رواية الطبيب العاشق (3) الفصل السادس 6 - بقلم منة جبريل

  

 رواية الطبيب العاشق (3) الفصل السادس 6 - بقلم منة جبريل

البـارت السـادس
                              
                                    

نظـر ريـان وهشـام بإستغراب إلـى بيجاد الذى تصنم مكانه ولم يستطيعا رؤية ما يحدق بـه بيجـاد



أردف ريـان بإستغراب



- بيجـاد مالك



ابتعد بيجـاد عـن الباب ليصدم ريـان وهشـام بوقوف حـوراء أمامهم تتطلع لريـان بنظرات يقسم بأنـه شعـر وكأنها سكاكين تغرز بقلبه بدون رحمة.. 



تقدم ريـان نحوها وهتف بثبات وهو يتمنى أنها لم تستمع لشئ



- حـوراء فى حاجة؟ 



لم ترد حـوراء بل ظلت تنظر لـه بصمت ليحمحم هشـام وهتف وهو يجذب بيجـاد خلفه



- نستأذن احنا .. تصبحوا على خير



وخرجوا مـن المكتب ليردف ريـان وهو يقترب منها



- انتى كويسة



وفور خروج هشـام وبيجـاد انهمرت دموعها بغزارة وكأنها كانت تنتظر رحيلهم ليغمض ريـان عينيه وقد علم بأنها استمعت لحديثهم



التفتت حـوراء وصعدت إلـى الأعلى ركضاً بينما لا ترى أمامها مـن دموعها ليركض ريـان خلفها وهو يهتف بإسمها



حتى دلف إلـى غرفتهم واستمع إلـى انغلاق بـاب غرفة الملابس ليتجه إليها وحاول فتح البـاب ليجده مغلق واستمع إلـى صـوت شهقاتها 



ليتجه نحـو طاولة وفتح أحد الأدراج وأخرج عدة مفاتيح واختار واحدة مـن بينهم وعاد للبـاب وقام بفتحه بالمفتاح فهو دائماً ما يجعل مفاتيح اضافية لكل الأبواب.. 



دلف إلـى الغرفة ونظر حوله لينشطر قلبه نصفين وهو يراها تختبئ بأحد أركان الغرفة تكتم فاهها بكف يدها وعيناها لا تتوقف عـن ذرف الدموع حتى أصبح جفنها محمراً وكذلك أنفها.. 



جلس أمامها نصف جلسه وورفع يده وأزال كفها عـن فمها لترتمى بأحضانه محيطه خصره بكامل قوتها وأجهشت ببكاء مرير ليضمها إليه وهو يبتلع غصة مؤلمة بحلقه 



هتفت حـوراء مـن بين بكائها



- لي يا ريـان .. لى تكذب عليا وتخبي عنى حاجه زى كدا لى مقولتليش انى انا اللى مـ.. 



قاطعها بهدوء فى محاولة لإخفاء ما بـه مـن ألم بسبب بكائها هذا



- خلاص اهدى 



ونهض بعدما حملها بين ذراعيه لتحيط عنقه بذراعيها وخبأت وجهها فى صدره ودموعها تأبى التوقف



وضعها على الفراش وأزال حجابها برفق وهى بين ذراعيه وفرد شعرها خلفها حتى لا يزعجها وقبل فروة رأسها بحنان



أردفت حـوراء بحزن يأكل فؤادها



- انا آسفة



ضيق بين حاجبيه بتعجب لتبتعد هى برأسها ونظرت لـه بسوداويتها التى تلمع بحزن وأكملت
    
                
- انا آسفة لإنـى مش قادرة اجيبلك بيبي 



تنهد ريـان بحرارة وهتف بهدوء



- مشوفتش حد قبل كدا نفسه فـ بيبى وهو أصلا معاه



نظرت له بعدم فهم ليقبل وجنتها المحمرة وهتف بحب



- انتى طفلتى وكل حياتى وانا مكتفي بيكي



هزت رأسها بالرفض ليحتضنها بقوة مردفاً



- متفكريش فـ حاجه ولو لينا نصيب ان يكون لينا طفل هيحصل



هتفت حـوراء وهى بين ذراعيه



- انا بحبك ياريـان



نبض قلبه بعنف وكأنه لأول مرة يسمعها منها وقبل جبهتها ورأسها مردفاً بعشق تغلل بداخله



- بعشقك يا فاتنتى



خبأت وجهها بصدره وأحاطت خصره ليضمها لـه بحنان وكأنه يريد إدخالها بين أضلعه لتسكن بدلاً عـن قلبه لتغفو هى سريعاً بين دفئ ذراعيه رغـم ما بداخلها مـن ألم تصبـر وهى تنتظر الفرج فما تعسرت إلا وتيسرت



ليظل هو طوال الليل مستيقظاً يتأمل ملامحها التى يحفظها عـن ظهر قلب فهو أصبح مُتيم بهـا وبين الحيـن والآخـر يقبلها أعلى رأسها بدون أن يزعجها أثناء نومها والذى ظهرت بـه مستكينة تماماً... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



صبـاح يـوم جديـد.. 



يقف سليمان أمام الحـرس بذلك المكان المتواضع والذى ينتشر منه الدفئ والمحبة بين أهلها وهتف بجدية



- حصل اى



أردف أحـد الحراس بإحترام



- لقيناه، وهو محجوز عندنا دلوقتى وعرفنا ان اللى وراه واحد مـن رجال الأعمال اللى الذئب باشا بيتعامل معاهم بس مرضيش يصرّح عـن اسمه



همهم سليمـان وهو يومئ بخفة وعيناه تجول بالمكان بين أولئك المارين وكل منهم يبتسم بوجه الآخر ليتهجم وجهه أكثر واحتدت عيناه وازداد سوادها وهو شارد بالمارين وكأنهم يذكرونه بشئ هو لا يريد تذكره.. 



فاق مـن شروده على صـوت أحد الرجال وهو يردف



- باشا



نظر له سليمان ليكمل الرجل



- نعمل فيه اى دلوقتى 



أجابه سليمان ببرود



- تطلعوا منه المعلومات وتعرفوا مين رجل الاعمال دا بأى طريقة ولو متكلمش خلصونا منه



أومأ له الرجل ليشير لهم بيده بأن يرحلوا ليرحل الرجال بينما وضع سليمان كفوف يده بجيب بنطاله وسار وهو ينظر حوله حيث العمارات والطرقات والمارين من أطفال ونساء ورجال بجميع أعمارهم.. 



بينما هو شارد بالنظر حوله لم يرى تلك التى تركض بسرعة وهى تصرخ بفزع وخلفها كلب يركض خلفها 




        
          
                
تجمع المارين وركض بعض الشباب خلف الكلب حتى يستطيعوا ايقافه ولا يؤذيها بينما هى اصتدمت بسليمان وكادت أن تسقط أرضاً لولا تشبثها هى بسترته بينما هو لم يعبأ ولم يخرج حتى كفوف يده مـن جيب بنطاله لمساعدتها



ولم تكن سوى شيماء والتى صُدمت مـن وجوده بهذا الوقت الباكر مـن الصباح لتتذكر أمر الكلب لتعتدل فى وقفتها ووقفت خلفه وتشبثت بسترته وهى تصرخ بفزع



- صاحب الكلب دا ياجي يلمه مش كل يـــوم هيحصل المول دا وكإنه مسلط الكلب عليــا



استطاع الشباب بإمساك الكلب مـن الرباط الذى برقبته والذى انقطع مـن المكان الذى كان مربوطاً فيه حتى يركض خلف هذه الفتاة 



أردف أحد الشباب بضحك



- خلاص يا شيماء مااحنا كلنا بنعدى ومش بيتكلم بس انتى بتعدى بتستفزيه لدرجة بتخليه يقطع الحبل ويجرى وراكى



تركت شيماء سترت سليمان وقد تناسته تماماً وهتفت بغيظ



- يا سلام على اساس انى بطلعله لسانى دا هو اللى مجنون واول ما بيشوفنى كإنه شاف جن .. اقولكوا حل احبسوا الكلب دا فـ بيت حديد 



أردف نفس الشاب بضحك



- لى بس دا حتى بيخليكي تعملى رياضة على أول الصبح 



هتفت شيماء وهى تقلد الشاب بغيظ



- لى بث دا بيخلتي تعملى رياضة نينينينيني



ضحك باقي الشباب وكذلك الشاب معهم وغادروا ومعهم الكلب فهذه الحارة كبيرها بصغيرها يمرحون معاً ولا يحملون البغضاء لبعضهم أبداً ودائما هم موجودين لمساعدة بعضهم البعض 



تأففت شيماء وحركت شعرها بيدها وهى تنثره بالهواء تعدل وضعيته التى ساءت لترى سليمان واقفاً كما هو وكأنه صنم ينظر أمامه بشرود



لتقف أمامه وهى ترمش بعينيها عدة مرات لتردف بهمس



- اكيد مش شايفنى رغم انى واقفة قدامه .. اى يابنتى انتى مش شايفة فرق الطول انتى يادوب راسك عند بطنه 



انهت حديثها وهى تضرب جبهتها وتفكر فيما هو شارد لترتفع على أصابع قدمها ورفعت يدها والتى بالكاد وصلت إلـى وجهه وطرقعت بأصابعها وانخفضت بسرعة وهى تستعيد توازنها فهى فى محاولة الوصول إلـى طوله كادت أن تسقط على الأرض



نظـر لهل سليمان بعيناه القاتمة لتسرى قشعريرة بجسدها وهتفت بإبتسامة 



- صباح الخير يااستاذ سليمان .. بقيت اشوفك هنا كتير خير بتدور على حد، انا اقدر اساعدك على فكرا انا عارفة كل شخص هنا مـن الرضيع للكهل اتفضل اسأل



رمقها سليمان بجمود ثم التفت ليغادر لتمنعه هى حينما وقفت أمامه وهتفت بغيظ



- على فكرا لازم تبدى احترام للى واقف قدامك وبيكلمك مينفعش الاسلوب دا




        
          
                
نظر لها سليمان بحدة واردف بغضب 



- انتى ناسية نفسك ياروح امك ابعدى من وشي أحسن ما أخليه آخر صباح ليكي 



رمقته بعينها الزرقاء بغيظ تحول بثوانِ لحزن واخفضت رأسها وابتعدت مـن امامه لتجد مـن ينادى عليها بلهفة لتنظر نحـو الصوت لتجد والدها وصاحب ذلك الكلب



أردف والدها بقلق



- انتى بخير يا حبيبتي حصلك حاجه



أشارت له بالنفي ليردف صاحب الكلب



- والله يابنتى ا عارف لى انتى بالذات بيجرى وراكى رغم انه مسالم خالص



هتفت شيماء بمرح مصطنع وهى تخفض بصرها لكي تخفى دموعها



- محصلش حاجه يا عمو وبعدين انا اتعودت عليه ولو صحيت فـ يوم ومجريش ورايا هروحله انا بنفسي اخليه يجرى ورايا ما احنا بقينا صحاب خلاص 



ضحك العم وربت على رأسها بحنان وغادر بينما أردف والدها بقلق



- لى الدموع دى متأكدة ان الكلب ملمسكيش 



أومأت له وهتفت بهدوء



- دا تراب دخل فـ عيني انا وبجرى يا بابا 



قبل والدها رأسها بحنان ليلاحظ ذلك الواقف يعبث بهاتفه وعلم أنـه ليس مـن هنا فهذا الوجه جديد على حارتهم



أردف والد شيماء بجدية



- خير ياابنى فى حاجه تحب نساعدك فـ حاجه



التفت سليمان ليرى رجل كبير بالسن تقريياً ومعه تلك الشيماء ليغلق الهاتف وهتف بجدية



- لا 



اردف والد شيماء بحنان



- طيب تعالى اتفضل 



اردف سليمان بهدوء



- شكراً بس ورايا شغل



أمسك والد شيماء كف يده وهتف بحنان



- تعالى افطر معانا مااهو مش معقول تعدى مـن هنا ومحدش يضيفك تعالى، يلا يابنتى اتحركى قولى لوالدتك تحضر الفطار



أومأت لـه شيماء وركضت أمامهم للمنزل بينما حاول سليمان الاعتراض ولكن لم يستطع أمام رغبة هذا الرجل الحنون وكذلك بعض الرجال الذين التفوا حوله يقنعوه بأن يتناول معهم الفطار ليوافق بعدما رأى هذا الكم مـن الحنان بوجوههم



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



لاحظت آيـة وأريب شرود أخيهم الذى أصبح عليه منذ عدة أيام ليشعرا بالقلق عليه وهتفت آيـة بقلق



- انت بخير ياإيـاد



لم يسمعها إيـاد لتمد يدها ووضعتها على ذراعه لينتفض الآخر لتردف بحزن



- انا آسفة مقصدتش



ابتسم لها إيـاد وقبل يدها واردف بحنانه المعتاد عليهم




        
          
                
- انا اللى آسف .. قولتى حاجه ياأميرتى



اردفت أريب بعدم رضا لحالة أخيها



- مالك ياإيـاد بقيت على طول سرحان فى حاجه مخبيها علينا



نظر لها واردف بهدوء



- كل خير يا أميرتى والنهاردة هتيجي الأميرة التالتة علشان عايز اتكلم معاكم بخصوص حاجه مهمة وبالأخص انتى ياأريب



قلقت أريب وهتفت



- خير ياإيـاد كدا هتقلقنى



قبل ىأسها وهو ينهض مردفاً بحنان



- متقلقيش كل خير يلا خلصوا فطوركم وانا خليت شوية فطور لماما أمينة لما تصحي طلعوه ليها .. هروح الشركة دلوقتى خلوا بالكم على نفسكم ولو عايزين حاجه اتصلوا عليا



أومأوا لـه ليقبل جبين كلاً منهم وغادر لتردف أريب بقلق



- فى اى ياآيـة انا خايفة



هتفت آيـة بهدوء



- تفاءلى خيراً ياحبيبتي .. وبعدين مش ممكن يكون بخصوص كلية الطب اللى هتدخليها وحابب يعملهالك مفاجأة والله اعلم اذا كان أمر غير وان شاءالله يكون خير برضه 



أومأت لـها أريب وهتفت 



- ان شاءالله خير ولما تيجي حـوراء هنعرف .. انا هتصل على رُواء وحشتنى أوى ومكلمتهاش غير مرتين مـن وقت ما مشيت



هتفت آيـة بلهفة واشتياق حقيقي



- وانا كمان وحشتنى 



قامت أريب بالرنين عليها وفى هذا الوقت عند رُواء بغرفتها والتى كانت نائمة أثر ارهاقها ووجع جسدها



استيقظت على رنين هاتفها والذى مان برنة مخالفة لتجيب غلى الفور وهى تردف بسعادة محاولة اخفاء المها



- أريـــب وحشتيني



أجابتها أريب بصراخ وسعادة



- وانتى وحشتيني اوى 



واردف آيـة هى الأخرى



- وحشتينا اوى يا ُرواء اخبارك اى 



= انا بخير الحمدلله وانتوا عاملين اى وكمان الأميرة التالتة وخالتو أمينة



أجابتها آيـة برقة



- بخير الحمدلله



لتردف أريب بمكر



- طب مش هتسألى على أمير الأميرات



توترت ُرواء وهتفت بهدوء



- قدمتى لكلية الطب ولا لسة



علمت أريب بأنها تغير الحديث لتردف بهدوء



- معرفش لو إيـاد قدملى هيقولى بس هو لحد الآن مقليش حاجه



هتفت آيـة و ُرواء معاً




        
          
                
- خير ان شاءالله



= ان شاءالله 



هتفت آيـة وهى تنهض



- عن اذنك يا ُرواء كملى كلام مع أريب



اجابتها ُرواء بهدوء



- ولا يهمك اتفضلي



وصعدت آيـة إلـى غرفتها لكى تتلو وردها مـن القرآن كما اعتادت



- قوليلي يا ُرواء مال صوتك انتى تعبانة أو حصل حاجة



هتفت بها أريب وهى تستشعر التعب مـن صوتها



لم تتحمل ُرواء سؤالها وانفجرت باكية لتقلق أريب وهتفت



- انتى بخير صح قوليلي يا ُرواء حصل اى



قصت لها ُرواء ما حدث معها مـن ضرب وتهديد وعـن آلام قلبها قبل جسدها لتشتعل أريب غضباً مـن ذلك الأب الجاهل وتلك العائلة الجاهلة لتصرخ بغضب والنيران اشتعلت بداخلها فإن كنت تريد إغضاب تلك الأريب تحدث عـن المرأة أمامها وقل أن ليس لها الحق بشئ وستجد بعدها لسانك مقطوع وموضوع بين يديك



- هو ازاى يعمل كدا وبأى حق .. وانتى ازاى سكتى على ضربه ليكي كان المفروض توقفيه عن حده



أردف ُرواء ببكاء



- ازاى ياأريب دا يُسمى عقوق الوالدين مينفعش



صرخت أريب بغضب كالبركان الذى انفجر



- زى ما فى حاجه اسمها عقوق الوالدين فى عقوق الأبناء يا ست ُرواء وهو لازم يعاملك كويس دا غصب عنه .. ومش هى دى وصية الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فينا 



ازداد بكـاء ُرواء وهى تهتف بحرقة وقهر



- عارفة يا أريب بس مش بإيدي حاجه 



هدت أريب مـن نوبة غصبها لأجل صديقتها وهتفت



- بس انتى عارفة يا ُرواء ان المسلمة مينفعش تتجوز مـن رجل لا يصلي 



= هعمل اى أريب ربنا ينقذنى منهم بحكمته



أجابتها أريب بهدوء



- طيب اهدى ورب الخير لا يأتِ إلا بالخير ومتوافقيش وانا هفكر فـ حل وانتى دلوقتى لازم ترتاحى وتراعي لنفسك ولو اتعرض ليكي بالضرب تانى متقفيش قدامه وتقولى لا مش هجرى مـن قدامه لان دا عقوق لان دا غلط مش هو دا المقصود بالعقوق يا ُرواء ماشي



- حاضر ياأريب سلام



- فى رعاية الله



وأغلقت معها أريب وهى تشتعل غيظاً وغضباً مـن ذلك الرجل تتمنى لو أنه أمامها الآن لكانت كسرت يداه التى تجرأت ورُفعت على انثي



استعفرت ربها كثيراً تحاول إيجاد حل وتهدأة غضبها لتذهب للصلاة لكي تهدأ وتستطيع التفكير جيداً.. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



تقف فى شرفة منزلها تستند بساعديها على الحاجز تنظر إلـى الأسفل بهيام لذلك الجالس بين شباب ورجال حارتهم يشرب معهم " الشاي " بعدما تناول معهم الفطور وهو يتبادل اطراف الحديث معهم 




        
          
                
جاءت والدتها مـن خلفها ولاحظت لمعان أعين ابنتها لتنظر إلـى ما تنظر له لتجد ذلك الشاب الجالس مع زوجها وباقي الرجال



لتضع كفها على كتف ابنتها والتى شهقت بفزع لتطمئنها بأنها هى ثم هتفت بحب



- مهما وصفتيلي فيه مكنتش عارفة اتخيله بس طلع حلو فعلاً زى ما وصفتيه 



أردفت شيماء بسعادة وكأنها تحادث صديقتها وليست والدتها



- قولتلك حلو أوى يا ماما وليه هيبة كدا فـ قعدته وكلامه حتى فـ سكوته



هتفت والدتها بحنان



- ربنا يوفقك يا بنتى ولو هو خير ليكي يجعله مـن نصيبك ولو شر يبعده عنك و.. 



قاطعتها شيماء وهى تردف 



- لا يا ماما حرام عليكي قولى ولو شر ليا يخليه خير ليا ويبقي مـن نصيبي برضه



ضحكت والدتها وضربتها بخفة على كتفها لتضحك شيماء وعانقت والدتها لتعود والدتها للداخل مجدداً بينما ظلت شيماء تطالعه بحب



لتلاحظ بعض الفتيات يقفن فى شرفة واحدة ينظرون له خلسة بإعجاب وهم يتهامسون ويضحكون لتشتعل نار الغيرة بداخلها فهو بوسامته هذه يجذب الأنظار عليه وهى لا تتحمل هذا .. ظلت تنظر له تارة وإلـى الفتيات تارة أخرى وهى تزفر بغضب



صُدمت عندما نظرت نحوه لتراه يبتسم وكم زادته الإبتسامة جمالاً ألا يكفي وسامته التى تحبس أنفاسها ليأتى الآن ويبتسم ليسرق ما تبقي لها مـن نبضات بقلبها.. 



لأول مرة تراه يبتسم لتخرج هاتفها والتقطت له صورة بسرعة حتى لا يلاحظها أحد ..لم تكن تتوقع أن ترى ابتسامته أبداً فهو دائما متهجم الوجه وغاضب .. لتشتعل غيرتها مجدداً عندما تزكرت الفتيات لتنظر نحوهم لترى الشرفة فارغة لتتنهد براحة وظلت تنظر له بدون ملل



بينما كان سليمان يجلس بين رجال الحارة يتحدث معهم بهدوء ورزانة أعجبت الشباب وكبار الرجال أيضاً 



ليردف أحد الشباب والذى كان طوال الجلسة يشبه عليه



- انت بتشتغل اى



أردف سليمان بجدية
- انا الحارس الشخصي لرجل أعمال، ريان الكيلاني 



اردف الشاب بحماس وقد تذكره أخيراً
- ايوا وانا اقول شوفتك قبل كدا وكنت على التليفزيون جنبه 



أومأ لـه سليمان بهدوء ليردف أحد كبار الرجال



- مش دا خطر عليك وان ممكن فـ اى وقت تتعرض للهجوم



هتف سليمان بثقة



- احنا دايماً معرضين للهجوم يا حج ودا مش بيشغلنا لإننا بنكون سابقين المهاجم بخطوة دايما



أومأ لـه الرجل ليردف والد شيماء



- ربنا يحميكم ياابنى .. بس معرفناش هو انت ليك قرايب هنا علشان كدا جيت




        
          
                
هز سليمان رأسه رفضا وأردف بجدية



- لا انا كنت بتمشي بس ولقيت نفسي هنا 



ونهض وهو يكمل



- هضطر امشي ورايا شغل كتير وشكراً على الاستضافة



نهض الرجال والشباب وصافحوه وأردفو وقد أحبوه بصدق



- ربنا معاك وهنستنا زيارة تانى ليك



- ان شاءالله عن اذنكم



وغادر سليمان وقد عاد التهجم لوجهه وصعد سيارته وانطلق بها بدون أن ينظر لتلك التى تتابعه بقلبها قبل عينها وكان يعلم بمراقبتها وتصويرها له أيضاً وغير أنه استمع إلـى حديثها مع والدتها فهو دائما متيقظ لما يجرى حوله... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهت مـن ارتداء ملابسها وخرجت مـن الغرفة بل من القصر بأكمله لترى زوجها يقف يتحدث مع أحد الرجال والذى أشار له بالرحيل فور مجيئها



اقترب منها ريـان وقبل جبينها وهتف بحنان



- يلا



أومأت له وصعدوا السيارة وانطلقوا نحـو ڤيلا إيـاد ليتركها مع شقيقاتها بعض الوقت بعدما حادثه إيـاد



ودعها ثم انطلق هو نحـو الشركة لياتبع أعماله.. 
بينما ظلت حـوراء مع شقيقاتها تتحدث معهم بسعادة.. 



دلف ريـان إلـى مكتبه ليندفع لـه هشـام كالصاروخ وهو يردف



- ريـان انا لازم اتكلم معاه والنهاردة قبل بكرا .. الڤيلا خلاص جهزت وكل حاجه فيها تمام ومش ناقص الڤيلا غيرها هى



زفر بيجـاد الجالس بتعب لينظر له ريـان هاتفاً بغضب



- انت اى جابك يا زفت مش المفروض ترتاح



هز بيجـاد كتفيه مردفاً بلا مبالاة



- المفروض بس مش هرتاح وسبت مراتى علشان الاستاذ يتقدم للى سرقت عقله وقلبه



مرر ريـان كفه على وجهه وهتف بهدوء



- طيب بعد الشغل نشوف الموضوع دا اتفضلوا يلا علشان اعرف اركز وانت يا هشـام اطلع على المستشفي واعمل اللازم وانت يا زفت ترجع الڤيلا ومتتحركش منه غير لما اتصل عليك يلا



نهض الاثنان وغادرا بتذمر فـ هشام يريد الآن أن يحادث إيـاد وبيجـاد لا يحب أن يتعامل كمريض ويتوجب عليه الراحة ولكن يعلمون أيضاً أن ريـان لا يتهاون بالعمل... 



وبعد ساعـات طويلة جداً انهى بهم ريـان ثلاث صفقات ومراجعة بعض الأوراق وتوقيع بعضهم بعد فحص جيد ومراجعة بعض شئون الشركة.. 



لتدلف السكرتيرة وأعطته ورقة وهى تردف بجدية



- دى مطالب العمال يا ذئب باشا




        
          
                
أشار لها بالرحيل وعدل مـن نظارته الطبية حتى لا تتأذى عيناه مـن كثرة التركيز ليطلب السكرتيرة بعدما انتهى مـن رؤية ما تدون بالورقة وأمرها أن تدلف عامل خلف الآخـر.. 



غادرت السكرتيرة وجمعت بعض فتيات ورجال والشباب الذين يعملون بالشركة والذين كتبت أساميهم لأن لديهم مطالب.. 



دلف أولا رجل ليردف ريـان بهدوء



- 10,000 جنيه.. السبب



أردف الرجل بإحترام



- معايا بنتى مريضة قلب وعايزة تعمل عملية بأسرع وقت



هتف ريـان بجدية وهو يخرج دفتر الشيكات الخاص بـه



- بس 10,000 قليلة على العملية ومطالبها وعلاجها وغير مستلزماتها بعد العملية



هتف الرجل الكبير بالسن تقريباً



- ربنا هيفرجها يا باشا وان شاءالله هقدر ادبر الفلوس الباقيين وبعد العملية تقدر تسحب من مرتبي لحد ما ترجع الفلوس



تنهد ريـان ونظر لـه مردفاً



- مش معقول اللى بتقوله .. انت بتشتغل معايا مـن زمان علشان كدا ملكش دعوة بعملية بنتك وانا هبعت معاك رجالة دلوقتى ياخدوها على المستشفي وهتتعالج أحسن علاج والف سلامة عليها



هتف الرجل بإمتنان



- شكراً يا باشا بس دا كتير



قاطعه ريـان وهو يردف بجدية 



- دا ولا شئ لإخلاصك فـ الشغل وكمان اتفضل 200,000 ملهمش أى علاقة بعلاج بنتك دول ليك ولباقي عيلتك



تهلل وجه الرجل وهتف بسعادة واغرورقت عيناه بالدموع



- الشكر لله أولا وشكراً ليك ياباشا ربنا يسعدك ويفرج همومك ويقضي حاجتك زى ما قضيت حاجتى



ابتسم له ريـان ليغادر الرجل وهو يحمد الله بداخله وبالفعل وجد بعض الرجال أسفل الشركة بإنتظاره ومعهم سيارة سوداء لنقله للمنزل ليظل يدعو له مـن أعماق قلبه وأخذو الفتاة لمستشفي الذئب لتتم عمليتها تحت أيدِ طبيب ماهر... 



وظل ريـان يستمع إلـى مطالب البقية وتنفيذها وأكثر وظل يبتسم لهم وهو يستمع إلـى دعائهم له وتلك الفرحة التى ارتسمت على محياهم



دلفت آخـر فتاة وكانت تقف أمام المكتب على استحياء ليردف ريـان بهدوء وهو يستشعر خجلها



- اتفضلي



نظرت له الفتاة واخفضت بصرها سريعاً ولم تكن تعلم ماذا تقول له لتدلف السكرتيرة وهمست لـه ببعض الكلمات ليومئ لها ريـان وغادرت ليردف ريـان بهدوء مراعياً خجلها وهو ينهض



- اتفضلي يا زينب 



وأشار لها نحـو البـاب لتظن الفتاة بأنـه رفض طلبها ولا تلومه فهى تراه طلباً كبيراً لتخرج وهى منكسره لتراه يخرج خلفها مردفاً




        
          
                
- انزلى واستنى برا الشركة



أومأت له وصعدت مصعد الخاص بالعمال بينما هو دلف للمصعد الخاص بـه.. 
وأخرج هاتفه وهاتف سليمان وأغلق وخرج مـن المصعد ومن الشركة بأكملها ليجدها تقف عند البوابة الرئيسية للشركة منكسة رأسها للأسفل



ليصعد سيارته وأمر حرسه بأن يحضروا سيارة أخرى لتصعد هي بها وأخبرهم العنوان الذى يجب أن يذهبوا له



هتفت زينب بتساؤل للسائق



- رايحين فين



اجابها السائق بهدوء



- هتعرفي شوية ياآنسة



أومأت زبنب ولم ترد وهى تتنهد بخفة ولا تعلم ما القادم لتتفاجأ بأنها تدلف إلـى أماكن راقية بها منازل فخمة تذهل الأنظار غير تلك الحدائق التى تحيط بكل منزل



توقفت السيارة ووجدت حارس يفتح الباب يأمرها بأن تترجل مـن السيارة وأشار لها نحـو ريـان الذي كان يقف مع بعض رجاله يأمرهم بشئ ما.. 



وقفت وزينب خلفه ليلتفت لها ريـان فور شعوره بها وهتف بجدية



- اختارى اللى يعجبك واللى تحسي انه أفضل ليكي ولعيلتك ومش لازم يكون منزل واحد اللى تختاريه



نظرت له زينب بصدمة وامتلأت عيناها بالدموع لتخفي وجهها بين كفوف يدها وأجهشت بالبكاء ليأمر ريـان الحرس بالإنصراف بعيداً



واردف بهدوء متفهماً



- الحرس دلوقتى راحوا يجيبوا عيلتك ياريت تختارى لحد ما يوصلوا وانا هكون موجود لحد ما اتأكد انكِ اخترتى 



وتركها وجلس بداخل سيارته وبعد وقت أتت سيارتان تحمل عائلة زينب حيث كان والديها وشقيقها وزوجته والتى معها ثلاث أطفال وشقيقتها الصغرى 



ترجل ريـان مـن السيارة وتقدم منهم ورحب بهم ورأى بأن هذه العائلة لا يجب أن تظل بمنزل واحد



لذا أردف بجدية للحرس



- ودوا الحقائب بتاعت إسلام (شقيق زينب المتزوج) للمنزل دا ووالديها واختها للمنزل اللى جنبه دا



هتف والد زينب



- شكراً ليك ياابنى ربنا يبارك فيك ويحفظك مـن كل شر 



هتفت والدتها بفرحة



- انت متجوز ياابنى



أومأ لها ريـان لتردف وهى ترفع يدها إلـى الأعلى



- ربنا يرزقك بالذرية الصالحة والأولاد والبنات البارين ويكونوا مـن الصالحين



آمـن الجميع على دعائها حتى هو ثم غادر تاركاً معهم الحرس ينقلون معهم الحقائب.. 



فقد كان طلب زينب بأن تحصل على منزل بسيط لأن منزلهم كان بالإيجار وأخرجهم الرجل منه لأن هناك مـن عرض عليه مال كثير مقابل هذه الشقة ليخرجهم منها غير عابئاً بهم ولا بحالتهم المتعسرة كثيراً




        
          
                
وعلم بأن شقيقها يعمل ولكن بورشة صغيرة بسبب أنه لم يكمل تعليمه حتى يستطيع مساعدة والديه وتعليم شقيقتيه وزينب تعمل بشركته بسبب تضحية شقيقها لهم.. 



لذا اشترى منزلان بمكان راقي كثيراً لا يسكنه إلا الأثرياء، واحداً لشقيقها وزوجته وأولاده، و واحداً لزينب ووالديها وشقيقتها وقرر بأن يرسل مساعدات لشقيقها لكي يكبر ورشته بدون أن يعلم بأن هذه المساعدة منه ويرسل شقيقتها الصغرى لمدرسة خاصة لكي تتعلم جيداً بها...



نعـم هو قاسٍ ولكن بعمله فقط ويؤمن بأن كل هذا سيرد له يوماً ما وحتى إن كان بالآخرة .. وعاد لشركته ومعه سليمان والذى أردف بجدية
- هو فـ المخزن حالياً وانا أمرت يخرجوا مـنه المعلومـات بأى طريقة ولو رفض يقتلوه



أومأ لـه ريـان وهتف بجدية



- محدش يقتله انا هعرف اخرج منه المعلومات لو رفض ... رغم انى اشك ان من أول ضربه هيطلع كل المعلومات اللى احنا عايزينها



أومأ لـه سليمان وعاد ووقف بمكانه بينما قام ريـان بالإتصال على بيجاد وهشـام بأن يتجهزا فهم سيذهبوا لطلبها مـن إيـاد بمنزلها وليس مـن إيـاد خارج المنزل.. 



وقام بالإتصال على مكتب إيـاد وهتف بجدية



-بعد الشغل عيلة الكيلانى هتيجي لزيارتك لسبب 



اردف إيـاد بغرابة



- تشرفوا فـ اى وقت



ليغلق ريـان المكالمة وقام بالإتصال على فاتنته واطمأن عليها ثم أغلق وأكمل ما تبقي لـه مـن عمله



وهو هو يـوم آخـر مرهق لـه يمـر وأتـى الليل لتتجه عائلة الكيلانى إلـى ڤيلا إيـاد بسعادة شديدة لمعرفتهم السبب وتهنأة هشـام وهم يتمنوا الموافقة



بينما هشـام كان يشعر بشعور غريب بداخله وكانت السعادة التى لم تطرق قلبه منـذ سنوات عديدة.. 



رحب بهم إيـاد وأمينة وشقيقتيه وجلسوا معاً لتنهض كيـان وهى تردف



- يلا نطلع فوق ياآيـة وانتى كمان يا أريب يلا يا ليان



وكادت أن تهتف بإسم حـوراء ليردف ريـان



- لا اطلعوا انتوا



أومأت لـه كيـان وذهب الفتيات إلـى الأعلى ليردف أيـان بمرح



- يا إيـاد احنا جايين عـ.. 



صمت وهو يري هشـام يجدحه بغضب ليضحك إيـاد ليردف الكيلانى بجدية



- بص ياابنى بصراحة انا جاى اطلب ايد أختك آيـة لإبنى



ذُهل إيـاد وكذلك حـوراء التى نظرت إلـى ريـان بصدمة فهو لم يخبرها ليبتسم لها ريـان بخفة بينما هتف إيـاد بإستغراب وهو ينظر نحو أيهم فهو الوحيد الأعزب بعائلة الكيلانى




        
          
                
- ابنك مين 



- أنـا .. هشـام العامـرى يتشرف بطلب إيـد الآنسة آيـة 
هتف بها هشـام بثبات 



ليكمل الكيلانى



- هشـام زى ابننا بالظبط ومفيش اختلاف ما بينو وبين أحفادى وانا بتمناله الأفضل دايماً



صفقت حـوراء بحماس ونهض وجلست بجانب إيـاد وهتفت بمرح وسعادة 



- الله .. عيدو تانى طلبكم بس وجهوا الكلام ليا بجد احساس حلو



ابتسم إيـاد بينما ضحك الشباب وابتسم ريـان مردفاً



- لا يا حوريتي انتى مـن أهل العريس تعالى



هزت حـوراء رأسها بالرفض وأحاطت ذراع شقيقها وهتفت 



- لا شوف الأصل وهتعرف إنـى مـن أهل العروسة



قهقه بيجـاد بقوة والذى يحيط خصر صباه التى تجلس بجواره ورفضت الصعود مع الفتيات ليردف هشـام بإبتسامة 



- نعيـد وماله كله علشان خاطر الملكة



ونهض ووقف أمامها ولكن بعيد جدا عنها وهتف بسعادة ظاهرة فى عيناه
-هشـام العِمـرى بيطلب إيد الآنسـة آيـة منك انتى وإيـاد



صفقت حـوراء بسعادة طفلة ليضحك الكيلانى وعامر بينما أردف حسين 



- وبنتمنى تنضم طفلة تانية لعيلتنا



هتفت حـوراء وهى تضم شفتيها بحزن مرح



- تقصد انى طفلة يا عمو



علت قهقهات بيجـاد لينهض ريـان بغيرة فهى تبدو جميلة بتعابير وجهها هذه وأوقفها وأعادها بجواره مردفاً



- خليكي هنا يا حوريتي



وافقت حـوراء وحركت شفتيها بصـوت خافت لإيـاد الذى يجلس أمامها



- انا معاك برضه



ابتسم لها إيـاد ليضع بيجـاد يده على صدره وهو يؤلمه مـن كثرة الضحك ليردف غيث بمرح



- وافق يا إيـاد قبل ما ناخد بيجـاد المستشفي



حمحم إيـاد بجدية وهتف بثبات



- موافقة أميرتى الأول واللى فيه الخير يقدمه ربنا



أردف عامر بهدوء



- تقدر تطلع تشوف رأيها ولو احاجت وقت مفيش مشكلة



أوما إيـاد ونهض متجهاً نحـو الدرج ليجد مـن يحيط ذراعه ولم تكن سوى حـوراء التى هتفت بسعادة



- وانا كمان جاية



أومأ لها إيـاد واخذها معه إلـى الأعلى ليردف أيـان بمرح



- متأكد ان دى مش طفلة



نظر له ريـان بغضب ليحمحم أيـان واعتدل فى جلسته وهو يختبئ بأيهم الذى ضحك بخفة.. 




        
          
                
بينما فى الأعلى كانت الفتيات يحاولون إقناع آيـة ومدحوا بـ هشـام كثيراً بالأخص كيـان والتى كانت تتمنى بأن تصبح بالفعل زوجته.. 



دلفت حـوراء وهتفت بمرح



- معلش يا بنات بس إيـاد بره وعايز يدخل يكلم عروستنا



وغمزت لآيـة بآخـر كلامها لتخرج كيـان وليان ليدلف إيـاد ونظر إلـى إيـة التى نهضت مـن على الفراش وهى تنظر أرضاً بوجه محمر مـن الخجل



وقف إيـاد أمامها ورفع رأسها وهتف بحنان



- اى رأيك يا أميرتى، متأكد ان البنات حاولوا يقنعوكى بس ملكيش دعوة بكلامهم اللى انتى حاسة بيه وعايزاه هيحصل



لم ترد آيـة وهى تكاد تموت خجلاً مـن شقيقها لتقترب منها حـوراء وهتفت بسعادة



- انتى حاسة بـ اى ولو محتارة تقدرى تصلي وتستخيري ربنا ولو حسيتي براحة وافقى ولو لا يبقي ربنا يرزقه ببنت الحلال ويرزقك بالزوج الصالح



نظرت لها آيـة وأومأت وهتفت بصوت مبحوح مـن الخجل



- هصلي الأول دا أحسن ليا بس الأول .. ونقلت بصرها لإيـاد واردفت .. انت موافق



هتف إيـاد بحب



- لو انتى موافقة انا موافق يا أميرتى



احتضنته آيـة بقوة وبادلها هو بحنان ثم ابتعد عنها وقبل رأسها ورأس حـوراء ثم نظر إلـى أريب وتقدم منها وقبل رأسها وهتف بحنان



-لسة فى موضوع عايز اتكلم معاكى فيه .. انا هنزل دلوقتى واقولهم الرد بعد يومين كويس ولا عايزة مهلة أكتر



أومأت آيـة وهى تدرف



- يومين حلو



ابتسم لها إيـاد وأحاطت حـوراء ذراعه بذراعيها وخرجت معه مـن الغرفة وهم يترجلان الدرج همست له



- هو اى الموضوع اللى يخص أريب



همس لها إيـاد بمرح



- هقولك بعدين 



أومأت له حـوراء لينهض هشـام وهو ينظر إلـى إيـاد بقلق وتسارعت نبضات قلبه خوفاً مـن القادم



وقف إيـاد أمامه بينما جذب ريـان حـوراء وأجلسها بجواره مردفا بهمس



- اقعدى هنا يا ماما وبلاش حركة كتير



له حـوراء مبتسمة ببلاهة بينما هتف إيـاد بجدية



- هيوصلك الرد بعد يومين بمشيئة الله 



تنهد هشـام وأومأ لـه فهو كان خائف مـن الرفض وأن تأخذ مهلة للتفكير فهدا أفضل ليربت إيـاد على كتفه وطلب منه الجلوس وجلس هو معهم مقررين أن يظلوا لبعض الوقت يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم .. بينما صعدت حـوراء مجدداً إلـى الأعلى حيث الفتيات وأخذت صبا معها.. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فـى هذه الأثناء دلف آسـر إلـى الڤيلا ليجدها هادئة ليعلم بأنهم نائمين ليتجه نحـو غرفته ودلف إلـى المرحاض وآخذ حماماً يزيل عنه أرهاقه وخرج بشورت فوق الركبة فقط ثم ارتمى على الفراش بجسده بإهمال وغرق فـ النـوم سريعاً فهى كانت مهمة عنيفة بعض الشئ وخرج منها سالماً سوى جرح صغير بظهره أصابه بها أحـد الأعداء بأداة حادة. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نزلت الفصل بالعافية لإني مضغوطة جدًا الفترة دي، ووالله بحاول إني لما أبدأ أنزل، أنزل الفصول المتبقية كلها مرة واحدة، فخلوا دا كتصبيرة لما هو قادم، وأنا هحاول أني أنزلهم قبل يوم العيد بإذن الله. 



والسَّلام. 
مِـنَّـــــة جِبريـل. 




        



تعليقات