Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

   

 رواية الطبيب العاشق الفصل الحادي و العشرون 21 -  بقلم منة جبريل

الواحد والعشرون
                                    
                                          
"ومَن كان فاسقًا أسَاء الظّن بكل الفتيات"



- الرافعي.



والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



ما إن وقعت عيناه على تلك القصيرة حتى اردف بصدمة ‌: 



- أنتِ!. 



نظر له إياد في حدة مردفًا ‌: 



- نعم يا حيلتها! 



نظر له آسر وحمحم بجدية هاتفًا ‌: 



_ عفوًا، بس قابلتها النهاردة وحصل سوء تفاهم ما بينا



لينظر له إياد بأعين حادة ليردف بيجاد بسرعة بعدما علم أن الفتاة التي حكى عنها آسر تكون أريب شقيقى حوراء ‌: 



- أعرفكم.. آسر الجارحي صديقنا ولأجل الله أخونا



أماءوا له بهدوء بينما أريب كانت تنظر له بحدة وكان هو يطالعها بنظرات جامدة وجلسوا جميعا وتعرف آسر على إياد سريعًا بعد أن شرح له سوء الفهم، فمن طبيعة إياد أنه اجتماعي ويتأقلم مع الناس سريعًا ويتحدث معهم وكأنه يعرفهم منذ سنوات



أمر ريان حوراء بالصعود إلى الأعلى لتلبي هي طلبه واخذت معها شقيقتيها وكيان ليجلسن معًا وظل الشباب فقط في الأسفل فهو لن يسمح لها بالجلوس معهم بوجود آسر، نعم هو صديقه ولكنه أيضًا يغير وبشدة ...



وبعد ساعات ذهب آسر وبيجاد وهشام وكذلك إياد وشقيقتيه وذهبت كيان للنوم ليظل ذلك العاشق مع معشوقته وكانت تجلس أمامه وهم يستمعون إلى التلفاز الذي لم تعرف حوراء بوجوده في الغرفة آلا الآن بسبب اختفائه وراء حائط إلكتروني



لتقول حوراء بهدوء ‌: 



- ريان …



اردف بعشق ‌: 



- حياته كلها



هتفت وهى تفرك بيديها بتوتر ‌: 



- كنت عايزة أسألك عن حد! 



ضيق بين حاجبيه واردف بهدوء ‌: 



- قصدك آسر؟ 



هزت رأسها بلا ليردف بغيرة ‌: 



- مين دا اللي عايزة تسألي عليه يا حوراء



- بابا



هتفت بها بسرعة وهى تغمض عينيها ليحل الصمت على المكان لتفتح عينيها بهدوء والتفتت له واردفت بتوتر ‌: 



- أنا مشوفتهوش من آخر مرة، ومفيش أي أخبار عنه ولا حتى ظاهر في مكان، أنت تعرف عنه حاجة؟ 



هتف ريان بجمود ‌: 



- عبد القادر لسه عايش يا حوراء 



نظرت له باستفهام مردفة ‌: 



- مش فاهمة!؟ 



نظر لها ريان وقتمت عيناه بغضب ‌: 



- بعد اللي عمله معاكِ أنا مكنتش هسيبه غير وهو ميت 



 
                
نظرت له حوراء بصدمه ليكمل هو بعدم مبالاة لنظرتها ‌: 



- اللي شفعله عندي مش أنه والدك وإنك بنته، لا، اللي شفعله عندي أنه لو مكنش عمل عملته دي مكنتش هقابلك



صمت قليلًا ثم أكمل بغموض ‌: 



_ بس صدقيني هو دلوقتي في مكان أرحم من أنه يكون معايا 



أخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تشعر باضطراب من نبرة حديثه هذه ومن كلامه أيضًا الذي يدل على شئ كبير ولكنها لا تفهمه وظلت تنظر له بأعين خائفة ... وعلى من !!! على ذلك الذي كان سيتسبب فى موتها، ليس بالمعنى الحرفي.. ولكنه كان سيجعلها جسد بلا روح.. كان سيجعلها تموت في اليوم مائة مرة بدون أن يرف له جفن حتى ....



رأى ريان نظرتها هذه لتعود نظرته إلى نظرة حنونه عاشقه وقام باحتضانها وجعل رأسها يستند على صدره القوى واردف بتملك ‌: 



- أنا أهلك يـا حوراء، أنا أمانك وبيتك وأبوكِ، مـش عايزك تزعلي على حد ولا تفكري في حد غيري، أنتِ كلك ليا أنا لوحدي محدش ليه الحق أنه يشاركني فيكي حتى لو في تفكيـرك، صدقيني أنا مستعد أقتل أي حد يفكر بس أنه يبصلك، وكمان خليكي واثقة إنى هقتل أي حد أنتِ تفكري فيه غيري، أعرفي إنك من ساعـة ما بقيتي زوجتي بقيتي محرمـة على الكل، بقيتى مِلـك الذئـب ومَلكـة الذئـب اللي محدش يقدر يقف قدامه أو أنه يبص على حاجـة تخصه. 



انتفض جسدها بخفه وهي تشعر بشئ سيء ... شعور سيء جدًا من حديثه ... هل هو يتحدث عن القتل كمجرد كلمة أم أنه يقصدها قولًا وفعلًا ... هل القتل عنده شئ سهل؟ ... أم أنه يعبر بهذه الكلمة فقد كتهديد لا أكثر وأنها كلمة يقولها قولًا وليس فعلًا سيفعله؟... وأيضًا ما هذه النبرة التي يتحدث بها لأول مره ... هل قصدها أم لا؟... ماذا يعنى أنه لا يريدها بالتفكير في أحد غيره! ... هل هذه غيرة أم ماذا؟  هجمت عليها عاصفه من الأفكار دون رحمه لتتركها معلقه بين هذه الأسئلة وبين عدم معرفة اجابتها 



شعر بخوفها ليردف بهدوء ‌: 



- مش عايزك تقلقي عبد القادر كويس 



تنهد واكمل بصوت منخفض لم تسمعه هي ‌:



_ تقريبًا. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



ينظر إلى الحاسوب الذي أمامه ببرود شديد ثم نهض من على الفراش وارتدى بنطال أسود لأنه وارتدى عليه تيشيرت بذات اللون ووضع قلنسوة على رأسه ووضع سلاحه في جيب بنطاله من الخلف وأخذ هاتفه وخرج سريعًا متوجهًا إلى مكان ما.....



في الجهة الأخرى



كانت تجلس على فراشها الزهري وتضع علبه البيتزا على قدميها وتأكل منها بنهم شديد غير مهتمة بالتوقيت فهي وقت الجوع لا تهتم بأين هي أو بأي وقت وتضع في أذنها سماعه أذن صغيرة وهي تستمع الى أغنيتها المفضلة وكانت مندمجه مع الاغنية بشدة... 




        
          
                
أمام قصر الشرقاوي والذى بالطبع يحفه الكثير من الحرس، وقف أمام باب القصر الرئيسي وتأكد من قلنسوته على رأسه تخفي أغلب ملامحه، ليمشي بجانب السور وهو ينظر إليه بتمعن حتى توقف عند نقطه معينه ليأخذ نفس ثم قفز برشاقة ليصبح خلال ثوان داخل القصر لينظر حوله ليجد الكثير من رجال الحراسة



ابتسم بسخرية وتقدم بخطوات رشيقة خفيفه وسار من خلف الحرس بدون أن يشعروا به ولكن قام بالضغط على أحد الأغصان التي في الأرض لتصدر صوتا ليلتف هو سريعًا ويعطيهم ظهره بينما هم التفتوا جميها نحو الصوت ولكن لا شيء! 



وبسبب ظلمة الليل وارتدائه هو الأسود فهذا ساعده وبشده على عدم رؤيته في الظلام خاصتًا في النقطة التي يقف بها، لينظروا الرجال أمامهم مجددًا لينظر هو لهم ووجدهم أبعدوا أنظارهم عنه ليكمل سيره بخفه حتى وقف أسفل شرفة ما، لترتسم على وجهه ابتسامة خبيثه وبدأ بتسلق الحائط كالقرد وبسهولة شديده وكأنه يمشي على الأرض بسبب رشاقة جسده وأيضًا بسبب طبيعة عمله وفي لحظات كان بداخل الشرفه ليجد أن بابها مغلق 



تنهد بهدوء ثم رفع كف يده وطرق بخفه شديدة باصبعه السبابة على الباب وبالطبع الذي كان مصنوعًا من الزجاج ليصدر صوت تكاد يسمع وبالطبع بسبب سماعة الأءن التي تضعها في أذنها لم تسمع شيء، وبعد محاولات وقف أمام الزجاج ثم وقف جانبّا وكرر هذا ثلاث مرات فبهذه الطريقة ستشعر هي بوجود أحد وأيضًا ستلاحظ حركة غريبة وهكذا سيكون لفت انتباهها.. 



وبالفعل لمحت هي طيف يمر من أمام شرفتها لتنظر باجاهه بسرعة ولكنه اختفى لتخرج السماعات من أذنيها ووضعت علبة البيتزا جانبًا ثم أمسكت بجاكيت طويل وارتدته فوق منامتها، وتوجهت ناحية الشرفه وفتحت بابها ببطئ ونظرت آلى الخارج ولكن لا أحد لتدلف إليها وتنظر إلى الاسفل لتجد أت الحراسة كما هي، لتظن بأنها تتهيأ ولم تاخذ بالها من ذلك الذي يقف جانبًا وبسبب الظلام لم تراه لتلتف عائده إلى الغرفه وما أن خطت إلى داخل غرفتها خطوتين حتى شعرت فجأة بيد أحد ما توضع على فمها تمنع صرختها ويدلف بها إلى داخل الغرفة وهو يرفعها قليلـا عن الأرض وأغلق باب الشرفه بقدمه بحذر ثم أقترب من أذنها وهمس تحت حركتها العنيفة تحاول الابتعاد عنه ‌: 



- اهدب ومتطلعيش صوت



ضيقت بين حاجبيها وهي تشعر بأن هذا الصوت ليس بالغريب أبدًا عليها وبالأخص عندما نبض قلبها بقوة عندما استمعت إلى نبرته المميزة، لتبدأ حركتها بالهدوء ليبعد هو يده من على فمها ووقف أمامها وما زال يخفي وجهه خلف قلنسوته، لتردف هى بصوت اشبه بالهمس ‌: 



- بــ.. بيجاد



نبض قلبه عندما استمع إلى اسمه من بين شفتيها وكأنه لأول مرة يسمعه وأيضًا شعر بالسعادة الغامرة لتمييزها لصوته ليبعد القلنسوة عن وجهه وهو يطالعها بابتسامة لتطالعه هي بصدمة وهي تتساءل عن سبب وجوده، ثم تحولت ملامحها إلى الغضب مردفه بصوت غاضب مكتوم حتى لا يسمعها أحد ‌: 




        
          
                
- أنت ازاي تجرأت وجيت لحد أوضتي؟ وفي الوقت دا! أنت مجنون! 



نظر بيجاد إلى فراشها ولم يعر اهتمام إلى حديثها، وجد تلك البيتزا على الفراش ليتجه نحو الفراش وجلس عليه والتقط علبه البيتزا آخذًا منها قطعة يتناولها باستمتاع وهو ينظر لها باستفزاز، تحركت صبا نحوه بغضب وتلتقط من يده علبه البيتزا وهي تهتف بحنق ‌: 



- إي البرود اللي عندك دا؟ مينفعش اللي أنت بتعمله دا، يلا اتفضل من غير مطرود



نهض بيجاد ووضع القطعه التي بيده فى العلبه التي بيدها واردف ببرود ‌: 



- مش همشي من هنا غير لما اعرف اللي جاى علشانه فمتحاوليش يا... صبا



نظرت له صبا باستفهام ليكمل وهو ينظر لها باعين باردة ‌: 



- مين مايكل وإي علاقته بيكِ؟ 



تحولت ملامحها إلى الجمود واحتل عينيها الهدوء مثل النبرة التى تحدثت بها وهي تعقد ذراعيها أمامها ‌: 



- اظن دا شيء ميخصكش، وياريت تتفضل علشان مش مسموح ليك أنك تفضل هنا 



جلس بيجاد مجددًا وفرد قدميه بحذائه على الفراش واستند على ظهر السرير ووضع ذراعه خلف رأسه واردف ببرود ‌: 



- خلاص وأنا قاعد هنا لحد ما تتكلمي



نظرت صبا إلى قدمه التي على الفراش لتردف بغضب ‌: 



- أولًا نزل رجلك من على السرير، ثانيًا بطل برودك وامشي من هنا ياا إما هنادي على الحرس اخليهم يتصرفوا معاك



لم يتحرك إنشًا من مكانه بل أغمص عينيه بأريحية وكأنه على وشك النوم، لتزفر هي بضيق مردفة ‌: 



- ماشي 



ثم توجهت إلى الشرفه ودلفت بداخلها لتنظر له لتجده على نفس بروده لتردف بصوت مرتفع وهي تنظر آلى الحرس الذين في الاسفل ‌: 



- سمير، يا سميــر



وقف أحد الرجال أسفل الشرفه ورفع رأسه إلى الاعلى واردف بجدية ‌: 



- نعم يا هانم؟ 



نظرت صبا لذلك الذي لم يتحرك من مكانه وما زال على وضعيته مغمض لعينيه لتزفر بقلة حيلة مردفة لذلك للحارس ‌: 



- الشرقاوى في القصر ولا لسه بره



هتف سمير بجدية ‌: 



- ف القصر ياهانم تحبي اقوله أنك طالباه



هتفت بسرعه وجدية ‌: 



- لا خلاص ملوش لزوم 



أماء لها سمير واتجه إلى مكانه بينما هي التفتت إلى ذلك الجالس على الفراش  ظنت أنها عندما تتحدث مع الحارس هذا سيخيفه ويجعله يرحل ولكنه صدمها برد فعله وبروده أيضًا، لتزفر الهواء بقوة وتوجهت له ووقفت أمامه واضعه يدها على خصرها وهى تطالعه بغيظ، هتف هو ببرود وما زال مغمض عينيه ‌: 




        
          
                
- مش قولتيله لي؟ 



هتفت صبا بحنق ونفاذ صبر ‌: 



- عايز إي من الآخر؟ 



أفرج هو عن زرقاوتيه ليجدها تقف بهذه الطريقة أمامه، لينهض ويقف أمامها لتبتعد هى إلى الخلف بسبب مفاجأته لها، ظل يقترب منها الخطوات التي تبتعدها عنه وزرقاوتيه تحيطان بقهوتها وهو يتحدث بنبرة باردة جدية ‌: 



- جاوبيني على سؤالي يا صبا



رمشت صبا عدة مرات وقد أسرتها عينيه داخل أفكار عقلها عن وسامته الشديدة والتي يبدو أنه يستعملها عليها بوقاحة، ابتعدت من أمامه وهي تضع كف يدها على عنقها من الخلف تفركه بخفه كحركه تعبر بها عن توترها واردفت بصوت قوي ‌: 



- ياريت تتفضل من هنا، افهم إن وجودك هنا غلط



رفع بيجاد حاجبه الأيسر باستنكار لكلامها لتعلم هي أنه لن يرحل إلّا عندما تخبره لتفكر وتردف بذكاء ‌: 



- طيب أنا عندى حل، أنت هتمشي دلوقتى وأنا بكرا هقابلك في نفس المكان اللي بنتقابل فيه وهبقي احكيلك كل حاجة، موافق؟ 



نظر لها بيجاد بقوة ليردف بهدوء وهو يهز كتفيه ‌: 



- موافق، تصبحي على خير



واتجه ناحية الشرفة لتردف هي بسرعة وقلق ‌: 



- استنى ممكن يشوفوك



وضع القلنسوة على رأسه واردف بمكر ‌: 



- متخافيش، وافتكري أنك لو مجيتيش بكرا في موعدنا هعرف أنك بتستضيفيني لأوضتك لتاني مرة



وبحركة رشيقه منه قفز من على الشرفه ليهبط على الأرض على قدميه ونظر حوله ليجدهم ينظرون بعيدًا ليخرج كما جاء بدون أن يشعر به أحد وكانت هي تتابعه من الشرفه وهي منبهرة من طريقته في التسلل لتردف في نفسها ‌: 



- ماهو يا إما حرامي يا إما حرامي برضه، ما هو مفيش تفسير غير كدا



ثم دلفت إلى غرفتها مجددًا وتمددت على الفراش وظلت تفكر به وكيف ازدادت ضربات خافقها عندما استمعت إلى صوته، لتتنهد بابتسامه وهي تغمض عينيها بدون أن تذهب إلى النوم ليخالجها فجأه سؤال، وهو كيف عرف بقصه مايكل والذي يكون ابن خالتها الأمريكية ولكن الغير شقيقة لأمها، لتزفر بهدوء وهي تقرر سؤاله غدًا عندما تقابله. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



مضي الليل وجاء النهار ليستيقظ هو من نومه وهو يفرك وجهه وتوجه ناحية المرحاض بخطوات ثقيلة وبعد وقت خرج وهو يرتدى بنطال جينز وتيشيرت اسود بنصف كم اظهر عضلات ذراعيه وصدره بقوة بسبب قوة جسده والتى بسبب طبيعة عمله



وقف أمام المرآة ومشط شعره ووضع عطره الخاص ونظر إلى نفسه في المرآة برضا وخرج من غرفته ليتوجه ناحية غرفة والدته والتي دلفها بهدوء ليجدها تجلس تقرأ القرآن الكريم ليقف عند الباب ينظر لها باشتياق كبير فهو لم يرها منذ ثلاث سنوات




        
          
                
نبض قلبها بشدة وهو يصرخ مردفًا إنه هو، هو وهذه رائحته، إنه ابنك، إنه هنا.  ليرفض عقلها التصديق، فابنها ما زال في عمله ولكن تلك النبضة التي تشعر بها تخبرها عكس ذلك لتصدق من القرآن وتنظر بجانبها لتترقرق الدموع في مقلتيها وانهمرت سريعًا على وجنتيها كالشلال وهي تراه يقف أمامها



أما هو ما إن رآها تنظر له حتى ركض نحوها وجثى أرضًا بجانبها يرتمي في أحضانها كالطفل الصغير وهو يضمها بشوق كبير، وهى ضمته بحنان أم واشتياق أم ودموع فرحتها تغرق وجنتيها



هتفت ببكاء وعدم تصديق ‌: 



- أنت هنا صح؟ ابني آسر رجعلي بالسلامة



وأجهشت في البكاء مرة أخرى وبقيا على حالهما هذا هى تبكي وهو يحتضنها بإطاشتياق حتى قاطع لحظتهما صوته وهو يردف ‌: 



- مين دا يا سناء؟ 



ابتعد عنها آسر ونظر خلفه ليجد خاله والذي ما إن رآه تهللت أسارير وجهه بفرحه فهو كان يرى ظهره فقط ليردف وهو يتجه نحوه بسرعه ويفتح ذراعيه ‌: 



- ابن اختي، حمدًا لله على السلامة



نهض آسر واحتضنه مردفًا ‌: 



- الله يسلمك يا عبد الرحيم، جيت امبارح



نهضت سناء وهى تردف ببكاء وفرحة ‌: 



- جيت امبارح ومش قولتلنا ولا جيتلنا



نظر لها آسر وأخذها بين ذراعيه مردفًا ‌: 



- جيت متأخر يا أمي ومحبتش أصحيكم



هتفت سناء بفرحة أم ‌: 



- مش مهم المهم إنك رجعتلي بالسلامة يا حبيبي



قبل آسر رأسها لتردف هي بحنان ‌: 



- اكيد مأكلتش حاجه لحد دلوقتي، تعالي وأنا هحضرلك كل اللي أنت بتحبه



وسحبته من يده خلفها وكأنه طفل صغير ليبتسم أخيها عبد الرحيم وهو يردف ‌! 



- ربنا يفرحكوا دايمًا بس الواد بقي أطول وأجمد مني، يعني أنا اللي محتاج تغذية مش هو يا سناء



وذهب خلفهما وهو يضحك وسعيد بعودته سالمًا وأخيرًا. 



تجمعوا جميعهم على طاولة الطعام، اردفت دنيا زوجه عبد الرحيم ‌: 



- حمدً لله على سلامتك يا آسر، أخيرًا رجعت



هتف آسر بسعادة لعودته إلى اسرته ‌: 



- وأخيرًا يا دنيا الحمد لله



انتهوا من الفطور تحت احتضان واهتمام سناء به وكأنه طفل صغير وتحت ضحكهما هما على تصرفاتها ولكنهما يعلمان أنها اشتاقت له جدًا، وكيف لا وهو قطعه منها! هو ابنها من زوجها الذي تعشقه إلى الآن حتى بعد وفاته، فهما كانا قصة عشق لا مثيل لها وكان هو ثمرة حبهم الوحيدة....




        
          
                
ثم غادر آسر بعد وقت طويل يقنع فيه والدته أنه سيعود سريعًا وسوف يقضى باقي اليوم معها ليخرج أخيرا متحركًا إلى وجهته. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



هتف وهو ينظر لها بجمود ‌: 



- مقولتيش يعني اللي حصل معاكِ، أنا امبارح سكت علشان أنتِ أول ما رجعتي روحتي على أوضتك على طول فأنا مستني أنك تحكيلي بالتفصيل



قصت له أريب ما حدث معها ومقابلتها لآسر  ليردف إياد ‌: 



- ولي مقولتليش؟ 



أردفت أريب ‌: 



- والله أنا شوفته موضوع مش مستاهل إنـ



قاطعها إياد بجدية ‌: 



- مش مستاهل ازاي يا أريب؟ افترضي قل أدبه عليكِ؟ 



ابتسمت أريب واردفت بحب وهى تقرص وجنتيه بخفه بعدما جعلته ينحني لها حتى تستطيع الوصول آليه ‌: 



- أنت وراك رجالة وأنا بجد مكنتش اقصد أخبي عليك، أنا بس لقيته موضوع مش مستاهل وأته محصلش حاجة فقولت ملوش داعى اقلقك على الفاضي



ابتسم لها إياد وقبل رأسها بحنان مردفًا بعد تنهيدة قوية ‌: 



- نويتها لله



ضحكت أريب بخفه فهو دائمًا عندما يغضب يردف بهذه الكلمة حتى لا يحزن إحداهن بكلمة ويهدأ من نفسه ليكمل إياد ‌: 



- ماشى يا أميرتي، هعديها المرة دي، بس لو في حاجة تاني تقوليها ومفيش حاجة اسمها مش مستاهلة، تمام؟ 



أماؤت له بهدوء ليقبل رأسها مجددًا وخرج من غرفتها وتوجه إلى شقيقته الأخرى ليجدها تقرأ من كتاب الله، ليبتسم وتركها وخرج ليذهب لعمله. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



في القصر تجلس حوراء رفقة كيان التي قالت مقترحة ‌: 



_ إي رأيك تعمليله مفاجأة في الشركة؟ 



نظرت لها حوراء بتفكير وقد نالت الفكرة إعجابها لتهز رأسها سريعًا موافقة، لتنهض كيان وهي توقفها معها وهي تهتف ‌: 



- يبقى نشوف تلبسي إي ونجهزك 



اردفت حوراء بتحذير ‌: 



- خلى بالك مش هحط أي حاجه في وشي



هتفت كيان وهى تأخذها إلى الأعلى بضحك ‌: 



- ماشي ماشي، أصلًا أنتِ قمر على كدا 



ضحكت حوراء ثم بدأتا في تنقية ثوب ما 
واخيرًا بعد محاولات كثيرة من كيان والتي كانت تريد انتقاء شيء رائع ومن حوراء التي كانت تريد انتقاء شئ بسيط وهادئ لا أكثر



وأخيرًا اتفقا هما الاثنتان على ثوب ما لتأخذه حوراء وتتجه ناحية المرحاض وبعد دقائق خرجت وهي ترتدى ثوب باللون الاسود يضيق من الأعلى وينزل بإتساع جميل من الخصر وحجاب بنفس الثوب 




        
          
                
انبهرت بها كيان وهتفت بإعجاب ‌: 



- أنتِ جميلة أوى 



ابتسمت حوراء بخجل وتوردت وجنتيها لتهتف كيان بسرعة ‌: 



- طيب يلا علشان تروحي بسرعة



أماءت لها حوراء وتوجهتا هما الاثنتين إلى خارج الغرفة بل من القصر بأكمله لتوقفها كيان مردفة ‌: 



- ثواني خليكي هنا



ثم توجهت ناحية سليمان رئيس حرس ريان وبدأت في إخباره تحت نظرات حوراء لهما، وبعد دقائق كانت حوراء بداخل سيارة سوداء فخمة وأمامها سيارتان من الحرس وخلفها سيارتان أيضًا وكان يقود السيارة التي بها حوراء هو سليمان بنفسه وتوجهوا ناحية شركة الذئب .... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد وقت...



توقفت السيارات في ساحة شركة الذئب وهبط جميع الحرس ثم هبط سليمان وفتح الباب لحوراء لتخرج هي منه برقتها المعتادة ثم نظرت إلى سليمان هاتفة ‌: 



- أنا هكمل لوحدي



كاد سليمان أن يعترض فهو يعلم إن حدث لها مكروه ما فسوف يخسرون حياتهم مقابله، لتقاطعه حوراء ‌: 



- متقلقش، خليك هنا بس وأنا هكمل لوحدي



أناء لها سليمان بقلة حيلة لتبدأ هى بالسير لداخل الشركة برقه تحت نظرات الجميع لها والتي كانوا ينظرون لها وكأنهم يشبهون عليها وقفت حوراء أمام المصعد وكادت أن تدلف به لولا أن قاطعها صوت تشعر أنها تعرفه لتنظر خلفها لتجدهما بيجاد وهشام اللذان نظرا لها بصدمة وركضا نحوها بسرعه وهتف بيجاد ‌: 



-  أنتِ جيتي هنا ازاي ومع مين وريان يعرف؟؟ 



هتفت حوراء ببساطة ‌: 



- جيت مع سليمان وأنا رايحة لريان دلوقتي 



كاد بيجاد أن يتحدث لولا هشام الذي قاطعه مردفًا بهدوء ‌: 



- طيب اتفضلي، أكيد عارفه مكتبه فين صح؟ 



أماءت له حوراء ثم دلفت داخل المصعد وابتسمت لهم بخفه ثم بدأ المصعد في الصعود لآخر طابق في هذه الشركة الفخمة



وذهب كل من هشام وبيجاد ليكملا عملهما، بعد دقائق توقف المصعد لتخرج منه حوراء وتوجهت ناحية المكتب لتوقفهل فتاة ما ولم تكن سوى هَنَا سكرتيرة ريان وهي تهتف جاهلة لها ‌: 



- حضرتك معاكِ ميعاد مسبق؟ 



نظرت لها حوراء وابتسمت لها ولثوبها المحتشم الذي يختلف عن الكثير اللواتي في الأسفل لتشعر بالراحة لها وهتفت بهدوء ‌: 



- انا زوجته واكيد مش محتاجة ميعاد



شخصت هنا بعينيها وهتفت باحترام ‌: 




        
          
                
- آسفة يا هانم اعذريني مكنتش اعرف



هتفت حوراء بابتسامة اظهرت غمازتيها ‌: 



- ولا يهمك بس هو مشغول دلوقتي ولا لا



هتفت هَنَا بسرعة ‌: 



- معرفش يا هانم بس هو مانع دخول أي حد غير هشام وبيجاد بيه



أماءت لها حوراء وأشارت لها بالرحيل وابتسمت فهو سيتفاجأ كثيرًا بوجودها هنا، لتدلف إلى المكتب بهدوء شديد وبدون أن تصدر صوتًا لتجده ينكب على بعض الأوراق وهو ينظر لها بتركيز شديد وظنت أته لم يشعر بها لتسمعه وهو يهتف من دون أن يرفع نظره ‌: 



- بطل حركاتك دي يا بيجاد وكذا مره اقو....



قاطع كلامه وهو يرفع نظره باتجاه الباب ليصمت ويتيبس مكانه بصدمة شديدة ليغمض عينيه ويفتحها مرارًا وتكرارًا وكأنه يتأكد من أنها أمامه، أما هي فابتسمت بشدة أظهرت غمازتيها وأيضًا صف اللآلئ خاصتها واقتربت منه بخطوات رقيقه حتى وقفت أمامه وكان يفصل بينهما المكتب فقط وهتفت برقة ‌: 



- السلام عليكم يا دكتور ريان ولا اقول ريان بيه
تدارك ريان وجودها ليقوم برفع سماعة مكتبه وقال بجدية وعيناه على زوجته التي ابتسمت : 



_ هنا، أجلي الشغل كله دلوقتي ومش عايز ازعاج



ثم نهض وتحرك محوها يعانقها قائلًا بحب ‌: 



_ نورتي شركتي يا فاتنتي



ابتعد عنها لتردف حوراء برقة ‌: 



- إي رأيك في المفاجأة دي؟ 



ابتسم ريان باتساع لتظهر أسنانه اللامعة وهتف بعشق ‌: 



- أحلى مفاجأة في حياتي



ثم اكمل بخبث ‌:



_ بس إي سبب المفاجأة؟ 



تشجعت هي وحاوطت رقبته بذراعيها وهتفت بدلال غير معتاد هو عليه ‌: 



- وحشتنى



رفع حاجبه قبل أن يقهقه وهذه الأنثى تستطيع حقًا اللعب على أوتار قلبه بسهولة، 



ضحكت حوراء بخفه وتوردت وجنتيها وهتفت ‌: 



- بقولك وحشتنى يادكتور ريان بيه وأنت بتضحك! 



ابتسم ريان على حديثها ناظرا لها بأعين لا ترى سواها، وكاد أن يتحدث ولكن قاطعهما صوت طرقات على باب المكتب، ليردد ريان من بين اسنانه ‌: 



- ادخل



دلفت هَنَا وهتفت بتوتر ‌: 



- ريان بيه، هو... هو



اردف ريان بغضب ‌: 



- أنا مش قولت مش عايز إزعاج يا هنا، أنتِ مش بتفهمي؟ 



هتفت حوراء بتهدأة له ‌: 



- اهدى يا ريان لو سمحت مش كدا، قولي يا هنا 




        
          
                
هتفت هَنَا ‌: 



- هشام بيه بيقول لحضرتك أنه لازم تحضر الاجتماع واللي هو بعد خمس دقايق من دلوقتي



زفر ريان بقوة واشار لها بالرحيل لترحل هي بسرعة لينظر هو إلى حوراء التي هتفت ‌: 



- يلا اجهز علشان الاجتماع يا ريان بيه



انهت كلامها وهى تلتقط الجاكت الخاص به والذي كان على مقعده ووقفت خلفه لكي تساعده في ارتدائه، ليبتسم هو وارتداه ثم نظر لها قائلًا ‌: 



_ جيتي مع مين يا فاتنتي؟ 



_ مع سليمان والحرس



تنهد ريان بقوو يكبع غضبه التي نتجت عن غيرته عليها، ليمسد على وجنتها مرددًا ‌: 



_ لما تكوني عايزة تاجي تاني بلغيني وأنا هاجي آخدك بنفسي، مفهوم؟ 



أماءت له مبتسمة، ثم قالت ‌: 



_ سيبك من الكلام دا دلوقتي ويلا علشان وراك شغل



نظر لها ريان وهتف ‌: 



- استنيني هنا، مش هتأخر



اومأت بالرفض مردفة ‌: 



- لا طبعا هاجى معاك



- نعم يا روح جوزك



هتف بها ريان بإستنكاى لحديثها، ضحكت حوراء واردفت بتأكيد ‌: 



- ايوا ما هو أكيد مش هقعد هنا وبعدين بما أنك زوجي فشيء طبيعي إني أشاركك في كل حاجة، حتى لو في اعمالك



امسك ريان بكفها بخفه واجلسها على مقعده مردفًا بتحذير ‌: 



- أنا رايح الاجتماع دلوقتي ومش هتأخر، هخلص وهاجى على طول، وأنتِ متتحركيش من الكرسي دا لحد ما أرجع، فاهمة؟ 



كادت حوراء أن تعترض ولكنه هتف بتحذير ‌: 



- فاهمة يا حوراء؟ 



نفخت وجنتيها بغيظ ليبتسم هو عليها وقبل وجنتيها بعمق ثم غادر لتبتسم هي بمكر ونهضت وتوجهت خلفه بدون أن يراها ثم وجدته هو وهشام وبيجاد يدلفون إلى غرفة ما لتعلم أنه هو مكان الاجتماع، لتذهب نحوهم ولكنها توقفت عندما رأت هَنا لتنادي عليها لتأتي هَنَا لها وهي تنظر لها باستغراب لتبدأ حوراء في سؤالها عن أسباب الاجتماع وأيضًا على ماذا يتحدثون



لتبدأ هَنَا بإخبارها عن كل شئ بخصوص الاجتماع في اختصار وتوضيح حتى لا تكون بينهم كما يقولون " كالأطرش بالزفة "



وفي الداخل كان قد بدأ الاجتماع تحت صمت مريب فمن يتجرأ ويتحدث في وجود الذئب بدون إذن منه وكان هشام هو من يتحدث ليقطع حديثه وهو يرى الباب يفتح لتتوجه جميع الأنظار باتجاه الباب ليفتح هشام وبيجاد عينيهم باتساع بينما أظلمت أعين ريان وهو يراها تدلف إلى الداخل وتتوجه نحوه وهو يرى نظرات الجميع لها...




        
          
                
تقدمت حوراء بثقة لا تعلم من أين أتتها تحت نظرات الجميع لها ولكنها لم تهتم سوى لنظرات ذلك الذي يكاد ان ينهض ويفتك بها لتقف بجانبه مبتسمة له قبل أن تلقي السلام عليهن



ليرد بعض الموجودين السلام والذين كانوا عرب وفهموا حديثها أما البقية فنظروا لها باستغراب لتهتف فتاة ما كانت تجلس على يسار ريان وكانت ترتدى ثوب يكشف أكثر مما يستر ‌: 



_ من هذه سيد ريان؟  



نظر لها ريان وحوراء التي لم ترتح لها إطلاقًا وهتفت بقوة ‌: 



_ أنا زوجته



صدمة حلت على بيجاد وهشام وبالأخص ذلك الذئب وهو يراها تتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وفهمها للفتاة



هتفت الفتاة والتى تدعى إيزابيلا ببرود ‌: 



- أوه نعم، سمعت أنك تزوجت



هتفت حوراء بإقتضاب ‌: 



- نعم تزوج وزوجته تقف أمامك الآن



نظر ريان لجميع الموجودين والذين اخفضوا نظرهم فور معرفتهم أنها زوجته لينظر إلى ايزابيلا وهتف بجدية ‌: 



- دعينا نتحدث الآن في العمل آنسة ايزابيلا، فزواجي لا يعنيكِ في شيء



هتفت ايزابيلا وهي تضع كف يدها على كف ريان بجرأة ‌: 



- يمكنك مناداتي بـ بيلا فقط سيد ريان



اشتعلت أعين ريان بالغضب بينما اشتعلت أعين حوراء بالغيرة وهتف ريان بصوت جهورى غاضب وهو يسحب يده من أسفل يدها باشمئزاز ‌: 



- الزمي حدودك سيدة إيزابيلا، ويستحسن أن نتحدث في العمل فقط، وأدركي أنكِ الآن امام الذئب



أماءت ايزابيلا بخوف ثم نهض ريان لينهض جميع الموجودين احترامًا ورهبة منه، جذب ريان حوراء وأجلسها مكانه وهو ينظر لها نظرة لا تبشر بالخير أبدًا، ثم نظر للجميع واشار لهم بالجلوس ثم نظر إلى هشام ليبدأ فى الحديث مجددًا....



وبعد وقت من الحديث والذى كان تحت انظار واستماع حوراء لهم بإنصات وهى ترى زوجها وشخصيته القوية والدليل خوف هؤلاء الرجال منه رغم أنه أصغر من أغلبهم سنًا، انتهى الاجتماع ليبدأ الجميع بالانصراف نهضت إيزابيلا واقتربت من ريان وكادت أن تقبل وجنته ولكن أوقفتها حوراء وهي تبعدها بقوة عنه مردفة بحدة ‌: 



- إلزمي حدودك أيتها الببغاء واخرجي، فقد انتهى الاجتماع



نظرت لها ايزابيلا بغيظ وغضب ثم غادرت وهي تسير بكعبها المرتفع بغيظ شديد منها ليبتسم بيجاد وهتف بضحك ‌: 



- تستاهل، تستحقي لقب زوجة الذئب يا أختي العزيزة



ابتسمت له حوراء ليلاحظ هشام نظره ريان ليهتف وهو يسحب بيجاد ويخرج ‌: 




        
          
                
- تعالى عايزك في موضوع



سأله بيجاد مستفهمًا ‌: 



_ موضوع إي؟ مش الأول نتكلم مع ريان في اللي حصل في الاجتماع! 



قال هشام مجاريًا له ‌: 



_ بلى، ولكن هناك أمر أريدك به أولًا



وخرج به لتنظر حوراء إلى ريان ليسري الرعب داخل أوصالها من نظراته وانتفض جسدها وهي تراه يقترب منها ببطء شديد لتبتعد هى ألى الخلف وهو يسير نحوها ونظراته كالنار باتجاهها



هتفت حوراء بتهرب ‌: 



- أنا جعانة



رفع ريان حاجبه باستنكار وبلمح البصر كانت هي ترتطم بصدره العريض ويده تزداد ضغطا على ذراعها حتة شعرت أنه سيكسر في قبضته، هتف ريان بصوت منخفض مخيف ‌: 



- قولتلك متتحركيش من مكانك لحد ما ارجع، حصل ولا محصلش؟ 



ابتلعت حوراء ريقها وهتفت بتوتر ‌: 



- حصل



اكمل ريان بنفس نبرته ‌: 



- وأنتِ عملتي إي؟ 



اخفضت حوراء بصرها لتشهق بألم وهى تشعر به يزيد من ضغط قبضته على ذراعها لتتجمع الدموع في عينيها ونظرت له مرددة وهتفت بصوت مختنق ‌: 



- ريان أنت بتوجعني



وكأن دموعها هي الماء الذى انسكب على النار التي بداخله لتطفئها على الفور، لانت ملامحه وخفف من قبضه يده عليها وهتف بغضب طفيف ‌: 



- مبحبش حد يعصى كلامي يا حوراء، وبعدين أنتِ كنتِ هتتسببي في قتل كل الموجودين



نظرت له حوراء بفزع ليكمل ‌: 



- ايوا كنتِ هتتسببي فقتلهم لإن أي حد كان هيبصلك كنت هقتله من غير ما أتردد لحظة، ومحدش كان هيقدر يوقفنى



اخفضت حوراء بصرها وهتفت بحزن وأخذت حديثه عن القتل تعبير مجازي فقط لا أكثر، فهو رجل أعمال محترم ولن يفعل ذلك بالتأكيد : 



- أنا آسفة



ترك ريان ذراعها وأحاط وجهها بين كفيه مردفًا بحنان ‌: 



- متتأسفيش يا حورائي، وأنا هعديهالك المرة دي علشان فاجأتيني وأنا صعب حد يفاجئني، بس قوليلي أنتِ من امتى بتعرفي تتكلمي انجليزي



ابتسمت حوراء وهتفت بحماس وانمحى حزنها على الفور ‌: 



- أنا بعرف اتكلم انجليزي وفرنساوي وإيطالي بطلاقة وألماني نص نص، وكنت بتعلمهم من وأنا صغيره زي ما بيقولوا كدا بسد وقت فراغي بالتعليم



نظر لها ريان بإنبهار واردف بعشق ‌: 



- كل يوم بتفاجئيني فيكِ أكتر وكل يوم عشقي ليكِ بيزيد اكتر واكتر، طيب وتركي؟ 




        
          
                
هزت رأسها بالرفض ليردف هو بإبتسامة جميلة ‌: 



- أنا هعلمك التركي وباقي اللغات التانية لو عايزة



صفقت بيديها بمرح وهي تضحك وظهرت غمازتيها الجميلة ليبتسم هو لفرحتها التي ظهرت في عينيها وقبل جبينها برفق، ثم ابتعد عنها وهتف بحب ‌: 



- يلا بينا؟ 



ضيقت بين حاحبيها وهتفت بتساؤل ‌: 



- فين؟ 



ابتسم بخفة مرددًا ‌: 



- مش قولتي جعانة! 



ابتسمت بخفه وطوقت ذراعه بذراعيها ليبتسم هو بعشق لها وخرج بها ليرى النظرات المستفهمة من الجميع ليقف فجأة لتنظر هي له باستغراب ليهتف ريان بصوت جهورى قوي، وكان حذفه لصورها وكل شيء متعلق بها من الزفاف على أي موقع سببًا في جهل الكثير لهويتها ‌: 



- عايز الكل هنا خلال ثواني



وبالفعل كان خلال ثوان يقف الجميع أمامه باحترام ورهبة، ليخبرهم هو بأن هذه التؤ بجواره تكون زوجته وعلى الكل احترامها واكمل بلهجه تحذيرية أنه سيعاقب كل من سيرفع عينه بها بدون تردد أو رحمه، ليتسابق الجميع في إلقاء التهنئة له فهم سمعوا عن زواجه ورأوه أيضا خلال مواقع التواصل الاجتماعي حيث هو الترند به ولكنهم لم يعلموا من هى أو ما شكلها أو اسمها حتى، وها هى الآن تقف أمامهم...



ليذهب بعدها ريان إلى مطعم أقل ما يقال عنه أنه راق وأخاذ، وكان خال من الجميع فقد حجزه الذئب بأكمله ليطلب بعدها الطعام وبدأا في تناوله تحت مغازلة ريان لحوراء وخجلها هي، وأيضًا تحت المزاح والضحك وتصرفاتها التي تجعل ضحكاته تخرج رغمًا عنه. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



طرقات على الباب يتزامن مع صراخها وهي تردف بغضب ‌: 



- ما تصلوا على النبي في ايــه، دي لو القيامة قامت مش هتخبطوا كـدا 



ثم فتحت الباب وهى تنظر بحده للطارق والذي تفاجأت بوجوده لتردف بغضب ‌: 



- في حد يخبط كدا يا... أنت! 



أنهت حديثها وهي تشمله بنظرة ساخرة من أعلى لأسفل تجاهلها آسر وهو يردد ببرود ‌:



- مش أنا عملت، يبقى فيه



نظرت له بحدة وكادت أن تسبه ولكن توقفت عندما ظهرت من خلفه تلك النصف تركية وهؤ تنظر لها بابتسامة واسعة ثم احتضنتها صارخة ‌:



- أريـــب، وحشتيني



بادلتها أريب الاحتضان وهتفت ‌: 



- وأنتِ كمان يا كوكو



ثم همست لها ‌:



_ إي اللي جاب السئيل دا معاكِ؟ 



ضحكت كيان بينما قرأ آسر حركة شفتيها ليعلم ما تهمس به لينظر لها بجمود ثم استمعوا إلى صوت مرح وهو يهتف ‌: 




        
          
                
- ياللي هنــا، يلا يا إيـــاد



ولم يكن سوى بيجاد الذي أتى برفقة هشام لتنظر لهم أريب بابتسامة خافتة وهتفت وهي تبتعد من أمام الباب مرحبة بهم بطريقة جعلت وجه آسر يتشنج ساخرًا ‌: 



- اتفضلوا 



دلفت كيان وهشام وبيجاد الذي كان يهتف بمزاح لها ‌: 



- عندكوا أكل يا بت ولا افضحكوا



كانت أريب تنظر إلى ذلك الذي ينظر لها بجمود بحده ثم هتفت ‌: 



- عندنا متقلقش دا احنا هنزقطك زى البطة



ثم دلفت إلى الداخل ليدلف خلفها آسر بكل هدوء وهو يضع يديه في جيبي بنطاله ليهتف بيجاد بضحك ‌: 



- قولنا نعملهالكم مفاجأة ونقضي اليوم هنا، أنتوا لو هتخرجوا مكان اتفضلوا واحنا هنقعد



ضحكت أريب ليستمعوا إلى صوت ضحكات رقيقة تأتي من مكان ما لينظروا باتجاه الصوت ليروا تلك الآية في الجمال تقف أعلى الدرج وهي تنظر لهم بابتسامة هادئة، لينتفض جسد هشام لوهلة لاحظها الخبيثان وتبادلا النظرات بحديث قصير بينهما قبل أن يجلسوا وبدأوا يتبادلون الحديث والضحك ما عادا آسر الذي كان يستمع لهم فقط وهشام الذي لم يركز فس شيء سواها وهو يراقب كل تتصرفاتها العفوية، ابتسامتها، نظراتها، حديثها وكل شيء خاص بها كان ينظر لها بقوة حتى لاحظت هي نظراته لتحتد عيناها وتجهمت ملامحها



لاحظ بيجاد الأمر ليلكزه في ذراعه بخفاء ليفيق هشام وينظر له بحدة، ليغمزه بيجاد وهتف بهمس ‌: 



- امسك نفسك هتودينا في داهية، دا اخوها لو شافك هيقتلنا كلنا



نظر له هشام وقلب عينيه بملل ثم هتف بجدية ‌: 



- امال إياد فين؟ 



هتفت أريب بهدوء ‌: 



- خرج يجيب شوية طلبات وجاي



أماء لها هشام وبالفعل بعد قليل جاء إياد ليرحب بهم بشدة وجلسوا معًا ليهتف بيجاد بمرح ‌: 



- إي يا إياد عايزين ناكل 



نظر له هشان واردف بغيظ ‌: 
- بطل طفاستك دي اللي هتودينا في داهية



ابتسم له بيجاد بإصفرار لتهتف أريب بضحك ‌: 



- ويا ترى مين اللي هيعملكم أكل؟ 



هتف آسر وكانت هذه الكلمة الأولى التى نطق بها منذ جلوسه معهم ‌: 



- أنتِ مثلًا! 



رمقته بذات النظرة التي تشمله من أعلاه لأسفله وكأنها تستحقره، مع ابتسامة ساخرة على شفتيها، بينما ابتسمت آية وإياد الذي ردد بهدوء ‌: 



_ مفيش أميرات بتدخل المطبخ يا آسر، وأنت يا بيجاد وزنك زاد على فكرا 



ضيق بيج حاجبيه ونهض قائلًا بشر وكأنه يينقض عليهم ‌: 




        
          
                
_ يعني إي، مفيش أكل؟ 



ضحكت كيان بقوة وكذلك أريب التي قالت لأخيها ‌: 



_ جيب له أكل الله يرضيك يا إياد، أنا لسه صغيرة على إني أتاكل



ابتسم بيجاد ثم نظر إلى هشام ليجده شارد بآية مجددًا، لينظر إلى إياد بتوتر وهو يتمنى أنه لم يلاحظ نظرات هشام لشقيقته، ليزفر براحة وهو يراه مندمج مع شقيقته في الحديث، ليلكز هشام مجددًا في ذراعه وهتف من بين أسنانه ‌: 



- الله يخربيتك هتودينا في داهية ما تتقدملها وتخلص



نظر له هشام وقتمت خضراوتيه واردف بغضب ‌:



- اتلم يابيجاد وأنت عارف إني بكره جنس النساء دا أصلًا، فمتتكلمش معايا بالطريقة دي



هز بيجاد كتفيه وصمت لينهض إياد وهو يهتف ‌: 



- بعد اذنكوا هعمل حاجة وجاي



أماءوا له لتنهض كيان وهتفت برقة ‌: 



- أريب ممكن تيجي توريني مكان التواليت 



اومأت لها أريب وذهبت معها إلى المرحاض ليهتف بيجاد بمرح ‌: 



- قوليلي ياآنسة آية هي أختك دي عندها كام سنة؟



أجابه آية مبتسمة، وكانت روح بيجاد المرحة ووجهه البشوش يرغم الجنيع على الابتسام في وجهه ‌: 



- 19 سنة 



- دي 19 سنة!! 



هتف بها آسر باستنكار لتبتسم له آية وهي تومئ له ليهتف آسر مجددًا ‌: 



- لسه طفلة برضه



- الطفلة دي قادرة توديك البحر وتجيبك عطشان يا... أنت



كان هذا صوتها الحاد وهي تنظر له بشر، بالأساس لا تطيقه وليست مجبرة على إخفاء ذلك، ليطالعها هو بجمود ليميل بيجاد على آية بخفه وهتف بهمس ‌: 



- أنا كنت خايف أسألك قدامها علشان كدا



ضحكت آية بخفة بينما امسك هشام بيجاد وعدل وضعيته وهتف ببرود ‌: 



- خدها في حضنك بالمرة



ابتسم له بيجاد باستفزاز وجلست أريب بجانب شقيقتها. 



خرجت كيان من المرحاض لتنظر حولها تبحث عن أريب ولكنها لم تجدها لتنظر حولها لتجد نفسها لا تعلم من أي طريق أتت وقد شغلها الحديث مع أريب عن التركيز، لتسلك طريق عشوائي لتجد نفسها فجأة ترتطم بجسد صلب وكادت أن تسقط لولا تمالكت نفسها بآخر لحظة، نظرت أمامها ولم يكن سوى إياد والذي ابتعد عنها على الفور كمن لدغته عقرب وهو ينظر في الأرض، تنحنح في حرج ثم قال ‌: 



- أقدر أساعدك في حاجة؟ 



توردت وجنتي كيان وهتفت بخجل ‌: 



- بصراحه أنا كنت في التواليت ولما طلعت ملقتش أريب ومش فاكرة أنا جيت من فين



هز رأسه وتحرك أمامها بصمت، لتعقد حاجبيها، هل تتبعه؟ 



وهذا ما فعلت لتجده بالفعل عاد بها إلى لهو الفيلا، لتتحرك لتجلس بين بيجاد وآية



وبعد وقت نظر بيجاد في ساعته ليهتف بهدوء وهو ينهض ‌: 



- طيب يا جماعة، بما إن الأكل معجبنيش هروح أشوف رزقي



ضحكوا عليه ورافقه إياد إلى الباب ثم عاد لهم مجددًا وهو سعيد بهم وكأنهم عائلته...



بينما صعد بيجاد سيارته وانطلق بها بسرعة البرق وهو يقرر معرفة من هذا المايكل اليوم...



وبعد وقت كان أوقف سيارته وهبط منها وجلس في مكانه المعتاد ينتظر قدومها وبالفعل بعد دقائق قليلة أتت هي وجلست أمامه ووضعت قدم فوق الأخرى مثله ليهتف هو بهدوء ‌: 



- قولي اللي عندك



نظرت له صبا مطولًا ثم تنهدت بقوة وهي تقرر اخباره، ولا تعلم لما، ولن تسأل نفسها حتى. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وقد يأتِ الغوث، وتكون بدايته قطرة، فلا تيأس. 



والسَّلام. 
مِـنَّــة جِبـريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent