Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الخامس والثلاثون 

عماد بسعادة: يعني خلاص هنتمم جوازنا؟ 

شروق باعتراض قالت: طبعا لأ. 
عماد بصدمه قال: لأ ازاي تقولي كده؟ 
شروق بتوضيح قالت: يا عماد افهمني بس، انا اقصد اننا مش هتمم جوازنا ونرجع لبعض غير في شقتنا، مش هنغلط نفس الغلط تاني. 

جت انهار ومامتها يشاركوهم في الكلام ورد عماد بحزن: بس شقتنا لسه بدري عليها ما تخلص. 
شروق بتصميم: ده طلبي يا عماد ومش هتنازل عنه، مش هنبدأ حياتنا غير في شقتنا، ومش هنقعد لا عند امي ولا عند خالتو، هبدأ المرة دي صح ومش هنستعجل، مش هنكرر الغلط تاني يا عماد، القرار قرارك والكورة في ملعبك.
عماد بصلها بقلة حيلة واتنهد وقال: اللي تشوفيه يا شروق، وربنا يصبرني على بعدك، المهم دلوقتي اردك لعصمتي تاني، انا مقدرتش اطلقك رسمي، ننزل عند مأذون ويقولنا نعمل إيه ؟ 

اطلقت انهار زغروطة من قلبها، وبعدها حضنتهم وباركت رجوعهم من تاني، بصلها عماد وشكرها انها ردت روحه من تاني. 
وبعد التهاني والمباركات، قالت شروق بتحذير له: هنبدأ على نور ياعماد، دي هتكون اخر فرصة لينا، اوعى تخذلني مره تانية، واياك ترجع للطريق اللي استسلمت ليه ورميت نفسك جواه، ساعتها هتكون النهاية بجد ياعماد. 
عماد بصدق قال: عمري ما هيضيعها تاني يا شروق، همسك بايدي وسناني في اخر فرصة جمعتنا سوا، والطريق ده كان ضعف مني رجلي انغرزت فيه  وبدال ما الجأ لربنا استسلمت لطريق الشيطان، انا هفضل طول عمري استغفر ربنا واطلب منه العفو واشكره انه رجعك ليا من تاني. 
شروق بسعادة: الحمدلله ان الازمه عدت، اتعذبنا اه، بس يمكن ربنا عمل كده عشان نبدأ حياتنا صح وعلى نور. 
كانت انهار السعادة اللي ملت قلبها لجمت لسانها انه يتكلم، بس الفرحه كانت باينه و واضحه على وشها، قعدت شروق وامها شوية وبعدين نزل عماد يوصلهم، وقبل ما تروح بيتها عدى على مأذون يستفسر منه،  
وقاله أنه أجمع أهل العلم على أن غير المدخول بها تَبِين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها؛ وذلك لأن الرجعة لا تكون إلا في العدة ولا عدة قبل الدخول لقول الله تعالى في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها"
وتم زواجهم من جديد، خرجوا والفرحة بتتراقص جوه قلب عماد وشروق، واتغير لون الدنيا واتحولت للابيض بعد ما كان سودا في عيونه، وصلها وطلع معاها وقعدوا سوا يتذكروا اصعب ايام مرت عليهم، عشان لما يقفلوا الصفحه دي ويبدأوا حياتهم تكون الصفحه بيضا من غير اي نقط سودا تعكر صفو حبهم. 
* * * * * * * * * * * * * * * * * * 

بعد ما قفل معاها، قعد مسك الكارت تاني يقرأه كأنه بيشوف حروفه لأول مرة، ودخل في حرب طويلة بين عقله وقلبه.

اتصلت شادية بجهاد واول ما ردت عليها قالتلها بغضب: انتي مش هتبطلي غباء واستعجال ابدا.
مرزوقة بعدم فهم ردت: في إيه يا شوشو، عملت ايه؟
شادية بضيق: عملك اسود يا شيخه، انتي مش بتنفذي كلامي ليه؟ مش قولتلك ابعتي الورد ومتبينيش اي حاجة خالص عنك، وهنخليه يفضل يحتار مين اللي بيبعت الورد، انتي ولا حد معجب؟ ويفضل محتار كده كام يوم، وبعدين نبين انك اللي بتبعتي، ليه بقى حضرتك كشفتي كل حاجة من اول بوكيه؟ ليه دايما بتستعجلي وبتنطي الخطوات ومعندكيش صبر انك تطلعي خطوه خطوه السلم؟ اهو موصيني ابلغلك تبطلي تبعتي ورد، وتبطلي اي محاوله معاه. 

جهاد مش قادره توقف دموعها، بعد ما سمعت رد فعله فردت بانهيار بين شهقاتها: مستعجله عشان بحبه ومش قادره على بعده... مستعجله عشان حاسة ان الدنيا واقفه من اخر مرة عيني لمحته وبعد ما طردني من حياته... مستعجله عشان كل ثانية بصبر قلبه واهدي نبضات واقوله اتحمل مسيره قلبه القاسي يرق ويحن عليك .. مستعجله عشان حقيقي مش قادره ابعد عنه لحظة بعد ما كان مالي كل حياتي واتحرمت منه لحظة  بدون اي انزار.. انتي ازاي مش حاسة بيه مع انك مجربه نار البعد والفقد صعبة اد إيه ؟ بس واضح ان قلب ابنك حجر ومش بيلين ابدا.

شادية قلبها وجعها عشانها فغيرت نبره صوتها وقالت: طب بلاش عياط حبيبتي، إذا كانت الخطه أ فشلت، نجرب الخطة ب، وربنا يسترها وتجيب نتيجة معاه.
مرزوقة بنبره امل قالت: تفتكري هتحوق معاه.
شادية بحب: اتفاءلي خير، وكله بمشيئة ربنا هتتحل، المهم بس تنفذي اللي قولتك عليه ومتغيريش اختيارنا.
مرزوقة باستسلام قالت: حاضر ياشوشو، اه الحلقه هتتذاع بكره الساعة ١٠ بليل، اوعي متتفرجيش عليها.
شادية بحماس: طبعا هشوفها، ويارب تكسر الدنيا وتحقق مرادنا.
مرزوقة بحب: يارب ياشوشو، هسيبك دلوقتي عشان استعد للتصوير. 
قفلت معاها وحاولت تنسى اي حاجة وتركز في شغلها وبس الفترة دي، ويارتها قدرت تقاوم امواج حبه العالية، اللي كل شوية تغرق فيها اكتر من اليوم اللي قبله، فضلت كل الذكريات تطاردها وتهجم على رنين دقات قلبها وتخليه يثور عليها ويسرع من نبضاته بمجرد ما افتكرت اسعد لحظاتها الرومانسيه معاه.. لحظة ما قسم قطعة الجمبري واتلامست الشفايف وكانت هتتلحم وتعانق بعضهم .. بمجرد انها افتكرت اللحظة دي قلبها مكنش قادره تسيطر عليه، حطت كفها عليه وهمست له بصوت ضعيف جدا يادوب طالع بالعافية وقالتلة: اهدى يا قلبي، عارفة اني ظلمتك معايا، بلاش تعذبني، كفاية عليا عذابه هو، ساعدني اطيب خاطرك.. انا آسفه اني وجعتك .. لكن مقدرتش محبهوش.. معرفتش ابني سور عالي زي ما كنت ببنيه لكل الناس عشان ميقربوش، جيت قدامه وضعفت؛ حبيته ياقلبي وصاحبك الهلاك .. بمجرد حروف اسمه بتتقال بتقيم عليك العصيان.. استحمل لسه المشوار طويل وياه..
انهت وصله كلامها مع قلبها، ومسحت دموعها اللي مغرقة وشها، وقالت بكل ذرة جواها صرخت واباحت بكل اللي حساه ورددت" بحبك اوووي، وحشتيني فوق ما تتخيل حبيبي"
غمضت عيونها ودعت ربنا يحنن قلبه عليها..

 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
شيراز بتعيش حالة من النشاط الفني معشتهاش قبل كده، دخلت اكتر من فيلم في نفس الوقت، بتصور مع مجدي فيلم، بدأ في تصويره وضاغط كل الفريق عشان ينجزه في مده قياسية، واللي ساعده على كده ان المنتج موفر له كل الامكانيات، مجدي كان بيسابق الوقت عشان يخلصه عقبال ما ياسر يخلص كتابة روايته الجديدة، فحب يصور اكبر عدد من المشاهد الخارجية وينجزها، عشان بعد كده يخلص الداخلي ويفوق لرواية ياسر اللي متحمس ليها جدا بعد ما قرأ ملخصها. 
مجدي كان اد وعده لشيراز، ورشحها لمخرج صديقة كان محتاج لصديقة بطلة فيلمه الجديد، فكانت هي اول المرشحين ومضت معاه اه الدور مكنش كبير، لكن كان مهم ومحوري في القصة، وافقت شيراز وكانت سعيدة جدا ونسيت غيرتها من جهاد وبقت مش بتفكر فيها من اساسه، وكل اللي بيشغلها فنها وبس، وده كان واضح جدا من تركزها في كل المشاهد اللي بتأديها.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

وعدى الليل بسرعة، وبدأ يوم جديد بشمس نهار مشرقة على الجميع، وحياة شادية لا جديد فيها، ادت يومها بعملها الروتيني اليومي، كانت بتعد الساعات عشان تشوف لقاء مرزوقة في البرنامج، وفضلت طول النهار بالها مشغول ازاي تحنن قلب ابنها عليها، واخيرا بعد طول انتظار، 
جه معاد البرنامج ودخلت شادية تتحايل على ياسر يتفرج معاها، لكنه رفض بشدة وطلب منها تخرج وتسيبه لوحده، خرجت وهي زعلانه منه، وكل محاولاته دايما بتفشل، قعدت وشغلت القناة بصوت عالي. 
وظهرت المذيعة المعروفة رانيا الغريب وقالت : أعزائي المشاهدين وتجدد موعدنا مع برنامجكم
"نجوم في سماء الفن" وضيفتنا النهاردة نجمه لمعت بسرعة في سماء الفن، اثبتت قدراتها الفنية، وامكانياتها في اول دور ليها، وحققت نجاح كبير، وكانت محط انظار كل المخرجين والنقاد الفترة اللي فاتت، معانا ومعاكم النجمه المتألقة "جهاد لطفي" اهلا بيكي يافنانة.

وجهت الكاميرا على وجهه جهاد، ابتسمت لها وردت بنبره واثقة وهادية: اهلا بحضرتك استاذة رانيا، واحب اشكرك جدا على المقدمة الجميلة.
المذيعة: تحبي نبدأ منين يا جهاد؟ ولا نقول مرزوقة ؟
جهاد بابتسامة رقيقة ردت: مرزوقة هتفضل جوايا وغالية عندي جدا، مهما عملت اعمال، فهتفضل هي في مكانه تانية ومفيش منافس هينافسها جوايا.
المذيعة: للدرجة دي؟ هل ده يعود لفضل الكاتب في رسم الشخصية، ولا عشان اول عمل؟

جهاد الكاميرا مركزه على عيونها جدا وهي ردت: بصراحة السبب الرئيسي طبعا هو كتابة المؤلف المبدع استاذ ياسر، اللي من مكاني هنا بقدم له تحياتي وبشكره على كل حاجة قدمهالي.. وكل نصيحة قالها هتكون دايما في عقلي، وعمري ما هنسى فضله عليا. 
والسبب الثاني هو اني كان نفسي أدي دور فلاحة مصرية، اتحديت نفسي وتعبت اوي عشان اعرف اتقمص الدور واجيد اللهجة بطريقة صحيحة.
المذيعة: هنعرف ايه الحكاية وكل التفاصيل بعد الفاصل الاعلاني، انتظروني لنتعرف على كل الاسرار اللي هنقولها للمرة الأولى في برنامجكم نجوم في سماء الفن.

شادية كانت قاصدة تعلي صوت التلفزيون عشان يسمع كلامها له غصب عنه، وبالفعل ساب قلمه وركز مع كل حرف قالته، كان نفسه يكون عنده الشجاعة والقوة يقوم من مكانه ويبص عليها نظرة واحده تطفي من شوقه ليها، لكنه فضل قاعد زي ما يكون اتلزق فوق الكرسي ومش قادر يقوم، واكتفى بس انه سمع صوتها، اتأكد انه كان بيكذب طول الوقت على روحه، انها مش وحشاه، ولما سمعها عرف حجم وحشته اد إيه، وانه بيتعذب كل دقيقة وهي مش قصاد عيونه..
فاق على صوت المذيعة بتستأنف اللقاء وبتقول: ورجعنا مع ضيفتنا الجميلة جهاد، واحب اسألك عرفينا بنفسك، وازاي عرفتي تقنعي المؤلف ياسر والمخرج مجدي الالفي بموهبتك؟

جهاد نبرة صوتها اتغيرت، حست ان السؤال ده قلب عليها كل المواجع من تاني، خدت نفس وردت عليها وحكت كل حكايتها من اول ما كانت في أمريكا وحلمها انها تكون ممثلة، لحد اللحظة اللي هي فيها، كان بيسمعها ومحسش بالنار اللي جواها، وحس بس بجرحه منها، حط ايده على ودانه عشان ميسمعش ولا كلمه، لكن مهما يحاول صوتها بيرن جواه وبيتردد في ودنه، خلصت كلامها واثنت عليها المذيعة واعجبت بيها، وتوالت الاسئلة والمداخلات من الجمهور اللي كلها كانت إيجابية، لحد ما فاجأتها المذيعة بتقولها: طبعا إحنا عرفنا من مصادرنا الخاصة ان عندك موهبه مع التمثيل وهي الغناء، وده ظهر لما غنيتي في الفيلم وصوتك لفت اتنباه المشاهدين وخرجوا من الفيلم بيغنوا نفس الاغنيه بطريقتك.
جهاد باحراج ردت: لا ابدا والله انا بس مؤدية مش اكتر.
المذيعة: بلاش تواضع، لو طلبت منك تغني أغنية من اختيارك، هتختاري مين؟ وهتهديها لمين؟
جهاد وعيونها بتلمع من الحب والاشتياق ردت: اختار إلا أنت، للفنانة نجاة.
المذيعة بفضول: وهتهديها لمين؟
جهاد الدموع لمعت وبتهدد بالنزول ردت ببحه مكتومه: ممكن مجاوبش.

احترمت المذيعة ردها وبدأت جهاد تقول كلمات الاغنية بكل احساس جواها، والمخرج مركز على عيونها اللي بتحاول تتداري دموعها اللي نازله لما قالت...

إلا إنت
فيها ايه الدنيا دية ... إلا انت؟
كل غالي يهون علي ... إلا انت
وابتساماتي وآهاتي منك انت ...
واللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت؟
               
كانت عينيها هايمه، شارده بعيد عند اللي قلبه من حجر مش عايز يلين، لكنه سابح جوه بحور دمعها ..

طول مانت جنبي روحي وقلبي
في دنيا تانية ملهاش وجود
وإن غبت عني ... أحس اني لا ليا دنيا ولا وجود
إيه حياتي كلها من غيرك انت ؟
ذكرياتي فيها ايه حلو إلا انت؟
إلا انت...

عقلها وقلبها اتحدوا مع بعض ورسموا ليها كل ذكرياتها معاه، خصوصا اخر مشاهدهم مع بعض ..

و اللي بسهر له ليلاتي برضه انت
 واللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت؟

ادت الكلمات بمنتهى الاحساس، تايهه في اجمل لحظاتها معاه، كل حرف كان خارج من جوه قلبها، نفسها يكون قدامها وتقوله وتعترفله اد ايه هو غالي عندها، وتبيع الدنيا كلها في سبيل نظره حب تشوفها تاني وتلمحها في عيونه، طول ما كانت بتغني عيونها دايما مغمضة خايفة تخونها دموعها ويفضحها شوقها ليه ويبان المستخبي، واول ما خلصت مسحت بطرف منديلها دمعه غافلتها ودقت على رموشها فتحلتها ونزلت في غفله منها، صقفت ليها المذيعة بحراره وقالت: الله يا نجمة اداءك مليان احساس، نقول بكل ثقة ننتظرك في طرح البوم في الاسواق قريب؟
جهاد بنفي قاطع: لا خالص، انا مش مؤهله للموضوع ده نهائي ومش بفكر فيه على الاطلاق.
المذيعة: اللقاء معاكي ممتع جدا، لكن في نهاية لقاءنا نحب نشكر نجمتنا الوجه الجديد الصاعد جهاد ونتمنى ليها مزيد من الأعمال الفنية ودوام النجاح.

واول ما خلصت البرنامج قفلت شادية التلفزيون ومشيت روحت لفيلتها من غير ما تسلم على ياسر، عشان تحسسه انها زعلانه منه.

اتصل مجدي على ياسر واول ما رد سأله مجدي: تابعت حلقة جهاد في التلفزيون يا ياسر؟
ياسر ببرود مصطنع: مين جهاد دي؟ انا معرفش حد بالاسم ده؟

مجدي بغيظ من مقاوحته: مرزوقة يا ياسر، بلاش تستهبل.
ياسر على وضعه رد: وتكون مين مرزوقة دي عشان اضيع وقتي الثمين واتفرج عليها.
مجدي بضيق: اقولك هي مين ومتزعلش، ولا تزعل، بس هقولك وأجرى على ربنا؛ مرزوقة دي اللي انت دايب في حبها... مرزوقة اللي بتتعذب عشان بعيده عنك.. مرزوقة اللي مش عارف لا تنام ولا تاكل ولا تفكر في شيء غيرها... مرزوقة اللي طيفها حواليك في كل مكان ومش قادر تمحيه، تحب اقول كمان ولا كفاية كده.
ياسر بحده وغضب رد: بزياده يا مجدي كفاية، لو لسه باقي على اللي بينا وعايز تحافظ عليه متجبش سيرتها تاني.
مجدي بزعل قال: انا عشان باقي عليك وبحبك اتكلمت، انا بعتلك مقطع لا يتعدي الدقيقه اتفرج عليها واحكم بنفسك.
ياسر بحزن قال: مهما يكن اللي فيه، خلينا نتفق انها ممثله مكاره وشاطرة عرفت تخدعنا كويس، ومش بعيد اي كلام هتقوله او تتصرفه هيكون نابع من انها عايزة تخدعني تاني، وتلبسني العمه مره تانية.
مجدي بحده وغضب زعق وقال: حرام عليك يا أخي، انت مش ترحم ليه، هو انا غشيم عشان معرفش افرق بين التمثيل الحقيقي والمزيف، وانا بأكدلك انها بتتعذب وبتحبك، فليه تعذبوا بعض ؟!

ياسر عايز ينهي الحديث معاه فرد: مجدي ارجوك اقفل على الموضوع ده، واقفل دلوقتي عشان مش قادر اتكلم.

قفل معاه والغضب اتملك منه، فضل مركز للفيديو اللي بعته، وطرف صوباعه بيقرب وبيعد مش عايز يفتحه، وفي نفس اللحظة عايز يشوفها، قلبه في الآخر انتصر وفتحه، واول ما ظهرت قدامه، حس اد ايه هي وحشاه لدرجة فاقت كل تصوراته، قلبه ببدق ليها بسرعة رهيبه، كبر الشاشة عشان تظهر بصوره اوضح، دقق في كل تفاصيلها، وشها اللي مليان حزن زيه، بسمتها اللي بترسمها بالعافية، حتى فستانها اختارته اسود عشان يظهر مدى الحزن اللي جواها، سمع صوتها وعاش مع احساسها، قلبه وجعه، لمح الدمعه اللي مسحتها، بدون ما يشعر مد صوباعه يشاركها في مسحها، قلبه وجعه عليها، رجع ظهره لورا وفضل يفكره عقله وينبه ويقوله على كل اللي حصل منها من خداع وكذب، لقى نفسه منزل حاله على الواتس يرد عليها بطريقة غير مباشرة من مقطع صوتي لاغنية ام كلثوم وهو متأكد انها هتشوفها، وكانت بتقول فيها..

بيني وبينك هجر وغدر وجرح في قلبي داريته.. 
بيني وبينك ليل وفراق وطريق إنت اللي بديته

تفيد بإيه، إيه، إيه يا ندم، يا ندم، يا ندم
وتعمل إيه، إيه يا عتاب

طالت ليالي، ليالي، ليالي الألم
طالت ليالي، ليالي، ليالي الألم
واتفرقوا الأحباب واتفرقوا
وكفاية بقى تعذيب وشقى
كفاية بقى تعذيب وشقى
ودموع في فراق ودموع في لقى
تعتب عليّ ليه أنا بإيديّ إيه
تعتب عليّ ليه أنا بإيديّ إيه
أنا بإيديّ إيه، إيه
فات الميعاد فات، فات الميعاد..

داس نشر وقفل تليفونه، وقام عشان يهرب من نفسه ومن التفكير فيها ولو للحظة، ورمى نفسه على سريره وحاول يستدعي النوم وهو كل اللي بيتمناه انه يشوفها في احلامه ولو للحظات.
وفضلت ملامحها وطيفها حواليه بيعاتبوه في كل ثانيه، ورفض سلطان النوم يجافي عيونه..
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

اخيرا بعد طول تفكير في مشكلة عماد، اتوصلت انهار لحل عشان تقربه من شروق، ومهما كان الحل ده صعب عليها قررت انها تنفذه وتقدمه لابنها وهي سعيدة، عملت اتصالها بشخص ما وشرحتله عايزة ايه منه، وهو وعدها انه هينفذ كلامها في اقرب وقت ممكن، اول ما قفلت معاه دعت ربنا انه ييسر الأمور عشان تفرح بأبنها.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
فتحت مرزوقة كل صفحاته زي كل يوم بتابع كل كلمه كتبها او نزلها، فتحت حالة الواتس وسمعت الفيديو، صعبت عليها نفسها ولقت روحها تكتب بدموع العين..

اشعر الآن بالاحتضار، وان قلبي يكاد أن تتوقف نبضاته...
اكاد اسمعها برغم ضعفها تصرخ منادية عليگ تلحق ما تبقى من نزيف آهاتي..
طول الجفا كسرني..
هز كل كياني وجعله فتاتًا دهست تحت اقدامگ.
اشتقتُ لوطني داخل احضانگ، فأقع حينها شهيدة غرامگ...
حرمت منه لوقت لا أعلمه، لكنه طال الوقت ومازال الحرمان قائمًا، وانتظر لحظة الحنين تغمرگ وتجتاحني في أي لحظة...
عود لي ولا تحرمني منگ حبيبي... 
لا تحرم قلب احيا مع نبضات قلبگ فهي الوحيدة القادرة على بقائي على قيد الحياة...

ضغطت على ارسال، ثواني وجاء صوت الأشعار يرن؛ فتح ياسر عينه ومسك التليفون وقرأ كلماتها، فكان ابلغ رد منه انه عمل لها بلوك من كل وسائل التواصل الاجتماعي، عشان يقطع اي خط ممكن تعرف تتواصل معاه عن طريقة، قرر ونفذ حكم الاع،دام فيها بالبطئ، واول ما شافت رده القاسي، بكت بحرقة وصرخت وقالت: ليه كده يا ياسر.. ليه طلعت بالقسوة دي؟
مهما كان غلطي، ليه تتدب،حني بسلاح قسوتك ومترحمش حبي ودموعي ؟
وفضلت تبكي على حالها معاه.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

نام ياسر وقلبه وروحه بيلوموا فيه، ولما صحي محسش بالوقت، نام كتير برغم انه كان نوم متقطع، بس محسش انه اتأخر، واستغرب ان امه مصحتهوش لحد دلوقتي، اخد شور ونزل واول ما شاف هنية سألها عن امه وردت قالت: ستي شادية لسه مجاتش يا سي ياسر.
استغرب وقلق ياسر واتصل بيها، خاف انها تكون زعلانه منه، مردتش عليه، جرب تاني وردت بصوت نعسان وقالت: صباح الخير ياحبيبي، معلش راحت عليا نومه.
ياسر بقلق: انتي كويسه يا حبيبتي؟
شادية بمجرد ما قامت من على السرير، حست بدوخه وزغلله، فردت قبل ما التليفون يقع من اديها وقالت: الحقني يا ياسر.

ياترى الأيام هتوصل ياسر ومرزوقة لبر الامان؟
واية اللي حصل لشادية؟
وهل هتقدر انهار تقرب بين ابنها وشروق؟
كل ده واكتر هنعرفه لما تتابعوني في احداث لسه مليانه تشويق واثارة من روايتي المتواضعة..
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent