Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل السادس 6 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية الطبيب العاشق الفصل السادس 6 -  بقلم منة جبريل

            

دلف إلى القصر واثنين من الحرس خلفه أدخلوا حقائب ووضعوها أرضًا ثم انصرفوا، نظر لهم بأعين مبتسمة قبل أن يقول بصوت قوي جهوري ‌: 



_ جين... تعالي إلى هنا 



أتت خادمة بسرعة تقول باحترام بلغتها الإنجليزية ‌: 



_ نعم سيدي... 



_ خذي هذه الحقائب واذهبي بهم للضيف الجديد، رتبيها في خزانتها جيدًا واسأليها إن كانت بحاجة شيء آخر، اهتمي بها 



هزت رأسها بفهم وحملت الحقائب التي كانت أكثر من أن تحملها بمفردها، لتنادي على خادمة أهرى تساعدها ثم صعدتا إلى الأعلى، تزامنًا مع نظول كيان الدرج



اقتربت من أخيها قائلة ‌: 



_ إي كل دا ؟…



_ حقها، تعالي عايزك في موضوع



تحدث ثم أمسك بيدها ودلف إلى مكتبه وهي تعقد حاجبيها تنتظر أن تعلم ما الذي يريدها به، أغلق ريان الباب وعاد لوقوفه أمامها مبتسمًا، ضيقت عييها قائلو بريبة ‌: 



_ مش مرتاحة



ربت على وجنتها بخفة مرددًا بتفكير ‌: 



_ هاخد رأيك في موضوع كدا بفكر أعمله



رفعت حاجبيها تشير إلى نفسها باستنكار، فمنذ متى وشقيقها العزيز يشاركهم أمرًا اخذه بينه وبين نفسه سابقًا ‌: 



_ رأيي؟؟ 



أماء لها مبتسمًا، يبدو أنه سيبدأ بأخذ إجراءات مختلفة في حياته من أجلها….. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



ليلًا، ترجل الدرج متنهدًا وصوت كيان الحانق وبيجاد الذي لا يتوقف عن استفزازها يصل له واضحًا، ليدخل عليهم قائلًا ‌: 



_ عملت اللي قولتلك عليه يا هشام؟ 



وهشام الذي كان يجلس بعيدًا عن بيجاد وكيان، ينظر إلى هاتفه باهتمام، رفع أنظاره إلى ريان مهمهمًا، ثم قال بهدوء ‌: 



_ أيوا، وكتبت المواقع المحتمل وجوده فيها بكرا بنسبة ٩٨ في المائة



_ كويس أوي، الشغل عليك بكرا



_ إي الجديد يعني... بس تمام ولا يهمك



ابتسم ريان بخفة ثم نظر إلى شقيقته مرددًا ‌: 



_ من امتى وهما كدا؟ 



_ من وقت ما وصلنا



تعالى صوت بيجاد قائلًا باستفزاز ‌: 



_ يا حبيبتي أنا خايف على شكلك، أنا شايف وزنك زاد مع أكل الحلويات كتير



نظرت إلى نفسها ثم إلى أخيها قائلة بنبرة باكية ‌: 



_ أنا وزني زاد يا أبيه؟؟ 



أتاها الرد من بيجاد مبتسمًا ببرود ‌: 
 
_ إي دا يا ريان أنت مش بتقولها لي؟؟ يا روحي كنتِ قولتيلي وأنا كنت هجبلك مرايا لو مش عندك



نظرت ناحيته بشر وغيظ ليقفز بيجاد يرمض من أمامها وضحكاته المستفزة تثير غيظها أكثر وهي تركض خلفه وكان ريان وهشام ينظرون لهم بملل



صعد بيجاد الدرج بسرعة حتى وصل أمامه غرفة فتحها لكي يفزعها ما إن تمر من أمامها، وقفت كيان بالممر تنظر حولها باحثة عنه قائلة بغيظ ‌: 



_ اعرف إني مش هسيـ... 



وقبل أن تكمل حديثها سمعت صرخته وهو يخرح بسرعة من غرفة جعلت عيناها تتسع وشحب وجهها، لحظات كان ريان وهشام يقفان بجانبها والقلق احتل ملامح ريان ظنًا أن كيان أصابها شيء، نظر له ريان بحدة ‌: 



- إي يا متخلف أنت حصل إي؟؟ 



أردف بيجاد بصوت لاهث وكأنه كان يركض لأميال وهو يشير على الغرفة ‌: 



_ حلوة... عفريته... بتصلي....مسلمة... أكيد من فرط الشغل اللي اللواء مبهدلني فيه بقيت أشوف عفاريت ومسلمين



أردف هشام بتساؤل وغضب من حابة صديقة الغبية : 



_ إي الهبل اللي بتقوله دا؟؟ 



ضحكت كيان بقوة حتى ادمعت عينيها، ليرمقها ريان بطرف عينه بحدة ثم نظر لهم قائلًا ‌:



_ انزلوا  



نفى بيجاد وتحرك للغرفة ينوي معرفة ما رآه، أو من تلك التي يضعها صديقه في قصره بدون علمهم، ليمسك ريان يده بقوة قائلًا بنبرة تحذيرية ‌: 



_ مش هكرر كلامي... يا بيجاد



أمسك هشام يد بيجاد الأخرى ما إن شعر بغضب ريان يتصاعد وأخذه آلى الأسفل وتحركت معهما كيان بتوتر



تنهد ريان بقوة ثم طرق الباب،ليسمع صوتها تسمح له بالدخول، سحب نفسًا ثم فتح الباب لتباغته بسؤالها الحاد ‌:



_ ممكن أفهم إي اللي حصل دا؟؟ مكنتش أعرف إني عند ناس معندهاش ذوق وبتدخل من غير استئذان



اردف ريان بهدوء 



_ احسبي كلامك قبل ما تتكلمى لما تكونى بتكلميني أنا، وثانيًا دا صاحبي ميعرفش حاجة عن وجودك هنا



استفزتها طريقته المتعالية في الحديث لتصيح به بحدة ‌:



_ وكمت مين أنت علشان أحسب كلامي معاه، متنساش إني هنا علشان اتفاقنا غير كدا أنا كنت حبستك بسبب تطفلك وتدخلك في حياتي



احتدت عيناه وخرج صوته جهوريًا غاضبًا ‌: 



_ حـــــوراء، قسمًا بالله لو.... 



وقبل أن يكمل وعيده قطعته كيان بحضورها تسألهما بقلق ‌: 



_ في إي يا أبيه؟ 



نظر لهل ريان بأعين قاتمة قبل أن يغادر، اقتربت كيان من حوراء تسألها بقلق ‌: 



_ حصل إي؟ ولي أبيه متعصب؟ 




        
          
                
أجابتها حوراء بحدة أفزعتها ‌:



_ كل النوضوع إن أخوكِ ناسي أنه جايبني هنا اصب عني ولولا اتفاقنا ولُطفي بيه أنا كنت رميته في السجن، إنسان عديم ذوق واحترام و.... 



عضت على لسانها توقفه عن الحديث المنفعل، متذكرة أن من تشكو لها هي شقيقته، لتزفر بقوة قائلة بضيق ‌:



_ مقصدش... بس دي حقيقة أخوكِ



ابتسمت كيان تقول بفهم لها، تحاول توضيح سوء فهم وانطباع سيء أخذته عن أخبها الذي لا يجيد تعاملًا لطيفًا ‌: 



_ متزعليش منه هو حنين والله الحقيقة أنه عديم تصرف مع البنات مش عديم ذوق واحترام، وكمان غضبه بيقوده أحيانًا



_ ميهمنيش في حاجة علشان توضحي موقفه، بس عرفيه ازاي يتكلم معايا كويس، مكنتش جارية عند أهله



ضحكت كيان على هيأهها الغاضبة لتبدو أكثر لطافة، لتحدث معها في أمور عدة تنسبها ما كان من أخيها وابن عمها الذي اقتحم غرفتها فجأة دون علم منه 



في غرفة المكتب بالأسفل



يجلس بيجاد وهشام بهدوء منتظرين شرح ما حدث ومن تكون تلك التي فى الغرفة، بينما ريان يرمقهم ببرود، ليقةل هشام بنفاد صبر ‌: 



_ برودك مع البغل اللي جنبي دا مش ههتم بيه لأنه بارد زيك، بس أنا خلقي ضيق ومش فاضيلك، قول مين اللي فوق دي ولي مش قولتلنا عنها



تحدث بيجاد بنبرة باردة وعيناه ترسل رسالة واضحة إلى ريان ‌: 



_ دي البنت اللي كانت في المستشفى يا هشام، يبدو إن صاحبك لسه ضميره بيأنبه بعد الخادث وقال يستضيفها في بيته... ما أنت عارفه صاحب واجب 



_ الكلام دا صح؟ 



ليتحدث ريان وأخيرًا بعدم اهتمام ‌: 



_ أيوا، وجبتها هنا لإني هعالجها 



كاد أن يصاب هشام بأزمة قلبية لبرود الآخر، ليتحدث منفعلًا ونفر عن مقعده ‌: 



_ تعالجها بتاع إي؟.. ولو قولنا إن ضميرك نقح عليك مال العلاج بقصرك... بتعالجها نفسيًا؟؟ 



أراح ريان ظهره مبتسمًا، قائلًا بثقة ملقيًا قنبلته في وجهيهما ‌: 



_ عيب في حقي يكون معايا قصر وأسيب زوجتي المستقبلية في المستشفى



انتفض بيجاد عن مقعده صائحًا باستنكار ‌: 



_ زو... إي يا خويا؟؟ 



_ جتي، زوجتي يا بيجاد



أكمل له ريان ببرود مستفز، ليسمح هشام على وجهه، بينما ضحك بيجاد وأشار عايه متحدثًا إلى هشام : 



_ قولتلك... قولتلك إن الحيوان دا لقي الأنثى بتاعته



تأوه بألم ما إن ركله ريان بقوة أوقعته على طرف المقعد ليسبه من بين أسنانه،بينما ريان يطالعه بحدة، قبل أن ينظر إلى هشام الذي صاح بغضب ‌: 




        
          
                
_ علشان كدا قولتلي عايز أعرف تحركات أخوها والأماكن اللي بيروحلها الأيام دي؟ أنت اتجننت... عايز تتحوز واحدة متعرفش عنها حاجة! 



_ اهدى يا هشام... أنت هتقف في وش قطر حبهم



_ قطر وزفت إي أنت كمان، أنتوا واعيين ولا أنا بس اللي مهتم زيادة... ما تتكلم يا عريس الغفلة



ليتحدث ريان ببرود كاد يحرق الآخر ‌: 



_ وسط الكلام دا كله مسمعتش كلمة مبارك حتى



رمقه هشام بغضب مشتعل، قبل أن يقول باقتضاب ‌: 



_ مبارك، زواجة العمر إن شاء الله



وتحرك ليغادر، ليقف بيحاد بوجهه متحدثًا بجدية ‌: 



_ لسه قعدتنا مخلصتش، اهدى علشان نعرف نتكلم 



أزاحه هشام بضيق وعاد ليجلس بصمت وأنفاسه متسارعة، يرمق ريان باستنكار ورفض تام لما يقوم به، بينما تحدث بيجاد بجدية لا تخرج كثيرًا منه ‌: 



_ طيب أنت تعرف عنها حاجة قبل ما تاخد القرار دا؟ يعني ممكن تكون مخطوبة أو متزوجة... أو ممكن يكون في نفسها شخص تاني! 



همهم ريان ثم تحدث بهدوء ‌: 



_ عرفت عنها كل حاجة، بس أنا دلوقتي عايز منكم توقفوا معايا 



تنهد هشام بقوة قبل أن يقول باقتضاب ‌: 



_ متزفتين



_ ما تتكلم عدل يا ثور أنت



صاح به ريان بنفاد صبر، بينما تعالت ضحكات بيجاد باستمتاع وهو على وشك مشاهدة شجار بين صديقيه الآن. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد وقت غادر هشام وبيجاد وصعد ريان إلى شقيقته ولم يجدها في غرفتها، ليتنهد متجهًا إلى غرفة الأخرى وطرق الباب، ليسمع صوتها الذي يمثل له سمفونية موسيقية لأذنه وهي تسمخ له بالدخول



فتح الباب مرددًا بجدية ‌: 



_ كيان مـ.... 



توقف عن حديثه وهو يجد شقيقته متسعة الأعين تنظر إلى حوراء بصدمة جلية على ملامحها، والأخرى تزجرها بعينيها، لينظر إلى حوراء قائلًا ‌: 



_ حصل إي؟ مالها؟؟ 



ابتسمت حوراء له مما زاد ريبته وهي تجيبه بسرعة ‌: 



_ ملهاش... احنا بس كنا... كنا بنلعب 



رفع حاجبه يطالعها بنظرة تخبرها بوضوح أنه لا يصدقها ‌: 



_ والله؟ وإي اللي اللي تخلي أختي بالهيأة الغبية دي؟ 



هزت كتفيها قائلة ببساطة ‌: 



_ تحدي الفائز في أطول وقت من غير ما يغمض عيونه... بس



همهم ريان بعدم اقتناع، ثم نظر إلى شقيقته قائلًا بحنان ذكر حوراء بأخيها ‌: 




        
          
                
_ كيان... يلا الوقت اتأخر، روحي نامي وسيبي حوراء تنام



تقد حاجبيه ومرر يده أمام وجهها لتكف عن تحديقها الأبله بحوراء التي رمقتها بحدة لتتوقف عن التطلع فيها بذلك الشكل، نظر لها ريان بطرف عينه لتبتسم له بتكلف



ليجذب ذراع كيان قائلًا بنفاد صبر ‌: 



_ يلا يا كيان مش فاضيلك الليل كله



أماءت له كيان وقد ضحكت وأخيرًا، قائلة ‌: 



_ حاضر، تصبحي على خير



لتقول حوراء بسرعة ‌: 



_ لا ….



نظر لها ريان وكيان باستغراب أصاب حوراء بالخجل لرد فعلها السريع فأكملت بحرج ‌: 



_ أقصد... يعني لو ممكن كيان تفضل معايا الليلة دي 



أماءت كيان لها بحماس، ليقول ربان بعدم اهتمام ‌:



_ تمام، أنا هروح عند هشام وممكن أفضل هناك، خلي بالك على نفسك



ثم مال نحوها هامسًا ‌:



_ وعليها



ضحكت كيان وقبل أن يرخل قالت بعبوس ‌:



_ مش ناسي حاجة؟ 



ابتسم لها بحنان واقترب منها يقبلها من وجنتها قائلًا ‌: 



_ تصبحي على خير 



ابتسمت كيان بحب مرددة ‌:



_ وأنت بخير يا أبيه



أعاد ربطة جأشه ناظرًا إلى حوراء قائلًا بهدوء ‌: 



_ تصبحي على خير... يا حوراء



اتسعت عينيها لوهلة وكأنها لم تفهم ما قاله، قبل أن تتدارك وضعها قائلة بخجل أضاع جميع ردودها ليكون ما خرج منها ببلاهة : 



_ الله يكرمك



عقد ريان حاجبه بخفة قبل أن يهز رأسه ثم تحرك إلى الخارج مبتسمًا بخفة، وفور رحيله قالت كيان ضاحكة ‌: 



_ دا اللي خرج معاكِ... الله يكرمك! أمال لو قالك أكتر من تصبحي على خير هتعملي إي؟ 



رمقتها حوراء بحدة ووجه زاد حمرته حرجًا : 



_ أنتِ تخرسي خالص، كنت هقول لأخوكِ إي لو ما عملش نفسه مصدق إننا كنا بنلعب 



جلست كيان بجانبها قائلة بضحك ‌: 



_ لما قولتيلي متوقعتش أنه يكون كدا... يعني أول مرة أشوف شعر بالطول دا، وآه على فكره أنا نومي مش رقيق خالص، حذرتك. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



استيقظ من النوم وهو يتثاءب بكسل منزعجًا من رنين هاتفه المستمر، وضعه على أذنه قائلًا بصوت أجش أثر نومه ‌:




        
          
                
_ مين؟؟



لحظات وكان يقفز عن فراشه قائلًا بعدم استيعاب كامل ‌:



_ إي؟ مين دي اللي بتولد؟؟ مراتي؟!...



شعر ببلاهة وهو يقول بسرعة ‌: 



_ طيب جاي، ابعتلي العنوان بسرعة 



ألقى هاتفه وركض إلى المرحاض ليغسل وجهه بسرعة حتى يلحق بزوجته الحامل والتي تلد الآ.... لحظة أي زوجـ... 



قاطع تفكيره وعقله الذي بدأ يستوعب ما يدور حوله، وهو يشعر بإنزلاق قدمه ولحظة يحاضن أرضية المرحاض متأوهًا بألم



وصل إليه صوت ضحكات شامتة عرف صاحبها، نظر إلى هشام الواقف خارج المرحاض بغيظ، بينما يقول الآخر بضحك ‌: 



_ كم أنت بائس! بقي عندك زوجة وطفل مرة واحدة



نهض بيجاد بصعوبة متوعدًا له، وما كاد بخطو خكوة إلى الخارج حتى انزلقت قدمه مرة أخرى بسبب سائل جعله يرتطم بالأرض مجددًا، ليصرخ بوعيد ‌: 



_ هقتلك يا ابن العِمري... 



_ قوم من عندك بس وبعدين نشوف أحلامك



وبعد محاولات وقف بيجاد أخيرًا بثبات، نظر إلى هشام بشر قبل أن تتسع عينه وهو يرى هشام يدفعه من وجهه لبختل توازنه مرتطمًا بالأرض، تعالت قهقات هشام بقوة وسباب بيجاد المتوعد، حتى مد هشام يده قائلًا برأفة ‌: 



_ خلاص، هات إيدك ورانا شغل هنتأخر عليه



مد بيجاد ذراعه له وأمسك بيد هشام ولحظات وكان جسد هشام متسطحًا على وجهه بجانب بيجاد الذي ضحك بشماتة وكان دور هشام في سبه، قفز بيجاد بسهولة لخارج المرحاض ينظر إلى هشام الذي نهض وخرج بصعوبة، و ووقف خلف بيجاد ثم أزاحه مرة أخرى داخل المرحاض فوقع بيجاد على وجهه يصيح بألم وغيظ، وفجأة صاح بقوة أكبر وهو يشعر بثقل ارتمى عليه ولم يكُن سوى هشام الذي صاح بألم وفزع هو الآخر



نظرا إلى ريان الذي أتى على صوت صياحهما ليجد هشام يدفع بيجاد ليقترب منه بحذر ثم دفعه بغتة وأوقع به ما أوقع بصديقه يراقبهما من عليه مبتسمًا بشماتة



تأوه بيجاد ومد يده مستغيثًا من أسفل هشام الءي كلما حاول النهوض يسقط مجددًا على المسكين بيجاد ‌: 



_ الغوث... 



قلّب ريان عيناه بملل منهما ومد بده ليجذب بيجاد والذي كان له رأي آخر وهو يجذبه معهما لهذه المأساة، ولم يحسب أن سقوط ريان فوق بيجاد سيكون زاد الثقل على نفسه، ليتأوه بألم وهو يضحك بصعوبة بينما ريان فلتت منه سبة نابية قبل أن يصفع بيجاد قائلًا ‌: 



_ حقير 



صاح هشام بغيظ ‌: 



_ أنتوا الاتنين أحقر من بعض، اخرسوا 



_ حاسب يا ريان أجنحة هشام هتدخل في عينك



وما هى إلّاا لحظات حتى كان يدوى في الغرفة بأكملها ضحكات رجولية قوية




        
          
                
بعد وقت خرجوا من حيلة وقع بها ثلاثتهم، ابتعد هشام عنهما وأخذ شيئًا كان معلقًا بالحائط، ليقول ريان بملل ‌: 



_ متقولتش إنك صورت اللي حصل دا



قال هشام مستفزًا ‌: 



_ كان الموضوع هيقتصر على بيجاد وأنا بس لولا تدخلك. 



قلّب ريان عينيه متحركًا لخارج الغرفة، بينما اقترب بيجاد من هشام قائلًا ‌: 



_ أنا مبيفرقش معايا، بس ريان بيفرق... ممكن نستغله بالتصوير دا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد وقت أثناء تجمعهم على طاولة الإفطار، كان ريان يستمع بملل لتذمر بيجاد عن كونه يحتاج خادمة وهشام يمنعه، قائلًا بخيبة أمل في ظن صديقه السيء به ‌: 



_ بيقول إني مش هسيبها تشتغل وهفضل أعاكسها، يرضيك؟ 



قال ريان بسخرية معاتبًا هشام ‌: 



_ لا طبعًا، ازاي تفكر أنه هيعاكسها بس، دا ممكن يجيب وريث منها



ضحك هشام بقوة بينما قال بيجاد بغيظ ‌: 



_ دمك خفيف أنت وهو



تحدث هشام مبتسمًا بتسلية ‌: 



_ وعلشان تعرف إن أهم حاجة عندي سعادتك... 



أشار له خلفه، ليستدير بيجاد برأسه ينظر إلى ما يشير إليه، لتتسع عيناه بفزع وهو يرى كائنًا غريبًا منفوش الشعر رث الهيأة مخيف الطلعة، ليردد بسرعة وفزع ‌: 

_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انصرف... انصرف 



ثم نظر إلى هشام قائلًا بصدمة ‌: 



_ أنت جايب الشيء دا يخدمنا



أماء له هشام وهو يحاول كبت ضحكته ثم أردف بهدوء ‌: 



_ تعالي يا جميلة أهو المطبخ من هنا



أماءت تلك المرأة التي كانت تبدو بمظهرًا مخيفًا على طلب هشام، ثم تحركت إلى المطبخ تخفي ضحكتها على صوت بيجاد الذي تعالى بصدمة ‌: 



_ جميلــــــــة ميـــن؟؟؟ 



نظر له ريان واردف بغضب يواري استمتاعه خلفه 



_ بيجاد اخرس



ثم نظر إلى هشام مكملًا بمكر ‌:



_ دي هتشتغل هنا لحد امتى؟ 



هشام بنفس الخبث



_ براحتها، لحد ما تزهق هي وتقول اطردوني



ليقول بيجاد بحدة ‌: 



_ والله ما هيحصل، أصلًا احنا والحمدلله بنعرف نقضي أمورنا لوحدنا



هز هشام كتفيه قائلًا بعدم اهتمام



_ براحتك، أنا جبتها علشانك، وطالما أنت مش عايزها يبقى هتمشي 



تحدث بيجاد بسعادة وهو يقترب من هشام ‌: 



_ حبيبي هات بوسه



أمسكه ريان من ياقه قميصه من الخلف وابتعد عنه هشام ينظر له بتقزز، ليقول بيجاد ‌: 



_ إي يا ريان ماسكني كدا لي يا بابا اسم الله عليك؟ 



_ لحد ما الحالة المقززة اللي عنظك دي تعدي وهسيبك



تصنع بيجاد الضحك ثم ابتعد عنه قائلًا ‌: 



_ داهية تاخدكوا، واحد جايبلي كائن غريب والتاني ينعتني بالمقزز... تبًا لكم



لم يهتما به بينما تحدث ريان وهو ينظر إلى ساعة يده ‌: 



_ أنا هروح المستشفى دلوقتي



_ تمام، وأنا هروح الشركة، شكل اليوم دا مُرهق



نظرا بعدها إلى بيجاد، ليقول متعجبًا ‌: 



_ إي؟؟ 



_ وأنت مش وراك شركة تديرها ولا هتفضل سايبها علينا كدا



تحدث ريان ساخرًا ليقول بيجاد بعدم اهتمام ‌: 



_ قولتلك أبعيلك اسهمها وأنت رفضت، أنا مش فاضي من المهمات علشان أدير شركات يا ريان، وكمان اللواء بلغني بمهمة تانية وهمشي بكرا



_ شركتك هتفضل ليك، وأنا معنديش مشكلة أديرها مع شركتي، عمومًا ارجع بالسلامة وبعدين نشوف الموضوع دا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



خرج من مركز الشرطة بخيبة، يسير بخطوات واهنة وأعين أحاط بها ليلٌ حزين، ليتوقف فجأة ما إن وقفت أمامه سيارة وفتح بابها، ليجد رجلًا غريبًا يبدو عليه القهوة والثراء يطالعه بهدوء قبل أن يتحدث بجدية ‌: 



_ تعالى بهدوء، أختك عندي …



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



هدوء حياتك لا يعني بأنك ستحظى بموت هادئ أيضًا، رُبما يكون موتك عظيمًا يُعلم العالم أنك كنت هنا يومًا... بينهم!. 






والسَّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent