رواية العسقلة الماكرة الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم ايمان كمال
في كلمه حابه بس اقولها قبل الفصل، احب اشكر كل متابعه شكرت في الرواية وفرحتني بتعليقها، وانا حريصة اني ارد على الجميع، وبعتذر لو في تعليق مشفتهوش ومردتش عليه، اشكركم من شغاف قلبي ♥️
وانا راضية برغم قلة التفاعل اللي في الجروبات، لكن كل واحد بياخد نصيبه، ويكفيني ان الرواية عجباكم، وده المهم، وعايزاكم تستعدوا لاننا على وشك دخول المعمعه، وتحول الرواية، لان اللي جاي تقيل وغير متوقع بالمره، كونوا بالقرب، وجهزوا المناديل🙈
الفصل الثالث والعشرون
بتشيل شادية اخر كرتونة، فيها طقم صيني ولسه بترفعها فوق الترابيزة، صرخت بآآآه بأعلى صوتها، وصل صداها عند سليم خلت قلبه يتنفض ويقع في رجله، جري بسرعة عندها، لاقى هنية بتلحق منها الكرتونه وبتساعدها تحطها على التربيزه، وقعدت على الكرسي تبكي من وجع ذراعها، قرب منها سليم والرعب على وشه وسألها: مالك يا حبيبتي، فيكي إيه وليه بتعيطي اوي كده؟
ردت شادية من بين شهقاتها وقالت: ذراعي مره واحده وجعني جامد اوي يا سليم مقدرتش ارفعه، ألم فظيع.
في لحظة فقد السيطرة على نفسه،
قدام عياطها اللي كل دمعه بتزل بتكون جمره نار بتحرقه هو، غمض عينه عشان يعرف يركز وميفكرش في حاجة غير انه دكتور وبس، مد ايده يمسح اللؤلؤ اللي نازل من عيونها، و وقفها وقالها: حبيبي حاولي براحه كده ترفعي ايدك معايا لفوق عشان اشوف اخر مدى ليها فين؟
اتنهدت ونفذت كلامه وابتدت ترفع اديها لفوق لحد ما وصلت لحد معين وصرخت من الوجع، ظهر الأسى على وشه وقال: لازم نروح المستشفى حالا، عندك التهاب جامد في وتر المسئول عن الرفع لفوق، لازم راحه وتعلقي ذراعك على حامل وممنوع تنزليه خالص غير على النوم، وممنوع أي مجهود بعد كده.
بس انا عايز اعرف كان بيوجعك قبل كده؟
ركزت شادية للحظات وردت: اه كان بيوجعني لو عملت مجهود، بس مكنش بالشكل ده؟
سليم بصلها بحزن وعيونه عاتبتها وقال: ليه يا شادية بتهملي في صحتك بالشكل ده؟ طب مقولتليش ليه قبل كده كنا لحقنا الأمر في اوله؟
شادية بحزن على حالها، والعمر اللي عدى منها من غير ما تحس، واخد معاه صحتها وعافتها، كانت بتبصله ودموعها بس هي اللي نازله بتجري بسرعه بتسابق بعض مين اللي ينزل فيهم الاول، سليم مستغرب حالتها ومش مصدق ان الألم جامد اوي كده، فحاله مش مستهله كل البكا ده، قلق اوي عليها، ضم كتفها بحنان
وسألها: ليه كل ده ان شاء الله هتكوني احسن بس المهم تنفذي التعليمات وتاخدي العلاج حبيبتي.
غمضت شادية عيونها تحبس حبة دموع جواها وقالت بمراره: انا مش ببكي على وجع دراعي، لا انا ببكي على الزمن اللي اخد عمري وصحتي معاه، تقدر تقولي هتتجوز فيا إيه يا سليم ؟! انا بقيت كلي اوجاع، في الاول رجلي وبعدين ذراعي، ويا عالم إيه تاني هيجي؟ انا بقيت منفعش انك تكمل الباقي من حياتك مع واحده كلها امراض زي.
قالت كلامها بصوت مليان وجع، ومراره حس بيها سليم بتجري في حلقه قبلها، بصلها بعينه اللي رمى ليها سهام عتاب ولوم، ورفع كفها براحه وطبع قبله حنونه وقال: مش هلومك على كل الكلام العبيط اللي قولتيه ده، عشان انتي عارفه ومتأكده انك لو كنتي عضم في افه هيشيلك فوق راسي واكمل حياتي وانتي تاج افتخر انك أغلى وأجمل ست ملكت قلبي وروحي وكل كياني.
عيونها كانت بتغرقه بالحب والامتنان والشكر لحبيب عمرها اللي عمره ما خذلها ابدا، ابتسم بحب اعمق واكبر واخدها تحت جناحه واتحرك بيها للمستشفى، بعد ما ادى علم لهنيه تتابع العمال اللي كانوا خلاص بيشطبوا شغلهم، حاسبهم واعتذر منهم، وطار بيها للمستشفى عشان يعمل اشعة على ذراعها ويطمن على صحتها، وطول الطريق وهو بيعت ليها رسايل حب وطمأنينة بتقوي بينهم الوصال والموده.
وصل المستشفى وعمل اللازم ليها وكتب لها روشة بالعلاج، وعمل جلسات طبيعية عليه بعد مده من الراحه، وعلق دراعها بحماله ذراع، وبعدين اخدها وروح بيتهم يشوف اللي تم انجازه هناك، واول ما دخلت وشافتها هنيه جريت عليها وقالت: الف سلامة عليكي يا ست شادية، ان شاء الله عدوينك يارب.
ردت شادية: الله يسلم يا هنية، إيه الاخبار؟
هنية وهي بتشاور بأديها على الريسبشن قالت: العمال خلصوا كل حاجة، وانا وضبت وراهم وخليتها زي الفل، وكملت فرش المطبخ زي ما امرتيني.
شادية ردت بحب: تسلم ايديك يا هنية، تعبتك معايا.
هنية بتقرب منها بحب وابتسامه مشرقة على وشها قالت: متقوليش كده يا ست شادية، ده انا اخدمك برموش عينيه، كفاية حنيتك وذوقك عليا.
سليم وهو محاوط بإيده كتف شادية رد قالها: وعشان كده بقى مش هوصيكي يا هنية مش عايز شادية تحرك دراعها خالص، ولا تعمل أي مجهود.
شاورت هنيه بسبابتها على عيونها الاثنين وردت: من العين دي قبل العين دي، انت تأمر يا سليم بيه، مش هخليها تحط اديها في ايتوها حاجة.
شادية عنيها بصتلهم بشكر وحب حقيقي صادق، باس سليم كفها بحب ودعا الله بأن يتم شفاءه لها، ثم طلب من هنية كوباية ميه عشان تاخد العلاج.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ومر الوقت وصورت مرزوقة كل مشاهدها، وغيرت ملابس التصوير وراحت لياسر عشان يروحوا، وطول الطريق ساكته ومغمضة ومرجعه راسها لورا في حالة سكون تام، كان ياسر كل شوية بيخطف نظره يبص عليها يتأمل ملامحها الشرقية اوي، اخد باله لاول مره من تفاصيل كتير مكنش بيلاحظها، عيونها اللي برغم انها مغمضة لكن باين اد إيه هي واسعه، انفها المرسومه بدقه سبحان الخلاق فيما ابدع، واول ما لمح شفايفها ركز لثواني وسأل نفسه، من امتى وانا باخد بالي بالتفاصيل دي لاي بنت، عمري ما بصيت ولا اهتميت بأي بنت مهما كانت جميلة، ليه مرزوقة الوحيدة اللي كل تفصيلة في وشها مشدود ليها ونفسي افضل باصص من غير ملل ولا زهق، افتكر لما نامت وشالها لفوق يحطها على السرير، وعاش في نفس احساس قربها اللي ياما حاول يهرب منه، لكن المره دي مش قادر يبعد عينه عنها.
الحظ خدمه ان وقف في إشارة، ورجع تاني يركز على شفايفها اللي كانت منفوخه بدون أي تدخل تجميلي، تجذب اي راجل انه يقرب منهم ويلتهمهم من غير ما يشعر، اد ايه بيسحروا واتمنى في لحظة غريزية انه يقرب ولو لمره يروي عطشه منها.
فاق من لحظة شيطانية راودته وركز في الطريق لما الاشاره فتحت، وماخدتش باله من اللي كانت واخده بالها انه مشلش عينه من عليها، وكان نفسها تفتح وتشبع هي كمان من النظر ليه، لكن اكتفت مرزوقة انها تعمل نفسها مغمضه عشان تعرف رد فعله هو هيكون ايه؟
شعور واحاسيس كتير بتكبر داخل قلب ياسر، ومش عارف يسيطر عليها ويحجمها، لان ببساطة مرزوقة الفتاة الوحيده اللي قدرت تدخل حصونه المنيعه وتهدمها بكل قوة، واستوطنت واتربعت جوه جدران قلبه بدون اي استئذان منه، لكنه لسه بيعافر وبينكر الحقيقة دي، ونفسه يهرب منها وياريته عارف .
وصل بعد وصله من الحرب الدايره بينه وبين نفسه، ونادى بهمس باسمها، فتحت عيونها وهو قال: حمدلله على السلامه وصلنا.
مرزوقة بلمعه بتضوي قالت: الله يسلمك.
فتح ياسر الباب وقرب عشان يفتحلها بابها وهي ابتسمت من حركته، وقالها: شكلك تعبان اوي، حاولي تنامي بدري وترتاحي، وبكره أجازه.
مثلت مرزوقة البكا وقالت وهما بيتمشوا سوا في الجنينه: يا ما كان نفسي احضن مخدتي ونغطس سوا في نوم عميق ومقومش غير على المغرب، بس مش هينفع للأسف.
سألها ياسر بتعجب: ليه؟
مرزوقة بتوضيح: انت ناسي اننا مفروض نشارك شوشو شوية ونساعدها، احنا مقصرين الفترة دي معاها جدا.
ياسر بضيق من نفسه: معاكي حق والله، بس سليم معاها، وانا مش عايز اكون متطفل عليهم.
مرزوقة باعتراض: ازاي تقول كده، مهما يكن، وجودك جنبها بيفرق كتير اوي، انت عمرك ما هتتصور ابدا انت بالنسبه ليها إيه ؟
ياسر وهو بيفتح الباب قال: لتاني مره اتفق معاكي في كلامك، عندك حق، وبإذن الله هنخلص الفيلم ونتفرغ معاها ونشاركها في حاجة.
بس غريبه اوي البيت هس هس خالص ليه كده؟
مرزوقة دخلت المطبخ، وملقتش فيه هنيه، خرجت وقالته: اظاهر محدش هنا في الفيلا، اكيد هناك في فيلتها، تعالى نروحلهم ونطمن عليهم.
شاور لها براسه بالموافقه واتحركوا لحد هناك، واول ما دخل من الباب اللي كان مفتوح، واول ما لمح شادية قاعده على الكنبه ولاحظ حمالة الكتف متعلقه في دراعها، جري بسرعة عليها بلهفة طفل صغير، وشه عليه خضة وفزع لاحظه الجميع، وخصوصا سليم اللي استغرب اوي حالته وعلاقته العجيبه بمراته، بالذات لما لاقاه راكع على الأرض ودموع عينه بتهدد بالنزول وبنبره صوته سأل: مالك يا حبيبتي، ايه اللي جرالك؟
مداش فرصة انها ترد، و وجه كلامه لسليم قاله بعتاب وحده: ماما فيها إيه ؟ وازاي متتصلش بيا يا سليم لما ماما تعبت كده؟ ولا انا خلاص مبقاش ليا لازمه في حياتها ؟!
سليم فضل ساكت ومردش لما فهم بصة شادية بتهديه، حاولت تسند على اديها السليمه ومسكت كتفه وقالت بحنانها المعهود: اهدى يا حبيبي، الحمدلله قدر ولطف، وانا اللي مردتش ابلغلك عشان شغلك ميعطلش.
ياسر بغضب وحده: يولع الشغل، واي حاجة تبعدني عنك يا ماما، انا اسيب الكون كله واقعد تحت رجلك يا حبيبتي، ازاي تقولي كده؟
قربت مرزوقة منها وقالت: الف سلامة عليكي ياشوشو، ايه اللي حصل؟
شادية بتنهيده: يا جماعة اهدوا، الموضوع مش مستاهل قلقكوا ده كله، سليم اداني العلاج وعملت اشعه، طلع دراعي في التهاب، وعايز راحه.
ياسر بزعل وتأثر شديد باين على ملامحه: يارب انا وانتي لا يا ماما، انتي تقعدي زي الملكه تأمري وكلنا ننفذ اللي محتاجاه.
قاطعته مرزوقة وقالت بحب: ايه اللي ناقص واحنا بكره معندناش تصوير، وهكون معاكي من الصبح ونخلص اي حاجة ناقصة.
شادية بابتسامه قالت: شكرا يا مرزوقة، هنية انجزت فرش حاجات كتير، وبكره هنفرش هدومي والنيش، وفي الاخر السجاد وخلاص.
مرزوقة ردت بحماس: خلاص يبقى الحاجات دي انا هعملها وانتي بس تقولي المكان اللي عايزه يتحط فيه.
قعدوا شوية مع بعض، لحد ما اتحركوا عشان يروحوا الفيلا، استأذن سليم وسلم عليها، واتحرك عشان يمشي، اتحرك وراه ياسر و وقفه وقاله: متزعلش مني يا سليم، ياريت تقدر موقفي وخوفي ولهفتي لما شوفت ماما بالشكل ده.
سكت وقال بحزن اشد: انا مهما اوصفلك او احكيلك ماما إيه بالنسبه ليا؛ عمرك ما هتعرف، ماما هي عالمي وروحي، وكل دنيتي يا سليم، ارجوك حافظ على روحي اللي بين ايديك .
تجاوب معاه سليم وابتسم له ورد: عارف يا ياسر ومقدر العلاقة بينكوا، ومن غير ما توصف كان باين في كل تصرفاتك معاها، واطمن روحك وروحي اللي هي شادية هحافظ عليها لحد اخر لحظة في عمري.
ياسر طبطب على كتفه و ودعه ودخل يقعد مع شادية ويحكلها عن اللي حصل النهارده زي ما هو متعود دايما، ويسمع منها تفاصيل يومها كان ازاي.
انسحبت مرزوقة وسابتهم عشان تنام، ومر الوقت بسرعة بينهم في حكاوي عمرها ما تنتهي ابدا.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عماد جهز اجمل حنة لعروسته الجميله شروق حياته، كل الشارع اتكلم عنها، وموسيقى الديجي شغالة بالاغاني، واتفق مع حنانه متخصصة عشان تحنيها بأجمل الرسومات، كانت شروق زي الشمس المشرقة مع لسبها اللي كل شوية بيتغير، مره هندي، مرة صعيدي، ومرة بلدي، الفوتوغرافي بيلقط ليهم أحلى اللقطات، وعماد كان بيلبس لبس وغيره زيها، فرحته بيها كانت واضحه وظاهره لكل العيون، لكن برغم سعادتها دي انما عيونها كل شوية بتبص على مدخل الشادر اللي جهزه عماد، بس مع كل آسف صديقتها خذلتها واتخلت عن مشاركتها في اسعد يوم في حياتها، زعلها كان كبير اوي جوة قلبها، بس حب واهتمام عماد كان منسيها اي حزن حاسه بيه، رمت اي حاجة ورا ظهرها وقررت تعيش اللحظة اللي ياما حلمت بيها مع حبيب طفولتها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
واقفه شيراز على باب شقة مجدي بتردد، ترفع ايديها وتنزلها للمره المية، لتسأل نفسها في كل مره هل صح اللي مقبله عليه ولا غلط؟
لكن قدام المجد والحلم اللي عايزة توصله يهون اي حاجة، برغم شهرتها ومعظم المخرجين عارفنها، لكن الدور ده بالذات مش عايزة تخسره، ومن اجله بتخطي باصعب خطوة في حياتها ويا عالم هتوصل مداها لحد فين؟
اخيرا اخدت نفس عميق وضغطت على الجرس، ورسمت ابتسامة على وشها اول ما مجدي فتح وشافها، اخدها في حضنه وباسها من خدها ودخلها جوة، كان مجهز مجدي احتفال بالمناسبة وازايز كتير وتورته وحلويات، بصتله وسألته بتعجب: إيه كل ده يا مجدي؟
مجدي وهو ضاممها بشوق: مش لازم نحتفل بالمناسبة الحلوة دي يا عروسة.
شيراز بتوتر سحبت نفسها بشويش من ايده المتشبثه بيها كأنها هتهرب، قعدت على الكنبه وقالت: احنا متفقين يا مجدي، مش هتلمسني غير لما نبدأ تصوير، دلوقتي هنمضي العقد وبس.
مجدي وهو بيقعد جنبها وفي ايده العقد قال: وانا عند وعدي يا روحي، بكره المنتج هيسوي كل حاجة مع منتج الفيلم وهتبدأوا تصوير على طول، بس برضو ده ميمنعش اننا نسهر ونحتفل، ونشرب كاسين، امضي يا عروسه.
مسكت شيراز العقد العرفي وسابته وسألته : امال فين الشهود؟
ضحك مجدي وقالها: انتي عايزني اجبهم هنا، لا طبعا انا خليتهم يوقعوا برقم بطاقتهم قدامك اهو، يالا يابيبي امضي عشان نبدأ حفلنا.
اخدت منه القلم وبإيد مرتعشة خطت حروف اسمها وكأنها فقدت عقلها في لحظة طيش، فرح مجدي ومضى هو كمان، ثم رمى القلم وقرب منها وحضنها جامد، وغمرها بوابل من القبلات بطريقة مثيره بخبرة رجل محترف، اول ما شعر بأنها دابت من تأثيره على مشاعرها، قام وصب كاسين، وحط نقطتين منوم في الكاس بتاعها من غير ما تحس، وعمل طبقين حلويات وقدمه ليها، وشربوا مع بعض نخب عقد جوازهم العرفي، وكاس بيجر كاس وشيراز فقدت مع الوقت توازنها.
شغل مجدي موسيقى عالية عشان ترقص عليها، قامت وهي مش قادره تصلب طولها، ورمت حزاءها وخلعته، وبدأت في وصلة رقص بدون اتزان، لحد ما في لحظة حست ان الدنيا بتدور بيها، هنا انقض عليها زي الكلب المسعور وشالها ودخل اوضة النوم، وكل خليه جواه بتهتز وعينه بتفترسها وتجردها، زي ما تتجرد الشجرة من اوراقها وتتساقط لتصبح عاريه في فصل الخريف، بدون اوراق تحميها من مهب الرياح.
حس مجدي ان نيران شوقه ولهفته عليها هي اللي سيطرت عليه، ومحسش بنفسه غير لما جردها من كل شيء ونال منها ما يتمناه بكل وحشية، وبعد ما انتهي من تفريغ شهوته المريضة نام جنبها وكأنه لم يفعل شيء، ولم يخلف وعده معها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
صحيت مرزوقة اول واحده في البيت قبل الجميع، برغم تعبها وعدم كفايتها من النوم، لكنها قررت انها هي اللي تجهز الفطار النهاردة ويكون مميز في كل حاجة، نزلت المطبخ وحست بيها هنيه وقامت تساعدها، وحطت كل الأكل على السفرة، وطلعت فوق تصحي شادية بس لقتها قامت وبتاخد شور، انتظرتها لما خرجت وساعدتها في لبس حامل الدراع ونزلوا سوا، كان
ياسر قاعد منتظرهم، واول ما شافهم نازلين قام بخفه قرب من امه وسندها بعد ما اطمن عليها جنبه، واول ما شافت جمال السفره والفطار المميز عرفت ان مرزوقة هي اللي جهزته، قعدت تفطر وطول الوقت ياسر وهي غامرنها بالاهتمام والحب، وبيتسابقوا مين فيهم اللي يأكلها في فمها الاول، شعور الحب والاحتواء اللي حست بيه شادية كانت محسسها ان سعادتها لا يضاهيها سعادة، كملوا فطار وبعدين جهزت هنية القهوة لياسر وهما راحوا للفيلا عشان تفرش مرزوقة اوضة نومها.
ياسر كان اعجابه وحبه بيكبر ويترعرع من غير ما يحس، كل ما بيشوف حب مرزوقة واهتمامها لشادية، بيكبر اكتر واكتر، لكن دايما في حاجة بتصرخ جواه بترفض الحب ده، وتفوقه قبل ما يغرق في بحوره اكتر من كده.
اتصل بمجدي عشان يعتذر عن حضور التصوير النهارده، لانه حابب يقضي اليوم مع والدته، ويحسسها باهتمامه، لكنه مردتش عليه، قفل وقام دخل مكتبه يكتب في قصته الجديده، وهو ماشي لمح كيس العلاج على ترابيزة الانترية، غير مساره وراح يوديه لامه ويتأكد بنفسه انها اخدت علاجها، وبالمره يساعدهم لو محتاجين مساعدة.
وصل عندها وطلع لغرفة النوم واول ما شافته شادية استغربت وجوده وسألته: خير يا حبيبي في حاجة؟
ابتسم بحب وقرب منها ومد ايده بكيس العلاج وقالها: حضرتك نسيتي علاجك، وخوفت تكوني نسيتي تاخدية.
شادية بتذكر قالت: ابن حلال انا فعلا نسيته خالص.
رد ياسر بزعل شديد : كده برضو يا ماما، هو ده اللي قولنا عليه؛ انك تهتمي بصحتك؟
شادية باعتذار: خلاص بقى مش هنسى تاني، وكويس انك جيت وجبته، هاخده دلوقتي.
بص بعيونه بيبحث عن اللي خطفت قلبه، لسه هيسأل عنها لاقها خارجه اول ما سمعت صوته من الديسرنج روم و لما شافته قالت بهزار: انت اية اللي جابك هنا، ممنوع يا استاذ تدخل هذه المنطقة الخطره، في هنا حاجات ملغمه بالقنابل، اتفضل ورينا جمال خطوتك.
تعالت ابتسامته اللي بتسحر اي حد يشوفها، فدابت معها مرزوقة وغاصت في جمالها، ونسيت اصلا هي طالعه ليه وكانت بتسأل عن اية، فاقت على قرب ياسر منها وهو مستمتع بنظراتها وقالها بهمس: انتي بتطرديني من اوضة امي؟ وايهج اللي في ايديك ده؟ هي دي القنابل المتلغمه اللي بتقولي عليها؟
فاقت مرزوقة من حالة التيه، وانتبهت للقميص البيبي دول اللي في اديها واتحرجت جدا، وخبته ورا ظهرها ودخلت بسرعه جوه، فضحك عليها وخرج وقال لشادية: مجنونه ومش هتعقل ابدا، انا هفضل تحت يا ماما عشان لو احتجتي حاجة، وهبعتلك ازازة مية مع هنية.
شادية وهي ماسكه كتفه قالت: انا نازله معاك تحت عشان اشوف هنية خلصت ولا لسه اللي طلبته منها، واخد الدوا تحت.
نادت على مرزوقة وبلغتها انها تحت، سمعتها من غير ما تعلق، كانت في دنيا تانية اول مره تدخل فيها وتحس بالمشاعر دي، حاطه قميص النوم على جسمها وبتتخيل نفسها لبساه لحبيبها ومعاه وبين احضانه، استسلمت للتخيلات دي وسرحت في عالم من الأحلام مفروش بالورود.
نزل ياسر بحالة متقلش عن مرزوقة وطلب من هنية تعمله فنجان قهوة، وتابعت شادية نضافة وترتيب الفيلا، افتكرت تليفونها مش معاها وكانت عايزة تكلم سليم تطمن عليه، طلعت تدور عليه ودخلت لمرزوقة ولقتها هايمه في حالتها، قربت منها واتفجأت لما قالتلها وهي بتسألها: بتحبيه ياجهاد صح؟ متنكريش؟
اتصدمت جهاد ومعرفتش ترد، طبطبت عليها شادية وقالت: بلاش تخبي ولا تداري، حبكوا باين في عيونكوا، مش ناقص غير انكوا تعلنوه للجميع.
تحولت نظرات مرزوقة وتبدلت للحزن وردت بنبره مخنوفه: تفتكري هينفع ده يحصل ياشوسو في يوم؟
ردت شادية باندفاع: وليه لأ ياسر عمره ما هيلاقي واحده مناسبه ليه اكتر منك يا جوجو.
مرزوقة بنبره يأس: لو كلامك صح وفعلا بدأ يحبني زي ما بحبه، فهو حب مرزوقة مش جهاد؟
كانت لسه هترد لولا انها سمعت رنين فونها وخرجت عشان ترد على سليم، و كملت مرزوقة توضيب ورص هدوم شادية لكن مكنتش بنفس الروح اللي بدأت بيها.
خلصت رص بعد وقت ونزلت تحت تبدأ في رص النيش، ومعالم وشها حزينة، لكن اول ما اتلقطت بسهم شعاع عينه، نور وشها نور بحبه،
واول ما بدأت كانت اول ايد بتمد ليها المساعده ايدين ياسر، كان بيناولها قطع الصيني، قطعه قطعه وبيقصد في كل مره ايده تلمس اديها عشان يستمتع بس بنظره الرعشه اللي بتنتفض فيها قلوبهم سوا، وطول ما هما وافقين مش مبطله هزار، وبعد طول وقت واول ما خلصت اندهشت شادية من جمال الرصه وقالتلها: روعة يا مرزوقة، ذوقك جميل اوي.
ردت مرزوقة بحب وقالت: استحي والله اقول انه ذوقي، انا بعد ما عرفت ان ناقص رص الهدوم والنيش منك امبارح، طلعت واتفرجت على كذا فيديو مخصوص برص النيش وحفظتهم ونفذتهم، وطلعوا بالشكل ده.
ياسر بانبهار: انا مبهور بيكي يامرزوقة، مفيش حاجة بتعمليها غير لما بتتفوقي وبتبهريني.
مرزوقة بسعادة: والله انتوا اخجلتوا تواضعي ياجماعة، دي اقل حاجة عندي، وانا جوايا كتير اوي وهبهرك طول الوقت.
تعالت ضحكات ياسر وشادية، ورد عليها: وانا هقولك دايما نفس الرد؛ ياخوفي من انبهراتك دي يامرزوقة.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
قبل الوقت ده بشوية
فاقت شيراز من نومها على رنة تليفونه، واول ما فتحت عينيها وشافت نفسها متجرده من ملابسها، صرخت صرخه عالية قام مجدي مفزوع من صوتها..
ياترى رد فعل شيراز هيكون إيه بعد اللي حصلها؟
وهل مجدي هيعرف يهديها ويلم الموضوع، ولا هتوصل علاقتهم لأيه؟
ولحد امتى هيفضل ياسر يكابر في حبه لمرزوقة؟
كل هذا واكثر سنعرفه من خلال متابعتنا لروايتي الجديدة المتواضعة
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية