رواية الطبيب العاشق (3) كاملة بقلم منة جبريل عبر مدونة دليل الروايات
رواية الطبيب العاشق (3) الفصل الاول 1
البـارت الأول
يجلس ريـان بمكتبه الـذى بالقصـر ومعـه صديقـه هشـام والذى كـان يـردف بغضـب
- يعنـى عايزنـى أعمـل اى وانا شايفهم بيدايقوها
مسـح ريـان علـى وجهه مردفـاً
- تـروح بعـد ما تضرب الشباب تزعقلها
= مااهو انا...
قاطعه ريـان مردفـاً بحـدة
- بلا انت بلا غيرك آيـة لو قالت لإيـاد حاجه اعتبر خطة انها تبقي ملكك فاشلة ياأستاذ
اردف هشـام بغضـب كبيـر فقد لتخيله بأنهـا لـن تصبح ملكه
- مستحيل مااهو مش بمزاجه
رفع ريـان حاجبيه ناظـراً لـه بسخرية مما يتحدثه مردفاً بسخريـة واستنكار
- امال بمزاج مين .. أمك
اطلق هشـام زفيراً قويـا وأردف
- طيب اعمل إيه انا دلوقتـى
أجابـه ريـان وهـو ينهض مردفاً بمرح
- اغلطوا واصلح وراكم .. تعالى
خـرج مـن المكتب وتبعه هشـام الذى لا يعلم ماذا سيفعل ليجده يحادث حـوراء ليقف بعيداً وهو يلاحظ تلك السعادة التـى ظهرت على وجهها وتركت ريـان وصعدت إلـى الأعلـى سريعـاً
التفت ريـان وهـو يبتسم بعشق لهـا واقترب من هشام مردفاً
- هنروح عـنـد إيـاد
نظـر لـه هشـام ليرى نظـرة المكـر فـى عينيه ليردف
- بعد النظرة دى انا اطمنت
وجـدوا فجأة حـوراء وهـى تردف من خلفهم
- نظرة إيه؟
فـزع هشام والتفت مواليها ظهره وهو يتنفس الصعداء فهو لم يرها وهى آتية وأيضـاً لم يتوقع أن تنتهى بهذه السرعة الفائقة بينما التفت لها ريـان مردفا بابتسامـة
- جهزتى بسرعة
أومأت له بسعادة ليمسك بيدها واردف بضحك وهو ينظر إلـى صديقه
- تعالى معانا يا هشام وبالمرة نتكلم مع إياد فـي شوية امور تخص الشركة
اومأ لـه هشـام وذهب معهم وبالفعل خلال وقـت ليس بالطويل كانوا ببهو ڤيلا إيـاد الذى استقبلهم بإبتسامته البشوشة المعدادة واحتضن شقيقته باشتياق...
نظـر إيـاد إلـى هشـام وتوجه نحوه حتى وقف أمامه لينظر لـه هشـام بترقب ليردف إياد بابتسامة
- شكـراً
ضيق هشام ما بين حاجبيه مردفاً
- على اى
= على موقفك مع أميرتى معرفش من غيرك كان هيحصل اى
اردف بها إياد وهو يربت على كتفه ليومئ له هشام بإبتسامة بسيطة ونظر إلـى ريان بطرف عينه
واردف وهو يعيد نظره إلـى إياد
- دا شيء طبيعي ياإياد
ليبتسم ريـان بجانب فمه بخفية فمـن الظاهـر أنها لم تخبره إلا على موقفه الشهم معها...
اىدفت حـوراء بتساؤل
- هو حصل اى
كاد إياد أن يجيبها ليرى آيـة وأريب وهم يترجلون الدرج وقاموا بإحتضان حـوراء..
نظـرت آيـة إلـى هشـام لتراه ينظـر لها نظرة لم تفهمها لتبعد عينيها بسرعة لتعيد حـوراء سؤالها لتجيبها آيـة بهدوء
- فى شباب ضايقونى وهو بعدهم عنى
اردفت حـوراء بإستغراب
- يعنى انتى كنتى لوحدك
أومأت لها آيـة وهتفت
- كنت بتمشي
اردفت حـوراء بهدوء
- الحمدلله عدت على خير
أمسكت أريب يد حـوراء واردفت بسرعة
- تعالى عايزة اوريكي حاجة
وصعدت بها بسرعة بينما ظلت آيـة بجانب شقيقها والتى كانت شاردة ولم تلاحظ رحيل شقيقتيها
هتـف ريـان بهـدوء
- حسابات الشركة نظامها اى
اردف إيـاد بتذكر
- ااه تعالى معايا فى سؤال كدا محيرنى
أومأ لـه ريـان وسار معه حتى دلفوا إلـى مكتب إيـاد لينظر هشـام ليجد آيـة تقف بمفردها ويظهـر عليها الشرود
اقترب منها حتـى وقف أمامها وطرقع أصابعه أمام وجهها لتشهق آيـة وابتعدت خطوتين إلـى الخلف ونظرت حولها لترى أنها بمفردها
نظرت إلـى هشـام بخـوف ليردف هشـام وهو يري نظرتها والتى ازعجته
- آيـة انا
رفعت اصبعها فى وجهه مردفة
- الزم حدودك ياأستاذ تحمد ربك انى مقولتش لإياد على حاجه والا مكنش رحب بيك بالطريقة دى
والتفتت لتغادر ليقطع طريقها سريعاً وهو يقف أمامها مردفاً
- واى اللى منعك انك تقوليله
ابتعد إلـى الخلف وهتفت بدون النظر إليه
- لانك انقذتنى من الشباب وكدا ملكش جميل عليا
رفع حاجبيه واردف بهمس وهو يقترب خطوة منها
- بس كدا
توترت آيـة ولكنها هتفت بثبات وهي تبتعد مع شدة نظراتها
- ايوا
وابتعدت مـن أمامـه ليقف هشـام أمامها مجدداً لتزفر بغضب ليقترب هشـام وهو يتفرس ملامحها الجميلة الهادئه ليميل نحوها لتتراجع إلـى الخلف أكثر وهتف بهمس
- اوعدك انـى هخليكي حلالى فـي أقرب وقت
ثم اعتدل فى وقفته وغـادر تاركاً إياها خلفه بوجهها المشتعل غضباً وخجلاً وعينيها المتسعة بذهول مما قاله...
- أميرتى
أفاقت على صـوت إيـاد وهو يناديها بقلق وبجواره ريـان والذى لاحظ احمرار وجهها وتوترها
هتف إيـاد وهو يقترب منها متحسساً جبينها
- انتى تعبانة
أشارت له بالنفي ليتنهد براحة وهو يري حرارتها جيدة ليردف ريان وهو ينظر لها بطرف عينه
- هشـام فين
نظـرت له بتوتر ثم هتفت بهدوء
- مشي
اردف إيـاد بإستغراب
- لى
هزت كتفيها دلالة على عدم معرفتها وصعدت إلـى الأعلى سريعاً لينظر إيـاد إلـى ريـان مردفـاً بمرح
- تشرب حاجة
ابتسم ريـان بخفة وهز رأسـه نافياً وهو يردف
- هروح المستشفى
أومأ لـه إيـاد وغادر ريـان بينما صعد الآخر إلـى أميراته...
وجـد ريـان بأن هشـام يتكئ على سيارته ليصعد السيارة وصعد هشام بجواره ليردف ريـان وهو يقود السيارة بعيداً عـن الڤيلا
- عملت اى
زظـر لـه هشـام ثم أخبره ليبتسم ريـان مردفـاً
- كنت متعود على تهور بيجاد بس الظاهر انى هتعود على تهورك انت كمان
اردف هشـام والقلق ظهر فى عينيه
- عرفت تكلمه
أومأ لـه ريـان هاتفاً
- ايوا وهو بخير وبعد يومين يكون رجع ان شاءالله
تنهد هشـام براحة ليكمل ريـان
- لى مقولتليش على حوار المليونين اللى إياد فاكر انهم اختلسوا من الشركة قبل ما يتولى هو امور الحسابات بأسبوعين
تذكر هشـام أمرهم ليردف
- وقتها كانت حوراء بتتعالج من المخدرات ومرضيتش اقولك وبعدها نسيت بس الغريب ان يامن قال انهم ماختلسوش انما انت امرت بيهم وهو نسي يظبط الحسابات
أومأ لـه ريـان مردفـاً
- ايوا فعلاً محصلش اختلاس وانا اللى أمرت بيهم
- لى
هتف بها هشـام بتساؤل
لينظر لـه ريـان بطرف عينه ولم يتحدث ليومئ هشـام بتفهم وظلوا صامتين حتى ذهبوا إلـى المشفي معاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لا حقاً لا أستطيع أن انتظر أكثر اشتياقي لها يمزقني
أردف بهـا زيـد بنفاذ طاقة وهو ينهض عن مقعد مكتبه ويلملم أشيائه بسرعة تحت نظرات شقيقته المنذهلة
اردفت رنـا بذهول
- ماذا تفعل؟
أجابها زيـد وهو يضع نظارته السوداء على عينيه
- سأذهب لهـا لا أعلم لما توقفت عـن مكالمتى بل إنها لا ترد على اتصالاتى حتى .. اعتنى بالشركة جيداً انا أثق بكِ يا شقيقتى
أومأت له رنـا بعدم تصديق لما تراه الآن .. أهذا زيـد أخاها أم أنه شخص آخـر .. هل يفعل الحب هكذا بالإنسان؟!!..
خـرج زيـد مـن المكتب ليقابله رئيس حرسه ليردف لـه بسرعة وجدية
- الآن اجعلهم يجهزون لي طائرتى للسفر إلـى القاهرة
أومأ لـه رئيس الحرس ووضع يده علـى السماعة التى بأذنه وتحدث ببضع كلمات باللغة الإيطالية يحادث رجالـه بمـا أمره بـه سيده وسار خلفـه بسرعة وتولى مقعد القيادة وانطلق بهـا نحـو المطار...
وبالفعل خلال سويعـات قليلة كـان زيـد يجلس بمقعده بطائرته الخاصـة متجها نحـو القاهـرة..
- امتى الخطوبة بقى
اردف بهـا أيـان بضجر
لينظر لـه شقيقه الأكبـر أيهم مردفاً بسخرية
- دا مش لما تدينا رأيها الأول
اردفت سميرة بتهكم
- والله عشنا وشوفنا رجالة يقفوا على رأى البنات
نظـر لهـا أيهم بطرف عينه ليردف أيـان وهو يلوح بيده
- ولا كإنك سمعت حاجة قولى هى يعنى موافقتش لحد دلوقتى
اجابـه أيهم بغيظ
- هو اى اللى لحد دلوقتى انت من يومين اتقدمتلها اكيد هتاخد وقت تفكر فيه لانه قرار مصيري ولو رفضت يبقي نفدت بجلدها
- لى ان شاءالله يااخويا كنت باكل لحوم البشر ولا مصاص دماء
اردف بها أيـان بحنق ليقلب أيهـم عينيه بملل وتركه مغادراً القصر ليري نقـاء التى تركها برفقة غيث فى الڤيلا...
نظـر أيـان إلـى سميرة وهتف بمرح
- طب بذمتك يا سميرة انا واحد يترفض او يتاخد فيه الوقت دا كله للموافقة عليه
نظـرت لـه سميرة وهتفت
- ابعـد عنـى ياابن حسين ماهى مش نقصاك
ابتعد عنها أيـان مردفاً بتذمر
- هو ابن حسين ملوش اسم
ترجل مصطفي وعامر وحسين وليلي وكيان وليان وجلسوا برفقتهم ليردف أيـان
- والله حرام هى لى مواققتش لحد دلوقتى
ضحكت كيـان لينظر لها نظرة تعلمها جيـدا لتنهض واختبأت خلف والدها وهى تضع يدها خلف رأسها مردفة بتذمر
- لا ياأيـان ايدك تقيلة وبتحمر والله
- مش ذنبي انك رقيقة يابنت عمى
هتف بها أيـان وهو يتجه نحوهـا
ليـردف عامر بحدة مصطنعة وهو يخفي ضحكته بصعوبة
- لو قربتلها هعلقك يا أيـان
هتف أيـان بإصرار على ضربها
- علقنى بس تاخد الضربة برضه
اردفت كيـان وهـى تنظر خلفه
- أبيه
انتفض أيـان وهو يردف
- والله بنهزر يا ذئب
ضحك الجميع بصخب على ملامح وجهه المغتاظة عندما لم يجده خلفه لينظر إلـى كيان متوعداً لها ولكن كانت الأخرى استغلت نظره خلفه لتلتقط هاتفها وضعت اصبعها على رقم اخيها بحيث لو ضغضت عليه سيقوم بالاتصال بـه
هتفت كيـان بإنتصار
- لمجرد أن تخطو خطوة واحدة باتجاهى سأقوم بالاتصال على أخي وأريني ما الذي ستفعله
نظـر لهـا الجميع بإستغراب لتحدثها بالفصحي بينما هـى لم تلاحظ هذا لتردف ليان بسرعة وهى تصلح الموقف
- اى يا كوكو انتى عارفة أيـان بالعافية بيفهم العامية بالفصحى مش هيفهم خالص
نظـرت لها كيـان بإستغراب لتعيد حديثها لتتسع عينيها عندما وجدت نفسها تحدثت بالفصحي لتردف بإبتسامة متوترة
- اه ما انا علشان عرفاه مش بيفهم الفصحي
اردف أيـان بغيظ
- ازاى معرفش وانا بتكلم سبع لغات
اردفت ليلي بضحك
- كفاية أيـان انتى عارف بيهزروا معاكى
ضحك أيـان مردفاً
- مش عارف اثبتلك انا راجل ازاى ياأمى .. حرام عليكي انتى عشتى فـي مصر اكتر منى ولسه مش بتتكلمى صح
هتفت ليلي بتذمر
- انتى عارف انى مش عارف اتلكم عربي كويس
هتف حسين وهو يكبت ضحكته
- بس ياولد ماما بيتكلم صح
نظرت له ليلي بغيظ لقهقه حسين وأيـان لتنهض ليلي وهى تردف بحزن
- انا مش بكلمك انتى وانتى وهقول لبابا كيلانى هو تتصرف معاكوا
وصعدت إلـى الأعلى ليردف عامر بحدة
- اى تصرفات الاطفال دى ياحسين اهى زعلت منك
نهض حسين وهو يردف بإبتسامة عاشقة لتلك الروسية التى مازالت تحتفظ برشاقة جسدها وليست كالنساء اللواتى يزداد وزنهن مع مرور الزمن
- مش عارف اعمل اى فرقتها اللى بتوقعنى فـي حبها اكتر واكتر
اردف مصطفي بيأس من شقيقة
- شوف بيتكلم ازاي، انشف يا حسين يااخويا
اجابه حسين وهو يصعد الدرج
- ملهاش علاقة يااخويا الحب ملهوش علاقة باللى انت بتقوله دا عقبال ما تجربه
انهى حديثه بمرح تاركاً ابتسامة بسيطة على وجوه الجميع من عشقه الذى لا يتوالى عن اظهاره للعلن...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس فى غرفتها ومعها حـوراء التى رفضت تركها بمفردها لحالتها السيئة منذ رحيل بيجاد .. دموعها لم تتوقفت لحظة حتى وهى نائمة تنزلق دموعها الحارة لتحرق وجنتيها توقظها مـن النـوم لتكمل مسيرة بكائها بمفردها فـى منتصف الليل...
لا تعلـم ماذا تفعل لها فهـا هـى تحتضن رأسها وتتلو لها بعض آيات الله من كتابـه الكريـم لتهدأ قليلاً
توقفت دمـوع صبـا وهـى تندمج مع آيـات الله شاردة فى ما فعلته فى دنياها لأجل الآخرة.. ماذا زرعت فى هذه الدنيا لتحصده فى الآخرة ؟!..
انهمرت دموعها مجدداً بشكل أسرع ولكن هذه المرة خشية مـن الله تعالت شهقاتها وهى تفكر فى ما فعلته طيلـة حياتها لترى بأنها لم تكن تفكر ولو للحظة فـ المـوت او ما بعـد المـوت..
كانت حـوراء تظن بأنها تبكى علـى بيجاد لتردف مواسية بعدما صدقت من تلاوة القرآن الكريم
- البكاء عمره ما فاد فـي حاجة يا صبا .. البكاء لو كان بيرجع اللى راح أو بيشفي الجروح وبيطيب الخواطر كان الناس كلها فضلت تبكى .. ادعى واطلبي من القادر انه يرجع بالسلامة بس بلاش ترهقي نفسك
هتفت صبا بصوت مبحوح أثر البكاء
- مش قادرة يا حوراء مجرد ما اتخيل انه ممكن يتأذى قلبي بيوجعنى
- تفاءلوا خيراً تجدوه وبإذن الله هيرجع بالسلامة ممكن تقومي معايا وتنزلى تغيري جو الأوضة دا
نفت صبـا برأسها لتُصر حـوراء على نزولها إلـى الأسفل لكي تتناسي حزنها قليلاً لتوافق صبـا أخيراً وابدلت ثيابها إلـى بنطال اسود أعلاه تيشيرت بأذرع طويلة باللون البنى القاتم وتركت شعرها النحاسي حراً وخرجت برفقة حـوراء التى سعدت لأنها وافقت على طلبها...
نهض مصطفي سريعاً فـور رؤيته لزوحة ابنه تخرج من غرفتها أخيراً مرحباً بها كما فعل الجميع ما عدا سميرة وأجلستها حـوراء بجانبها لتشعر صبـا ببعض الدفء الذى افتقدته منذ رحيل بيجاد . .
نظرت لها سميرة بعدم رضا ولاحظت صبـا هذا ولكن تجاهلت نظراتها فهى بحالة لا تسمح لها بالمشاجرة تقسم لو كانت بوضع غير هذا لكانت علّمتها كيف نظر لها جيداً ولن يفرق معها مـن هى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف آسـر أمام اللواء بهيأته القاسية المعهودة منـه أثناء عمله وهو يردف بكل جدية
- تقصد اني حالياً مكلف بعملية غير العملية اللى تم تأجيلها مـن تجار المخدرات وغير
أومأ لـه اللواء اسماعيل وهتف
- بالظبط والمهمة بالليل .. يعنى يادوب تلحق تظبط شغلك وتودع اهلك وتعمل مخططات مع فريقك
نظـر لـه آسـر قليلاً ثم أومأ لـه وغادر متجهاً نحـو ڤيلا هشام لينفذ ما جاء بذهنه على الفور بدون أن يتمهل للحظة واحدة..
وبالفعل خلال نصف ساعة كان فى الڤيلا وكان بإنتظاره هشام وكذلك ريـان الذى طلب حضوره ليكون مـن حسن حظه انـه كان قد انتهى مـن عمله بالمشفي وإلا لم يكن ليأتـى..
جلس برفقتهم آسـر وهتف بدون مقدمات
- انا معايا مهمة بالليل وعايز اطلب أريب من إياد
رفع ريـان حاجبيه بإستنكار مردفاً
- الطفلة اللى عندها ١٩ سنة واللى فرحت انها جابت مجموع طب
تنهد آسـر ليردف بهدوء
- عارف كل دا بس انا مش همنعها من أى حاجه ولا من تكملة دراستها هتكمل نمط حياتها بشكل طبيعي بإختلاف بسيط وانها هتكون مراتى
نظـر لـه هشام وهو يقول :
- هتكمل نمط حياتها بشكل طبيعي .. افرض خلفت عيال وهى فـ سنها الصغير دا برضه هتكمل حياتها بشكل طبيعي وهتروح تشتغل كـ دكتورة ولا هتسيب حلم حياتها وهتعتنى بالعيال وبجوزها وبيتها
انت بتتكلم فـ اى ياآسر من امتى وانت بتفكر فـي قرارات غبية بالشكل دا والمصيبة انه قرار مصيري والأكبر من المصيبة انك ولا لحظة حبيتها والافجع من المصيبة انها مش بتطيقك
ألقي هشام كلماته الحادة بوجهه بدون تردد نعم هو لم يخطئ ولكن كان تفكير آسـر مختلفاً حيث اردف بثقة
- مين قال انى مبحبهاش فى مقولة بتقول " ما محبة إلا بعد عداوة " والمقولة دى انطبقت عليا أريب جذبتنى بشخصيتها المختلفة والمتميزة عـن أى بنت شوفتها قبل كدا هو ااه الفرق ما بينا كبير بس عمره ما كان الحب بالسن .. ولا اى يا ريـان
نقل الاثنان بصرهم نحو الآخـر ليره يحرك إبهامه على ذقنه وهو يبتسم بسخرية مع نظراته الساخرة المتوجهة نحـو آسـر .. ضيق آسـر ما بين حاجبيه بغرابة لهذه النظرات
ليردف ريـان وهو يسبك أصابعه ببعصهم البعض مثبتاً مقلتيه ذات اللون الغريب على أعين آسـر
- انت عايزها علشان بتحبها بجد ولا ... علشان تنتقم منها وتاخد حقك من طفلة اتجرأت وضربت وحش المخابرات ووقفت قصاده
اتسعت أعين هشـام ونظر نحو آسـر بدهشة ليردف آسـر بثبات فهو كما ذكرنا "وحش المخابرات"
- مفيش حاجه من دى وانا فعلا عايزها لانى حبيتها
نظـر لـه ريـان قليلاً ليتنهد بهدوء فهو لم يقتنع بحديثه كلياً بينما استرسل آسـر حديثه
- اطلب إيـاد وخليه ياجى وياريت تساعدونى
نظـر لـه ريـان بسخرية بينما اخرج هشـام هاتفه وطلب إيـاد ليأتيه الـرد سريعاً ووافق على حضوره رغم أنـه لم يعلـم السبب إلـى الآن...
بـعـد وقـت...
كان إيـاد ينظر إلـى آسـر منتظراً حديثه بينما كان آسـر يفكر بكيفية بدأ حديثه بطريقة صحيحة...
وكان ريـان وهشـام يتابعان الوضع بإبتسامة ساخرة...
هتف آسـر وأخيراً وهو ينظر إلـى وجه إيـاد المبتسم
- بصراحـة ياإيـاد انا معايا مهمة النهردا بالليل وكنت.. يعنى .. بصراحة طلبي هو
اردف هشـام بنفاد صبر ونظرات ساخرة
- ما تتكلم ياآسـر هو هيسحب الكلام منك
نظـر لـه آسـر بغيظ بينما ضحك إيـاد هاتفاً
- معتقدش انى اتصرفت معاكم قبل كدا تصرف وحش يخليك متردد فـ الكلام معايا
أومأ لـه آسـر ليسحب الهواء إلـى رأتيه ثم زفره بهدوء ليردف بسرعة وهو يثبت عيناه على معالم وجه الآخر
- انا طالب الآنسة أريب والفترة اللى هقضيها فـ المهمة هتكون مهلة تفكير ليك وليها ولما ارجع ان شاءالله هاجى تانى بس مش هكون لوحدى
اختفت ابتسامـة إيـاد تدريجياً وتهجمت ملامحه لأول مرة ليقرر ريـان التدخل ليردف بجدية وهدوء
- خد وقتك في التفكير وشوف رأيها
نظـر لـه إيـاد ليستغفر ربـه بهدوء لتهدأة غضبه لينهض مردفاً بتهجم وهو ينظـر لآسـر بغضب
- اللى فيه الخير يقدمه ربنا وترجع بالسلامة ووقتها ربنا يعدلها
واستدار راحلاً بدون أن ينتظر رد أى منهم لتصدر قهقهه قويـة مـن هشـام بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه ريـان
ليرمقهم آسـر بحنق مردفاً
- اضحك اضحك مااهو مش انت اللى فـي الوش
توقف هشـام عـن الضحك بصعوبة بينما نهض ريـان مردفاً ببعض السخرية
- ترجع بالسلامة يا وحش
وخرج صاعداً سيارته متجهاً نحـو شركته...
ـخ
- يلا يا حـوراء اتصلي عليه مش عايزين نتأخر
هتفت بها كيـان بفاد صبر
لتومئ لها حـوراء ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر رد محبوب قلبها...
أتاها صوته الأجش وهو يردف بعشق ممزوج بالحنان
- وحشتيني
احمر وجهها لتردف كيـان بغيظ
- اخلصي يا حبيبتى بلا كسوف بلا بتاع عايزين نخرج
استمع لها ريـان على الناحية الأخرى ليردف لحـوراء
- هاتيها يافاتنتى
لم تتحدث حـوراء ومدت يدها بالهاتف لتلتقطه منها كيـان بإستغراب وما ان وضعته على اذنها أتاها صوته وهو يردف
- فى اى ياكيانى
اردفت كيان بتوتر لأنها هى من تحادثه
- بصراحه ياأبيه كنا عايزين نخرج مع صبا شوية تغير جو وعايزين حـوراء معانا وهى رافضة تخرج غير لما تقولك
همهم ريـان على الجهة الأخرى ليطلب منها اعطاء الهاتف لحـوراء مجدداً ليردف بهدوء
- اخرجى معاهم بس متتأخريش والحرس يكونوا معاكم واطلبي اللى انتى عيزاه ومتشيليش هم حاجه
هتفت حـوراء بإبتسامة رقيقة
- حاضر
ليردف ريـان بحب
- وخلى بالك على نفسك يا فاتنتى
توردت وجنتيها وهتفت برقة
- حاضر
واغلقت معه لتردف كيان بمرح
- مش معقول بتتكسفي منه من الفون يا حـوراء
ابتسمت حـوراء وتركتها لكى تجهز للخروج وذهبت كيـان لتخبر صبا بأمر خروجهم لتتجهز هى الأخرى وليـان كذلك
بعـد وقت تفاجأ الأربعة بكم هائل من الحراسة وسيارات كثيرة لتضحك كيان وتوجهت نحو سليمان الذى يقف بجوار احدى السيارات
هتفت كيان بضحك وهى تنظر لهذه الحراسة
- لى دا كله يا سليمان
أردف سليمان بهدوء
- أمـر من الذئب ياهانم
وكزته كيـان بغيظ بكتفه وهى تردف
- قولتلك بلاش هانم انت صديقي ياسليمان
لم تتغير معالم الجدية التى على وجه سليمان لترمقه كيـان بحزن وهتفت
- تمام الظاهر ان دا من نحيتى انا بس
والتفت لتتوجه نحـو الفتيات وهتفت بهدوء
- يلا مستنيين اى
اومأوا لها الفتيات وصعدوا احدى السيارات وتولى سليمان قيادتها وانطلقت خلفهم ثلاث سيارات من الحرس وسيارتان أمامهم ..
توقفوا أمام مول كبير للملابس والمتحضرات التجميلية وكل شئ خاص بالأنثي...
ترجلت الأربع فتيات ليطلب منهم سليمان الانتظار قليلاً وأشار لبعض الرجال الدلوف لداخل المول لتأمنته
شعرت حـوراء بالضجر لهذا كله بينما كيان وليان وصبا فهما معتادتين على هذه الأشياء من الحراسة والتأمينات والفخامة فى كل أمـر صغير يفعلوه..
اردفت حـوراء بضجر وهى تتوجه لداخل المول
- على فكرا يعنى مفيش حيوانات مفترسة علشان دا كله هو مجرد مول مش أكتر
هتف سليمان سريعاً
- لحظة يا هانم
لم تنتظره حـوراء ودلفت إلـى الداخل لترى الحرس يفرغون المول من الأناس والتى ذات مكانة عالية ولكن مهما بلغت مكانتهم فلن يصبحوا كـ الذئب
هتفت حـوراء بغضب
- انتوا بتعملوا اى
تقدم منها احدى الحرس وهتف بإحترام وهو يخفض بصره
- اتفضلي يا هانم المكان آمن
كادت حـوراء ان تتحدث ليقاطعها دلوف الفتيات وسليمان الذى أشار للحارس ليعود مكانه.. نظـر سليمان إلـى كيان بطرف عينه ليراها تتجاهله ليتنهد بخفة
واردف موجها حديثه لحـوراء
- اتفضلوا واحنا هنكون خارج المول بانتظاركم
أومأت لـه حـوراء ليخرج وتجولت الفتيات وصبا التى كانت تنظر حولها بعدم اهتمام فهى خرجت معهم لإصرارهم فقط وكان تفيكرها مشغولاً ببيجـاد فقط..
اشترت كيان وليان الكثير من الأشياء التى راقت لهم ودفعوا من الفيزا الخاصة بهم بينما حـوراء دلفت إلـى قسم المحجبات واختارت بعض الملابس التى أعجبتها وكادت أن تدفع
ليقاطعها صوت العامل وهو يردف
- الحساب مدفوع
نظـرت لـه حـوراء بأستغراب ليكمل العامل
- مـن الذئب
اومأت لـه حـوراء وخرجوا من النول ليقرروا السير قليلاً بعدما تركوا أشياءهم بالسيارة ورفضت حـوراء قدوم كل هذا الحرس معها ليأتى سليمان وأربع آخرين فقط والبقية تركت لهم بعض الوقت للراحة
بينما كانوا يسيرون توقفت كيـان بأرضها بصدمة وهـى تنظر إلـى ذلك الذى يتقدم منهم بهالته القاسية تعرفت عليه عن بعد ورغم نظارته السوداء التى يرتديها إلا أنها علمت هويته..
ولم يكن سوى زيـد الذى وصل لتوه إلـى القاهرة وعلم مكانها من الشخص المكلف بمراقبتها وحمايتها
هتفت ليان بإستغراب
- وققتى ليه يا كيان وبتبصي على اى
لم تتحدث كيـان لأنـه أصبح أمامها مباشرتاً..
نظرت حـوراء وصبا لهذا الشخص بغرابة بينما شعرت حـوراء وكأنها رأته من قبل ولكن لا تتذكر أين..
وجـد زيـد مـن يقف بينه وبين صغيرته لينظر إلـى ذلك الشخص والذى لم يكن سوى سليمان الذى كان يطالعه بحده مردفاً
- خير
خلع زيـد نظارته ونظـر له وعلم انـه الخارس الشخصي للذئب لرؤيته كثيراً برفقته فى كل مكان ليتذكر بأنـه هو أيضاً من تعتبره صغيرتـه بصديقها لتمع عينيه بالغيرة
هتف زيـد بهدوء وهو ينظر إلـى كيـان
- أريد التحدث معكِ على انفراد
هتفت ليـان بدهشة
- انت زيـد الرباعـي
اوما لها زيـد لتنظر ليـان بخبث إلـى كيان وهتفت
- كنت فاكره انك فـي إيطاليا
- بالفعل ولكن أتيت لأني تركت شيئاً هاماً خلفي .. والان هل يمكننى التحدث معكِ
انهى حديثه وهو ينظر إلـى كيـان
اردف سليمان بجدية
- لا
رمقه زيـد بغضب مردفاً بتحذير
- ابتعد من أمامى يا هذا
رمقه سليمان ببرود ومازالت ملامحه جامدة لتردف حـوراء بضجر بعدما كانت تحاول أن تتذكر أين رأته ولكنها فشلت
- لو سمحت مينفعش اللى انت بتعمله دا
نظر زيـد إلـى الصوت لتصتدم عيناه بكتلة جمال تتحدث ويظهر على وجهها الضيق ليتذكرها انها هى زوجة الذئب والتى لا يزال لا يعلم اسمها..
هتفت حـوراء بغضب
- وبعدين كنت مين علشان تكلمها ابعد كدا
هتف زيـد بهدوء
- أووه أنتِ ملكة الذئب ولكن ما اسمك فـأنا إلـى الآن لا اعلم ما اسمك
هتف سليمان بخشونه
- اتفضل امشي من غير مشاكل احسن
هتفت كيان سريعاً
- فى اى يا زيـد
نظر لها زيد بأعين تلمع بالعشق ولاحظت حـوراء نظراته ليردف بهدوء
- اريد التحدث معكِ
هتفت صبا بهدوء وهى تستدير عائدة للسيارات
- هو لى بيتكلم كدا انا هرجع احسن هى مرارة وشلناها
تبعتها حـوراء وهى تتابع بتبرم
- الخروجة باظت
التفت معهم ليان وهى ترظف بمرح
- نسيبلهم المكان علشان يتكلموا
توقفت حـوراء والتفت عائدة إلـى كيـان وامسكت بيدها وسحبتها خلفها وهى تردف
- لا مينفعش .. لو عايز يكلمها يروح لأخوها الأول
وسحبتها معها إلـى السيارة تحت نظرات زيـد المندهشة والمغتاظة منها بنفس الوقت .. ابتسم سليمان على زوجة رئيسه ونظر ببرود لزيد وعاد لهم وانطلقوا بالسيارة بجواره
هتف زيـد بدهشة
- يجب ان اعلم ما اسمها .. وكيف تجرأت وأخذت صغيرتى بهذه الطريقة
انهى حديثه بنبره حادة ليعود هو إلـى ادراجه مخططاً للقاء آخـر بصغيرته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ زيـد الرباعـى : فـى الثلاثين مـن عمره ذو أعين زرقاء حادة وبشرة برونزية .. حاد الطباع، وسريع الغضب، يمتلك شركات الترتيب الثـالث على العالم .. إيطالى الجنسية، يتيم الأم ﴾
﴿ رنـا الرباعـى : فتاة فـى السادسة والعشرين مـن عمرها طيبة القلب وتخفى هذا خلف قناع الغرور والقسوة الذى ما دائماً ترتديه .. عينيها زرقاء كشقيقها وشعرها أشقر طويل " معجبة بآسـر " ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الطبيب العاشق) اسم الرواية