رواية اللعنة الفصل الخامس 5 - بقلم مني حارس
– روحى يا مدام صابرين الرف التاني في المكتبه في الصندوق الإسود هتلاقي المفتاح اللي انت عوازه …
– وانت عرفت منين مكان المفتاح بتاع الحمام بتاع شقتي
سمعت صوته الساخر بيردد:
– هو احنا مش كنا موجدين معاك لما سيدنا قالك على مكان مفاتيح الإوض بتاعة الشقة انت لحقت تنسي ..
– لا لا سيدنا مقلش حاجة زى كدة أنا مش فاكرة انه قال كدة
– لو ذاكرتك ضعيفة أو عندك زهيمر يبقى دى مشكلتلك إنت مش مشكلتي , الرجل صاحب الشقة قالك يا مدام صابرين ويظهر انك مكنتيش مركزة , روحي افتحي لابنك الباب مش وقت كلام دلوقتي ولو سمحت ركزي شويه او روحي لدكتور واتعالجي احسن …
بعدها قفل التليفون وهو بيقلها , بعد اذنك المدام بتنادي عليا عوزاني معها , وضغط أووى على كلمة المدام بتاعتي , صابرين حست انها نفسها تروح تضربه بأي حاجة على دماغة علشان يفوق هو بيستفزها, واعدت تقول لنفسها :
– الغبي فاكر إني ندمانه عليه ميعرفش إنه حتى لو اتقدملي دلوقتي وقدملي مال قارون بردوا مش هوافق بيه , لأني بكرهه بكرهه الغبي المغرورو ومعرفش ليه بكرهه كده من اول يوم
شوفته فيه فيه حاجة غلط وطاقة سلبية , اتنهدت بغيظ وجريت تلحق إبنها , كانت الصالة فاضية نادت على سلمى بس مكنتش موجودة , راحت بسرعة للمكتبه زى ما حسين قال وفي الرف التاني لقيت الصندوق الأسود , كان صندوق شكله غريب من الخشب ومتزين ببعض النقوش الغريبة ونجوم وطلاسم باللون الذهبي , الصندوق شكله غالي وقيم , فتحته وكان في مفاتيح وكل مفتاح كان لازق عليه ورقة وعليها باب ايه , باب اوضة النوم , باب اوضة الاطفال , باب المطبخ,باب… الخ , وكان في مفتاح كبير وشكله غريب ولونه اسود شبه مفتاح الحياة ملزوق عليه ورقة مكتوب فيها باب “الج..م ”
بصت للمفتاح بتعجب ومفهمتش حاجة , بس اخدت مفتاح الحمام وجريت على الحمام تفتح لإبنها فتحت الباب بسهولة بالمفتاح , وكان سيف واقع على الأرض وفي دم كتير مغرق الأرض , اعدت تصرخ بفزع ابني سيف مالك يا حبيبي ” .
شالت ابنها بسرعة من على الأرض واعدت تفتش في جسمه
وتعرف الدم دا منين , بس الغريب مكنش في اي حاجة متعورة ولا بتنزف الولد سليم جدا , غسلت وشه وحاولت تفوقه بس مرديش يفوق , مكنتش عارفة تتصرف ولا تعمل إيه , بس اللي كان مطمنها إن تنفسه كان كويس جسمه سليم مفيهوش حاجة , بس الدم اللي كان مغرق الحمام دا إيه ودم مين , نادت على سلمى اللي ردت عليها من أوضتها , وقالتلها انها بتعلب مع صاحبتها وميشو , صابرين قالتها :
– تعالي يا سلمى خليك جنبي بس الغريب , سلمى الصغيرة أول مرة تكون عاوزة تقعد لوحدها وتلعب ومتسألش خالص عن سيف أخوها زى ما يكون في حاجة شغلاها في الأوضة
, ردت وقالتلها :
– انا بلعب مع ميشو يا ماما وريتا هتزعل لو سبتها لوحدها وجتلك , الاسم كان غريب على صابرين , واعدت تردد :
– اكيد العروسه بتاعتها , بصت لسيف اللي كان شبه النايم ومش عارفة تعمل ايه محتاجة توديه لدكتور يطمنها على ابنها إنه كويس بس هتنزل وتسيب الشقة وسلمى لوحدها إزاي .
اتصلت تاني بسامح بس الموبيل لسه مقفول , كلمت روقية في التليفون وحكتلها اللي حصل , روقيه قالتلها
” متخافيش يا صابرين تلاقيه اتزحلق بس ومفيش حاجة حصلت , وان شاء الله خير قالتلها اول ما سامح يوصل او يفتح موبيله هخليه يجيلك علطول يودى سيف للدكتور اغسلي بس وشه وشمميه برفان وهيفوق علطول ان شاء الله .”
ردت بقلق
– حاضر يا روقيه هحاول وشكرا لتعبك معايا انت ويامح ، واخدت سيف من فوق الكنبة ودخلته على السرير النحاس الكبير في اوضة النوم بتاعتها , واعدت تفوقه بالبرفان , بالبصل بالتوم بكل حاجة بس الولد مش رادي يفوق , وهنا قامت بسرعة وقررت لازم تودى سيف للمستشفى وخلاص مش هتسيبه يموت قدام عينيها , ولسه بتخرج من باب الأوضة حسيت بصوت غريب زى الهمس
” هسسسسس هسسس ..تششششش
وسمعت صوت صفير ريح عالي وحست ان جسمها كله نمل مره واحدة وهنا لقيت سامح واقف في وشها ..
صرخت بفزع من الخضة وأنه دخل الشقة إزاي هي قفلت الباب كويس وسلمي مبتعرفش تفتح ولا حفظت مكان باب الشقة علشان تروح تفتحله , بس ممكن تكون فتحت الباب مش عارفه المهم انه موجود وجه في الوقت المناسب ابنها لازم يروح المستشفى حالا .
– قالتله بتوتر وهي منهارة :
– سامح الحقني سيف مغمى عليه ومش عاوز يفوق وقع في الحمام والدم كان مغرق الحمام
رد عليها بصوت غريب وعيون ثابته
– متخافيش هيبقى كويس , كانت طريقته غريبة وهو بيتكلم وكان باصص للفراغ وراها وعيونه ثابته , صابرين حسيت إن في حاجة غلط في جوز صاحبتها مش طبيعيه قالتله بتوتر :
– انت كويس ..
مد ايده بورقة ملفوفه وقالها شمميه دا سيدنا بيقولك وهيفوق , قالتله سيدنا وهو عرف منين دا مفيش حد في الشقة انا لسه مخبطه عليهم ..
– روقيه كلمتنى وانا طالع قولت لسيدنا لما سال بتصرخي ليه لما قولتله اداني دا ومد ايده بالورقة الملفوف..
بصت بتعجب لسامح واخدت منه الورقة وقالتله
” وهو مكنش قادر يطلع يشوف انا بصرخ ليه الرجل دا غريب ؟:
وفتحت الورقة وكان فيها بودره مطحونه لونها أسود زى الفلفل الأسمر , قربتها من وشها وكانت ريحتها نفاذة جدا واعدت تعطس كتير , قربتها من وش سيف وخلته يشم اللي في الورقة , وفي اللحظة دى
لمبة الأوضة فرقعت بصوت عالي مرة واحدة , وحسيت بالبرد الشديد , وجسمها كله تلج وايديها ازرقت , وحست أن في حد لمس صوابع رجلها بسرعة , مقدرتش تستحمل فصرخت برعب و بصوت عالي وهي بتقول ..
” أعوذوا بالله من الشيطان الرجيم ”
&&&
سلمى كانت قاعدة في أوضتها وحوليها مجموعه من الالعاب الكتير وعرايس كتير باحجام مختلفه وكان في بنت صغيرة لابسه فستان أبيض غرقان بالدم وشعرها طويل جدا بيلامس الأرض قاعدة جنبها وماسكة في ايديها قط أبيض كبير عيونه حمراء بلون الدم وانيابه بارزة , البنت كانت عيونها كلها بيضا وحولين عينيها اسود زى دب البندا , وكان الدم نازل من بقها ومنخيرها كتير على فستانها الأبيض , وكانت بتحسس على القط , سلمى قالت بصوت واطى :
– يا صاحبتي هى كل الألعاب دى بتاعتك لوحدك
البنت ردت بصوت متضاديق:
– قولتلك متساليش العبي وخلاص دى كلها هتكون ليك , وعارفة ان في العاب اكتر منها في مكان سري من البيت دا يا صاحبتي الجديدة
– بجد يا ريتا في العاب كتير اووى
– اه بس دا مكان سري محدش يعرفه غيري انا بس يا سلمي ،تحبي تشوفيه؟
– بس انا مش بشوف حاجة خالص ومش هعرف اوصل المكان السري اللي فيه الألعاب الكتير دا
– انا هوديك هناك بس مش هينفع ترجعي تاني ولا تطلعي منه اتفقنا ومتعيطيش خالص هناك وتقولى عاوزة ماما ..
– والمكان السري دا في العاب كتير اووى وحجات حلوة
– ايوة يا صاحبتي وفي كمان حلويات وعصير وكل حاجة انت عوزاها بس ميشو مش هينفع يروح هناك
– هو انا هروح الجنة ..وليه ميشو ميروحش معايا انا بحبه..
– مينفعش يروح لانه مبيحبش الحبسة خالص ..
– طيب ممكن اخد سيف اخويا معايا للمكان السري دا يلعب معايا …..ارجوك وافقي..
وهنا سمعت صوت امها وهي بتصرخ بصوت عالي , وحاولت تقوم بسرعه تطمن على مامتها .. بس حسيت ان في ايد بتشد رجلها وبتجبرها تقعد تاني مكانها ..
وصوت نقر عالي ودق كتير
– صرخت سلمى كفاية يا ميشو متاكلش الخشب الصوت دا بيدايقني وبيوجعلي وداني وحطيت ايديها على ودانها وصرخت بصوت عالي …
&&&&
كانت هتموت من الفزع والضلمه من حوليها تخوف ، فضلت تصرخ برعب , وهنا لقيت بنتها سلمى جايه بتقرب منها ومعاها فانوس منور , وماشيه بالراحة وهى مادة ايديها لقدام علشان متقعش على الارض وبتقولها
” مالك يا ماما متخافيش من الضلمة , سيف اخويا كويس , صابرين حسيت بالراحة لما شافت الضوء وكانت حاسة بتنميل في ايديها ورجلها ومش قادرة تتحرك جريت على بنتها , واخدت منها الفانوس وحضنتها وقالتها شكرا يا حبيبتي دى اللمبة فرقعت بس واتحرقت , ردت سلمى وقالتلها :
– عارفة يا ماما عارفة ريتا قالتلي كل حاجة
– صابرين بصيت لبنتها العامية وهى مستغربه ريتا مين ؟
– ريتا صاحبتي يا ماما , هي اللي ادتني الفانوس دا , وقالتلي لازم انقذك..
الام كانت مش مركزة مع بنتها , هى اكيد الصدفة مش اكتر اللي خلت بنتها تجيب الفانوس في اللحظة دى لما صرخت لانها مش شايفه حاجة , وهنا هتفت صابرين بتعجب :
– سامح جوز روقيه راح فين تاني انا نسيته واعدت تنادي عليه يا سامح يا سامح بس مكنش في حد استغربت انه مشي ازاي في الضلمة .
ردت سلمى وقالت
عمو سامح مشي من بدري يا ماما خلاص
بصت على سيف ابنها على السرير لقيته قاعد على السرير وكان فايق , وكويس حمدت ربنا وضمته بحنان , وقالت الحمد لله يارب , اخدت اولادها وخرجت من الاوضة بسرعه لانها كانت خايفة من الضلمه وقفلت بابها وقالت هتروح تنام معهم في الاوضة التانية , وبكرة تغير اللمبة المحروقة راحت للأوضة التانية وهي ماسكة اولادها في ايديها وسلمى عماله تحكلها بحماس :
– يا ماما صاحبتي عندها العاب كتير وعندها مكان سري هتخدني هناك وانا هاخد سيف معايا , ممكن اروح هناك يا ماما لو سمحت ,هي قالتلي انك لازم توافقي إني أروح هناك الاول , مينفعش اروح من غير موافقتك الام مكنتش فاهمه حاجة ولا بنتها بتقول ايه وصاحبتها مين دى ولا مكان سري ايه .
بس اكيد بتلعب بألعابها وعرايسها , كان كل تفكيرها في سامح اللي اتغير ومشي مرة واحدة , والدم اللي كان مغرق الحمام لما راحت تشوفه مكنش في ولا نقطة دم على الارض , معقول تكون فعلا مش مركزة وبيتهيألها زى ما حسين قالها ومحتاجة تروح لدكتور , مكنتش مركزة خالص مع بنتها سلمى ودماغها مشغوله هو اللي شافته دا كان حقيقي ولا وهم , سمعت صوت سلمى بتقولها برجاء :
– ايه رايك يا ماما أروح مع صاحبتي ريتا المكان السري ألعب بالألعاب الكتير بتاعتها وأخد سيف معايا
صابرين فاكرة بنتها بتقولها إنها هتلعب بالألعاب مع صاحبتها الوهمية العروسه اللعبة اللي لقتها في الاوضة بتاعتها , فردت عليها و قالتلها
” روحي يا حبيبتي إلعبي براحتك مع صاحبتك ”
سلمى ردت على صابرين وقالتلها :
– شكرا يا ماما أنا بحبك أوى وهاخد سيف معايا ..
&&&&
” سيدنا ” كان قاعد على الأرض في أوضة ضلمة إلا من مصباح أحمر خافت في نصف الأوضة وقدامة كانت مبخرة كبيرة من الفخار والدخان كان مغطي كل حاجة وكانت عيونه بارزه لدرجة مرعبه ولونها احمر , وعروق وشه كانت باينه اووى ومخيفه وكتاب كبير لونه أسود موجود أدامه والرجل كان عمال يردد بصوت عالي والرزاز بيخرج من بقه :
” سلخع هم القاهر رب شيشلخ شلشلعطا جروب رب الدهور الداهرة والزمان منذر الاوقات والزمان الذي لا يحول ملكه ولا يزول صاحب العز الشامخ والجلال الباذخ وباسمائه دعوتكم احضر بلعطسيطل ابن ماروق ”
الدخان كان مغطى على كل حاجة في الأوضة , وكان بيتشكل باشكال كتير مخيفه في الهواء زى ميكون ناس محبوسة جوه الهوا وعاوزة تخرج وتتحرر من دخان المبخرة والرجل مش بيوقف كلامه الغريب وهو بيقرا في كتاب كبير قدامه الكلام الغريب :
” سلخع هم القاهر رب شيشلخ شلشلعطا جروب رب الدهور الداهرة والزمان منذر الاوقات والزمان الذي لا يحول ملكه ولا يزول صاحب العز الشامخ والجلال الباذخ وباسمائه دعوتكم احضر بلعطسيطل ابن ماروق ”
الدخان كان بيزيد اكتر وبيعلى لفوق وحماسة الرجل مش بتقل وهو بينطق كلماته ويكررها بقوة ..
وكانت بنته المجنونه ” الحياة ” قاعدة جوة قفص من الحديد في اوضتها وصوت سيدنا العالي واصل لعندها ودخان المبخرة بيدخل من تحت الباب زى الأشباح وبتتشكل حولين القفص , وهي بتحاول تغطي ودانها وكأنها رافضة تسمع حاجة من كلامه الغريب , ووبتصرخ وبتقول
” كفاية …”
&&&
حسين كان قاعد على الأرض وكتب كتير كانت موجودة جنبه , وكان فاتح كتاب كبير لون غلافه إسود , وجنبه ورقة بيضا وقلم أحمر وكان بيرسم نجوم ودواير كتير , وحروف وأرقام مقلوبه على الورقة وزى ما يكون بينقل من الكتاب إللى قدامه بعض الرسومات والنجوم السداسية , وهنا الباب دق , وصرخ بصوت عالي وهو متعصب :
– عاوزة ايه قولتلك مش عاوز إزعاج يا غبيه .
وردت واحدة صوتها ضعيف ومليان خوف وقالتله :
– أنا أسفه يا حسين بس تليفونك بيرن من بدري وخايفه تكون حاجة مهمه ,..
وفضلت وافقي مستنيه يرد عليها بس ما ردش فضلت واقفه مكانها زى التمثال بخوف والتليفون بيرن في ايديها ، وقلبها بيدق معاه ..
وهنا خرج من الأوضة وفتح الباب , وبصلها وعيونه حمراء بلون الدم وكلها شر , وشد من ايديها التليفون وقفل الباب مرة واحدة في وشها من غير ميقول كلمة واحدة , وهى اتنهدت براحة انه متكلمش ومضربهاش وطلعت تجري على اوضتها واعدت تعيط .
تعيط بحرقة على حالها واللي هي فيه , ورفعت ايديها وكانت مليانه حروق ومكان خياطة وجروح كثير , مش ايدها بس دا كان معظم جسمها كان ملسوع ومحروق بالنار , من جوزها حسين اللي كان بيستمتع بعذابها والامها , كان نفسها تخلص منه بس مكنتش قادرة ومكنتش تعرف هو بيعذبها ليه , واتجوزها ليه لو بيكرهها كده ؟
اخدها من بلدها واهلها و خلاها تغير اسمها وسماها
” صابرين ”
كانت بتكره الاسم وبتكره الحياة كلها بسببه , كان دايما يعذبها ويقولها اللي بيغلط لازم يتعاقب يا صابرين وانت لازم تتعقبي لازم تتعقبي وتتمنى الموت …
كانت بتكره اسم صابرين لدرجة الموت بتتمنى تموت وتخلص منه ومن جنانه ومرضة النفسي بس مش قادرة تموت كافره .
فكرت تهرب كتير وتروح لبيت اهلها بس محدش صدقها ولا وقف معاها ابوها رجل غلبان وبسيط , وحسين بيعامل الكل بشهامه ورجوله وبيساعد وبيدى الكل فلوس ومبيبخلش على حد ولا بيتأخر لا على صغير ولا كبير , الا عليها هي وبس , مكنش حد بيصدقها لما تشتكي منه .
كان عامل زى الحمل الوديع معاهم وهو شيطان رجيم معاها , هربت اكتر من مرة من البيت وقررت تعيش في الشارع بس كانت بتلاقي نفسها راجعه تاني لوحدها مبتقدرش تبعد زى ما يكون في حاجة بتشدها بالعافية وترجعها تاني لحسين اللي كان بيعذبها ويقولها هيقتلها لو حاولت تهرب تاني
” وانت تستهلي العذاب يا صابرين , وهترجعي زاحفه مش هتقدرى تبعدى عنه ”
مكنتش عارفه ازاي بترجع زاحفه فعلا وراكعة كل مرة ,وخلاص استسلمت في النهاية لحياتها وللامر الواقع , كانت بتحس بالسعادة والراحة وهو برا البيت في الشغل وبتتنفس لما بيكون موجود معاها بتكره الدنيا وبتبقى خايفه ومرعوبه منه وهو موجود بالشقة , بتنفذ كل أوامره من غير متفكر علشان بس ميضربهاش ,.
ويبصلها بعيونه ويبرقلها , كانت عيونه غريبه وبتتحول كلها للون الأسود وبياضها بيختفي في بعض الأوقات لدرجة بتخليها تموت ألف مرة وتحس إنه مش إنسان دا شيطان رجيم , كان محرم عليها انها تشغل قرآن كريم في البيت , ولا تخلي مصحف وكتاب الله في شقتها ، لما يكون في الشغل كانت بتحاول تجيب اي قناة للقرآن الكريم بس كان تشويش على القناة وزى ما يكون حد بيبلغه بتعمل إيه ,وبيراقبها وبتلاقيه بيتصل بيها ويقلها تبطل اللي بتعمله وإلا هيئذيها , واللي بيغلط لازم يتعاقب يا صابرين وأنت تستحقي العقاب ..
وهنا بتوقف اللي بتعمله بسرعة وبتدخل تجري اوضتها تستخبى تحت الأغطية الكتير برعب , وهي بتسأل نفسها هو بيعرف منين بعمل إيه ؟
كانت دايما حاسة انها متراقبه في بيتها وحاسة ان في حاجة غلط , بيتها برد وساقع مفيهوش حياة ولا روح زى المقابر بالظبط يا ترى هو حاطط كاميرات مراقبه في الشقة في كل ركن وكل حته ؟
كل يوم بتحاول تفتش زى المجنونه عن الكاميرا المستخبيه إللي بيعرف بيها هي بتعمل إيه بس مكنتش بتلاقي حاجة , كانت بتلاقيه بيتصل بيها ويقلها ” بطلي يا غبيه هتفضلي طول عمرك غبية يا صابرين وبتتصرفي غلط والمذنب لازم يتعاقب يا صابرين لازم يتعاقب ”
كانت بتكره اسم صابرين هي مش صابرين دا مش اسمها .
لااااااااااا
هي اسمها ..الحقيقي ” تغريد ”
ايوه تغريد همست بصوت واطى ” انا عمرى مكنت ولا هكون صابرين
انا اسمى تغريد تغريد تغريد…واعدت تكرر الاسم ولما حست ان صوتها علي وممكن يسمعها جريت بسرعه ، و دخلت اوضتها وهي مرعوبة وبتعيط ووقفت قدام المرايه وهنا صرخت برعب دى نسيت تلبس العدسات الزرقاء اللي كان بيجبرها تلبسها وراحت ادته التليفون من غيرها , مكنتش عارفه هتعمل ايه لبست العدسات الزرقاء بسرعه وغطت وشها بالبطانية وجسمها بيرتجف من الخوف وهى بتفكر يا ترى اخد باله انها مكنتش لابسه العدسات ,..
وسمعها وهى بتقول انها مش صابرين , ولما يخرج من اوضته اللي ممنوع تدخلها وقافلها دايما بالمفتاح هيعمل معاها ايه , هيلسعها بالنار ولا هيطفي السيجارة في جسمها , اعدت ترتجف وهي بتتخيل اللي هيعمله فيها , وهنا حست بالبرد الشديد وبصوت الهواء البارد وهو بيهمس في ودانها …
هسسسسس هسسسس هسسس
كتمت نفسها وحاولت تقرأ أي صورة من القرآن الكريم تحاول تطمنها بس مش قادرة مش قادرة…
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اللعنة ) اسم الرواية