رواية تكسرات الروح الفصل الخامس 5 - بقلم نادية شعيب
البارت الخامس
ليلى : بصدمة بس علاقتى ببيسان اكبر من كده ثم تكمل بتحدى واكبر منك انت شخصيا
تميم : وهو ما يزال يرتدي قناع البرود رغم العاصفة التى تهب بداخله انا وقتى ضيق ومش فاضى اتناقش معاكى عاوزة كم يا ليلى
ليلى: انت جاي تدفع ثمن كرامتي اللي دوست عليها
تميم: مش بالظبط كده انا جاي انقذ كرامتي انا لان انا مستحيل اعتذر لك لكن حكاية كرامتك دى سيبيها على جنب دلوقتي لان انا مش هدفع في كرامتك فلوس طبعا
تقف ليلى فجاه وقد امتلات غضبا تشير بيدها في اتجاه الباب اطلع بره تخرج كل حرف من بين اسنانها بغضب يوحي بنشوب حرب
تميم: بهدوء شديد ووجه صامت غير مقروء فكرى الاول وردى عليا وبلاش القرارات الغير مدروسة انتى ممكن تاخدي مبلغ يريحكم العمر كله
ليلى: اطلع بره قبل ما افقد اعصابي واعمل اكتر من كده انا هسكت لك بس عشان خاطر بيسان
يتجه تميم الى الباب ويستدير إليها ويكمل بثقة هستنا قرارك معاكى لبكرة بالليل
يصل تميم الى الباب ويتحدث بتهديد دون ان يلتفت وطردك ليا ده هحاسبك عليه بعدين سلام يا لولة
تغلق ليلى الباب بغضب شديد وهى تصرخ فى ستين داهية انسان وقح بيهددنى فى بيتى
لتسمع صوت تميم من الخارج سمعتك على فكرة !!!
تصيح ليلى دون ان تفتح الباب وغبى كمان
في مكتب زين القاضي
يدق الباب زين: ادخل
تميم: طلبتني يا جدو
زين :تعالى يا تميم
يدخل تميم ويجلس على الكرسي المقابل لجده يمد له زين يده بملف خد الملف ده يا تميم وادرسه كويس دي اوراق صفقه اجهزه كهربائيه لدول افريقيه تدرسها وتعمل اللازم
تميم : حاضر يا جدو
زين :عملت ايه في موضوع المنشاوي
تميم : في واحد من رجالته القريبين بنحاول نجنده لصالحنا ومعتز شغال على الموضوع ده وان شاء الله تكون في اخبار كويسه فى أقرب وقت
زين :على خيرة الله خلي بالك من نفسك كويس يا تميم ويكمل محذرا بسبابته واوعى تامن لحد
تميم :انا فعلا شغلي في لندن علمني ما امنش لاي حد بسهوله لان كل انسان له ثمن
زين:المهم عندى سلامتك
تميم : ما تقلقش علي يا جدو انا برده حفيد الثعلب الكبير ما حدش يقدر عليا بسهوله يبتسم زين ابتسامه اطمئنان ويكمل بثقة طب يلا روح على مكتبك وادرس الصفقه دي كويس
في مكتب تميم
يجلس تميم على مكتبه يتابع اعماله فيدق الباب
تميم :ادخل
يدخل معتز بخطوات واثقة ثابتةالسلام عليكم
تميم : اهلا يا معتز عملت ايه
معتز: نفذت اوامرك يا باشا قابلت الراجل وعرضت عليه طلباتك بس هو عاوز يقابل حضرتك
تميم باندهاش يقابلني ليه مش انت عرضت عليه مبلغ كويس
معتز: ايوه يا فندم هو ما عندوش مشكله انه يتعاون معانا بس عاوز يقابلك الاول
تميم: اوكى حدد معاه ميعاد وامن مكان كويس وبلغني اما نقابله نشوف عاوز ايه
معتز :حاضر يا فندم هتصرف وابلغ حضرتك
تميم :عاوزك تشوفلى سكرتيرة
معتز: اوامرك يا باشا
تميم : فى خلال يومين بالكتير
معتز : ان شاء الله
يرن تليفون تميم يتناول تميم الفون ليجد سليم يتصل يفتح الهاتف
الو سليم ازيك عامل ايه
سليم: ازيك يا صاحبي وحشتني لندن وحشه جدا من غيرك
تميم: انت كمان وحشتني يا سليم اخبارك ايه عملت ايه في الشركه
سليم ساخرا انت قاعد فى مصر فى حضن جدك وسايبنى انا اولع هنا تصفية الشغل من ناحية وجنان بيرلا من ناحية
تميم مستفهما مالها بيرلا
سليم هتتجنن من وقت سفرك ومصممة انك نزلت مصر عشان تتجوز مصرية
تميم: سيبك منها قولى عملت ايه فى الشغل
سليم: كم اسبوع ان شاء الله اخلص وانزل مصر
تميم : ياه كم اسبوع كثير قوي انا محتاجك قوي معايا
سليم :خير يا صاحبي في ايه
تميم : الموضوع اللي كان قالق جدو كبير فعلا يا سليم
سليم :خير طمني
تميم: مش هينفع اتكلم في التليفون اما ترجع نتكلم وهتعرف كل حاجه
سليم : تمام يا صاحبي
تميم : حاول تخلص بسرعة انا محتاجك هنا انا حاسس انى لوحدى من غيرك
سليم :بصوت نسائي انا كمان يا روحى مش عارفة اعيش بعيد عنك اكتر من كدة
تميم ساخرا انا رأيى خليك عندك احسن انا مرتاح من هزارك الرخم
سليم بحنان أخوى انا بحاول افكك يا صاحبي يلا سلام دلوقتي اشوفك في مصر
تميم : ترجع بالسلامه ان شاء الله ويغلق الخط ويسرح متذكرا ليلى عندما فتحت له الباب بتلك الملابس البيتيه وكم كانت جميله مثل الطفله الصغيره البريئه ويحدث نفسه هي البنت دي بتتحول فجاه قلبت واحده تانيه وطردتني واتعاملت معايا وكانها السفيرة عزيزه ورفضت الديل بتاعي انا مش عارف اعمل ايه معاها عشان ارضي جدو انا ما اقدرش اعتذر لها دي بنت متعجرفه ما تستحقش لازم اشوف حل تاني
في قصر القاضي
بعد مرور يومان يدخل تميم الى بهو القصر ليجد مديحه في انتظاره
مديحه: حمد لله على السلامه يا تميم
تميم : الله يسلمك يا ديحه انا هموت من الجوع عامله اكل ايه
مديحة بسعادة وابتسامة واسعة عامله لك محشي ورق عنب
تميم : الله يا ديحه محشي ورق عنب احبك اكثر من كده ايه يعني
مديحه: يعني لو ما كانش في محشي ما كنتش هتحبني
تميم: احبك طبعا بس بمحشي ورق العنب بحبك اكثر امال فين بوسي
مديحه: جوه في مكتب جدك
تميم: هروح انده لها على ما تحضري الاكل عاوز اكبر طبق ورق عنب في العالم على السفره يا ديحه كمان خمس دقائق
مديحه: انت تؤمر يا حبيبي الف هنا على قلبك يتجه تميم الى غرفه جده ليسمع اصوات قادمه من الغرفه فيبطئ من خطواته ويمشي بحذر الى ان وصل الى الباب ليسمع ليلى وهى تتحدث
ليلى :فهمتي يا بوسي
بيسان : فهمت طبعا يا لولة
تغلق ليلى الحاسوب الخاص ببيسان
ليلى :وقد ارتدت ثوب الجدية انا عاوزه اتكلم معاكى في موضوع مهم
بيسان :خير يا ليلى
ليبتلع تميم غصة تجمعت فى حلقه خوفا من ان تخبر بيسان بحديثه معها وينصت باهتمام اكبر
ليلى: انا عاوزاكي تتعودي الفتره الجايه دي على عدم وجودي في حياتك انا مش دايما هكون معاكي
تتفاجئ بيسان وتتحدث بصوت باكي ليه يا ليلى انتى زعلانه مني
ليلى: لا طبعا يا بوسي انا ما اقدرش ازعل منك بس هو ده الطبيعي كلها كم شهر ونتخرج وانا هدور على شغل وانتى هتشتغلي في شركه جدك وكل واحدة هيكون لها كارير خاص بيها
بيسان: يعني مش هنتقابل بعد التخرج يا ليلى
ليلى: لا طبعا يا بوسي هنتقابل
بيسان :لا يا ليلى انا ما اقدرش استغنى عنك انت صاحبتي الوحيده لو كان عندي اخت كنت احبك اكثر منها بردوه
ليلى :وانا والله يا بوسي بحبك زي نور بالظبط لكن دي طبيعه الحياه كل واحدة فينا هيبقى لها حياه مختلفة انتى لازم تتعودي على عدم وجودي معاكي على طول
ببسان : انا عارفه انك بتقولي كده علشان انت زعلانه من مامي وتميم كل ما تيجي عندي تحصل لك مشكله مع حد فيهم انا بعتذر لك بالنيابه عنهم وجدو كمان اعتذر لك
ليلى : الموضوع مالوش دعوة بوالدتك او اخوكى خالص
بيسان : بحزن انتى يا ليلى بتفكري تقطعي علاقتك بيا وانا بفكر ان احنا نشتغل مع بعض بعد التخرج انا نفسي نشتغل انا وانتى في شركه جدو وتكمل بحماس احنا لو اشتغلنا مع بعض هنقدر ننجح قوي ونعمل مشاريع ناجحه جدا
ليلى: انا مستحيل اشتغل في شركه جدك حتى لو اخر شركه في مصر
بيسان: ليه يا ليلى
ليلى: بارتباك يعني علشان انا مش عايزه اشتغل مجامله انا عايز اشتغل بمجهودي وتعبي علشان انا استحق الشغل مش مجامله من حد
ببسان :انتى ما تعرفيش جدو, جدو مستحيل يجامل في الشغل
ليلى: انا عارفه جدك كويس بس مش هبقى مرتاحه لو اشتغلت في شركتكم
بيسان :ع العموم خلي الموضوع ده نتكلم فيه بعدين بعد التخرج
انتى عارفه يا ليلى طول ما احنا سوا انا بحس اني مش لوحدي عارفه انا طول عمري لوحدي ما ليش اخوات غير تميم وهو مسافر من زمان وكمان دايما مشغول عني انا مش فاكره اي ذكريات تجمعني بتميم اكتر حاجة فاكراها يوم سفره اول مرة ده كان أسوأ يوم فى عمرى انا فضلت اعيط طول الليل ومكلتش لمدة يومين ثم تكمل بسخرية موجعة كنت عاملة اضراب عن الاكل كنت مفكرة انه لما يعرف انى مضربة عن الاكل هيرجع بس هو مرجعش مفيش ذكريات حلوه لنا سوا يعني عمرنا ما خرجنا اتفسحنا سوا
مالناش صور مع بعض
ليلى : ان يكون عندك اخ ده شىء جميل فى حد ذاته
بيسان: كلامك صحيح بس اما يكون في بينهم علاقه طبيعيه انا وتميم ما فيش بينا علاقه الاخوات اللي انتى متخيلاها عمره ما اتصل بيا عشان يطمن عليا كان يادوب يسأل جدو عنى اما يتصل بالصدفه ولما ينزل مصر اجازة ينزل بالعافيه عشان جدو ضغط عليه ويقضى وقته كله بره القصر عمره ما اتكلم معايا زى الاخوات عمره ما هزر معايا عمره ما حضنى وحسسنى انى مهمة عنده عمره ما اتكلم معايا عن أحلامه فى شغله... فى حياته... عن مواصفات البنت اللى يحلم يتجوزها عمره ما جبلى هدية
ليلى ضاحكة تحاول اخراجها من حالتها يمكن مش معاه فلوس ولا عليه اقساط
بيسان :تميم اخويا غنى جدآ على فكرة وجدو بيقول ان شركته فى لندن ناجحة جدا ثم تكمل بيأس بقول لك حتى ما لناش صور مع بعض يعنى مافيش اي ذكريات نحكيها لاولادنا اما نكبر كان نفسى نعمل حاجات كتير سوا وتسرح تفكر وتنظر الى الأعلى مثلا كان نفسى اما يحب اول حد يعرف يكون انا يجى جرى يحكيلي عنها كان نفسى نسافر سوا ندخل سينما سوا نلعب فى الجنينة سوا حتى نفسى نتخانق سوا كان نفسى يعلمنى ركوب الخيل
تقاطعها ليلى : ضاحكة لتخرجها من حزنها ممكن تجيبوا اى متخصص يعلمك ركوب الخيل ولا ممعكوش فلوس يا بخيلة
تبتسم بيسان بحزن لأ ياليلى انتى مش فهمانى انا كنت عاوزة تميم هو اللى يعلمنى ويعلمنى السباحة كمان عارفة كنت اوقات لما احلم بكابوس نفسى يكون نايم هنا فى اوضته وادخل جرى عليه علشان اطمن بوجوده لكن لما كنت بحلم حلم وحش كنت أجرى على دادة عايدة
احنا اخوات بالاسم بس انا بفتكر انى عندى اخ من الحراس اللى اجبرنى علي وجودهم معايا فى الكلية
ليلى ساخرة احمدى ربنا انه جايبلك حرس بيدفع لهم دم قلبه انا يا ستى بشوف الويل فى الشارع وفى المواصلات كل يوم
بيسان : كلامك صح لكن الحرس بيحمونى علشان ده شغلهم وبياخدوا عليه فلوس مش خوف عليا يعنى حتى حمايتى رمى حملها على الحراس
عارفة لما بشوف بنت فى الكلية اخوها بيوصلها بزعل اوى ثم تكمل بدموع بحس وقتها ان انا افقر بنت فى العالم
ليلى بحزن وكلمات بطبئة تتعثر على شفتيها للدرجة دى يا بوسى
بيسان : قبل ما اعرفك يا ليلى صاحبتي الوحيده كانت داده عايده حتى مامي دايما كانت مشغوله عني عمري ما كنت في جدول مواعيدها كنت اسمع جدو يتخانق معاها علشان تهتم بيا شويه عارفه كنت افرح لما بسمعه بيتخانق معاها عشان كنت بفكر ان بكره الصبح هتهتم بيا وتاخذني تفسحنى لكن ما كانش في حاجه بتتغير مامي عمرها ما اتغيرت ولا هتتغير وهفضل طول عمري مش في حساباتها وبابي الله يرحمه مات وانا كنت صغيره قوي حتى مش فاكره اي حاجه عنه يعني يا ليلى القصر الكبير اللي انتى شايفاه ده وناس كثيره بتحسدنا عليه ما فيش بين سكانه اي علاقه انسانيه احنا ساكنين هنا مش عايشين هنا كل هذا تحت سمع تميم الذي يتالم بشدة من وقع كلمات اخته التى نزلت عليه كصاعقة عصفت به
كانت كل كلمه وكانها لكمة عنيفه اصابت قلبه في مقتل
كانت كل كلمة وكانها أفعى تلتف حول عنقه ليشعر وكأنه مكبل داخل دائرة من الذنوب التى ارتكبها مغلقة عليه باحكام لا فرار منها ولا نجاة متسائلا هل سببت لكى كل تلك الالام يا صغيرتي...؟ هل اوجعتك الى هذا الحد....؟
هل انا سبب كل تلك الندبات الراقدة داخل زوايا روحك ....؟ هل تلك التي تتحدث وتصف اوجاعها بكلمات وكانها سيف بتار هي نفسها تلك الصغيره التي كانت تتمسك بيدى وتبكي وتترجانى الا اتركها وارحل....؟ هنا يتذكر تميم.....نعم كانت تبكي وتترجاني عندما سافرت في المره الاولى...... ثم المره الثانيه ثم .....ثم صمتت... توقفت عن الترجي.... توقفت عن البكاء..... وكانها تعلن عن يأسها فى صمت تعلن انتهاء املها...لقد خذلتها دون ان ادرى وكانها ألد اعدائى ....بأى ذنب خذلتك....بأى ذنب تعاقبين
ليتذكر قول نور (لو اعتذرت 100 سنه قدام وبكيت دم مش هنقبل اعتذارك)... هل صدقت عندما قالت ذلك...؟ هل صدقت في كلماتها ....؟هل احتاج الى الاعتذار 100 سنه قدام وابكي دما .....؟هل احتاج الى طلب السماح لتغفر لي صغيرتي....؟
عشرات وعشرات من الأسئلة التى لا توجد لها اجابات تصفعه بقوة ليفيق على حقيقة واحدة : نعم....
نعم احتاج الى مغفرتها فالخذلان اكبر جريمة عندما ترتكب فى حق من نحب
هنا تبدا ساعه الندم في الدوران وتعلن اولى دقاتها
انا...... نادم...... نادم بشده لكن هل هذا يكفي ....؟هل تستطيع القلوب البريئه المجروحه الغفران....؟ هل من سبيل الى الغفران يا صغيره....؟ هل ستغفرى لى كل تلك الجرائم التى ارتكبتها بحق قلبك البرىء ....؟ ام انه بات دربا من المستحيل.....؟
بعد ان ألقيت بكى داخل بئر مظلم منذ أن كنتى صغيرة وتركتك للوحدة تنهش جدران قلبك الصغير والان تبحثين عن الدفء عند الغرباء تبحثين عن الأمان الذى سلبته منكى بقسوتى دون ان يرف لى جفن
بعد ان ألقيت بكى داخل بئر مظلم منذ أن كنتى صغيرة وتركتك للوحدة تنهش جدران قلبك الصغير والان تبحثين عن الدفء عند الغرباء تبحثين عن الأمان الذى سلبته منكى بقسوتى دون ان يرف لى جفن....لسنوات وسنوات والمسافات تتسع بيننا دون ان اشعر حتى صارت كخندق عميق ... سامحينى يا صغيرة ام لم تعودي بحاجتي....؟ هل تعودتي غيابي .....؟ هل اخذت تلك الليلى مكاني.....؟
اعتذر .......اعتذر ياصغيرتي حقا....حقا ساظل اعتذر ما حييت ليتذكر قول ليلى (علاقتي ببيسان اكبر منك انت شخصيا) هل صدقت عندما قالت ذلك....؟ هل انتهى وقتي......؟
هل أصبح وجودي والعدم سواء....؟
قسما بربي لامحي كل تلك الذكريات واضع مكانها كل ما تطلبي... وتريدي.... وتشتهي...
قسما بربى ستعيشي كل ما اردتيه وتمنيتيه ولم تحظي به
قسما بربي لاجعل عقارب الزمن تدور باتجاه أحلامك فصبرا صبرا يا صغيرة اخيها
ساحقق لكى كل ما اردتى....فأنا الآن هنا....انا الآن معك وفقط ....انا الان لاجلك وفقط..... سنبدأ عهد جديد .....عهد يبدأ بكى ولاجلك ومعك بل والأكثر منه ساجعلك اغنى الفتيات
يرفع تميم يده ياول ان يدق الباب لكن هيهات فقد تيبست اطرافه يسأل نفسه هل استطيع مواجهة تلك الصغيرة التى اصابت واخطأت أنا....؟
كم هو صعب على النفس مواجهة اخطائها .....كم هو صعب الوقوف امام من وضع بك كل اماله وخذلته....كم هو صعب المرور فوق احلام أحدهم مرور المنتصر والتظاهر بالبراءةوكان شيئا لم يكن
ليحسم أمره ويدق الباب دقات بطيئة خائفة
بيسان : ادخل
يفتح تميم الباب ويدخل بخطوات ثقيلة مثقلة بذنوب سنوات لا يعرف عددها .....خطوات المذنب الخائف..... المترجى .... وهو يردد لنفسه عاقبينى ...عاقبينى اذا كان العقاب سيكفيكى .....عاقبينى اذا كان عقابى سيبرأ جراحك...اعترف بذنبى.....أضع عمرى وايامى تحت تصرفك فافعلى ما شئتى اقتصى منى حتى تبرأى....
جئتك متذللا معترفا باخطائى
جئتك مكبلا بقيود تلتف حول عنقى تكاد تزهق روحى فرفقا باخيك
تنظر اليه بيسان مندهشة وتسأله بخوف مالك ياتميم
تتعثر الكلمات على شفتيه تبحث عن مخرج فيسكت مطولا
تنظر اليه بيسان وليلى بخوف لتتحدث بيسان :مالك ياحبيبى انت كويس ليشعر تميم وكأن نظراتها البريئة تقتله لينطق بعد طول صمت ونظرات تائهة وهو يردد فى نفسه لقد تعلمت الدرس وحفظته عن ظهر قلب علمت خطأى وقسما بمن خلق حبك فى قلبى لن اعيده
تلكمه بيسان بخفه فى كتفه انت مالك ياتميم
تميم : انا ....انا بخير ويتجه بنظرة الى ليلى نظرة المهزوم
ازيك يا انسه ليلى عامله ايه
ليلى : بخير الحمد لله ازيك يا باشمهندس
تميم : خلصتو مذاكره ولا لسه
بيسان : خلصنا من بدري احنا كنا بنتكلم مع بعض شويه
تميم :بكلمات مهتزة لو في حاجه واقفه قصادكم انا ممكن اساعدكم
ليلى : بغضب مكبوت شكرا يا باشمهندس ما فيش حاجه واقفه قصادنا الحمد لله
يدخل الجد زبن مساء الخير يا بنات مساء الخير يا تميم يرد الجميع مساء الخير يا جدو
زين : اهلا يا ليلى منورة يا حبيبتى
ليلى : منور بحضرتك يا جدو
يرد زين برسميه انا شايف انك خلاص رضيتي عننا
ليلى :استغفر الله يا جدو انا عمرى ما ازعل من حضرتك
زين : يعني قبلتى اعتذار تميم
يندهش تميم وليلى وينظران لبعض بعدم فهم
ينظر زين الى تميم متشككا هو تميم اعتذرلك
ليلى بارتباك اه.....اه اعتذر وانا قبلت اعتذاره تحت نظرات تميم المندهشة
زين باطمئنان وابتسامة مرحة الحمد لله نتعشا سوا حلاوة الصلح
ليلى :انا اسفة يا جدو الوقت اتأخر ولازم أروح
زين :بثقة تاكلي الاول وبعدين تميم هيروحك
ليلى :لأ ....لأ يا جدو بلاش تتعب الباشمهندس
زين : اسمعى الكلام يا ليلى
ليلى: بيأس من اقناعه حاضر يا جدو
فى غرفة السفرة
يجلس الجد على رأس الطاولة وبجانبه تميم والجهة الأخرى تجلس بيسان وبجوارها ليلى
تضع بيسان لليلى الكثير من الطعام فى طبقها
ليلى: بخجل كتير كده يا بوسى
بيسان : كلى يا ليلى ديحة بتعمل ورق عنب تستاهل عليه جايزة أوسكار
يضحك زين ملء فمه انتى اخترعتى الجايزة دى يا بوسى ولا جبتيها منين
ليلى بعد ان تذوفت الطعام الاكل تحفة فعلا يا بوسى
كل هذا وتميم ليس هنا هو فى مكانا اخر حيث يعد ذنوبه التى صفعته فى وجهه فى غفلة لم يكن يحسبها
بيسان : تصفق بيدها امام وجه تميم انت فين يا تميم
ينتبه تميم على صوتها انا هنا يا بوسى
بيسان انت مابتكلش ليه هو انت تعبان ثم تكمل بخوف تحب نكلم الدكتور
تميم: لأ يا حبيبتى انا كويس
زين :مالك يا تميم انا ملاحظ انك ساكت وحتى مكلتش حاجة
تميم : لا يا جدو انا بخير
زين : بضحك بخير ازاى انت العادى بتاعك بتاكل خمس اطباق ورق عنب وينظر فى طبق تميم ويكمل انت لسه فى اول طبق ثم يكمل ساخرا ولا مديحة سبقتك ع الأوضة بكل ورق العنب اللى فى المطبخ
تميم : انا بخير يا جدو ثم يقف برسميه وينظر الى ليلى لو كنتى خلصتي يا آنسة ليلى اتفضلى اروحك
تقف ليلى الحمد لله انا شبعت ممكن حضرتك تخليك ومعتز يروحنى
زين بثقة ونظرات ذات مغزى :تميم هيروحك يا ليلى
يشير لها تميم بيده لتتقدمه ليلى يخرج تميم وراءها يركبان فى الخلف وفى الامام يركب معتز لتنطلق السيارة ووراءها موكب من اربع سيارات
تتحدث ليلى بصوت منخفض يسمعه تميم خمس عربيات وكل الجاردات دى عشان اروح ثم تلتصق بالباب لتبتعد عن تميم قدر الإمكان وسط صمت ملئ بالتساؤلات ليقطعه تميم : انتى ليه قولتى لجدو ان انا اعتذرت لك....؟!!!
ليلى بلامبالاة ودون ان تنظر اليه فين المشكلة...؟!!!!
تميم يرفع حاجبه مندهشا :يعنى مستغرب موقفك !!!!!
ليلى:كل الموضوع انى مش منتظرة اعتذارك عشان كده مش فارق معايا تعتذر ولا لأ وتكمل ساخرة لان موقفى من حضرتك مش هيتغير وكمان رأيى فيك مش هيتغير
تميم : بس ....بس ......بس ايه مكنة فى الرد
ثم تكمل ليلى بعدم اكتراث له غير ان علاقتى ببوسى مش هتتغير علشان لها اخ وقح زيك
كانت كلماتها بسيطة لكنها دهست كرامته للمرة التى لا يعرف عددها
هنا تدرك ليلى من نظراته المشتعلة وقبضته الفولاذية التى التفت حول ذراعها حتى بات افلاتها منه شبه مستحيل انها فى موقف قد لا تحمد عقباه
ليصيح فيها تميم بغضب مرعب يهدد بنشوب حرب انا غلطان انا قلت افتح صفحة جديدة معاكى بس للاسف انتى مينفعش مع لسانك اللى عاوز قطعه ده الذوق
هنا تنكمش ليلى فى نفسها بعد ان شعرت ببوادر الخطر تتسلل الى قلبها لتهمس بخوف...انا ...انا لتنحرف السيارة فجأه وتتوقف ويتفاجئ الجميع بوابل من الرصاص ينهال على الموكب فى مشهد تتوقف عنده الحياة وتحبس الأنفاس وتبلغ القلوب الحناجر
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية تكسرات الروح) اسم الرواية