Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الثالث والثلاثون

وأنتهى اخيرا اليوم بكل احداثة الصعبه على الجميع، ونور الشمس اعلن ضياءه، لكن مع الاشراقة دي كان هناك مفاجأة غير متوقعه قلبت كل الموازين وساءت الاحوال سوء وصعدت الامور بين ياسر ومرزوقة؛ اول ما صحيت من النوم شادية ومسكت تليفونها عشان تتصل بياسر، اتفاجئت بالدنيا مقلوبه في السوشال ميديا... مفيش غير خبر واحد متصدر كل الصفحات والجروبات بتتنقله بسرعة غريبه، لدرجة انه اصبح تريند، ومعمول هاشتاج" #العسقلة_الماكرة التي خدعت الكاتب الكبير ياسر يسري الكردي ومثلت عليه حتى تفوز بأداء الدور في فيلمه الجديد" 
"نجاح الوجه الجديد، جهاد لطفي في خديعه الكاتب ياسر يسري لتحقيق حلم طفولتها في التمثيل"
"هل هتستمر العسقلة الماكرة في خطف الانظار لها بعد خداعها للكاتب المبدع ياسر يسري"

وغيره وغيره من الاخبار والمنشتات اللي انتشرت بسرعه الصاروخ، اول ما خلصت قراية، قامت مفروعة وقالت وهي بتلبس هدومها بصوت عالي: يادي المصيبه اللي لا كانت على البال يا ربي، احنا ناقصين فضايح، ياعيني عليك يابني.

قام سليم من منومه مخضوص  بيسألها: في ايه يا شادية على الصبح، الناس بتصبح وتقول يا صباح الخير، مش يا صباح المصايب والندب ده؟
شادية وهي بتلبس الشوز قالت بزعل: كارثة ياسليم.. فضيحة بتهد كل اللي ياسر بناه طول عمره.
سليم بقلة صبر قالها: ما تخلصي حصل ايه تاني؟
شادية بعدم صبر: مش وقته، افتح الاخبار وانت تعرف، انا هروح اطمن على ابني، واكون معاه لما يعرف.
سليم بتسائل: طب هتعملي إيه مع جهاد؟
شادية ضرب كفها على جبهتها عشان افتكرت انها عندها، وقفت وقالت: هروح اشوفها صحيت ولا لسه.

اتحركت عندها، واول جهاد ما شافتها قالت شادية بعتاب: شوفتي نتيجة عدم سمعك للكلام وصلنا لحد فين؟ هديتي حلم حياتك في لحظة ليه ؟ 
رفعت جهاد عيونها الحمرا، ثم نزلتهم من الخجل منها والندم، ومقدرتش تتكلم، لكن شادية المره دي مقدرتش تسكت، وقالت بضيق: عمري ما كنت اتخيل انك بالغباء ده، بدل ما كنتي تصاريحه بينك وبينه وتتأسفي على كدبك؛ تفضحي نفسك وتحطيه في الموقف ده، انتي مش متخيله حالته ازاي، وقلبه مجروح منك اد إيه ؟
ياما قولتلك زعله وحش ومش بيسامح في الكدب، ده حتى انا اخدني بسببك في الرجلين وزعلان مني، شوفي بقى موقفه وتوقعي منه كل شيء .
هنا انهارت تاني جهاد وقامت من على السرير وهي بتبكي بحرقة: مقدرتش اتمالك نفسي لما استفزتني شيراز واقللت مني، انا بشر واتنازلت كتير، ارجوكي متتخليش عني يا شادية، انا دلوقتي مليش حد غيرك، خليني اقابله واشرحله موقفي.
شادية باعتراض ورفض شديد: مستحيل هيرضى ابدا انه يشوفك، خصوصا لما يشوف اللي اتنشر، سبيه الفتره دي يداوي جرحه منك، يمكن يقدر يسامح.
جهاد مسكت اديها وبتتوسل ليها: طب حتى اتصل بيه؟
شادية بحزن: ياجهاد افهمي، ياسر كان هيطلب ايديك امبارح للجواز، وقالي ابلغك انك موتي بالنسبه ليه، سيبه ياخد وقته.
جهاد حست بالفعل ان روحها انسحبت منها في اللحظة اللي عرفت فيها انها انتهت عنده وادفنت، دعت على شيراز من جوه قلبها انها تشرب من نفس الكاس اللي شرباه دلوقتي، وتدوق الحسرة والندم، لانها كانت السبب في تسرعها، ونسيت في ثانيه انها هي اللي مذنبه من البداية، والكدبه الصغيرة اتحولت لاكاذيب كتير، سابتها شادية عشان تمشي، نادت عليها جهاد وطلبت منها تجيب كل حاجاتها هناك، شاورت ليها بالموافقه وراحت تشوف ابنها.
دخلت واول ما فتحت الباب، بصت عليه ملقتهوش موجود، سألت هنية عرفت انه لسه في اوضته، طلعت وخبطت ودخلت، لاقيته فاتح هو كمان الفون وبيقلب فيه، علامات الذهول والصدمه مرسومه على وشه مفيش اي رد فعل غير السكوت، كأن كل الكلام اللي مكتوب ده مش هو المقصود، قعدت شادية جنبه وهزته وقالت: ياسر فوق يا قلبي، اتكلم.. اصرخ.. طلع بركان غضبك، بس متسكتش بالشكل ده؟ حرام عليك انا مش حمل يحصلك حاجة يا بني.

ياسر كان في عالم تاني، مش سامع ولا حاسس بأي حرف بتقوله، ساكت وبس، او بمعنى ادق مش قادر يخرج اللي جواه، فقد شغف الكلام، قفل الفون وحطه على الكودينو جنبه ورجع سند على شباك السرير، وفضل مبحلق في السقف من غير ما يبدي أي رد فعل، شادية هتتجنن عليه، وبعد فشلها انه يتكلم، قامت خرجت واتصلت على سليم، واول ما رد قالت بلهفه وبكا: الحقني بسرعه يا سليم؛ ياسر هيضيع مني.
سليم استغفر ربنا في سره ورد: حصل ايه؟
شادية بقلق: مش وقته تعالي وانت تعرف.
سليم وهو بيتحرك يفتح باب شقته قال: ثواني وهتلاقيني قدامك.

وصل واول ما شافته جريت عليه وحكتله حالته، ورفضه للكلام، دخل عنده وطلب منها تسبهم مع بعض، خرجت وقفلت الباب، وهو قعد جنبه وطبطب عليه وقال: في إيه يا ياسر اجمد كده يا راجل، انت لسه صغير والدنيا ياما هتوريك وتضرب فيك، من اول قلم هتسلم وتكتئب بالشكل ده؟ انت راجل قوي، اقف واتحدى الدنيا، وميهمكش من اي كلام اتقال، اعتبرها زوبعه في فنجان وهتاخد وقتها وتنتهي، وبكره خبر تاني يغطي على الخبر ده، والناس بتنسى بسرعة.

ياسر كان بيسمعه وجواه نار بتحرقه ومحدش حاسس بيه، الكل بيواسيه بالكلام، ومحدش يعرف ان وجع القلب وانهيار الثقة في شخص مستحيل يطيبها اي كلام، فضل يبصله وساكت لحد ما قال بقهرة وألم: طب الناس وممكن تنسى، انا ازاي هقدر انسى وجع قلبي يا سليم؟
سليم بحزن لذكريات عاشها زمان، اضطر انه يفتكرها عشان يهون عليه حالته: صدقني مهما كان وجعك اللي حاسس بيه دلوقتي، مش هيكون نقطة في بحر وجع عشت بيه اكتر من عشرين سنة.. عشرين سنة بتألم وبسأل نفسي كل يوم نفس السؤال؛ ليه خدعتني؟ ليه مثلت عليا الحب و وهمتني انها هتكمل معايا المشوار ومش هتسبني؟ بس ملقتش اجابه، اتعذبت ياما، لدرجة ان الألم بقى صديقي انام واصحى بيه، في لحظات عقلي كرها، لكن قلبي عمره ما قدر، كنت بتخيل انها عايشه حياتها ومتجوزه ومخلفه من طارق، كنت بتمنى ليها السعادة، ومع ذلك فضلت وحيد اناجي صورها واكتب ليها جوابات، عمري ما كنت اتخيل ان في حد عديم الضمير فرق بينا ورسم خطته الشيطانيه عشان يعذبنا، لكن في النهاية ربك كشف كل حاجة، وعوضني وكافئني بيها.
انا بقولك الكلام ده، عشان ابينلك ان مهما انجرحت لازم تسمر الحياة وتمشي، انا لو كنت استسلمت لحزني، كنت انهارت ومبقتش دكتور سليم المشهور، كنت هقف محلك سرك، عيش بجرحك واديله فرصة انه يلم على مهله، وانا واثق انك قوي يا ياسر وهتعدي المحنه دي.
ياسر بنبره ضعيفه قال: مش قادر.
سليم بتحدي: لا هتقدر، اقولك على فكرة؛ تخيل ان عندك بطل من ابطالك واقع في المشكلة دي، فكر كـ كاتب هتحلها وتعالجها له ازاي؟!

ياسر فكر في كلامه للحظات وسأل نفسه لو فعلا عنده مشكلة لاحد ابطاله ازاي هيعالجها؟ هل هيقدر؟ ابتسم بحزن وقال لنفسه؟ اكيد هقدر اعالجها، سهل تدي النصيحه، ومن الصعب تعمل بيها.
حس سليم انه حط ايده على حل لمشكلته ابتسم وطبطب عليه وقال بترجي: ارجوك قوم معايا، شادية من إمبارح هتتجنن عليك ومبطلتش عياط، يرضيك تسبها كده منهاره عشانك ومطمنهاش؟
ياسر وهو بيقوم من السرير قال: حاضر يا سليم هقوم معاك.
سليم بسعادة قال: وطلب تاني وياريت متكسفنيش؟
ياسر بتسائل: خير؟
سليم بتردد: ادي نفسك فرصة تسمع جهاد، سبها تدافع عن نفسها، واعرف مبرراتها، يمكن تلاقي في كلامها واحد في الميه امل للرجوع والغفران.
ياسر برفض شديد: مستحيل، هي شرحت وقفلت كل الابواب بينا، خلاص الستارة نزلت ومعاها كلمه النهاية.
سليم بيأس قال: اللي تشوفه، ربنا يصلح ليك الحال، يالا بينا ننزل نطمن البونية تحت. 

اول ما نزلوا ولمحته شادية جريت عليه وحضنه وقالتله بقلب مفطور عليه: حمدلله على سلامتك ياقلب امك، كده توجع قلبي عليك يا ياسر؟
ياسر وهو بيضمها وبيبوس جبنها قال: سلامة قلبك حبيبتي من الوجع.
سليم حب يغير المود الدرامي اللي شايفه فقال: هنفضل واقفين كده كتير، انتوا مش هتفطروني ولا إيه النظام؟ انا جوعت يا شوشو، ولا اروح شغلي من غير فطار.

شادية ابتسمت له واتحركوا للسفرة وقعدوا كلهم، واول ياسر ما قعد عينه جت على الكرسي الفاضي جنبه، حس ان قلبه وجعه لفقدانها، لان دي اول مره من شهور طويلة متكنش بتفطر معاه، احساس التعود لوجودها كل يوم كان فاقده.. افتكر هزارها.. طريقة اكلها لما كانت بتبقى جعانه.. غمض عيونه على شريط ذكرتانه وتوهم انه قفل عليهم، وصبر نفسه وقال "لازم تعود نفسك على بعادها من هنا ورايح" 
فاق على صوت شادية بتقولة: سرحان في إيه ومش مخليك بتاكل؟ 
ساب اللقمه اللي في إيده وقالها: مفيش حاجة تستاهل افكر فيها يا ماما، انا بس فعلا مليش نفس، ياريت بعد اذنك خلي هنية تعملي قهوه دبل وتجبهالي في المكتب. 
شادية بحزن على حالته ردت: حاضر يا حبيبي، هعملهالك بنفسي. 

اتحرك ياسر لمكتبه، وسليم قام وسلم على شادية وقالها: كله هيعدي متزعليش نفسك انتي ياروحي، صدقيني ياسر محتاج بس يستوعب اللي حصل مش اكتر، هروح انا على المستشفى محتاجة حاجة مني؟ 
شادية ضمته عشان تستمد منه الأمان والقوة وسلمت عليه وودعته بحب، وبعدين راحت تجهز القهوة وطلبت من هنية تجهز فطار وتوديه لمرزوقة في اوضتها. 
قدمت القهوة من غير ما تتكلم معاه خالص، كان بيحاول يخرج كل اوجاعه على الورق زي ما متعود دايما؛ هي دي وسيلتة للخروج من احزانه. 
سابته وقفلت عليه الباب، وطلعت فوق تلم حاجات جهاد المهمه، وحبت تسيب شوية حاجات ربما يكون في يوم وقت للرجوع، خلصت وشالت الشنطة وراحت توديها ليها، وشافت صينية الأكل زي ما هي قعدت جنبها وقالت بلوم وعتاب: كده يا جوجو الاكل زي ما هو، هتفضلي لحد امتى بالشكل ده؟ 
مرزوقة مسحت بالمنديل دموعها اللي مش راضيه تجف لحظة وسألتها: طمنيني عليه، عامل إيه ؟ 
شادية بآسى ردت: حالته ميختلفش عنك، بل بتزيد اضعاف، حبس نفسه جوه المكتب وبيكتب، عامل يا قلب امه زي المدبوح وبيجاهد انه يعيش من تاني ويداوي نزيفه بنفسه، ورافض اي حد يساعده. 

مرزوقة بتسمعها وقلبها بيزيد وجعه اكتر، لانها حاسه بالذنب تجاهه، بصتلها وسكت وتقوقعت داخل نفسها وضمت ركبتها لصدرها ودفنت وشها وفضلت تبكي، شادية ضربت كف على كف ومعرفتش تعمل اية، وفجأة افتكرت اللي اتكتب عليهم في السوشيال ميديا  وقالت بنبره حاده بعض الشيء: فوقي ياجهاد من اللي انتي فيه ده، البكا مش هيصلح اللي حصل، اقفي على رجلك ودافعي عن نفسك، الدنيا مقلوبه من إمبارح وانتي ولا على بالك حاجة. 
رفعت راسها وسألت: حصل إيه تاني؟ 
شادية لمحت فونها على الكمودينو فتحته وادتهولها وقالت: اقراي بنفسك الأخبار، صوركوا في الحفله مغرقة الدنيا ومفيش صفحه ولا جروب الا وهي ناشره هاشتاج #العسقلة_الماكرة. 
شوفتي اطلقوا عليكي إيه ؟
وصفوكي بالعسقلة الماكرة وده اسم انثى الذئب، عشان تحايلتي على ياسر بالخداع والتحايل ..

حطت جهاد اديها على راسها في صدمة، وقلبت في تليفونها وهي مش مصدقة كل اللي مكتوب، رمته على السرير وقامت وسألتها: يادي المصيبة اللي مكنتش على البال ولا على الخاطر، هو شاف الكلام ده؟ 
شادية شاورت ليها بنعم، وافتكرت حالته وحكتلها على كل اللي حصل، واول ما خلصت فتحت شنطة هدومها وطلعت لبس، وقالت بتصميم: انا لازم اروحله واشرحله موقفي.. ياسر لازم يسمعني معها عمل فيا، مستحيل كل اللي بينا ينتهي بسرعة كده من قبل حتى ما يبتدي. 
شادية برفض شديد قالت: لا مستحيل اخليكي تشوفيه دلوقتي، صدقيني التوقيت صعب هو لسه مجروح، ولو شافك الجرح اللي بيحاول يطيبه هيفتح تاني، لازم تختفي بعيد عنه الفترة دي. 
جهاد بخوف ورعب قالت: خايفة بعدي وعدم تبريري يفهمه غلط.. يفهم انه مش فارق معايا، انا مرعوبه اني افقده يا شوشو. 

شادية طبطبت عليها وقالت بعد تفكير لحظات: انتي مش هتبعدي ولا حاجة، انتي بس هتأجلي المواجهه شوية مش اكتر، هتردي وتوضحي بس بطريقة غير مباشرة. 
مرزوقة ضيقت عينيها وكشرت، وسألتها بعدم فهم: مش فاهمه تقصدي إيه ؟ 
شادية قعدتها على السرير وبخبث ومكر قالت: انا هفهمك، واسمعي كلامي ونفذيه بالحرف الواحد. 

وهنا جلس ابليس يستمع لمكر المرأه بتركيز شديد، ولما خلصت ضحك وقام يصقف لدهاء الست لما تشغل دماغها. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
ياسر برغم الحزن اللي جواه؛ لكن قادر على سرد كل مشاعره على الورق، وغير حبكة القصة اللي كان بدأها من فترة اللي سرد فيها قصته معاها، زود مشاهد كتير وطلق العنان لخيالة، انعزل تقريبا عن كل المحيطين بيه، حتى انه مكنش عارف امه موجوده ولا في بيتها، كل شوية بس يدوس على الجرس الموجود على مكتبه تيجي هنية ويطلب منها قهوة، ويشرب سيجارة ورا التانية، لحد ما خلص علبتين في وقت قياسي، كان بيطلع مع دخانها كل احساس جواه من وجع وألم ، كانت هي دي الوسيلة بعد الكتابة اللي بينفس فيها عن نفسه، الاحداث فتحت معاه اوي واندمج معاها، وفجأة اترسمت صورتها واتجسدت قدامه بدون اي سابق انزار، كأن عقله قاصد يقلب عليه مواجعه من تاني، ساب الورق اللي بيكتب فيه قصته، وكتب على دفتره الخاص وصورتها قصاد عيونه، فكتب بنزيف آهاااته.. 

حبيبتي، احقًا كنتِ حبيبتي ؟! 
إذا كنتِ كذلگ؛ فلما اطلقتي سهمگ ليقتلني؟! 
لماذا ارتدتي قناع المكر والخداع لتخدعي به فؤادي؟ 
هل تعلمي ان بيني وبينگ اميال، وبحور تغرق بداخلها السفن لو وصلتِ لاعماقها. 
الم تجدي مرفأ يصل بها لبر الأمان؟  
اصبحت وحيد، أشعر بأني يتيم بدونگ، اريدگ واحتاجگ بشدة، وفي نفس اللحظة ابغضگ ولا اتحمل قربگ !! 
غاضب منكِ، وفي ذات اللحظة اشتاق لعبق انفاسك !!
معادلة صعبه لا أحد يستطيع فگ الغازها؛ وها أنا الآن أصبحت متيم، مشتت، حزين من غيرگ حبيبتي.. 
أعلم أن قراري هذا كالسهم،
سيقتلني قبل أن يخرج من القوس، لكني سأمضي في قراري مهما اذقني من مرار فراقك ماكرتي.. 

انتهى من كتابة سطوره، وعاد قرايتها اكتر من مره، وبقى السؤال متعلق في ذهنه وقلبه؛ احقًا كانت حبيبته؟ عقله اجاب بالرفض، لكن لما دقات قلبه خانته وجاوبت بنعم، ثار وغضب بشدة ومسك الورقة وقطعها بكل الوجع اللي جواه، رفض اجابة قلبه اللي لسه بيدق بيها، غمض عيونه وبكى على حبه اللي ادفن من قبل ما يشوف النور. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
بعد ما خلصت شادية كلامها، فكرت فيه كويس جهاد وعزمت على تنفيذه، والظروف ساعدتها جدا، خصوصا بعد اللي اتنشر، فونها بمجرد ما فتحته، كتير من المنتجين طالبنها لشغل، وبرامج تلفزيونية عايزنها في لقاءات وكان من اولهم برنامج "نجوم في سماء الفن" اول ما قفلت مع المعد، بصتلها شادية وقالت: هو ده الكلام جتلك على طبق من فضة، البرنامج ده هيخليكي تنفذي كل اللي اتفقنا عليه.
مرزوقة باقتناع تام: فعلا معاكي حق، بس تفتكري انه هيسمع ويحس بكل كلمه هقولها.
شادية بنبره حزينة: هيعاند أكيد، بس مش مهم، قلبه هيجبره انه يسمع متقلقيش، ركزي انتي بس في اللي جاي.

غيرت هدومها ونزلت تقابل المنتجين زي ما طلبوا منها، وشادية راحت تطمن على حالته، بقت محتاره بينه وبينها، ومش عارفه تعمل ايه عشان قلبها يهدى عليهم.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
مجدي قرأ كل الأخبار اللي على السوشال ميديا، واحساسة اكدله ان اكيد في حد ورا انتشار الاخبار دي كلها، وفعلا شكه كان في محله لما كلم المنتج وواجهه بشكوكه ورد عليه بسعادة: ايوة طبعا يا ميجو انا بنفوذي ساعدت في انتشارة، ازاي عايزني افوت فرصة زي دي؟
مجدي بحده وغضب رد: ازاي تعمل كده؟ ازاي تشهر بسمعة ياسر وجهاد ؟
انت كل اللي يهمك المكسب وبس؟
رد عليه بتأكيد: ايوة طبعا كل اللي يهمني المكسب، وبكره تشوف الاخبار دي هتعمل دعاية ازاي للفيلم وانا متأكد انه هيكسر الدنيا وعيستمر في صالات العرض اطول وقت ممكن، والكل هيحضر عشان يشوف البنت الامريكنيه اللي ضحكت على الكاتب ومثلت عليه الفلاحه، وهو وقع في حبها، صدقتي بكره هتشكرني على اللي عملته.
مجدي بضيق من تفكيره الطماع: انت ناسي ان  الفيلم نجح اصلا وكسر الدنيا عشان هو قصته كويسة واتنفذ كويس، فليه المراغوه والتحايل على الجمهور ؟
المنتج بضحكه سخرية: عارف وماله زيادة الخير خيرين، وبعد اللي حصل وانتشر، كل اللي مشفهوش هيروح ويتفرج، بص يا ميجو  اللي تكسبه العبه يا صديقي، هو ده سلاح الدنيا.

مجدي بيأس من طريقته قفل معاه وهو حزين على صديقة والموقف اللي هو فيه، حاول يتصل بيه لكنه مردش، فضل انه يسيبه لما يروق.
بينما السعادة كانت مرسومه على وش شيراز وكل ما تقرأ خبر كل ما النشوة تزيد جواها، والشماتة تزيد وتزيد..
****************************

قاعده انهار حاطة كفها على خدها، مستنية رجوع عماد، وبتفكر ضميرها وجعها على اللي حصل لابنها الوحيد، حست انها السبب في كل حاجة، افتكرت كل تصرفاتها وانانيتها مع بنت اختها شروق.. اتأكدت انها عملت زي الدبه اللي قتلت صاحبها، وهي كانت الدبه اللي انهت حياة إبنها من قبل ما تبتدي، حبها الشديد لعماد خلالها مراعتش ربنا في مراته وعاملتها زي بنتها، بالعكس الغيرة هي اللي نهشت جوة قلبها وكانت فاكره انها هتاخده منها وتمتلك قلبه وتأسيه عليها، نسيت ان حبها في قلبه مفيش اي حاجة ممكن تهزه، وان لو كانت عاملتها زي بنتها كانت شكل حياتهم اتغيرت وعاش عماد سعيد، بدل ما حالته اتبدلت واتشقلبت من يوم ما طلقها، بكت بحرقة على كل اللي عملته، سمعت نداء رب العالمين ينادي على عباده في صلاة الفجر، قامت تتوضى وتصلي لربنا وتدعيه ينجيه من الغمه اللي وقع نفسه فيها ويرجعه تاني يقرب منه، ركعت وفضلت تدعي وتبكي كتير، وخدت عهد بينها وبين ربها انها تصلح كل شيء بس يرجعلها عماد من تاني.
وبعد ما خلصت صلاة، قررت اول ما الصبح ينور هتصلح كل اخطاءها.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

شروق ماسكة البوم صور الحنة بتاعتها، تبتسم مره، وتبكي الآلاف المرات، قفلته وحضنت صورته وحاولت تنام وهي بتكلمه زي كل يوم وهي بتكرر نفس كلامها كأنه شريط وبيعيد الكلام كل شوية...
ليه ضحيت بحبنا؟
ليه بعتني ونسيت كل العهود اللي ما بينا؟
ليه ظلمتني ومكنتش سندي وظهري، وحبيبي؟
الف ليه وليه...؟ ولا مره لقت جواب ؟!
فاقت على دخول امها اللي مددت جنبها، ومسحت دموعها وقالت: لسه دموعك مخلصتش يا بنتي؟ لحد امتى هتفضلي تعذبي نفسك كده؟

رمت شروق نفسها في حضن امها وقالت : مش عارفه يا ماما، ولا قادره اتخطاه، حاولت كتير اقف وانسى، واول ما بقفل بابي على نفسي؛ بمسك صوره وافضل اشتكي ليه عذابي وقلة حيلتي.
سعاد طبطبت عليها وقالت بهدوء: ما دام مش قادرة تنسي، افتحي بابك وحاولي تسامحيه.
خرجت شروق من حضنها وبصتلها ودموعها لسه بتجري على خدها: حتى دي مش قادره اعملها، خايفة يخذلني زي كل مره، وترجع ريمه لعادتها القديمه.
سعاد بحيرة ردت: والله حيرتيني معاكي يا شروق، لا عارفة تبطلي بكا عليه، ولا قادرة تسامحيه، امال انتي عايزة اية يا بنتي؟
شروق بتوهان وبحزن دفين جواها: يا ريتني اعرف يا ماما، يمكن كنت ارتاح.
قامت امها وهي بتضرب كف على كف متعجبه حالة بنتها، ودعت ربنا يصلح حالها.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

دخل عماد كالعادة بيطوح من كتر ما شرب الخمره، رمي مفاتيحه بأهمال، مشي خطوتين اتكعبل في كرسي ووقع قامت بسرعة امه تلحقه، واول ما شافته بشكله ده بكت وجريت تمسكه، بصلها بعيون حمره نظرات كانت فيها لوم وعتاب، استقبلت السهام دي في قلبها كانت بتطعنها بقوة عشان تفوقها، قام معاها من غير ما يتكلم ولا كلمه، اصل خلاص فات وقت الكلام، بعد ما راح في طريق الشيطان، رمى نفسه على السرير ونام هربان من كل حاجة.
خرجت انهار واقفلت الباب، وهي مقرره انها زي ما ضيعته هترجعه تاني لحضنها، حتى لو هتموت في سبيل رجوعه للحياة من تاني ..

ياترى هتقدر انهار تصلح اخطاءها؟
وهل هتعرف تنفذ ده، وترجعه تاني لحضنها ؟
وهل مرزوقة هتعرف ترجع ياسر تاني ليها، ولا خلاص حبها انتهى؟
للإجابة على تلگ الأسئلة تابعوني في احداث لسه مليئة بالاثارة والتشويق في روايتي الجديدة المتواضعة

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent