Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الثلاثون 30 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الثلاثون 30 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الثلاثون 

نفذت هنية لطلبات مرزوقة، وبعدين جهزت هي وشادية ونزلوا يشوفوا ترتيبات تنزين الجنينه.

لما شادية ومرزوقة نزلوا لمحوا ياسر واقف وسط العمال ويبدي تعليماته واقترحاته مع المنسق، وقفوا شاركوا معاه واخد رأيهم، مرزوقة كانت بتتفق في كل حاجة بيقولها من حيث شكل الكوشه اللي ملفوفه بالورود من الجانبين، وشكل تزين البيسين، ومدخل البوابه، كانت بتتخيل شكل كل حاجة ونفسها تكون الصوره الكامله دي تكون ليها معاه، عيونها كانت بتتمنى كتير، وهو كان برغم ادعاءه للفرحه لكن من جواه في حزن ساكن ومش قادر يمحيه، ضم شادية وباس جبينها وبارك ليها، وبعدين انسحب يدخل عشان يتابع العمل جوه ويعمل اتصالاته بأكبر الفنادق على تأكيد الاوردر ومعاد توصيل الأكل والشرب للمدعوين.
هنية نادت الكل عشان يفطروا، اكلوا بسرعة، وبعدين قعد ياسر في المكتب يحاول انه يكون طبيعي، ويأهل نفسه ويتقبل الوضع الجديد.
مرزوقة كانت طول الوقت محوطاه بنظرات الحب والاهتمام، ويمكن ده اللي كان مهون عليه كتير، واتمنى ان الوقت يمر بسرعة ويقربها اكتر منه.
بعت سليم متخصصي الميكب اب ارتست، واستقبلتهم مرزوقة، وطلعوا فوق في اوضتها، وابتدت تخضع تحت لمساتهم لتجهيزها، وكانت مرزوقة بتشاركها في كل لحظة وجواها سعادة تفوق سعادتها، لان شادية بالنسبة ليها ام، اخت واجمل صديقة، دعت ليها من قلبها بالسعادة والهناء.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

سليم كان في اصباه بيجهز نفسه هو كمان، حب يعيش النهاردة كل اللي اتحرم منه زمان.... حس فعلا انه رجع لعشرين سنه لورا من عمره، قلبه كان طاير من السعاده، وسعادته زادت لانه كان طول السنوات دي حافظ على دقاته انها مدقش لأي ست غير حبيبة عمره، كتير من المقربين لاموه وعاتبوه، النهاردة بس عرف انه صح؛ الفرحة اللي حاسس بيها دي اتخلقت بس انها تتحس لشادية وبس.... شادية اللي ملكت قلبه وكل حياته. 
كان بيعد الدقايق والثواني عشان تقربه من حلمه... تخيل كل سيناريوهات العالم ازاي هيقضي اجمل ليلة في عمره... فضل يتخيل ويحلم وهو مسترخي تحت ايد العامل وهو بيعمل له مساچ، ومستسلم لاحلامه وبس، وعلى وشه مرسوم اجمل ابتسامه مشرقة. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

ياسر قاعد في الجنينه وعيونه بتابع كل حاجة، بعد تفكير كتير، و وجع قلب قرر انه يخرس اي صوت جواه، ويتمنى السعادة لاكتر إنسانه حبها في دنيته كلها، اكتر واحده كانت منبع الحب والحنان ليه طوال سنين عمره ومن وهو لسه طفل صغير، مكبرش غير على اديها، عشان كده النهاردة هيقدم ليها ولو جزء بسيط من جمايلها عليه، هيدفن اي وجع جواه، المهم سعادتها. 
ساعة سحبت ساعات وراها وجه الليل والانوار مضيئة في كل مكان، وجهزت الجنينه في ابهى صوره، كأنها لوحه فنيه مرسومه بريشة فنان ابدع تصورها، والبوفيه اشرف عليه بنفسه وكل شيء جاهز في استقبال المعازيم اللي هلت وكان في استقبالهم ياسر، اللي عزم المقربين منه، وسليم كان عازم اقرب الدكاتره في المستشفى، 
شادية كانت تحط اللمسات الأخيرة على وشها، وصوت زغاريد مرزوقة ملعلعه في الأوضة. 

سليم جه محمل بالاشواق اول ما لمحه ياسر ضمه سليم بحب، بادله ياسر وهمس له قايله: مش هوصيك عليها، حطها في عينك، صدقني لو زعلتها في يوم مش هخليك نشوف ضفرها.
خرج سليم من حضنه، وبدون اي انفعال رد وقال: شادية ساكنه في قلبي، وبتجري في دمي، مش عيني بس يا ياسر، اطمن.

ياسر قلبه هدي، لانه شاف الصدق والحب في لمعة عيونه، طبطب على كفته وقال: ربنا يسعدكوا، هطلع اشوفها.

مشي معاه وانتظره قدام باب الشقة، وهو طلع، واول ما خبطت جريت مرزوقة وفتحت الباب والابتسامه مرسومه على وشها، واول ما فتحت بص عيونه لتحت وقال: لو سمحت العروسة خلصت.

استغربت مرزوقة رده وقالت: في إيه يا ياسر، انت مش عارفني؟
ركز ياسر للصوت وبصلها من اول تسريحة شعرها، لمكياچها، للفستان النبيتي اللي مفصل تفاصيلها، تنح ومقدرش يقاوم سحرها ورد عليها بتوهان : إيه الجمال ده، يخربيت حلاوتك ؟!

اتكسفت مرزوقه اوي، ووشها احمر اكتر، كان نفسها تقوله مش اكتر من روعة جمالك، و وسامتك الطاغية،  يا فارسي وسيد فؤادي، كان نفسها تقوله كلام كتير اوي جواها، لكن محشور جوه بقها ومش عارفه تنطق بحرف واحد، لكن عيونها بتبوح باللي مش قادره تقوله، نجدتها شادية لما قالت: ادخل يا حبيبي انا خلصت.

فاق ياسر من صدمته، وقرب من امه اللي اول ما شافها انبهر ان دي امه، شكلها اتغير خالص، ولون شعرها زادها جمال، قرب منها وضمها لحضنه اوي وقالها: ماشاء الله قمر يا ماما، اية الحلاوة دي، الفستان فعلا بهرني، الف مبروك حبيبتي، يالا ننزل لحسن سليم تحت واقف على نار.
شادية بتردد سألته: بجد شكلي حلو؟
مرزوقة وياسر في نفس واحد ردوا عليها: قمر يا شوشو.
بصوا لبعض وتاه ياسر في سحرها من تاني، وقال في سره: ناوية تعملي فيا إيه اكتر من كده يا مرزوقة؟ جمالك فاق كل الوصف، واحتار في وصفه كل الكتاب والشعراء، آآه من سحرك اللي سحرني ودخلني مدن العشاق، يا ترى هتوديني على فين يا بنت الناس؟

اتحرك ونزل وايد شادية حطاها جو ايده، ومرزوقة ماسكة فستانها من ورا وبتتحرك براحه عشان متقعش،
عيون سليم متشعلقه على درجات السلم، واول ما هل عليه القمر وظهر اتحرك بسرعة على اول درجه، عيونه انبهرت بجمالها، استلم ايديها من ياسر، عيونهم اتعلقوا ببعض، مقدرش سليم يمسك دموع فرحته، ضمها لحضنه كأنه مش مصدق، وصوت شهقاته واصل ليها، خرجت من حضنه وحطت اديها على خده ومسحت دموعه اللي نازله بغزاره، ورجعت ضمته لحضنها من تاني، بكل الحب والشوق اللي جواهم، الكل اتأثر للمشهد، غصب عن ياسر عينه دمعت، مكنش متخيل ان سليم بيحبها للدرجة دي، كان فاكر انه هو بس اللي بيحبها ومش مسموح لحد تاني غيره يحبها، لكن هو جه وغير فكرته، اعترف ان حب سليم حاجة تانية. 

لاحظت مرزوقة تأثره فقالت له: اعتقد يا ياسر بعد كل الحب والفرحه اللي شايفها قدامك دي، يخليك تهدى وتقتنع ان سعادة شوشو معاه؟ 
هز ياسر راسه بتأكيد وابتسم، ومقدرش يرد، بينما كانت الميكب ارتست ومساعدنها بيخلدوا اللحظات دي عشان ينزولها على الصفحه الخاصة بيهم، شو ودعاية ليها، زي اي عروسة بتخرج من تحت اديها.
عرفت شادية تهديه، وخرجوا كلهم للمعازيم وبدأ الحفل والاغاني، وتهنئة المعازيم واخد الصور للعروسين.

وصل مجدي ومعاه شيراز وهي حاضنه ايده، عينها كانت بتدور في كل مكان زي الرادار عايزة ترصد هدفها مرزوقة وتشوف شكلها إيه ؟ 
واخيرا لما جه ياسر ولمح مجدي، كانت معاه واول ما شيراز لمحتها من بعيد، ازاد غلها من جمال شكلها واختيار فستانها اللي كان غاية في الجمال، برغم احتشامه لكن كان ذوقة جميل، بصت على فستاتها اللي كان مكشوف من الصدر وفتحه الرجل كبيره، اضايقت وحست انها هتكون دايما في منافسه معاها، وكل ما تقول هنتنصر عليها بيحصل العكس. 
سلملوا عليهم واختار ياسر تربيزه وقعدوا عليها بعد ما بارك للعروسين، عيون شيراز كانت كل شوية بتبص على مرزوقة بغيظ واضح للكل، لكن مرزوقة مش مهتمية بيها خالص، قامت عشان تروح لشادية، فقال مجدي ليها: لو سمحت يا جهاد خلي اي حد يجيب طفاية من فضلك. 
ابتسمت مرزوقة وردت: حاضر يا استاذ مجدي ثواني وهتكون عندك. 

اتحركت مرزوقة ودخلت الفيلا وجابت طفيتين وحطتهم على التربيزه، استغرب مجدي وقال: يا خبر انتي جيباهم بنفسك يا فنانه؟
بصتله شيراز بضيق وردت نيابه عنها وقالت بسخرية: وفيها إيه مستغرب ليه كده يا مجدي، هي مش كانت خدامه ومتعوده على كده، مش دي كانت شغلتها القديمة برضو، ولا انا غلطانه؟

لسه كانت هترد مرزوقة لولا ياسر سبقها ورد: شيراز احترمي نفسك، واتكلمي معاها بأسلوب كويس، مرزوقة دلوقتي فنانه وممثله زيها زيك، فلما تتكلمي معاها يكون بطريقة كويسه، او متتكلميش اصلا.
ردت مرزوقة وقالت بكل ثقة: انا مش بستعر من شغلي يا شيراز، وكلنا خدامين اكل عيشنا، ويا بخت من كان في خدمة العبد، والرسول صلى الله عليه وسلم قال"كان الله في عون العبد؛ مادام العبد في عون اخيه"
وانا هفضل طول عمري خدامه لعباد ربنا.

قالت كلامها ده وحست شيراز انها قذفت جبهتها، واتحرق دمها، كان نفسها تغيظها، لكن هي اللي غظتها.
انسحبت وراحت لشادية بس وشها كان متغير من كلام شيراز، وحاولت تلاقي مبرر لكرها المبالغ ليها ملقتش، لانها متعاملش معاها قبل كده، وهي من يوم ما شافتها والكره جواها من ناحيتها بيزيد، بلعت ليها كتير، بس قررت المره الجايه مش هتبلع وهترد بقوة.
وقفت جنبها، هزت شادية اديها وسألتها: الجميل وشه متعكر ليه؟
ابتسمت مرزوقة بحب وقالت: متشغليش بالك يا حبيبتي، افرحي واتهني.
لمحت شادية ياسر جاي، فهمست ليها وقالت: يارب افرح بيكوا قريب.

بمجرد ذكر سيرته قدامها، وشها نور وابتسمت، وقف ياسر جنبها وقال بصوت حنون: مش عايزك تزعلي منها، هي بس بتغير منك مش اكتر.
مرزوقة بستفسار: وتغير مني ليه اصلا؟ دي فنانه وليها اسمها وعملت ادوار كتير، وانا لسه بقول يا هادي، مفيش مقارنه يا ياسر عشان تغير مني.
ياسر بتوضيح: لا طبعا في، الدور اللي هي رفضته في الاول، اتجننت عليه واللى وصلني انها ندمانه جدا انها رفضته وبتتحسر عليه.
مرزوقة بضيق: طب وانا ذنبي إيه ؟ ما كان قدامها.
ياسر حب يغير الموضوع وسألها بعيون بتلمع: سيبك منها، تحبي ترقصي معايا؟
حركت عيونها بالموافقه، ومسك ايديها، وشاور لسليم ياخد شادية ويفتتح الرقص للجميع على اغنية
اجمل احساس في الكون..

اول ما سليم اخد ايدين شادية وافتتح الرقص، دخل ياسر مع مرزوقة وبدأ وصلة الرقص، اول ما شافتهم شيراز، النار قادت فيها وقامت وقفت ومسكت مجدي ورقصت هي كمان، وكل كابلز قام ورقصوا.
شيراز كانت بتتعمد تزق وتضايق مرزوقة بأي طريقة عشان تخرجها عن شعورها، لكن مرزوقة كانت فاهمه تصرفاتها دي، وكانت بتبعد عنها قدر المستطاع.
سليم وشادية كانوا تايهين مع كلمات الاغنية، ومشاعرهم هي اللي بتعزف مش اللحن ولا الكلمات، الحب الكبير اللي جواهم كان واضح لكل الموجودين... لدرجة ان سليم كان حلم للبنات المراهقات الموجوده، وشادية اتمناها كل الرجالة، لما شافوا كمية الحب اللي واضحه وظاهره زي ظهور الشمس في عز النهار.

خلصت الرقصة وجه وقت افتتاح البوفيه، وأعلن ياسر الجميع يتقدم، وقطع العروسين تورتة الفرح، ثم افتتحوا البوفيه، الفرحه خلتهم مش قادرين ياكلوا اي حاجة، برغم انهم طول النهار مفيش حاجة يعتبر اكلوها، لكن الفرحه فعلا بتشبع، طلبت مرزوقة من العامل يجهز ليهم تربيزة جوة الفيلا عشان يكونوا على راحتهم، وبالفعل اكتر من شيف نفذ طلبها وهي باشرت عليهم بنفسها، وبعدين طلبت منهم يدخلوا يتعشوا جوه، وتحت اصرارها دخلوا، وكان أجمل عشا يضمهم.
خرجت وسابتهم مع بعض، وراحت بنفسها تعمل طبق لياسر وليها، واخدتهم وحطتهم على تربيزة خاصة بيهم هما وبس، وشاورت ليه، وقعد جنبها وقال: صدقيني مليش نفس خالص يا مرزوقة.

مرزوقة حطت الشوكة وغرزتها بقطعة لحم من الديك الرومي، وقربتها من بقه وقالت بدلال: عشان خاطري كل، انا جعانه ومش عايزة اكل لوحدي، شاركني في الأكل، يرضيك اقوم جعانه، وانت عارفني لما بجوع، اتهور وابوظ فرح شوشو؟
ضحك ياسر عليها وقعد وأكل من اديها وقال: لا طبعا ميرضنيش، كلي يا تعبه قلبي معاكي.
مرزوقة بتمثل انها غلبانه وقالت: والله انت ظالمني، هو في حد غلبان ومسكين زي، ده انا نسمه.
ياسر قهقه من الضحك ورد: ما بلاش نسمه زي، ظلمتيها والله، قولي اعصار، زعابيب ماشي لكن نسمه اشك.
مرزوقة مسكت السكينه ووجهت سنها ليه وقالت بغيظ: مين دي اللي زعابيب واعصار يا ياسر، انت بتقصدني انا؟
ياسر بيدعي الخوف، وبيرجع لورا، وبيشاور باستسلام ليها في دعابه منه وقال: لا وعلى إيه، السلاح يطول يا بنت الناس، والفرح يتقلب ميتم، ده انتي احلى نسمه في الكون كله. 
مرزوقة حطت السكينه وابتسمت وقالت: ايوة كده، ناس مبتجيش الا بالعين الحمرا، كل يالا متعطلنيش. 

ادعى ياسر الأكل، لكن عيونه هي اللي بتاكلها، بل بتفترس كل حاجة فيها، ونفسه يشبع منها، اي وقت بيكون معاها بيحس بطعم السعادة، وان الدنيا بيكون ليها طعم تاني بيحسه بس وهي معاه. 

على تربيزة مجدي وشيراز، قالها بضيق: على فكرة عيب اوي تصرفاتك مع مرزوقة يا شيراز، ياريت تخلي بالك  من تصرفاتك دي، واحتفظي بكرهك ليها ده جواكي، مش لازم الكل ياخد باله. 

ردت شيراز بحده وضيق: وانا هكره الخدامه دي ليه؟ لا هي من مستوايا، ولا في جمالي وفي نجوميتي. 
اضايق مجدي من اسلوبها وطريقتها لاول مره، خصوصا لما اتكلمت عنها وقللت منها، يمكن انه حاسس انه اول من اكتشفها وهو اللي صنعها نجمه، فرد بحده اشد منها: لا جهاد اثبتت للكل انها موهوبه، وبكره الفيلم هينزل ويكسر الدنيا وهفكرك، وعرفت بمجهودها من انسانه بسيطة لسيدة مجتمع تشرف اي راجل يقف معاها ويقرب منها، واتعلمت وتعبت، وفاقت كل تصورنا، عشان كده انا بحترمها. 
شيراز زاد غلها منها بعد كلامه، فردت بغيره زايده: والله ما دام عجباك كده اتفضل روح اتجوزها يا مجدي، مستني إيه ؟ 

مجدي بيحاول يكون هادي عشان محدش ياخد باله، رد بهدوء: اهدي يا مجنونه، اتجوز مين بس، هو في حد يعجبني ويملى عيني غيرك ياروحي، انا بس الفكره عجباني التحفه اللي شكلتها وصنعتها مش اكتر، واقفلي بقى على السيرة دي، ويالا عشان تسلم عليهم ونروح تحتفل في عشنا، اشمعنى سليم يكون عريس وانا لأ. 
ضحكت بميوعة وقالت: آآه منك يا ميجو تموت في الانحراف. 
مجدي وهو بيطبع بوسه على اديها رد وقالها مع غمزه بعينه: وهو في احلى من الانحراف يا عمري، يالا انجزي لحسن انا الفولت عندي عالي اووي، والعرسان فتحوا نفسي وزودوه على الآخر . 

رنت شيراز ضحكة خليعة وقامت واخدت شنطتها وراحوا يسلموا على ياسر، ويستأذنوا بالرحيل، وهما ماشين لمحوا العرسان خارجة من الفيلا، استنوا لحد ما قعدوا في الكوشة وسلموا عليهم ومشيوا. 

شاور سليم لشادية تقرب منه فهمس ليها قال : مش كفاية ياقلبي بقى ونروح عشها.
اتكسفت شادية وقالت: زي ما تحب يا روحي.
ابتسم بسعادة وشاور بأيده لياسر، اللي اول ما شافه، اقرب منه وبلغه انهم هيمشوا، بص ياسر لأمه وجواه مش عايز يسبها لكن مكنش في ايده حل، حضنها بقوه وباسها من جبينها واتحرك معاهم يوصلها للفيلا، اتحركت مرزوقة جوه الفيلا عشان تتأكد من هنية انها ودت الأكل ورصته في المطبخ مع الحلويات، وقالتلها ان كل شيء مظبوط، راحت بسرعة تسلم عليها، واول ما وصلت و وقفت قصاد باب الفيلا، فتح سليم الباب، ولسه هتدخل برجليها شادية رفض وقالها بحب: اوعي تدخلي، انا حالف تدخليها متشاله على كفوف الراحه.
اندهش ياسر من كلامه، بينما مرزوقة كانت مش مصدقة ان سليم طلع بالرومانسية دي، بصت بصه لياسر كأنها عايزة تقوله اتعلم منه وخليك رومانسي زيه، لكن مرزوقة اخدته وسابتهم عشان يروحوا للحفله والناس اللي هناك، اتحرك معاها بالعافية وهو في حاله لا يعلمها الا ربه. 

لسه هتعترض شادية، لكنه غافلها وشالها بخفه صقر وطار بسرعة بيها للدور اللي فوق وفتح باب الاوضة وحطها على السرير بمنتهى الحنان والرقة.
فضل واقف سليم بيبص عليها، عايش جمال اللحظة، وتايه في سحر عيونها، لما طال الصمت بينهم؛ وقفت شادية وحطيت كفها على كتفه وقالت: مش عايزاك تزعل مني عشان مرضتش نسافر في اي مكان، انت عارف كان هيبقى صعب عليا اسيب ياسر مره واحده وابعد عنه.

حط سليم صوباعه على شفايفها عشان متكملش، ورد عليها في احتواء منه وتفهم قايل: تأكدي اني عمري ما ازعل منك ابدا، ومش مهم اي المكان يا شادية، المهم انك تكوني فيه معايا، حتى لو المكان ده عشه انا راضي ما دام هتكوني في حضني، ومتشليش هم ياسر انا متفهم جدا العلاقة واحساسه، ومع الوقت هيتعود اكيد على وجودي.
ثم هو احنا هنقضي الليلة كلها نتكلم عن ياسر ولا إيه ؟ في مواضيع تانية اهم من الكلام عنه، انتي ناسية ان في طار لازم اخلصه منك.
استغربت شادية وسألته؟ طار إيه ده؟
سليم بيقرب من شفايفها ويطبع بوسه رقيقة وقال بهيام عاشق حد النخاع: طار قلبي اللي اتعذب سنين في بعادك.. طار حرمان كل ليلة وانتي بعيد عن حضني، وكنت بتمنى يجي اليوم اللي اضمك لحضني... طار كل دمعه نزلت حزن وانا حاسس انك خدعتيني، ومع كل ده كان بيحبك ومعرفش يوم يبطل يحبك، عرفتي طار إيه يا شادية؛ طار شوقي ليكي، وعذاب سنين كتير في بعد وحرمان..

كان بيقول كلامه ومع كل مقطع يغمرعا بعدة قبلات على شفايفها، كانت بستمعه وقلبها مش عارفه تتحكم في دقاته من كتر سعادتها بكلامه، ردها الوحيد هو انها اخدته في حضنها وضمته بكل الشوق اللي جواها وحرمانها منه طول السنين اللي فاتت، وسمعته احلى كلام مغلف بكلمات العشق، بادلها الحضن، وغاصوا في نعيم عشقهم وبدأوا كتابة اول حروف في كتاب عشقهم.

 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

ومر الوقت والجميع انسحب من حوله، وهذا هو الحال، انتهى الفرح ودخل ياسر جوه ومعاه مرزوقة اللي اول ما لمحت الكنبه ارتمت عليها وخلعت جزمتها بتعب وغمضت عيونها في حالة سكون،
كان ياسر في عالمه الخاص متقوقع جواه ومش قادر يخرج منه.. حس بفراغ مميت اول ما رجله دخلت من بابه... احساس الفقد عشش جوه صدره، لما مشفش امه قاعده مستنياه، مكنش سامع صوت مرزوقة وهي بتوصفله اد إيه تعبانه ومرهقه، كأنها بتكلم نفسها، او في دنيا تانيه هو مش فيها، فاق على صوتها العالي: ياسر مالك؟!
انا بكلمك من بدري وانت مش معايا خالص، بتفكر في إيه ؟
ياسر رد بتوهان: انتي بتكلميني؟
مرزوقة بغيظ: لا بكلم خيالي، اصله كان قاعد في ركن بعيد لوحده صعب عليا؛ قولت اونسه شويتين واخفف عنه وحدته، هو في حد غيرنا هنا يا ياسر، طبعا بكلمك انت؟

ياسر قام من مكانه وبصلها باعتذار وقال وهو بيحاول يداري لحظات ضعفه: معلش يا مرزوقة سامحيني مش مركز، هطلع فوق استريح.

قامت مرزوقة وقربت منه، ومسكت ايديه وبصت جوه عيونه، ولمحت اد اية هو حزين وحاسس بالفقدان، اتمنت في اللحظة دي انها تاخده جوه في حضنها وتحتوية بين دراعتها، لكن ياريت اي حاجة نفسنا فيها نقدر نعملها؟! ياريت في لحظة نكسر كل القيود بين الناس اللي بنحبها ؟!
كل اللي قدرت عليه انها ابتسمت بحب وقالتله بترجي: عشان خاطري بلاش تطلع وخليك معايا نسهر، نشغل فيلم وناكل حاجة حلوه.

ابتسمت اكتر وقالت بمزاح: اصل انا ممرتش على الحلو في الفرح يرضيك كده؟
ياسر كان لسه هيعترض لكن هي اتحايلت عليه بطريقة طفوليه، ابتسم و وافق، طلعوا سوا يغيروا هدومهم، وبعد دقايق نزلت مرزوقة وجهزت طبقين حلويات، ومعاهم كاسات مشروبات غازية، وشغلت فيلم واستنته ينزل، واول ما نزلت قامت واقعدته جنبها على الكنبه، وقدمت له التورته واكلته اول قطمه من اديها بكل حب... حسسته باهتمام كان فاقده في اللحظة دي، ان حد يحس بمشاعره ويحتوية من غير ما يدخل في تفاصيل مش عايز يتكلم فيها، وده الدور اللي عملته مرزوقة.. قضوا وقت جميل سوا لحد ما من التعب نامت مرزوقة من غير ما تحس، اتأملها اوي ياسر وقال بصوت هامس لنفسه: 

"بأي ارض جاءت بك حبيبتي...؟!"
وكيف دلفتِ بداخل اعماقي وسبحتي..؟!
بل حطمتي كل حصون قلاعي وسكنتي..؟!
وارتدتي تاج المُلك وتربعتي بداخل فؤادي وانرتي... !! 
فسكني يا اميرتي بداخلي واهدأي !! 
فقلبي لكِ بمثابة الوطن الأمن فطمئني .. 

طال حديثة مع نفسه، وحاول انه يصحيها عشان تطلع لاوضتها، لكن فشلت كل محاولاته، قومها وسندها فرمت براسها على كتفه، اهتزت كل مشاعره، مشي بيها وطلعها على درجات السلم لحد ما وصل لاوضة امه ونيمها على السرير، وغطاها بكل رقه، وخرج بسرعة وهو بيحارب في مشاعره اللي مش عارف يسيطر عليها كل ما بيشوفها قدامه. 

دخل اوضته واول ما حط راسه على المخده، دماغة مبطلتش تتخيل وترسم سيناريوهات، مش قادر يتحملها، نار الغيرة اشتعل توهجها بقت بتحرق فيه بقوة، حط المخده على راسه يسكت الضجيج اللي مش راضي يسكت، لكنه زاد، قعد على السرير وحط ايده على عيونه عشان ميشفش تصوراته اللي عقله بيصورها، فجأه قام ودخل البلكونه وقعد على الكرسي يشرب سجارة يمكن تطفي النار اللي مشعلله جوله، وتسكت الدوشة اللي بدور جوه منه، وسيجاره ورا سيجاره لحد ما خلصت العلبه والصبح أعلن شروقه ليوم جديد، قام وحاول ينام، ومن تعب راسه نام بسرعة. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

صحيت مرزوقة من نومها استغربت هي جت ازاي هنا، اخر حاجة كانت فكراها انها كانت قاعده مع ياسر ونامت مش فاكره حاجة تانية، اكيد هو اللي جابها هنا، لتاني مره يحصل نفس الموقف، اتكسفت من نفسها، وقامت خدت شور وغيرت هدوم الخروج ونزلت تحضر الفطار مع هنية، ساعدتها وحطت كل حاجة على السفره، وطلعت هنية تنادي ياسر اللي اتاخر في نومه. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 
فتحت شادية عيونها على اجمل ملامح بتعشقها، كان سليم عيونه بتشبع منها طول الليل، ابتسمت له برقة وقالت: صباح الحب على عيون حبيبي. 
قرب سليم وضمها لحضنه وقال: صباحية مباركة على أجمل عروسة 
شافتها عيوني. 
شادية رفعت عيونها وباسته من خده وسألته: حبيبي إيه اللي مصحية بدري كده؟ 
سليم وبيلاعب خصلات شعرها وهو غرقان في عيونها وقال: حبيبك اصلا منمتش لحظة من امبارح يا روح قلبي. 
شادية اتعجبت جدا، وهو اكد ليها وقال بكل العشق اللي جواه: ازاي عايزاني اقدر انام في اكتر ليلة حلمت بيها طول عمري، انك تنامي في حضني وافضل امتع عيني طول الليل بيها... هتصدقيني لو قولتلك اني خوفت اغمض لحظة واحده؛ اصحى الاقيكي حلم وافوق على كابوس و وحده من تاني. 

اتأثرت شادية لكلامه، لمست خده بحنان وقالت: انا هنا معاك وفي حضنك يا عمري، ومش هغيب عنك لحظة واحده، ممكن بقى تحاول تنام شوية؟ 
سليم وهو بيزيح المفرش منه عليهم وبيقوم يشد اديها قال بحماس: انام إيه بس، قومي يا عروسة عشان نفطر، انا جعان جدا. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

وبعد مده نزل ياسر، وعيونه مرهقه من قلة النوم، بص على مكان الكرسي الفاضي ومقدرش يقعد، وقال: معلش افطري انتي يامرزوقة، مليش نفس.
مرزوقة وهي بتشده عشان يقعد مكانه قالت : يعني اهون عليك اصحي بدري واقوم عشان احضرلك الفطار بنفسي عشان تفطر تقولي مليش نفس.
ياسر بحزن: دي اول مره اقعد على السفرة وماما مش جنبي، ازاي عايزاني ابلع اللقمه؟

لسه هترد عليه لكن سمعت صوت خبط عالي، الكل بص للباب واتخض، اتحرك ياسر عشان يفتح، ولما فتح اتصدم...

ياترى إيه اللي صدمه؟
وهل خلاص هيعترف بحبه لمرزوقة، ولا هيفضل يقاوم؟
كل ده هنعرفة في حلقه بكره اللي فيها مفاجأت من العيار التقيل اوي، انتظروني وشجعوني جامد اوي الاحداث لسه فيها كتير من الاحداث المشوقة المليانه مشاعر جياشة واحاسيس مرهفه كل ده في روايتي الجديدة المتواضعة..
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent