رواية العسقلة الماكرة الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم ايمان كمال
الفصل الخامس والعشرون
اتصدمت شروق من رد فعل خالتها، وبصت لعماد في ذهول، اللي ملقتش رد منه، وبصت لأمها عشان تنجدها، لكن اللي حصل خلاها فاقت على كابوس لما لقت عماد وطى وعدى من تحت رجل امه ودخل الشقة وقالها وهو بيمد ايده ليها: يالا ادخلي يا شروقي.
برقت بعدم تصديق و اتسمرت رجليها في الأرض ورفضت بشده وقالت: مش داخله يا عماد غير لما امك تنزل رجليها وادخل زي الناس ما بتدخل اي شقة.
رد بغضب وصوت مرتفع: إيه امك دي احترمي نفسك، اسمها خالتي.
صاحت شروق بادلته نفس الحده وقالت: انت سبت المشكلة ومسكت في امك وخالتي، بدل ما تقولها عيب يا ماما تعملي كده بتغلطني.
انهار كانت ساكته ومستمره في نفس وضعها ومصممه على تنفيذه مهما حصل، وقفت والدة شروق فضلت ساكتة ومش قادرة تغلط أختها الكبيرة على تصرفها، وكل اللي قدرت تعمله قربت من بنتها وطبطبت على كتفها وقالت بترجي: يا بنتي الله يهديكي، اغذي الشيطان واسمعي كلام جوزك، وعدي الليلة دي على خير .
بصتلها شروق بصدمة اكبر من صدمتها للموقف اللي اتحطت فيه، شعور الخذلان صعب جدا، خصوصًا لما يكون من اقرب الناس؛ الأم اللي مفروض تقف قدام اي حد يدوس على خاطر بنتها، وتاكله بضوافرها، هو حصل ايه في الدنيا ؟ دي القطة بتخاف على عيالها اكتر منها، ولا من الزوج اللي هو السند والأمان واقف وموافق امه في تصرفها، نظرات التحدي والجبروت في عيون خالتها اول مره تلمحها، عمرها ما كانت بتتصرف معاها بالشكل ده قبل كده، ليه اتغيرت فجأة وقلبت لدور الحما الشديدة اللي بتشوفها في افلام ابيض واسود، فضلت تفكر هتتصرف ازاي؟ هل هتقبل تصرفها ده، وتكون طول عمرها خاضعه ذليلة ليها، ولا هتصمد وتغير الدفه لصالحها، اخدت نفس عميق وقربت من خالتها وقررت تعمل اللي جه في راسها مهما تكون النتايج، ولازم تعرف الكل انها مش هتسمح لحد يدوس على كرامتها مهما يكن مين.
ابتسمت انهار وكانت فاكره انها هتعدي من تحت رجليها، لكن شروق فاجأتها ونزلت رجليها كانت هتقع لولا ايد عماد مسكتها، ودخلت رافعه راسها بكل كبرياء من غير ما تعلق بحرف، وسابتهم في صدمتهم وراحت اوضة نومها تجمع افكارها وهتعمل ايه في حياتها الجديدة اللي كانت فكراها هتكون وردية، لكن مع كل آسف شكلها هتشوف المرار.
في خارج وقفت انهار مش قادره تصدق تصرف شروق، وكانت هتدخل تتشاجر معاها لولا اختها سعاد حاولت تهديها وقالتلها: خلاص يا انهار استهدي بالله وتعالي نروح خلي ام الليلة دي تعدي بقى، متفرجيش الناس علينا.
ازاحت انهار ايديها بغضب، وشوحت تشاور على مكان شروق وقالت: كنتي قولتي الكلام ده لبنتك وتعقليها يا سعاد، وتفهميها ان رضا حماتها من رضا امها، وتوعيها تعدي من تحت رجلي مش تزقها، ده معناه كبير اوي اوي عندي.
سعاد بترجي والدموع في عينها ردت: معلش يا اختي امسحيها فيا انا، عيلة وغلطت، ويالا نروح عشان نسبهم لوحدهم دول عرسان برضو.
ضحكت انهار بسخرية، وقعدت على الكنبه وربعت رجليها وقالت: عرسان ههههه اه وماله، عايزة تمشي انتي روحي يا روحي، انا مش هسيب بيتي واروح في اي حته، انا قاعده هنا في بيتي.
هنا اتكلم عماد وقال بضيق: هو إيه ده بقى ان شاء الله، انتي غيرتي كلامك ليه يا ماما؟ مش كنا متفقين انك هتقضي اسبوع عند خالتي؟!
ردت امه وقالت بعند: كنا متفقين، وغيرت كلامي، حاسبني بقى، انا حره في بيتي.
عماد اتخنق من طريقة كلام امه، فك ربطة الكرافرته وقعد جنبها وقال: طب عشان خاطر ابنك عدي الليلة يا انهار، ده انا ما صدقت، حرام عليكي يا أمي تبوظي فرح ابنك.
انهار بعند اكبر وقلب جامد ردت: لو فضلت للصبح تترجى فيا مش هتحرك من شقتي، خليك قاعد قصادي كده زي قرد قطع، عشان تبقى تعرف ان الله حق بنت سعاد.
بصت سعاد لعماد بقلة حيلة، لانها عارفة طبع اختها كويس؛ لما تقول حاجة مستحيل ترجع فيها ابدا، وهمست في ودن عماد وقالت: ادخل طيب خاطر مراتك، وربنا يعينك عليهم.
مسح عماد بكف ايده على وشه عشان يهدي نفسه، وسابهم ودخل لشروق اللي كانت سامعه كل حاجة اتقالت، وامها روحت بيتها وهي بتدعي لبنتها ان ربنا يهدي سرها.
حاول عماد يقرب من شروق، اللي بمجرد ما لمسها انتفضت وقامت مفزوعه وصرخت في وشه وقالت: اياك تقرب مني ولا تلمسي حتى.
عماد بتعجب من تصرفها: إيه اللي بتقوليه ده يا حبيبتي؟
شروق بسخرية: حببتك ؟! حبيبة مين لامؤخذه؟ انا لو كنت حبيبتك بجد كنت ضمتني وقولت لأمك عيب اللي بيحصل ده، واحتوتني، مش جاي بعد ما سبتني في الموقف ده تقولي حبيبتي، ابعد عني يا عماد وخلي الليلة السودا دي تعدي.
عماد بيقرب منها وبيحط ايده على بقها عشان توطي صوتها، و امه متسمعش كلامها، زقت ايده بحده وعنف وقالت: قولتلك ابعد عني، لحسن شياطين الإنس والجن كلهم بيتنططوا قصاد عيني، إيه خايف أمك تسمع؟
عماد بنبره حب ورقه قال: طب اهون عليكي تبعديني عنك في ليلة دخلتنا سوا، الليلة اللي فضلنا طول عمرنا نحلم بينا، والنهاردة بس اتحققت، شروق نفسي اخدك في حضني وانسى معاكي كل عذاب السنين واعوض حرماني منك.
شروق كانت بتسمعه وقلبها بيبكي على فرحة عمرها اللي اتحولت لميتم والسبب تصرف خالتها، وبدل ما تصلح الموقف زودته ببياتها معاهم، بصتله بحزن اشد منه وقالت بقهرة قلب: ربنا يسامحكوا على فرحة قلبي اللي اتطفت بسبب امك، وحولت فرحتي لحزن وحيات كسرة قلبي النهاردة يا عماد ما هتطول مني شعره واحده طول ما انت ماخدتش حقي، وامك هنا.
صاح وهاج واتحول من اللين للحده وقالها: حقك اخده من مين يا مجنونه انتي؟ من امي؟ دي خالتك وفي مقام امك؟!
شروق بصوت عالي: وهي مراعتش أني بنت اختها وعاملتي على الاساس ده ليه؟!
كلامي قولته واتفضل روح نام في حضن امك، ويارب تكون فرحانه لما نكدت علينا في اسعد ليلة في عمرنا.
عماد بيبصلها بنظرة لوم وعتاب، لعلها تلين، بس ملقاش غير العند والغضب عاميها، اخد هدومه وخرج، وهي قفلت وراه الباب بالمفتاح ورمت نفسها على السرير وفضلت تبكي بحرقة على ليلة دخلتها اللي باظت.
اول ما انهار شافت ابنها خارج، عوجت بقها يمين وشمال وقالت: طردت يا سبع البرمه، انت راجل انت، والله عيب على الشنب المخطط على وشك يا دكر، والله وعرفتي تخلفي يا انهار.
رد بغضب وضيق: بقولك إيه يا ماما انا مش ناقصك، مش انتي السبب، في حد عاقل يعمل اللي عملتيه ده، ومش مكفيكي لا كمان بايته معانا، والله حرام عليكي.
انهار حطت ايديها في وسطها، ورفعت صوتها عشان تسمعها كلامها وقالت بقوة: لا يا حبيبي اقف عوج واتكلم عدل، انت معرفتش تعمل على السنيوره راجل هتتشطر على امك، انا هنا في بيتي وانتوا قاعدين معايا، يبقى الكلمة هنا كلمتي انا، والشورة شورتي، عجبكوا على كده كان بها، مش عاجبكوا اخبطوا راسكوا في انشف حيطة، تتكوا الهم.
قالت كلامها ودخلت اوضتها عشان تستريح وتنام وسابت ابنها واقف مكانه مذهول من رد فعل امه معاه، كان تايه حزين، قعد فرد جسمه على الكنبه وعقله مش قادر يفكر، ومش لاقي حل، ومش عارف يصالح مراته ازاي، ولا قادر يراضي امه، لكن شروق برغم حالتها متقلش عنه، لكنها كانت عارفة هتعمل إيه وهتتصرف ازاي، قامت فتحت شنطتها ولمت هدومها اللي في الدولاب واقسمت انها هتسبلها بيتها وليكن ما يكون اول ما امها تجلها الصبح.
بعد ما خلصت، بصت على نفسها لاقتها لسه بفستان الفرح، قلعته ولبست بيجامه نوم مريحه، ومسحت المكياج وحاولت تنام عشان ترتاح وتفكر صح، وقالت في نفسها: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، نكدتي عليا منك لله.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
صحيت مرزوقة في معادها وجهزت عشان تروح التصوير، كانت متوتره مش بعادتها، فاقده للتركيز، موشوشة يمكن من احداث امبارح كانت كتير، وختمت بهروب وحيرة، ذهنها مشتت في جواه حاجات كتير مأثره على تركيزة، لاحظ ياسر حالتها خاف لتأدي مشهدها دون المستوى، اخدها بعيد وقالها بحنان وصدق نابع من جواه: ممكن تنسي اي حاجة مخلياكي مشتته بالشكل ده، وتركزي بس في المشهد اللي جاي، استدعي مرزوقة اللي اول مره شوفتها وبهرتني بأداءها، ممكن؟
مرزرقة كانت تايهه في ليل عمق عيونه السودا، ومش قادره تفكر في اي حاجة غير بس انها تلاقي اجابه لسؤالها، عيونها كانت بتسأل ونفسها يجاوب، همس وقالها: عايزة تقولي اية ومتردده؟
استغربت مرزوقة انه حس بيها وكانت لسه هتتشجع وتنطق وتسأله عن الخاطرة اللي كتبها، لكن اتراجعت لانها خافت من الإجابة توجعها ومتكنش في صالحها، بلعت ريقها وقالت: متشغلش بالك مفيش حاجة، هروح اراجع المشهد، عن اذنك.
ياسر مسك دراعها وقال: ليه حاسس ان عيونك عايزة تقول كلام كتير، ومانعه نفسك تقوليه، اتكلمي يمكن ترتاحي ؟!
اتنهدت بوجع حقيقي حساه وقالت بحزن: ياريت نقدر نقول عن كل اللي حسينه في اي وقت، لكن في اوقات كتير الصمت بيكون افضل من الكلام، الصمت لغه ميعرفش قيمتها إلا عدد قليل اوي.
ياسر متعجب طريقة كلامها فرد: وانتي دلوقتي بتفضلي السكوت؟
مرزوقة هزت راسها بنعم، وسابته متحير في امرها، ودخلت اوضتها تراجع المشهد اللي مكنش صعب اوي عليها، لانها ادته قبل كده لما كانت بتشتغل عنده، وهو اخد كتير من حوارها واضافه في مشاهده، مر وقت قليل وبدأ مجدي يستعد والمساعد نادى على الجميع وبدأت مرزوقة تصور، نظرات الإعجاب كانت محوطاها من الكل، لكن الوحيد اللي كان حاسس انها مثلته من غير روح هو ياسر؛ لانه شاف قبل كده المشهد ده هي كانت بتتصرف وبتأدية ازاي، اول ما مجدي نهى المشهد، جريت مرزوقة ودخلت الاوضة تحبس نفسها، او بالأخص عشان تهرب من نظرات ياسر ليها، لانها قررت انها تلجم روحها قصاده، وتمنع اي قرب بينهم، وهو استغرب تصرفها جدا، وقام عشان يروحلها، لكن مجدي قعده وقاله: سبها تراجع المشهد اللي بعده، خلينا نخلص المشاهد بتاعتها وننهي الفيلم على خير يا ياسر.
ياسر بخوف: طب اطمن عليها يمكن تكون تعبانه ولا حاجة؟
مجدي بضيق منه رد: بلاش نحنحه يا حنين، ما هي كانت زي القرده قدامك، ما دام مش قادر على بعدها ما تتجوزها وتريحني وتفك عقدتك اللي مربوطه بقالها سنين دي.
ولع سجارة وقام ياسر وهو مكشر وقاله: انا طالع اشم هوا بره البلاتوه، اجهز وناديني.
مجدي بيأس: عمرك ما هتتغير، هتفضل على عنادك ده ومش هتفوق غير لما عصفور يحوم حوليها.
هنا الشرار طق في عيون ياسر وقرب منه ومسكه زي الصقر اللي قابض على فريسه بقوه وقال بحده : انت بتقصد ايه بعصفور دي؟ انت شوفت حاجة ومخبيها عليا؟
مجدي بتوتر: هخبي ايه بس يا ياسر ما تعقل يا جدع، الموضوع ما فيه ان الممثل فارس المهدي بيحاول معاها، بس اللي اتحكالي انها بتصده في كل مره بيقرب منها.
ياسر قبض على كف ايده جامد لدرجة ان الدم اتحبس وايده ابيضت وقال بتوعد: ليلته سودا، وديني لوريه.
مجدي بهدوء رد: اهدى واوزن الامور وتريث، بأي حق هتتكلم وتحشر نفسك، ابسط حاجة ممكن يقولها انت مالك بتتدخل بأي صفه ليها، هتحرج نفسك يا ياسر، فبلاش تخلي شكلك وحش.
ياسر بغضب: هو ايه اللي بأي صفة، مرزوقة دي بتاعتي انا، انا اللي اكتشفتها، انا الحاكم الأمر في اي خطوة تدخلها.
مجدي بضحكة سخرية قال: انت مصدق كلامك ده بالذمه؟ كلام مش منطقي ولا اي حد يقتنع بيه، عشان يكون ليك الحق تتكلم، يا اما تكون خطبها او جوزها، او قربها، وانت ما شاء الله مفيش لا صفه من دي متوفره معاك، فعقل كده ولم الدور، والبنت محافظه على نفسها وعامله حدود مع الكل بصراحه، وانا كنت اولهم ولا ناسي.
قلب ياسر كلامه في راسه، وافتكر انها برغم بساطتها لكن قدرت توقف مجدي بجلالة قدره عند حده لما حاول معاها يمد بس ايده على جسمها، ولانت معالم وشه وابتسم غصب عنه، وراح عندها عشان يسألها عنه، واول ما وصل؛ سمع صوتها عالي وبتتكلم بغضب وبتقول: سبق واتكلمنا يا استاذ فارس في الموضوع ده قبل كده، وقولتلك رأي فيه، إيه اللي خلاك تكرره تاني، للمره الثالثه ومش هعدها تاني، احنا هنا طول ما بنصور زملا وبس، بره الأستديو مفيش عامل مشترك بينا، يعني مفيش داعي لرسايل الواتس اللي كل شوية تبعتها، صباح الفل، مساء الورد، انا مش بحب كده، متخلنيش اضطر اعملك بلوك، احنا اكبر من كده، ومفروض نحترم خصوصيات بعض.
فارس بنبره اعجاب قال: اديني فرصة نقرب اكتر من بعض يا جهاد.
مرزوقة بحده وعنف: وانا قولت لأ، معنديش استعداد اقرب من أي حد في الفترة دي، انا مركزة في مستقبلي الفني وبس، ودلوقتي لو سمحت اتفضل عشان عايزة استعد للمشهد اللي جاي.
فارس بحزن: يعني مفيش اي امل يا جهاد؟
مرزوقة بضيق: لا يا سيدي لا في امل ولا عمر، اتفضل بقى هوينا، وسمعنا جمال خطوتك.
خرج فارس وبصله ياسر بشرار وتحذير من انه يقرب منها، ودخل عندها وسألها: كان عايز منك إيه فارس؟
مرزوقة بعدم اهتمام لذكر اسمه ردت: سيبك منه، كان بيغني، بس اغنيته كانت قديمة ومشروخه، اتقالت كتير.
ياسر بعيون مليانه خوف: يعني لو كانت الأغنية جديدة كنتي هتسمعيها؟
قربت مرزوقة منه واتقابلوا عيونهم في لحظه مش بتكرر كتير وردت بحب : والله لو غنى كل الاسطوانات اللي في الكون كله، عمرها ما هتهز دقة في قلبي، ولا تحرك مشاعري.
ياسر شاف الحب في عيونها ومش قادر ينكره، حالته بقت حرجة ومش عارف يسيطر على نفسه، قرب اكتر منها زي ما يكون في قوة خفيه جواه بتجذبه ناحيتها، والمسافه بينهم تكاد تكون اتعدمت، شيء جواه بس اللي مركز فيه ومش قادر عينه تبص على حاجة تانية غير شفايفها اللي بتحركها وهي بتنطق وجننته، كل حرف بتقوله بتحرك جواه مشاعره وبتزيد من نبضات قلبه، قرب ومال وهي حاسه انها مغيبه ومش قادره تبعد ولا تصده، وخلاص شفايفهم هتتعانق فاق على خبط الباب جامد، سند على جبهتها واخذ نفس يهدي حالة الثوران العاطفي جواه ورد: ايوة مين؟
المساعد رد: استاذ مجدي بيقول لأستاذة جهاد تجهز عشان هنبدأ تصوير.
ردت جهاد بعد ما هديت انفاسها: قوله دقايق وهحصلك.
ياسر معرفش يتكلم ولا يرد، بصلها وخرج يهرب كعادته، وهي قعدت على الكرسي انتهدت وافتكرت اجمل لحظة مكملتش وسرحت في احساسها يا ترى هيكون إيه ؟
اما ياسر فضل يشرب سجاير بدون وعي، وعقله شارد في اول ست عرفت تسرق عقله قبل قلبه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
شيراز برغم انها من سعادتها معرفتش تنام إلا ساعات قليلة، لكنها قامت نشيطة والفرحه مش سيعاها انها اخيرا هتكمل باقي مشاهدها والفيلم اللي متوقعه انه هيحقق نجاح كبير، ويكون نقلة فنية في مشوار حياتها، جهزت لبسها وراحت الأستديو واستعدت تصوير وكان تركزها عالي جدا وادت كل المشاهد بأبداع نال رضا المخرج والمنتج اللي اعجب بيها جدا، دخلت اوضتها تسريح بعد ما خلصت مشهد طويل، وتراجع المشهد الجاي، وفجأة دخل عليها المخرج زياد وقالها: خلاص يا شيراز تقدري تروحي، كده خلصنا مشاهدك النهارده.
استغربت شيراز وسألته: ازاي مش فاضل مشهد النايت لسه هنروح نصوره؟
زياد بآسف: لا هنستبدله بمشهد تاني داخلي، المنتج رافض يأجر النايت اللي كنا متفقين عليه، وبيقول هي مصاريف بتتصرف في الارض، ما دام ينفع يتشال إيه المشكلة.
شيراز بغضب شديد: إيه الكلام ده، من امتى بتستخدم الأسلوب ده في اداره العمل؟ وانت موافق على كلامه ده يا استاذ زياد؟
زياد تأفف بقلة حيلة: وانا في ايدي إيه اعمله بس يا شيراز، هو المنتج وفي ايده يوقف العمل تاني واحنا ما صدقنا نكمل.
شيراز بغيظ: لا طبعا انت المخرج ومفروض انك عارف مصلحة العمل وإيه اللي هيضره وإيه اللي هيفيده، ومشهد النايت ده مهم.
زياد رد بضيق عشان ينهي الموضوع قال: شيراز قولتلك هنستبدله، خلاص مفيش داعي للقلق.
خلص كلامه وخرج يكمل شغله، لانه مش حمل اي مناهده معاها.
اتصلت شيراز بمجدي مردش عليها، رمت الفون جنبها وهي متغاظة من اللي حصل، وخايفة تقليل الميزانية ده يقصر على جودة الفيلم وخروجة بشكل راقي.
اتصلت تاني بمجدي والمره دي رد عليها واول ما سمعت صوته ردت بضيق: فينك يا مجدي مش بترد عليا ليه كل ده؟
مجدي بتبرير: في إيه يا شيري، كنت بصور ومصمت الفون، في حاجة حصلت؟
شيراز بحزن حكت له كل حاجة حصلت وسبب ضيقتها، سمعها بانصات شديد ولما خلصت قالها: بصي يا حبيبي اي منتج محتاج يقلل المصاريف وتأكدي ان زياد مش هيسمح بأي ضرر يصيب فيلمه لانه في وشه، ممكن تروقي كده وتيجي، انا قربت اخلص، عقبال ما توصلي اكون خلصت اخدك ونروح اي مكان نتغدى فيه.
اقتنعت شيراز بكلامه وهديت نسبيا وردت عليه: تمام يا ميجو هغير هدوم الشغل ومسافة الطريق هكون عندك.
باشر مجدي عمله وبدأ في تصوير مشهد لمرزوقة مع فارس؛ اللي كان بيحاول يتهجم عليها ويحاول يرد طردها ليه ورفضها انها ترجعله، فارس كان مركز جدا واحساسه تجاها في الحقيقة هو اللي محركه، ورغبته الشديده فيها كانت واضحه جدا، لدرجة اربكت مرزوقة وخافت فعلا من نظراته وده كان باين جدا في تصوير المشهد، صوت نبضات قلبها كان أعلى من صوت صراخها، توترها بسبب وجود ياسر كان مأثر جدا على اداءها، كل ما عينيها تيجي عليه تلاقي وشه احمر من الغيظ وبيعض على شفته بغيظ، مجدي عاد كذا مره ولما اخد باله طلب من ياسر بهمس من غير ما حد ياخد باله انه يخرج لحد ما يصور مشهد الاغتصاب، برق ياسر بعينه جامد لدرجة فزع منها مجدي، فقال بهدوء: افهم يا ياسر طول ما انت موجود مرزوقة مش هتعرف تركز نهائي وانفعالات وشها هتكون مشوشه بينك وبين فارس، ومش هعرف اخد منها اللي عايزة، انت ممكن تقف بعيد وهقول جالك مكالمه مهمه وخرجت.
ياسر برفض قال: بقولك إيه انا مش قادر اقبل المشهد ده، وشكل فارس مش مطمني بصراحه، اديني ثواني اغير حبكة المشهد وبلاش اغتصاب، واخليه ينتقم بأي طريقة تانية.
مجدي بحده: مستحيل طبعا، انا أرفض بشده.
ياسر بغضب: في إيه يا مجدي، انا الكاتب؛ وهعدل المشهد إيه المشكلة وأكيد مش هضر روايتي؟
مجدي اخد نفس عميق عشان يهدى من كمية الضغط والمناهده وبعدين رد عليه: مش هينفع صدقني بلاش تلعب وتغير في حاجة، خصوصا انها حافظة المشهد ومجسداه كويس، لو سمحت اطلع انت بس شوية عقبال ما نصوره.
ياترى مجدي هيعرف يقنع ياسر انه يخرج، ولا هيصمم ويغير الحبكه؟
وهل مرزوقة هتعرف تأدي المشهد في وجود ياسر؟
وفارس هيعمل إيه معاها في المشهد؟
وهل شروق عندها حق في تصرفها مع خالتها وجوزها؟
وإيه هيكون رد فعلها لما امها تيجي تشوفها؟
للإجابة على تلگ الأسئلة تابعوني في حلقة جديدة مليانه احداث مليئة بالاثارة والتشويق، قربنا نوصل لذروة الاحداث ،اتمنى انها تنال اعجابكم من روايتي الجديدة المتواضعة..
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية