Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق (3) الفصل الثاني 2 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

 

 رواية الطبيب العاشق (3) الفصل الثاني 2 - بقلم منة جبريل


البـارت الثاني
                                    
                                          
_ إذاً ماذا فعلتِ؟ 



= ليس بعـد ولكن .. قريباً ستدخل أكبر شحنة سلاح ومخدرات مـن أخطر الأنواع إلـى داخل مصـر 



_ كما تعلمين إنه ليس من الشيء السهل فهذه البلاد لها جهاز مخابرات قوى وهذه الشحنة إذا دلفت اليها ستنقلنا إلـى الأعلـى وستعوضنا عـن الخسارات التى خسرناها



= أعلم هذا ألبرت لهذا لا تفكر فى شئ واترك كل شئ لـ ميرا



انهت حديثها بأبتسامة واثقة قوية وسارت خارج المكان المظلم وصوت حذائها يدوى بالأروقة. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



_ مالك يا ريـان .. أنت تعبان؟ 



هتفت بهـا حـوراء بقلق وهى تنظر لزوجها الشارد وملامحه المتهجمة غير عيناه التى مـن الصباح بلونها الرمادى القاتم



لم تجد رداً لتردف بسعادة لكى تجذب انتباهه قليلاً



- المفروض تكون مبسوط لان بيجاد راجع بكرة.. هو مش المفروض نعمله حاجه تبسطه اول ما يرجع وتنسيه تعب مهمته دى 



نظـر لها ريـان ونهض عن المقعد مردفاً بوجوم



- اعملى اللى عيزاه



وخرج مـن القصر تاركاً إياها خلفه تفكر بماذا حدث لـه ولما هو بهذه الحالة منـذ الصبـاح ؟!! 



تقابل ريـان بصديقه هشـام والذى لـم تكن حالته أفضل منه بعينيه الخضراء الممزوجة بشعيرات حمـراء.. 



اردف هشـام بوجل 



- مفيش رد



هز ريـان رأسه بالنفي وهتف بهدوء لكى يطمأن صديقه ويطمئن هو ايضاً



- نستنى لبكرا يمكن ياجي ويبرر سبب عدم رده



تنهد هشـام بقوة وأومأ لـه بصمت والتفت مغادراً وهو يردف



- مش هقدر اروح الشركة النهاردة



اردف ريـان وهو يصعـد سيارته



- متقلقش انا اهتميت بكل حاجه



وصعـد سيارته وغادر لشركته بينما توجـه هشـام إلـى ڤيلته.. ولكنه توقف وغير مسار طريقة إلـى ڤيلا إيـاد يريد رؤيتها لعله تنزاح بعض الهموم والمخاوف التى تراوده هذه الأيـام.. 



دلف إلـى الڤيلا وهو يردف



- إيـاد



التفت آيـة وأمينة اللتان كانتا جالستين على المقعد يتبادلون الحديث.. 



هتفت آيـة وهى تنهض لرؤية مـن هذا



- اتفضل



توقفت مكانها عندما رأته تقابلت عسلتيها مع خضراوتيه المرهقة لتتوتر قليلاً لتنقذها مـن نظراته امينه التى هتفت بحنان



 
                
- نعـم ياابنى



ابعـد هشـام عينيه عـها بصعوبة ونظر نحـو امينة ليتقدم منها وهتف بهدوء



- اخبارك اى 



= الحمدلله 



- إيـاد في الشركة مـن الصبح بدرى 



هتفت بهـا آيـة بهدوء لينظر لها هشام وجلس بجانب أمينة مردفاً



- هفضل مع الحجة شويـة وامشي لو مفيش ازعاج



هتفت أمينة بهدوء وحنان قبل آيـة والتى كانت سترد بحدة



- مفيش ازعاج ياابنى أهلا بيك .. اعمليله حاجة يشربها ياآيـة



نظـرت آيـة إلـى هشـام وهتفت ببعض الهدوء



- تشرب اى



= قهوة



هتف بها وهو مثبت عيناه عليها لتتخطاه آيـة وتوجهت نحـو المطبخ لتفعل لـه القهوة والتى لا تعلم كيف تفعلها ولكن ستحاول أن تتذكر طريقة أخاها بفعلها



هتفت أمينه وهى تربت على قدمه 



- لى كل الهموم دى ياابنى دى دنيا فانية



نظـر لهـا هشـام ليشعـر بالراحة مـن ملامحها الطيبة ليردف



- ولا هموم ولا حاجة انا بخيـر .. بس كنت عايز اتكلم معاكى في حاجة



انتظرت أن يكمل حديثه لينظر هشـام نحـو المطبخ ثـم أعاد بصره لها مجدداً ليردف بهدوء



- بصراحة عايزك تساعديني



وقص لها ما يريده لتبتسم أمينة بحنان وربتت على وجنته بخفة مردفه



- هحاول ياابنى



ابتسم لهـا وكـاد أن يتحدث لتقاطعه آيـة التى أتت وهتفت 



- اتفضل القهوة



التقط منها القهوة ليتعجب مـن هيأتها فهى كانت مائلة إلـى السـواد لينظـر إلـى آيـة التى هتفت ببعض الحرج



- مبعرفش اعملها



ابتسم بجانب فمه وارتشف رشفة صغيرة ليتذوق طعمها الذى به مرارة ليحافظ علـى هدوء ملامحه وهتف وهو ينظر لها



- تسلم إيـدك



تعجبت آيـة لفعله فهـى تذوقتها قبل أن تحضرها ووجدتها سيئـة ولكن أحضرتها لـه بعدما اخبرت نفسها بأن من الممكن هى طعمها هكذا ولم تروق لها لأنهـا أول مرة تتذوقها وهى لا تحبها مـن الأساس



تابـع هشـام ارتشافها لتردف آيـة وهى تشعر بالسـوء



- لو مش حلوة احاول اعملك غيرها



نظـر لهـا هشـام نظرة اربكتها بينما هتف بهدوء



- أى حاجة منك حلـوة



رغـم خجلها إلا أنها نظرت لـه بحدة بينما ضحكت أمينة بخفة وهى ترى صدق كلامه عندما حدثها عـن حبه لها وعيناه اللامعة بحبها هذا خير دليل... 




        
          
                
انهى فنجانه ووضعه على الطاولة التى أمامه مردفاً وهو ينهض



- استاذن انـا.. 



وتوجه نحـو الباب ليتوقف عندما هتفت امينة



- استنى توصلك آيـة للباب ياابنى



ابتسم هشام وهو ينظر إلـى ملامح آيـة المعترضة



- ملوش داعى سلام



وخرج وقبل ان يخرج مـن الڤيلا وجد شخص خلفه ليلتفت ليري آيـة خلفه والتى تنفخ وجنتيها بغيظ ليبتسم بخفة وهتف بهدوء



- ملوش داعى 



اردفت آيـة بغضب لذيذ بالنسبة لـه



- مااهو مش بمزاجى ماما غصبت عليا



ابتسم بخفة ومال بإتجاهها لتعود هى إلـى الخلف ليتوقف هشـام هاتفاً 



- أحلى قهوة اشربها فـي حياتى لإنها مـن إيدك



وابتعد ناظراً إلـى وجهها المتورد بابتسامة بسيطة والتفت مغادراً وهو يشعر بنظراتها الحارقة ليهز رأسه بهدوء وصعد سيارته وغادر. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



هتفت أريب وهى تسير بالطريقات برفقة قمـر



- فكـرى يا قمـر بصراحة انا مشوفتش حاجه وحشة فيه، اه ساعات بحس انه مش بتاع مسؤولية بس اللى يخليه يقدر يدير فرع من فروع شركات الذئب يبقي تقدرى تعتمدى عليه



تنهدت قمـر وظلت شاردة بأمرها لتستيقظ مـن شرودها على صـوت أريب وهى تردف بغضب



- انا هنصح فيكي ليه، ما انتى كبيرة وفيكي عقل وبتفكرى .. دا غير انك حسيتي براحة بعد صلاة الاستخارة، وغير الحلم اللى اتزفتى وحلمتى بيه .. وكل دول خير دليل على انه الشخص المناسب ليكي ولو ضاع دا منك انسي انك تلاقي نفس الراحة دى مع حد غيره .. وانا مش هتكلم معاكى اكتر من كدا كفاية الايام دى كلها بحاول اخدك على قد عقلك واتكلم معاكى بهدوء وانتى عارفة انى امسك اعصابي دا شئ متعب ليا ازاى 



هتفت قمـر بغيظ 



- اعملك اى يعنى ما دا كله غصب عنك لانك صحبتى ودا واجبك اتجاهى فـ موضوع مصيري زى دا .. ولا اى يا ست أريب



هتفت أريب وهى ترفع اصبعها بوجه الأخرى



- بت انتى اتعدلى والا قسماً بربى اعدلك بطريقتى



نفخت قمـر وجنتيها وصمتت فهى تعلم صديقتها حادة الطباع وعنيفة التعامل لتردف بحذر



- عرفت ان آسـر راح مهمة صح



هتفت أريـب بعدم اهتمام



- اه مشي ليلة النهاردة اى اللى فكرك بيه



هزت قمر كتفيها مردفة



- لا ولا حاجـة



نظرت لها أريب ثم تنهدت واردفت بهدوء




        
          
                
- كدا افضل .. وسيبك من السيرة الغم دى تعالى ناكل حاجه ونشترى هدية لاخواتى وسيفو كمان



نظرت لها قمـر وهتفت بأستغراب 



- لى اى المناسبة ؟!! 



أجابتها أريب وهى تتوجه نحو إحدى المطاعم التى على الطريق



- ولا حاجه اهو يفرحوا وخلاص مش لازم يكون فى سبب



ابتسمت قمـر وتبعت صديقتها ذات الشخصية المعقدة والتى يستحيل على الشخص فهمها مهما حاول.. فـ هى أوقات تظهر قاسية كالحجر وأوقات تكون هشة گـ ورقة الخريف . . أوقات طيبة وتنشر البهجة فى كل مكان تخطو بـه وأوقات تصبح گـ العاصفة تدمر كل ما يأتـى أمامها . . . . 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



"سيأتي شخص يحبك كما أنت، يُحبك لتفَاهتك لعصبيتك، لمزاجَك المُتقلب لَبُكائك عَلي أشياء لا تَستحق البُكاء شخص يُحبك لروحك، شخص يَفهمك، شخص يُحب وجودك لا يستَطيع تَحمل غيابك، شَخص يُحبك كما أنتَ بعيوبك قَبل مُميزاتك وهَذا الشخص سَوف تَجده عاجلاً ام اجلاً ولكَنهُ سَيأتي."



خرجت من المرحاض ولم تكن جففت شعرها بـعد بسبب رنين هاتفها المستمر.. 



التقطت الهاتف وأجابت بدون النظر إلـى هوية المتصل لعلمها مـن هو ليأتيها صوته الرجولى



- صغيـرتى أفضل أن تجيبيني من اللحظة الأولى 



اردفت كيـان بهدوء وهى تجمع خصلات شعرها على جهة واحـدة



- الفـون مكنش جنبي



تنهد زيـد مردفاً



- حسناً لا بأس



سارت كيـان حتى خرجت إلـى الشرفة بشعرها المبلل والذى أعطاها منظراً جميلاً وكانت ترتدى شورت جينز وتيشيرت قصير بذراع واحدة يظهر جزءاً من بطنها



تنفست كيان الهواء لتفزع على صوت زيـد وهو يصرخ بغضب 



- عودي للداخل



صدمت كيـان عندما رأته يقف بجوار سيارته ينظر لها بنظرات تقسم بأنها تكاد تخرج ناراً لتفزع وركضت للداخل وهى لا تفهم ما بـه



لتردف بتوتر



- فى اي



صرخ بها بغضب



- ما هذه اللعنة التي ترتدينها



نظرت كيـان إلـى نفسها لتفهم سبب غضبه وغيرته وكادت أن تتحدث مبررة نسيانها لكنه قاطعها عندما هتف بصوت جاد لا يقبل النقاش



- لو علمت بأنكِ خرجتى بهذه الملابسسأعاقبكِ،ِ ولن يعجبك العقاب أبداً أأكد لكِ هذا .. حسناً



أنهى حديثه بنبرة محذرة أخافتها لتردف بخوف



- حـ..حـاضر سلام




        
          
                
واغلقت الهاتف بدون أن تنتظر الرد وألقت الهاتف على الفراش ووضعت يدها على موضع قلبها تحاول تهداة نبضاته الفزعة لتفزع أكثر عندما ارتطم باب غرفتها بالحائط بقوة



يليه دلوف ليـان وهى تصرخ وتسحبها من يدها لخارج الغرفة



- تعالى ليا ساعة بدور عليكي وفـي الآخر طلعتى فـي اوضتك .. عايزين نفكر مع حـوراء هنعمل اى لبيجاد لما يرجع



ولم تترك لها فرصة للرد حيث ترجلا الدرج معاً لتتقابل مع العايلة بأكملها لتردف سميرة وهى تنظر إلـى ملابسها



- بقي هي دى الهدوم (الملابس) اللى بتلبسيها هنا يا بت عامر



أردف عامـر مقاطعاً إياها بجدية 



- دا شئ ميخصكيش يا سميرة بنتى وهى حره فـي اللى تلبسه واحنا عارفين كويس ان هدومها دى للبيت بس 



ابتسمت كيـان لثقة والدهـا بها لتأتى حـوراء من المطبخ وهتفت



- انا دورت كتير في كتاب الطبخ وملقيتش حلويات



ضحكت كيـان وتوجهت نحـو المطبخ وهى تردف



- فى كتاب مخصص للحلويـات يا ملكـة



عادت خلفها حـوراء وهى تردف بتذمر



- وانا اى عرفنى بـدا كله انا مبعرفش افتح علبة جبنة



ضحك الجميع على حديثها لتهتف ليـان وهى تدلف المطبخ خلفهم



- هروح احصل انا اللى مبتعرفش تفتح علبة الجبنة دى ونشوف هنعمل اى



هتفت سميرة كعادتها بحديث يتشابه بسُم الأفعى



- بنات غريبة، قال مبتعرفش تفتح علبة جبنة شوفتوا الدلع وصلها لحد فين



فـى هذه اللحظة كان إيـاد وآيـة يدلفون لداخل القصر واستمعوا إلـى حديثها ليردف إيـاد وهو يتوجه لهم ممسكاً بكف آيـة



- أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



رد الجميع السلام ليسترسل إيـاد حديثه وهو ينظر إلـى سميرة



- أميراتى متخلقوش علشان يخدموا أو يفتحوا عُلب جبنة 



هتف حسين محاولاً تهدأة الوضع



- أكيد واحنا عارفين كدا 



أردف إيـاد بجدية ومازال نظره معلقاً بتلك السميرة



- بس فى ناس متعرفش ولازم تعرف دا علشان محدش يقدر يتكلم نص كلمة عن أميراتى



همست لـه آيـة



- حصل خير ياإيـاد



نظر لها إيـاد وابتسم بخفة ليرى أميرته الأخـرى تخرج مـن المطبخ وهـى تبتسم بأتساع حتـى ظهرت حفارتيها ليبادلها الابتسامة 



وقفت حـوراء أمامه ليقبل رأسها وهتف بحنان



- أخبار اميرتى اى




        
          
                
هتفت بسعادة لرؤيته



- الحمدلله بقيت أفضل بعد ما شوفتكوا



واحتضنت آيـة والتى اردفت بتساؤل



- كنتى بتعملى اى في المبطخ



عقد إيـاد ما بين حاجبيه وهتف 



- انتى بتطبخي



هزت رأسها بالنفي لتهدا ملامح إيـاد لتكمل حـورا
ء
- كنت بدور انا والبنات عن وصفات الحلويات علشان نعملها لبيجاد اول ما يرجع



وأكلمت بتساؤل 



_ فين أريب؟ 



- مع قمـر 



اردفت بها آيـة لتومئ لها حـوراء وهتفت وهى تسحبها من يدها



- تعالى معانا



ابتسم لهم إيـاد وظل متابعاً إياهم حتى دلفوا إلـى المطبخ ثم نظر نحو باب القصر وهو يري أيهم وهو يحمل نقـاء وأيان وغيث يدلفون للداخل



هتف حسين وهو ينهض سريعاً



- حبيبة جدها جات



واخذ نقـاء من أيهم وقبل وجنتيها المكتنزة وعاد بها نحو ليلي التى اخذتها منه وظلت تلاعبها بحنان



هتف أيان بمرح



- اى دا احنا كنا رايحين نجيبك من الشركة جينا هنا علشان نخلى نقـاء مع حسين 



ابتسم إيـاد مردفاً



- انا لسه راجع من الشركة 



ليردف غيث بهدوء



- بما انك هنا تعالى نخرج



هتف إيـاد بهدوء



- ماشي



وأخبر آيـة بانه سيخرج وان أرادت شيئاً عليها الاتصال بـه وغادر مع الشباب . . . 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



"لطالما اعتبرت نفسي إنساناً صلباً، وحدك من جعلني أُدرك مكامن رقتي"



سـار سليمان بداخل الشركة لتقع عيناه على تلك الأعين الزرقاء والتى تتابعه دائماً عـن بعد ولكن هذه المرة وجدها تقترب منه



وقفت شيماء أمامه وهتفت بخجل



- ازيك يا سليمان



رفع سليمان حاجبه بإستنكار لتحدثها معه وكأنها تعرفه وليست هذه المرة الأولى التى تحادثه فيها ليردف ببعض السخرية



- انا اعرفك



هزت رأسها بالرفض وكادت أن تتحدث لوليها سليمان ظهره واردف وهو يسير مبتعداً



- يبقي مليش وقت ليكي



وغادر تاركاً خلفه قلب أصيب بأسهم حادة بسبب كلماته امتلأت عينيها بالدموع لتأتى صديقتها سمر والتى هتفت بمواسية




        
          
                
- دا رد فعل طبيعي لإنه ميعرفكيش وانا مش هعرفك عليه يا شيماء ولا على قسوته واللى مش عارفة حبتيه على اى



هتفت شيماء وهى تزيل دموعها العالقة بأهدابها



- وانا مش هيأس من اول محاولة



- طيب الحمدلله ان الذئب خلانا نمشي بدرى النهاردة تعالى علشان نروح اى مكان ناكل فيه



وسحبتها خلفها لخارج الشركة



لتردف شيماء محاولة إيقافها



- استنى لحظة يا سمر



نظرت لها سمر وهى تتابع سيرها للأمام وهتفت



- لا يلا اسرعى فـي خطواتك شوية



وفجأة اصتدمت سمر بحائط بشرى مما أدى إلـى تراجعها إلـى الخلف فجأة ليتهاوى جسد شيماء أرضاً بسبب ارتطام سمر بها وقبل أن تصل للأرض وجدت من يمسك بها



ولم يكن سوى سليمان الذى ينظر لها بجمود اعتظلت فى وقفتها لتستمع إلـى صوت صديقتها الغاضب وهى تحادث شخصاً ما



- مش تفتح يا أخ



اردف صالح بهدوء



- اعذريني ياآنسة حصل خير



هتفت سمر بغضب



- حصل خير ازاى وانا كنت هقع على الأرض بسببك



هتف سليمان بحدة



- اخرسي يا بت انتى ولمى لسانك محدش قالك امشى وانتى بتبصي وراكى .. وكمان دى شركة مش شارع علشان تتكلمى فيها بالطريقة البيئة دى



التفتت سمر نحو الصوت لتراه بأنه ذلك الشخص الذى تحبه بل تعشقه صديقتها الحمقاء وكادت أن تتحدث بغضب لتردف شيماء بهدوء



- خلاص يا سمر يلا بينا حصل خير



اردف سليمان بغضب وهو ينظر إلـى سمر بأعين قاتمة أخافتها



- يلا اخرجوا برا الشركة ووقتها تقدروا تتصرفوا براحتكم لكن هنا كل واحدة تخلى لسانها جوا بوقها



هتفت شيماء وقد امتلأت عيناها بالدموع وهى تنظر إلـى الأسفل



- آسفة لحضرتك مش هيتكرر دا تانى .. يلا يا سمر



وغادرت وهى تسحب صديقتها الغاضبة والتى تود الرجوع وصفع ذلك المتعجرف لما قاله.. 



اردف صالح بهدوئه المعتاد



- مكنش ليه لازمة الكلام دا يا سليمان



أردف سليمان بغضب وهو يعود لداخل الشركة



- خلى معاملتك أقسي من كدا يا صالح .. معاملك الهادية دى كانت هتخلى بنت لا راحت ولا جت ترفع صوتها عليك



هز صالح رأسه بيأس من قلب صديقه والذى تحجر بالكامل وفقد الأمل بأن يعود كما كان سابقاً ليعود هو الآخـر لعمله.. 




        
          
                
كان ريـان يقف بجوار حائطه الزجاجـى يشاهد كل شئ من الأعلى ليبوم بالإتصال على سليمان والذى أجابه سريعاً ليردف بجدية



- هاتلى البنتين دول على المكتب حالاً



وأغلق الخط ليعود سليمان أشار لصالح بان يتبعه لخارج الشركة بيردف صالح بتساؤل



- حصل اى



أجابـه سليمان وهو ينظر حوله بحثاً عـن الفتاتين



- ذئب باشا طلبهم تقريباً شاف اللى حصل



تنهد صالح وهتف بهمس



- ربنا يستر



وجد سليمان يسير مبتعداً مـن جانبه ليتبعه وبد رأى الفتاتان.. 



تابعت سمر حديثها بغضب



- انا مش عارفة بتحبيه على اى والله كان نفسي اضربه كف يعدله ويعلمه ازاى يتعامل كويس مع الناس و.... 



ابتلعت باقي حديثها وهى تراه يقف أمامها واضعاً كفوف يده ببنطاله الاسود وبجانيه ذلك الشخص الذى ارتطمت بـه



هتف سليمان بجدية



- ارجعوا الشركة



توسطت سمر خصرها وهتلت بغضب وقد قررت أنها لن تصمت له هذه المرة



- وانت مين ان شاءالله علشان تأمرنا .. وأكملت وهى تشير بسبابتها نحوه .. بقولك اى انا مش زيها هطاطيلك واقولك اسفة لو مااتعدلتش معايا ااااه



صرخت بألم بعدما امسك سليمان باصبعها وثناه إلـى الخلف هاتفا بحدة



- مسمعش صوتك وامشي على الشركة وروحى انتى واللى جنبك دى على مكتب الذئب



صرخت سمر بقوة أكبر عندما قام بلف ذراعها وثناه خلف ظهرها وأردف بصوت مخيف



- لو حاولتى تتجاوزى حدودك وحاولتى مجرد محاولة بس انك تكلميني هندمك



اردفت شيماء بأعين لامعة وهى تحاول إبعاده عن صديقتها



- ابـعد عنها حرام عليك



اردف صالح وهو يضع يده على كتف سليمان



- خلاص يا سليمان



نفضها سليمان عنه بقوة لتقع سمر أرضاً لتنظر لـه بغضب جحيمي ونهضت وهى تنفض التراب عن يدها ليردف سليمان بحدة وأمر



- يلا امشي منك ليها



امسكت شيماء بيد صديقتها واطمأنت عليها ورمقت سليمان نظرة كارهة تجاهلها هو ليسيروا عائدين إلـى الشركة



عاد صالح لعمله بينما صعد سليمان والفتاتان بالمصعد للذهاب إلـى مكتب ريـان.. 



كانت شيماء خلف سليمان مباشرتاً وبجانبها صديقتها التى تتلمس ذراعها بألم فهى شعرت بأنـه سيُكير



توقف المصعد ليهتز أثر وقوفه ليختل توازن شيماء وامسكت بقميص سليمان من الخلف لينظر لـها سليمان مـن فوق كتفه لتبعد بسرعة ونظرت إلـى الأسفل وأعادت خصلات شعرها خلف أذنها بحركة عفوية منها ليستدير سليمان خارجاً من المصعد وتبعته الفتاتان وكانت سمر تسُبه بداخلها




        
          
                
طرق سليمان باب المكتب ليستمع إلـى صوت رئيسه وهو يأمره بالدلوف ليقوم بفتح الباب ودلف هاتفاً بإحترام



- البنتين برا يا باشا



ترك ريـان ما بيده مـن ورق وأردف 



- دخلهم



أومأ لـه سليمان وفتح الباب لتدلف الفتاتاتن وهم متوترتان لوقوفهم أمام الذئب



خـرج سليمان مـن المكتب ليردف ريـان وهو يعود بظهره إلـى الخلف متكئاً على كرسيه واضعاً قدم فوق الأخرى 



- انتوا عارفين قواعد الشركة واللى منها عدم تسبب أى شجار داخلها أو أمامها من الخارج



أومأوا لـه وهتفت سمر بدفاع



- بس يا باشا احنا.. 



ضرب ريـان بقبضته على المكتب هاتفاً بحدة



- انا سمحتلك تتكلمى



انتفضت شيماء بخوف بينما اخفضت سمر بصرها أرضاً ليكمل ريـان بحدة



- اللى انتى عملتيه دا ملهوش عذر عندى وانتى مفصولة من الشغل لاسبوع وهيتخصم نص مرتبك الشهر دا 



صدمت سمر بما قاله ليكمل ريـان وهو ينظر نحو شيماء التى تنتظر عقابها



- وانتى عقابك ان ليكي ساعات اضافية النهاردة ودا لانك معملتيش نفس اللى عملته صاحبتك اتفضلوا يلا



أشار لهم نحـو الباب وامسك بالورق يراجعه بهدوء لتخرج الفتاتان وعادوا للدور الأول للشركة لتردف سمر



- روحى لشغلك وانا هروح هو يوم باين من اوله اصلا



حزنت شيماء لأجل صديقتها لتتركها سمر وخرجت لتقابل سليمان أمامها والذى لم ينظر لها من الأساس غير مبالياً بها لتخرج من الشركة بغضب من ذلك المتحجر 



وعادت شيماء تكمل ساعات عملها الإضافية والتى كانت شاقة بالنسبة لها فقد قام عامل بإعطائها الكثير من الأوراق ويجب عليها ترجمتهم لثلاث لغات محددة لتتمنى لو أنه قام بفصلها مع صديقتها ولم يعطيها هذا العقاب الشاق . . 



الساعة الحادية عشر مساءً . . . 



خرج ريـان من المكتب وأردف لسليمان الذى كان ينتظره هارج المكتب



- فى حد فاضل من العمال



أجابـه سليمان وهو يقف بجواره بالمصعد



- ايوا يا باشا البنت اللى عاقبتها بساعات اضافية



أوما ريـان بصمت وخرجوا من الشركة ليردف ريـان بجدية موجها حديثه لسليمان وهو يصعد سيارته بعدما فتح لـه الحارس الآخر الباب 



- هتقعد هنا لحد ما البنت اللى جوا تخلص الشغل وبعدها توصلها للبيت 



أجابـه سليمان بجدية




        
          
                
- حاضر يا باشا



انطلق السائق بالسيارة وتبعه سيارات الحرس ليتبقي سليمان ورجلان مسؤولان على اغلاق الشركة فقط وتلك التى تعمل بمكتبها.. 



سار سليمان بخطوات ثابتة لداخل الشركة وتوجه باحثاً عـن مكتب تلك الفتاة حتى وجدها منغمسة بين الاوراق الكثيرة مـن حولها ولاحظ انغلاق عينيها مطالبة بالنـوم



دلف لداخل المكتب وحمحم بخشونه لتنهض الأخرى بفزع لترى آخـر شخص توقعت وجوده هنا والآن تحديداً.. 



هتفت شيماء بتوتر لأنه لأول مرة يأتى إلـى مكتبها



- اهلا يا سليمان.. ااقصد انه اا.. 



قاطعها وهو يردف بجدية



- قدامك نص ساعة تخلصي الورق دا كله



فرغت فاهها بدهشة وهتفت بتذمر وهي تبعثر شعرها



- مش هقدر دول أكتر من انهم ياخدوا نص ساعة غير ان كل ورقة محتاجه تترجم لثلاث لغات بجد. حرام مش كفاية ضاع وقت نومى 



هتف سليمان بضجر



- خلاص انتى هتحكيلي مأساتك اخلصي واتصرفي وانا اهو قاعد هنا لحد ما تخلصي



نظرت له شيماء بإستغراب وهتفت



- بس انت اى جابك.. اقصد يعنى انه اول مرة وكدا



جلس سليمان على المقعد المقابل لمقعدها وهتف بهدوء



- لان حضرتك اتاخرتى ومضطر انى اقعد قصادك علشان نقفل الشركة .. يلا بطلى كلام واشتغلى



جلست شيماء وحاولت التركيز ولكن لم تستطع لشعورها بنظراته المتفحصة لها



رفعت رأسها وهتفت بخجل ظهر على وجهها المحمر



- ملوش داعى انك تقعد معايا انا هخلص بسرعة لو...



قاطعها سليمان وهو يشير بيده بأن تصمت وتتابع عملها لتبتسم شيماء بخجل ومسكت إحدى الأوراق وبدأت بترجمتها  .. وبعد انتهائها من الورقة أخذها ونظر بها 



ليردف بهدوء 



- الايطالية والانجليزية والالمانية



أومأت لـه ليردف بهدوء



- هساعدك علشان تخلصي بسرعة ومتتكلميش يااما هغير رأيي



ابتسمت شيماء بخفة واومأت بهدوء ليبظاوا بترجمة الاوراق وانتهوا منها خلال نصف ساعة بالفعل لينهض سليمان مردفاً



- يلا 



رتبت شيماء الاوراق وحملت حقيبتها وخرجت معه بسرعة ليشير سليمان للحارسان بإغلاق الشركة.. 



اردق بجدسة وهو يشير نحو السيارة



- اركبي هوصلك



- لالا ملوش داعى انا




        
          
                
قاطعها هاتفا بصرامة



- الوقت اتأخر ومفيش عربيات دلوقتى اركبي يلا



والتف واحتل مقعد القيادة لتختار شيماء ونظرت حولها لترى بأنه بالفعل لا يوجد أى أحد لتتجه لباب السيارة الخلفي 



ليوقفها صوته الغاضب



- انا مش سواق الهانم



ابتلعت شيماء لعابها بتوتر وصعدت بجواره لينطلق سليمان نحو منزلها بعدما أخبرته بالعنوان والذى كان أحد الأحياء المتوسطة 



لتردف شيماء بخجل



- شكراً يا سليمان من غيرك مكنتش هخلص بالسرعة دى ومكنتش هعرف ارجع ازاى



هتف سليمان بوجوم وهو ينظر الناحية الأخرى



- عملت كدا علشان ارجع بسرعة مش اكتر انزلى يلا



ابتسمت شيماء بخفة لحديثه وهتفت



- على العموم شكرا انت عملت كدا لى دا ميهمنيش كل اللى يهمنى انك ساعدتنى وبس  ..  تصبح على خير



وترجلت من السيارة وتوجهت نحو احدى العمارات لينطلق سليمان عائداً بملامح متهجمة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



اشرقت الشمس وأتـى الوقـت الذى انتظره الجميع .. كانت تنظر إلـى هيأتها بالمرآة .. لا تصدق بأنها ستراه وأخيراً بعـد مرور ثلاث أيـام قاسية عليها .. ابتسمت بسعادة وخرجت مـن الغرفة وترجلت إلـى الأسفل لترى العائلة بأكملها تجلس تنتظر قـدوم زوجها . . 



هتفت ليلي بحنان



- تعالى صبـا اقعد جنبي



ابتسمت لها صبـا وءهبت للجلوس بجوارها لتخرج حـوراء مـن المطبخ وهى تردف بسعادة



- هو راجع أخيراً انا عملت كيك ليه 



هتف عـامر بضحك



- ربنا يسترها عليه لما يرجع



عبست حـوراء بشكل طفولى لتتعالى الضحكات على هيأتها لبتوقف الجميع عـن الضحك فـور دلوف ضلعيّ المثلث والذين هم بإنتظار الضلع الثالث المكمّل لهم . . 



توجهت حـوراء سريعاً نحـو ريـان وامسكت بيده وابتسمت لـه ليبادلها بأبتسامة صغيرة لم تصل لعينيه لينظـر بعدها نحـو الكيلانى الذى أردف



- متعرفش امتى هيوصل يا ريـان



تنهد ريـان وهتف بهدوء



- قريب



وجلس برفقتهم وكان هو بجانب هشـام بينما حـوراء جلست بجـوار شقيقتيها . . 



تبادلوا اطراف الحديث تحت شرود ريـان وهشـام الذان ينتظران قـدوم صديقهم على أحـر مـن الجمـر.. 
قاطع شرودهم صـوت هاتف ريـان والذى يعلن عـن قدوم مكالمة ما ولكن العجيب بأن هاتف هشـام تلقي مكالمة بنفس الوقت




        
          
                
نظرا إلـى الرقمين الذين يزينان شاشة هاتفهم بغرابة ولكنهم قاموا بالرد ووضعوا الهاتف على اذنهم وانتظرا حديث المتصل .. بينما كانت أعين الجمبع معلقة عليهم وعم الهدوء بالمكان



انتفض ريـان وهشـام معاً وهم يردفون بصـوت واحد



- مستحيـــل



نهض الجميع معهم ورسم القلق ببراعة على معالم وجوههم ما عدا تلك السميرة التى تجلس تتابع الأمور ببرود



هتفت صبـا بقلق وهى تجاهد أن تطرد تلك الأفكار السيئة التى راودتها



- حصل اى



اغلق ريـان وهشـام الهاتف وهتفوا سريعاً وهم بهرولون للخارج



- بيجـاد فـي المستشفي



انتفضت قلوبهم بقلق وتبعوهم وهم يدعون الله بأن يكون سليماً ولكن وجه هذين الصديقين لا يبشر بالخير أبداً 



بعـد وقـت.. 



كانا يركضان بالمشفي بسرعة لترتجف قلوبـهم بهلع وتصلبت أجسادهم بصاعقـة قويـة بينما اتسعت أعينهم بعدم تصديق لما تراه الآن . . 



يشعران بأن أحداً ما أمسك بقلبيهما ومزقهما بدون شفقة أو رحمة. . 



تقـدموا بخطوات بطيئة مرتجفه نحـو ذلك الجسـد الذى تغطيه ملاءة بيضـاء.. بينما الأطبـاء ورجال الشرطة يقفون مُنكسي رؤوسهم بحزن جليّ



توقف ريـان عنـد رأسـه ونظـر نحـو هشـام والذى يقسم بأن قلبه يوشك أن يتوقف.. 



مـد ريـان يـده وازاح ذلك الغطاء لتسقط يده بجـواره بعدم تصديق بينما اهتز بـدن هشـام وعاد إلـى الخلف بعـدم تصديق



دوت صرخة قويـة بأرجـاء المشفي من تلك الصـبا التى لم تصدق ما تراه عيناها تبعه سقوط جسدها مرتطماً بالأرض ليحملها أيـهم سريعاً وأخذها الأطباء منـه لكـى يعتنوا بـها



اختبأت آيـة بين ذراعي أخيها وأجهشت بالبكـاء وتعالت صرخات ليلي ببكاء وجزع بينما سقط مصطفي أرضاً غير مصدقاً بأنه فقد ابنـه



كاد الكيلانى على وشك السقوط لولا ذراعي عامـر الثابت من الخارج فقط وحسين الذى انهمرت دموعه بصمت وأجلسوه على احدى المقاعد



إنـه كابـوس .. نعم .. إنـه مجرد كابوس سئ، سئ جداً .. وسيستيقظـون منـه الآن . . 



ولكن هذا الألم الذى يشعران بـه يثبت لهم أكثر مخاوفهم بأنـه ليس كابوساً إنمـا " حـقـيـقـة "



لا .. كيف لصديقهم أن يفارقهم بهذه السهولة ألا يعلم هذا الغبي بأنـه ضلع من أضلاع المثلث الملوّن وبدونه سينهار الضلعين الآخران .. ألا يعلم بأنهم تواعدوا على البقـاء معاً دائماً وإلـى الأبـد .. اذاً لما سيُخلِف وعـدَه الآن . . . 



أتـى اللواء اسماعيل منكساً رأسه بحزن فهو يعتبر خسر أحـد أبنائه المقربين لقلبه وهتف وهو يحاول كبت دموعه 




        
          
                
- البقـاء لله



نظـر لـه ريـان بغضب حارق وزمجز بحدة



- محصلوش حاجهة علشان تقولى كدا 



أتـى الطبيب والذى هتف ببعض الخوف



- ذئب باشا أنا حاولت على قد ما اقدر انقذه لكن مقدرتش



نظـر لـه ريـان بعيناه القاتمة ثم أعـاد بصره لصديقه الساكن ليضع يده على موضع شريان نبضه لتتسع عينيه عندما وجـد نبض ضعيف 



ليصرخ هاتفاً بأمر لباقي الأطباء والممرضين



- جهزولى غرفة العمليات حالًا



- الغرفة جاهزة ياباشا



هتف بها أحد الممرضين ليخلع ريـان جاكيت بذلته والقاه بعيداً وحمل صديقه وسار بـه لداخل غرفة العمليات غير عابئاً بثقل جسد الآخـر 



لم يلاحظ هشـام ما حدث فهو كان يجلس أرضاً متكئا بظهره على الحائط يثني احدى قدميه ويفرد الأخرى رافعاً رأسه إلـى الأعلى عالقاً فى دوامة الماضي يتذكر فقدانه لأمـه وكيف عانى بعد فراقها لـه، هو لن يستطيع التحمل أن يفقد أحد صديقيه حتماً سينتهي.. 



لم يشعر بدموعه التى أغرقت وجهه، ليصاب وأيهم وغيث وأيان بصدمة فهم لأول مرة يشاهدونه يبكي أو حتى رؤية دموعه لطالما كانت قاسي القلب لا يهتز ولكنهم أيضاً يعلمون قوة الرابطة بين قلوب هؤلاء الثلاثة



اقترب منه أيـهم وربت على كتفه هاتفاً



- هيكون كويس طالما ريـان هو اللى هيعمله العملية بإذن الله



نظـر لـه هشـام بعيناه الحمـراء لينظر إلـى المكان الذى كان يتواجد. بـه بيجاد لينهض بفزع وهو يتساءل أين هو ليهدئه أيـهم عندما اخبره أن ريـان حمله وذهب بـه لغرفة العمليات



ليزداد قلق هشـام ونبض قلبـه بعنف وقف أمام الباب لا يعلم أيدلف أم هذا سيلحق الضرر بصديقه



ارتدى ريـان سريعاً الملابس الخاصة للعمليات وعاد لبيجـاد وصرخ بأحد الأطباء 



- قولى تشخيص الحالة بسرعة



اردف الطبيب برعب



- ثلاث رصاصات بالصدر وجرح بالرأس فوق الأذن وبعض الرضوض



ارتجف قلب ريـان بهلع لما أصاب صديقه وكيف حدث هذا كله فهو معتاد على الاصابات ولكن لم تكن بهذه الخطورة.. 



نظـر إلـى صدره ليرى ثلاث فتحات عميقة أثر الرصاص أمـر بإحضار معقم وبعض المسلتزمات لخياطة الجـرح



قـام بفعل صدمة كهربائية لأرجاع نبضات قلبه حيث أصبح جسـد بيجاد يرتفع ثـم يرتمى بإهمال على الفراش.. 



هتف الممرض سريعاً وهو يراقب نبضات القلب من الجهاز



- النبض بيرجع يا دكتور



توقف ريـان ونظـر للجهاز ليجده بالفعل بدأ بالعودة ولكن هناك شئ خاطئ فقد عادت نبضات القلب ولكن بشكل سريع مما قد يؤدى إلـى توقف القلب فى أى لحظة.. 



صرخ ريـان بسرعة وهو يضع جهاز الاكسجين على انف بيجاد بينما يصرخ بهم بأن يحضر لهم الأشياء اللازمة



وبعد وقت عصيب كانوا يتحركون فيه بدقة وحذر شديدان



زفر ريـان براحـة فهو انقذ صديقه بآخر اللحظات وإن لم يلاحظ نبضه الضعيف لكان توقف ومات بالفعل ولكنه سيعاقب ذلك الطبيب الأحمق أو الذى يُسمي نفسه طبيباً



توجـه نحـو رأسه متفحصاً ذلك الجرح ليطلب منهم فعل أشعة على رأسه للتأكد من سلامة الجمجمة وحـمـد ربـه عندما وجدها سليمة



ليقوم بخياطة الجرح بعدما وضع لـه المعقمات حفاظاً على عدم تلوثه وتأكد بعدها من إشارات جسده وأنظمته الحيوية ولم يجد بها أى ضرر حيث أن الرصاصات لم تخترق أماكن خطرة او حساسة بالصدر وكانت بعيدة كل البعد عن القلب وما يتعلق بـه



ولكن شعر بأن هناك شيئاً خاطئاً ليظل شارداً بعض الوقت يفكر بكثير من الأشياء ليتفاجأ بأبشع صوت قد يستمع إليه الشخص صوت صافرة القلب وهى تعلن عن توقفه!!!!. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent