بتمنى أنك تفضلي بخير من غير ما تستعملي أي من اللي علمتهولك عن دفاع النفس، عايوك متقلقيش أو تخافب من حاجة، أخوكِ حواليكِ واللي يحاول يقرب منك هيتحرق قبل ما يعملها



_ ربنا يديمك ليا



ابتسمت لها عيناه ثم نظر إلى هشام الذي قال بحدة في طبيعته ‌: 




        
          
                
_ وأنتِ خرجتي من غير حراسة ليه يا هانم؟ هنفضل نعيد في الاسطوانة دي كتير



اقتربت منه ممسكة ذراعه قائلة بدلال ‌: 



_ وإي يعني، بحب اسمع صوتك كتير يا اتش باشا



صفع رأسها برفق لتضحك وهي تضع رأسها على كتفه تطالعه بأعين لامعة، ليتنهد وأشاح وجهه عنها بينما يده ربتت على رأسها بدون كلمة، بينما تحركت عينيها خلف ذلك الذي تحرك للداخل بصمت، تشكره بنظرات لم يراها، وبداخلها نبضة غريبة لذلك الغريب. 



وقف بجوار أخته التي سألته بعيناها عن ما يحدث وقد منعها بيجاد من الخروج وكاد يجعل معدتها تنفجر وهو يذيقها أنواع الأكلات والعصائر الغير كحولية وكأنه يرافق طفلة صغيرة، لا تنكر أنها كانت تضحك على أفعاله ولكن رأت بعيناه سعادة وهو يناديها "أختي" جعلتها تتقبل منه بصدر رحب. 



مسح إياد على كف يدها قائلًا ‌: 



_ قمر منور والله، ومش عاجبني أنك بالحلاوة دي وسط كل الذكور دي



ابتسمت بقوة حتى ظهرت غمّازتي وجنتيها، لتنظر إلى ريان الذي جذبها للوقوف بجانبه ليقلب إياد عيناه متحدثًا ‌: 



_ يا ولي الصابرين



رمقه ريان من أعلاه لأسفله قائلًا ‌: 



_ مراتي



_ ما أنا عارف، والله عارف، خلاص بقى



ضحكت كيان وحوراء، وبينما هم يقفون وقد جاورت كيان حوراء بعيدًا عنهم بخطوات قليلة، اقترب منهما نادلًا يحمل كوبان من العصير الغير كحولي، التقطت كيان واحدة بينما حوراء رفضت ليصر عليها النادل أنها نوع جديد من العصائر وسينال إعجابها



التقطت الكوب بيأس وهي تشعر بغثيان من كثرة ما تناولته وشربته، لينقذها ريان ما إن أحاطت ذراعه خصرها والأخرى التقط بها الكوب منها قائلًا ‌: 



_ مش كفاية، عرفت إن بيجاد اتوصى بيكِ



زمت شفتيها قائلة ‌: 



_ مكنتش قادرة أقوله لا، وهو ما شاء الله عليه، بيأكل بنت أخته



ابتسمت لها عيناه ولم يتحدث، بينما النادل تحرك بتوتر مبتعدًا عن محيطه، رمقه ريان بشر ورفع الكوب أمام عينيه ثم نظر إلى تلك الجالسة على طاولتها تراقب بتحفز ارتشاف زوجته لما أمرت النادل بأن يذهب به لها، كان نوع من أنواع العصير الغير كحولية ولكنها وضعت به ما يجعلها كذلك



التقطت عيناه بأعين الأخرى لتجفل في مكانها وأشاحت بوجهها بغيظ، لقد كشفها، ولا تعلم كيف ولكنه في الأخير أفسد متعتها. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كانوا يجلسون يتحدثون بمرح وهم مندمجين بشدة مع هذه السناء رائعة الروح وطيبة القلب وعفوية اللسان وعبد الرحيم المرح، وكانت دنيا وآسر يستمعان فقط في صمت




        
          
                
هتفت سناء وهي تنظر إلى أريب فجأة وقد لاحظت نفور الفتاة من ابنها بشكل غريب ‌: 



_ أنا اخترت اجوزك لابني



_ نعـــــم!! 



كان هذا صوتها وصوته هو أيضًا الحاد، نظرا إلى بعضهما بنظرات نارية بينما هتفت سناء ‌: 



_ إي مالكم؟.. 



ثم نظرت إلى أريب مكملة ‌: 



_ مش عاجبك؟ 



نظرت لها أريب وهتفت بجمود ‌: 



_ ولا واحد في المية يا خالة، أنا مستحيل اتجوز البني آدم دا



- على أساس أنا اللي هموت عليكِ 



تحدث بها آسر باستنكار وهو يقلب عينيه بملل من هذه الفتاة التي حقًا تنجح في استفزازه، بينما نغزت آية أختها أريب بجانبها ونظرت لها بحده لتنظر لها أريب هاتفة ‌: 



_ إي بقول الحقيقة! 



ضحك عبدالرحيم وهتف ‌: 



_ أول واحدة ترفضه



اكملت سناء بمكر ‌: 



_ فعلًا وعلشان كدا هنجوزهم لبعض



نهض آسر متحدثًا بنفاد صبر ‌: 



_ أمي بعد اذنك غيري الموضوع ولما اتجوز مش هتكون دي



هتفت أريب بحدة من أسلوبه ‌: 



_ بعيدًا عن وقاحتك بس دي اللي رافضة بيك أصلًا، مااهو مش أصوم أصوم وفي الآخر أفطر على بصلة



نظر لها آسر نظرة نارية بينما ضحكت سناء ودنيا وعبدالرحيم بقوة من ردها بينما نظرت آية إلى أختها بمعاتبة



هتف آسر بإستفزاز ‌: 



_ البنات اللي مش بتعرف تطبخ دي مشكوك في أنوثتها



ابتسمت أريب وهتفت بلسان سليط وأعين حادة كالسيف ‌: 



_ حقك ما هي أكبر طموح البهايم علفها



توسعت أعين الجميع بصدمة وذهول من ردها الغير متوقع بينما آسر فقتمت زيتونتيه وهتف بغضب ‌: 



_ احترمى نفسك يا بت أنتِ



رفعت أريب رأسها وهتفت بترفع ‌: 



_ مش أي حد ينفع معاه الاحترام



رفع آسر سبابته في وجهها مرددًا ‌: 



_ بلاش تتحديني صدقيني هتندمي



نهضت أريب وسط نظرات الجميع التي تتابع ما يحدث بصمت وذهول من هذه المحادثة القوية، 
وقفت أمامه بقصر قامتها حيث كان رأسها يصل عند بطنه وهتفت بقوة ‌: 



_ هقولك معلومة ببلاش، مش أريب عبدالقادر اللي تندم 



احتل وجهه البرود وهو ينظر أسفله حتى يراها ثم اعتدل فى وقفته ووضع يديه داخل حيوب بنطاله وهتف ببرود ‌: 




        
          
                
_ هنشوف



ثم غادر بدون أن يتحدث بكلمة واحدة وكانت هي تنظر فى أثره بتحدى وأعين تشع منها القوة، فاقت من شرودها على صوت ضحكات ملأت ارجاء القصر ولم تكن سوى من والدة آسر وأخيها وزوجته



نظرت لهم آية باستغراب فهى توقعت منهم أن يغضبوا من تصرفها مع أبنهم ولكنهم صدموها برد فعلهم بينما أريب نظرت لهم بهدوء وجلست مرة أخرى بهدوء وكأن شيئًا لم يكن. 



هتفت سناء  من بين ضحكاتها ‌: 



_ بجد استمعت، أول مرة أشوف واحدة قادرة تقف في وش آسر وتكلمه بالشكل دا



ليقول عبد الرحيم ضاحكًا بمرح ‌: 



_ جات اللي تكسر كلمة مفيش واحدة مش بتتمنى نظرة منه



ارتفع حاجب أريب مرددة باستنكار ‌: 



_ بيتمنوا نظرة منه؟؟ دا لي؟ وعلى إيه؟ 



ازدادت ضحكاتهم دون إجابة عليها، كان بالنسبة لهم استثناء، وبالنسبة لأريب فقد اشمأزت من فكرة أنه يتصرف بغرور هكذا لأنه يرَ بضع من النساء الغبيات اللواتي يعبرن عن اعجابهن به، انتفضت على صوت آية الهامس لها ‌: 



_ حسابك معايا في البيت



نظرت لها أريب ثم ابعدت نظرها بلا مبالاة فهو يستحق الأكثر من هذا فسوف تجعله يندم على تحديه لها فهو لا يعلم من هي أريب إلى الآن، وستحرص على تعليمه. 



بعد وقت اصطفت السيارات بالخارج أمام القصر، ثم دلف إياد أولًا تبعه ريان الممسك بكف زوحته ثم هشام وبيجاد



اقترب إياد من شقيقتيه ومال عليهما هامسًا ‌: 



_ كل حاجة تمام؟ 



أماءت له أريب مبتسمة بينما آية أجابته بهدوء ‌: 



_ تمام أوي طالما أنت معانا



ابتسم لها بحنان ثم اعتدل في وقفته وجلس بجانب أريب، ليضحك بخفة ما إن سارعت أريب باحتضان ذراعه، لتسرع حوراء في ترك يد زوجها وتحركت لتحلس حوار أخيها على يساره محيطة بذراعه الأخرى قائلة بمرح ‌: 



_ دا مكاني، جنب قلبك ها



_ جوا قلبي والله



أجابها بحنان ضاحكًا على نظرات ريان المنزعجة قبل أن ينتبه إلى كيان التي أمسكت بكفه قائلة بهمس له ‌: 



_ علاقتهم حلوة أوي، بس مهما يكن مفيش أخ أحلى منك



ابتسم لها ماسحًا على خصلاتها قائلًا ‌: 



_ وجودك جنبي محلي حياتي يا كياني



_ إيه دا؟ اسمه إيه دا إن شاء الله؟؟ 



قالها بيجاد مستنكرًا يدعي الغيرة، لتضحك كيان وسارعت لإمساك ذراعه قائلة ‌: 



_ بيجو حبيب قلبي والله




        
          
                
_ والله! 



كان هذا صوت هشام لتتنهد متحركة له هامسة ‌: 



_ وأنت عمري يا اتش، متقوش ليهم علشان دون غيورين ها



ضرب جبهتها برفق لتضحك بينما توسطت بيجاد وهشام أما ريان فكان يقف خلفها، كان صورة واضحة تظهر أن هذه الفتاة يحيط بها مثلث قوي، لا يُقهر. 



تحدث بيجاد سائلًا ‌: 



_ آسر فين؟ 



ضحكت سناء وهتفت ‌: 



_ خرج يا ابني ومحدش عارف راح فين



هتف بيجاد بمرح ‌: 



_ ومالك فرحانة كدا أنه مشي! 



ضحكت سناء بقوة وسردت لهم ما حدث ليصدم بيجاد وهشام بينما إياد نظر إلى أخته نظره علمت أن خلفها نقاشًا طويلًا تأديبيًا، بينما حوراء فضحكت بشدة لينظر لها ريان هاتفًا ‌: 



_ بتضحكي ليه؟ 



هتفت حوراء بضحك ‌: 



_ معلش يا خالة بس ابنك يستاهل ازاي يقولها اللي مبيعرفوش يطبخوا مشكوك في انوثتهم



ضحك ريان ونظر لها بمكر، ود أن يتحدث ولكن تعليقه ليس مناسبًا البتة بين كل هؤلاء، بينما التقطت عيناها نظراته لتشيح بوجهها عنه تركز مع أختها أريب ‌: 



_ والله هو اللي جاب لنفسه الكلام



هتف إياد بصوت عميق ‌: 



_ طيب يلا تصبحوا على خير



هتفت حوراء بسرعة تتمسك بذراعه : 



_ خليك يا إياد لسه الوقت 



كاد إياد أن يعترض ولكن وافقها الجميع وبالأخص هشام الذي هتف ‌: 



_ افضل يا إياد وكلنا نمشي مع بعض



نظر بيجاد وريان إلى بعضهما بخبث ثم نظرا إلى هشام الذي رأى نظرتهما له ليبعد نظره بلا مبالاة، وافق إياد وجلس معهم ليروا آسر وهو يدلف ببرود ونظره معلق على تلك الجالسة لا تنظر له من الأساس، لاحظ أياد نظرته لينظر له بغضب وتهديد إذا لم يبعد عيناه عن شقيقته لينظر له آسر ببرود وجلس واضعًا قدم فوق الأخرى ‌: 



هتف بيجاد بمرح ‌: 



_  فاتك كتير يا آسر



ابتسم آسر بتهكم هاتفًا وهو يعلم أن قصد صديقه على النساء في الحفل : 



_ ولا يشغلني



ضحك بيجاد وهو يرى نظرات صديقه النارية لأريب وهو يعلم أنه يستشيط غضبًا من الداخل لأن جميع الفتيات يتمنون نظرة واحدة منه فـ بالطبع سيكون صعب أن تواجهه فتاة ما وأيضًا يعلم أن أريب ليست بالفتاة الهينة أبدًا لذا ستكون الحرب بينهم مسلية جدا، حرب الغرور والكبرياء !. 



بينما هشام الذي كان يقاوم ابعاد عيناه عنها، ليس لأخيها بل لكونه رافضًا ما يشعر به، ليلتفت على صوت سناء الغير مريح له مع نظراتها تلك ‌: 




        
          
                
_ أخبارك إي يا هشام؟ 



نظر لها هشام وهتف بود ‌: 



- الحمدلله يا سناء



اكملت سناء بخبث بعدما لاحظت نظراته ‌: 



_ إيه مش ناوي تفرحنا بيك يا ابني



فهم هشام إلى ما ترمى اليه ليهتف بابتسامة مغتصبة ‌: 



_ لو على الشغل فالحمدلله افرحي ماشي كويس أوي، لو حاجة تانية فبيجاد اللي هيفرحكم



نظر له بيجاد سريعًا بأعين ضيقة، لينظر له هشام ببرود لتهتف سناء ‌: 



_ إيه دا بجد يا بيجاد؟ مين؟ 



هتف بيجاد مبتسمًا ‌: 



_ كان على عيني أقولك يا سوسو والله بس هشام بيهزر



نظرت له سناء بشك ولكنها هتفت وهى تنظر إلى حوراء ‌: 



_ والله ما فيكم غير ريان ما شاء الله اختار بنت جمال وأخلاق 



ضحك بيجاد مرددًا وهو ينظر إلى ريان الذي انشغل بمكالمة هاتفية : 



_ يستحسن متقوليش كدا قدامه ياسوسو أصله بيغير من الهوا



_ حقه



هتفت بها سناء وعبد الرحيم ودنيا معًا، لينفجروا فس الضحك وشاركتهم أريب وكيان بينما تلون وجه حوراء بحمرة الخجل وهي تدعي انشغالها في الخديث مع أخيها الذي تنهد بقوة يكبح رغبته في اخفاء شقيقاته عن الجميع، يكره أن يتغزل فيهن أحد خاصتًا أمام رجال، بينما كان آسر يعبث في هاتفه بملل. 



بعد وقت عاد فيه لهم ريان وحلس بجانب زوجته، وظلوا يتحدثون بمرح وضحك وأيضًا بين نظرات التحدي من أحدهم ونظرات غير مفهومة من آخر، وتوتر آخر وأيضًا وبين مغازلات ريان إلى حوراء التي كان وجهها يظهر خجلها دون حديث. 



وبعد وقت ذهب الجميع وتوجه كل منهم إلى غرفته وأخذ ذلك الذئب ملكته إلى غرفته يشاركها بعض من تفاصيل حياته وهي تستمع له بحب شديد. 



وكانت كيان في غرفتها تمسك بهاتفها مثل كل ليلة تحادث تلك الصورة ثم ضمتها إليها وغفت وعلى وجهها ابتسامة حالمة وتفاؤل بالقادم ناسية أو متناسية أيهما أقرب ما حدث معها اليوم. 



وفي مكان آخر كان هشام ينام في غرفته ينظر إلى سقفها بشرود وهو يحاول جمع شتات نفسه التي بدأ يفقدها، يكره ما يشعر به وينفره، لا يريد أن يتكرر الأمر معه من جديد. 



وكان في الغرفة المجاورة بيجاد جالسًا يحرك رجله بسرعة شاردًا في اللاشيء أمامه، وعقله يقرر فعل أمر ما. 



وفي مكان آخر كانت أريب تجلس مع شقيقتها التي تعاتبها على ماحدث منها بينما إياد فى غرفته شاردًا في كثير من الأمور، وبالأخص سؤال، وماذا بعد؟ 



وفي مكان آخر كان الجميع نائمًا عداه، هو الذىي كانت عيناه تلمع بالتحدي والغضب من تلك الفتاة التي قررت أن تتحداه هو، هو من تتمنى جميع نساء العالم نظرة اهتمام واحدة منه فقط!. 



كان الليل رغم هدوئه إلًا أنه كل كان يحمل داخل كل شخص حرب لا تمس الهدوء بصلة. 



لتشرق الشمس وأعينهم لم تذق النوم أو الراحة إلّا قليل منهم، وهنا بدأت حياة كل شخص باتخاذ مجرى جديد في هذا اليوم …



مجرى سيغير حياة البعض للأفضل والبعض للاسوأ وكل منهم جاهلًا لمستقبله. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



تمت بحمد الله. 
لنا لقاء في الجزء الثاني. 




والسّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent