رواية العسقلة الماكرة الفصل الثاني 2 - بقلم ايمان كمال
الفصل الثاني
خلصوا الاكل وعملت مرزوقة القهوة وحطتها في اوضة المكتب واول ما عينها جت على الاوراق اللي على المكتب، مسكتها ومن غير ما تحس فضلت تقرا في اول صفحه بصعوبة، ومره واحده سمعت صوت ياسر بيزعق ويسألها بحدته المعتاده: انتي بتعملي اية عندك هنا؟
اتفزعت مره واحده وارتجفت من صوته الحاد، ومره واحد رمت الورق على المكتب واتبهدل وهو قرب منها والشرار بيتطاير من عينه، وهي اول ما شافته بيقرب عليها زي الوحش اللي هيفترسها بلعت ريقها بصعوبه، ورفعت اديها تداري وشها خوف من الغول اللي هاجم عليها، بينما هو واقف شايف منظرها ده ورعبها اللي ادته بتلقائية وبراءة شديدة، ضحك ومسك اديها واتغيرت نبرة صوته واتحول في ثانية لحمل وديع ونزل اديها من على وشها وبص في عيونها العسلية وقال: اية ده انتي تطلعتي خوافه اوي ليه كده؟ هو انا للدرجة دي برعبك يامرزوقة؟
صاحت بصوتها العالي المعتاد عليه، والدموع بتغرغر من عينيها وقالت مرزوقة: هوووه يابوي هو انت بترعب وبس، لا ده انت عامل زي الاشكيف اللي هيخوفوا بيه العيال الصغيره حدانا في البلد، ياخوفي لأكون قطعت الخلف بسببك، يامرك يامرزوقة... يامرك.. ادي اللي اخدتية من خدمتك في مصر ومن رجالة مصر...
قعدت على الأرض وربعت رجليها عشان تاخد نفسها، وفضلت تخبط عليهم وتولول، كان ياسر واقف حاطط ايدة في جيب بنطلونه، ومستمتع بأداءها الغير مفتعل والطبيعي، وساكت خالص مكتفي بنظرات الإعجاب على بساطتها في التعبير البسيط، سكت مره واحده لما ملقتش منه أي رد فعل، وحاولت تقوم تقف وبصت له غيرت الموضوع واتحولت في ثانية وقالتلة:
القهوة هتبرد يابيه اشربها بقى وانا هروح اشوف شغلي.
ياسر بمكر : انتي مجاوبتيش على سؤالي لحد دلوقتي؟
رجعت للخلف وقالت بلجلجة: ابدا يابيه اني كنت بحط القهوة، ولمحت الورق متنعكش على المكتب قولت ارتبه، بس ولاقيتك داخل عليا كيف وابور الطحين اكده وفزعتني، ادي كل الحكاية، هههههههه.
ياسر والابتسامة لسه مفارقتش شفايفه، مسك رتب اوراق الرواية وقالها: طب مره تانية ملكيش دعوة خالص بأي ورق على المكتب، عشان ده تعب وسهر شهور، تحطي القهوة وتمشي من سكات، فاهمه يامرزوقة؟
ردت مرزوقة بسرعة: اه امال اية اني فاهمة وعارفة كل حاجة، ان ده ورق الروايات اللي راح تكتبها والالهام اللي بيجيلك، صح يابيه؟
ياسر وهو بيهز راسه بتأكيد: صح يامرزوقة، شاطرة، روحي شوفي شغلك بقى.
مرزوقة: حاضر يابيه.
اول ماخرجت من عنده انتهدت بقوه، وحطت اديها على قلبها، ماصدقت خرجت حالا من جحيم غضبه وعصبيته، وراحت تسأل شادية على المكان اللي هتنام فيه، واخدتها لاوضة صغيرة جنب المطبخ وشاورت على الدولاب وقالت: حطي هدومك في الدولاب ده يامرزوقة، والفوطة دي اللي هتستخدميها وهتبقى بتاعتك، والحمام ده برضو اللي هتستخدميه ممنوع تستخدمي الحمام الكبير، وكل يوم اول ما تصحي من النوم الحمامات كلها تتنضف كويس، وتتعقم، وبعدين تلمعي وترتبي الفيلا، ومش هوصيكي على الغرف تتروق وتتكنس، وتتمسح كل يوم، فاهمه يامرزوقة؟
مرزوقة كانت بتسمع كلامها وهي فاتحه بقها مذبهله من كل اللي بتقوله ولما فضلت ساكته؛ هزتها شادية وقالت: اية يابنتي مالك مذبهله ليه كده؟
ردت وعلى وشها علامات الاستفهام وقالت: اني هعمل كل ده كل يوم ياستي؟
شادية بتأكيد: أيوة طبعا، مش بتقولي انك لهلوبة؛ وريني بقى شطارتك ياست الهلوبه !!
مرزوقة بتبلع ريقها وبتستجمع شجاعتها قالت بحماس: اه طبعا، امال اية اللي تأمري بيه ياستي هعمله واكتر شوية كمان، هو اني ليا بكره غير رضاكي عليا ياست الكل انتي.
شادية وهي بطبطب على كتفها: طيب يالا نامي عشان تلحقي تاخدي كفاية من الراحه، بكره وراكي شغل كتير.
سابتها وخرجت ومرزوقة قعدت على السرير تندب حظها في المرار والشقى اللي منتظرها، وبعد عويل كتير قامت حطت هدومها في الدولاب، وغيرت الجلابيه ودخلت تنام، واول ماغمضت عينيها غاصت في احلامها الوردية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
سابتها شادية وراحت لاوضة نومها ترتاح وتحاول انها تنام، فضلت تتقلب على جنبها اليمين والشمال زي السمكه اللي بتتقلب على نار، بتستدعي النوم وتترجاه زي كل يوم يجي يرحمها من هجوم عواصف الذكريات عليها، لكن اللي بيحصل زي كل يوم من سنين كتير مرت نسيت عددها من كترهم، ولازم ملحمه البكا تبدأ وتغرق مخدتها للأسف النوم لا بيرحمها ولا بيشفق على حالتها، لما ملقتش اي امل أنها تنام، قامت وفتحت دولابها وخرجت من خزنة شايلة فيها الحاجات المهمه؛ ذكرياتها ودهبها، خرجت صندوق صغير خشبي، وفتحته ومسكت بإدين مرتعشه صوره وكام جواب كل اللي فاضلها من أجمل ذكريات عاشتها في أيام الصبا، فتحت أول جواب لقت الحبر ساح واتمسح من كتر البكا على الحروف، فتحته وقرأت بهمس بيلاعب أوتار قلبها وبتحيه من جديد، يمكن دي الحاجة الوحيده اللي بتخليها عايشة لحد دلوقتي برغم كل الوجع والنزيف اللي حاسه بيه وبينزف لحد اللحظة دي، عينها جت على نفس الجملة اللي عينيها عارفه مكانها وبتوصله بمنتهى السهولة، زي ما تكون عايزة تجدد نفس الوجع والألم في اللحظة دي، وتعيش الحب اللي اتحرمت منه، وتفتكر اد اية حرمت نفسها من السعادة عشان تحافظ عليه..
حبيبتي التي عشقتها وحبها يسري بداخل أوصالي.. احببتك وسأظل أحبك مهما فرقتنا الليالي.. ستظلين انتي جوهرتي الغالية... انتي نبع الحنان، ونبض قلبي الذي ينبض لكِ وحدك يا مالكة فؤادي.. اذكرني دائما يا ربيع عمري الذي اتمنى ان يزدهر وانتي امامي ولا يفارق عيناي... انتظريني واذكريني في كل لحظة واعلمي يافاتنتي بأني أشتاق اليكِ في كل ثانيه واحسب الدقائق والساعات حتى أعود وامتع عيناي بنظرة من عيناكِ ياملاكي... لاركض لطلب ودگ؛ لتكوني أميرة حياتي، ولا تفرقنا اي مسافات او أميال...
انهت قراية لهذا الحد، وحضنت الجواب بقوة، كأنها عايزة تدخل حروفه داخل قلبها، ودموعها عرفت طريق سريانها على خدودها اللي انحفرت طريق طويل وممر تمشي فيه بحرية، سابت الجواب ومسكت الصوره اللي فيها اكتر إنسان عشقته في دنيتها، واكتر واحد اتعذبت بنار فراقه، ولسه بتتعذب لحد اللحظة دي، ومش قادرة تنسى انها السبب في الفراق ده، سابته من غير ما تودعه وتملي عيناها منه، بصت للصورة وباديها مشيت على ملامح وشه اللي محفوره جوه في قلبها؛ كأنها وشم ومستحيل يتشال، وقالت بدموع عيونها: سامحني ياحب عمري... سامحني اني ضحيت بحبي وسبتك... سبتك عشان تعيش في أمان...... سبتك من غير حتى وداع... سبتك من غير حتى ما أفكر هقدر اسيبك او مش هقدر... لكن كان لازم ابعد، حتى لو كان البعد ده هو الثمن انك تعيش من غير ما اهلي يإذيك... ياترى لسه فاكرني.. !!
لسه باقي على العهد القديم.. !!
ولا قولت خلاص اعيش حياتي ماهي باعتني خلاص ؟!
آآآه لو تعرف انا اتعذبت من بعادك اد اية ؟! كنت رجعت من اخر بلاد الأرض؛ واخدتني تعوضني عن سنين حرمان وجفاف عشتهم بعيد عنك.
مسكت الجواب وحطته مع باقي الأوراق والصور، وقفلت الصندوق، وانتهدت بوجع، ورفعت عينها ودعت ربنا وقالت: يارب زي ما ما حطيت محبته في قلبي، طمن قلبي عليه، بأي خبر ولو معلومه؛ نفسي عيوني تقابله ولو مره واحده قبل ما أموت.
سكت لحظات لمجرد الفكره أن ممكن يجي معاد الاجل والعيون متتاقبلش من بعد اخر لقاء، غمضت عيونها وهزت راسها تنفي الفكره، وتمحيها من راسها، لأنها حست انها بتموت اخر امل جواها، حضنت صورته وقبلتها، ثم شالت صندوق الذكريات، وقفلت الدولاب، ومددت على السرير، وطفت نور الاباچورة، وغمضت عيونها وهي باصه على المخده اللي جنبها وبتقول نفس جملتها كل يوم ما يقارب من عشرين سنة، ولا يوم نسيتها، وهي بتتخيل صوره حبيبها نايم جنبها وبتقوله:
تصبح على خير يا سليم.
وفي الثانيه دي زي ما تكون اخدت جرعة المخدر اللي حروف اسمه المحببه خلتها تقفل جفونها وتنام من غير تحس وعقلها الباطن بيصرخ منادي عليه انه يجلها زي كل يوم وتشوف طيفه ولو للحظة واحدة، بس تشوفه ولو من بعيد.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
قبل الاثناء دي كانت شروق وعماد قاعدين في البلكونة يشربوا حاجة ساقه مع شوية حلويات، كانت بتبص له بشوق ولهفة عاشقة، كسر الصمت عماد وقالها: وحشتيني اوي ياشروق، تعبت من كتر البعاد والسفر.
اتنهدت شروق بوجع وقالت: معلش ياعمده هانت ياحبيبي، الفلوس اللي بتاخدها وبدل السفر هي اللي ساعدتك تجيب الشقة وتوضبها.
عماد بتعب رد: بس انا تعبت ياشروقي من طول بعادك، والشقى اللي هناك، اليوم بيمر بسنة، انتي متعرفيش يعني اية تبقي وحيده في مكان مهجور مفيش فيه اي وسائل ترفيه اتصال، ياشروق ده انا عشان اكلمك لازم اخد عربيه وتمشي بينا كذا كيلو عشان اعرف اكملك والاقي شبكة، انا تعبت ونفسي نعيش سوا في بيت واحد.
كانت بتسمعه وقلبها بيوجعها وصوت اهاتها أعلى من صوته، مسكت إيده وابتسمت عشان تديله جرعة امل وتفاءل: معلش ياعماد استحمل عشان خاطري كلها سنة ونتجمع مع بعض في بيتنا، مش قدمنا حل غير الصبر ياعماد.
رد عماد باندفاع بدون تردد وبصوت فيه ترجي: في حل ياشروق بس انتي توافقي عليه.
شروق بستغراب وتعجب سألته: اية هو الحل ده؟
عماد شدد على اديها، وبص في عيونها وقال: اننا نتجوز في شقة امي لحد ما الشقة تخلص، قولتي أية؟
سكتت مش قادرة تستوعب كلامه، هي بتحبه متنكرش، لكن موضوع انها تسكن مع خالتها مرفوض منعًا لأي مشاكل، لما طال صمتها استنتج عماد رفضها، ومره واحده قام واقف وقالها بوجه حزين: ردك وصلني ياشروق شكرا جدا.
سابها قاعده وراح ناحية امه انهار وقالها بجديه في صوته: يالا بينا يا ماما الوقت اتأخر، يادوب الحق ارتاح شوية عشان اسافر وأنا فايق، بعد اذنك يا خالتو، اشوفك على خير.
بصتله سعاد وعيونها متعجبه من طريقة كلامه، سألته: ما لسه بدري ياعماد، انتو مونسنا والله.
عماد باعتذار: معلش خليها مره تانيه ياخالتو نقضي الإجازة من اولها، يالا ياماما بقى.
قامت شروق ووقفت وعيونها بتترجاه يفضل، لكن هو حاول يهرب من مواجهتها، مكنش قادر يسمع او يستمر في الوقوف بعد ما خذلته، واخد امه ومشي بعد ما سلم على خالته، ومشي من غير ما يوجه لها اي كلمه، وتصرفه ده خلالها تحس بالضيق انها زعلته، دخلت اوضتها وارتمت على سريرها تبكي في صمت، حيرانه ومتشتته مش عارفه موقفها ده صح ولا غلط ؟!
فاقت من شرودها على صوت خبط الباب، قامت فتحته، ورجعت مكانها حزينه حاضنه مخدتها ومخبيه وشها وبتبكي بدون صوت، قربت امها منها وسألتها: ممكن اعرف مالك، وفيكي ايه؟ وعماد ليه قام روح بالشكل ده؟
رفعت عيناها ومسحت دموعها وحكت لها كل كلامه، واول ما انتهت قالت سعاد: انتي ليه موافقتيش على اقتراحه ياشروق، خصوصا إنك متأكده من حب خالتك ليكي؟
شروق بخوف ردت: عشان انا بعيده عنها ياماما، بصي انا بحب مبدأ ابعد حبة تزيد محبه، وبصراحه خايفة الاحتكاك بينا يولد مشاكل وزعل، خالتي مهما كانت بتحبني؛ عمرها ما هنتصفني على ابنها، طب ليه بقى ادخل النار برجلي، خليني بعيده وازورها من وقت للتاني، اية المشكلة انه يصبر كمان سنه ونستقل بحياتنا مع بعض، ومحدش يدخل بينا.
كانت بتسمع لكلامها وهي مقتنعه بكل حرف بتقوله، لكن زيها زي لي ام نفسها تفرح ببنتها وتشوفها في بيت جوزها سعيدة متهنية، عشان كده فكرت في حل وقالت: طب ليه ياحبيبتي موضحتيش له وجة نظرك دي، بدل ما تسكتي؟
شروق بقلة حيلة: مدنيش فرصة ياماما، سكت عشان اجمع حروفي وارد، هو وصل له اني رافضة، ولاقيته قام وزعل واتقمص.
طبطبت على اديها وقالت: خلاص اية رأيك تتجوزي هنا معايا، اهو عشان مفضلش لوحدي، وخليه يتجدعن ويخطبك رسمي.
شروق بفرحه: بجد ياماما، يعني مش هتضايقي اننا نعيش معاكي؟
سعاد وهي بتضربها بخفه على وشها قالت: انتي عبيطة معقول هيضايق من بنتي حبيبتي، وابن اختي الغالي، كلميه بكره واقترحي عليه، وابقي بلغيني بقراره.
قامت شروق وقربت من والدتها وحضنتها وقالت: ربنا يخليكي ليا ياست الكل، وميحرمنيش منك يارب.
قبلتها والدتها بحب، وبعدين قامت ودخلت اوضتها عشان تنام وهي بتدعي ربنا يهني بنتها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
طلت أشعة الشمس بشعاعها لينير
الكون بضياءة معلنه عن اشراقة يوم جديد مليان بالأحداث، استيقظت مرزوقة قبل شروق الشمس كعادتها، وقامت بترتيب ونظافة المنزل كما امرتها ستها شادية، ودخلت المطبخ تحضر الفطار، وانتظرتهم يصحوا من نومهم، لكن طال انتظارها، فقعدت على الكرسي تبص حواليها بتعجب من الأجهزة الكهربائية الموجوده، حست انها دخلت عالم جديد غريب عليها، بتحاول تستكشفه بفطرتها، فاقت من سرحانها على صوت شادية بتقولها: صباح الخير يامرزوقة، صاحية بدري ليه كده؟
قامت مرزوقة تقف احترام ليها وردت صباحها وقالت: اني متعوده ياستي من انا لسه عيلة كده بضفاير امي تصحينها بعد الفجر نصليه ونشوف اللي ورانا، امال ايه عشان يبقى في بركه في اليوم وتخلص قوام قوام، اني نفذت كل اللي قولتي عليه، مش فاضل بس غير اوضة سيادتك، واوضة سيدي ياسر.
هزت شادية راسها باعجاب، وبعدين قعدت على الكرسي وسألتها: شاطره يامرزوقة انا مبسوطة منك، حضري الفطار، وبعده تبقي تخلصي الاوضتين.
مرزوقة وهي بتشاور على الاكل اللي محضراه ومغطيه الطبق قالت: الفطار كله جاهز ياستي يستاهل بوقك المسمسم ده.
ردت شادية وهي مبتسمه: برافووو عليكي، اطلعي بقى صاحي ياسر.
شاورت لها بموافقه، واتحركت خطوات لكن رجعت وقربت منها تسألها: سيتي كنت عايزة اسألك ايه البتاعه اللي هناك دي؟
بصت شادية على صوباعها وضحكت عليها، ومسكت اديها وقالت: دي يامرزوقة غساله فول اتوماتيك، نحط الغسيل فيها ونشغلها يتغسل، هبقى اعلمك تشغليها ازاي بعدين.
مرزوقة وهي بتصقف باديها، شاورت على حاجة تانية، وجاوبتها شاديه بانها كولدير مياه، وعرفتها ازاي تستخدمه، كانت ملاحظه نظره لمعان عينيها وفرحتها بحاجات بسيطة اول مره تشوفها، زي ما تكون جاية من كوكب غير الكوكب اللي عايشه فيه، انسحبت وراحت تصحي ياسر في اوضته نومه، طرقت بابه مره واتنين، ولما ملقتش رد فتحت الباب وشافته نايم بدون تيشرت وعريان، وهي اول ما شافته كده حطت اديها على وشها وصرخت صرخه صاحته مفزوع من نومه على صوتها بتقول: وهووو يابوي، يامراري يامراري الطافح ياني !!
قام ياسر مفزوع ومنطور كأنه اتلدغ من حيه وقعد على السرير وزعق فيها عشان تهدى وتبطل صريخ: في ايه يامعتوها بتصرخي ليه يامصيبه واتحدفت فوق راسي مش عارف جاتلي منين؟ هو في حد ياربي يصحى حد بالشكل ده؟
غمضت مرزوقة عينها وقالت: وهو في حد ينام عريان اكده يابيه؟
بصلها بغضب والشرار بيطاير من عينه، على بجاحه وغباء الواقفه قدامه، رد عليها بحده : وانتي مال اهلك يابارده، هو أنا نايم في اوضتك، انا نام في اوضتي، انام بقى لابس، عريان ملكيش فيه يازفته انتي.
نزلت اديها وبصلته بغيظ وهي بدوس على سنانها، وقالت من تحت اسنانها: ايكش يجيلك برد يارب.
ياسر وهو بيحط ايده على طرف ودنه قال: سمعيني كده قولتي اية؟ عشان شكل يومك مش معدي النهارده؟
اتلجلجت وبلعت ريقها بصعوبة وقالت: بقول الفطار جاهز تحت يابيه.
رفع حاجبه الايسر وقال: لا والله !
مرزوقة بتحاول تهرب من نظراته، شغلت نفسها بتوضيب الاوضة وتشيل هدومه اللي عايزة تتغسل، وترتب السرير، قرب منها وقالها: أطلعي بره يامرزوقة دلوقتي لما انزل تبقي تعملي اللي بتعمليه ده، انا هاخد شور وانزل.
هزت راسها ولفت ظهرها لكن وهي ماشية مسكت طرف جلابيتها البلدي، وبتتمايل بيها وتدندن وبتقول اغنيتها المفضله...
حضرة العمده ابنك حميده حدفني بالسفندية
اهيي وقعت على صدري ضحكو على زملاتة الافندية
ازاي كده !
يرضيك يا عمدة علشان ابن عمدة يعمل كدة كدة فية
يا ابو حميده .. جرى ايه
متحوش حميده .. عمل ايه ؟
ده عيون وسحرها .. هيروح ضحيه
يرضيك يا عمده ؟ .. لا لا لا
علشان ابن عمده .. لا لا لا
فضلت تغني بصوتها العذب اللي لفت انتباهه ووقف نسي نفسه ومنبهر بطريقتها واداءها المميز، بس لما اختفت من قدام عينه، وسكت صوتها، ركز اوي في كلمات الأغنيه واستغرب وكان مندهش جدا، ومره واحده صرخ بأعلى طبقات صوته منادي على اسمها، واول ما سمعت صوته انتفضت وبثقت داخل صدرها من خضتها....
وإلى هنا تنتهي احداثها عند هذا الحد لنتعرف سويًا ليه ياسر صرخ فيها بالشكل ده؟
وياترى الايام مخبيه ليها أية؟
وشروق هتعرف تقنع عماد باقتراح امها.
كل هذا واكثر سنعرفه من خلال متابعتنا لروايتي المتواضعة
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال �
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية