Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل التاسع 9 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية

 رواية وقعت في دائرة الشر الفصل التاسع 9 - بقلم هبة نبيل 

الفصل التاسع: "قلب الحقيقة"
في القبو الحديدي ألأرضي بمخزن مهجور يحمل شعار العامري جروب...

توقف الزمن للحظة.

صوت الخطى اقترب أكثر، حتى ظهر أمامهم رجل في أواخر الخمسينات، طويل القامة، ذو وقار طبيعي، شعره الرمادي مصفف بعناية، وعيناه نافذتان كأنهما يقرأو ما لا يُقال.

سالم العامري.

وقف عند المدخل، واضعًا يديه خلف ظهره، ونظر لحسام وفكري بنظرة حادة ولكن غير عدائية.

سالم (بصوت هادئ وجاف):
"أنا كنت فاكر المكان ده اتقفل من سنين... واضح إن في ناس بتحب النبش في المقابر القديمة."

حسام وقف بثبات، لكن قلبه تسارع، وفكري همس بتوتر: "ده سالم العامري... رئيس مجلس الإدارة بنفسه."

سالم خطي بخطوات ثابتة، عينه وقعت على الأوراق المبعثرة، ثم على شعار شركته، لكنه مظهرش اي انفعال

سالم:
"ممكن أفهم حضرتكم مين؟ وإزاي دخلتوا هنا؟"

حسام (يحاول يحافظ على هدوئه):
"أنا المهندس حسام عبد الرحمن البدري... عندي تصريح بدراسة ملفات من بعض فروعكم ضمن تحقيق قانوني... واللي لقيناه هنا مهم وخطير."

سالم (بعين متسائلة):
"تحقيق قانوني؟ وبدون علمي؟ اقدر اشوف التصريح ده
أنا رئيس المجموعة يا باشمهندس... وأول مرة أسمع إن في فساد جوه شركتي."

فكري (بتوتر):
"الحاجات دي... مش علنية. تقريبا حد كان بيخزن الأدلة هنا بعيد عن العيون." والتصريح اللي جي بي الباشمهندس مينفعش يتصرح عنه حاليا لانه من جهات عاليه

سالم (بشك وهو يرفع احدي حاجبيه قال بنبرة حاسمة):
"وأنا هعرف الحقيقة. لو في حد من ورايا بيبيع اسم شركتي وبيغرقها في الوحل... فأنا أول واحد هيطهر ده و بإيدي."

اتجه بنظره إلى حسام وقال بصدق: "لو فعلاً عندك نية إنك توصل للحقيقة، فإحنا في صف واحد.
بس أوعى تعتقد إنك هتلاقي عندي غطاء لأي فاسد... حتى لو كان مين انا راجل طول عمره الناس تشهد له بشرفه و بنضافته وسمعته وتاريخي المهني فوق مستوي الشبهات ومسمحش ان حد يلوثه حتي لو كان مين..! 

صمت قليلا وهو ينظر لهم ثم تحرك بهدوء وهو يقترب منهم اكثر وهو يقول: 
أنا هبعت فريق يراجع كل ملفات التخزين هنا...لو محتاج أي حاجة بشكل رسمي، مكتب سكرتيرتي مفتوح،
بس المرة الجاية، خليك واضح من الأول يا باشمهندس

خرج سالم من المكان، وترك وراه صدى هيبته، ونظرة حسام التي تغيرت من القلق والشك إلي الراحه التامه

حسام (بهمس لفكري):
"هو فعلاً مش عارف حاجة... بس لو عرف ان ابنه هو اللي وراه كل القرف ده مش هيخرج منها سليم سالم بيه راجل محترم طول عمره معرفش ابنه كده ازاي ده حتي مراته مرڤت هانم انسانه كويسه جدا وراقيه في تعاملاتها مع الكل 

حسام: يخلق من ضهر العالم فاسد معروفه يلا نمشي قبل ما حد يلمحنا هنا.... 

في جهة أخرى...
عدسة الكاميرا اللي كانت تراقب نادر بدأت ترفع تقريرها، لكن الغريب إن صورة سالم العامري بدأت تظهر كأحد الأشخاص المحتمل تورطهم...

وفي مكتب الشخص الغامض الذي يتابع الكاميرا، قال لرجاله:
"لو سالم بدأ يشك، اللعبة كلها هتبوظ وده مش في مصلحتنا بلغ خالد بيه بأخر التطورات و
ابدأوا خطة (الصمت التام)... نادر، فرح، وحسام... كلهم لازم يختفوا من الصورة في أقرب وقت وعيونكم ماتسبهمش لحظة بس من غير غباء مش هسمح بأي غلط يحصل... 

جهة اخري.... في منزل حسام

كانت فرح تجلس على الأريكة، وقد انحنى جسدها إلى الأمام، ويداها تعبثان بتوتر في الأوراق المتناثرة أمامها. تسارعت أنفاسها، وبدت وكأنها تفتّش عن شيء بين السطور، لكنها لم تجد سوى المزيد من القلق. خلفها كان الليل يزحف على نوافذ الشقة، والمصباح الوحيد فوق الطاولة يرسم ظلالًا مرتجفة على الجدران.

قالت بنبرة مرتعشة، وهي لا تنظر إلي يارا التي تجلس على السرير المجاور لها :
"كل مرة بنقرب، الدنيا بتبوز أكتر... المرة دي الموضوع واضح: بيهددونا بشكل صريح.
أنا مش هقدر أعدّي من ده تاني، يا يارا

تقدّم حسام ببطء نحوها، وعيناه لا تفارق ملامحها القلقة. جلس على الأرض أمامها، وضع يده على يدها المرتجفة بلطف، وحدّق في عينيها بجدّية صامتة تحت انظار يارا المبتسمه وعيونها التي تحمل الكثير 

حسام بنبره هادئه:
"ماهو أنا مش هسيبك. إحنا ابتدينا المشوار ده مع بعض، وهانكمّله مع بعض...
حتى لو آخره موت."

رفعت فرح عينيها إليه، وكانت الدموع قد تجمّعت فيهما، لكنها لم تسقط. تنهدت وقالت:
"أنا مش خايفة على نفسي... أنا خايفه عليك إنت صمتت للحظه ونظرت بأرتباك ثم اكملت وقالت... اقصد يعني عليكم انتو بقيتو حاجه كبيرة عندي جدا
كل حاجة حلوة في حياتي راحت، بس إنتو الوحيدين اللي حسّيت معاكو إني مش تايهة حسيت براحه وسطكم هونت عليا كل حاجه 

ابتسم حسام بخفة، رغم الأسى في قلبه، وقال:
"طول ما إنتي هنا أنا مش خايف من حاجه ومطمن عليكي 
ولا اي مخلوق يقدر يكسرنا."

سكتت لوهلة، ثم مدت يدها ولمست وجهه بأناملها بلطف، وقالت: متقلقش انا مش هسمح لأي حد يفكر انه يأذي اي حد فيكم مهما حصل حتي لو وصلت لمو.... 

وضع حسام يداه على فهمها مقاطعا وهو يهز رأسه نافيا ماتقوله ثم قال: اوعي تقولي الكلام الوحش ده تاني 

وفجاة انتبه الاثنان على صوت قضم شئ يقرمش نظره الاثنان الي مصدر الصوت ليجده يارا وبجانبها يوسف يتابعونهم باهتمام وهم يأكلون التسالي المقرمشه فا انفجره الاثنان في نوبه ضحك هستريه ولكن في والوقت ذاته شعره بنوع من الحرج عند تذكرهم ماحدث للتو 

وقبل أن تنبث فرح بكلمة، انطفأ الضوء فجأة.
سادت العتمة المكان، وسُمع صوت طقطقة غريبة من الخارج...
تجمّدت فرح في مكانها، ونظرت إلى حسام بذعر، وهمست:

"ده... ده مش طبيعي... فيه حد واقف تحت؟!"

نهض حسام بسرعة، وتوجّه إلى النافذة ببطء وتحفّز.
سحب الستار جانبًا بحذر، ثم حدّق في الظلام...لكن لا أحد كان هناك.... 

ساد الصمت برهة، قبل أن يقول حسام بصوت خافت ونبره مطمئنه، دون أن يشيح ببصره عن النافذة:
"مفيش حد متخافيش

تقدمت فرح نحوه على أطراف أصابعها، ووقفت بجانبه، تحدّق معه في الظلام الدامس الذي يبتلع الشارع كهاوية مفتوحة.
كان الهواء ساكنًا... أكثر مما يجب. لا صوت لمحرك، ولا وقع خطوات، فقط صمت مشوب بالخطر كان المنزل في حي هادئ على اطراف المدينه ليست منطقه شعبيه ولكنه حي بسيط يشبه في ديكوراته وترصص منازله المنازل الريفيه المصتفه بترتيب بجانب بعضهم البعض

قالت يارا بخفوت :
"أصل النور مش بيقطع عندنا... أول مرة تحصل."

يوسف: فعلا غريبه دي؟ 

وقبل أن يرد حسام، عليه صوت خافت من جهازه المحمول الموضوع على الطاولة، كان من نوع الرسائل الصوتية المسجلة.
تجمّدت أنفاسهما، والتفت الاربعه في آنٍ واحد، بينما وميض أحمر يومض فوق الشاشة.

اقترب حسام ببطء، ورفع الهاتف، ثم ضغط على زر التشغيل.
انبعث صوت أجش غريب، مشوّش، كأن صاحبه يهمس من خلف قناع:

"فاكرين نفسكم في أمان؟
كل خطوة بتقربه فيها بتقرب معاها نهايتكم."

ثم انقطع الصوت فجأة، وعاد الهاتف إلى وضعه الصامت.
نظرت فرح إلى حسام بذهول وارتجاف، وقالت:
"يعني كده عرفوا اننا بنفتش وراها صح؟ 

تمالك حسام نفسه، وإن كان وجهه قد شحب، وقال بحدة:
مش عايز حد يقلق هنتعامل طبيعي جدا
إحنا بس اتأخرنا قوي على خطوة كانت لازم تتاخد من بدري."

تقدمت فرح منه وعيناها لا تغادره:
"رايح فين في الوقت المتأخر ده وخطوة اي اللي بتقول عليها؟! 

توقف حسام لحظة، وبدا يفكر سريعا، ثم أجاب بثقة:
"هروح لـ سالم العامري."

نظرت إليه بدهشة: مين سالم العامري؟ وهتروح دلوقتي انت عارف الساعه كام؟ 

حسام: سالم يبقي رئيس مجلس ادارة الشركة االي كنتي بتشتغلي فيها قبل الحادثه يا فرح انسان محترم ومش هيخذلني هيساعدنا انا متأكد لازم يعرف الحقيقه واللي عرفته مؤخرًا إنه مش عارف أي حاجة عن اللي ابنه بيعمله.
ولو عرف، مش هيسكت."

ترددت فرح قليلًا، ثم قالت بصوت خافت:
"طب لو طلع هو كمان بيكذّب علينا ويكون عملك فخ

اقترب منها، وحدّق في عينيها بثبات:
"أنا وإنتي بقالنا كتير بنهرب.
جاي الوقت اللي نواجه فيه."

ثم أمسك بيدها بقوة، وفتح الباب بحذر، لينطلق نحو المجهول...
والخطر يزحف نحوه من حيث لا يعلم

يتبع....

 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent