Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الثامن والعشرون

كانت بتسمعها وجواها مشاعر عكس بعض متداخلة مش قادره تحدد موقفها، لا هي قادره تسامحه وتغفرله، ولا قادره على بعده؟!

وبعد وقت امر الدكتور بخروجها، راحت امها عشان تشوف الحساب، لاقت عماد محاسب عليه، رجعت اخدت بنتها، واول ما خرجت شافت عماد قاعد منتظرهم قدام المستشفى، اتحرك بسرعة ناحيتهم وقال بحب: حمدلله على سلامتك ياحبيبتي. 

شروق بصتله ومردتش، لكن نظرات عينيها كانت بتدبحه بدون ما تلمسه، عرض عليهم يوصلهم، رفضت بشده فقال برجاء: ميصحش اسبكوا في وقت متأخر كده تروحوا لوحدكم، وكمان انتي تعبانه، ولو وجودي هيضايقك، اتعاملي معايا يا ستي على اساس اني ابن خالتك وبس، اطمن عليكوا ومش هتشوفي وشي. 
ردت امها وقالت: خلاص يا شروق هيوصلنا مفيهاش حاجة يا بنتي، وقف تاكسي بسرعه يا عماد. 
عماد اتحرك بسرعة ووقف تاكسي وحاول يسندها، لكنه لقى رفض تام منها، ركبوا كلهم وطول الطريق بيرسلها نظرات حزينه وترجي، بس قصاد كل الحب ده بيشوف عناد وقسوة عمره ما شافها منها في يوم، استغرب ازاي اتحولت كده في يوم وليله، فضل يراجع روحه كتير، وصدق دلوقتي المثل اللي بيقول "كتر الاسيه تعلم الجفا" وهو بمجرد ما آسي عليها شوية؛ قلبها اتعلم الجفا والقسوة، صدق من قال ان قلب الست زي الزرعة لو اهملتها هتموت الزرعة وتدبل، ولو سقتها بزياده برضو هتموت، لازم يوازنها كويس لا يهمل في حبه، ولا يزيد بشكل مفرط، شعر ان مهمته في استرجعها من تاني هتكون صعبه اوي، لكن قصاد كل الحب اللي جواه تستحق التعب. 
وصلوا لبيتهم، نزلت سعاد وشروق، ورفضت بشدة طلوعه، بحجة انها تعبانه ومعندهاش استعداد للكلام، ركب هو عشان يروح بيته. 

اول ما طلعت شروق، دخلتها امها برفق على سريرها وغطتها بحنان، وقفلت النور عشان تنام، وبمجرد ما الباب اتقفل، اطلقت شروق العنان لدموعها وعلى حالها، تبكي في صمت، ولأول مره في حياتها مش عارفه تتخذ قرار، او بالمعنى الصحيح تصمد على القرار اللي عايزاه. 
حست بالوحده والفراغ المميت، وجعها من صديقة عمرها مع صدمتها في جوزها خلى قلبها مش قادر يتحمل كل الوجع ده ويصرخش ويطلع صرخه مليانه آآه وألم على اكتر اتنين اتسببوا في وجع قلبها ونزيفه، شلالات دموعها عارفه طريقها تجري فيه بكل حرية وطلاقة ..
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 
 
رجع ياسر وماسك شنط كتير، اول ما لمحتهم شادية قالتله : إيه كل ده يا ياسر، انت هتفتح مقلى هنا؟

قربت مرزوقة منه بسعاده وقالت: ايوة بقى يا ياسو يا حركاتوا يا تكاتو، هو ده الكلام، خلي الشعب بتبسط يا شوشو هات عنك الشنط؛ والله ميصحش تشيل وانا موجوده.

اخدت مرزوقة منه الشنط وابتدت تفتح فيهم وتاكل السوداني، وبعدين مسكت شكولاته فتحتها واخدت قطعه في بقها وغمضت عيونها بستمتاع، وبللت شفايفها بلسانها بحركه دائرية جننت ياسر اللي عينه كانت مركزة اوي عليها، كان نفسه يقرب وهو اللي يمسح اثارها ويتذوق شهدها في قبلة شغوفه يطلع بيها كل المشاعر اللي ملكته، لكنه فاق على صوتها وهي بتنادي على هنية تجيب اطباق عشان ترصهم.
جت هنية واخدت شنط المسليات وحطتهم في كذا طبق وهي فضت اكياس الشيبسي وظبطت القعده، وكان بيساعدها ياسر، وكل شوية يبادلوا بعض بالشيبسي يحطها في بقها، لحد ما خلصوا كل حاجة وقعد على الكنبه فسألها: اخترتي إيه بقى نتفرج عليه؟
مرزوقة بصت في عيونه جامد وبتركيز قالت: بحبك.

اول ما سمع ياسر الكلمه اتهزت كل مشاعره، وكل جدران قلبه اترجت من اثر صدى الكلمه، وقام وقف وعيونه مذهوله وقالها عشان يتأكد: نعم انتي قولتي إيه ؟
مرزوقة قالتلها بطريقة قصداها تسحره اكتر وبشوق قالت : بحبك.

ياسر اتوتر خصوصا لما لاحظ نظرات الصدمه في عيون امه وسليم، فقال:  بقولك هنتفرج على فيلم إيه ؟

مرزوقة ضحكت وقالت: لا إله إلا الله انت بتسأل اخترتي إيه فبقولك بحبك.
ياسر بتوضيح: انتي قصدك بحبك ده فيلم ؟!
مرزوقة بضحك: اه طبعا، امال دماغك راحت فين؟ اوعي تكون راحت كده ولا كده؟ 
ياسر بستفهام: لا مرحتش، بس كانت هتروح بصراحه، وده بتاع مين بقى ؟
مرزوقة: تيمو حسني، بص انت شكلك هتتعبني ريحلي اعضائك، وانا هشغلة بنفسي. 

ياسر قعد بعد ما اخد نفس عميق، وسرح في جمال وحلاوة طعم الحروف لو فعلا في يوم سمعها منها، اد إيه كان هتكون اسعد لحظة في حياته.

ابتدت مرزوقة تشغل الفيلم، وتقدم الأطباق للجميع، الكل عايش في دنياه سليم منسجم مع شادية، وياسر هايم في حب مرزوقة، ومتابع اوي احداث الفيلم، جه مشهد راح قال ياسر بصوت واصل لمسمعها: هتقوله بحبك.
قال ياسر كلمته وهو باصص في عيونها، ردت بمناغشة وقالت: ايش دراك انت انها هتقوله بحبك.
مرزوقة قالتها المره دي بطريقة مثيرة جدا، بحروف مقطعه، خلت قطرات العرق تنزل على جبينه، وبقى مش قادر يتمالك نفسه، فرد عليها بهيام: عشان هو بيحبها اووي.
مرزوقة برقت عينيها واتمنت تجي اللحظة اللي تسمعها منه بفارغ الصبر.
سحر الحروف لسه معلق بشفايفهم، كل واحد جواه حب كبير للتاني، لكن مين اللي هيبدأ بالاعتراف الأول محدش عارف.. ؟! 
استمرت حرب النظرات والهمسات بينهم كده طول فتره تشغيل الفيلم، سليم اخد باله وهمس لشادية: هي إيه الحكاية؟ 
شادية بتعجب: تقصد إيه ؟ 

سليم وعيونه على العصفورين اللي قاعدين مش حاسين بأي حوار داير، وقال: اقصد في حاجة بين ياسر ومرزوقة؟ 
شادية بصت عليهم بحب وردت عليه بحنان: ادعيله ربنا يفك عقدة لسانه ويعترف. 
سليم بنفس نبره الهمس: الغريبه ابن اخوكي ده عنيد في كل حاجة، حتى في اعترافه بالحب. 
شادية بنبره حزن: خايف يعترف بينه وبين نفسه بالحب، او زي ما تقول كده متعقد. 
سليم بعدم فهم: ليه جرح قديم مثلا؟ 
نفت شادية وشرحت باختصار شديد سبب حالته، لا ينكر تعاطفه معاه، وكل شوية يتفاجأ بحاجة جديده في شخصيته، اللي ملامحها بتظهر ليه مع الوقت، دعى الله يصلح حاله. 

كملوا السهرة في جو مشحون بالحب من الجميع، قضوا وقت ميتنسيش وساب بصمته في ذاكرة ياسر ومرزوقة خالدة الباقي من عمرهم، استأذن سليم يروح، فقالت له شادية: ما تبيت في الفيلا، الوقت اتأخر يا حبيبي، والصبح تعالى افطر معايا وبعدين روح شغلك.
سليم شكرها بعينه وقال: مش هقدر يا شوشو ادخلها وابات فيها من غيرك، هانت كلها اسبوع وربنا يقرب البعيد، وكمان محتاج اخد شور واغير هدومي. 
شادية بزعل: براحتك، اللي تشوفه مناسب اعمله، تبقى تطمني لما توصل البيت بالسلامة.
سليم باس جبينها وقال: من عيوني حببتي.
ودعته وطلعت اوضتها بعد ما وصت هنية ترتب مكان السهرة، وانسحبت مرزوقة تحت انظار ياسر اللي عيونه كانت بتترجاها متبعدش عنه ولا تغيب ثانية، لكنها من التعب مقدرتش تقاوم سلطان النوم، وطلعت مع شادية، واول ما دخلوا الاوضة، قفلت شادية الباب وقعدت ربعت رجليها وقالت: اتفضلي احكيلي إيه اللي حصل وبسرعة.
مرزوقة مستغربه وسألتها: تقصدي إيه مش فاهمه؟
شادية بتوضيح: اللي حصل بينك وبين ياسر النهاردة؟! وشكلك لما جيتي كان زعلان، وفجأة اتحولتي واتشيكتي على سنجة عشرة وجننتي الواد، وسر اختيارك لاسم الفيلم، وهمساتك معاه، قري واعترفي، صارحك ولا لسه؟

حاولت مرزوقة تهرب من الاجابة، لكن شادية كانت محوطاها من كل جانب، فقعدت واستسلمت ليها وبدأت تحكي كل حاجة حصلت بالتفصيل الممل، شادية كانت بتسمعها وقلبها فرحان وحست ان خلاص ياسر مش هيقدر يقاوم اكتر من كده والاعتراف قرب جدا، الابتسامه كانت منوره وشها، استغربت مرزوقة وقالت: انتي مالك ياشوشو فرحانه اوي كده ليه؟ 
شادية على وضعها قالت: ومفرحش ليه ؟! وانا شايفه ابني حبيبي غرقان في الحب، وعايش مشاعر جميلة اوي مره يحسها ويجربها، ومش ناقص على الحلو غير دقة ويقول اللي جواه. 
مرزوقة بتوهان وتفكير ردت: تفتكري ؟! 
شادية حضنتها وقالت: اصبري يا حبيبتي، انتي قطعتي شوت كبير اوي، كل حاجة هتهون لما تسمعي احلى كلمه ممكن تسمعيها منه. 
مرزوقة بلهفة وشوق قالت: نفسي ياشوشو يجي اليوم اللي اسمعه بيقولها ليا من جوه قلبه، زي ما كل دقة في قلبي بتصرخ بحبه، وبتنادي باسمه.. انا بحبه اوي يا شوشو، وكل املي في الدنيا انه يبادلني حبي. 

بكت مرزوقة على حب بتتمنى انه يظهر للنور، حست بيها شادية وبحبها لابنها، لكن مع كل آسف مش في اديها حاجة تعملها، طبطبت بحب وقالت: سبيها على ربنا ونصيبك هيصيبك مهما بعدتوا عن بعض، وانا وسليم مثال حي قدامك، مين يصدق بعد فراق كل السنين دي اننا نتقابل، وبعد رفض ياسر لجوازنا، يوافق وهو اللي يجيب المأذون ويجوزنا، لما ربك يريد يقول للشيء كن فيكون، وكل المشاكل تتحل، ارمي حمولك على اللي لا يغفل ولا ينام.

مرزوقة غمضت عينيها واتنهدت بألم وخوف مجهول وردت: ونعم بالله العلي العظيم.
قامت غيرت هدومها عشان تحضن مخدتها وتنام وتشبع نوم، واول ما غمضت عيونها؛ صورته اترسمت قصادها وجفاها النوم، وذاكرتها سردت ليها كل المشاهد اللي جمعتهم ببعض، واسعد اوقاتهم سوا، خصوصا لما حط الجمبري في بقه واكلها في بقها واتقابلت الشفايف واتلامست، سرحت في اجمل احساس كان نفسها تجربه، ولا لما ضمها لحضنه النهارده وحست بالامان جواه، اكتشفت اد ايه حضنه دافي وحنين، لقت نفسها بحركه لا ارادية تضم بإديها كتفها اوي كأنه هو اللي ضاممها، انتهدت بشوق ليه وقالت في نفسها: مش راحمني وانا صاحية ولا حتى وانا نايمه، اهرب منك هروح على فين؟

اما ياسر كان لسه قاعد في مكانه، بيبص على مكانها وبيسترجع كل تصرفاتها معاه.. جمالها.. رقتها.. خفة ظلها.. نطقها لكلمه بحبك، اللي مش عارف ليه حس انها طالعه من جوه قلبها، زي ما هو حاسسها وبقى متأكد من كل حرف فيها؛ وبقى خلاص مش قادر يكتم حبه اللي اتولد جواه، ويكبر كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله، ومش عارف يسيطر عليه او يحجمه؛ عشان كده قرر يصارحها بعد ما تخلص الفيلم وتحصد نجاحه، وهيفجر ليها اجمل مفاجأة ويطلب ايديها للجواز ويعلن ارتباطهم قدام كل الوسط في حفله تليق بيها. 
قام من مكانه وهو سعيد بالقرار اللي وصله وعزم على تنفيذه بشكل يليق بحبه ليها، ودعى ربنا انه يقرب البعيد. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
وصل عماد شقته في وقت متأخر، واول ما شافته امه جريت عليه بلهفه وخوف وقالت: حبيبي انت كويس، كده برضو تخضني عليك يا عماد، كنت فين طول الوقت ده؟ ده انا قلبي كان وكلني عليك اوي، وكان هاين عليا انزل ادور عليك في الشوارع. 
عماد كان واقف بيسمعها، ومش حاسس بحاجة غير وجع قلبه وبس، طبطب على كتفها وقال: معلش حقك عليا يا ماما، كنت بس مخنوق شوية وحبيت اشم هوا. 
انهار بترجي قالت: عشان خاطري متعملش في نفسك كده يا بني، انت لو جرالك اي حاجة هموت مش هتحمل، انساها وابدأ من تاني. 
عماد شاور بيده انها توقف كلام وقال بحزم: ارجوكي بلاش تتكلمي في الموضوع ده تاني، انا داخل ارتاح جوه. 
انهار مسكت كتفه وقالت: طب مش هتاكل لقمه يا بني، ده انا مفيش لقمه دخلت جوفي من امبارح؟
اغتصب ابتسامه بالعافية وقال: معلش مليش نفس صدقيني، كلي انتي يا ماما، عن اذنك. 

سابها ودخل اوضة نومه، وبص عليها وعلى السرير اللي ملحقش ينعم عليه مع عروسته، قعد على فوتيه محطوط على جنب، ومدد جسمه عليه، ورجع راسه لورا، وغمض عينه ورسم بخياله سيناريو 
تاني جميل غير اللي حصل، وعاش تفاصيله واستمتع بأجمل خيال ممكن يحيا جواه مع من تمناها تكون شريكة فؤاده. 
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

فتح ياسر عينه على اتصال من مجدي، رد عليه بعيون نعسانه مش قادر يفتحتها من سهرة امبارح، لكنه فاق على صوت مجدي العالي بيقوله: انت لسه نايم يا ياسر ومجتوش لحد دلوقتي، والتصوير متعطل عشانكوا؟ 
اتعدل ياسر من نومته، وركز في كلامه ورد: نيجي فين، ومعطلك إيه بس؟ انت مسطول يا مجدي؟! 
انا بعتلك رسالة امبارح لما مردتش عليا وبلغتك ان مرزوقة مش هيتقدر تيجي عشان تعبت من مشهد امبارح، وعايزه تستريح. 
مجدي بحده: هي بتشتغل في طابونه، دي فلوس ناس، وكل دقيقة بثمن، وكمان انا مسمعتش الرسالة، وحتى لو سمعتها مكنش هينفع لان الديكورات اللي معموله كلها مشاهد ليها، مش هينفع نهدها عشان خاطرها، ساعة وتكونوا قدامي يا ياسر، هصور دلوقتي المشاهد اللي كان مفروض تتصور بعدها لحد ما تيجوا. 
ياسر قام من على سريره وقاله: حاضر يا مجدي مسافة الطريق. 

دخل اخد شور سريع ولبس، وراح خبط على باب امه وهو مش عارف هيقولها إيه، صعبت عليه خصوصًا انها بكل تأكيد مش حافظة المشاهد دي، دقايق بسيطة مرت، وفتحت شادية الباب وخرجت عشان متزعكش ومرزوقة نايمه، وسألته بتعجب: خير يا حبيبي، صاحي بدري ليه كده ولابس هدومك؟ مش النهارده مفيش تصوير؟ 
ياسر بتأثر وضيق قال: اعمل إيه بس في الشغل اللي مش بيرحم يا ماما، مجدي اداني محاضرة وقال مش هينفع مرزوقة تتأخر، لو سمحت ادخلي صحيها وخليها تجهز بسرعه، عقبال ما انزل اخلي هنية تحضر فطار سريع كده. 

هزت راسها ودخلت تصحيها، وبعد صعوبة شديدة بسبب نومها التقيل، فتحت عيونها وعرفت الاجازة اضربت، قامت وهي مش مبطله مرطمه، اخدت شور يفوقها، ولبست بسرعة، ونزلت وعلى وشها راسمه تكشيرة وعقدت بين حواجبها بضيق، اول ما لمحها ياسر ابتسم ليها بحب وقال: يا ساتر الناس تبتسم كده على الصبح وتقول صباح الخير، مش تنزل مبوزه بالشكل ده ومكشره. 
مرزوقة لسه مكشره ردت بضيق: بالله عليك يا ياسر تسبني في حالي، انا مش عارفه افتح عيني، والصداع هيموتني. 

سكت ومسكت راسها من الوجع، لاحظ ياسر تصرفها العفوي فقال بخوف: طب ممكن تاكلي اي حاجة سريعه عقبال ما هنية تعملنا القهوة، او نشربها تيك واي في الطريق. 

مرزوقة بصتله بعينين ناعستين وقالت: بجد مش عايزة اكل، مليش نفس فعلا، يالا بينا، هاخد بس مسكن ونتوكل على الله. 
رد شادية بتحذير، وهي بتعمل سندوتشات ليهم، وبتقدملها واحد، ولياسر واحد قالت: مينفعش تاخدي مسكن وتشربي قهوة على غيار الريق، كلي ولو سندوتش غصب، عشان متتعبيش. 

لسه هتعترض لاقت عينه بتترجاها تنفذ من غير اي اعتراض، اكلت نص رغيف وسابته، كانت هنية عملت القهوة، شربوها بسرعة وخدت مسكن واتحركوا على الاستديو، وفي الطريق طلعت السيناريو وراجعت على دورها كويس، لحد ما وصلت ودخلت اوضتها عشان تعمل مكياج وتجهز للتصوير. 

مجدي كان هدي واعتذر لياسر على حدته في الكلام معاه، وبلغه ان النهارده هيكون اخر يوم لمرزوقة في تصوير دورها، ولما عرفت فرحت جدا انها اخيرا هترتاح من كم الضغوط اللي عليها. 

مرت ساعات التصوير تقيلة جدا على مرزوقة، كان نفسها اليوم يخلص بسرعة، لكن كالعاده الساعات عاندتها ومرت ببطئ سلحفاة لسة بنتعلم المشي. 

خلصت اخيرا ودخلت تغير هدومها،
وسمعت الباب بيخبط، افتكرته ياسر فقالت: ادخل يا ياسر، انا خلصت. 

الباب اتفتح واول ما التفتت لاقت فارس بيقرب منها وفي ايده بوكية ورد جوري غاية في الجمال بيقدمه ليها وقال بابتسامه: حبيت اهنيكي على انتهاء التصوير بطريقتي، واتمنى تقبلي عزومتي على العشا نحتفل بالمناسبة الحلوه دي. 

بصت جهاد على الورد واتحرجت تكسفه، لكن مقدرتش تقبله عشان ميفهمش قبولها ليه ويترجمه غلط، اتنحنحت وقالت: الله يبارك فيك يا استاذ فارس(اتكت اوي على كلمه استاذ، وكملت) بس انا مش هقدر اقبله، وكمان مقدرش اقبل عزومتك لأني مش بيخرج أتغدى مع اي حد، واعتقد اني وضحتلك الكلام ده كذا مره قبل سابق. 

سكتت لحظات لما لاقت العرق نازل على جبينه زي المطر، وحست بكسفته، فزادت من حوارها وقالت بحده: واياك تكون فاكر اني نسيت اللي حصل منك في التصوير، واني قبلت اعتذارك ؟ تبقى غلطان لو صدقت للحظة واحده اني صدقت انك كنت متقمص الدور، لان اللي كنت فيه ده مكنش تمثيل، انت كنت زي الديب المسعور اللي عايز ينهش فريسته وما صدق انها وقعت تحت ايده..
وانا بحذرك يا فارس؛ اتقي شري عشان انا لحمي مر اوووي وانت يا بن الحلال مش اده، فبلاش تخرج اسوء ما فيا؟ وده اخر انزار ليك، شلني من دماغك، لان نجوم السما اقربلك من انك تلمس شعرة فيا، او حتى تقرب ليا في يوم.

فارس كان مذهول من كلامها وحدتها، خصوصا لما حس انها فهماه اووي بالشكل ده، اضايق جدا واتكسف من رد فعلها، لكن كل ما بترفضه؛ كل ما بيزيد  من تمسكه وتعلقه بيها اكتر، وقف مش عارف يرد عليها، ولما صمته طال انتبه لصوت تليفونها بيرن، اعتذر وانسحب وقفل الباب وراه. 

ولما خرج مسكت التليفون وبصت على الاسم، وابتسمت بفرحه وسعادة وردت باللهجه الانجليزية المتقنه: 

- نعم وانا ايضًا اشتقتُ إليكِ كثيرًا. 
- نعم لقد انتهيت اليوم من تصوير آخر مشاهدي، ادعو لي كثيرًا بالتوفيق.
- أجل حبيبتي، بكل تأكيد سأسافر قربيًا، كم اود مشاركتك لي انتِ وكل الأسرة في يوم افتتاح العرض، لكن لا بئس، الرجاء ارسال تحياتي للجميع. 

بمجرد انها قفلت معاها فتح ياسر الباب بقوة، بعد ما سمع مكالمتها وعلامات الصدمه على وشه، وقع التليفون من اديها وتوترت بشده لما سمعته بيقولها: ممكن افهم ايه اللي سمعته ده؟ 

ياتري مرزوقة هتعرف تبرر المكالمه دي ازاي لياسر، ولتاني مره تتحط في نفس الموقف ؟ 
وهل هيصدقها زي ما شادية عدتها؟
توقعاتكوا هل ياسر هيشك فيها ويصدق مبررها ولا آن الأوان لكشف المستور؟ 
والأيام هتخبي إيه لشروق وعماد؟ 
ومازالت الاحداث مليئة بالاثارة والتشويق اتمنى انها تنال اعجابكم في روايتي الجديدة المتواضعة.. 
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️ 
إيمووو 

توقعاتكوا هل ياسر هيشك فيها ويصدق مبررها ولا آن الأوان لكشف المستور؟

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent