Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل العشرون 20 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

   

 رواية الطبيب العاشق الفصل العشرون 20 -  بقلم منة جبريل

الطبيب العاشق 'الجزء الثاني'
                                    
                                          
" لقد أسمَعتَ لو ناديتَ حيًّا.. "



لا تنسوا الدعاء لإخوانكم في غزة



والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فتحت عيناها لتكشف عن غرفة غريبة عليها، لأول مرة تراها، مما أرهبها لتنهض فزعة وهي تنظر حولها ولذلك الاهتزاز في الأرض وكأنها على موج! 



قفزت من فوق الفراش تتذكر أين ومع من كتنت آخر شيء، والنتيجة هي أنها كانت مع زوجها الذي اعتذر هامسًا في أذنها قبل.. لا تعلم، ماذا حدث بعدها؟



تحركت آلى الخارج تنادي عليه في وجل ‌: 



_ ريان!.... 



أي غرفة هذه التي عند بابها يوجد درج إلى الأعلى؟ ألا يكفي شعورها بالدوران والغثيان بسبب هذه الأىض المهتزة؟ صعدت الدرجات القليلة بحذر تنظر حولها، قبل أن تضيق عينيها ما إن اصطدمت أشعة الشمس بها، اتسعت عيناها بعد برهة وهي تكشف عن مكانها حيث أنها... في وسط بحر! 



مهلًا، هل ذهبت إلى الاسكندرية؟ 



تحركت بحذر تنظر حولها، السماء التي انعكس امعان شمسها على سطح البحر لتالألأ مياهه مسببة لعينيها منظرًا مبهجًا... ومؤلمًا بعض الشيء لبصرها



شهقت بخفة وهي تشعر بشيء بتسلل على خصرها وكأنها أفعي، ثم همس جوار أذنها ‌: 



_ إي رأيك؟ 



اكتشفت أن تلك الأفعى لها صوت كصوت زوجها، حيث يده هي التي تسللت لها بخبث تحكم القبض عليها، نظرت له بجانب وجهها قائلة ‌: 



_ ريان، احنا فين؟ 



ابتسم ريان ووضع ذقنه على كتفها ينظر إلى المياه الممتدة على طول بصرهما، يخبرها بكل بساطة أين هم الآن، وهي التي كانت تتوقع إجابته حيث الإسكندرية، وقع عليها جوابه كالصاعقة ‌: 



_ في أيسلندا



رمشت عدة مرات تحاول استيعاب أين هما الآن، لا يعقل، لا يمكن أنها غفت كل هذا، هل أفقدها وعيها لأجل هذا؟ نظرت له بأعين متسعة أظهرت له فيما تفكر، ليضحك بخفة قائلًا ‌: 



_ أيوا اللي بتفكري فيه صح يا فاتنتي، أنا خاطفك



هزت رأسها تضحك بعدم تصديق مرددة ‌: 



_ أنت مش معقول بجد، بس اخواتي... 



تحدث فجأة بتذكر، ليردد بهدوء ‌: 



_ هيرجعوا بيتهم أو يفضلوا مع العيلة، براحتهم



ثم ابتعد عنها يقف أمامها، أمسك كفها يلثمه بلطف ثم سألها بحب ‌:



_ إي رأيك في المفاجأة؟ 



ابتسمت تنظر حولها قائلة ‌: 



_ جميلة


 
_ ولسه في حاجة كمان



نظرت له بحذر، ليغمزها قائلًا ‌: 



_ هنقضي شهر هنا، أو أكتر



رفعت حاجبيها قائلة ‌: 



_ هنا؟ في البحر؟؟ 



_ لا، في أيسلندا، ولو عايزة تقضي الشهر هنا مفيش مانع، وبعدها نكتشف أيسلندا مع بعض، إي رأيك؟ 



_ موافقة جدًا، أنا بحب البحر



ابتسم على سعادتها ولمعة عيناها التي كانت منفردة بلونها في هذا المكان الساطع، عيناها كلؤلؤتين سوداوتين داخل حجرة بها كل الألوان عدا الأسود



تحدث وهو يسير بها إلى الحافة ‌: 



_ تعالي، ننزل البحر شوية



اتسعت عيناها وسحبت كفها من يده فجأة، نظر لها متعجبًا، بينما تراجعت حوراء إلى الخلف قائلة بتوتر ‌: 



_ لا، خلينا هنا أحسن، احنا كدا حلوين



_ كدا حلوين؟؟ لا، إياكِ تقوليلي... 



نظر لها بدهشة وهو يرَ خوفها الظاهر من النزول والغوص في المياه، وهي من قالت أنها تحبه منذ ثوانٍ ربما، تعالت قهقهته غير مصدقًا، أمسك بيدها مجددًا قائلًا من بين ضحكاته ‌: 



_ متخافيش، أنا معاكِ، تعالي يا آخرة صبري



_ ريان متتريقش، أنا بحبه بس من بعيد لبعيد



تحدثت متشمرة مغتاظة من ضحكه واستهوانه لمشاعرها ورهبتها، بينما ريان أخفى ضحكته بصعوبة مرددًا بحنان ‌: 



_ لا عاش ولا كان اللي يتريق على ملكة الذئب، تعالي أنا معاكِ، لو حسيتي بضيق هنخرج على طول، تمام؟ 



نظرت له بتردد، ليبتسم لها بلطف هامسًا ‌: 



_ ثقي فيا



زفرت بقوة وسارت معه إلى حافة هذا الشيء الضخم والكبير، هل هي سفينة؟ أم مركب؟ لا تعلم ولكن علوها أرهبها، ولا تعلم هل هو عالٍ بالفعل أم رهبتها هي من صورت لها هذا، تذكرت مشهد لأميرة من أميرات ديزني، تلك التي تحررت من سجنها في البرج بعد سنوات طوال، تحديدًا ذلك المشهد الذي تعلق فيه في الهواء تطالع الأرض الخضراء برهبة وهي تراها بعيدة جدًا بينما هي كانت أقرب لها من أي شيء



مهلًا... هل تأخذ شجاعتها من فيلم كرتون الآن؟! 



سحبت نفسًا عميقّا مرتجفًا، تنظر إلى ريان الذي ابتلعته المياه ولم يظهر منه سوى رأسه وبعض من صدره، يمد لها ذراعيه يدعوها إلى مشاركته لهذا الفهم الكبير الذي يبتلع كل شيء دون شبع، ارتجف جسدها وهي تتمسك بذراعيه، تضع قدميها ثم... خرجت شهقة قوية منها وهي تشعر بجشدها قد التهمته المياه كما فعلت بجسد زوجها، ما هذا الرعب؟ 



نظرت له بشحوب تتمسك به برعب يرجف أوصالها، همس لها ريان، يحكم قبضته عليها حتى تطمئن ‌: 




        
          
                
_ اهدي، أنا جنبك ومفبش أي حاجة من اللي بتفكري فيها صح، لا البحر هيبلعك، ولا أنتِ هتغرقي، الكل بينزل البحر وبيطلع كامل الأطراف عادي، وزي ما بيقولوا مجاتش على قرمط



نظرتوله بدهشة من حديثه، أو اسلوبه بمعنى أدق، قرمط! هل يمازحها؟ إن كتن يفعل فنجح، نجح في سلب ضحكات منها رغمًا عن خوفها، هزت رأسها تقول بعدم تصديق لما يفعل ‌: 



_ أنت ... أنت مش معقول بجد



ثم أطلقت ضحكات عالية، تهز رأسها نافية، وقد هدأ روعها واستكان جسدها، وما إن شعرت بتراخي ذراعي ريان من حولها، تشبثت به كالقرد وقد شحب وجهها بفزع، وهنا كان دوره في إطلاق ضحكات رجولية قوية على خوفها، وعلم أنه أمام مهمة صعبة عليه إنجازها. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



ها هو يجلس في نفس المكان الذي التقاها فيه أول مرة يرتشف من قهوته التي أصبح يدمنها منذ أن قابل قهوة عيناها، عيناه تجول في المكان تتمنى رؤيتها ولكن... هل سيراها بعد هذه المدة الطويلة؟ لمَ يضع أمل في رؤيتها وهو من توقف عن مكالمتها، بل لم يكلمها سوى مرتان في الهاتف بمكالمات انتهت بالإغلاق في وجهه من جهتها، من الممكن أن تكون قد سافرت مجددًا، ولكن لا... هنالك شعور بداخله يخبره أنها ما زالت هنا ولم تذهب إلى أي مكان، هل لديك الحدس السادس يا بيجاد؟ رُبما... الأهم أنه يشعر أنها ما زالت هنا



نظر إلى صاحب المكان يسأله ‌: 



_ كام بنت بياجولك في اليوم؟ 



نظر له صاحب المكان بريبة، أي سؤال هذا؟ ولكنه اكتفى برفع كتفيه دلتلة على جهله مرددًا ‌: 



_ وأنا هعرف من فين حضرتك، أكيد مش هعدهم! 



نظر له بيجاد بغيظ مرددًا ‌: 



_ لازم تطول في كلامك، قول معرفش واسكت، شعب مزعج



_ وأنت مش من الشعب! 



_ لا، أنا سائح هنا



رمقه صاحب المكان للحظات بشك، هو مصري ومتأكد من هذا، يظهر هذا في لهجته، ولكن هيأته وملامحه وخاصتًا عيناه الزرقاء جعلته يشك، ليردف في الأخير بلا مبالاة ‌: 



_ أهلًا، مع إني أشك



_ أنت مش شايف عيوني ولا إي؟ 



رفع الرجل بصره يطالعه بسخرية قائلًا ‌: 



_ أنت شايف على جبيني كلمة غبي ولا إي حضرتك؟ ابن اختي عيونه زرقا ومصري أصيل



_ والله؟ عادي، أنا معايا ابن عمي عيونه رمادي وأخضر ومصري بس فيه عرق تركي، وصديقي عيونه خضرا ومصري أصيل برضه، عارف بيقولوا علينا إي؟ 



نظر له الرجل بفضول، ليهمس له بيجاد مبتسمًا ‌: 



_ مثلث الصداقة الملون




        
          
                
انتفض الرجل يطالعه بصدمة وتقزز على ملامحه، ليضحك بيجاد قائلًا ‌: 



_ استغفر الله مش اللي فهمته، الملون يعني بسبب اختلاف ألوان عيوننا واختلاف شخصيتنا برضه، يعني اللي ميعرفناش يقول مستحيل يجتمع الثلاثة دول من غير مشكلة، بس الحقيقة أننا أقرب لبعض من أي حاجة تاني، صداقة صداقة يعني



زفر الرجل وقال بألم في رأسه من هذا الثرثار، بينما بيجاد كان يتحدث معه ليقضي على ملله وليس حبًا به ‌: 



_ خلاص يا عم، أنت هتحكيلي قصة حياتك



_ المفروض تتعامل بأسلوب أحسن مع زباينك



_ لو لقمة العيش هتخليني مضطر اسمع حياة كل شخص ياجيني مش عايزها، توكل على الله يا عم وفكك مني الواحد تعبان لوحده



كاد بيجاد أن يرد عليه، ولكن توقف الكلام بحلقة وانتفض خافقه وهو يراها تتقدم باتجاهه، أو بالأحرى باتجاه طاولة مقابلة له، خطواتها الواثقة وطرقات حذائها الذي رغم ضجيج المكان يستطيع سماعه، خصلاتها النحاسية الحُرة على كتفيها وتستقر أعلى رأسها نظارة سوداء، كل شيء بها، كل حركاتها وسكناتها التقطتها عيناه بمهارة لص بارع



توقفت مكانها ما إن رأته، يطالعها بنظرات لم تفهمها ولكن شعرت أنها متوعدة بسبب شجارها معه وغلقها بوجهه مرتين، أخفت بسمتها وغيرت خطواتها إليه، تتحرك نحوه بكل هدوء وعيناها في تواصل بصري مع عيناه، جلست على المقعد المقابل له، وضعت قدمًا على أختها وحقيبتها على الطاولة أمامها، متحدثة بنبرة ظهر بها سخريتها ‌: 



_ Strange coincidence, correct? 



ترك كوب قهوته، وعلى حين غفلة منها قبض على كفها قائلًا بنبرة أجشة هادئة ‌: 



_ لا مش صدفة، أنا مستنيكِ



سحبت يدها من يده بسرعة ترفض تلك الكهرباء التي سرت على طول ذراعها بسببه، طالعته بحدة تواري به توترها، بينما أعين بيجاد كانت تتربص بحركاتها، أخفى بسمته يسمعها تحادثه بهدوء يعلم أنها تتصنعه، تتجتهل حديثه واعترافه الصريح الذي أربكها : 



_ لكن... جبت رقمي من فين يا... بيجاد



ارتسمت بسمة على شفتيه، يطالعها بخبث مرددًا ‌: 



_ أكيد احنا في زمن ميخليش دا سؤال منطقي أبدًا



حركت كتفيها، تأخذ عصيرها من الرجل الذي قدمه لها، ترتشفه على مهل وهي تطالعه بصمت، ليسألها بيجاد بغتة ‌: 



_ أنتِ سافرتي ورجعتي ولا... 



_ لا، مسافرتش، في مشكلة مستنياها تتحل وبعدها هسافر



استند بساعديه على الطاولة التي تفصل بينهما، يميل بجذعه العلوي إلى الأمام نحوها، مردفًا بهدوء ‌: 



_ قولي المشكلة، مين يعرف... ممكن أساعدك



رفعت حاجبها قبل أن تجيبه ببسمة متكلفة ‌: 




        
          
                
_ No, thanks, مشاكلي بحلها لوحدي



ثم أكملت تمنعه من الإصرار على السؤال وقد رأت ذلك في عيناه ‌: 



_ كنت فين الأيام اللي فاتت؟ حكيتلي عن عيلة وزيارة... أنت مش ساكن مع عيلتك؟ 



ارتاح بظهره إلى الخلف يردد بسخرية وقلبه سعيد بتحاورهما ‌: 



_ ما اهو أنتِ لو صبرتي كنت حكيتلك حياتي كلها



هزت صبا كتفيها تقول ببساطة ‌: 



_ براحتك



هز رأسه بيأس منها، رغم جرأتها تعانده وتترفع عن التحدث له بسهولة، ليقول مبتسمًا ‌: 



_ لا مش ساكن مع عيلتي يا صبايا، ومش بشوفهم إلّا نادرًا، عريس ممتاز صح؟ 



نظرت له بصدمة وعدم فهم من حديثه، أو ذلك الاسم الذي ناداها به، ليقول بيجاد مكملّا بمكر ‌: 



_ يعني، البنات أغلبهم بيدوروا على شاب واكل أمه وأبوه، أنا اعتبريني كدا



اتسعت عيناها ترمقه بصدمة تسببت في انفجار ضحكاتها وهي تضع كوب العصير أمام وجهها، ليبتسم بيجاد ورفرف قلبه بسعادة، غير عابئًا بما تفوه به وكأنه يهتم! نظرت اه صبا قائلة بصعوبة من بين ضحكاتها ‌: 



_ أنت بجد... 



قاطعها قائلًا ‌: 



_ وسيم



_ لا، غريب



_ ووسيم



رمقته بسخرية، بينما ضحك بيجاد قائلًا بثقة ‌: 



_ متطوليش بصرك يا صبايا، رأفة بقلبك



تشنج وجهها بسخرية حانقة، نعم وسيم، تعترف بهذا بينها وبين نفسها، ولكن ليس عليها أن تظهر ذلك له أبدًا، وكان صادقًا في الحديث عن الرأفة بقلبها، الذي زادت خفقاته وهي تراه يضحك بقوة لتلمع وسامته كنجم في سماء مظلمة



لاحظ شرودها به، لتهدأ ضحكته حتى بقي من أثرها بسمة بسيطة جميلة، غمزها بعينه عابثًا بأوتار قلبها، لتشيح بصرها عنه وقد تسللت الحُمرة إلى سمراء وجهها الذي أسره منذ أول مرة، وعيناها... آه من عيناها وهو من أدمن القهوة بعد رؤيته لهما، جذبته لها بكل تفصيلة بها وهو الذي اعتاد جذب النساء بوسامته، ولكن هذه غيرهن جميعًا، لا يستطيع التوقف عن التفكير بها منذ أن رآها وكل ليلة يتذكرها ....



وهي التي كانت تشعر بنظراته لها ولم تجرأ على رفع عينيها استغربت بشدة منذ متى وهى لا تستطيع رفع عينيها بأعين أحدهم، منذ متى وهي تتوتر من نظرات أحدهم؟ ولكن لا إجابة!!....



قاطع صمتهم صوت رنين هاتفها لتخرجه من جيبها لتنظر إلى الاسم لتبتسم بفرح واردفت في هدوء ‌: 



_ بعد إذنك



أماؤ لها بهدوء وشعر بشئ يحترق بداخله عندما وجدها تبتسم وهي تنظر إلى الهاتف، ولم يستطع منع عقله من التساؤل عن هوية المتصل…




        
          
                
تابعها بعينيه وهي تبتعد قليلًا ووضعت الهاتف على أذنها وبدأت في الحديث، وهو رجل المخابرات، لم يكُن بالأمر العسير عليه ليعلم كل كلمة تنطقها من حركة شفاهها



أما هي اجابت بفرحة مردفة ‌: 



_ ماما وحشتيني



وبعد صمت للحظات اختفت ابتسامتها تدريجيًا وهي تردد بجمود ‌:



_ يعني إي يا ماما؟؟



صمتت مجددًا تستمع لحديث والدتها الذي جعل ملامحها تكفهر وتنقبض غضبًا، لتردف من بين أسنانها بوعيد ‌:



_ المرة دي هو جه لحد عندي برجله، ومحدش هيقدر يمنعني عن قتله المرة دي،ويا أنا أو هو في الدنيا دي



لحظات حتى صرخت بحدة وصلت للجالس على بعد منها ولم يكن في حاجة لقراءة شفاهها وصوتها الغاضب يصل له واضحًا :



_ أنا سافرت علشان خاطرك مش خوفًا منه وأنتِ عارفة كدا كويس، ومش بعيد أنك أصريتي على سفري علشان تحميه مني يا ماما، الموضوع خلص على كدا، سلام



انهت المكالمة دون أن تستمع لرد والدتها، تزفر بقوة تحاول استعادة ربطة جأشها وقد امتلأ صدرها غضبًا ووعيدًا، رسمت بسمة مجبرة على شفتيها وهي تعود للطاولة حيث بيجاد، تلتقط حقيبتها مردفة لهدوء ظاهري ‌: 



_ بعد إذنك أنا لازم أمشي دلوقتي 



أماء لها في صمت ونظرات لم تلحظها، وبعد مغادرها ظل جالسًا يفكر فيها، وفي حقيقة ذلك الحديث الذي دار بينها وبين والدتها... والسؤال رقم واحد في عقله... من هو الذي تتوعد له بالقتل؟. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



خرج من الڤيلا لرؤية هشام بعدما طلب منه مقابلته ولكنه توقف عندما وجد رجال كثيرين يلتفون حول الڤيلا ببنيتهم الضخمة ليضيق بين حاجبيه وتقدم من أحدهم وأردف ‌: 



_ خير؟ أنتوا مين؟ وبتعملوا إي هنا؟ 



أجابه رجل بجديو وهدوء ‌: 



_ احنا فريق حراسة، وجينا في شغل من طرف الذئب



رفع إياد حاجبه مرددًا ‌: 



_ وإي اللي يثبتلي أنكم من طرفه؟ 



_ تقدر تتصل عليه أو على هشام بيه ببساطة



إجابة بسيطة ألقاها عليه الرجل، الذي ظهر عليه أنه المسؤول عن هذا الفريق للحراسة، نظر له إياد للحظات قبل أن يبتعد عنه لخطوات واضعًا الهاتف على أذنه، صبر قليلًا ثم قال ‌: 



_ ها هشام... أنت تعرف إي عن فريق الحراسة اللي حوالين بيتي دا؟ 



همهم وهو يستمع إلى هشام، قبل أن ينظر إلى من تحدث معه منهم يسأله ‌: 



_ اسمك إي



_ عدنان



أجابه الرجل بجمود شديد، وما إن أهبر إياد هشام عن اسم الرجل اطمأن أنه بالفعل الرجل الذي تعاقدوا في صفقة مع هو وفريقة من شركة خاصة بالحراسة لتكون حول فيلته، بأمر من ريان حماية لهم وقد أصبحوا فردًا من عائلته، ليقول إياد بهدوء ‌: 




        
          
                
_ تمام يا هشام، مسافة الطريق وأكون عندك



ثم أغلق الهاتف وغادر باطمئنان على شقيقتيه وأمينة وتوجه إلى شركة الذئب ليقابل هشام فيها .... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



تجلس بجانبه تتأمله وهو النائم الجاهل بما يدور حوله _كما تظن_ تشعر بسعادة كبيرة تغمرها، أخذت تحمد ربها على رزقه لها بشخص مثله فجعله الله سببا لإسعادها وبعثه لها تعويضًا عن ما عاشته سابقًا، لقد صبرت كثيرًا وها هي الآن تحصد نتائج صبرها وإبتسمت عندما تذكرت آية « إنَّ اللّٰه معَ الصَّابرِين»... 



رفعت كف يدها بتردد ولكن طمأنت نفسها أنه نائم ولا يشعر بها، فأسندت كف يدها على لحيته المحددة بطريقة جذابة ومررت أناملها عليها بخفه وهي تشعر بدغدغة في أصابعها بسبب لحيته لتبتسم باتساع وهى تجاهد ألا تضحك



قبل أن تغير موضع يدها وتضعها على خصلاته في رفق وحذر من شعوره بها، أعجبت بنعومة شعره فأتى في ذهنها سؤال في قمة الغباء وهى تتساءل، إذا قامت بشد شعره هل سيتألم؟!!



ولكي تعلم، عليك أن تغامر. 



وهكذا فعلت وهي تمسك بخصلاته وبغباء منقطع النظير سحبه في قوة جعلته بنتفض صارخًا بتفاجؤ وألم



شهقت مبتعدة عنه ترمقه بنظرات طفل بريء يستضعف والدته بعيناه بعد أن كسر طبق ما، وهو الذي كان يشعر بكل تحركاتها، تركها تفعل ما يحلو لها، وليته لم يفعل، فبينما هو في راحته وهي تمسد على خصلاته فزع على ألم أصاب رأسه فجأة! 



نظر لها بأعين تخرج شررًا، وأردف من بين أسنانه ‌: 



_ أنتِ إلي اللي هببتيه دا؟ 



رمشت عدة مرات مرددة ‌: 



_ ولا حاجة



رفع حاجبه وأردف مستنكرًا ‌: 



_ ولا حاجة؟ واللي عملتيه دا إي؟ مساج؟؟ 



ضحكت بخفة وأجابته بصراحة شديدة ‌: 



_ في الحقيقة أنا كنت بجرب حاجة جات لوهلة في عقلي كدا



وإن أرادت إثارة فضوله فقد نجحت، ما الشيء الذي يجعلها تجذب شعره كطفل يتشاجر مع طفل آخر في الطريق؟ ‌: 



_  حاجة إي دي؟ 



هزت كتفيها مجيبة ‌: 



_ كنت بجرب إذا شديته هيوجعك ولا لا



نظر لها وكأنها تحمل رأسًا أخرى بجانب رأسها، يسألها ببلاهة ‌: 



_ وجربتي؟؟ 



أماءت له بسرعة مبتسمة، ليصرخ له غيظًا ‌: 



_ هو إي اللي أيوا؟؟ طبيعي لما تشدي شعري هيوجعني، أمال هيغنيلك! 



زمت شفتيها قائلة بحنق من صراخه ‌: 



_ مكنتش أعرف أنه هيوجعك أوي كدا لدرجة أنه يصحيك




        
          
                
وهنا... لمعت عيناه خبثًا، ليبتسم مرددًا ‌: 



_ أصلًا مكنتش نايم



رمشت عدة مرات تردف ببلاهة ‌: 



_ أصلًا؟ 



أماء لها مبتسمًا بمكر، لتتورد وجنتيها حرجًا، بالتأكيد سيظن أنها كانت تتحرش به أثناء نومه، ومعه حق، فإن كانت هي مكانه لكانت صرخت وضربت وفُزعت أيضًا



نظرت له مجددًا بتردد، قبل أن تنسجب ببطء من جانبه تحاول الهرب منه، لتسمعه يهتف خلفها بغيظ ‌:



_ رايحة فين يا بابا، تعالي هنا، حق شعري لازم يرجع 



ثم سريعا وجدته يسحب خصلات شعرها برفق، ولكن هي التي وجدته يمسك شعرها أغمضت عينيها تنتظر شعور جذب مؤلم، ولكن كل ما شعرت به هو ضربة خفيفة على جبينها وصوته الضاحك، يعلن عن بداية مشاجرات لطيفة بينه وبين زوجته تزيده شغفًا بها، وتزيدها تعلقًا به : 



_ مساج ساعة كاملة لشعري، تعويضًا ليه عن أفكارك الغريبة. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



نظر إلى الشركة من الخارج لينبهر بتصميمها الرائع والفخم، ليدلف بخطوات هادئه يتأمل الشركة بإعجاب من تصميم وفخامة في كل شيء داخل هذه الشركة والتي تتكون من أكثر من ثلاثين طابقًا، وببساطة لأنها الشركة الأم لشركات الذئب، نظر حوله ليجد الجميع يعملون وكأنهم رجال آليين صنعوا للعمل فقط، ولهدوء والتحدث في خفوت ولباقة يعم المكان، دلف لداهل المصعد الذي نقاه إلى الطابق المراد، طابق الإدارة العليا، خرج منه متحركًا، وكاد أن يدخل إلى ذلك المكتب ااذي لاح فوفه اسم صاحبه، ولكنه توقف على صوت هادئ يردف بجدية ‌: 



_ عفوًا! حضرتك معاك معاد؟ 



نظر له إياد ليجده شاب في مقتبل عمره، ليجيبه في هدوء ‌: 



_ قول لهشام إن إياد برا



والشاب الذي رمقه للحظات بجهل لهويته، أماء وتحرك يطرق باب المكتب ثم دخل إليه يستأذنه في إدخال إياد، وبعد لحظات خرج وهو يردد باحترام ‌: 



_ اتفضل، هو بانتظارك



أماء له إياد في صمت، ثم دخل إلى المكتب مغلقًا الباب خلفه، وضع بسمة خفيفة على شفتيه واقترب مصافحًا هشام الذي تحدث مبتسمًا ‌: 



_ كنت متوقع أنك هتتأخر على ما تعرف مكان المكتب، بس ما شاء الله عليك أنت وصلت من غير ما تسأل السكرتيرة اللي تحت حتى



ابتسم إياد واردف بهدوء ‌: 



_ أنا عرفت دا كله لما شرحتلي، غير كدا مكنتش هعرف



أماء له هشام ليستند على المكتب بساعديه وهو يشبك أصابعه ببعضهم واردف بجدية ‌: 



_ أنت بتشتغل إي يا إياد؟ ومعاك شهادة إي؟ 




        
          
                
ورغم استغراب إياد من أسئلته ألَا إنه أجابه ببساطة، ليحرك هشام رأسه بإعجاب واستحسان مرددًا مباشرة ‌: 



_ ممتاز، وأنا في الحقيقة طلبت إني أشوفك هنا علشان عايزك تشتغل معانا في الشركة



هلى وجه إياد من التعابير، قبل أن يجيبه بجدية شديدة ‌: 



_ أنا معايا شغلي ومش محتاج مساعدة من حد



أجابه هشام في جدية شديدة ‌: 



_ وأنا عارف دا، في الحقيقة إحنا اللي محتاجين ليك، خصوصًا ريان، لإن شركته الأم هي اللي محتاجة مسؤول عن قسم حسابات الشركة بعد خلو المنصب دا من كام يوم لظروف ما، وطبعًا لأننا محتاجين حد موثوق فيه كان أنت أول المرشحين لدا، وللحقيقة أنت استحقيت دا لأننا دورنا على شغلك وطريقة عملك قبل ما أنا أقعد معاك القعدة دي



صمت قليلًا متنهدًا، ثم استرسل حديثه ‌: 



_ يعني أكيد احنا مش هنغامر بالشركة بسبب أننا عايزين نعمل معروف معاك والكلام دا، في الشغل مفيش الحوارات دي علشان نكون صادقين مع بعض



رمقه إياد بتفكير، الجدية على ملامح هشام جعلته يفكر بمنطقية، العمل الذي هو به أكثر من رائع، ولكن كان الأمر مختلف حبن يقارن بالعمل في الشركة الأولى عالميًا في الهندسة والمعمار، ليهز رأسه موافقًا مرددًا ‌: 



_ موافق



ابتسم هشام وقال وهو يقدم منه ملفات كانت على المكتب وكأنه كان يثق في موافقته وجهز كل شيء سابقًا ‌: 



_ ممتاز، مبارك ليك الشغل، ودي كل الملفات الخاصة بحسابات الشركة الأشهر اللي فاتت، تقدر تشتغل من بكرا . 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



مرت الأيام وبدأ إياد بالعمل في شركة الذئب وها هو الشهر ينتهي، ليشعر ريان بأنه ولد من جديد في هذا الشهر الذي مر عليه كيوم واحد فقط وها همو يبدأ في إجراءات العودة إلى القصر ووجوه عاش معها سنينًا طويلة بعد أن قطع معهم كل الاتصالات الممكنة طوال هذا الشهر. 



اصطفت سيارات كثيرة أمام القصر، كانت سيارات الحرس وبينها سيارة بها هي وزوجها الذي تعجبت رهبة الحرس منه وكأنه وحش ما! 



هبطت حوراء وكفها بكف زوجها ودخلا إلى القصر الذي تفاجأت بخلوّه تمامًا،نظرت إلى ريان الذي قرأ سؤالها في عينيها، ليجيبها بهدوء ‌:



_ كيان عند عامر، والخدم مش بياجوا غير للتنظيف



أمات بتفهم ولم تعقب،ليتعالى رنين هاتف زوجها لأول مرة منذ شهر، ولم يكن سوى بيجاد الذي سارع في الاتصال ما إن وصلته رسالة بفتح الهاتف، وما إن أجاب عليه ريان حتى قال ساخرًا ‌:



_ والله بدري يا ذئب، ما كنت خليتها سنة



_ خليك في حالك يا .. 




        
          
                
صمت ريان عن سبة كادت تفلت منه وهو ينظر إلى زوجته التي تنظر له بهدوء، ليضحك بيجاد وعلم أنها جواره، ليقول ‌: 



_ هكون عندك أنا وهشام كمان عشر دقايق، جهز الأكل 



_ حد قالك إني فاتحها صدقة بروح أمك؟ 



_ صدقة مش صدقة، جهز الأكل لحد ما أوصل



ضحك ريان بخفة وأغلق فى وجهه ليستمع إلى صوتها المتسائل في رقة ‌: 



_ حصل إي؟ 



_ بيجاد وهشام جايين 



أماءت له بهدوء وتحركت إلى غرفتها لتبدل ثيابها بأخرى، بينما بقي ريان ينتظر صديقيه الذان ما إن أتيا حتى فتح بيجاد ذراعبه قائلًا بدرامية ‌:



_ أهلًا أهلًا بعريسنا، والله اشتقنا والله



دفعه ريان عنه مرددًا بسخرية ‌: 



_ اشتقنا إي هو شهر رمضان! خد صاحبك وابعد عني يا هشام، صفاء الأيام اللي عدت مش عايزه يخرب في أول دقيقتين



قال هشام بهدوء ‌: 



_ أنا لا عايزك ولا عايزه، أنا جيت لإني عرفت في أكل



تبادلوا الحديث والضحك معًا، ولكل واحد منهم تعبير خاص عن اشتياقه، ولكن ليس بينهم تعبير طبيعي البتة، حتى أتت حوراء وابتسمت لهم، وبارد بيجاد في التحدث بود ‌: 



_ أخبارك إي يامرات اخويا



ابتسمت له واردفت برقة ‌: 



_ بخير الحمد لله



هتف بيجاد بمرح ‌: 



_ ها بقى، عندكوا أكل؟ 



ضحكت حوراء بخفة بينما اردف ريان باستفزاز ‌: 



_ ولو عندنا، مش ليك



صرخ بيجاد فجأة بدرامية ‌: 



_ مش ليا إي، أنا ارتكب جناية هنا، يعني جاي الطريق ورحبت بيك وفي الآخر مفيش أكل



ضحكت حوراء ثم نظرت إلى ريان قائلة ‌: 



_ بما إن العمال مش موجودين فأنا هحاول اعمل غدا لينا 



نظر لها برفض وجاء ليعترض ولكنها اردفت بمرح ‌: 



_ متقلقش مش هوديكوا المستشفى مع أنها اول مرة ليا



ابتسم لها ولم يحب أن يحرجها، إن أرادت لتفعل، وذهبت هي إلى المطبخ لتشعر برهبة بسيطة وكأنها داخل لجنة امتحان، ولكن شجعت نفسها وبدات بالبحث عن شئ سهل التحضير



أما في الخارج جلس هشام واردف بهدوء ‌: 



- والله انا ما عارف اى الشغل اللى انت عايزنا فيه من اول ما رجعت كنت ارتحت الاول وبعدين تشوف الشغل



هتف ريان بإستغراب
- شغل اى



اردف بيجاد بسرعة وضحكة بلهاء
- لالا متخدش في بالك يا ذئب




        
          
                
فهم ريان ما فعله وأنه اخبر هشام بأنه يريدهم من اجل العمل لكي يأتي معه وأيضًا هشام الذي نظر له نظرة ناريه لينهض بيجاد بسرعة وهو يهتف ببلاهه ‌: 



- انا عملت كدا علشان عارفه مش هيرضى ياجي معايا لو قولتله اننا ناجي علشان نتغدا عندك فاختصرت وقولتله كدا



زمجر هشام بغضب ‌: 



- نهار ابوك مش معدي، ناجي علشان نتغدا يامتخلف ازاى ومفيش خدامة وحدة أنت عبيط يلا



نظر له بيجاد واردف ببلاهة ‌: 



- ازاى مفيش خدم ياجدع! 



نهض هشام وتوجه نحوه بغضب وهو يردف : 



- يعنى مفيش يا متخلف



خرجت حوراء على صوتهم واردفت برقه ومرح ‌: 



- مفيش مشكلة انا موجودة وهعملكوا، وآه للعلم دي اول مرة ليا يعنى فاستحملوا



نظر لها ريان بهدوء وابتسامة خفيفة وذهب خلفها فى المطبخ واردف بحب ‌: 



- بتعملى إي يا زوجتي الجميلة؟ 



نظرت له واردفت وهى تخرجه الى خارج ‌: 



- سيبنى براحتى علشان دى اول مرة ليا وانت اقعد معاهم برا يلا وانا شوية وهخلص ان شاء الله



ليضحك بخفه وخرج تاركها لكي تحضر لهم الطعام وهو يشعر بالقلق عليها لأن هذه المرة الأولى التي تقف فيها فى المطبخ وجلس مع بيجاد وهشام وعقله معها هي



أما عنها وهي في الداخل جعلت من المطبخ مكان متسخ وفوضوي بشدة وكل هذا لكي تحضر معكرونة بشاميل وكفته وسلطة خضراوات 



وبعد نصف ساعة دلف إلى المطبخ ليصدم من هيئته لتقع عيناه عليها وهي تقف بين كل هذه الفوضى بتوتر، ليقترب منها ووقف خلفها شعرت به وهو يقف خلفها لتلتفت له مردفة بخجل ‌: 



_ أول محاولة باءت بالفشل



ضحك مرددًا وهو يسحبها للخاؤج ويخرج هاتفه ‌: 



_ فداكِ، هنطلب غدا أحسن بيجاد ياكلنا احنا



ضحكت بخفوت وجلست بينهم تنتظر الطعام مثلهم، أو مثل بيجاد بالأحرى والذي ردد ‌: 



_ وأهي قعدة، وأهو مستنيين



لكزه هشام بجانبه بينما ضحكت حوراء وهي تسمعه يصرخ بالآخر ‌: 



_ في إي يا إتش؟ ما تلم دراعك يا حبيبي أنا أسد المخابرات متعاملش كدا



سحبه هشام من ذراعه وأجلسه مجددًا بسخرية ‌: 



_ اقعد وارتاح طيب وبلاش نفخة صدر



وما إن وصلهم الطعام، تناولوا معًا تحت ضحكات حوراء على تصرفات بيجاد مع هشام وتوعد ريان لهما وكأنهما أطفال أصدقاء في الروضة!. 




        
          
                
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وفي صباح اليوم التالي، انتهت من ارتداء ملابسها والتي تكونت من بنطال أسود وأعلاه ما يصل طوله لركبتيها مع حجابها، وزينت عينيها بالكحل العربي الإأسود ليظهر حدتها التي مثل السيف



وامسكت حقيبتها السوداء الصغيرة ووضعت بها ملتزماتها وخرجت من الغرفة لترى شقيقها هو يجلس بجانب شقيقتها بعدما وضع الفطور أمامها



نظر لها إياد لينهض وقبل رأسها بحنان واردف بهدوء ‌: 



- خلي بالك من نفسك، عدنان هيروح معاكِ النهاردة، اعذريني الشغل النهاردة فوق دماغي زي جبل أُحُد



أماءت له أريب وقبلته من وجنته وفعلت المثل مع شقيقتها وخرجت لكي تتسوق قليلًا وتشتري لها بعض المستلزمات الجديدة وفور خروجها قام بإحاطتها رجال أقوياء البنية وسمعت صوت خشن وهو يردف ‌: 



- اتفضلي ياهانم



نظرت له لتجده رجل ضخم ذو أعين بنية قاتمة لتومئ له لتجدهم يقودونها إلى سيارة سوداء عالية، لتنظر له وهو يفتح لها باب السيارة لتصعدها بهدوء وصمت، ليغلق الباب خلفها لتنطلق السيارة وخلفها سيارة الحراسة والتي كان يقودها عدنان



وبعد قليل وقفت السيارات أمام محل للملابس لتترجل من السيارة لتجدهم أيضًا يقومون بإحاطتها لتزفر بضيق وتقدمت إلى الداخل لتجدهم يبعدون كل الأشخاص من أمامها أو بالمعنى الأصح اخرجوهم من المحل بأكمله...



لتبدأ بتنقية بعض الملابس لها لتنظر لهم وهى تجدهم يذهبون خلفها لأي مكان لتردف بحنق ‌: 



- استنوني برا



ليقفوا الرجال بدون حركه ليتقدم من بينهم عدنان والذى اردف بصوت أجش ‌: 



- اتفضلي ياهانم واحنا مستنيينك هنا



دلفت أريب الى قسم خاص بملابس النساء وخرجت بعد القليل من الوقت وحاسبت على ما اشترته وخرجت لتسير بعيدًا عن السيارة ليمنعها عدنان عندما وقف امامها لتردف بنفاذ صبر ‌: 



- جعانة، هروح آكل في المطعم دا، في مشكلة؟ 



هز رأسه بلا وابتعد من امامها وظل يسيرون خلفها ودلفت إلى مطعم وطلبت بعض الطعام وبعدما انتهت منه نهضت لتردف بهدوء ‌: 



- رايحة التواليت وجاية ملوش لزوم أنكم تاجوا ورايا



اماء لها عدنان لتذهب هي إلى المرحاض وبعد دقائق خرجت لتنظر إلى الأسفل لترى أن رباط حذائها انفك لتنحني وقامت بربطه بسرعة ونهضت وتقدمت خطوتين إلى الامام بدون أن تنظر امامها لتجد نفسها تصطدم بشيء صلب ارتدت على أثره إلى الخلف وكادت أن تسقط لولا اأها استندت على الحائط، لتنظر أمامها بغضب لتجد أنها اصتدمت بشاب وأدت إلى سقوط هاتفه لتسمعه وهو يردف بغضب وهو يلتقط هاتفه من الارض بدون النظر لها ‌: 




        
          
                
- مش تبصي قدامك، أنتِ عامية



احتدت نظرتها واردفت بغضب ‌: 



- ما تحترم نفسك وبعدين انت اللي اعمى ووقح كمان



نظر لها الشاب بعينيه الزيتونيه القاتمة ليجد فتاة قصيرة القامة ذات ملامح جميلة وأعين حادة كالسيف بلونها العسلي ليشرد في عينيها ليفيق وهس تبتعد من أمامه متمتمة بغيظ ‌: 



_ إي القرف دا، ولا علشان ربنا اداهم شوية طول يمشوا يدوسوا على القصيرين



ابتسامة جانبية شقت شفتيه وهو ينظر إلى أثرها وهو يهتف بصوت منخفض ‌: 



- لا وصريحة وبتعترف أنها مش باينة من الأرض .. إي اللي بقوله دا، أنا لازم اشوف اللي ورايا



ارتدى نظارته السوداء يخفي خلفها عينيه الزيتونية الرائعه وخرج من المطعم ليصعد سيارته السوداء وتوجه إلى مكان ما... 



أما هي فقد عادت لهم بمزاج سيء، وخرجوا من المطعم وصعدت السيارة ليتوجهوا آلى الفيلا مجددًا وهى بداخلها مغتاظة من ذلك الشاب والذي لم تركز في ملامحه وبالكاد رأتها بسبب طول قامته وقصرها هي…



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



نظرت له وهو يتجهز للذهاب إلى الشركة بعبوس، وعبرت عن ذلك بقولها ‌: 



_ ريان، هو أنا هفضل لوحدي اليوم كله؟ 



ابتسم لها من المرآة يجيبها ويده مشغولة بترتيب ثيابه على جسده ‌: 



_ لا يا قلب ريان، كيان كلها ساعة وهتكون هنا، أنا بعت سليمان يجيبها، وكمان القصر مليان خدم، ولو احتاجتي تخرجي لحديقة القصر خلي حد منهم يقول للحرس إنك هتخىجي علشان يفضوا مكانهم، تمام؟ 



هزت رأسها ولم تهتم سوى بأن كيان آتية، وللحق سعدت بذلك فهي لن تتحدث مع الخدم! 



قبل ريان جبينها هامسًا ‌: 



_ هتوحشيني



ابتسمت له بخجل ليغمزها بعينه ورحل، لتنهض حوراء لتبدل ثيابها وتنزل في انتظار قدوم شقيقة زوجها الجميلة. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



دلف إلى شركته بقوة ليقف الجميع احتراما وخوفًا منه، ليدلف إلى المصعد بعدما استمع إلى الكثير من الهمسات المعجبة به وبوسامته وقوته ونفوذه أيضًا، وبالطبع لم يهتم بأي منهم فلا يوجد سواها هي من امتلكت قلبه ومن المستحيل النظر إلى غيرها ليقف المصعد معلنا وصوله إلى آخر طابق ليخرج منه ودلف إلى المكتب وجلس على كرسية الذي صنع خصيصًا له خلف ممتبه، ليستمع بعد وقت قليل إلى صوت طرقات هادئه ليردف بقوة ‌: 



- اتفضل



دلفت فتاة متوسطه الطول وهي ترتدي ملابس فضفاضة وحجاب على رأسها، كانت غريبة على أنها سكرتيرته التي يجب أن تكون أكثر تزينًا وجمالًا لأنها واجهة للشركة،وقفت امامه بإحترام وهى تردف بهدوء ‌: 




        
          
                
- اسمي " هنا " السكرتيرة الجديدة 



نظر لها ريان واردف بجمود : 



- قولى اللي عندك على طول



اردفت هنا بسرعة وهى تقرأ ما بيدها ‌: 



- حضرتك معاك اجتماع بعد نص ساعة مع الوفد البريطاني، والأوراق دي محتاجة امضاء حضرتك عليها



انهت حديثها وهى تضع أمامه بعض الملفات التي تحتوي على الأوراق



أماء لها واردف بجدية ‌: 



- ماشي، وفين القهوة؟ 



- هروح اجيبها لحضرتك



أماء لها لتخرج وهي تزفر براحة، فهي سمعت الكثير عن صرامته وقوته في العمل لتحمد ربها أنها خرجت بدون طرد من عنده وتوجهت لإحضار القهوة له قبل أن يطردها فهي بحاجة لهذا العمل وبشدة... 



بعد وقت خرجت من عنده بعدما وضعت أمامه القهوة وتوجهت اإلى مكانها بعدما أمرها أن هشام وبيجاد يمكنهم الدلوف في أي وقت ... 



كان يركز في الأوراق التي بيده وهو يرتشف من القهوة ليجد من يطرق الباب ويدلف ولم يكن سوى هشام وهو يردف ‌: 



- اخبارك إي؟ 



- الحمدلله .. أت هتحضر معايا الاجتماع



أماء له هشام مؤكدًا، وبقيا يتحدثان عن بعض الاعمال ليجدا فجاة الباب يفتح بقوة ويدلف منه ذلك المجنون وهو يردف ‌: 



- أنا جيت يا بشر



مسح ريان وجهه بنفاذ صبر واردف من بين اسنانه ‌: 



- ادخل يا حيوان



اردف بيجاد بضحك وهو يجلس امامه مقابل هشام ‌: 



- دخلت يا ذئب 



كاد هشام أن يتحدث ولكن قاطعه افتتاح الباب بقوة مرة أخرى لينهض هشام وبيجاد بسرعة فمن غير بيجاد يستطيع الدلوف بهذه الطريقه وقتمت أعين ريان بغضب ليستمعوا اآلى صوت ليس بالغريب عليهم وهو يردف ‌: 



_ لا، الشركة وحشة أوي أوي من غيري



صدم بيجاد وهشام من هويته ثم وجدوا هنا وهي تدلف وتردف بسرعة ‌: 



- والله يا بيه حاولت امنعه بس..



قاطعها ريان وهو يشير لها بالرحيل لتذهب وهي تغلق الباب خلفها ليردف بيجاد بفرحة شديدة وهو يحتضنه بقوة ‌: 



- مش مصدق أنت هنا بجد



بادله الآخر الإحتضان وهو يردف بمرح ‌: 



- لا وراك 



ضربه بيجاد على ظهره بخفه وهو يحتضنه بشدة ليحتضنه هشام أيضًا بهدوء، نهض ريان وهو يبتسم بخفه وصافحه مرددًا بهدوء ‌: 



- حمدًا لله على سلامتك، جيت امتى؟ 



اردف بهدوء وفرحة لرؤيتهم ‌: 




        
          
                
- جيت النهارده وكنت عايز اعملهالكم مفاجأه لحد ما عرفت إن مثلث الصداقة الملوّن بيتجمعوا دايمًا في شركة الذئب فقولت دي فرصة حلوة إني اعملهالكم مفاجأة مع بعض



جلسوا جميعا مجددًا واردف بيجاد ‌: 



- لا فاجأتنا أنت بدخلتك دي، علشان مفيش غيري بيعملها ... بس ليك وحشه يا أسورة



نظر له واردف بغيظ ‌: 



- بقى المقدم آسر الجارحؤ يتقاله أسورة.. فعلا معرفة هباب



ضحك هشام وهو يأكد على حديثه ليردف ريان بجدية ‌: 



- عملت إي في المهمة يا آسر؟ 



اردف آسر بغرور يمتلكه حقًا ‌: 



- نجحت طبعًل، هو في مهمة بيدخلها آسر الجارحي الوحش ومتنجحش! 



اردف بيجاد بإستفزاز ‌: 



- نجحت واخدت 3 سنين امال لو منجحتش كانت هتاخد كام سنة! 



اردف آسر بغيظ ‌: 



- مهى مكنتش مهمه وحدة دول 7 مهمات يا مفتري واتمرمطت فيهم ومكنتش بنام الليل 



ضحك بيجاد بقوة بينما نظر لهم هشام وريان بعدم مبالاة واردف هشام ببرود ‌: 



- معلش 



نظر له آسر وبيجاد فهما يغتاظان بشدة من هذه الكلمة ليردف آسر بغيظ ‌: 



- يااه تصدق ارتحت



أماء له هشام بابتسامة صفراء ليردف ريان بجدية ‌: 



- طيب يلا منك ليه من غير مطرود، مش فايق للعبكوا



اردف بيجاد بخبث ‌: 



- آه قول كدا عايز ترجع البيت بسرعة يا شقي، دا أنت حتى قعدت شهر كامل معاها



ألقى ريان عليه القلم الذؤ كان في يده ليبتعد بيجاد إلى الخلف وهو يضحك ولم يصيبه القلم ليردف آسر بعدم فهم ‌: 



- مع مين؟؟ 



اردف بيجاد بضحك ‌: 



_ آه صحيح أنت متعرفش، خد الصدمة دي يا حلو، الذئب اتجوز



نظر له آسر واردف بعدم تصديق ‌: 



_ قول حاجة معقولة مش مستحيلة 



اردف ريان بهدوء ‌: 



- مش مستحيلة وفعلًا أنا اتجوزت 



اكمل هشام بهدوء ‌: 



- وامبارح رجع من شهر العسل



نهض آسر كمن لدغته عقرب وهو يردف بعدم تصديق ‌: 



- بقولكوا إي، متخلونيش أقول ألفاظ دلوقتي تجرح براءتي، أنت اتجوزت بجد؟ 



ضحك بيجاد على رد فعله ليجلسه هشام وهو يردف مبتسمًا ‌: 




        
          
                
- اقعد، اقعد بس



جلس آسر وعيناه متسعة بعدم تصديق وأخرج هشام هاتفه وأراه زواج الذئب الأسطورى والذي كان يأخذ التريند في كل شئ ولكن لم تظهر حوراء في أي مقطع بسبب أوامر الذئب عندما أمرهم بحذف كل المقاطع التي تظهر فيها زوجته ...



نهض آسر وعانق ريان بقوة وهو يردف وما زال على صدمته ‌: 



- مبارك يا صاحبي بجد أجمل خبر سمعته واغربهم طبعًا



ابتسم له ريان ليكمل ‌: 



- آه صحيح، اخبار أختك إي



اردف ريان بهدوء ‌: 



- كويسة 



ثم نظر إلى هشام وبيجاد وأكمل ‌:



_ هى أكيد وصلت دلوقتي، يبقي تعالوا علشان متزعلش



اومأ له هشام وبيجاد بيردف آسر بمرح ‌: 



- وانا هعملهالها مفاجاة مع إني أشك انها تعرفني



وظلوا يتحدثون معًا حتى شرد آسر فجأة وهو يتذكر تلك العيون الحادة وشراستها في الحديث وقصر قامتها الذي يظهرها وكأنها طفلة، ليعود من شروده على ضربه خفيفه فى ذراعه من بيجاد وهو يردف بخبث ‌: 



_ اللي واخد بالك 



ضحك آسر واردف بضحك وشرود ‌: 



-_ في بنت خبطت فيا النهاردة مش عارف اقول إي عنها بصراحة بنت ولا طفلة، من طولها تقول عليها طفلة بس من لسانها تقول عليها أكبر منك



اردف بيجاد بخبث ‌: 



- الله اكبر الصنارة غرزت ولا إي؟ 



هتف آسر بقوة ‌: 



- لا طبعًا بس هو موقف مش أكتر، عمومًا يا ريان هبقي اجيلك أنا والبهوات دول



اردف ريان بهدوء وهو ينهض ‌: 



- ماشي أشوفكم بالليل .. يلا ياهشام معانا اجتماع



وخرج هو وهشام ليذهبا إلى الاجتماع بينما ذهب بيجاد مع آسر وهما يتذكران ايامهما سويًا، فهو صديقه وأخيه أيضًا الذي تعرف عليه في أول سنة له في المخابرات ليصبح صديقه الذي يخرج معه في أي مهمه وكانوا قوة لا تقهر وهو يلقب بوحش المخابرات وبيجاد أسد المخابرات، حتى افترقا عن بعضهما بسبب هذه المهمة التى كُلف بها آسر وحده ليضطر آلى الرحيل والسفر وحده لثلاث سنوات .. وقص له آسر كل ما حدث معه أثناء المهمة وكيف نجح بها وبقيا يتذكران الكثير والكثير من المواقف التي تجمعهما أثناء مهماتهما ....



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



(آسر الجارحي : ثلاثون عامًا، اسم على مسمى، فهو آسر لقلوب الفتيات بوسامته الشديدة، ذو أعين زيتونية لامعة وشعر بنى كثيف وبشرة برونزية قوي البنية بسبب طبيعة عمله، يهابه الجميع إلّا اصدقائه، صارم، حاد الطباع، مرح قليلًا واغلب الوقت مغتر بقوته وعمله، يكون حنون نادرًا، يصبح وحشًا مخيفًا عند الغضب، يلقب بوحش المخابرات، توفي والده ويعيش مع أمه وخاله وزوجة خاله ). 




        
          
                
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



جاء المساء ليدلف ريان إلى القصر ليجد آسرة قلبه تجلس مع شقيقته والتي نهضت فور رؤيتها له وركضت نحوه لتحتضنه باشتياق ليبادلها هو العناق باشتايق أكبر، أما حوراء فكانت تقف تطالعهما بحنان، ابتسم لها ريان بخفة وتوجه نحوها واحتضنها بقوة لتشعر بالخجل بسبب رؤية كيان لهما وسمعت همسه ‌: 



- وحشتيني يا ملكة قلبي



رفعت يدها بتردد وعانقته بلطف وهى تردف ‌: 



- وأنت كمان



ابتعد عنها وقبل جبينها ليستمع إلى صوت شقيقته الضاحك ‌: 



- نحن هنا



ابتعدت عنه حوراء بسرعة خجلًا بينما نظر لها ريان مردفًا بغيظ ‌: 



- فصيلة



ضحكت كيان واردف ببرود مصطنع ‌: 



- عارفة



ابتسم ريان واردف بحنان وهو ينظر آلى حوراء التي كانت تنظر بعيدًا عنهما : 



- إياد واخواتك جايين 



لتنظر له حوراء بفرحة وهى تردف ‌: 



- بجد، امتى؟ 



- دلوقتى يا أميرتى



نظرت آلى الصوت بسرعة لتجده شقيقها وهو يسيؤ بجانب شقيقتيه، أسرعت له حوراء تعانقهم واحد تلو الآخر، وكذلك كيان التي قالت بهدوء وخجل ‌: 



- اخباركم إي



أجابتها آية وهي تصافحها ميتسمة ‌: 



_ الحمدلله يا كوكي



رحب بهم ريان ثم قال ‌: 



- وكمان بيجاد وهشـ



قاطع حديثه وهو يستمع إلى صوته وهو يدلف ويردف بمرح ‌: 



- في حد بيجيب في سيرتي؟ 



ضحكت كيان مردفة ‌: 



- هو انتوا بتطلعوا على السيرة! 



ليضحك هشام وبيجاد وركضت نحوهما وهي تعانقهما باشتياق وبادلوها هما بحنان واعطياها أيضًا الشكولاتة التي لا يمكنهم نسيانها أبدًا، وألقيا السلام على إياد والباقي، لينظر الجميع بإتجاه الباب وهم يجدون شخص يدلف وهو يخفي وجهه خلف مجموعة من الأزهار التي معها الكثير والكثير من أنواع الشوكولاتة. 



ابتسم  ريان وهشام وبيجاد وهم يعرفون هويته وكيفية دلوفه، فهو ما زال وسيظل آسر لقلوب الفتيات بأفعاله ووسامته ...أما كيان والبقيه كانوا ينظرون له بجهل لهويته حتى أبعد من امام وجهه تلك الظهور والشوكولتاتة المجمعة معًا، ولم يلبث ثوان حتى استمعوا إلى صوت شهقة قوية صدرت من كيان وهي تنظر له بعدم تصديق وتضع يدها على فمها وهى تردف بصوت سعيد عالٍ ‌: 



- آسر! مش معقول



ابتسم آسر واردف بحنان ‌: 



- مفاجــأة



ركضت نحوه كيان ووقفت أمامه وهي تنظر له بعدم تصديق وهى تردف ‌: 



- انت بجد هنا ولا أنا بحلم؟ 



قرصها بيجاد فى ذراعها لتتأوه بألم تنظر له بغيظ ليردف ببرود ‌: 



- كنت بعرفك أنك مش بتحلمي



رمقته بحنق ثم نظرت إلى آسؤ مجددًا واردفت ‌: 



- وحشتني أوى يا آسر، متغيرتش غير أنك طولت حبتين تلاته أربعة عشرة كدا



ابتسم آسر واردف بحنان ‌: 



- وانتى كمان وحشتيني يا كوكو، كنت فاكر أنك مش هتفتكريني بس طالعة زي اخوكى ذاكرة كمبيوتر



رفعت يدها فى وجهه وهى تردف ‌: 



- الله اكبر



قهقه آسر بخفه واردف وهو يعطيها الأظهار والشكولاتة ‌: 



- احلى شكولاته لأحلى كيان



التقطتها كيان منه وهى تنظر لها بسعادة وتمتمت له بالشكر وهي لا تصدق أنه امامها بعد غياب طال لثلاث سنوات، هي لم تحتضنه رغم أنها تريد وبشده ولكنها تخجل منه فهى تعتبره صديقها ولكن ليس بقرابة بيجاد وهشام منها .....



اما آسر فأردف بهدوء وهو يري الكثير من الوجوه التى لم يتعرف عليها ‌: 



- أهلًا يا جماعة



تحدث ريان بهدوء ‌: 



- تعالى يا آسر



ثم نظر الى حوراء واردف بعشق وهو يشير إليها معرفًا ‌: 



_ ملكة الذئب



نظر لها آسر ليرى فتاة شديدة الجمال ، ولكنه ابعد عيناه بسرعة فعندما قال ملكة الذئب فهذا يعنى أنها هى زوجته، ليكمل ريان تعريفه على اخوة حوراء وهو يشير لهم واحد تلو الآخر



نظر لهم آسر وصافح إياد بحرارة والقي السلام على آية ولكن ما إن وقعت عيناه على تلك القصيرة حتى اردف بصدمة ‌: 



- أنتِ!. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



تجمعنا الأقدار، وكأننا نسير على حدود متصلة، مهما ابتعدنا نتلاقى في نقطة ما. 



والسَّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent