Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية العسقلة الماكرة الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم ايمان كمال 

الفصل التاسع والعشرون 

بمجرد انها قفلت معاها فتح ياسر الباب بقوة، بعد ما سمع مكالمتها وعلامات الصدمه على وشه، وقع التليفون من اديها وتوترت بشده لما سمعته بيقولها: ممكن افهم ايه اللي سمعته ده؟
اتوترت مرزوقة وردت وهي حاطه اديها على قلبها من الخضة: في إيه يا ياسر حد يدخل بالشكل ده ويخضني؟
ياسر بغضب قال: متهربيش من الإجابة يامرزوقة، اصل مش طبيعي مهما اتعلمتي انجليزي تتكلمي بالطلاقة والاتقان ده، ولا كأنك خريجة مدارس اجنبيه.

بلعت ريقها ورسمت ابتسامه مزيفه وردت بثقة مدعيها: والله لو زي ما بتقول بتكلم بطلاقة؛ يبقى البركة في استاذي اللي علمني، وشطارة التلميذة اللي واظبطت وتعبت وذاكرت.
ياسر بعدم تصديق قال: ولو برضو مش بالشكل ده، ومين اللي بتكلميه.
مرزوقة بتقرب منه وبتحاول تغير موده قالت: دي بنت صاحبني في البلد، كنت بوريها ازاي بقيت اشطر منها في الانجليزي.
ياسر بسخرية: لا والله ؟! وهي بتفهم بقى انجليزي؟
مرزوقة بتأكيد: اماااال دي معاها دبلون اد الدنيا، وكانت طول الوقت بتتمنظر علينا.
ياسر بدهشة: دبلون؟ يخربيت اللي علمك يا شيخه، مش شوية بتتكلمي لبلب، ودلوقتي تقولي دبلون، اسمها دبلوم يا جهله.
مرزوقة بضيق: خليك كده انت بتركز في حاجات هايفه، فيها إيه يعني هتفرق دبلوم من دبلون، ما كل الناس بتقولها كده، بلاش فلسفه كدابه، المهم جيت فجأة ليه كده، زي الظابط اللي جاي يقبض على حرامي؟
ياسر عيونه بتدرس كل تعبيراتها، وملامحها اللي بتهرب منه قال: لو خلصتي يالا بينا نروح.

مسكت شنطة اديها واتحركت معاه، وصوت دقات قلبها أعلى من صوت خطوات كعبها العالي، راحت للعربيه وركبت وحاسه ان الجو متوتر، وطول الطريق ساكتين، قطعته هي وسألته: مالك في إيه يا ياسر ، انت مخبي عليا حاجة؟
بصلها ياسر بشك وريبه وقال: لو انتي مخبيه حاجة؛ ابقى انا مخبي يا مرزوقة؟
مرزوقة ردت باندفاع بصوت متلجلج: انا ابدا وهخبي إيه يعني؟

ابتسم بسخرية وسكت، وصلوا وحضرت هنية الأكل بسرعة، وقعدوا كلهم على السفره، والصمت سائد ومحدش بيتكلم خالص، لدرجة استغربتها شادية وقالت: وحدوا يا جماعة.
رد الجميع في صوت واحد: لا إله إلا الله.
شادية كملت: ساكتين ليه كده كأننا في جنازة، مالك يا ياسر، وانتي مش عادتك يا مرزوقة؟ لا يسكت الله ليكي حس.
مرزوقة قامت وقالت: مفيش ياشوشو بس اليوم كان متعب اوي، والنهارده اخر يوم ومش قادره، هطلع فوق اخد شور وانام.

منتظرش رد حد، وطلعت فوق، وهي عقدت حواجبها بتعجب وسألت ياسر: مالها مرزوقة، انت ضايقتها؟
ياسر ساب الشوكة من ايديه وحاكلها اللي حصل، وشرح ليها تعجبه، شادية كانت بتسمعه ولون وشها جاب الف لون، واتوترت اكتر؛ لدرجة خلت ياسر شكه يزيد، وزاد اكتر لما قالت: طب ما هي بررت ليك اهو يا حبيبي، شاكك في إيه بس؟ متشغلش بالك وكمل اكلك.

ادعت انها بتكمل اكلها، لكن ذهنها شارد في اللي حصل، واللي لسه هيحصل لو ظهر المستخبي !!
خلصوا اكل وجهزت هنية كعاده القهوة ليهم، اخد فنجانه ودخل المكتب يشتغل، وهي طلعت اوضتها، واول ما فتحت الباب، لاقت مرزوقة صاحية وشكلها حزين، قعدت جنبها شادية وقالت: إيه اللي هببتيه ده؟ مكنتيش قادرة تلمي لسانك شوية؟
بصتلها مرزوقة وسألتها: انتي عرفتي؟
شادية بضيق: ايوة يا فالحه، قالي وشاكك فيكي، ربنا يسترها.
مرزوقة برعب: تفتكري هيعديها؟
شادية بنفي: المشكلة مش انه يعديها او ميعدهاش، ابدا المشكلة الحقيقي هي؛ انه زاد شكه فيكي، وفيا كمان، وده اللي مكنتش عامله حسابه.
مرزوقة بخوف: للدرجة دي؟
شادية بتنهيدة: واكتر من كده بكتير، ياسر زعله وحش جدا، ومش من السهل تعرفي تراضيه ابدا، أنا امه اهو وبيغلبني لما بصالحه، ما بالك انتي...

سكتت وكملت بندم وحزن: يارتني ما طاوعتك، وكنا صارحناه بالحقيقة من الاول، يمكن ساعتها ضيقته وزعله مش هيكون زي ما يعرف.
مرزوقة بندم اشد منها: يا ريت يا شوشو، بس ساعتها مكنتش اعرف اني هحبه الحب الكبير ده، ولا اني مستعده اسيب حلم حياتي واعيش معاه، لو ده يرضيه.

شادية اخدتها في حضنها وطبطبت عليها بحنان وقالت: سبيها على الله، وربنا قادر يحلها من عنده، احنا كانت نيتنا سليمه، وربك رب قلوب.

اطلقت مرزوقة لدموعها العنان بغزاره، وشادية متأثرة ومفيش في اديها حاجة تعملها ليها غير انها تدعي ربنا من كل قلبها ان يحنن قلب ياسر عليها.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

ومرت الأيام والحال في ازدياد سوء؛ ياسر صامت طول الوقت، بيحضر باقي تصوير الفيلم لباقي الممثلين، ومرزوقة حاسه بملل وفقدان رهيب، بتحاول تفتح معاه كلام وهو رده في اضيق الحدود، حاسس بحاجة غريبه مش عارف ايه هي؛ بس الحاجة المخفية دي واقفه ما بينهم مش مخلياه يتجاوزها، فبيهرب طول الوقت منها، اللي صبرها شوية انها كانت في وقت فراغها بتشتري شوية حاجات لفرح شادية، وتختار معاها فستان فرحها اللي اصر سليم انها تشترية في افخم بيوت ازياء متخصصه في فساتين الأفراح، واختارت مرزوقة فستان ليها سهره عجب شادية جدا، كانت بتنسى اي خوف لما بتشوف فرحه شادية اللي كل حاجة تهون قصادها، وفي يوم رجعوا في وقت متأخر كان قاعد منتظرهم، وصلهم سليم ومشي، وهي شالت الشنط واول ما شافهم زعق بغضب: ينفع كده، كل ده تأخير يا ماما، ولا تعبريني باتصال اطمن عليكي؟ شوفي كام مره بتصل ومحدش منكوا عبرني.
قربت شادية منه، وحطت شنطة على الكرسي جنبه، ورفعت اديها على خده وقالت بهدوء تمتص كل غضبه: حقك عليا ياسو، مسمعتش خالص الفون من الدوشة، وكمان انا كنت بلف في المحلات عشان اختار احلى بدله لأجمل ابن في الوجود، ويارب تعجبك.

بمجرد نبرتها الحنونه، ولمسه اديها على خده، طفت اي نار غضب جواه، وبردتها وحولته لطفل وديع: فتحت شادية السوته وخرجت منها البدله، واول عيونه ما وقعت عليها، ابهرته ذوقها، وقال بانبهار: الله يا ماما جميلة اوي تسلم ايديك.

كانت عيون مرزوقة بتلمع فرح، وهي شايفه فرحته، ردت شادية عليه وهي بتبص ليها: بصراحه ده اختيار وذوق مرزوقة، انا اخترت واحده تانية، لكن هي صممت تختار اللون ده، وقالتلي حاسه بدم ياسر فيها.
بصلها ياسر وبعت بعيونه نظره شكر وقال: تسلميلي حبيبتي، ويسلم ذوق مرزوقة.
قربت منه وقالت بحب: مبروك عليك، تدوبها في عرق العافيه، وعقبال بدلة فرحك.

ابتسم ليها بحب ولاول مره يرد الرد اللي خلى شادية مش مصدقه ودنها لما قال: قريب ان شاء الله.
حب يهرب من نظراتهم وسأل شادية: فرجيني على فستاتك.
شادية بأحراج قالت: تؤ تؤ ممنوع خليها مفجأة، هبهرك.
ياسر بضحك: يا نهاري انني اتعديتي من مرزوقة، بت انتي ابعدي عن امي، كفاية عليا واحده بس كل ما اكلمها تقولي هبهرك.
مرزوقة بضحك قربت منه وبصت جوه عيونه بحب وقالت : بس متنكرش؛ مش في الاخر بذمتك بتنبهر.
ياسر بتوهان من جمال اللحظة وسحر عيونها، هز راسه بموافقه وقال: بصراحه اه، وبيكون احلى انبهار.

اتكسفت مرزوقة واخدت كل الشنط وسابت بس بدلته، وطلعت اوضتها وكلمته بترن في ودنها والسعادة بترقص طبول فرح جواها، وحست انه اخيرا هيعترف بحبه وتعيش معاه اجمل قصة حب هيتحاكا بيها كل العشاق.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

طول الأيام السابقة عماد مش فاقد الأمل مع شروق، وطول اليوم بيرن عليها، ومش بترد عليه، لا رسايل ولا اتصال، يتصل بخالته يطمن عليها، وتصبره بالكلام شوية لحد ما يقفل، ساب الحزن يعشش جواه، ويعمل بخيوطه بيوت ويكبرها، وهو مستسلم مش بأيده يهدمها ولا حتى يقرب منها، لحد ما في يوم مقدرش وقرر يروح يواجهها ويطلب منها تسامحه.

خبط عماد على باب الأحباب للمره اللي نسي عددها، من كتر ما حاول وكان بيلاقي الصد، قرر المره دي انه يحط النقط على الحروف ويرسى على بر معاها، فتحت خالته ورحبت بيه ودخلته، سأل عنها وعرف انها اوضتها، دخلته الصالون وراحت نادت عليها، وبعد ما اتحايلت كتير، قبلت تروح تتكلم معاه، دخلت من سكات وقعدت على الكنبه، عماد قرب منها ومسك ايديها وترجاها تسامحه، سحبتها بعنف، ولسه هترد عليه، سمعت صوت اغنية شغالة في قناة فضائية، نادت على امها عشان تعلي الصوت، حست ان قدرها بعت ليها الرد المناسب في التوقيت ده بالذات، شاورت له انه يسمع لكلمات الأغنية.. 

ركز عماد اوي لما بدات اصاله تغني وتقول.... 

سامحتك، سامحتك، سامحتك كثير
سامحتك، سامحتك، بقلبي الكبير
ومش غصب عني، ولا ضعف مني
ولكن لأني بحب بضمير
كنت بسامحك أيوة بسامحك
كنت بداري كثير على جرحك

كانت بتردد معاها شروق الكلمات، ولما وفقت عند المقطع ده؛ اتكلمت هي بوجع واقهر وقالت: احسب كام مره سامحتك فيها.. كام مره زعلتني وكنت بقول معلش، كام مره اتحكمت فيا ودوست عليا وعديت.. كام مره جرحتني وبعدت ورجعت تاني عشان بحبك وصدقتك.. 

سامحتك كثير، كثير
سامحتك كثير وبحذرك
لو الزمان كان غيرك
حبعد عنك وأسيبك
وأنسى ٳني كنت حبيبك
حبعد عنك وأسيبك
وأنسى ٳني كنت حبيبك

مسحت دموعها اللي مش عايزة تقف، وكملت سرد قصة جراحها والامها معاه: حذرتك كتير، وانت وعدت كتير وخلفت، لكن المره دي هبعد يا عماد.. هبعد والم فيها كل اوجاعي منك واحاول اطيبها، يمكن اقدر ارجع زي زمان.. هحاول انسى حبك.. ايوة لازم اقدر وهكمل الباقي من عمري وانت مش مقاسمني فيه. 

مش حتحمل ظلمك ثاني، ثاني، ثاني
مش راح أحبك وٳنت أناني ثاني، ثاني
مش راح أقول معلش وأسامحك مش راح أقول
قلبي الطيب ياما وراني مش راح أقول

رنت الكلمات في ودنها وخلتها تفتكر كل اللي مر معاه، زاد نحيبها وبصتله بكل الوجع والقهره قالت: والله ما هقدر اتحمل ظلمك ليا تاني.. ولا هقدر اسامح واغفرلك زي زمان، واقول ده حبيبك يستاهل تسامحيه... طب ازاي تكون حبيبي؛ وانت سبب جروحي وحزني.. قلبي الطيب ياما وراتي منك يا عماد، خلاص الكيل طفح يا بن خالتي.. ياريت نفضها بالحسنى عشان انا مستحيل هسامح.

حالته كانت لا يرسى لها.. كان بيسمعها عماد وحاسس انها ماسكة سواطير حامية بتقـ*طع فيه لاش*لاء، وعايمة في بحـ*ور دم*ه ومستمره في العوم، بينه وبين نفسه معترف انه جه عليها كتير.. وظلمها من كتر حبه ليها، غيرته وتحكماته في اي شيء يخصها، بس هي عمرها ما رفضت.. عمرها ما اعترضت على طريقته معاها ؟! 
ليه دلوقتي بتلوم عليه؟!
يمكن لو كانت رفضت من البداية مكنوش وصلوا للمرحله دي ؟!
بس مع كل آسف النهاية واحده، ووصلوا لنفس الطريق المسدود، وضيع اخر فرصه كانت ممكن تجمعهم، فضل ساكت كتير، وهي منتظرة رد منه، ولما ملقتش اتكلمت هي وقالت: هتفضل ساكت كتير؟
عماد بصلها بندم وقال وهو حاسس انه بيفرفر وبيطلع في الروح: مفيش كلام ممكن يتقال بعد اللي قولتيه، وانا وعدت اني هنفذ اي طلب عايزاه، حاضر يا شروق يالا بينا انفذلك طلبك.
شروق برغم ان ده طلبها، لكن لما حست انه وافق وخلاص كل اللي بينهم هينتهي، قلبها اتقبض بشده، لدرجة حطت اديها عليه عشان تواسيه وتهديه، وقالت بألم: مفيش داعي اروح معاك، قولها دلوقتي وبعدين ابعتلي الورقة.

وقف عماد و واجهها وبص في عيونها الحمرا من كتر الدموع، وقال بكل وجع: ممممش قادر انطقها يا شروق، والله ما هقدر اخرجها.
صاحت شروق بحده، كانت عايزة تخلص من الحرب اللي دايره دي، وعذاب المواجهه، قالت بانهيار: اخلص يا بن خالتي، اربع حروف قولهم واقطع بيهم كل اللي ما بينا، خلينا نخلص.

عماد هز كتفها وقال بصوت عالي: اصعب اربع حروف ممكن يتقالوا، كنت دايما بحب رقم اربعه فاكره كنت بقولك بحب رقم اربعه عشان عدد حروف كلمه بحبك، وكمان نفس عدد كلمه روحي، ونفس عدد حروف اسمك، انتي روحي وعمري يا شروق، ازاي عايزاني اقولها بسهوله دي؟!

شروق قعدت على الكرسي وشاركته نفس الوجع والألم وقالت: ومين اللي وصلنا للطريق ده، مش انت؟!
عماد ركع بركبته قدامها وقال: ايوة انا المذنب.. انا المجرم.. ورجعتلك سامحي واغفري.

قامت شروق تهرب من ضغطه عليها، جواها خايف يكون مجرد كلام، ويرجع تاني يجرح ويدوس عليها، فاقت من حالة الضعف، وقالت: مش هنعيده تاني، خلاص يا عماد كل شيء انتهي.

عماد حس ان مفيش فايده، بصلها وهي منتظرة ينطق حكم الاعدام على علاقتهم، وينزل ستارة النهاية، وفعلا اتشجع عماد وقال: بكل الحب اللي شايلة جوايا من ناحيتك، هسيبك عشان مش عايزك تكرهيني في يوم.. هسيبك وسايب قلبي معاكي يا أجمل حب عيشته، وهعيش على ذكراه.. هسيبك وهعيش على امل انك ترجعيلي في يوم.. شروق.

بصت ليه ودموعها نازله على خدها، وسمعته بيهمس بصوت واطي وقالها : انتي طاااالق.

قالها ومقدرش يفضل لحظة معاها، وخرج بيجري ولما شافته خالته بحالته دي، اتاكدت انه طلقها، دخلت بسرعة على بنتها، لاقتها واقفه وحاطة ايديها الاثنين على ودنها توقف صوت صدى اصعب كلمه ممكن اي ست تسمعها، مهما طالبت بيها، لكن لما بتتقال بيكون تأثرها صعب وغير محتمل، شافت امها ارتمت في حضنها وصرخت من العياط: خلاص يا ماما.. عماد طلقني، كل اللي ما بينا راح... ليه اتكتب علينا النهاية الصعبه دي من قبل حتى ما نبتدي؟ ليه الدنيا مكملتش فرحتي زي اي بنت بتحب وتتجوز من الانسان اللي حبته.. العيب في مين، فيا ولا فيه؟ 
في مين يا ماما؟

سعاد قلبها بيتقطع على بنتها، ومفيش حاجة في اديها تعملها ليها، طبطبت عليها وضمتها اوي لحضنها وقالت: اهدي يا حبيبتي، مش ده اللي انتي كنتي عايزاه؟ وصممتي عليه، ياما اتحايل عليكي وطلب منك تسامحيه، وانتي كنتي بترفضي، ليه مقهوره كده دلوقتي؟

خرجت شروق من حضنها وقالت كلامها وهي بتتقطع: مقهورة عشان لسه بحبه.. وبتقطع من جوايا عشان مقدرتش اسامحه.. لان اللي فيه طبع عمره ما هيتغير، وهتفضل خالتي مسممه حياتنا، وهو هيبقى حيران بينا، ودايما هيجي عليا عشانها.
سعاد عارفة كويس طبع اختها الصعب، وبرغم كده عمرها ما وقفت ضد حبها لعماد، لكن ردت عليها بهدوء وقالت: لعله خير يا حبيبتي اللي حصل، ولو ربنا كاتبلك عيش معاه، هتلاقي كل حاجة هتتصلح لوحدها من غير ما ندخل، ارمي حمولك على الله، وسبحان مغير الاحوال، بيدل حال بحال.
شروق مسحت دموعها وقالت: ونعم بالله.
سعاد باستها من خدها وقالت: حبيبة قلب ماما، قومي اغسلي وشك، واتوضي وصلي ركعتين لربنا  واطلبي منه يطيب خاطرك، ويهدي سرك.
قامت شروق وهزت راسها وراحت تتوضأ وتلجأ للمولى تعالى.

انتهدت سعاد وحمدت ربنا انها جت على اد كده، وان حلمها دلوقتي اتفسر قدامها، افتكرت الحلم اللي شافته ليلة الحنة، وقامت مفزوعه من نومها وفضلت طول اليوم تدعي ربنا انه يكون مجرد كابوس، ومردتش تقوله لاي حد عشان ميتفسرش، غمضت عينها وافتكرت..

داخلة شروق على امها وهي فرحانه وماسكة في ايديها فستان فرحها وبتفرجه ليها، وبتقولها: شوفتي جماله عامل ازاي يا ماما.
ردت امها بسعادة: الله جميل اوي يا روح قلب ماما، تلبسيه وانتي متهنيه يارب.
شروق كانت عينيها هتاكل الفستان من شده جماله، لكن فجأة افتكرت خالتها وقالت: تفتكري خالتي هتقول حاجة عليه؟ خايفة تطلع فيه القطط الفطسانه، ما انتي عارفة اختك مش بيعجبها العجب.
سعاد بابتسامه قالت: سيبك منها، ما دام عاجبك انتي وجوزك خلاص هو اهم.
يعني رأي عماد بس اللي مهم، وانا مليش رأي يا سعاد.

قالت انهار كلامها وهي داخله من باب الشقة اللي كان مفتوح، اتلجلجت سعاد وقالت: اهلا اهلا يا انهار، نورتي حبيبتي.
انهار بضيق: منور بيكي يا اختي، فين بقى الفستان وريني يا شروق.
مسكت شروق الفستان بأيد مرتعشة، وقربته منها وقدمته ليها، خدته بعنف ومسكته عشان تتفرج عليه، واول ما شافته وعينها وقعت عليه انقطع النور، اتقبض قلب سعاد وشروق، ولعت كشاف الفون، وقامت تجيب شمعدان تولعه، لحظات وجابته سعاد ولسه هتحطته على التربيزة جنب انهار، مسكته منها بقوة اتهز الشمعدان و وقعت الشمعه وحرقت الفستان تحت صدمه شروق اللي صرخت بأعلى صوتها على فرحتها اللي اتحرقت قصاد عيونها...

فاقت سعاد على صوت تليفونها، بصت عليه لقت اسم اختها، قفلت الفون عشان متردش عليها، وكفاية اللي حصل منها.
وقررت انها ما دام مش قادره تواجها وتلومها، فأفضل الحل انها تتجنبها وتهملها؛ فساعات كتير الاهمال بيكون احسن عقاب.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

خلصت شيراز تصوير فيلمها، ومن وقت ما خلصته وهي مش سايبه مجدي، ومعاه في كل مكان، وحتى وهو بيخلص في اللمسات النهائية للفيلم، كان سعيد بوجودها الدايم، وهي مهتمتش لكل الهمسات اللي دايرة من العاملين، كل اللي هاممها انها تملى وقت مجدي وتخليه ميقدرش يستغنى عنها، وتوصل لهدفها اللي من اجله وافقت على حاجات كتير مكنتش هتقبلها في يوم لولا الظروف.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

وبسرعة جه يوم لقاء الأحباب وتجميع شملهم بعد طول فراق وعذاب، النهاردة هتتوج اسمى علاقة حب عاشت فيها وما زالت بتعشها شادية مع حبيب عمرها سليم، صحيت على صوت البلبل بيغرد بأجمل كلمات حب، ومباركة، وبلغها ان متعهد الحفلات هيوصل بعد ربع ساعة ينظم جنينة الفيلا، والبيوت سنتر اللي اتفق معاهم هيجي بعد ساعة، قفلت معاه وقامت بتبص جنبها ملقتش مرزوقة، استغربت من متعوده تصحى بدري كده، انتبهت ليها بتفتح الباب وعلى وشها سعادة وفرحة وقالتها: الف مليون مبروك يا اجمل عروسة، لولولووولي ... لولولووولي... لولولووولي
ضحكت شادية وحطت اديها على بقها وقالت؛ باااس كفاية يابنتي زغاريد، هتفضحينا.
بصتلها بتعجب وقالت: فضايح إيه اللي بتقولي عليها حببتي؟ ده النهارده اجمل يوم في عمرنا، اليوم اللي ياما حلمتي بيه، وربنا حققه بعد طول انتظار.

قعدت على السرير ومعالم وشها اتغيرت فجأة، انتاب مرزوقة القلق وسألتها: مالك فيكي إيه ؟
شادية بخوف: خايفة على مشاعر ياسر النهارده، اول مره من سنين اسيبه وابات في مكان تاني، شايله هم احساسه ان في راجل غيره هيشاركه في قلبي.
مرزوقة بضيق من كلامها: شوشو بقولك إيه متأفوريش، هو ياسر ده طفل صغير ولا مراهق، ده راجل وكبير ولولا تعلقه بيكي كان زمانه متجوز من زمان.
شادية بتوضيح: اديكي قولتيها اهو بنفسك، تعلقه بيا الزايد، يا مرزوقة انتي ليه لحد دلوقتي مش قادره تفهمي ياسر وتعرفي ان حياتنا انا هو مقفوله على بعض، وارتباطه بيا هو اللي مخوفني، عارفة احساس الأم لما بتفطم ابنها، هو ده بالظبط احساسي دلوقتي؛ حاسه اني بفطمه مش من الرضاعة، لا لكن من حضني، ارجوكي مفيش حد هيملى الفراغ ده غيرك انتي، خليكي معاه، واقفي جنبه لحد ما يتعود على الوضع الجديد.

مرزوقة تفهم هزت راسها وقالت بضحكه: بس كده، انتي تأمري، هو انا خلفت غير ياسر، ده ساكن في القلب والنني، قومي بقى عشان نجهز ونشوف هنعمل إيه ؟

خبطت هنية على الباب وفتحت مرزوقة واول ما شافت شادية باركتلها وقالت: في ناس تحت في الجنينه يا ست شادية وعايزنك تحت.
شادية ابتسمت ليها وردت: حاضر نازله يا هنية، هو ياسر صحي؟
هنية : لا يا ستي لسه نايم، تحبي اصحية؟
مرزوقة ردت : غريبه اتأخر النهاردة في النوم، ياريت تصحية يا هنية لو سمحت، وحضري الفطار، واعملي حاجة للناس اللي بره يشربوها.

نفذت هنية لطلبات مرزوقة، وبعدين جهزت هي وشادية ونزلوا يشوفوا ترتيبات تنزين الجنينه.

ياترى رد فعل ياسر هيكون ايه؟
هل هيتقبل الوضع الجديد ده، ولا هيقلب الدفه في اخر لحظة؟
وهل الأيام هتقربه من اللي بيتمناه ولا هيكون ليها راي تاني؟
كده هندخل في عز ذروة الأحداث، وهتولع جدا، واللي جاي تقيل هنتظر مناقشتكم في الاحداث ورد فعل شروق هل محقه ولا مزوداها؟
للإجابة على تلگ الأسئلة تابعوني في روايتي الجديدة المتواضعة

بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent