رواية العسقلة الماكرة الفصل الخامس 5 - بقلم ايمان كمال
الفصل الخامس
اول ما دخلت وبصت للدكتور اللي قاعد خلف مكتبه، ولابس نظارته الطبيه بيقرأ في اسم المريضة، ورفع عينه وكانت الصدمه لجمته ومقدرش ينطق بحرف، الصدمه لجمته ومكنش مصدق عينه اللي ياما حلم بنظرة واحده منها تروي عطش وحرمان سنين كتير، حالتها كانت متقلش عنه، بل بتزيد اضعاف؛النهارده بس حست ان ربنا استجاب لدعاءها وشافت حبيب عمرها قاعد قدامها.. مهما تحكي وتوصف احساس السعادة... والفرح.... وحالة الطبول اللي قلبها بيرقص مش هتقدر... دموعها النهارده مش دموع وجع وألم.... لا دموع ليها طعم ثاني... وتأثير تاني اول مره تحسه من سنين... حاولت تنطق مقدرش، صوتها خانها، رجليها اتسمرت في الأرض مش قادره تحركهم، حاول ياسر يفوقها من حالتها وقال لما الدكتور شاورلهم بالجلوس: يالا ياماما اقعدي استرحي.
اخيرًا عرفت تتحرك وقعدت وعيونها منزلتش من عليه.
اول ما عينه جت عليها، الصدمه احتلت تقسيمات وجهه، كان سليم نفسه يقول كلام كتير، لكن مقدرش ينطق بوابل كلماته، لما سمع من ياسر كلمه ماما، كلمة واحده هدت كل اللي حلم بيه سنين، وسأل نفسه معقول تكون اتجوزت طارق وكمان خلفت منه..؟!
معقول قدرت تتخطاه للدرجة دي..؟!
بص على اديها عشان يلمح الدبله اللي طوقها في صوباعه في يوم ما اعترف بحبه، لكنه معرفش يلمحها بسبب الخاتم الكبير، انشغل في التقارير والاشعات اللي قدمها ياسر اول ما قعد، بص فيهم وحاول انه يمارس عمله بمهنيه بعيد عن المشاعر، واول ما شغل جهاز الأشعه يشوفها بص ليها بنظره لوم كبيره وقال بحده: ازاي تسكتي على وجع رجلك عشان توصل لبداية لمرحلة الرابعه بالشكل ده؟
ليه ملحقتهاش من اول ما حسيتي بوجع يامدام شادية؟
عينيها ردت بكلام كتير، لكن ولا حرف وصله، كلمة مدام لما قالها؛ كأنه طعنها بسكينه تلمه في قلبها، ازاي يتخيل للحظة واحده ان راجل غيره يسكن قلبها، ويمتلك جسمها، بس للأسف هو مش عارف حاجة، لاحظ ياسر سكتها رد عليه بحكم انه متابع معاها: والله يادكتور امي بتتحمل على نفسها جدا، ومش بتحب تشتكي، ولما الألم زاد عليها اشتكت وعرفتني، وبسرعة روحت بيها لدكتور شاكر، اللي رشح حالتها لحضرتك، وفي دكاترة كتير قالوا لازم تغير مفصل، بس ماما رفضت جدا الفكره.
حدث سليم نفسه وقال لسه طبعك متغيرش ياحبيبتي، بتيجي على نفسك عشان غيرك.
اتنحنح واتكلم وهو بيكتب روشتة العلاج بلهجة حاسمه: اولا مفيش داعي دلوقتي للعمليه، احنا هنجرب العلاج الأول، وبإذن الله يجيب نتيجة، لكن لو الحاله فضلت زي ما هي هنضطر اللجوء للجراحة.
قاطعة ياسر باندفاع: لا هنتلزم المرة دي وانا بنفسي اللي هديها العلاج واطمن انها خدته.
هز راسه وقدم له روشتة العلاج وقاله: احنا طبعا عارفين ان علاج العظام علاجة طويل المدى، زي ما استهنى بالوجع ووصلناه للمرحلة دي؛ فأكيد فترة علاجة هتكون طويلة، ده مبدئيا، فياريت متزهقش وتقول انا مش بتحسن. ده رقم واحد، رقم اثنين هناخد من الفوار ده لمده ٣شهور، هنكرره، وبعدين نوقف شهر، ثم نكرره ٣ شهور مره تانيه.
ياسر بستفسار قال: والفوار ده فايدته في اية يادكتور، اعتقد ان ماما اخدت منه فعلا، بس مستمرتش عليه.
سليم بتوضيح اكتر: وده سبب انها متحسنتش، الفوار ده بيحتوي على ماده چيلاتينه، بتعوض الركبه عن الماده اللي فقدتها، وبتمنع احتكاك العضمتين ببعض، اللي كل ما بتتحرك بيحصل الألم، بما ان مفيش الماده دي اللي بتطريه، وده علاج مسكن للمفاصل، كمان باسط للعضلات.
سأل ياسر: كده خلاص يادكتور ولا في تعليمات تانية؟
سليم وهو بيضغط على جرس بجانبه عشان تيجي الدكتورة المساعدة ليه، قال: الدكتورة هتيجي دلوقتي تحضر حقن زيتيه، هناخد منهم ٣ حقن وباذن الله مفعولها هيريحها من تاني حقنه، والتمرينات دي لابد كل يوم تعملها مرتين على الاقل، والصورة موضحه كل تمرين يتعمل ازاي.
كانت بتسمع صوته ومش مركزه في اي حرف بيقوله، يكفي بس ان نبره صوته بترن في ودنها، عينها بصت على ايده وهو بيمدها بالورقه لابنها، وهنا رقص قلبها لما شافت دبلتها مطوقة صوباعه، حست انه لسه فاكرها وعمره ما نسيها زيها، لسه محتفظ بحاجة من ريحتها تفكره بيها وتكون ذكرى عايش عليها، بس سألت نفسها سؤال كان نفسها تعرف له إجابه، هل اتجوز؟ هل عاش حياته وخلف؟ ولا لسه باقي على العهد القديم ؟! كانت الاسئلة دي بدور في بالها وبتطاردها ونفسها تعرف رد يريح قلبها اللي بيصريخ ومش عايز يسكت.
اخد ياسر منه الورقة، وقرب من والدته ومسكها عشان تقوم، عيونها كانت متعلقه بيه، كان منتظر منها تنطق بأي حرف.. نفسه يسمع صوتها اللي وحشه، لكنها فضلت الصمت اللي دبحه اكتر ما هو مدبوح وبينزف.
قامت والباب اتفتح وكان دكتور سامي بيبلغة ان دكتوره ليلى اجازة النهارده، شاور سليم بيده على الواقفين منتظرين وقاله: تمام يادكتور سامي، حضر حقنة زيتية واديها للمدام لو سمحت.
شاور براسه سامي واتحرك معاهم لاوضة تانيه عشان يديها الحقنه.
اول ما اختفت من قدامه، قناع الشوق والحنين سقط واتبدل منه قناع تاني... قناع الوجع والخذلان، فتح درج مكتبه وخرج صورتها اللي محتفظ بيها طول عمره ومتفارقوش ابدا، واتكلم بنبره حزينة ووجع ساكن قلبه مش مفارقه لحظه: مش قادر اصدق انك تبعيني بالشكل ده، كل ملامحك كدابه... غشاشه... كل كلامك كدب وتزيف... ممثلة بارعه وعرفتي تغشيني وترسمي الحب ..!!
ليه عيشتي وورينيني الحلم وصدقته.... ؟!
ليه وعدتيني وخلفتي الف وعد وعد؟!
ليه بعد كل الحب اللي كان بينا بعتيه بكل سهوله، وسبتبني اعاني ظلم الأيام وقهرتي لوحدي... ؟!
حرام عليكي، يارتني ماعرفتك ولا حبيتك.. !!
يارتني ماصدقت كلامك وحبك اللي اتحكيتي بيه سنين.. !!
رفع راسه ونجا ربه وكمل: يارب زي ما حطيت حبها في قلبي، شلها يمكن ارتاح... نفسي أصحى من النوم في ليلة انسى اسمها وكل ذكرتاني معايا... يارب امتى جرح قلبي الجريح هيطيب ويداوى بس ؟!
سند راسه لورا ورجع بذكرياته يوم ما كان واقف في محطة القطار ومستنيها بفارغ الصبر تيجي وتسافر معاه، فضل كتير مستني، ولما معاد القطر جه لسه هيركب، لمح الدادا بتاعتها جاية بتجري عليه وتبلغه ان شادية بتقوله انها هتتجوز طارق العياط، وانها مش هتقدر تيجيله، وقصتهم انتهت لحد هنا، وطلبت منه ميكلمهاش عشان ميسببش ليها اي مشاكل مع جوزها، سمع كلامها وحط ايده على قلبه من كتر ما حس انه بيتعصر من غدرها، كلامها للاسف مكنش مجرد كلام؛ لا ده كان طعنات سكاكين بتغرز في قلبه لحد نزف دمه ولا حد راحمه، سابها بدون ولا حرف، وطلع القطر عشان يشق رحلته وينجح، ومش هيخلي حزنه يهزمه ابدا، وقرر انه يقفل صفحه احزانه ويحاول ينساها.
فاق سليم من اسوء ذكرى مؤسفه في حياته، وقام جري يلحق دكتور سامي قبل ما يدي لشادية الحقنه، مستحملش ان راجل غريب يدهلها، مهما يكن دي برضو شادية حته من روحه، ومهما يحصل مش هيقبل ان حد يشوف رجلها، وصل وفتح الباب بعد ما خبط وكان دكتور سامي لسه بيستعد وهيديها، وقف وقاله: هات الابره يا سامي، انا هديها لمدام شادية.
رفعت شادية عينها، في نظره حب واشتياق شديده اوي، كأنها بتبعت رساله له اد ايه بتحبه وانه لسه متغيرش وغيرته زي ماهي، غمضت عيونها ببطئ وهو غرز سن الإبرة في ركبتها في ٣ اماكن معينه، ثم رفع عينه وقالها بهمس وترجي: بالشفا، ياريت تهتمي بالجرعات اللي قولت عليها يامدام شادية، واشوفك بعد يومين عشان تاخدي الحقنة التانية.
هزت راسها بالموافقه، وقامت مستنده على ايد ياسر، فاجأها سليم ومد ايده عشان يصافحها، كانت ايد ياسر قبل اديها وسلم عليه، وحرمه من احتضان اديها للحظه واحده.
ابتسم له وشكره، وبعدين خرج يحاسب في الحسابات، وراح يركب سيارته وروح بيته، طول الطريق وشادية ساكته وصوتها اتحشر ومش راضي يطلع، لكن الابتسامه مش مفارقه شفايفها وذكرياتها الحلوه هي اللي صداها سامعاه.
تعجب ياسر من شرودها ده، لكنه احترم شروده ومرضاش يقطعه بأي كلام، لمح صيدلية في طريقه وقف ونزل جاب منها العلاج كله، والكروس اللي قاله، دقايق ورجع َكمل طريقة والصمت هو السائد بينهم.
بينما دكتور سامي بعد ما خرج سليم، وقف مستغرب موقفه جدا، خصوصا ان دي أول مره من وقت ما اشتغل معاه يدي لمريض الحقنه بنفسه، مساعديه هما اللي بيدوا المهمه دي بداله، لكن مبينش ولا سأل.
رجع مكتبه سليم حزين كان بيتمنى انها تتكلم ولو بكلمه واحده تروي حنينه وشوقة، لكنها حرمته من صوتها ومن حتى انه يلمس اديها وحضنها، يمكن كانت نيران قلبه المشتعله تهدى من وهجها، لكن حتى الحاجة البسيطة دي حرمته منها.
فاق على دخول مريض اخر، كشف عليه وانتهى من كل الكشوفات، وروح بيته يحسب ويعد الساعات اللي هتيجي مرة تانية ويشوفها، وصمم المره دي انه يسمع صوتها الحنين.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وصل بيته ومن قبل ما يحط المفتاح في الباب كان صوت مرزوقة عالي وبتزعق مع المدرب اللي بيدربها على الاتيكيت، وماسكة في خناقه، وبتضربه براسها في جبينه، كأنه عدوها مش المدرب اللي عايزها تتعلم وتبقى سيدة مجتمع استقراطية، فتح الباب بسرعه وجري عليهم، يفك التشابك والشجار بينهم، وهي اول ماشافته قالت: بقولك اية يا ياسر بيه، الراجل المستفز ده ملوش كلام معايا، ده كل كلامه زعيق وشخط ونتر، اكنش عابده عنده، ولا عباده وانا معرفش.
اتنهد ياسر بقلة حيله ومسك اديها يقعدها جنبه عشان يقدر يفهم اللي حصل بالظبط، سأل مصطفى وحكاله كل حاجة، وكل شوية تقاطعه مرزوقه وهو يشاور بايده انها تسكت، لحد ما خلص كلامه، وهنا اتكلمت شادية بدل منه وقالت: خلاص ياياسر مادام مرزوقة مش مرتاحة مع مصطفى، سبلي انا المهمه دي، انا بعرف اتفاهم معاها وهي بتسمع كلامي، مش كده يامرزوقة؟
ردت مرزوقة بحماس وحب: طبعا طبعا ياستي، هو في بذوقك ورقتك، خليني حداكي احسن من الزرزور ابن الزارزير ده.
ياسر بص له وقاله: خلاص معلش يا درش خد افراج انت وسيب مرزوقة لماما.
اول ما ياسر قاله كده، فرح ولم حاجته وخرج وهو في غاية السعاده انه اتخلص من الكائن المعتوه اللي متجسد في شخصية مرزوقة.
اخدت شادية مرزرقة من اديها وابتدت تعلمها ازاي تاكل وتمسك الشوكة والسكينه، وتستخدمهم بطريقة صح، في الاول الموضوع كان متعب شوية، لكن بطولة بال شادية عرفت انها تستخدمهم، في وقت قياسي.
استنتجت شادية من تعاملها مع مرزوقة انها محتاجة اسلوب السياسة والهدوء في التعامل، والحنيه، عشان كده قررت انها تنبه ياسر للمعلومه دي.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
خلصت شروق شغلها واتصلت بصديقتها المقربة شيراز تعرف مكانها فين، اول رنه ردت عليها وقالت: فين ياشروق اتاخرتي ليه كده عليا؟
شروق : معلش ياقلبي، لسة مخلصة شغل حالا، انتي في البيت ولا النادي؟
شيراز : في البيت ياحبيبتي بقرأ في السيناريو الجديد، تعالي متتأخريش.
شروق وهي بتستعد للرحيل؛ اشطاات مسافة السكة وهكون عندك.
شيراز ردت عليها وقالت: تحبي ابعتلك السواق يجي ياخدك ياحبيبتي؟
شروق بنفي: لا مفيش داعي والله، الوقت اللي هياخده السواق هكون وصلتلك، ياسلام.
قفلت معاها شيراز ومسكت السيناريو تكمل قراية فيه، بتركيز شديد، وغاصت في دورها ورسم الشخصيه اللي هتأديها بكل التفاصيل، وكتبت كل الاكسسوارات اللازمه اللي هتحتاجها الشخصية.
مر وقت قصير وجاءت شروق تدق بابها، واول ما دخلت وبصت في وشها الحزين، لاحظت شيراز على طول وسألتها في ودنها وهي بتسلم عليها: مالك فيكي اية ياشوشو، وشك متغير ليه كده؟
خرجت شروق من حضنها وجلست جنبها وتنهدت بحرقة وحزن يحرق كل حاجة حواليها وقالت بوجع: عماد ياشيراز مجنني.
شيراز بستفهام: عمل اية تاني؟
شروق والدموع اللي كانت حبساها من وقت ما قفلت معاه اتحررت ونزلت للتو ومش عارفة توقفها، طبطبت عليها شيراز واخدتها في حضنها عشان تهدى، اول ما صوت شهقاتها هدي قالت: طبعه مش عايز يغيره ياشيري ابدا، بيزعل من ولا حاجة.. معندوش اي مقدره للتفاهم وحل المشكله، او حتى يسمعني ونتناقش زي اي حد متحضر.
شيراز بستفسار: طب ممكن تهدي وتحكيلي اية اللي حصل وصلكم للحالة دي؟
شروق حكت كل حاجة، حتى المكالمه الاخيرة بينهم، وانتظرت شيراز لما خلصت خالص كلامها، وردت عليها بهدوء شديد: بصي ياشروق عماد طبعه صعب اوي، من النوع اللي عايز يقول الكلمه وتتنفذ زي ما قالها، والنوع ده هتتعبي معاه جدا، لازم تتكلمي وتتحاوري معاه، وتعرفيه ان عندك شخصية مستقله ورأي لابد انه يحترم، زي ما انتي بتحرمي رأية، وتتناقشوا وتتشاورا في اي موضوع لحد ما توصلوا لاحسن قرار، لكن اسلوب لوي الدراع ده مينفعش خالص، ولا في حد في زمانا دلوقتي بيتقمص دور ست امينه في الثلاثية نجيب محفوظ، هل انتي عندك استعداد تبقي ست امينة عشان ترضيه ياشروق؟
سكتت شروق للحظات تفكر وبعدين ردت: انا عشان بحبه عندي استعداد اكون أمينه في حبها لجوزها وبيتها، في طاعتها لكلامه، وخوفها على زعله، بس معنديش استعداد انه يلغي شخصيتي ياشيري ويمحيها، وميدنيش الفرصة اني اعبر عن رأي.
شيراز بتفهم قالت: يبقى متفقين على المبدأ، انتي سيبيه يومين كده، لو متكلمش ابعتي رسالة وشوفي رده، حسيتي انه لان شوية كلميه بهدوء واقنعيه بوجهة نظرك، وان اسلوبه ده مش هينفع في حياتكم المستقبلية، وانتوا لسه على البر، والفترة دي ماهي الا فترة اختبار ليكوا، هل هتكملوا ولا مش هتنفعوا مع بعض.
شروق بأقتناع ردت: عندك حق ياشيري في كل كلمه، انا فعلا لازم اخد معاه موقف، ومش اي موقف؛ لازم يكون حازم لان كده مش هينفع خالص.
شيراز طبطبت على اديها وقالت: طب اية هنفضل كده مكتئبين عشان زي عماد، لا روقي كده وفسي دماغك عشان احكيلك على الرواية اللي هدخلها، وتقولي رأيك في الحاجات اللي هحتاجها ليها.
ابتسمت شروق وحاولت ترمي كل الزعل ورا ظهرها وتصفي ذهنها لصديقتها، عشان تساعدها.
حكت شيراز كل حاجة، وملاحظة علامات الحماس والاعجاب على وشها، ولما خلصت قالت: الله ياشيري الدور حلو اوي، ومليان مشاعر وحزن، وعذاب للبطلة اوي، تحسي انه مكتوب مخصوص عشانك، ومعاكي في الحاجات اللي كتبتيها كلها ممتازة، شوفي محتاجة نتشري اية ونجبها قبل التصوير.
شيراز بحماس: بجد ياشروق كويس، ولا بتجامليني؟
شروق بتأكيد : انتي عارفاني مش بعرف اجامل، ومدب وبقول الحقيقه من غير تزيف، انا حاسه ام الدور ده هينقلك في حته تانية خالص، وياعالم يمكن ربنا عوضك بالدور اللي رفضتيه مع مجدي الألفي.
شيراز بزعل: عندك حق، عوض ربنا اكيد احسن، طب انا هقوم اجهز وننزل نشتري شوية حاجات، ونعدي على الكوافير بتاعي اغير تسريحة شعري واغير لونه.
شروق: طب متتأخريش وتطولي عشان متأخرش على ماما.
قاطعتها شيراز وهي بتشاورها: انسي ياماما انتي النهارده معايا مش هسيبك مليش دعوه، هلبس فورا دقايق وهكون قدامك.
جهزت بسرعة وخرجوا سوا يشتروا اللي محتاجه، وبعد ما خلصوا، توجهوا إلى السنتر بيوتي تغير شكلها خالص، وصديقتها ملازمها طول الوقت، وبتختار معاها الالوان وشكل القصة الجديدة.
وطوال الوقت ذهن شروق مشغول بعماد وبتسأل نفسها هل هتعرف تغيره، ولا هيتحكم على حبها الفشل والمعاناه طوال حياتها إذا كملت على نهجه ده؟
* * * * * * * * * * * * *
وجه وقت ياسر في تعليم مرزوقة اداء الكلام بطريقة سليمه، وازاي تعرف تخرج مخارج الحروف صح، مرزوقة قاعده قدامه، وهو ماسك في ايده شعر مكتوب بطريقة مبسطة، بيقرأها براحه وبهدوء عشان تكررها بعده، وفي مرة تقرأ فيها الشعر يبقى عايز يشد شعرة من غلبه منها، يحاول يهدي نفسه ويعيد تاني وثالث وعاشر، لحد ما فاض بيه ورمى الورق كله على الارض وزعق بصوت جهور قال: انتي جنس ملتك اية؟ البعيده جاموسه، بقرة مش بتفهم، ولا عايزة تتعلم، حرام عليكي ريقي نشف وانا بعيد وزيد عشان تفهمي وتقرأي صح، والبعيده مخها حجر مش بيفهم، انا قولت انك مش هتنفعي محدش سمع كلامي، انتي مش بتفهمي غير في الاكل والحلل وبس، وغسيل الاطباق والمواعين، غير كده ملكيش.
مرزوقة كانت بتبصله وسيل دموعها نازل على خدها من سكات، من كلامه الجارح ليها، وشتمته، صوت زعيق وصراخ ياسر وصل لشادية اللي جت على طول؛ واول ما شافت شكل مرزوقة اخدتها في حضنها وطبطبت عليها عشان تهديها، ووجهت عنيها لياسر في نظرة لوم وعتاب وقالت بزعل: اخس عليك يا ياسر، ده اللي وعيتك عليه وقولتلك تعمله، ما براحه في اية؟ هي الدنيا طارت يعني؟
ياسر بغضب: اه يا ماما الدنيا طارت، كل يوم بيمر فيه خسارة للمنتج، اللي مش مبطل اتصالات، ولولا تصميم مجدي عليها كنا شوفنا حد تاني.
شادية بسخرية: والنبي لتلهي انت ومجدي، ما هو لو كنت فلحت وشوفت ممثلة تانية؛ مكنتش وافقت عليها، ان اخاك لمجبر، بشويش عليها واتقي ربنا فيها، خدها براحة وبحنية، اصل حرام عايز تعلمها حاجات كان مفروض تتعلمها في سنين، انت عايزها تفهما في يوم وليلة.
ياسر ولع سجارته ونفخ فيها بغلب: وفكر في كلام والدته، وشعر انها عندها حق ازاي يطلب من واحده بسيطة زي مرزوقة كل الكم ده في يوم وليلة، اقتنع وقرب منها وطبطب على كتفها وقال: انا آسف يامرزوقة متزعليش مني، الوقت الضيق هو اللي معصبني ومفروض ندخل نصور في اقرب وقت، ارجوكي ساعدني وحاولي تستوعبي اللي هقوله، وليكي عليا هطول بالي عليكي قدر المستطاع، لسه زعلانه؟
مرزوقة وهي بتمسح دموعها قالت: لا خلاص مزعلناشي، بس اني دلوقتي بصراحة اكده جعانه، ولما بجوع مش بفهم ولا استوعب حاجة، اكلوني الاول وبعدين نكمل.
شادية بصت لياسر وفي لحظة الاثنين فطسوا على روحهم من الضحك، وقاموا كلهم ياكلوا مع بعض، وفي يوم وليلة اصبحت مرزوقة عنصر مهم في البيت وبتشارك معاهم كل الوجبات، ونسيوا انها خدامه بتشتغل عندهم.
وبعد وقت ليس بقليل، انتهوا كلهم من الطعام وحضرت مرزوقة القهوة للكل، وبعدين دخلت اوضة المكتب عشان ترجع للحصة من جديد، ومسكت الورق ولمته من على الأرض وابتدت تلقي على مسامع ياسر وشادية الشعر بصوت هادئ وبنبره دافيه، زي ما علمها واقلها ياسر، واول ما انتهت منه، وقف ياسر وقال....
وإلى هنا تنتهي احداثنا عند هذا الحد لنتعرف غدا ياسر هيقول اية لمرزوقة؟ وهل هتنجح بعد كل التعب ده، ولا هتفشل؟
وشادية هتقدر تعترف لسليم على اللي حصل زمان، واد اية هي ضحت عشانه؟
وهل هو هيقدر ويعذرها ولا هيلوم عليها؟
وشروق هل هتستسلم لطبع عماد، ولا قصتها معاه انتهت؟
سنتعرف من خلال متابعتنا لكل الاسئلة دي في لروايتي المتواضعة
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية