Ads by Google X

رواية مهمة زواج الفصل الواحد و الثلاثون 31 - بقلم دعاء فؤاد

الصفحة الرئيسية

  

  رواية مهمة زواج الفصل الواحد و الثلاثون 31 -  بقلم دعاء فؤاد

أدمنتُ صوتَك‌َ و الادمانُ أذواقٌ
فالعينُ تعشقُ و الآذانُ تشتاقُ
كُنٰ لي طبيباً فهذا الشوقُ أتلفني
يا مالِكَ الروحِ إنَّ الحبَ أخلاقُ
عادت ريم لمنزلها و هي تحلق من السعادة و كانت أمها في استقبالها تتعجب من تلك البسمة المرتسمة على شفتيها، فمهما حاولت اخفاؤها تعود مجددا للظهور على ثغرها لا إراديا.


ـــ حمد الله على السلامة يا حبيبتي… ايه الجاكيت اللي انتي لابساه دا؟!.. بتاع مين..
لقد نست أمر المعطف تماما، فأصابها التوتر و اضطرت للكذب مرة أخرى على أمها لتقول بارتباك:
ـــ دا بتاع واحدة صاحبتي لما لقتني بردانة سلفتهولي.
أخذت أمها تعاينه بتدقيق لتسألها بدهشة:
ـــ بس باين عليه انه رجالي.
ـــ لا عادي يا ماما يمشي الاتنين.
قبلتها من وجنتها و غادرت سريعا من أمامها قبل أن تتعمق أكثر في أسئلتها و تضطر للكذب مجددا.
دلفت ريم غرفتها لترتمي على الفراش و بحالمية تستعيد لحظاتها التي قضتها برفقته، فرغم جمود ملامحها و جدية نبرتها أثناء حديثه معها إلا أنها داخليا كادت أن تفقد وعيها من شدة قربه منها و اقراره المستمر بعشقه لها و محاولاته المستميتة في استمالة قلبها… هل ذلك الفارس الذي تحلم به كل من تراه يفعل كل ذلك لأجلها هي؟!
لأول مرة تشعر بالحسد لتلك السيدة التي نالته و جعلته زوجا لها.
بقيت على ذلك الوضع لأكثر من ساعة حالمة هائمة في عالمها مع معتصمها تستعيد ما قضته معه من مواقف جميلة منذ رأته للوهلة الأولى في مقر عملها بمحافظة سوهاج.
و حين استفاقت من دوامة ذكرياتها التي انجرفت اليها لوقت لم تحسبه، قررت أنه لا بد من تنفيذ قرارها السابق بضرورة انهاء خطبتها من خالد.
نهضت من الفراش لتسحب هاتفها من حقيبتها و بمجرد أن فتحت شبكة الواي فاي و اتصل هاتفها بالانترنت وصلتها رسالة من رقم غير مسجل لتفتح الرسالة بفضول لتجد مقطع فيديو يظهر معتصم في غلافه عاري الصدر، الأمر الذي دفعها لتشغيل المقطع و رؤيته.
لتُصعق و يبهت لونها من شدة الصدمة حين تراه منخرطا مع زوجته في عالم آخر يقبلها بحرارة و تحتضنه بحميمية و هي تقريباً شبه عارية، ثم أخذت تتمايل معه و تجذبه من يديه الى أن سقطا معا على الفراش، و ليكون الفيديو أكثر مصداقية اظهر المرسل تاريخ و ساعة التقاط الفيديو في داخله، فيبدو أنه التقط من كاميرا ثابتة بعدما تركته و عادت الى منزلها بالتاكسي.
لم تحتمل ريم أن تكمل مشاهدة الفيديو و أغلقته و هي تتنفس بصعوبة و الدموع تنحدر من عينيها بقهر.
ـــ ليه؟!.. ليه؟!.. طاب ليه علقتني بيك لتاني مرة؟!.. ليه ترفعني لسابع سما و في لحظة ترميني لسابع أرض.. ليه؟!
أخذت تهذي و تبكي و تردد تلك الكلمات و هي تضرب موضع قلبها و كأنها تعاقبه على نبضه بحبه، الى أن رن هاتفها بالرقم الذي أرسل لها الفيديو، فجففت عينيها و حاولت أن تبقي نبرتها طبيعية لتجيب ببرود:
ـــ ألو.. انت مين و عايز ايه مني؟!
تفاجئت بصوت أنثوي ناعم لم يبدو غريبا لها لتجيب الأخرى بجدية تامة:
ـــ أنا نرمين مرات معتصم.. حبيت بس أفكرك ان معتصم جوزي و ميقدرش يستغنى عني حتى لو هو بيحبك…أنا سايباه بس يجرب البنوتة الصغيرة اللي متخيل إنها هتعوضه عن الحاجات اللي ناقصاه معايا.. بس في النهاية بيرجعلي و مبيقدرش يعيش كتير بعيد عني.
ردت ريم باستهزاء:
ـــ و يا ترى هو يعرف انك حطاله كاميرا تصوره في قوضة نومه؟!
ابتسمت نرمين بسخرية من ذكائها في الرد لتقول بجدية:
ـــ أنا قصدت أحط الكاميرا دي مخصوص عشان أثبتلك إنه متعلق بيا بعد ما شوفتكم في الحفلة و صورلك خيالك انه ممكن يسيبني و يرجعلك… و طبعاً شيلتها تاني.. تحبي تفتحي الكاميرا بتاعتك و اكلمك فيديو و تشوفيه و هو نايم جنبي بعد ما…
قاطعتها ريم سريعا بحدة:
ـــ اخرسي انتي واحدة سافلة و منحطة… و اوعي تفتكري اني هموت عليه.. انا خرجته من حياتي من اللحظة اللي كدب عليا فيها.. اشبعوا ببعض انتو الاتنين.
أغلقت ريم الخط دون أن تستمع لردها و صدرها يعلو و يهبط بشدة و قد شعرت بتحطم قلبها الى أشلاء.
بصعوبة سيطرت على نوبة الانكسار التي أصابتها ثم جففت وجهها من العبرات و انتصبت في جلستها لتحدث نفسها:
ـــ ماشي يا معتصم… أنا هعرف ازاي أردلك القلم أضعاف مضاعفة يا أحقر انسان شوفته في حياتي.
التقطت الهاتف مرة أخرى ثم قامت بالاتصال على خالد ليرد عليها بعد ثواني:
ـــ ألو.. ازيك يا ريم عاملة ايه؟!
ـــ الحمد لله يا حبيبي.. انت اللي عامل ايه؟!
ـــ ايه؟!.. انتي قولتي ايه؟!
ـــ ايه يا خالد… قولت يا حبيبي.. مسمعتش؟!
ـــ لا طبعاً سمعت بس مش مصدق وداني.. يعني.. اول مرة تقوليهالي.
ـــ عادي كنت مكسوفة منك شوية.
ـــ طاب و دلوقتي؟!
ـــ خلاص بقى اتعودت عليك.
ـــ لااااا دا احنا لازم نحدد الفرح بقى اصل أنا كدا مش هستحمل الدلع دا.
ضحكت ريم بتمثيل ثم قالت:
ـــ طاب و الله فكرة… ايه رأيك تيجي بكرة تتفق مع أدهم و نحدد ميعاد الفرح.. يعني نخليه مثلا في خلال اسبوعين قبل الشتا ما يدخل.
ـــ يا ريت يا حياتي.. مالوش لزوم الانتظار أكتر من كدا.
ـــ خلاص تمام.. احنا كدا نبقى متفقين.
ـــ تمام هكلم بابا و ماما و هاخد ميعاد من أدهم ان شاء الله…..
استمرت المكالمة بينهما في أحاديث جانبية تارة و تارة تستمع لغزله و هيامه بها محاولة بذلك صرف تفكيرها عن ذلك الذي كسر قلبها و جعله حطاما.
و لكنها في النهاية حققت بغيتها من اتصالها بخالد ألا و هو اتمام الزواج بأسرع وقت ممكن معتقدة في ذاتها أنها بذلك ترد له الصاع صاعين غير مدركة لعمق الحفرة التي حفرتها لنفسها لتوقع نفسها بها دون أن تشعر… تلقي بنفسها الى الهاوية ظنا منها أنها بذلك تعاقبه متناسية عقابها لنفسها و روحها.
هكذا يدفعنا الانتقام من الآخرين أحياناً الى الانتقام من أنفسنا الى أن ندرك جرم ما فعلنا و لكن بعد فوات الأوان
في تلك الأثناء تماما عاد أدهم لتوه من عمله و هو يشعر بارهاق بالغ..
و قبل أن يدلف الى غرفته وقف قليلا ينظر لباب غرفة ندى و رغبة جامحة تساوره ليدخل اليها أولا، فقد اشتاق اليها للغاية، و لكن تراجع بعدما آلمته كرامته، فقد مر أكثر من ثلاثة أسابيع على وفاة أبيها و هجرها له و انعزالها بغرفتها… أما آن لها أن تعود الى كنفه لتنام بين أحضانه الدافئة.
تنهد بضيق بالغ ثم ذهب ليلقي تحية المساء على والدته حيث كانت تجلس بغرفة الاستقبال بمنتصف الشقة تشاهد التلفاز، جلس معها قليلا ثم استأذن بالانصراف الى غرفته ليبدل ملابسه.
بمجرد أن فتح باب الغرفة تفاجئ بها تخرج من المرحاض الصغير الملحق بالغرفة و بيدها منشفة تجفف بها شعرها و كانت ترتدي ملابسها المعتادة حين تكون بمفردها و هي هوت شورت من الچينز و بادي قصير بحمالات رفيعة يظهر جزءا صغيرا من خاصرتها المنحوتة، فتسمر أدهم في مكانه لوهلة من فرط المفاجأة ثم سرعان ما نفض عن رأسه تلك المشاعر التي اجتاحته حين رآها بتلك الهيئة المثيرة.
ماذا تظن أنها فاعلة؟!.. هل بتلك الطريقة سيقبل اعتذارها عن هجره فوراً ثم يركض اليها مشتاقا؟!.. هيهات.. انها لم تعرف أدهم برهام الكيلاني بعد.
ـــ خير!!.. حمامك عطلان ولا ايه؟!
ألقت بالمنشفة جانبا ثم سارت باتجاهه حتى أصبحت أمامه، فنظرت في عينيه بجرأة لم يعهدها بها و رفعت كتفيها باستغراب مجيبة:
ـــ لا عادي شغال… بس هو دا مش حمامنا و دي قوضتنا برضو ولا ايه؟!
حانت منه ابتسامة ساخرة و هو يقول بجمود:
ـــ آه قوضتنا!!… تمام.. اللي تشوفيه.. عن اذنك داخل اخد شور و اغير هدومي لأني مرهق و عايز أنام.
أفسحت له الطريق ليتخطاها دون أن ينظر اليها او يعيرها أي اهتمام ثم فتح خزانته التقط منها ملابس مريحة و دلف المرحاض كل ذلك في صمت قاتل.
زفرت ندى أنفاسها بعنف، فيبدو أن رحلة مصالحته لن تكون سهلة… و لكن ماذا عساها أن تفعل.. لقد كان قلبها مجروحا جرحا غائرا بمقتل أبيها الغالي، لم تستطع تحمل ألمه و متابعة حياتها معه و كأن شيئا لم يكن.
مشطت شعرها بحيث تركته منسدلا حول وجهها و رقبتها بعدما جففته بمجفف الشعر و غرتها الكثيفة أغشت جبينها حتى حاجبيها، ثم وضعت أحمر شفاه قاني و حددت عينيها بالكحل الأسود فأصبحت فاتنة حقا.
جلست بمنتصف الفراش تنتظره، فالتقطت هاتفها لتأتي بصورة أبيها فأخذت تحدثه بهمس و كأنه أمامها:
ـــ وحشتني اوى يا بابا… مش هنساك أبداً و هفضل أدعيلك لحد ما أموت… و حقك مش هسيبه متخافش.. و أمانتك اللي معايا مش هضيعها لو فيها موتي… أدهم مش ساكت و بيحقق في القضية و وعدني انه هيجيبلك حقك من اللي قتلوك.. و أنا كمان يا حبيبي مش هسيب حقك و هعمل كل اللي اقدر عليه عشان انتقملك من اللي حرموني منك… سامحني يا بابا على تقصيري في حقك.. في الجنة يا حبيبي ان شاء الله.
أغلقت الهاتف و حاولت قدر الامكان ألا تبكي حتى لا تفسد زينة وجهها، و بعد قليل خرج أدهم من المرحاض و هو يجفف شعره بالمنشفة ثم توجه مباشرة الى طاولة الزينة ليمشط شعره و ينثر عطره كعادة مسائية، ثم التفت للفراش ليجدها تجلس بالمنتصف فسألها بدهشة مصطنعة:
ـــ انتي هتنامي هنا ولا ايه؟!
سار نحو الفراش حتى اعتلاه ليجلس على حافته موليا ظهره لها في انتظار اجابتها، فقامت بلف ذراعيها حول عنقه من ظهره في حركة مباغتة منها أدهشته، ثم أحنت رأسها بحيث ترى وجهه لتقول بدلال:
ـــ دا لو مكانش عندك مانع..
حاول فك عقدة يديها من حول رقبته و هو يقول بضيق:
ـــ ندى لو سمحتي…يا ريت تبعدي عشان عايز أنام.
ردت بابتسامة و هي تتنفس في عنقه:
ـــ مفيش نوم دلوقتي.
أخذ يبعد عنقه عن فمها فقد دغدغته أنفاسها ثم في أقل من ثانية كان قد جذبها من ذراعيها و قلبها لتصبح على الأرض بينما هو اعتدل و تمدد بجسده بأريحية تامة على الفراش و هو يكتم ضحكاته بصعوبة، فلازالت جالسة في وضع القرفصاء على الأرض في حالة من الصدمة و الذهول.
حين استفاقت من ذهولها نهضت لتلتقط احدى الوسائد الصغيرة ثم انهالت عليه تضربه بها في صدره حتى اعتلته و أصبحت بين ركبتيه و هي تصرخ بغيظ:
ـــ ايه اللي انت عملته دا…اللي انت بتتعلمه في شغلك هطلعه عليا أنا…
ظلت تضربه و هو يتأوه و يحاول ابعادها عنه و يغالب بصعوبة ضحكاته التي أضعفت من قوته الدفاعية، فمد يده ليلتقط وسادة أخرى فضربها برفق في وجهها فارتدت للخلف قليلا و هي تتأوه، فضربته بركبتها اليمنى أسفل بطنه فترك الوسادة و وضع يده مكان الضربة و هو يتأوه فنظرت له بانتصار، الأمر الذي زاده غيظا فهم لينهض ليرد لها الضربة الا انها صرخت بخوف و تركته و ركضت سريعا نحو الخزانة، فنهض خلفها راكضا حتى أمسك بها و هو يقول بمكر:
ـــ انتي فاكرة انك هتعرفي تهربي مني؟!
أخذت تعود الى الخلف حتى أوقفتها الخزانة لتقول بخوف:
ـــ أ أدهم اعقل… انت هتعمل ايه؟!.. أنا كنت بهزر معاك على فكرة.
أخذ يطالعها بنظرات ماكرة و هو يقول بنبرة رخيمة:
ـــ و انتي قد الهزار مع أدهم برهام؟!
أخذت تهز رأسها بنفي حين اقترب بوجهه من وجهها ثم ابتلعت رمقها بتوتر:
ـــ لأ طبعاً مش قدك…
و لكنها قامت بتخليل أصابعها في خصلاته الناعمة الطويلة فأغمض عينيه للحظة اجفالا من لمستها الناعمة، فتجرأت لتقف على أطراف أصابعها و تشرأب برأسها لتختطف قبلة من شفتيه ثم تعود لوضعها مرة أخرى تنظر له ببسمة هائمة، فاتسعت عينيه بمفاجأة… هل يعقل أن تلك الفاتنة الجريئة هي ذاتها ندى الخجولة الحيية؟!
ـــ بحبك يا أدهم… بحبك من زمان اوي…حبيتك من كلام بابا عنك… عن شجاعتك و ذكائك و أخلاقك.. كنت بشوف صورك و فيديوهاتك مع بابا.. كان حلم حياتي اني أشوفك بجد..كنت بدعي ربنا في صلاتي اني يجمعني بيك في الحلال… متصورتش ان ربنا يستجيب دعايا بالسرعة دي.. يوم ما شوفتك في المطار ليلة فرحنا كان هيغمى عليا.. كنت حاسة كأني في حلم جميل
كان يستمع اليها مذهولا، لا يصدق أنها تحبه منذ أمد بعيد، أيعقل؟!.. استمر في استماعه لها و هو يطالعها بهيام و كل ما بقلبه من غضب نحوها قد تبخر بمجرد ان سمع منها تلك التصريحات النادرة، فاسترسلت بعدما تحولت ملامحها للأسى:
… بس للأسف الحلم اتحول لكابوس لما لقيتك اتجوزتني لسبب معين و…
قاطعها واضعا سبابته على شفتيها:
ـــ كنت مغفل… مغيب ممكن.. مبفهمش جايز… كنت أعمى أكيد
لف ذراعيه حول خصرها بتملك ثم قرب شفتيه من شفتيها للغاية مسترسلا بنبرة هائمة:
ـــ أكيد كنت أعمى لأني مكنتش شايف الجمال دا كله… مش جمال شكلك و بس.. تؤتؤ.. جمال روحك و قلبك و أخلاقك… ندى انتي أجمل هدية ربنا كافئني بيها… ندى..
ردت عليه و هي مغمضة العينين محلقة في سماء العشق:
ـــ امممم
رد بنبرة مبحوحة:
ـــ أنا واقع في غرام الهوت شورت… و دايب في عشق اللي لابسة الهوت شورت.
اتسعت بسمتها و هي مازالت مغلقة عينيها، فابتسم هو الآخر و انحنى على شفتيها لينهل منهما، و لكنه لم يكد يلمسها حتى أتتهما طرقات متتالية على الباب، ليتصنم أدهم على وضعه و هو يجز على أسنانه من الغيظ، فتوقفت الطرقات لثوان فتنفس بارتياح ثم عاد ليكمل ما كان ينوي فعله و قبل أن يتلامسا أتته الطرقات مرة أخرى و لكن بالحاح أشد، فابتعد عنها و فتحا عينيهما ينظران لبعضهما بأسى ليقول أدهم بهمس:
ـــ أنا لازم أسيب البيت دا… انا من الصبح هشوفلي شقة تانية نعيش فيها.
ضحكت ندى فنظر لها بغيظ و هو يقول:
ـــ انتي كمان بتضحكي.
ـــ شوف مين ليكون في حاجة مهمة.
صاح بصوت مرتفع:
ـــ مين؟!
ردت أمه من الخارج:
ـــ أنا ماما يا أدهم… روان تعبانة اوي يا حبيبي و اتحجزت في المستشفى..
ترك ندى سريعا و اتجه نحو الباب بعدما التقطت ندى اسدالها ترتديه، ثم فتح ليسأل أمه بقلق:
ـــ تعبانة ازاي يا ماما؟!
ـــ معرفش… محمود كلمني دلوقتي و قالي انها في مركز الولادة و الدكتور بيقول احتمال يولدها لو الحالة استدعت.
ـــ تولد ازاي يا ماما دي لسة في السادس.
ـــ البس بس بسرعة.. ريم بتلبس و انا هستناك برا… يلا يلا..
ـــ حاضر يا ماما.. اديني خمس دقايق بالظبط.
عودة لنرمين…
في شقة معتصم بمجرد أن أنهت نرمين المكالمة مع ريم، ابتسمت بانتصار و هي تنظر لمعتصم النائم بجوارها ثم قالت بشر:
ـــ أنا كنت مخططة ان دا يحصل.. بس انت ساعدتني اوي يا عصومي لدرجة ان الأمور مشيت أحسن ما كنت مخططة…
ثم صدرت منها ضحكة خبيثة و أسندت ظهرها الى الوسادة و هي تستعيد ما حدث منذ غادر معتصم القرية و عاد الى شقته خائب الرجى يجر أذيال الخيبة…..
عودة الى ما قبل ذلك الحين بثلاث ساعات….
تعقبته نرمين بالسيارة و أخذت تتصل به و كأنها قلقة عليه و تحاول الاطمئنان عليه و لكنه لم يرد رغم اتصالها مرارا و تكرارا فأخذت تحدث نفسها بارتياح:
ـــ كويس انك مردتش… عشان يكون ليا حجة أجيلك بيها الشقة..
انتظرت أسفل البناية حوالي نصف ساعة قبل أن تصعد اليه، و كان آنذاك قد دلف شقته و خلع سترته و حذائه و ألقاهما بإهمال ثم جلس على أقرب كرسي في طريقه، فداهمه صداع قوي كاد أن يفتك به، ربما من فرط صدمته و تفكيره بما حدث و تفاجؤه من تصرف ريم… حبيبته التي طعنته في مقتل.
أخذ يبحث في كل مكان في الشقة عن اقراص مسكنة الى أن تذكر أن نرمين كانت تتناول أقراص الترامادول حين يداهمها ألم بالرحم، فدلف غرفة النوم لبيحث عن ذلك الشريط في جميع الأدراج الى أن وجده.
التقط منه قرصا و تجرعه بكوب من الماء ثم جلس على حافة الفراش يدفن رأسه بين يديه في انتظار زوال الألم…
بعدما مرت النصف ساعة صعدت اليه نرمين ثم أخذت تضرب الجرس عدة مرات حتى فتح لها و قد كانت حالته مذرية للغاية.
فقد كانت عينيه حمراوتين و يترنح كما لو كان ثملا، فقدماه بالكاد تحملانه.
ذُعرت نرمين من مظهره و دلفت بعدما أغلقت الباب و أسندته حتى ادخلته غرفة النوم فابعدها عنه و هو يتحدث بصعوبة:
ـــ انتي ايه… اللي… جابك.
ـــ معتصم.. انت مالك.. فيك ايه؟!.. انت شارب ولا ايه؟!
ـــ بقولك.. ايه.. اللي جابك.
ـــ انا اتصلت بيك كتير و انت مردتش… قلقت عليك و خوفت يكون فيك حاجة او تعبان.. فجيت عشان أطمن عليك… و كويس اني جيت.
حين ضاقت انفاسه و علت ضربات قلبه بفعل تلك الحبة التي ابتلعها خلع قميصه لعل حرارة جسده تهدأ قليلا ليكشف عن جذعه العاري أمامها، فاستغلت تلك الفرصة و قامت بخلع قميصها و بقيت بملابسها الداخلية فقط، فقد كان معتصم أيضا يعتبر مغيب لا يدري بما يحدث حوله، فاقتربت منه تتحسس صدره و هي تسأله بدلال:
ـــ انت جسمك سخن كدا ليه يا عصومي… قولي بس انت واخد ايه؟!
زفر أنفاسه بعنف و هو يشير برأسه لذلك الشريط قائلا:
ـــ واخد ترامادول.
شهقت بذهول لتسأله بترقب:
ـــ واخد قد ايه؟!
ـــ قرص.. كامل..
اخذت تضربه في صدره و هي تقول بذعر:
ـــ حرام عليك.. واخد قرص كامل؟!.. انت عمرك ما أخدت منه.. انت عايز تموت؟!.. انت كان قصدك ايه بالظبط؟!… عايز تنتحر؟!
أمسك كفيها و هو يقول بثمالة:
ـــ ايه؟!.. خايفة عليا؟!
ـــ طبعا خايفة عليك… دا انت حبيبي يا عصومي.
ـــ أومال هي…
سكت و لم يكمل كلامه و لكن بالطبع نرمين فهمت عمن يتحدث، فقامت بلف ذراعيها حول عنقه ثم اقتربت منه للغاية لتقول بغنج:
ـــ طاب ايه رأيك لو نسيتهالك و نسيتك الدنيا كلها؟!
سكت مليا يفكر فشعر ان حرارة جسده قد ارتفعت للغاية و كامل جسده ينتفض، فلم تترك له الفرصة لتجذبه حتى اصبحا قبالة الكاميرا مباشرة و فعلت ما فعلت و لكنها لم تنل كل ما أرادت فقد سقط بعد دقائق فاقدا للوعي أو ربما سقط نائما.. و لكن على اية حال التقطت الكاميرا مشهدا ساخنا سيجعل ريم تحترق لا محالة
يتبع….
google-playkhamsatmostaqltradent