Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل السابع 7 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية

 رواية وقعت في دائرة الشر الفصل السابع 7 - بقلم هبة نبيل 

الفصل السابع: دائرة الاشتباه
"مش هينفع."

جاء الصوت من خلفهم قويًا، حاسمًا، لم يكن صوتًا غريبًا، بل مألوفًا تمامًا، مما جعل فرح تنتفض في جلستها، وتلتفت سريعًا إلى مصدر الصوت.
كان حسام واقفًا عند باب الغرفة، عيناه متعلقتان بها، لكنّ نظراته حملت شيئًا جديدًا... قلقًا، ربما، أو شيئًا أعمق.

يارا عقدت حاجبيها بدهشة: "مش هينفع إيه يا حسام؟"

حسام بخطوات هادئة، لكن بنبرة تحمل ثقل الأخبار السيئة: "ماينفعش تشارك فرح في المسابقة، ولا تظهر بشكل لافت في أي نشاط جماعي حاليًا."

نرمين باستغراب: "ليه؟ حد قال إنها مطلوبة ولا حاجة ولا عليها طار؟"

فرح، التي بدأت تستشعر أن الهواء يثقل أكثر كلما مضى الوقت، نظرت لحسام مباشرة ولكن بصوت منخفض: "فيه حاجة حصلت؟ التليفون؟ البلاغ؟ البوليس جه؟"

حسام اقترب منها وجلس بصمت لثوانٍ قبل أن يقول: "البلاغ كان حقيقي... لكن البوليس مجاش لسه، بس في تحرّك... في مراقبة، وفي استفسارات حوالين الأوراق... وحواليكي."

ساد الصمت في الغرفة، لكن هذه المرة لم يكن صمتًا خائفًا... بل مترقبًا. الجميع ينتظر ما سيقوله حسام بعد ذلك.

يارا بصوت منخفض: "يعني فرح في خطر؟"

حسام نطق الكلمة كما لو أنه لا يريدها، لكنه مضطر: "أيوه... خطر كبير. خصوصًا بعد اللي عرفناه النهاردة."

يارا بستفسار: عرفتو ايه؟ 

حسام وهو ينظر باتجاه نرمين ولكن دون اي يسبب لها حرج: مش دلوقتي يا يارا...صمت قليلا ثم قال: ازيك يا نرمين؟ 

نرمين: كويسه يا حسام انت اخبارك ايه؟ 

حسام: تمام 

فرح شهقت بخفوت، ثم قالت بصوت حاولت أن تجعله ثابتًا: "بس أنا مش فاكرة حاجة يا حسام... لو أنا كنت شايلة أسرار فا دلوقتي حتى الأسرار دي راحت من دماغي. أنا بقيت صفحة فاضية."

حسام بنبرة أكثر ليونة: "وعشان كده لازم نحمي الصفحة دي... لحد ما نعرف كل اللي مكتوب فيها قبل كده وترجع تتملي من جديد."

ثم أخرج من جيبه ورقة مطوية، وأعطاها لها: "دي صورة من الورقة اللي لقيناها... مش الأصل، بس يمكن تشغل ذاكرتك."

فرح أخذت الورقة، نظرت إليها ببطء، وعيناها تتنقل بين السطور كأنها تبحث عن ظل فكرة... ولكن دون جدوي 

نرمين اقتربت منها وربتت على كتفها: انا يمكن اكون مش فاهمه اللي بيحصل بس حبه اقولك ان إحنا معاكي انا شخصيا حبيتك اوي 

فرح ببتسامه ودوده: شكرا بجد يا نرمين انا كمان حبيتك والله ربنا يعلم

وقف حسام فجأة، وأخذ نفسًا عميقًا وقال بصوت هامسا : "أنا هخرج دلوقتي، عندي مقابلة مع شخص كان شغال زمان في شركات العامري... يمكن ألاقي عنده إجابات."

فرح رفعت رأسها بسرعة ولهفه وبنبره تحمل القلق والخوف قالت: "لو هتقابل حد خطر، ما تروحش لوحدك خد معاك حد من اصحابك لو عايزني معاك معنديش مانع..! 

ابتسم حسام ابتسامة خفيفة، لكنها كانت أقرب إلى الحزن: "أنا خلاص دخلت الدائرة يا فرح... وطلوعي منها مش بإيدي. بس وعد... مش هقرب من اي خطر إلا وأنا ضامن الرجوع."

ثم خرج ونظرات فرح الخائفه تتبعه
وعندما خرج من المنزل نظرت فرح مرة اخري إلى الورقة... ولكن شيئًا غريبًا حدث هذه المرة.
صوت خافت تردد في رأسها، كأن أحدهم يهمس باسم... "نادر..."
ارتجف جسدها.

من هو نادر؟
ولماذا اسمه محفور في ذاكرتها بلا وجه؟

جهه اخري.... 

في إحدى المقاهي الشعبية، جلس حسام قبالة رجل في منتصف الخمسينات، يرتدي بدلة قديمة الطراز ونظارة سميكة.
الرجل كان يُدعى فكري عبد المجيد، موظف سابق بشركة من شركات العامري 

فكري وهو يُقلّب في كوب الشاي:
"أنا استقلت من الشركة دي من سنتين... الشغل كان ماشي عالورق، بس الكواليس كلها كانت سُودا."

حسام:
"أنا سمعت عن ملفات تم تهريبها، وأسماء وهمية كانت بتستعمل كواجهة."

فكري بتنهيدة طويلة:
"فيه حاجات أنا شفتها بنفسي، واتسجلت باسمي في ثفقات وموارد بناء مغشوشه واستغلال لناس غلابه وأنا مش داري. بس عمري ما تخيلت إن بنت زي فرح تكون طرف في اللي حصل."

حسام شدد نبرته:
"هي مش طرف... هي كانت ضحية، أو يمكن شاهد، واحتمال تكون خزّنت معلومات قبل الحادثه...بس هي مش فاكرة للأسف اي حاجه حصلت قبل الحادثه

فكري مال للأمام وقال همسًا:
"لو دي الحقيقة، يبقى حياتها في خطر. اللي ورى اللعبة دي ناس مش بيهزروا... الناس دي ممكن تقتل تاني وتالت وعاشر

جهه اخري... 

في منزل فرح...

كانت ندى أخت فرح تمشط شعرها بصمت، بينما الجدة تعد الشاي، ونُهى تجلس في الزاوية تطالع هاتفها بين لحظة وأخرى.

نُهى وهي تنظر لندى: "فرح كانت دايمًا تقول إنك أذكى منها، مع إنك أصغر."

ندى بابتسامة خفيفة: "بس هي كانت أشجع... كانت بتاخد قرارات صعبة، حتى لو خافت."

الجدة وهي تقدم الشاي:
"ربنا يردّها بالسلامة... ويحفظكم أنتو التلاتة."

نُهى وضعت كوب الشاي، وقالت بحسم:
"أنا مش هسيبكم ولا هسيب فرح. لو أنا اللي عارفة قيمتها وحشتني اوي ياتري هي فين بس؟ وياتري هي في امان ولا لا قاعده عن حد ولا في الشارع يارب بقي دلنا عليها يارب

الجدة بيقين: ان شاء الله هترجع انا عندي احساس ب كده 

ندي: يارب يا تيتا يارب

جهه اخري... 

في منزل حسام ، دخل حسام على والده بعد ان رجع من مشواره رأه يجلس في الشرفه يقرأ الجريدة بندماج... 

حسام:
"بابا... محتاج أكلمك في موضوع مهم."

عبد الرحمن البدري نزل الجريدة ببطء ونزع نظارته الطبيه:
"خير يا حسام؟"

حسام جلس أمامه وقال:
"فرح لازم تفضل معانا الفترة الجاية... ماينفعش ترجع بيتها دلوقتي في تهديد واضح، وأنا دخلت الموضوع ده من أوله، ومش هينفع أنسحب."

عبد الرحمن تأمل ابنه، ثم قال: انت عرفت هي مين؟ وعرفت بيتها افتكرت؟ 
وتقصد إيه بحوار التهديد ده؟ 

حسام قص عليه كل شيء... عن الملف، عن البلاغ، عن الورقة، عن الموظف اللي قابله، وعن القلق الذي يعتصره من الداخل 

عبد الرحمن:
"أنت شايف إنك تقدر تحميها؟"

حسام بحسم:
"أنا لازم انا مجبر احميها...فرح في خطر واضح وصريح وده طريق مشيته وملوش رجعه

عبد الرحمن: في خطر عليك؟ 

حسام: الله اعلم بس محتاجكم جمبي

اكتفي عبد الرحمن فقط بهز رأسه ببتسامه مطمئنه

كان احدهم بالخارج يستمع خلثه إلي حديثهم وارتسمت على وجه ابتسامه لم تقرأ بسهوله ثم رحل

جهه اخري... 

في منتصف الليل، جلست فرح على سريرها في غرفة يارا ، تتأمل الورقة مجددًا.
كانت الكلمات تتراقص أمامها، حروف تتوهج ثم تنطفئ في ذهنها، كأنّ عقلها يُصارع نفسه.

فرح لنفسها: "ليه مش قادرة أفهم... وليه حاسّة إني شوفت الورقة دي قبل كده؟ 

لكن قبل أن تغفو، عادت تلك الهمسة.
"نادر..."
لم يكن اسمًا فقط... بل ألمًا مألوفًا.

فرح شهقت وهمست:
"أنا سمعت الاسم ده قبل كده ... بس مين هو؟"

يتبع....

 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent