Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل الثامن 8 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية الطبيب العاشق الفصل الثامن 8 -  بقلم منة جبريل

الطبيب العاشق 'الجزء الثاني'
                                    
                                          
سيارات كثيرة اصطفت أمام منزل جميل، ترجل منها الحرس أولًا ليلفتوا أنظار المارة، فتح الباب مترجلًا من السيارة ثم فتح الباب لها مستقبلًا يدها في يده لتنزل واقفة بجواره، نظرت حوراء حولها بهدوء شديد قبل أن تبتسم إلى ريان الذي سألها ‌: 



_ مستعدة؟ 



_ أكتر من أي وقت تاني



ابتسم لها بحنان ثم تجمدت ملامحه بطريقة غريبة، سار برفقتها حتى وقفا أمام باب المنزل، تولى ريان مهمة طرق الباب ولحظات وكان رجلًا متوسط العمر يفتح لهما الباب، تعجب منهما ولكن ما إن وقعت عيناه عليها حتى شحب وجهه، هذه هي... ابنته!! 



تقهقر إلى الخلف لتقول حوراء مبتسمة ‌: 



_ ازيك يا... بابا



دخل ريان وعيناه ترمقه بنظرات مخيفة، كان يهدئ ويشجع زوجته طوال الوقت ونسي أن يستعد هو للهدوء ما إن يرَ أحد أسباب شقاء زوجته، والذي كان والدها…



دخلت حوراء معه مبتسمة بهدوء وقلبها ينزف، لا بأس، ستأخذ شقيقتيها ثم سترحل بسلام، لم تأتِ لأذية أو لشر، نظرت إلى والدها الذي قال بصدمة وقد ظن أنها لن تعود أبدًا ‌خاصتًا بعد أن اخبره ذلك المسمى شرطي عبثًا عن أمر اصطدامها بسيارة : 



_ ازاي؟؟ 



رمقته حوراء بخيبة وألم قائلة ‌: 



_ ازاي ايه يا بابا؟ ازاي اني واقفة على رجلي ولا ازاي هربت من اللي بعتني ليه ولا ازاي لسه عايشة... ازاي إي تحديدًا؟ 



تركت يد ريان مقتربة منه حتى وقفت أمامه، لتبتسم بحزن مكملة ‌: 



_ متقلقش يا بابا، ممكن يكون اللي عملته أسوأ شيء ممكن بعمله أي أب بس بسببك أنا زي ما أنت شايفني دلوقتي.... كُلنا أسباب لشيء ما



ثم تركته وتحركت نحو غرفة شقيقتها تحافظ على ابتسامتها رغم غصة قلبها، وإن كانت لا تستطيع الصراخ بوجهه لأنه والدها، وإن كانت لا تستطبع إهانته بأي شكل كان،يظل ما فعله لها أسوأ ما قد تمر به يومًا... 



دفعت الغرفة بهدوء تنظر إلى شقيقتيها وأخيها إياد الذي كان مبتسمًا، كان يعدهم بمفاجأة وهما تتحايلان عليه ليعرفهما على ما هيتها، لتتسع عيناهما وهما ينظران إلى شقيقتهما بصدمة وعدم تصديق



انهمرت دموع آية هامسة باسمها، بينما قفزت أريب صارخة وفرحتها بعودة شقيقتها تفاقمت مع رؤيتها واقفة على قدميها، ألقت بجسدها عليها تعانقها بقوة تصرخ ببكاء وسعادة، أسئلة كثيرة تدور بذهنها جعلت حوراء تبتسم قائلة وهي تذهب إلى شقيقتها آية تعانقها بلطف ‌: 



_ هقولكم كل حاجة، بس الأول خلونا نتكلم لأنكم وحشتوني



ليقول إياد مبتسمًا ‌: 



_ خليكي معاهم وأنا هشوف ريان



_ ريان؟؟ 



قالتها أريب بتساؤل، لتنظر حوراء إلى أخيها بتوتر ليبتسم لها قائلًا ‌: 


 
_ اهتمي أنتِ بالموضوع دا



ثم تركها بمفردها أمام نظرات متسائلة تنتظر توضيحًا وشرحًا لكل شيء، حمحمت بخفة مبتسمة بتوتر قائلة ‌: 



_ اسمعوني للآخر، عايزاكم تتحولوا حاليًا لآذان صاغية بس، فهمتوا؟.... 



رمقاها بعدم راحة لتأخذ نفسًا لقص عليهما ما حدث معها منذ وقت رحيلها مع أبيها إلى جلوسها الآن بينهما...... 



ما إن خرج إياد من الغرفة، وجد ريان يقف أمام والده والنظرات بينهما مشتعلة، التفت ريان بجانب وجهه يتأكد أن من خرج ليس زوجته أتت في خضم حديث تهديدي بينه وبين والدها، تجاهلهما إياد وخرج من المنزل ليستنشق الهواء، يُمني نفسه أيامًا قادمة أفضل له ولأخوته



أعاد ريان بصره إلى عبد القادر الذي قال ساخرًا ‌: 



_ لا أنت ولا عشرة زيك يخوفوني، بنتي وأنا حر أعمل فيها اللي أنا عايزه... 



ابتسم ريان بطريقة مخيفة ومال نحوه هامسًا كفحيح أفعى أمام وجهه ‌: 



_ بنتك زوجتي، وكرمًا ليها هسيبك عايش، وهسيب أطرافك مكانها، بس... هحطك في المكان المناسب لأمثالك، هخليك تنسى شكل النور وإي شعور الهوى النقي، هخليك تتمنى تحلم بماضيك بس علشان تشوف السما فيها، هحرمك من كل حاجة وأي حاجة ممكن أنها تريحك، أحب أقولك... أهلًا بيك في جحيمي



_  ريان ... 



ابتعد عنه بهدوء ملتفتًا إلى زوجته، استغل عبد القادر انشغاله وانصرف من المنزل تمامًا، هاربًا من تهديد ذلك المخيف، لم يهتم ريان به بينما رمقتهما حوراء تراقب رحيل والدها بتعجب قبل أن تنظر إلى ريان، كادت أن تتحدث ليسبقها ريان مقتربًا منها ‌: 



_ قلبه... 



_ طنت عايزة أقولك... معندكش اعتراض آخد إخواتي معايا صح؟ 



داعب وجنتها بلطف ثم مال مقبلًا وجنتها هامسًا بحنان ‌: 



_ أبدًا، قصرك وأملاكك اتصرفي فيها براحتك، وأخواتك مرحب بيهم دايمًا



شكرته بخجل، وعادت إلى داخل الغرفة بسرعة، ابتسم بخفة وقلبه يخفق بصخب، وبعد ساعتين... أسوأ ساعتين عاشها ريان في حياته وهو محاصر بين نواح فتاتان عنيدتان، ورجاء حوراء لهما أن ترافقهما، ليزفر بقوة ينظر إلى إياد لينهي هذه المهزلة، ليقول إياد بجدية ‌: 



_ حوراء، اخواتك هيزوروكي وأنتِ هتاجي لأخواتك، بسيطة، مفيش داعي لكل دا



_ بس يا إياد... 



_ حوراء



صمتت تطالعه بحزن ثم نظرت إلى شقيقتيها لتقول آية بهدوء ‌: 



_ دا الصح، أهم حاجة أننا اتطمنا عليكِ وأنك الحمدلله بقيتي بخير



تنهدت حوراء ثم قالت متوعدة بمزاح ‌: 




        
          
                
_ مش هستسلم على فكرا، هرجع ومش همشي غير بيكم



وبعد حديث سريع دار بينهما، غادرت حوراء مع ريان الذي سحب نفسًا وأخيرًا من انتهاء ذلك الإزعاج، أما عمّن يظن نفسه قد هرب، فهو سيأتِ به ببساطة.... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



دلفا إلى القصر ليسمع صوت صديقه الذي يتعالى بإزعاج، ابتسم بخفة ودلف البهو، لتقول كيان بسرعة ‌: 



_ أبيه... أنت جيت بسرعة لي؟ هي لحقت تتكلم مع اخواتها؟؟ 



_ كانت مقابلة عادية يا كيان بتعرفهم فيها أنها مويسة مش أكتر



التفت إلى صديقه وما كاد يتحدث حتى ابتسم باتساع وهو ينظر إلى حوراء، اقترب منها قائلًا ‌: 



_ أختي الجديدة... حمدًا لله على سلامتك، تعرفي... 



قاطعه ريان بجمود ‌: 



_ اخرس يا بيجاد



رمق صديقه بغيظ وقبل أن يتحدث كانت حوراء تقول ضاحكة ‌: 



_ شكرًا يا بيجاد



_ شايف الذوق، سمعت عنه قبل كدا؟ 



تحدث مشيرًا إلى حوراء بغيظ، لتضحك حوراء بخفة ثم نظرت إلى هشام قائلة ‌: 



_ ازيك يا هشام؟ 



_ الحمدلله، شكرًا



_ سيبك منه دا بالعافية كان بيكلم أمه الله يرحمها، تعرفي أ... 



قاطعه ريان مجددًا ولم يعجبه اندماجه مع زوجته ‌: 



_ بيجاد... 



_  هشوه وشك والله، سيبني أعرفها حتى، إي القرف دا؟؟ 



ضحكت كيان بشدة بينما ابتسمت حوراء ونظرت إلى ريان لتراه يطالع صديقه بهدوء، ولكنه كان أبعد عم أي شيء قد يكون هادئًا، تقهقر بيجاد ليجلس بجانب هشام مراقبًا نظرات ريان المتعودة، ليقول هامسًا ‌: 



_ شكلي رجعت من المهمة بدري



أجابه هشام  ببرود ‌: 



_ شكلك مش هتلحق تروح مهمات تانية أصلًا



ابتسم بيجاد إلى ريان ببلاهة ليتجاهله الآخر قائلًا ‌: 



_ اسبقوني على الشركة...



ثم غادر وبيده حوراء التي لم تلاحظ أنه يضع لها وقتًا محددًا مع الجميعرحتى مع اخوتها حتى يعود ويبقيها بجانبه…



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



صباح اليوم التالي، بينما تجلس مع حوراء تتحدث معها بسعادة كونها أصبحت زوجة شقيقها، تخبرها بعبوس ‌: 



_ شغله حتى وهو عريس بيروحله، إي الملل دا، صدقيني ريان دا آلة شغل، بس أتمنى يتغير ويبقى بيتوتي بعد ما اتجوزك يا حلوة




        
          
                
غمزتها في آخر حديثها لتقول حوراء بحرج ‌: 



_ ربنا يكرمه في شغله



وقبل أن تتحدث كيان تعالى رنين هاتفها، ابتسمت باتساع وهي تجيب المتصلة قائلة ‌: 



_ ليان... أخبارك إي؟ 



وصلها ما تحدثت به ليان من الناحية الأخرى، ليشحب وجهها قائلة بسرعة ‌: 



_ حاضر، هقول لأبيه



أغلقت منها لتسألها حوراء بقلق ‌: 



_ خير؟؟ 



قال كيان بسرعة وهي تضع الهاتف على أذنها وبدأت دموعها في الهطول ‌: 



_ أبيه.... تعالى بسرعة



وهو من كان يسترخي في سيارته المتجهة إلى المشفى، أوقع قلبه صوت شقيقته الفزع، ليأمر السائق بالعودة إلى القصر بنبضات تخفق بسرعة، وما إن دخل إلى القصر ركض إلى غرفتها ولم يجدها ليسرع في ذهابه إلى الغرفة الأخرى، فتح الباب بدون استئذان وكل ما يفكر به إن أصابها أو أصاب حوراء مكروه ما



رآها تبكي بأحضان حوراء وما إن رأته ركضت نحوه تحتضنه باكية، مسح على خصلاتها قائلًا بقلق ‌: 



_ حصل إي؟ اهدي … حوراء؟؟ 



أنهى حديثه ناظرًا إليها، لتقول بقلق هي الأخرى ‌: 



_ معرفش، جاتها مكالمة وبعدين حصلها كدا



أبعدها ريان عنه وأحاط وجهها يسألها بهدوء ‌: 



_ كياني... اهدي أنا هنا، قوليلي حصل إي



قالت كيان من بين بكائها َ: 



_ لــ... ليان



تحفز جسد ريان قائلًا ‌: 



_ ليان؟؟ مالها؟ حصل لها إي قولي



لاحظت حوراء نبرة الخوف في حديثه على تلك الفتاة لتتساءل بداخلها عن هويتها، بينما قالت كيان ‌:



_ قالت إن جدو تعبان وعايز يشوفنا، أنا خايفة أوي يا أبيه، عايزة أروح عنده



نظر لها ريان قليلًا ثم نظر إلى حوراء، ليس وقته أبدًا، تنهد بقوة وقال بجدية ‌: 



_ تمام، اهدي أنا هشوف في إي



ثم خرج من الغرفة متوجهًا إلى مكتبه بعد أن طلب سليمان حارسه الشخصي، ثوانى ووجد الباب يطرق فأمره بالدخول ثم قال بنبرة قوية ‌: 



_ جهز سيارات الحراسة، هنتحرك لوسط البلد بعد ساعتين



غادر سليمان بينما هاتف ريان إياد، يُعلمه بما حدث وأنه سيأخذ زوجته معه وحين عودتهم سيهاتفه مجددًا، ثم هاتف هشام وأخبره بأمر سفره ليقول هشام بجدية ‌: 



_ تمام، أنا ههتم بالشغل هنا متقلقش



_ شكرًا يا هشام



_ اقفل يا ريان مش فاضيلك




        
          
                
سبه ريان لتتعالى ضحكات هشام ثم أنهى المكالمة معه وبمكالمة أخرى أخبر بيجاد الذي قال أنه سيلحق به بعد يوم، ثم عاد لشقيقته قائلًا ‌: 



_ روحي اجهزي، هنتحرك بعد ساعتين



ركضت كيان إلى غرفتها لتتجهز، بينما أخرج ريان حقيبة سفر وأمر خادمة بأن تأتِ وتجهز الحقيبة من ملابس حوراء التي ابتاعها لها، ثم جلس أمام حوراء التي تراقب كل شيء بصمت وتوتر، أمسك بيدها قائلًا بحنان ‌: 



_ عارف إن كل حاجة بتحصل بسرعة حواليكِ، بس عايزك تثقي فيا



أماءت له بصمت قبل أن تقول بتردد ‌: 



_ هو أنا ممكن أسألك عن حاجة؟ 



_ أكيد، اسأليني من غير استئذان لأنك زوجتي ودا حقك



ابتسمت حوراء بخجل ثم استرسلت كلامها متسائلة ‌: 



_ هو يعنى اللي عرفته من كيان إنك ليك 11 سنة تقريبًا مروحتش تزور أهلك، هو يعني في مشكلة ما بينكم؟ 



_ لا، علاقتي بيهم كويسة نوعًا ما، بس شغلي وحياتي كلها هنا، وأنا مش من الأشخاص اللي بيحبوا التجمعات العائلية وغيره، وكمان... أسباب تانية هعرفك عليها في وقت أحسن 



علمت أن السبب الحقيقي هي تلك الأسباب التي اجل إخبارها عنها، لتهز رأسها موافقة ثم قال بتذكر ‌: 



_ بس إياد.... 



قال لها ريان بهدوء ‌: 



_ كلمته وقولتله اللي حصل وهو وافق



تنهدت بقوة تستجمع شجاعتها لما هو قادم، بينما ريان مشغولًا في التفكير بأمر عائلة سيقابلهم بعد مدة طويلة وجهًا لوجه، وإن كانت هناك مكالمات جمعتهم سابقًا فهذا غير.... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بينما تنتظر كيان باكية داخل سيارتها بقلق على جدها، كان بداخل القصر يقف ريان أمام حوراء وأخرج من جيبه علبة مخملية سوداء، فتحها ليظهر لها خاتمًا من الألماس الحر، جميلًا ولامعًا، أمسك بيدها ووضعه ببنصرها ثم قبل مكانه قائلًا ‌: 



_ الألماس استحى من لمعان عيونك



أخفضت رأسها بخجل ليقبل جبينها ثم أمسك بيدها برفق وخرج بها، ليصعدوا السيارة منطلقين نحو وجهتهم



بعد وقت طويل، وقف السيارة وسيارتيْ الحرس أمام منزل كبير، أربع طوابق مع مساحة خضراء واسعة، هبط ريان ثم اتجه إلى حوراء، هبطت من السيارة ممسكة بيده بقوة، ليقول ريان بحنان



_  ملوش داعي التوتر أبدًا، أنا هنا، اهدي



أماءت له مبتسمة بهدوء وسار بها وبجانبه كيان التي أسرعت لداخل المنزل تخبر الجميع أنها هذه المرة لم تأتِ بمفردها، بل أتى أخيها بصُحبتها، اجتمعوا جميعًا بسعادة لقدوم ابنهم وحفيد الكيلاني الأكبر لأول مرة منذ سنوات طويلة



دلف ريان وهو يسير بجانب حوراء، لتتقدم منه فتاة شديدة الجمال وما كادت تتحدث حتى توقفت بصدمة وهي تنظر بريبة إلى تلك التي تتمسك بذراع ابن عمها، كباقي العائلة التي وقفت تنظر لهما بتعجب وتساؤل بعد أن رحبوا بكيان.... 



 نظر لها ريان ليجد علامات التوتر والخوف بادية على وجهها، ابتسم لها بحنان يطمئنها أنه بجانبها، لتبادله ببسمة مرتبكة، ثم عاد ببصره لهم ....



 وقبل أن يتحدث وجد فتاة تعانقه بقوة، ترك يد حوراء وابتسم بخفة يبادلها العناق يستمع لها وهي تقول بشوق ‌:



_ وحشتني أوي 



_ وأنتِ كمان يا ليلو 



ربت على خصلاتها الشقراء بحنان، ثم ابتعد عنها متنفسًا، يستعد لعناقات لا يحبها من أشخاص كثر، حبس نفسه حتى انتهى الترحيب الحار وهم يعبرون له عن اشياقهم الشديد له طوال هذه السنوات



احتضنه أولًا والده عامر، ثم عمه ووالد بيجاد " مصطفى" ثم عمه الثالث حسين والد ليان، ثم اقتربت منه امرأة جميلة بأعين الزرقاء وملامحها التي تصرخ أنها في الثلاثين من عمرها وهي بعمر الخامسة والأربعين، تحتضنه بحنان أم مشتاقة إلى ابنها



أردفت ليلى وهي زوجة حسين، بحب وبعربية ضعيفة ‌: 



_ وحشتيني يا ريان



_ اسمها وحشتني يا روسية، عمومًا وأنتِ كمان



ضحكت تعانقه بلهفة ودموع أغرقت وجهها شوقًا له، قاطع عناقهما حسين وهو يسحب زوجته قائلًا بغيرة ممازحة ‌: 



_ خلاص يا حبيبتي، ما شاءالله بقي راجل يسد عين الشمس وأغير عليكِ منه



ابتسم ريان وقبل أن يرد عليه اقترب منه شاب بينه وبين ليان تشابه كبير، شقيقها وتوأمها أيان، صافح ريان بقوة قائلًا ‌:



_ وأخيرًا شوفنا الشخص اللي بابا بيزلني علشان أبقى نصه



جذبه ريان يعانقه بحنان قائلًا ‌: 



_ وأفضل منه يا بطل



وقع بصره على إمرأة متوسطة العمر والطول، ترمقه بنظرات غير مرحبة بالمرة، تحدثت ببسمة مصطنعة وعيناها تقول حقيقتها ‌: 



_ حمدًا لله على سلامتك يا ابن عامر



_ الله يسلمك يا.... سميرة



وبين كل ذلك كانت تقف خلفه، تراقب هذه العائلة تحاول التعرف عليهم وكيان تهمس لها باسم وهوية كل من يقترب من ريان ويسلم عليه، حتى همست لها بغيظ ‌: 



_ ودي زوجة عمي سميرة، تجنبيها 



التفتت لها حوراء تراقبها بعدم فهم، ولم تكد تسألها حتى وصلها صوت تلك الفتاة التي علمت أنها ليان، ولم يعجبها أبدًا أن زوجها يعانقها هكذا وببساطة ‌: 



_ مين دي يا ريان، متقوليش إنك غفلتنا واتجوزت! 



التفت ريان لها مبتسمًا، أمسك بيدها أسفل خجلها من تسلط كل الأنظار عليها، مع قول ريان الهادئ والذي كان كقنبلة ألقاها بوجههم ‌: 



_ كالعادة استنتاجاتك نادرًا ما بتبقى صح، ودي من النوادر يا ليلو... زوجتي وحبيبتي حوراء عبد القادر



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كل ما يخصها نادرًا ... وإن كان استنتاجًا عنها. 





والسَّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent