Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الثالث والاربعون 
(القبل الاخير) 

جريت جهاد بعد ما عاتبت ياسر بدموع عينيها، واختفت بعيد وسافرت لوحدها، استغرب جدا من رد فعلها، وفكر هتكون راحت فين؟
وليه بصتله بالشكل ده؟ 
قام من مكانه ودور عليها ملقهاش، واستغرب تصرفها جدا. 
فضل يفكر كتير استاذن من مجدي، واخد عربيته وساق راح للمستشفى وطول الطريق بيحاول يتصل بيها يطمن عليها فونها كان مفقول. 
ضرب دركسيون العربيه بغيظ على سوء تصرفها وغباءها. 
فضل عقله وقلبه في حرب مع بعضهم، عقله اللي رافض يسامح او يغفر، ويصدر اشارات ضوئية حمرا ويفكره انها خانت ثقته وفقد معاها الأمان... بينما قلبه ودقاته بتلعب على اوتار محبتها ونظراتها ليه، ومحاولاتها الكتير انها ترجعه، فكره برسايلها اللي بعتتها له وكلها محبه وشوق وحب.. فكره بكل اللحظات الحلوه بينهم.. واخر موقف ولسه صوتها بيرن في ودنه لما قالتله هتقدر تشوفني في حضن واحد غيرك، ويبوسني؟ خرجت من صدره آآآه وجع، وندم ان لسانه اتعقد ومقدرش في اللحظة دي يضمها لحضنه بكل قوة الشوق الساكنه جواه، ويقولها حضنك ده ملك لحضني مستحيل حد يقرب من بوابته غيري.. بس للأسف ضيع اخر فرصة ممكن تجمعهم تاني مع بعض.
وقف عربيته وغمض عيونه وقلبه ردد كل حرف كتبته وبعتته له..

ارجعني إلى جنتگ مرة ثانية...
فقد طال تشتتي وحالة تخبطي وهزياني، وأنا بعيد عنگ ..!!
حاولت ان أقوى بدونگ واحيا بمفردي؛ لكني فشلت.. !!
صمدت لعلي اتحمل نيران توهج بعادگ؛ لكني رفعت رايتي، وأعلنت استسلامي إليگ.. !!
فـ هل تقبلني حبيبي مرة أخرى، ام ستتخلى عني وترفضني، وتغلق باب جنتگ في وجهي؟!
إذا فعلت ذلگ؛ فـ لن اغضب منگ، ولا اثور عليگ، فـ أنت محق، ولا الوم عليگ، فـ أنا حواء التي خرجت بأرادتها، وتركت الجنة في سبيل وهم كاذب، والآن هي عائدة منكسره، تطلب السماح والغفران من حبيب عانى ظلمها من قبل ...!!
بكيت كثيرا من أجلي، وأنا الآن انهمر امطارًا من عيوني تملئ بحور احزاني ..!!
القرار في يدگ حبيبي وأنا سأظل على حافة انتظارگ مهما كان قرارگ، يا القرب او البعد ؟!

فتح عيناه ليهرب من الصوت والضجيج الداخلي، لكن قلبه هاجمه بشده برساله تانية، واتبع معاه مقوله "اطرق على الحديد وهو ساخن"... 

سؤلت كيف حالگ في بعاده؛ أجبت والعبرات تنحدر من مقلتي سيولا هاتفه بين شهقاتي؛ كيف تسألوني وروحي عني غائبة؟
منذ رحيله، وفارقت البسمه ثغري، وارسمت بدلا منه العبوس على وجهي..
فـ أصبحت جسد بلا روح..
أصبحت اغفو طوال ليلي آمله أني آراه يناديني في احلامي، وأحيا معه لحظات مسروقة من زمني، هاربه من واقع أليم هو ليس ساكن فيه بجانبي..
هل يعقل ان  تسألون المتوفي عن حاله؟ فإذا أجاب ستنالون مني ردًا على سؤالكم..
أنا الجسد الميت.. أنا القلب المجروح.. بل أنا المعذبه لروحي الغائبه..
فمتى ستعود روحي؟ ويحن قدري بعودة توأم روحي..؟

هل مازالت قادرًا على سردي بين سطورگ؟
ام توقف القلم حزنا على ما صار؟ 
هل مازالت ساكنه بداخل حروفگ؟
هل مازالت قادرا على احياء احرفي من جديد حتى اكتبگ...؟!
هل.. هل.. هل...
كم سؤال اتسائلة وانت لم تجيب.. ؟!
ولكني بكل صدق اناجيگ، واعزف على ناي الحزين انشوده فقد وحرمان، لعل صوت صداها يصل إليگ وتعلم بمدى شوقي وحنيني إليگ...
لماذا يا حبيبي اصبح الصمت هو السائد بيننا...؟! 
لغة جديدة صارت هي منهجنا، وتفوقنا فيها بدرجة امتياز...

ظل قلبه يردد ويردد حروفها المرسله، توقف لما صرخ ياسر وقال بصوت عالي وهو بيضرب قلبه زي ما يكون عايز يوقفه لانه حبها: بس بس كفاية مش عايز افتكر، كفايه عذاب ولوم وعتاب، انت السبب.. انت اللي خنتني وعشقتها، ليه دلوقتي عايزني احن واسامح، سبني في حالي، انا اخدت نصيبي من العذاب والألم، لازم ابعد واهرب منك يا قلبي، القرب منها نار، والبعد عنها جحيم .. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

وصلت جهاد بالعربيه اللي اخدتها لمستشفى سليم واتصلت بيه، وصوتها حزين وواضح انها كانت بتعيط، واول ما رد قالت: آسفه يا دكتور سليم اني بتصل دلوقتي ومعاد الزيارة خلص، بس انا محتاجة اتكلم مع شادية اوي. 
سليم بتفهم: ادخلي يا جهاد ولو حد سألك قوليله انك تبعي، انا عند شادية. 

قفلت معاه وراحت لاوضتة شادية، لما قفل معاها سألته شادية بخضة عليها: مالها جهاد؟ 
سليم مد شفايفه السفليه للامام: مش عارف، بس صوتها زعلان اوي وشكلها كانت بتعيط. 
شادية بحزن: اكيد ياسر السبب، شكل اللي اتفقنا عليه قرب ننفذه ياسليم. 
سليم بهدوء: نامي وارتاحي، وهتعرفي حصل إيه، ولما تمشي نتكلم. 

وبمجرد انها ادعت النوم، دخلت جهاد من غير اي كلام، قعدت جنبها، وانسحب سليم بعد ما سلم عليها، فضلت ساكته جهاد، وصوت شهقاتها بس هو اللي خارج، شادية كانت هتتجنن نفسها تفتح عيونها وتاخدها في حضنها وتطبطب عليها زي ما بتعمل معاها دايما، اخيرا اتكلمت جهاد: شوفتي يا شوشو اللي عمله ابنك، خلاص بقيت مش فارقة معاه، تخيلي كتب مشهد رومانسي، وكان عايز يخليني امثله، ولما سألته هتقدر تشوفني في حضن واحد، يقولي انا مش وصي عليكي وانتي حره؟! 
شوفتي بعد كل اللي عملته يقولي كده؟ 
طب ازاي يا شوشو، وانا حفظت طول عمري ان حضني ده ميكنش ملك غير اللي قلبي دقله، شفايفي زي المحراب مقدسه، محدش يلمسها غير حبيبي وبس. 
بقيت مش فارقة معاه، بس هو لسه فارق معايا.. لسه حبه بيجري في دمي، كان نفسي اصرخ فيه واقوله حضني ده ملكك انت وبس، وعمر ما في راجل ما هيلمس شفايفي غيرك انت... قابلت كتير وقليل وعمر ما قلبي دق لغيره هو وبس، مكنتش عارفه انه كان شايله كل الحب ده ليه هو وبس، طول عمري ليا مواصفات خاصة لحبيبي، ولما عيني شافته كل يوم عن اللي قبله اتعلق بيه، وبقيت مش قادره على فراقه وبعده عني، آآآه ياشوشو على وجع قلبي منه وعليه، آآآآه لو يعرف انا بحبه اد إيه ومشتاقله اد ايه؛ مكنش عمل ولا عاملني بالشكل ده ابدا، كان جري واخدني في حضنه ويطيب كل اوجاعي، وبدأنا في كتابه اول سطور حكايتنا، لكن للاسف لا عمره عرف، ولا عايز يفهم. 

هنا عند اللحظة دي اخدت نفسها جامد ومسحت بكف اديها دموعها اللي مش عايزة تقف، وقالت بصوت مبحوح مخنوق: انا محتجاكِ اوي ياشوشو، محتاجة لحضنك.. لصوتك وانتي بتواسيني على قسوة قلبه عليا.. فوقي بقى، انا حاسه اني وصلت لنهاية الطريق معاه.. ياسر هدم النهارده اخر جسر كان ممكن يوصلنا لشط الأمان.. 

كانت بتتكلم بدموع عينيها، بكت كتير، وفي لحظة مسحت الدموع دي بقوة وقالت بنبره حزينة وبقرار قاطع لا مفر منه: خلاص اظاهر فصل النهاية نزل النهارده، والستاره نزلت مع كلمه النهاية، حبي له لازم.. لازم اقتله جوايا وادفنه، مش هضيع عمري في الجري وراه، وهو يتبغدد عليا ويرفضه، انا اه غلطت؛ بس اتآسفت بدل المره الف، وهو قاسي القلب، انا هبعد سامحيني الايام دي، هحاول اطيب جروحي بأيدي، يمكن تطيب واقدر ارجع تاني جهاد القوية اللي لو شافته هتقدر تواجهه من غير ما تضعف، من غير عينها ما تترجاه انه يقرب، لكن دلوقتي انا في قمة الضعف والاحتياج له، انا هسيبك وهسأل عنك دايما حبيبتي. 

سليم كان واقف بره، ولما قفل الباب ولسه هيروح لمكتبه، لمح ياسر جاي وكان عايز يدخل، وقفه وبلغه ان جهاد جوه، وقف متسمر في مكانه زي الشجرة العتيقه جذورها مغروسه في الأرض، ومفيش قوه قادره تهزها او تحركها سمع صوتها العالي، وصوت شهقاتها، قلبه غصب عنه وجعه اوي، كان نفسه يفتح الباب اللي واقف حاجز بينه وبينها، وينسى كل اللي فات، وخوفه من كلام الناس، ويكسر اي حاجة تقف سد ما بينهم؛ لكنه فضل واقف ساكت، متحسر على حالهم وبس. 
شاف حركة اوكره الباب هتتفتح، جري بسرعة يستخبى عشان العين متجيش في العين. 
مشيت جهاد بكل الوجع اللي جواها مش عارفه تروح فين، فضلت ماشية ورجليها موديها لطريق مش عارفه نهايته هتكون فين. 

سليم راح لياسر اللي حالته كانت صعبه وحزين عليها، اخده على مكتبه، حالة من الاستسلام عجيبه لم يشاهدها سليم قبل كده، وبمجرد ما قعدوا قصاد بعض، اتنحنح سليم وقال بقوة: فوقان شادية متوقف عليك انت يا ياسر، ايوة متستغربش كده، انت اللي في إيدك ترجعها؛ شادية رافضه الرجوع للحياة طول ما انت مش عارف تاخد قرار في حياتك، وتنفذ وصيتها، وكلام جهاد ليها ده رجعنا لنقطة الصفر، وهتعاند اكتر، انا بترجاك انك ترجع لينا شادية من تاني، انا وانت مفيش حد اكتر مننا عايزنها ومحتاجنها، انت متأكد من حب شادية لجهاد، وانها دلوقتي حاسه بعذابها وزعلها منك، القرار بقى عندك، خد قرارك ويارب تاخده قبل ما يفوت الأوان. 

قال سليم كلامه وسابه وخرج في متاهه صعب الخروج منها، حط ياسر ايده على عينه وسند بكوعه على المكتب وغمضها بحزن شديد، وفضل يردد كلامه ويفكر فيه... 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

طول اليوم شيراز قلقانه على جهاد، خصوصا انها متصلتش بيها خالص، جربت تكلمها تاني، ردت عليها فسألتها: انتي فين من الصبح هتجنن عليكي ياجوجو؟ 
ردت بصوت مبحوح: اليوم كان طويل اوي ومليان احداث، صورت اخر مشهد في العين السخنه، ودلوقتي انا قاعده على النيل. 
شيراز بتعجب: العين السخنه؟ 
غريبة دي، ايه اللي وداكوا هناك؟ 
لا اظاهر الموضوع كبير، خدي تاكسي وتعالي فورا، انا مستنياكي حبيبتي متتاخريش. 

حاولت ترفض لكن شيراز صممت، قفلت معاها وقامت تروحلها، وبعد وقت مش كتير وصلت واول ما دخلت عليها وشافتها شيراز بالحاله دي، قامت من على سريرها وضمتها بحب وسألتها عن السبب، قعدت وحكت كل حاجة وفتحت قلبها للمره الاولى ليها، فضلت تسمعها بتركيز شديد، ولما خلصت قالت بغضب شديد: والله ده انسان بارد، وانا لو من مكانك كنت حرقة دمه ومثلت المشهد واتقنته جامد؛ عشان احرق قلبه واعلمه الادب. 
اتنهدت جهاد بوجع: مكدبش عليكي فكرت فعلا اعمل كده، بس عقلي فوقني وفكرني بمدأي والرسالة اللي بؤمن بيها طول عمري، رفضت وبقوة وصممت انه يغيره. 
سكتت ومسحت دموعها وسألتها: سيبك مني وقوليلي بقى مش كفاية دلع، هتنزلي الشغل امتى؟ 
شيراز بنظرة عين بتلمع جاوبت: من بكره ان شاء الله، كفاية بقى لحد كده. 
سكتت وكلمت نفسها : لازم نصفي الحسابات المتعلقه. 
جهاد بابتسامة: ايوة بقى هو ده الكلام المظبوظ، والمشاهد اللي فاضية مش كتير، ممكن يومين ثلاثة. 
شيراز بتأكيد: مش مهم تاخد زي ما تاخد، كله بيخلص يا جوجو، تعالي ننزل نتعشى وبعدين ننام.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

فضل ياسر يفكر كتير في كلام سليم، وبعدما ملقاش حل يوصله قام راح لمنبع حنانه واللي دايما بتعرف ترسيه لبر الأمان، دخل شايل هموم الدنيا فوق كتافه، قعد قصادها على الكرسي، مسك كفها وباسه وقالها بعيون مليانه حزن وندم: انا تعبان اوي يا ماما، لا عارف اخد قرار، ولا قادر اقرب منها؛ كل اللي بعمله كل ما بتحاول معايا ببعد عنها اميال.. انا سمعت كل كلامها، مهما اوصفلك عذابي وحيرتي مش هيكفي ليالي وسنين احكي، فوقي وانتشليني من النار اللي بتحرق فيا ومفيش ايد بتحاول تساعدني.. 
انا للمره الأولى بعترف ان حبها ملكني، وطيفها طول الوقت محاوطني، بس مش قادر اتجاوز اللي عملته فيا.. مش قادر يا ماما مش قادر.. قوليلي اعمل ايه، واتصرف ازاي؟ 

كانت بتسمعه ووصلت لقمه الانهيار والوجع، دموعها نزلت وخانتها المره دي وفرت منها، ضمت اديها المتشبكه في ايده، رفع وشه يبصلها، لاحظ دموعها، صرخ وقال بفرحة: ماما انتي حاسة بيا، فتحي عيونك ونوري شمس حياتي اللي انطفت من يوم ما بعت عنك، وغلاوة ياسر عندك ارجعيلي. 

فتحت شادية عيونها، والدنيا مسعتش ياسر اللي الفرحة اتطايرت من عينه، وضمها بكل الشوق اللي جواه، وفضل يبوس في كل حته في وشها، واعتذر كتير على كل ثانية بعد فيها، لحد ما قرب منه سليم وقال: مش كفاية بقى وبوس واحضان، وتسبهالي شوية اباركلها على رجوعها لينا. 
ابتسم ياسر وقام وحضنها سليم وعاشت لحظات جميلة بينهم، وفضلوا يتكلموا ويحكوا كتير. 
ياسر اقترح انهم يعيشوا الفترة دي معاه في الفيلا بتاعه وسليم رحب ومرضاش يمانع، وخرجت شادية ونورت الفيلا، واخيرا استقرت وفضلت متتكلمش عن جهاد حاليا، وتستني بكره. 

يوم جديد وشمس اشرقت نورت بنورها على حياة ابطالنا، اتصلت شادية بجهاد فرحت جدا لما سمعت صوتها، طلبت انها تقابلها، بس لما عرفت انها قاعده عند ياسر الامر بقى صعب، لكن وعدتها انه لو راح التصوير هتكلمها ويتقابلوا. 
سليم اخد اجازة عشان ميسبش شادية ولا دقيقة. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

صحيت شيراز بدري وسابت جهاد نايمة مرتاحه، وكتبت ليها رسالة انها راحت التصوير، واول ما وصلت الكل اتجمع حواليها واطمن على صحتها، قربت مجدي ورسمت إبتسامه على شفايفها المصبوغة باللون الأحمر الداكن، وسلمت عليه وقالتله بدلع وعتاب: كده برضو يا ميجو متسألش عليا طول الفتره اللي فاتت دي، واكتفيت بس بالورد اللي بعته؟ 
مجدي بتوتر بيحاول يدارية: حمدلله على سلامتك يا شيري، غصب عني انتي اكيد مقدرة التصوير واني طول الوقت بصور ومش فاضي، المهم هتقدري تكملي تصوير باقي مشاهدك الناقصة، ولا لسه محتاجة ترتاحي اكتر؟
شيراز بحماس شديد: هصور طبعا، انا وحشتني الوقوف قدام الكاميرا جدا، هدخل اوضتي اراجع المشهد، وبعدين خلي الكوافير يدخل. 

مجدي بجدية بلغها المشاهد اللي هتتصور وهي ابتسمت له وراحت لاوضتها عشان تراجعهم، وجواها نفسها تخلصهم كلهم في اقرب وقت عشان تنفذ اللي نوت عليه، ومش هتتنازل عنه مهما حصل. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

ياسر قاعد على منصة السفرة والابتسامه المشرقة منوره وشه، حس ان السعادة رجعت تاني تدق قلبه من جديد برجوع أغلى انسانه لقلبه، عيونه بتبصلها بحب، ايده متشبكة في اديها زي الطفل الصغير اللي خايف امه تفارقه وتسيبه، سليم سعيد انه رجعت له تنور حياته من جديد، شادية شايفة كل نظرات الحب في عيونهم، لسانها مش عارف يعبر عن سعادتها اللي تفوق سعادتهم بكتير، اخدت نفس عميق وقالت: انا بشكركم اوي على كل الحب اللي شيفاه في عيونكم، وفعلا محظوظة بوجودكم في حياتي، ربنا ميحرمنيش منكوا ابدا يارب. 
قاطعها ياسر بسرعة ورد وهو بيوس كفها: انا اللي محظوظ ان ربنا عوضني بيكي يا ماما، انا بحبك اوي ومقدرش استغنى عنك يوم واحد. 
استغلت شادية الفرصة وقالت بترجي وحب: طب لو حقيقي بتحبني زي ما بتقول، ادي لجهاد فرصة ثانية، حاول تسامح وتنسى وابدأ معاها صفحه جديده لحياة جديده، انا لولا اني واثقة في حبها مكنتش طلبت منك ده. 
ياسر اتغيرت ملامحه للحزن، بلع ريقه ورد: عشان خاطرك هحاول يا ماما، بس ساعدني. 
تهللت ابتسامة شادية وردت بسعادة: حبيبي يا ياسو، متقلقش امك في ظهرك. 
سليم بنبرة غيرة قال: طب ممكن نفطر، وبعدين نقعد نخطط ونشوف هنعمل ايه في المشكلة دي؟ 

بداوا في تناول الفطار، وشادية مكنتش بتلاحق تمد اديها وتاكل، فكانت ادين ياسر وسليم بتسبقها عشان تأكلها، حست ان السعادة اللي عيشاها معاهم تساوي الدنيا كلها، ومهما كان اللي خسرته، فهما احلى عوض ليها. 
وبعد شوية خلصوا وقعدوا يشربوا القهوة في الريسبشن، فكر سليم وقال: ايه رايك يا ياسر نعمل حفلة كبيرة ونحتفل كلنا بشفاء شادية، ونعزم فيها ابطال فيلمك الجديد؟ 
شادية باعجاب: فكرة حلوة جدا، وهي فرصة يا ياسر تتقابلوا وتحلوا كل حاجة بينكوا. 
ياسر بخوف: تفتكري ممكن توافق تيجي بعد الكلام اللي سمعته منها آخر مره؟ 
سليم بتأكيد: هتوافق طبعا، دي تتمنى منك بس كلمه حلوة. 
شادية طبطبت على رجله وقالت: متقلقش يا حبيبي، قبل اي حاجة هتصل بيها وانا هكلمها. 
ياسر بعدم اطمئنان: ربنا يفعل الصالح يا ماما. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

مشهد ورا مشهد بدون اي راحة او تعب، استمرت في العمل شيراز لساعات كتير بدون اي ملل، واخيرا انجزت مشاهدها اللي اعجب بيهم جدا مجدي، وخلصت  وقعدت رمت نفسها على اقرب كرسي، قرب منها مجدي وسألها: تحبي نروح نتعشى في اي مكان تحبيه؟ 
شيراز بخبث: ياريت، ونعوض الايام اللي فاتت. 
مجدي بعيون بتلمع: انتي متأكده انك عايزة تكملي؟ 
شيراز قامت ولفت اديها حوالين رقبته وردت بدلع: هو انا ممكن الاقي زيك ياميجو، احنا بس هنحتاج لوقت ننسى فيه اللي حصل، ونتخطاه. 
مجدي رد وهو بيبوسها من خدها: خدي وقتك زي ما انتي عايزاه، بس اوعي تطولي عليا. 
شيراز بمكر: والله البركة فيك يا ميجو، انت اللي هتخليني انسى كل اللي حصل وارميه ورا ظهري. 
مجدي بثقة: وانا كفيل اني امحيه من ذاكرتك يا شيري، يالا ياروحي غيري هدومك وهسهرك سهره متحلميش بيها. 
شيراز بابتسامة صفره : حالا يا روح قلب شيري. 
ولمجرد ما التفتت واديته ظهرها، تحولت نظرتها لنيران قايدة تكاد انها تحرقة عن بعد، لكنها صبرت قلبها وهدته ان النهاية حتما هتكون قريب. 
غيرت هدومها وخرجت له وهي بتجاهد نفسها انها تتقن دورها لاخر لحظة، راحوا يسهروا ويتعشوا، وبعدين رقصوا سوا والسهرة طولت لحد الفجر، حاول مجدي ياخدها معاه شقته لكنها رفضت بحجة ان الجرح لسه مطابش، وصلها الفيلا واول ما دخلت سألت عن جهاد وبلغتها الدادا: صحيت متأخر، وبعدين اخدت شنطتها ومشيت من غير ما تقولي هتروح فين؟ 
شيراز بغضب: يعني ايه مقالتش، انا اتصلت بيها كتير وهي لسه فونها مغلق ومش عارفه اوصلها يا دادا. 
الدادا وهي بضمها: استهدي بالله يا بنتي، تلاقيها بس سافرت تغير جو يومين وترجع. 
شيراز بتمني: يارب يا دادا يارب، انتي متتخيليش جهاد بقت ايه بالنسبه ليا. 
سابتها وطلعت اوضتها، وقعدت ترتب افكارها هتعمل ايه في الخطوة الجاية؟ 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
ياسر سهران وفي ايدة الفون وبيجرب يتصل بيها للمره الألف وبرضو تليفونها مقفول، ومحدش عارف يوصل ليها، قلقه وخوفه عليها زاد، حس ان غيابها ده وراه ألم ووجع هو سببه، كان زي الاسد المحبوس في عرينه، اللي اخده منه وليفته، ومكتفينه ومش قادر يواجه ولا ياخد  منهم حبيبته، قلب في الرسايل اللي بعتتهاله، وفضل يقرأها كتير، وجت عينه على الرسالة دي ودمعت من كتر ما حسها ووجعته... 

أشعر بالحنين الشديد إليگ، يامن هاجرت حبي وغرامي، وزدت من لوعة اشتياقي.. 
الا يكفي غياب وبعد عن عيناي..!!
الا ترحم قلب ذاب من نيران الأشواق ..!!
حبيبي مازالت أحيا في خيالي، وواقعي معك، انتظر لحظة قربك، لحظة ضم يداك لاناملي.
لقد سئمت من متاهتي التي مازالت في داخل اعماقها أتوه؛ بحثاً عنك ياتوأم روحي، ولم أجدك، ومازال البحث مستمراً، أتنفسك، وعبق رحيقك مازال يسري داخل انفي استنشقه، أحيا على ذكرياتي معك، وايامي القليلة التي كنت بمرافقتگ، وبين احضانك أنعم، وآهات نبض قلبي تنبض بحروف أسمك الغالية، يارجلاً اهيم به عشقاً لا تستطيع أقلامي توصف مدى حبي له، لكنه قلبه يعلن علي العصيان والتحدي، وأنا على عهدي باقيه، ولا يفرقنا عن بعضنا أي بعد او فراق، لان الذي بيننا اقوى بكل كلمات العشق التي تسرد او تقال.

أرحم دموع الندم التي سالت من مقلتي ؟! 
الم تشتاق مثلي لوجودي بجوارك كما مضى؟! 
الم تتذكر ايامنا سويًا؟! 
الم تشفع كل مناجاتي لك، وتحنن فؤادك وتجعله يدق من جديد ويسامح ويغفر خطأ لم اقصده؟! 
اشتاقكك في كل لحظة، ولن ييأس قلبي عن طلب المسامحه والصفح عني، مهما تلقيت منك عناد وقسوة، سيظل الامل يسري داخل شريان قلبي مثلما انت تسكن وتسير بداخله حبيبي.. 
احبگ واهواگ وقلبي يصرخ مطالبًا لرؤياگ.. 

توقف عن القراية وحس بوجع قلبه، وعاتب نفسه ازاي محنش ليها بعد كل الكلام والاعتذارات دي كلها، ازاي كان قاسي اوي معاها للدرجة دي؟ وفضل هو المره دي اللي يصرخ معلن عن حبه: انا اللي بحبك وبهواكي، وعمر ما هويت ولا حبيت غيرك انتي يا ماكرتي، انتي فين وروحتي فين بس يا مرزوقتي؟ 
هرجعك مهما حاولتي تبعدي عني، حبي هيرجعك، مهما بعدت بينا المسافات والاميال، هترجعي لحضني تاني اكيد. 

جهاد عرفت تدخل ازاي من بابه، استخدمت القلم واجادت العزف والرسم بكلماتها وحاورته بنفس اللغه اللي بيتقنها؛ فوصلت حروفها لاوتار قلبه وخلته يحن اخيرا .. 
 

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent