رواية العسقلة الماكرة الفصل السادس 6 - بقلم ايمان كمال
٦
النهاردة العتاب شديد اوي على قلة التقدير ليا، وحقيقي ندامه اني نزلتها، ولو استمر التفاعل بالطريقة دي اوقفها احسن، وتفضل متصانه في تليفوني افضل من عدم تفاعلوا عليها 😢
النهارده منزله فصلين عشان اجري الأحداث، ومفيش فصول زياده الا لما تفرحوني
الفصل السادس
وبعد وقت ليس بقليل، انتهوا كلهم من الطعام وحضرت مرزوقة القهوة للكل، وبعدين دخلت اوضة المكتب عشان ترجع للحصة من جديد، ومسكت الورق ولمته من على الأرض وابتدت تلقي على مسامع ياسر وشادية الشعر بصوت هادئ وبنبره دافيه، زي ما علمها والقاها ياسر، واول ما انتهت منه، وقف ياسر وقال: ايوه بقى.. هو ده الكلام.. برافووو عليكي يامرزوقة، اية الجمال ده... الله ينور عليكي.
مرزوقة اول ما سمعت تصفيقه وكلامه ليها، حست انها طايرة فوق في السما ومش مصدقة نفسها، ودموعها نازله من الفرحة، قامت شادية قربت منها وبحنان حضنتها لقلبها وشجعتها وزودت من ثقتها بنفسها، لم ينكر ياسر ان فرحته مع مرزوقة في اول خطوة لتقدمها نحو المجد والشهرة كانت أقوى بكتير منها، لان المدرس هنا بيحس بنجاحه لما تلميذته بتتفوق عليك، اخدها من ايديها وقعدها جنبه هو شادية وقالها: انتي متتخيليش يامرزوقة فرحتي بيكي ازاي النهارده، انا عايزك كده على طول تفتحي دماغك وتسمعي الكلام وتتعلمي بسرعة.
ابتسمت مرزوقة وبحماس قالت: وانا اوعدك يابية اني هسمع كل اللي تقولي عليه، وبإذنك يارب هتتبسط مني، قصدي كلكم يعني.
ياسر بعتب قالها: كل ده كويس، بس بلاش كلمه بيه دي.
مرزوقة بتعجب سألت: وه امال اقول لسعادتك ايه؟
ياسر بهدوء وبساطة: قولي استاذ مثلا، وشوية شوية نلغي التكليف خالص.
خجلت مرزوقة ووشها اتكسف وبصت للارض، وفركت اديها، شعرت شادية بتوترها المبالغ فيه، فحبت تغير الجو وسألتها قالت: امال مجدي راح فين يامرزوقة من وقت ماجينا مشفتهوش؟
مرزرقة رفعت عينيها وقالتلها: بعد ما خرجتوا بشوية جاله تليفون وخرج، وقال هيجي لما يخلص، عشان يديني ورشة التمثيل.
هزت راسها بتفهم ثم قامت واستأذنت وطلعت غرفتها تستريح، وقبل ما تخرج اتكلم ياسر وسألها: متنسيش تاخدتي علاجك ياماما؟
شادية: حاضر يا حبيبي هاخده متقلقش.
حضن وشها بحب، وهمست له انه يكون رقيق مع مرزوقة، شاور براسه بموافقة، رجع وبدأ معها تمارين تانية كتير في الالقاء ونطق مخارج الحروف، والمدهش إنها كانت تفوق توقعه في كل مرة.
مر وقت طويل حس ياسر انها تعبت، ادلها راحة شوية لما الباب خبط راحت تفتح لاقته مجدي جه، مثلت انها بتعيط لانها اتأكدت انها مش هتاخد راحة وهتبدأ الورشة معاه.
دخل سلم على ياسر واتشاور معاه في ترتيبات الشغل مع مرزوقة ازاي هتمشي، سمعه واعجب بالخطة المرسومه، وكانت اول حاجة انه هياخدها من بكره يغير في شكلها ولبسها، وتسريحة شعرها، عشان تحس بنفسها انها اتغيرت كليًا، دخلت عليهم مرزوقة بالقهوة وحطتهم على التربيزة، ابتسم مجدي ليها وقال: ياسر بيشكر فيكي اوي يامرزوقة، بيقول انك بقيتي شاطرة في الالقاء عايزك بقى تبقي شاطرة معايا في دروس التمثيل، هشرب قهوتي وبعدين نبدأ، روحي انتي استريحي شوية.
خرجت مرزوقة واول ما قفلت الباب اتنهدت براحه انها هترتاح من الهم اللي مكنش على بالها وجه فوق راسها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
شادية غيرت هدومها واستريحت على سريرها، واديها حضنة صندوق ذكرياتها، وبتفتكر كل حرف قاله حبيبها، عينيها على صورته مش قادره تغمض عيونها، حضنتها بتملك وقالت بنبره شوق وحنين ملهوش وصف: وحشتني لدرجة عقلك عمره ما هيتخيله ياسليم... ياما كان نفسي اول ماشوفت اترمي زي زمان جري بين ايديك وانسى كل همومي واحزاني، لكني مع كل آسف لساني خاني عن التعبير، وبلعت كل حروفي وفضل الصمت هو حليفي، آآآه لو تعرف كان نفسي ابوح بكلام كتير اوي واحكيلك على سبب بعدي عنك، وعن لهيب الشوق اللي عمره ما هدي ولا سكت لحظة، كان الألم والوجع كله من نصيبي وقسمتي.
فضلت تكلمه كتير، زي مايكون لسانها اتحل من ربطته.
في نفس اثناء الوقت ده، كان سليم ماسك تليفونه وبيفكر للمره الالف يتصل بالرقم اللي في ملف حالتها ويجرب انه يكون رقمها ويسمع صوتها بس، ولا يستنى ويصبر لما تيجي تاخد الحقنه بعد يومين؟
فضل في الصراع ده كتير، لحد ما استقر وغلبه شوقه وقال هجرب مش هخسر حاجة، فضل يرن منتظرها ترد.
فاقت شادية على رنين هاتفها، بصت على الرقم لاقته بدون اسم، كنسلت، شوية ورن كذا مره، في اخر رنه ردت وقالت: الووو مين معايا؟
اول ما سمع صوتها هدأ بركانه وحممه اللي مشتعله من سنين، اد اية صوتها كان مشتاق يسمعه، يقسم بأن صوت دقات قلبه كانت اعلى من صوتها، كررت كلمتها تاني، رد بسرعة بكلمه واحده كانت كفيلة تخلي قلبها يقف من فرحتها لما سمعت صوته بيقول: وحشتيني.
شادية غمضت عنيها، وحطت اديها على قلبها تهدي دقاته، وحاولت تظبط وتنظم انفاسها، كان سليم متأكد ان حالتها متقلش عن حالته، مش عارف ليه قلبه اكدله ده، واحساسه مشي وراه، فاق لما سمعها بتقول كلمه خلته مش مصدق نفسه: مش اكتر مني.
كانت ثلاث كلمات كفيلة انه تعليه لسابع سما، وتوصله لعنان السماء ويمسك النجوم بإديه.
استمر الصمت لحظات، جمع فيها سليم اعصابه واستجمع قواه، وسألها بصوت موجوع ومدبوح: ليه ياشادية؟
سكت شادية ومقدرتش ترد، فكرر سؤاله تاني وقال: ليه سبتيني ومجتيش؟ ليه بعتيني وانا كنت شاريكي بعمري كله؟ ليه بعتي الدادا تقولي انك هتتجوزي طارق، وامنع اي تواصل بينا؟ ليه.. ليه..
اكتر من ٢٠ سنة كل يوم بسأل السؤال ده لنفسي، ونفسي اعرف له اجابه !!
حتى ولا مره فكرتي تردي عليا بجواب واحد من اللي بعتهم ليكي طول السنين دي.
ارجوكي ريحي قلبي وردي !!
شادية كانت بتسمعه ومش ملاحقة الضربات اللي بتاخدها على راسها، مصدومه مش فاهمه اي حاجة، دادا مين اللي بعتتها ...!! ولا جوابات اية؟ هي عمرها ما استلمت اي جواب منه من بعد فراقهم !!
دي كان نفسها في جواب واحد بس يعرفها مكانه عشان تروحله وترتمي في حضنه وتكمل مشوار حياتها معاه، لما طال الصمت، قال: اتكلمي... حرام عليكي سكوتك بيقتلني.
هنا مقدرتش تسكت اكتر من كده وقالت كلامها بانفعال: انا ما مبعتش حد يا سليم ليك، وعمري ما استلمت منك اي جواب، ومعرفش اي حاجة من اللي بتقول عليها دي.
صدمته كانت اقوى من كلامه ليها، فرد بتعجب: انتي متأكده من اللي بتقوليه ده؟ طب مين اللي بعت الدادا؟ وفين كل الجوابات اللي برغم رسالتك ليا اني متواصلش معاكي؛ كنت بغباءي بكتب واكتب لحد قبل رجوعي لمصر؟ راحوا فين؟
شادية بتسمعه ودموعها نازله مش عارفه تتحكم فيهم، مش قادره تصدق اللعبه اللي اتلعبت عليهم وفارقتهم عن بعض كل السنين دي، وحكمت عليهم بالعذاب والقهر، صوت شهقاتها كان واصله، ومش قادر يعملها حاجة.. متكتف وايده مقيدة، ومربوطه، قدر بعد وقت من الصمت قال: شادية انا لازم اشوفك واتكلم معاكي... لازم اعرف اصل الحكاية اية؟ انتي فعلا بعتي حبي !!، ولا كنا إحنا الاتنين ضحية في ايد حد لعب بينا كل السنين دي.
رد شادية بين نحيبها: هحاول اجيلك يوم معاد الحقنة لوحدي.
افتكر للحظة سليم ابنها، فسألها وهو خايف من الرد: اللي كان معاكي النهارده ابنك؟
ابتسمت شادية وردت بمكر: إبني ومش ابني !! لما اجي كل حاجة هتتعرف.
سليم بترجي: طمني قلبي بكلمه.
شادية: اطمن.
قالت كلمتها وقفلت، وريحت جسمها على السرير، ولاول مره من ٢٠ سنة هتعرف تنام مرتاحة وفرحانه، ان الدنيا اخيرا هتفتح ليها أبواب السعادة ويعرف الفرح يدخل قلبها ويبدل حزنها سعادة، رفضت تفكر في اي حاجة تعوق فرحتها وسعادتها دلوقتي، غمضت جفوتها واستسلمت لحالة الحب اللي عايشها، ونامت وهي حاضنة صورة سليم وكل جواباته اللي كان بيكتبها ليها ايام حبهم زمان.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
تحت في غرفة المكتب قاعد مجدي، وياسر مع مرزوقة في اجتماع مغلق، مجدي ماسك فونه، وفاتح على مشهد مهم من احد الأفلام المصرية القديمة، وبيفرجة لمرزرقة، وبيعيده كذا مره عشان تحفظه وتحس بيه، وبعدها قال: ها يامرزوقة حفظتي المشهد، وحستيه؟
مرزوقة بتهز راسها وقالت: اه يامجدي بيه.
مجدي بتأكيد: بعني هتعرفي تقوليه زيهم؟
مرزوقة بتوتر: هحاول !!
ياسر بهدوء عشان تطمن قال: حاولي يامرزوقة، وبالتدريب هتبقي احسن.
ابتسمت مرزوقة واخدت نفس عشان تهدى، وغمضت عيونها وقالت المشهد اللي شافته باحساسها، واللي ساعدها في كده انها عندها سرعة في الحفظ جدا، واول ما خلصت مجدي بص لياسر نظرة كأنه عايز يقوله مش قولتلك هيجي منها، وانا مش بخسر على اي رهان، ابتسم له ياسر وقال: شاطرة جدا يامرزوقة، انتي كنتي مخبيه كل ده فين؟
مرزوقة بتضحك اوي وردت: يعني صوح عجبتك يابيه؟
مجدي بحماس: عجبتني جدا جدا، ومع التدريبات هتبقي احسن واحسن يامرزوقة.
مر الرقت بسرعة، كل شوية تكرر في القاء المشاهد المختلفة، وتمارين كتير بتحاول تنفذها، مره تمثلها حلو، ومرات مش حلو، لكن بالصبر من جانب مجدي كان طويل البال اوي معاها، خصوصا انه مقدر وضعها كويس، وبعد وقت طويل التعب ظهر عليهم، شعر ياسر ان غياب شادية طول، استأذن من مجدي وطلع يشوفها، خبط على الباب خبطة خفيفة، لما مردتش فتح الباب؛ لقاها نايمة وجنبها صندوق اول مره يشوفة، لمح الصورة اللي في حضنها، وهنا عرف سر صمتها اللي كان ملازمها عند الدكتور، مسك جواب يقراه فضوله قتله، ودي كانت اول مره يتعدى حدود خصوصيات والدته، لكن حالاتها اللي شايفها هي السبب في حالة الفضول دي، واول ما قرأ اندهش من كمية المشاعر والاحاسيس اللي بتنطق بيها الحروف وبتصرخ بالحب، برغم انه كاتب وبيعبر عن المشاعر ولغة الحروف دي ملعبه، الا ان الكلام لما بيخرج من قلب محب بجد بيكون حاجة تانية، قعد على الكرسي وسند ظهره وقرأ بهمس...
حبيبتـــــــي...
يامن الهمتني عيناها الكحيله الشعر اغزله ليصير حروف يسردها قلمي إليكِ... !!
يامن دق لها قلبي، واصبح في عنفوانه كالصبي يركض لحبيبته ويسير خلفها في الطرقات... !!
يامن جننت دقات قلبي فجعلتها تصيح وتصرخ ليعلو صوتها لعنان السماء؛ تسمعها الطيور والعصافير فتشدو بأعذب الألحان... !!
اااه منك ياحببتي كيف اصل لفؤادگ واقص له مدى عشقي له، مدى شوقي، حنيني إليه ؟
اصابني حبگ الجنون، فأصبحت لا استطيع البعد عنك، ولا الاقتراب من لهيب عيناكِ فرقفاً بحالي ياحببتي...
كم اهواكِ يا امرأة...
كم عشقتگ ولم تشفقي..
كم أنتِ عنيده؛ قوية، عيناكِ تفيض من السحر لتسكرني كأني احتسي الخمر فاثمل من النظر إليها، كم هي جميلة فاتنه؛ خلقت من أجل أن تفتن الرجال حين النظر إليها...
كم تغار منك نساء الكون من شدة حسنك، ياسمراء بلون طين النهر يرويني؛ ياكحيلة العيناي لما تداريها، وتكتفي بنظره واحده لكي تفتني وتأسرني... بحق الله ما أروع حسنگ ودلالگ، فقد وضع المولى عز وجل بگ كل مواصفات السحر والجمال لتعذبيني بها... لأصبح مجنون هواگِ
مسك جواب تاني وكان اجمل من اللي قبله..
لا تجادليني حبيبتي في عشقي لكِ.
فأنا لي قناعتي وإيماني بحبك يافاتنة، لو اجتمع الكون كله على لومي في حبي؛ لتركت الكون وركضت إليكِ حببتي، فأنتِ معنى الحب والسلام، وأية من آياته على الارض، يامن تتصفين بالطيبه، والامان بداخلك تنثريه على كل محبينك بكل حنان، أجد الإبتسامة ترتسم على ثغرك قادره على تحول حالتي للسعاده، كم عشقت حبك، وازداد مع مرور أيامي، أعترف لك حببتي بأنك ستكوني ضياء حياتي أحيا على خطاكِ طول الزمان.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
انتهت شيراز من النيولوك الجديد، وكمان اشتريت كل اللي عايزاه من اكسسوارات خاصة بدورها مع شروق، وروحت بيتها واتغدوا مع بعض، في محاوله من شيراز تغيير مود صاحبتها، لكن برغم انها بتتجاوب معاها لكن حست ان عقلها في مكان ثاني خالص، اتنحنحت وقالت: هوووه فينك يا ست الاموره، انتي مش معايا خالص ياشروق؟
شروق بتنهيده: معاكي حبيبتي، كنتي بتقولي حاجة؟!
شيراز بتضحك: شوفتي بقى عشان تعرفي انتي معايا بجسمك بس، وعقلك مع عمده، انا بقالي كتير بتكلم عن الفيلم وانتي متنحه ومسهمه.
شروق بعتذار: معلش سامحيني ياشيري، عقلي فعلا مشغول، صدقيني لما بيبقى في سوء تفاهم بينا، بحس ان الدنيا كلها واقفه، ومودي بيبقى زفت، استحمليني، بصي انتي كده كل حاجة تمام جبناها، ومش ناقص اي حاجة تاني، هسيبك انا عشان اروح ارتاح واشوف هعمل اية مع واجع قلبي معاه.
شيراز بزعل: هتمشي وتسبيني، كنت عايزاكي معايا شوية كمان، يابنتي انا ياما اتحايلت عليكي تسيبك من شغلك ده؛ وتيجي تمسكي مديرة اعمالي مش عايزة.
شروق قامت من مكانها وبصت ليها بعتاب: قولتلك انا معاكي في اي حاجة، واساعدك من عينيا؛ عشان انتي صاحبتي واختي، مش عشان ده مفروض عليا وباخد اجر منك، مش عايزه العلاقة بينا تتحول لمصلحة وشغل ياشيراز، وانا قولتلك الكلام ده كتير اوي، فبلاش تفتحيه عشان مزعلش منك، احنا اصحاب واخوات، عشرة سنين، ليه عايزة تغيري الشكل بتاعها؟
شيراز وهي بتشاور باديها عشان تسكت قالتلها: خلاص ياحببتي، انا غلطانه، انتي ماصدقتي تتفتحي، ابوس على راسك مش هكلم تاني، يانهاري المحاضرة اتفتحت ومش هتخلصي ياشيراز، مكنتش كلمه، امشي ياشروق شوفي هتعملي ايه ياماما الله يسهلك ويصلح حالك يارب.
شروق ابتسمت وقربت منها وباستها من خدها، وشاورت لها باديها ومشيت تروح بيتها، وفضلت شيراز تفكر في منطق صديقتها وطريقة تفكيرها الغريبه، ولما ملقتش اجابة مقنعه، استسلمت لرأيها عشان متخسرهاش، خصوصا انها مرايتها اللي مش بتكدب عليها زي باقي الناس حواليها، والمصلحه هي اللي بتغلب وتكسب في النهاية.
اول ما وصلت شروق بيتها، سلمت على مامتها، وحكت ليها يومها مر ازاي، وبعدها دخلت اوضتها عشان تغير هدومها وترتاح بعد اليوم الطويل اللي قضته مع صاحبتها، مسكت تليفونها تكتب رسالة لعماد بتقول فيها: "شكرا على عدم ردك عليا، مش مستعجبه؛ لان دي طريقتك دايما معايا، كل مايكون في مشكلة بينا تزعل وتتقمص، وتبعد من غير ما تفكر تحلها، او ندرسها سوا، وكأني شيء ملهوش لازمه ولا قيمة في حياتك، ولا تاخد برأيه يمكن يكون صح.
عماد انا ليا كياني، وصوتي لازم تسمعه وتفهمه، الحياة مشاركة، ولازم نجدف سفينة حياتها سوا، مش واحد بس هو اللي بيجدف والتاني بيتفرج عليه، فكر في كلامي، ولما تقتنع بيه، وتحس اني مهمه في حياتك وبتاخد برأيها وتشاورها في ادق تفاصيل حياتك؛ هتلاقي منتظراك، غير كده مش هتلاقيني".
قرات الرسالة اكتر من مره، ثم ضغطت على زر ارسال، لتصل له بعد ثواني، قفلت التليفون من غير ما تشوف قرأها ولا مشفهاش، ورمته جنبها وهي بتنفخ من عقله اللي مش بيلين ابدا، وريحت جسمها وسألت نفسها سؤال، هل لو صمم على اسلوبه ده هتقدر تكمل معاه، ولا هتنهي قصة حب سنين؟
سكتت ومعرفتش ترد، لان الرد عنده هو دلوقتي، والكره بقت في ملعبه، هي مش بتطلب المستحيل، دي بتطلب أبسط حقوقها عنده، انه يكون ليها رأي ويسمعه؟ والقرار هيكون بناء على رده !!
هربت شروق من التفكير، واستسلمت للنوم، افضل حل بالنسبه ليها في الحالات.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
قفل سليم الجوابات وحطهم مكانهم، وخرج من سكات، ونزل لتحت شكله غير ما خرج، حاول مجدي يعرف ماله، اتهرب من الإجابه وسكت، حس مجدي ان في حاجة شغلاه، وانسحب وروح بيته بعد ما ادى تمارين لمرزوقة تراجعها وتحفظها كويس، وخرجت هي كمان راحت تستريح بعد يوم طويل من العمل الشاق، وفضل ياسر لوحده؛ ذاكرته بتعيد كل كلام الحب والاشتياق اللي قرأهم، جواه مشاعر كتير متضاربه مش عارف يفسرها !!
اهي مشاعر غيره عليها ؟!
ولا اشفاق على حب طلع منها ومستمتعتش بيه، وضحت بكل حاجة عشانه ؟!
ايوه هي أمه وابوه، وكل دنيته، وميعرفش حد غيرها هي !!
هي ملكية خاصة له لوحده، ومش هيسمح لحد انه ياخدها من احضانه ابدا، زي ما هو قافل قلبه عليها ومكتفي بيها، هي كمان لازم تكون ليه لوحده بدون منازع !!
هو ده العدل !! هو رفض الجواز عشان مفيش ست تشاركه في قلبه معاها، وعشان ميبعدش عنها، هي مش عمته وفي مقام امه وبس، لا دي كل عالمه وحياته، ومش هيقبل ابدا ان حد يشاركه في قلبها.
فضل كتير على حالته دي، مش عارف يفكر !! لا هو مش عارف يستوعب انها تكون بتحب اصلا ؟!
عمره ما حس ان قلبها مشغول بغيره، كل سنين عمره كان هو مركز اهتمامها وبس !!
طب امتى وازاي حبته؟
مسك راسه وضغط عليها جامد من الصداع، كان حاسس انها هتنفجر من كتر التفكير والصداع، مش قادر يفكر ولايقبل ان راجل غريب يملك قلبها غيره، لازم في سر، وسر كبير، لابد انه يبان ويظهر، ومش هيسكت غير لما يعرفه.. ؟!!
وإلى هنا تنتهي احداثنا عند هذا الحد لنتعرف غدا اية اللي هيحصل، هل هتنجح مرزوقة في التحول الجديد عليها ؟
وياترى عماد هيغير طبعه، وتفكيره ويتخلص من شخصية سي السيد اللي مسيطره عليه، ويتقبل بوجود رأي تاني يتفهمه ويقبل بيه؟ ولا هيفضل على طريقته ويخسر حبيبة عمره؟
وهل ياسر هيقبل بفكرة ان في حد في قلب امه ومن حقها تعيش اللي فاضل من عمرها معاه؟
ولا هيكون اناني، ويحرمها من السعادة؟
كل ده واكتر هتعرفة من خلال متابعتنا لروايتي الجديدة المتواضعة
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية