Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق (3) الفصل التاسع 9 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية الطبيب العاشق (3) الفصل التاسع 9 - بقلم منة جبريل

البـارت التـاسـع
                                    
                                          
ليردف بغضب وهو يتوعد لهم بالمـوت ولا بديل له



- شوفوا حلاوة العصفورة لما تطير



ولم ينتظر وقام بدفع حـوراء لتصرخ بفزع وهى تشعر بجسدها يتهاوى مـن الأعلى ليصرخ ريـان وإيـاد بإسمها وقلبهم على وشك التوقف. 



اتسعت أعين بيجـاد وهو يستمع لصراخهم وهو لم يصل للأعلى بعد فـ المبنى شاهق الأرتفاع.. 



نظر حوله بفزع ليري حبل مثبت بأحد الأعمدة ليقوم بأخذ الجزء الأخـر منـه وقام بربطه حول خصره جيداً وتوجه نحـو الشرفة ليفزع وهو يري جسد حـوراء يمر مـن أمامه للأسفل



لم يفكر كثيراً وقام بالقفز مـن الشرفة وهو يحاول الوصل لها ويتمنى أن لا يكون الحبل قصيراً



كانت حـوراء مغمضة عينيها ونطقت بالشهادة وهى تشعر بالهواء يصتدم بجسدها بقوة.. 



فتكت عيناها بفزع وهى تستمع لصـوت بيجـاد الصارخ



- حـوراء امسكي ايدي



فتحت حـوراء عينيها لتراه يسقط خلفها ولكن معلق بحبل لتمد يدها للأعلى ليستطيع بيجـاد الإمساك بـها وقام بجذبها للأعلى بصعوبة بسبب مقاومته للجاذبية وقام بإحاطة جيدها جيداً 



ليردف بقلق



- هو الحبل دا طوله قد إى .. مصيبة لو كان طوله لحد الأرض



همس لها بهدوء 



- امسكي فيا وغمضي عيونك



قامت حـوراء بلف ذراعيها حول رقبته وأغمضت عينيها وهو يحيط خصرها بذراع وبذراعه الأخـرى ممسك بالحبل وهو يشعر بحرارة شديدة بكف يده بسبب قوة احتكاك الحبل بـه



رآهم الرجل مـن الأعلى ليوجه السلاح نحوهم وأردف



- هتموتوا انتوا الاتنين



نظر له بيجـاد ليستمع لـه وهو يطلق الرصاصة نحوهم ليقوم بلف جسد حـوراء وتلقاها هـو بكتفه لتصرخ حـوراء بفزع بينما امتعق وجه بيجـاد بألم وقد ارتخت يده مـن على خصرها بسبب الرصاصة



ليردف بألم 



- امسكى فيا كويس



ليصرخ بألم عندما توقف الحبل فجأة لتنفلت ذراعي حـوراء مـن حول رقبته ليحيطها بسرعة بذراعه المصاب وهو يشعر وكأن بـه نيران مشتعلة



نـظر إلـى الأسفل ليرى بأنه قريب مـن الأرض بحث عـن ريـان ولكنه لم يجده لينظر إلـى إيـاد وصرخ بـه



- امسكها يا إيـاد



ثم نظر لحـوراء وأردف



- متخافيش غمضي عيونك وإيـاد تحتك احنا قريبين مـن الأرض



أغمضت حـوراء عينيها وتركت رقبته ليقوم هو بترك خصرها بحذر لتتهاوى حـوراء وكان إيـاد أسفلها على أستعداد لتلقفها




                                  
              
وبالفعل استطاع التقاط جسدها قبل أن يرتطم بالأرض وسقط هو أرضا! وهى فوقه بسبب قوة ارتطامها بـه



نظـر لها إيـاد وهتف بقلق وهو يتفحصها



- انتى كويسة .. متأذتيش صح



نظرت له حـوراء وأغمضت عينيها مجدداً غائبة عـن الوعي بعد كل ما مـرت بـه اليـوم 



أما بيجـاد شعـر بمن يسحب الحبل إلـى الأعلى لينظر ليراه ريـان يقـوم بسحب الحبل فهو عندما وجده يقفز خلف حـوراء وأمسك بها لم ينتظر وركض لداخل المبنى حتى وصل للدور الذى بـه الحبل ووجد بأنه طويل جداً لدرجة بأنهم سيصتدمون بالأرض بقوة 



ليقوم بالإمساك بالحبل جيداً وهذا سبب توقف الحبل قبل ارتطامهم بالأرض وظل يجذب الحبل إلـى الأعلى ليساعد صديقه بعدما رآه يلقي حـوراء لإيـاد



حاول الرجل الذى بالأعلى الهرب ولكنه وجـد آسـر وهشـام خلفه ولم يكن لـه سوى أن يقفز مـن الأعلى ليقع صريعاً وقـد إختار المـوت على أن يكون مـع هؤلاء فهو يعلم جيداً ماذا سيفعلون بـه لو قاموا بأخذه



ترجل هشـام وآسـر ليروا ريـان يسند بيجـاد الذى بدأ يغيب عـن الوعى بسبب فقدانه الكثير مـن الدماء



ليتهاوى جسده بالفعل ليقوم ريـان بحمله وخرج بـه مـن المبنى ليري إيـاد وهو يضع حـوراء الغائبة عـن الوعي بالسيارة ليرتجف قلبه بفزع وهو يخشي بأن يكون أصابها مكروه ما!.. 



وضع بيجـاد بالسيارة واحتل هشـام مقعد القيادة وكانت كيـان مـن الخلف تحتفظ رأس بيجـاد على قدميها وهى تبكي بقوة



نظر ريـان حـوله باحثاً عـن سليمان ليراه يجثوا أرضاً وجسده متعرق اقترب مـنه ريـان بسرعة ليجد بأنه مصاب بذراعه ليقوم بمساعدته على النهوض وأدخله السيارة الأخرى واحتل هو مقعد القيادة وانطلقت الثلاث سيارات نحـو المشفي...



كانت العائلة بالمشفي وغيث يحتفظ بكف ليـان بين كفيه وهو ينظر لها بقلق وخـوف فهى بعدما أفاقت ظلت تصرخ بفزع حتى أعطاها الطبيب مهدئ لتغفو مجدداً



كانت صبـا وسميرة تجلسان على المقعد بجوار بعضهم والكيلانى وعامر يتحدثون مـع الطبيب الذى يجرى العملية لتلك الفتاة التى تلقت الرصاصة بصدرها وحسين ومصطفي يتحدثون مـع الحارس الذى أتى بهم الـى المشفي



غادر الحارس بهدوء بعدما أجاب على أسئلتهم ليعودوا حيث موجود البقية لتنهض صبا وهتفت بقلق



- عرفتوا عنهم حاجه



أجابها مصطفي بحنان



- متقلقيش هيكونوا هنا كمان دقايق



هتفت سميرة بعدم مبالاة



- احنا هنقعد هنا كتير ولا اى عاد يا مصطفي مش هنرجع لبلدنا




        
          
                
نظرت لها صبـا بغيظ بينما أردف مصطفي



- ملكيش فيه يا ولية انتى تكتمى خالص و.. 



قاطع حديث مصطفي هرولة الكثير مـن الأطباء والممرضين نحـو باب المشفي الرئيسي ووقفوا بتأهب 



ليردف عامر بقلق



- في اى



أجابه الكيلانى وهو يتجه نحوهم



- تعالى نشوف



توقفت الثلاث سيارات أمام المشفي وترجل ريـان مـن السيارة بسرعة وأخرج سليمان الذى فقد وعيه بالفعل بينما حمل هشـام بيجـاد وآسـر وكيان يسيران خلفه وإيـاد الذى يحمل حـوراء ويركض بها لداخل المشفي بقلب هلع...



وضع سليمان على سرير متحرك وكذلك بيجاد أما إيـاد فرفض وضعها على السرير وركض هو بها لداخل إحدى غرف المشفي



دلف كل مـن سليمان وبيجـاد بغرف مختلفة ومع كل منهم طبيب محترف حتى يقوموا بإخراج الرصاصة مـن جسدهم



ودلف طبيب خلف إيـاد وأردف بسرعة



- اتفضل يا فندم علشان اعرف اشوفها



هتف إيـاد بحدة وقلق



- انت هتهزر اخرج برا 



دلف ريـان ليستمع للطبيب وهو يردف بعملية



- يا فندم لازم اشوفها بسرعة 



هدر بـه ريـان بقوة



- اخرج برا



انزل الطبيب رأسه احتراماً وخرج بصمت ليقترب ريـان مـن حـوراء ورأى نبضات قلبها ليراها منتظمة وكذلك تنفسها ليردف بهدوء وبعض الراحة



- هى مغمى عليها بس 



زفر إيـاد بقوة وانهار أرضاً بجانب الفراش وهو يهدء مـن ضربات قلبه الفزعة وأمسك بكف حـوراء وأسند جبينه عليها وظل يدعوا اللّٰه بأن تكون بخير...



قبل ريـان جبينها وتأكد بأن ليس بها جروح أخرج الخاتم مـن معطفة وألبسها إياه وقبل يدها وأردف بجدية



- هشوف الباقي وانت افضل هنا



أجابـه إيـاد وهو يقبض بحنان على كف شقيقته
- مش محتاج تقولى كدا



تنهد ريـان وخرج لتركض إليـه صبا وهتفت ببكاء



- بيجـاد هو هيكون كويس صح



أجابها بهدوء



- متقلقيش هيكون بخير



وتركها وتوجه نحـو غرفة ليـان ليراها نائمة وغيث بجانبها ليتأكد مـن أن ليس بها شئ خطر وخرج ليتوجه بعدها إلـى شقيقته التى تجلس بين ذراعي هشـام تبكى بخوف



نهضت كيـان واحتضنت شقيقها وهتفت ببكاء



- انا خايفة عليهم يا أبيه




        
          
                
قبل رأسها وأردف بحنان



- متخافيش هيكونوا بخير



خرج الطبيب مـن غرفة بيجـاد وأردف بسرعة



- محتاجين دم بسرعة 



أجابه ريـان بغضب



- والدم اللى فـ المستشفي فين



أجابه الطبيب ببعض الخوف



- هو فعلا فيه بس الموجود مـن فصيلته كيس واحد واحنا محتاحين كيس تانى 



زفر ريـان بغضب وأردف بغضب



- هتتحاسبوا على اهمالكم دا امشي قدامى انا فصيلتي زيه



أومأ له الطبيب بخوف وذهب ريـان أمامه ليعطي صديقه دم منه.. 



كانت صبا تبكى بخوف على زوجها ويحاول مصطفي والبقية التخفيف عنها ليخرج الطبيب مـن غرفة سليمان وأردف براحة



- الاصابة مكنتش خطيرة وهو كويس بس لسه مفاقش



أوما لـه الكيلانى ثم أردف بجدية



- والبنت اللى جات متصابة فـ صدرها



أجابه الطبيب بعملية



- بصراحة يا كيلانى باشا كانت  فـ مكان حساس بس قدرنا ننقذها وهى هتبقي تحت المراقبة لـ 24 ساعة تحسباً لأى مضاعفات مفاجئه وان شاءالله هتكون بخير



وغادر الطبيب ليتنهد الكيلانى وهتف لعامر



- عرف أهل البنت دى علشان ياجوا يفضلوا معاها



- حاضر



أجابه عامر بجدية وخرج مـن المشفي ليكلف بعض الحرس بإيجاد عائلة هذه الفتاة وإخبارهم بالأمر



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فـى اليـوم التـالـى.... 
فـى قصـر الذئب.... 



فتحت حـوراء عيناها وهى تشعر بكف يوضع أعلى جبينها لتراه ريـان وكان يتفقد درجة حرارتها لتبتسم وهتفت بحب



- صدقني انا بخير كفاية تشوف درجة حرارتى كل شوية



أجابها ريـان وهو يقبل جبينها



- متتخيليش احساسي كان اى وانا شايفك بتقعى قدامى



أجابته حـوراء بمرح



- ااه لو كنت مكانى كان احساس جميل كإنك فراشة بتطير



أمسك وجنتها بخفة مردفاً



- انا مش عايزك فراشة انا عايزك حوراء وبس



ابتسمت لـه بلطف ليبادلها الابتسامة وهتف بحنان
- قومى يلا علشان إيـاد زمانه واخد القصر جولة مـن قلقه عليكي



نهضت حـوراء على الفور وهتفت



- لى ما انا امبارح قولتله انى بخير




        
          
                
ونهضت بسرعة لكى تبدل ثيابها ليبتسم ريـان وكانوا بعـد دقائق بالأسفل.. 



احتضن إيـاد شقيقته وهو يأكد نفسه للمرة الألف بأنها بخير واحتضنتها آيـة وأريب و رُواء وهم يطمئنون عليها.. 



- حـوراء



كان هذا صـوت ليـان الذى يأتى مـن اعلى الدرج



لتنظر لها حـوراء لتردف ليـان



- تعالى كيـان محتجاكى فـ حاجه



نظرت حـوراء إلـى إيـاد ليبتسم لها وأردف بحنان



- اطلعي 



ابتسمت له وصعدت للأعلى ودلفت غرفة كيـان لتراها تقف أمام المرآة وهى تزفر بغضب ولا تعلم كيف تقوم بوضع الحجاب على رأسها



اقتربت مـنها حـوراء وامسكت الحجاب منها وهتفت بحنان



- انا هساعدك وانتى ركزى معايا علشان تتعلمى هو بسيط وسهل خالص



أومأت لها كيـان وظلت حـوراء تعدل الحجاب على رأسها وأخفت بـه ما يجب أن يُخفي تحت تركيز كيـان الشديد لتتعلم كيفية وضعه



ابتعدت حـوراء ونظرت لها وهتفت بحب



- بجد انتى جميلة اوى



نظرت كيـان إلـى انعكاسها وكانت ترتدى جيبة باللـون الاسـود وأعلاه إدنـاء باللـون البُنىّ الفاتح وحجاب باللـون الاسـود 



هتفت كيـان وهى تأخذ نفساً عميقاً



- مش عارفة هيكون رد فعلهم اى وخصوصاً أبيه



أجابتها حـوراء وهى تمسك كيف يدها لتشعر بهـا باردة كالثلج بسبب توترها



- أقدر أأكدلك ان دا أكتر شخص هيفرحلك .. وعايزة اقولك استغلى دا اطلبي أى حاجه منه هتكون عندك



أنهت حديثها بنبرة مرحة لتخفف مـن توترها لتردف ليـان



- يلا انا متحمسة أشوف رد فعلهم .. انتى امبارح رفضتي تقوليلهم لإن الحجاب وقع منك ولما سألوكي عن الدريس قولتيلهم ان الفستان انشق ومكنش ينفع تقعدى بيه لانك كنتى حابة تكونى بصورة كاملة قدامهم وأهو اخيراً يلا بئاا



ضحكت حـوراء وخرجوا ثلاثتهم وكانت كيـان تسير خلف حـوراء وليـان وترجلوا الدرج ببطء 



حتى وقفت حـوراء وليـان أمامهم ليردف ريـان



- كيـان فين



ابتسمت حـوراء بشدة وأردفت بحماس



- في مفاجأة ليكم كلكم وانا متأكدة انكم هتطيروا مـن الفرحة بسببها زى ما انا طايرة دلوقتى



ضحك ريـان على معشوقته وسعادتها الكبيرة بينما هتف بيجـاد الذى كانت يده مرفوعة لـى صدره برباط طبي حتى تُشفي تماماً



- لا انا حرمت مـن الطيران كفاية عليا كدا



ضحكت ليـان ثم هتفت حـوراء




        
          
                
- نبدأ بسم الله



وابتعد هى وليـان لتظهر كيـان مـن خلفهم والتى كانت تنظر إلـى الأرض بتوتر وسعادة .. نهض ريـان وعلت قسمات وجهه الصدمة، الذهول و الفرحة



اقترب منها ببطء ورفع رأسها وظل يتأملها مـن أعلى رأسها لأخـر قدمها بسعادة شديدة التمعت أعين كيـان بالدموع وهى ترى ابتسامة شقيقها التى أظهرت صف اللآلـئ خاصته



احتضنها ريـان بقـوة مردفاً



- أحلى مفاجأة حصلت فـ حياتـى كلها .. مبروك يا كيانـى .. بس امتى ولى مش قولتيلي



اجابته كيـان بسعادة



- علشان اشوف الفرحة دى على وشك دلوقتى



قبل ريـان جبينها بعمق وهو حقاً لا يستطيع التعبير عـن فرحته فهى كانت أكبر مـن أن توصف بالكلام



عانقها عامـر بسعادة شديدة وكذلك البقية وباركت لها الفتيات بفرحة شديدة...



اقترب بيجـاد وهو يفرد ذراعه السليمة بفرحة ومرح
- قلب بيجو



ابتسمت كيـان وخطت للأمام نحوه على استعداد لإحتضانه ولكنها وجدت مـن يمسك بساعدها يرجعها للخلف ولم تكن سوى حـوراء والتى وقفت أمامها بوجه بيجـاد تنظر لـه بحاجب مرفوع



نظر لها بيجـاد بإستغراب لتردف حـوراء بإبتسامة 



- لا مش هيحصل بارك مـن بعيد مـن دلوقتى حجات كتير هتتغير



نظر لها بيجـاد فاتحاً فمه بذهول ثم نقل بصره لريـان الذى كان يشاهد وعلى وجهه ابتسامة مُستمتعة ليردف بذهول



- اى يا ريـان قول حاجة



هتفت حـوراء بجدية



- قولت مش هيحصل ويلا بارك مـن بعيد



أجابها بيجـاد بغيظ



- بس دى كيان!! 



ابتسمت له حـوراء نصف ابتسامة مردفة



- وهى بنت عمك ومينفعش تلمسها ودلوقتى اتفضل



رمقها بيجـاد بغيظ ليجد هشـام يمسك بذراعه السليم مردفاً وهو يحاول كبح ضحكاته



- تعالى الحال مـن بعضه 



وأخذه للمكتب حتى يناقش معه الوضع بهدوء فهو يعلم تهور بيجـاد



ليردف أيـان بمرح



- طب انا صغير وينفع صح



أجابته حـوراء بإبتسامة 



- لا



ضحك أيهم بقوة مردفاً



- مبارك يا كيـان 



وأردف غيث بإبتسامة 
- مبارك يا كوكو



- الله يبارك فيكم



كانت هذه اجابة كيـان البسيطة ولكن كانت بسعادة شديدة




        
          
                
لتردف حـوراء بمرح



- شايفين الناس العاقلة



ضحك غيث وأيهم بينما هتف حسين



- الحمدلله انا عمها تلاقي بيجـاد هينفجر دلوقتى



ضحكت كيـان وجلست بجانب شقيقها الذى احتضنها بحنان



- انا مبسوطة أوى 



فـى داخل المكتب...



أجابه بيجـاد بإعتراض



- لا وأبعد كدا دى أختى وانا مربيها على إيدي ازاى يعنى ابعد عنها



هتف هشـام بهدوء وهو يكبح ضحكاته بصعوبة



- ما انا كمان مربيها وبنتى واختى وحبيبتى ودنيتي بس كلامها صح والمفروض كنا مـن الأول نعمل كدا بس احنا محبناش نغصبها 



هتف بيجـاد وهو يرفض تخيل بأنه لن يستطيع احتضان مـن يعشقها قلبه مجدداً



- مااشي انا مبسوط لإنها لبست الحجاب بس مقدرش ابعد عنها يا هشـام افهم دا



ربت هشـام على كتفه مردفاً



- محدش فينا هيبعد عنها احنا هنفضل زى ما احنا لكن بتغيير واحد وهو إنك متلمسهاش 



نظـر لـه بيجـاد بغيظ ولم يتحدث ليكمل هشـام



- اعقل بقى علشان متزعلش كيـان وانت شوفتها مبسوطة ازاى واتقبل الموضوع لإن دا الواقع



تنهد بيجـاد وخرج مـن المكتب تبعهُ هشـام المُبتسم ليردف بيجـاد بإبتسامة وهو يجلس بعيداً عنها



- مبارك يا كوكو 



أمالت كيـان رأسها بلطافة مردفة



- الله يبارك فيك يا بيجو



ابعد بيجـاد وجهه وهو يزفر بغيظ مردفاً



- بلاش اللطافة دى



ضحكت كيـان بينما هتفت حـوراء



- معلش بس دا الصح



رمقها بيجـاد بجانب عينه ولم يتحدث ليضحك الجميع على غيظه مـن الإبتعاد عـن كيـان ليردف ريـان وهو ينهض



- طيب هروح الشركة 



نهضت كيـان وحـوراء مردفين معاً



- متتأخرش



ابتسم لهم ريـان وقبل رأس كل منهما وأشار لهشـام بأن يأتـى معه لينظر هشـام إلـى آيـة مردفاً



- مفيش متتأخرش



اتسعت أعين آيـة وأحمرت وجنتيها خجلاً ليجد هشـام مـن يدفعه بقوة مـن ظهره يليه صـوت إيـاد الحـاد



- حاضر هقولهالك فـ الطريق



قهقه هشـام وخرج وخلفه إيـاد لتنهض حـوراء وهتفت



- بعد اذنكم بس محتاجة كيـان



أجابها الكيلانى بحنان



- اتفضلى يا بنتى وخدى البنات معاكى




        
          
                
وبالفعل نهضت الفتيات وذهبوا إلـى الأعلى بغرفة كيـان حتى يعلموها بعض الأشياء التى يجب عليها فعلها والتى لا يجب عليها فعلها...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كـان سليمان يرفع ذراعه إلـى صدره برباط طبّي كـ حال بيجـاد ليردف ريـان بهدوء



- تقدر تاخد اجازة لحد ما تُشفي يا سليمـان



هتف سليمان بجدية



- شكراً يا باشا بس ملوش داعى انا بخير



أومأ لـه ريـان وصعد بالسيارة ومعه هشـام وانطلقوا نحـو الشركة ويتبعهم سليمان وبقية الحرس بسيارة أخرى.. 



كـان سليمـان يقف كعادته فـى مكانه المخصص أمام الشركة لتأتيه مكالمة ليضع يده السليمة على
 السماعة التى بأذنه ليستمع لصـوت خشن وهو يردف



- قول للذئب ان دى مجرد البدايـة ولسة المفاجآت فـ الطريق



ولم ينتظر رد سليمـان وأغلق المكالمة لتتهجم ملامحه ودلف بخطوات قويـة لداخل الشركة وقبل أن يدلف للمصعد استمع لصـوت شهقة يليه صـوت تعرف عليه جيداً



وكانت شيمـاء التى كانت متجهة إلـى مكتبها ورأت سليمـان لتُفزع عندما رأت يده لتقترب مـنه بسرعة وهى تردف بقلق متفحصة ذراعه



- سليمـان حصل اى .. مال دراعك انت كويس؟!! 



وكانت يدها تمُـر بقلق على ذراعه وكان سليمان ينظـر لها إلـى الأسفل بسبب قصر قامتها بعيناه السـوداء القاسية ليبتعد خطوة إلـى الخلف وهتف بقسوة



- دا شئ ميخصكيش وابعدى عنى أفضل ليكي



والتفت ليذهب ليراها تقف أمامه ترمقه بعينيها الزرقاء الممتلئة بالدموع مردفة بصـوت متحشرج



- حاضر هفضل بعيدة عنك بس قولى حصلك اى 



تنهد سليمـان بقوة ليردف منهياً النقاش



- مجرد رصاصة ابعدى بقى



أجابته بقلق ولم تستطع الصمود لتنهمر دموعها



-طيب وايدك كويسة



أجابها بإقتضاب وهو ينظر بعيداً



- كويسة



وتركها ودلف للمصعد لتظل هى تنظر لـه بينما هـو كان ينظر بعيداً حتى أُحجب عـن ناظريها بسبب انغلاق باب المصعد لتزيل دموعها وتوجهت نحـو مكتبها لترى صديقتها " سمر " التى انتهت فترة عقوبتها وهذا أول يـوم لها



لتحتضنها شيمـاء وانفجرت بالبكاء اشتياقاً لها وحزناً على حالها وما أصاب قلبها مـن ألم... 



دلـف سليمـان إلـى مكتب ريـان وكان معه هشـام يتحدثون بأنر ما وهتف بجدية



- جاتنى مكالمة يا باشا وفيها رسـالة لحضرتك وبتقول ..... 




        
          
                
وأخبره عـن ما وُرد بالمكالمة مـن كلمات تهديد لتقتم أعين ريـان وهتف بغضب



- الغبي ميعرفش اننا عارفين انه هو فاروق علشان كدا هنقلب اللعبة ونفاجئه احنا



اتفضل يا سليمـان وجهز الرجالة علشان فى مهمة ليهم



انهى حديثه وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه ونظرة
 متوعدة ليومئ سليمـان وخرج ليردف هشـام بغضب



- الـ**** احنا لازم نخلص منه فـ اقرب وقت دا بيلعب بطرق وسخة واحنا مش ضامنين هيستهدف ميـن بعـد الملكة 



أراح ريـان جسده إلـى الخلف على المقعد مردفاً
- متقلقش مـن دلوقتى كل حاجه هتمشي زى ما انا عايز



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



- فهمتى يا كوكو



أردفت بهـا رُواء بهـدوء لتنظر لها كيـان بتوتر وهزت رأسها بالنفي ثُم نظرت إلـى حـوراء التى كانت تراقبهم بصمت



لتبتسم حـوراء لها ونهضت وجلست بجوارها وهتفت بحنان



- انا هفهمها يا رُواء



أومات لها رُواء ونهضت لتمسك حـوراء كـف يدها وهتفت بحنان وهدوء لكى تفهم الأخرى



- بصي انا دلوقتى هقولك على اللى تقدرى تحضنيهم وتسلمى عليهم بالإيـد



أومأت لها كيـان لتفرد حـوراء اصبح مـن أصابع كيـان وهتفت



- دا ريـان .. وقامت بفرد الإصبع المجاور له وأكملت .. ودا باباكى .. ودا عمك حسين ودا عمك مصطفي ودا جدك الكيلانى 



.. كدا الخمسة دول تقدرى تلمسيهم باقي الرجال لا ممنوع منعاً باتاً .. فهمتى يا روحى



صمتت كيـان قليلاً وهتفت برقة



- فهمت .. طيب واتش وبيجو انا متعودة عليهم



وضعت حـوراء كفها على وجنة الأخرى برقة مردفة



- مع الوقـت هتتعودى الجنة تستاهل يتعمل علشانها أى حاجه صح



أومأت كيـان برأسها بلهفة وهتفت بحماس وسعادة



- احكيلي كمـان عـن أحداث حصلت فـ عهد سيدنا " مُحَمَّد " عليه الصلاة والسلام 



ابتسمت لها حـوراء وهتفت 



- عليه الصلاة والسلام .. حاضر هحكيلك موقف المغذي منه إنك لو شُفتى واحـد ميئوس مـن حالته انه يُهتدى انتى متيأسيش وتحاولى برضه معاه لعل وعسي تكونى سبب هدايته .. ماشي! "



أومأت لها كيـان بحماس لتردف حـوراء



- لما بدأ الملسمين بالهجرة إلـى " الحبشة " فى أوائل الإسلام، أحد مـن الصحابـة أخذ زوجته وخرج مُتخفياً مـن "مكة" ليذهبوا إلـى "الحبشة" وخرجوا مـن "مكة" يركبون البحر عـن طريق " جدة " فـ وضعوا متاعهم (أشياءهم) يستريحون ثُم تذكروا شيئاً قـد نسوه فـى البيت 
فقال لزوجته : ابقي هنا مع المتاع وانا هرجع للبيت وأُحضر اللى ناقص وأعود إليكِ، وانتبهي! إن مَـرّ بكِ أحـد مـن المشركين فـ لا تخبريه أنّا مهاجرون إلـى الحبشة 
قالت لـه زوجته : حاضر
غادر زوجها فـ مَـرّ بها مَـن كان فى وقتهِ قبل أن يُسلم أعظم الناس تعذيباً للمسلمين " عمر بن الخطاب " رضــــىَ اللّٰهُ عنه .. وكان قوياً ومُهيباً 



فقال لها : ما أقعدكِ فـى هذا المكان ؟!! 



قالت لـه : نُهاجـر .. مِـن شدة خوفها صَدَقَت 



قال لها : إلـى أين ؟ 



قالت لـه : ضيقتم علينا فـى دينِنا ونُهاجر إلـى الحبشة



يعنى مدام خربانة خربانة تقول الصدق ويضربها ولا يعذبها أهـو قالت الصدق ومكذبتش وحصل اللى حصل



فـقال " عُمر " رضـــيَ اللّٰهُ عنه : إنـى أسأل اللّٰهَ أن يجعل لكم فرجاً ومخرجاً



ثُم مضي وتركها ففركت المرأة عينيها وتقول بينها وبين نفسها " هذا " عُمر "! ولا واحد بصورة " عُمر "؟! يعنى واحد يشبهه وبعدين قالت .." لا هذا "عُمر "



فلما عـاد زوجها وقال لها : هيا احملى المتاع .. هل مَـرّ بكِ أحد؟! 



فوجد على وجهها علامات الدهشة فسألها عما بها فقالت له : مَـرَّ بـي " عُمر "



فقال فـى صدمة : " عُمر " هل علم بأنّا سنُهاجر 



قالت : نعم، أخبرته



قال : و اللَّه خربت هجرتنا خلاص 



فقالت لـه : لا، إنى والله لأرجو بـه خير فقد قال لى كذا وكذا ( أخبرته بما قاله لها " عُمر ") وانا أرجو أن يهتدى ممكن يدخل فـ الإسلام 



فقال : ماذا !!.." عُمر بن الخطاب " يُسلم !!... والله لو يُسلم حِمار الخطاب لا يُسلم " عُمر بن الخطاب " 



مـن شدة اليأس قال هذا وبمعنى حديثه أنه مـن شدة يأسه يتوقع مـن الحِمار الخاص بالخطاب أن يُسلم " وعُمر بن الخطاب " لا 



وإذا بالهداية تنزل على قلب " عُمر " رضـــىَ اللّٰهُ عنه ويدخل فـى الإسلام ويُصبح ثاني رجل فـى الإسلام بعـد _ رسول اللّٰهِ ﷺ _ وأبـا بكر " الصديق " _ ومـن العـشرة المبشرين بالجنة ويُقتل شهيداً فـى سبيل اللّٰه ﷻ



الرجل لم يكن يعلم ما سيحدث إنما استسلم ليأسه ولأجل هذا لا يجب علينا اليأس مـن شخص نحن نراه بعيداً كل البُعد عـن اللّٰه لأننا لا ندرى ما يخبئ له اللّٰه فى المستقبل بل يتوجب علينا المحاولة معه وأن نُريه طريق الصواب



هتفت كيـان وكانت عيناها ملتمعة بالدموع



- فعلاً انا هاخد القصة دى عبرة واعمل بيها



ابتسمت لها حـوراء وهتفت



- ان شاءالله 



أردفت آيـة برقتها المعهودة



- فى أسئلة عايزة تسأليها



أردفت كيـان سريعاً



- بصراحة انا عايزة منكم تحكولى عـن سيدنا " مُحَمَّد " عليه الصلاة والسلام اكتر واكتر



_عيوني



رددت بها حوراء بحماس والتففن بجانبها مكونين حلقة وبدأن يتحدثن في أمور عدة من التي قد تفيد كيان فيما بعد، وكانت تلك بداية جديدة تمامًا لها. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




والسَّلام. 
مِـنَّـــــة جِبريـل. 




        



google-playkhamsatmostaqltradent