رواية وقعت في دائرة الشر الفصل السادس 6 - بقلم هبة نبيل
الفصل السادس: ورقة من الجحيم
سكون...
حسام مازالت عيناه معلقة بالسطر الأخير، ضهره مائل للأمام أنفاسه متسارعة، والورقة تهتز بين أصابعه كأنها تمزق قلبه من مكانه.
فادي (بقلق):
"حسام..! بتقرأ إيه؟ وشك قلب فجأة كده ليه؟"
محمد (بصوت منخفض):
"إنت خضّيتنا يا حسام... في إيه؟"
فرح كانت جالسه امامه مباشرة، عينيها تنظر ما بين الورق الذي يمسكه بيداه وملامحه التي مازالت تحمل الصدمه وعيناه تظهر ما بعقله
كانت تشعر إن هذا الورق يحمل شيئا مريبا يمكن يخصها أكتر مما تتصور، بس الغريب إن قلبها كان يرتجف قبل حتى ان تعرف السبب
فرح (بهمس يحمل القلق): "إيه اللي قريته؟"
حسام رفع عينه ببطء، وقال بصوت مسموع لأول مرة:
حسام:
"دي مش أوراق عادية... دي شبه شهادة وفاة... دي كوارث
الجميع بتوتر يتبادلو الانظار ثم قال فادي وهو يحاول تخفيف حدة التوتر:
فادي:
"يعني إيه الكلام الفلسفي ده؟ إحنا في مسرحية ولا إيه؟ قولنا اللي مكتوب بدل ما دماغنا تنفجر."
حسام (بتوضيح):
"مكتوب إن في مشروع تحايل على الدولة، وإن فيه استغلال لأراضي مهجورة، تحويل نشاط، غسيل أموال تحت ستار شركات استثمارية... مع اسم الشخص اللي موّقع على الكلام ده..."
لحظه صمت، وعينه توجهت لفرح الجالسه امامه في صدمه وعيونها زائغتان تحول تذكر اي شئ من الاشياء التي ذكرها حسام ولكن بلا فائدة كان عقلها ممسوح تماما
حسام (ببطء):
"نفس اسم الشركة اللي مطبوع على ظهر صورة البطاقة بتاعتك يا فرح."
احسّت فرح إن الدنيا انسحبت من تحتها، وتحدثت بصوت مختنق
فرح: حسام انا دماغي هتنفجر مش عارفه افتكر اي حاجه من اللي انت قولتها بس لحظه انت بتقول نفس الاسم اللي موجود في بطاقتي حسام انت لقيت بطاقتي؟ يعني اكيد فيها عنواني؟
حسام بحنق وتردد: ايوه عنوانك موجود
فادي (يقاطع بهدوء وفي الوقت ذاته قرأ عيون صديقه): اسم الشركة إيه؟"
حسام:
" شركات العامري للاستثمار العقاري... ومكتوب بخط الإيد: المستندات دي كان المفروض تتسلم للنائب العام يوم الحادثه."
لحظة صمت مرّة ثانيه... ولكن هذه المره ليس صمت عادي... ولكن صمت يلتف حول رقابهم جميعا مثل حبل مشدود يخنقهم ولكن ببطئ مميت
محمد (باستغراب):
"يعني الحادثه اللي حصلت لفرح... مكانتش مجرد صدفة؟"
فادي بجدية:
"دي محاولة تصفية... أو على الأقل إسكات مؤقت."
فرح (بتنهيدة بعد ان اتاها شبح ذكري):
"أنا كنت رايحة... مكان مهم... بس مش فاكرة فين... كنت حاسة إني حاملة حاجة تقيلة... خايفة... كأن كل الشوارع بتتفرج عليا."
حسام بتوتر:
"يعني ممكن يكون حد من الشركة دي بيطاردك؟"
محمد:
أو بيطارد أي حد معاه المستندات... وهي حاليًا في بيتكم."
فادي (بضحكة عصبية):
"عظيم... يعني إحنا كلنا دخلنا المعركة بدون دروع."
حسام (بهدوء مر):
"وممكن نكون أصلاً على قائمة المراقبة... لو في حد اكتشف إن الملف لسه مع فرح هيبقي في خطر كبير عليها
فرح شهقت وهي تنظر للحقيبه، كأنها فهمت لأول مرة إنها ليست حقيبه عادية، وإنها حاملة سر ممكن ان يقتلها...
فرح:
"أنا كنت بحلم بحاجة شبه كده... في صوت كان بيقولي: لو لمست الورق ده، عمرك ما هتهربي... كنت فاكرة كوابيس... بس دي كانت تحذيرات."
محمد:
"أظن وقت الهزار خلص... إحنا لازم نتصرف بحذر... الملف ده مش بس مستندات، ده دليل ضد ناس خطر."
حسام:
"أكتر من خطر... والمصيبة إن محدش ضامن مين فينا هيتأذي الأول."
فرح بحزن وبكاء: انا عارفه ان انتو ملكوش اي ذنب في كل ده واني سببتلكم مشاكل بوجودي هنا حسام كفايه لحد هنا انتو متستاهلوش تتحطو في كل المشاكل دي انت اكيد عرفت عنواني ممكن تروحني
حسام بنفي: اي اللي انتي بتقوليه ده لا طبعا مش هتمشي من هنا ومش ضامن بيتك هناك اصلا ممكن تبقي في خطر اكبر لو روحتي هناك هوديكي بس مش دلوقتي يا فرح
الجو اصبح خانق اصبح كل شئ بلا صوت حسام قام، لمّلم الورق بعناية، ووضعه في الدرج خاص به وقفل عليه واغلق عليه بأحكام ثم قال بنبرة محسومة:
حسام:
"إحنا لازم نقسم الأدوار... ونعرف نلم المعلومات بدون ما نلفت نظر حد." محدش من البيت لازم يحس بأي حاجه نتعامل طبيعي جدا ونتعامل بشكل عادي كده ننزل نخرج نروح ونيجي عشان منلفتش الأنظار وطبعا فوق كل ده شغلنا أهم وده غير اننا عرفنا دلوقتي ان فرح طلعت مهندسه زميلة يعني ممكن يا فرح تبدأ شغلك معانا اي رايك؟ واهو تسلي وقتك وتطلعي من مود التعب والتفكير الزائد ده
فادي: "طب والله فكرة حلوة جدا اي رأيك يافرح؟"
فرح: لسه مش حسه ان ممكن ارجع اتأقلم من تاني مع شغل جديد بس ممكن احاول
حسام: "وأنا ناوي أفتّش، وأسأل... وأبدأ بمين كتب الورق ده، لأن لحد دلوقتي، في لسه حاجات من دي مش مفهومة."
فرح (بصوت مبحوح):
"ولو أنا كنت السبب في إن أي حد يتأذي...؟"
حسام (وهو ينظر لفرح مباشرة):
"يبقى نحميكي... ونوصل للحقيقة... قبل ما هما يوصلوا لينا."
وفي نفس اللحظة، تليفون فادي رن...
رقم مجهول.
رد بحذر، وصوته بدأ يتغيّر مع كل كلمة بيسمعها.
فادي (بصوت متوتر):
"حسام... حد بلغ عنك إنك مخبّي أوراق مسروقة... البوليس جاي!"
حسام: بتقول ايه؟
جهه اخري شركة العامري
كان يجلس ابن صاحب الشركة ونائب رئيس مجلس الادارة خالد العامري على مكتبه وهو يحمل ملف فرح بيده وينظر صورتها والشر يتطاير من عيناه وهو يقول: حياتك الجايه مش هتعجبك ابدا يا فرح مع انك ياحرام دماغك اتفرمطت بس لسه رقبتي تحت اديكي بس الوضع ده مش هيفضل كتير في هذه اللحظات دق باب مكتبه ليسمح للطارق بالدخول فا بالفعل دخلت سكرتيرته الخاصه نهلة وهي تحمل بيدها اوراق كثيرة لتطلب منه الامضاء عليها وتخبره بأن والده جاء إلي الشركة...
جهة اخري في منزل حسام... وتحديدا داخل غرفة يارا...كانت تجلس يارا نرمين وفرح كانه يتحدثون ولكن عقل فرح مازال علقا في الحديث الذي دار منذ قليل كانت يارا تناديها ولكن لم تكن منتبه فا اشارت لها بيدها كي تنتبه وهي تقول...
يارا: انتي ياست بقالي سنه بندهلك ايه روحتي فين؟
فرح بأنتباه: ها لا انا تمام كنتي بتقولي ايه؟
يارا: بالله اصلا هو انا بجد هعيد كل اللي قولته تاني يخراااابي
فرح ببتسامه خفيفه جهدت ان تظهر طبيعيه: عادي قولي تاني هو احنا ورانا حاجه
يارا: اه ياما ... ورانا مسابقه حضرتك
فرح: مسابقه..؟ مسابقه ايه؟
يارا: بصي يا ستي المسابقه دي بتتعمل كل سنه مرة واحنا اصلا اللي ابتكرناها بس السنادي غير احنا هندخل المسابقه دي بيكي يا فرح
فرح بندهاش: بيا انا؟
يارا: ايوه يا فرح المسابقه دي مسابقه طبخ وانتي بصراحه اثبتي انك طباخه ماهرة والمسابقه عشان تبقي عرفاها كألاتي...كل ستات الحي بيتجمعو بس مش اي حد لا دول عتاولة المطبخ وبيحصل مواجهات وتصفيات عارفه كاس العالم؟
فرح: ايوه طبعا مع اني مليش اوي في الكورة
نرمين بمرح: اهي المسابقه دي كأس عالم الغلابه
فرح بحماس وكأنها ازاحت كل همومها ومخاوفها جانبا: الله الفكرة حلوة اوي
يارا بفرحه: يبقي الله المستعان هنكتب اسمك
ثم جاء صوت من خلفهم وهو يقول... مش هينفع
يتبع....
•تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية