Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل التاسع 9 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

  

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل التاسع 9 - بقلم منة جبريل


البارت التاسع
                                    
                                          

توقفت السيارة فى مكان مهجور تماما من المبانى إلا ذلك المخزن الذى كان يحيطه الكثير من الرجال و الصمت الموحش يحيط بالمكان.. 



هتفت بضجر



- وصلنا



- ايوا



= يعنى اشيل البتاعة دى انا حاسة انى اتعميت



ضحك بخفة هاتفا



- لا لسه..خمس دقايق وهخليكي تشيليها



تنفست بغضب تحاول السيطرة على انفعالاتها ليترجل من السيارة وتوجه ناحيتها وفتح الباب وأمسك بيدها لتسحبها هى سريعا



هتف ببرود



- هاتى ايدك هساعدك



زفرت بهدوء ومدت يدها ليلتقطها وهو يساعدها على الترجل من السيارة واغلق الباب خلفها هاتفا



- امشي معايا



تشبثت بكف يده بقوة وسارت معه بحذر..عندما وصلوا الى المخزن دفعها بخفه لتدلف الي الداخل بخطوات قليله ودلف هو بعدها واغلق الباب جيدا..



هتفت بملل



- ايه اشيلها



- يابنتى اصبري خلى عندك صبر وكمان لما ندخل مش عايزك تعملى أى صوت اتفقنا



اومأت بضجر ليسير بها الى الداخل...



اشار للرجال الذين كانوا يقفون حراسه على ذلك المجثي أرضا بأن يخرجوا بدون أن يصدروا صوت ليخرجوا بالفعل بصمت تام..



شعرت به هو يزيل الشريط من على عينيها 



فتحت عينيها وأغمضتها عدة مرات لتضح لها الرؤية شيئاً فـ شيئاً..



وجدته ملقي أؤضا والدماء تخرج من أنفه وفمه غير تلك الجروح التى تزين وجهه الأبيض المحمر وكذلك جسده الملئ بالجروح..ولكن ما استغربه هو ذلك الشريط الذى على عينيه..



نظرت الى بيجاد لتجده يطالع ذلك الجاثى أرضا ببرود..



كادت أن تتحدث ليشير لها بأن تصمت..لتبتلع كلماتها الى جوفها ليشير لها عدة إشارات لتفهمها وكان يخبرها بأنه لا يجب عليه بأن يسمع صوت أى منهم



اومأت بإستغراب ثم نظرت الى مايكل بغضب وشر ظهر بعينيها لتتوجه نحوه بخطواتها الثابتة لتصبح واقفة فوقه..



وبقوة ركلته فى معدته جعلته يصدر صراخا قويا..لتظل تسدد له اللكمات والركلات بدون رحمة..فهى لا ترى إبن خالتها الآن..بل ترى الشخص الذى دائما ما يحاول الاعتداء عليها..ترى الشخص الذى كان يتعدى عليها بالضرب دائما..ترى الشخص الذى كان سببا من أسباب وجودها بمصر وليس بجانب والدتها فى أمريكا..ترى الشخص الذى كان يتهمها بشرفها وعفتها ويقارن بينها وبين فتيات امريكا الذين لا يملكون حياءً أو خجل..ترى الشخص الذى دائما ما كان يشبهها بفتيات الليل..ترى الشخص الذى كان يتعدى على والدتها بالألفاظ الشنيعة..ترى الشخص الذى خرب عليها حياتها جاعلها لا تعيش بسلام كباقي الفتيات..والذى سلب منها النوم فى الليل..والذى جعلها تموت خوفا كلما تسمع صوته او تشتم رائحته المشمئزة..



 
                
ولكن ليس بعد اليوم..فهى سوف تأخذ حقها كاملا من هذا الذى دمر حياتها..لن ترحمه ولن تجعله يعيش يوما آخر..فكفى خوف..توتر..قلق..



كانت تضربه بهيستيريا وعنف وقوة شديدة..تضربه بكل ما أوتيت من قوة..لتتوقف عن ضربه وهى تتنهد بقوة وجسدها تصبب عرقا وتمردت خصلات من شعرها لتسقط على وجهها ملتصقا بجبينها بسبب ذلك العرق الذى به..



بينما ذلك الذى كان يتعرض للضرب فهو كان يصرخ بقوة بسبب الألم الذى يشعر به فى جميع انحاء جسده..لا يوجد مكان به سليم او لا يشعر به بالألم..



سحبت مسدس من بنطالها من الخلف ووجهته نحو رأسه..



كان ذلك الواقف يطالعهم ببرود..يرى قوتها وغضبها التى تفرغها بذلك الجاثى أرضا والذى كان هو سببا بكل هذا الكره والغضب الذى بداخل عينيها..
ولكنه تحرك سريعا عندما وجدها تخرج سلاحها موجهة إياه الى رأسه..



كان يعلم أنها تريد قتله لذا كان متحفزا للتدخل بأى وقت..



ليركض نحوها سريعا وسحب السلاح من يدها بحركة سريعا..



نظرت له بغضب وكادت أن تصرخ به ليضع يده على فمها مانعها صراخها ناظرا لها بتحذير أن لا تخرج صوتا..



لتبتعد عنه بغضب وهى تحاول سحب السلاح من يده ولكنه رفض



لتبتعد عنه ونظرت له بشر وابتسامة مخيفة ارتسمت على شفتيها لينظر هو لها بتوجس من هذه النظرة والابتسامة



وبحركه سريعة منها رفعت قدمها لتخرج تلك السكين الصغيرة التى كانت بحذائها وركضت نحو ذلك الجاثي أرضا يإن بألم ليلقي الأخير السلاح بعيدا وركض نحوها بسرعه البرق ولكن كان قد فات الأوان ووضعت السكين وسط كف يده..



صرخة مدوية صدرت من ذلك الذى تنزف يداه والمثبتة أرضا بسبب تلك السكين التى بها..



جذبها نحوه وكتفها بقوة بسبب حركتها العنيفة ليجدها لا تريد أن تهدأ بل تريد الوصول اليه لتقتله...رفع يده ووضعها على عنقها وضغط بمكان معين لتقع مغشيا عليها بين ذراعيه



حملها وتوجه بها الى الخارج سريعا..
وهتف الى رجاله بقوة



- عالجوه بسرعة



وأكمل طريقة وهو يحمل تلك المغشي عليها نحو السيارة ليضعها بها وربط حولها حزام الأمان ثم التف هو وجلس على مقعد القيادة وربط الشريط على عينيها تحسبا لإستيقاظها وهم بالطريق وانطلق بالسيارة بسرعة البرق الى منزلها...



....فى لندن .....



يجلس على المكتب يطالع الأوراق التى بين يديه بغضب شديد ليكورها بين قبضته القوية تزامنا مع صراخه الغاضب



- سيمران



فزعت تلك الفتاة التى تدعى سيمران وهى فتاة غير عربية وهى تستمع الى صراخ مديرها بهذا الشكل المرعب والتى هى سكرتيرته الخاصة هنا




        
          
                
ركضت نحو المكتب ودلفت وجسدها ينتفض خوفا بسبب ملامحه الغاضبة.. لتفزع عندما نهض وتقدم نحوها هاتفا بغضب 



- ماا هذا الهراء.. هل نحن نلعب هنا... ما كل هذه الأخطاء



اصبح صدرها يعلو ويهبط بسرعة شديدة وهى تهتف بصوت متقطع



- أي.. أي أخـ.. أخطاء سيدى... 



فتح لها الورقة أمام وجهها هاتفا



- هذه... لولا انى اعلم اجتهادك فى العمل لكنتِ خارج الشركة الآن.. اسمعيني جيدا.. أنا لا أعطى فرص ولكن من أجل انى اعرفك جيدا سوف أسامحكِ وأيضا لأن هذا اول خطأ لكى منذ أول يوم عملتى به بهذه الشركة..لذا ستأخذى هذه الأوراق وتراجعيها جيدا وتصححي كل ما بها من أخطاء وتعيديها لي..هل فهمتي؟ 



اومأت له بخوف مردفة



- فـ..فـ..فهمت..سـ..سيدى



اعطى لها الأوراق مردفا بغضب



- انصرفي



غادرت بسرعة وجسدها ينتفض خوفا وهى تتنفس بسرعة



بينما فى الداخل فجلس على مقعده ينفث بغضب وهو يمسح على وجهه..ثم فتح عينيه لتظهر خضراوتيه التى تلمعان بالقسوة والغضب..



تذكر كيف أخفي صديقته تلك الهايدى منه وسفرها خارج مصر بلا عودة حتى لا يقتلها..ولم يخبره مكانها بل أكتفي بقوله أنها لن تعود الى مصر مجددا وأنها تحت رحمته..



توقف تفكيره عندما احتل ذلك الوجه البرئ افكاره..نظرتها القوية..ضحكتها..طريقة حديثها الهادئة..صوتها الرقيق والذى يخفي خلفه قوة. 



أمسك رأسه صارخا بغضب



- اخرجى من راسي بقى...اخرجي



انهى حديثه وهو يلقى بكل ما على المكتب أرضا ولم يكفه هذا بل أمسك المكتب وقلبه رأسها على عقب وتوجه نحو تلك الطاولة الصغيرة والتى كانت من الزجاج وضربها بقبضة يده بقوة لتتهشم الى اجزاء صغيرة وتناثر دمه على الأرض..ولكن كل هذا لم يهدئ من الغضب الذى بداخله..ليتوجه الى طاولة الاجتماعات وقلبها رغم ثقل وزنها وكبر حجمها ولكن أمام غضبه لا تسواى شيئا..ثم القي بكل المقاعد التى كانت تحيط بالطاولة أرضا ليتهشم بعضها 



كان جميع العاملين يستمعون الى صوت الصراخ والتحطيم الذى اعتادوا عليه من أول يوم أتى به الى هنا...



دلفت سيمران سريعا فهى الوحيدة التى تقدر على الوقوف أمامه وهتفت بخوف



- سيدى.اهدأ قليلا سوف تؤذى نفسك...اهدأ رجاءً



صرخ بها بغضب



- غورى من وشي..اخرجى من هنا الآن



لم تفهم ما تفوه به أولا ولكنها فهمت حديثه الأخير لتهتف بغضب



- لا لن اخرج وانت سوف تهدأ وتجلس حتى استطيع ان اداوى نزيف يدك هيا



اشار نحوها بسبابته مردفا بتحذير




        
          
                
- سيمران ان كنتى باقية على حياتك فأخرجى الآن



رغم الخوف الذى يجتاحها ولكنها هتفت برجاء وصوت هادئ



- ارجوك سيد هشام اجلس الآن ودعنى اداوى نزيف يدك..ليس من الجيد ان تظل تنزف بهذه القوة..وأيضا العصبية المفرطة خطر على صحتك..وأيضا كل العاملين بالخارج قلقين عليك.. اجوك سيدى اجلس....ارجوك



هتفت آخر كلماتها برجاء..ليتنهد بقوة هاتفا



- حسنا



تنهدت بخفوت وكادت أن تمسك يده لتجده يبتعد عنها وجلس على مقعده وسط هذه الفوضي العارمة والتى تسبب هو بها وحالة غضبه المخيفة



لتدلف هى الى المرحاض الملحق بالمكتب وخرجت وهى تمسك بين يديها علبه الاسعافات الاولية ثم عدلت إحدى المقاعد ووضعته أمامه مباشرتا لتجلس عليه واسندت العلبة على قدميها وبدأت بتعقيم جرحه بخفة وحذر حتى لا تؤلمه..ولكنها عندما كانت تنظر له لترى رد فعله تراه جامد غير مبالى لا يشعر بأى ألم..



تنهدت بخفوت وبعدما انتهت من ربط الشاش الأبيض حول كف يده نهضت وهتفت بهدوء
- بالشفاء سيد هشام



اومأ لها ثم هتف بجمود



- اذهبي واخبرى العاملين المتخصصين بأن يأتوا ليصلحوا المكتب بأسرع وقت



- حسنا سيدى



نهض مكملا



- انا سأذهب الآن الغى باقي الاجتماعات وان جادلوكى الغي الصفقة من الأساس واهتمى بشؤون الشركة بغيابى فهمتى



- فهمت سيدى



ليتركها ويرحل لتزفر هى بقوة وذهبت لتنفذ ماقاله لها هذا الهشام..



بينما هو عندما خرج ذهب الجميع الى عمله خوفا من بطشه ليتخطاهم بجمود وصعد سيارته وانطلق بها بعيدا من الشركة..



ليوقفها بعد مدة من الزمن وهو يتنفس بقوة..هو يعلم أن هذه السيمران تخشاه حد الموت ولكنها تقف فى وجهه بغير ارادة منها بسبب أوامر صديقه الذئب لها..ويعلم جيدا أنه اتبع اسلوب التهديد معها لهذا هى تخاطر بحياتها وتقف أمامه وقت غضبه..يحمد الله أنه يستطيع التحكم بغضبه أمامها حتى لا يقتلها وهى ليس لها أى ذنب..هو يمنع نفسه بصعوبة شديدة لكى لا يأذيها..



ادار محرك السيارة مجددا وتوجه نحو ڤيلته لينال قسطا من الراحة..ما هذا الهراء..فهو منذ أن أتى الى هنا وهو لم يشعر بطعم الراحة أبدا..دائما غاضب..وتلك القسوة تزداد يوما بعد يوم بداخله..وهو حقا يخشي عواقب قسوته والتى ستكون وخيمة لا محالة...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



"l am not okay, xan you love me extra today"



افرجت عن عينيها لتنظر لسقف غرفتها تذكرت أنها كانت فى ذلك المكان وكانت تحول قتل ذلك الحقير ولكن بعدما حاصرها ذلك البيجاد لم تشعر بأى شئ بعدها..شعرت بأن يدها ممسكة بشئ ما..




        
          
                
نظرت نحوها لتراه يجلس أرضا ساندا رأسه على الفراش مغمضا عينيه وكف يده بين كف يدها..



لتستغرب سبب وجوده هنا وتناست غضبها منه تماما..



تركت يده لتراه يفتح عينيه سريعا ناظرا لها..تنهد بهدوء وهو يراها بخير 



استغربت رد فعله وخفة نومه ولم تعلم أنه لا ينام بعمق أبدا بسبب طبيعة عمله..فهو ينام مغمض الأعين ولكن جميع حواسه تعمل..



هتفت برقة 



- بتعمل اى هنا



نهض عن الأرض وهو يتآوه بألم ثم أمال رأسه للجهتين لتصدر صوت طرقعه قوة 



نظر لها نظرة غريبة ولكنها جعلتها تشعر بالخجل والتوتر ثم هتف بصوته الأجش بسبب استيقاظه من النوم



- أحلى صباح وربي انى أصحى على وشك ياسمرتى



توسعت عيناها من مغازلته الصريحة..رمشت بأهدابها عدة مرات وهى لا تعلم بماذا تجيبه..هى تشعر بقلبها الذى بدأ ينبض بقوة



سمعت سؤاله بنبرة خافتة



- انتى أحسن دلوقتى




وقبل أن تجيبه وصل الى مسامعها صوت الخادمة من الخارج وهى تهتف



- ياهانم..الشرقاوى باشا قالنا قبل ما يروح الشغل اننا نجبلك الفطار هنا..



نظرت بفزع إلى بيجاد الذي كان يجلس بكل برود غير مهتمًا، لتنتفض على صوت الخادمة الذي عاد بشكل أقوى



- ياهاانم



هتفت بصوت حاولت إخراجه ثابتا



- ا..ايوا..ثوانى



ثم نظرت الى بيجاد وهمست بغضب



- أنا مش عارفة أنت بتفضل في أوضتي بالشكل دا بأي حق



قرب وجهه منها هاتفا بعشق



- حبيبك..ياصبا هانم



شخصت عينيها مما يتفوه به وقبل أن تصرخ به بغيظ أوقفها بقوله 



- افتحيلها اصلي جعان اوى.وااه قوليلها تعملى قهوة سادة



نظرت له بغيظ وتوجهت نحو الباب وفتحته فتحة صغيرة والتقطت صينية الطعام من الخادمة ثم هتفت 



- احم..معلش هتعبك معايا..اعملى قهوة سادة وهاتيها بسرعة



هتفت الخادمة بإستغراب 



- بس ياهانم انتى مبتشربيش قهوة سادة



هتفت بهدوء



- عارفة بس علشان حاسة بصداع هيموتنى علشان كدا



اومأت الخادمة مردفة



- حاضر ياهانم الف سلامة



ابتسمت لها واردفت



- الله يسلمك



ثم اغلقت الباب مجددا ووضعت صينية الطعام على الفراش لتراه يقفز فوق الفراش مردفا




        
          
                
- تصدقى قاعد على فطارى من امبارح..يلا اقعدى كلى معايا



نظرت له بغيظ من تصرفاته والتى كانت غريبة عليها فهو دائما ينظر لها نظرة غريبة ولكن لم يفعل معها مثلما فعل الآن..ترى ما سبب هذا التغيير الذى حدث به



نظر لها ببرود هاتفا



- متفكريش كتير ولما تاجي القهوة هجاوبك سبب تغيري اقعدى



نظرت له بصدمة كيف استطاع معرفة ما تسألة داخل ذهنها لتسمعه يهتف مجددا 



- هتعرفي بعدين انا ازاى قادر اعرف بتفكري في اي، مش ببرأ افكار أنا مش مصاص دماء، يلا بطلى تفكير واقعدى



أمسكت رأسها سوف تجن من هذا المجنون لا محالة لتجلس أمامه والفاصل بينهم صينية الطعام..



لتظل تلعب بالطعام بدون ان تأكل ولاحظ هو ذلك..



بينما راقبها بيجاد بصمت حتى سمعا طرقًا على الباب، لتنهض صبا وفتحت للخادمة تلتقط منها كوب القهوة وهي تشكرها ثم عادت لغلق الباب وناولته القهوة 



اردف وهو يلتقطه من يدها



- شكرا ياسمرتى



نظرت له وهتفت بغضب



- اى سمرتى دى



ارتشف قليلا من القهوة ثم وضعها على الصينية ونهض عن الفراش ليصبح أمامها لتبتعد هى خطوتين الى الخلف وهى تستمع الى وهو يردف بصوت أجش



- علشان انتى سمرتى..السمرة اللى خطفت قلبي من أول يوم شوفتها فيه..السمرة اللى قلبي بقي كل دقة يدقها ينادى بإسمك..أول ما عيني اتقابلت مع قهوة عيونك وانا بقيت بعشق القهوة ووقعت أسير ليكي..



اقترب منها ووضع كف يده على وجنتها هاتفا بعشق وهو يعلق عيناه بخاصتها



- بحبك ياصبا.. يابنت الشرقاوى



مال نحوها ولثم وجنتها برقة ثم همس بأذنها



- قريب أوى هكون واخد معاد مع والدك وهخليكي على اسمى ياسمرتى وهتبقي ملكى لوحدى..اوعدك



ابتعد عنها ببطء ليرى عينيها متسعة بشكل مخيف، ثم نظرت له فجأة بأعين مشتعلة جعلت صحكة قصيرة تفر من بين شفتيه ثم غمزها بعينه وتحرك بسرعة نحو الشرفة يغادر منها بحرص أكبر حيث الآن الصباح ويمكن كشفه بسهولة عكس المساء



بينما هى كانت مازالت تستوعب ما قاله ذلك البيجاد..ه ل اعترف بحبه لها حقا..هل هو يحبها لهذه الدرجة..ولكن..



شهقت بعدم تصديق وفرحة وبدأت الدموع تلتمع بعينيها..وضعت كف يدها على فمها بعدم تصديق، أحقا سوف يفعل ما قاله..هل يريد أن يجعلها زوجته وعلى اسمه حقا..هل يريدها ان تصبح ملكه وشريكة حياته الى الابد...



ياالهى..ذلك العضو الصغير الذى بجانبها الأيسر يخفق بشدة..تشعر وكأنه سيخرج من مكانه من شدة فرحته..




        
          
                
وبدون وعى منها بدأت تقفز وتصرخ بسعادة شديدة وهى لا تستوعب ما حدث حقا



توقفت عن الصراخ وإبتسامة واسعة زينت ثغرها ولمعت عيناها بالسعادة بعد وقت طويل..



لترتمى على الفراش وهى تنظر الى سقف غرفتها بأحلاوم وردية..



ولم تعلم أنه إذا كنت تريد شيئا تحبه فـ يجب عليك الشقاء أولاً..!!!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وقفت أمام باب القصر تنظر له وهو يأمر الحرس بأن يخلوا الحديقة بعدما اخذت تترجاه ليوافق...ليوافق اخيرا عندما حزنت منه ولكنه ليراضيها فعل ما تريد...وأيضا اقنعته بأنها لا تستطيع أخذ راحتها بسبب وجودهم...



وجدته يقترب منها ناظرا لها بغيظ بينما هى تطالعه بأعين سعيدة عاشقة



وقف امامها بطوله المهيب هاتفا



- حلو كدا ياسمو الملكة



اومأت بقوة وهى تبتسم بإتساع ثم وضعت كفيها على كتفيه ورفعت نفسها لتقف على اطراف اصابعها ولكنها أيضا لم تصل اليه



ليبتسم هو بإتساع وعشق لقامتها القصيرة ليميل نحوها يسمح لها بتقبيله من وجنته



نظر لها بأعين لامعة هاتفا بصوت أجش



- إنني متيم بکِ فاتنتى



ابتسمت بعشق لحديثه ولذلك اللقب الذى تعشقه منه..



ابتعدت عنه وهتفت بخجل



- يلا علشان تحصل شغلك



قبلها على جبينها ووجنتيها ثم هتف بعشق



- عايزة حاجه اجبهالك معايا



هتفت بخجل



- عايزة سلامتك..خلى بالك من نفسك



- كما تؤمرى مولاتي



= لا إله إلا الله



ابتسم بعشق لها هاتفا



- محمد رسول الله...سلام



ثم رحل صاعدا سيارته ليلقي نحوها نظرة اخيرة ثم انطلق بالسيارة متجها نحو الشركة



ظلت هى واقفة تتابع السيارة بعينيها حتى اهتفت عن مرمى بصرها لتدلف ركضا متوجهة الى غرفة شقيقة زوجها



فتحت الباب وهى تصرخ بحماس



- كيان



فزعت ليان من النوم وهتفت بفزع



- في اي القصر غرق



ضحكت بخفة هاتفة



- صباح الخير ياروسية..لا لسة القصر مغرقش بس شكله هيغرق دلوقتى



هتفت بها وهى تتوجه نحو كيان ذات النوم الثقيل وأمسكت بكوب الماء الموجود على الطاولة التى بجانب الفراش وسكبتها فوق كيان




        
          
                
نهضت الأخرى وهى تشهق بفزع مردفة باللغة التركية



_ Batan orta ... Batan orta 



- غرق الوسط..غرق الوسط



ضحكت حوراء بقوة وهى تفهم ما تتفوه به لأنها تعلمت اللغة التركية على يد زوجها النصف تركى لتتقنها بطلاقة..بينما ليان فقط وقعت من كثرة الضحك على هيأة صديقتها وإبنة عمها وحديثها..



نظرت لهم كيان بغيظ لتكمل باللغة التركية بدون ان تدرك



_ Tövbe...Bir şakadan Yalha...Allah Allah 
_ توبة..ماهذه المزحة.. الله الله



لتهتف حوراء بضحك



- انتى المياه بوظت السلك المصرى اللى عندك ولا اى..اتكلمى عربي ياحبيبتى



ادركت كيان انها تتحدث بالتركية لتهتف بغيظ



- هو في حد يصحي حد كدا كنتى هتموتيني غرقانه



ثم نظرت الى تلك التى تكاد تموت من كثرة الضحك



- اضحكي اضحكي..عجبتك اوى دى يااختى



واسترسلت وهى تعيد نظرها الى حوراء



- قوليلي اى سبب اللى صحتيني علشانه



سفقت حوراء بيديها بمرح مردفة بسعادة



- ريان مشي كل الحرس اللى في الجنينة وهنقعد فيها براحتنا 



نهضت كيان مردفة بأعين متسعة



- بجد..يعنى نقدر نقعد فيها براحتنا



اومأت لها بقوة لتحتضنها بسعادة وهم الاثنان يصرخون بحماس 



هتفت كيان سريعا



- طيب انا هاخد شاور وانزل وانتى يابت ياليان خدى هدوم وروحى على اوضة تانية علشان نجهز بسرعة



اكملت حوراء بحماس



- وانا هروح اقول للعاملين يعملولنا حلويات وتسالى



أيدوا فكرتها لتذهب كل منهم لفعل ما قالته..
وبعد وقت كان ثلاثتهم يجلسون فى الحديقة على الارض والاعشاب الخضراء من تحتهم والزهور بأنواعها تحيط بهم وكان النوع الذى يغلب هو الورد البنفسجيّ
وظلوا يتبادلون الحديث فى أشياء عدة..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



- اصبر يااتش هى كام ثانية واقولكم مع بعض



هتف بها بسعادة شديدة وهو يدلف الى المصعد 



سمع صوت صديقه الذى يصدر من السماعة الصغيرة التى بأذنه



- ماشي اهو مستنى



بعد دقيقة كان يخرج من الاسانسير ويدلف الى المكتب على الفور..



نظر ريان الى صديقه ليرى السعادة تلمع في عينيه بعد زمن طويل جدا..



هتف ريان بإبتسامة بسيطة




        
          
                
- ربنا يديم الفرحة..خير؟ 



جلس بيجاد على المقعد الذى أمام ريان مباشرتا وفتح سماعة الهاتف ليستمع ريان وبيجاد الى صوت هشام الغاضب وهو يردف



- انطق يلا في اييه



هتف بيجاد بسعادة شديدة



- هقولكم..كل اللى حصل..انه..انه



صرخ هشام بغضب



- يا مصبر الوحش .. انطق يلا



بينما كان ريان ينظر بإستغراب لسعادة صديقه الذى لم يراها منذ سنوات ليهتف بيجاد بصوت مرتفع



- انا هتجوز



صمت..فقد صمت حل على المكان بعد جملته هذه ليكسر هذا الصمت صوت ريان 



- هتتجوز ازاى يعنى



قص بيجاد عليهم ما حدث وكيف اعترف الى سمرته بعشقه لها واخبرها انه قريبا سيقابل والدها لكى يطلب يدها منه



ابتسم ريان باتساع ونهض معانقا صديقه وهو يشعر بسعادة احتلت قلبه بقوة وهو يرى السعادة فى أعين بيجاد بعدما كانت غير متواجدة تماما طوال سنوات عديدة



هتف بسعادة



- مبارك..ربنا يكملك على خير



بادله العناق هاتفا



- الله يبارك فيك ياصاحبي



ثم وجه حديثه الى ذلك الهشام



- اى يااتش مش هتباركلى



سمع صوت هشام الذى صدر من الهاتف



- مبارك ياصاحبي..كان نفسي اكون قدامك علشان اكسر راسك لانك عصبتنى وبعدها احضنك واباركلك



صمت قليلًا متنهدًا ثم اكمل بصوت حزين استشعره صديقيه 



_ امتى هتروح تقابل والدها



هتف بيجاد سريعا بدون تفكير



- لما ترجعلنا



اردف هشام بعدم فهم



- ازاى دا؟؟ 



رد بيجاد ببساطة 



- يعنى لما ترجع من لندن يا اتش



صاح هشام به غضبًا



- لا طبعا انت هتروح وتتكلم مع ابوها وتحددوا الخطوبة وانا هرجع على الخطوبة



- اروح اتقدملها ازاى وانت مش موجود..انت عارف انت وريان اهلى..ومفيش واحد بيروح يتقدم من غير ما يكون اهله معاه



هتف بها بيجاد بهدوء ولكن كان يخفي خلف حديثه مشاعر كثيرة



هتف ريان وهو يضع كف يده على كتف صديقه



- فعلا ياهشام..بيجاد معاه حق



ابتسم له بيجاد ابتسامة بسيطة ليستمعوا الى صوت هشام الحزين



- انا ممكن اتأخر و.. 



- والله لو قعدت عشر سنين مستنى برضه.. 



ثم اكمل بمرح



_ متتكيش اوى ها بكرة الاقيك هنا اصل بعيد عنك صاحبك هيموت ويتجوز



ضحكة خفيفة صدرت من هشام هاتفا



- ماشي ياصاحبي.. مباؤك مرة تانية



ابتسم بيجاد بسعادة هاتفا بمرح



- عقبالك يااتش



لم يلقي رد منه ليهتف ريان



- خلص الشغل اللى عندك وانزل 



- ان شاءلله..يلا سلام



- سلام



هتف بها ريان وبيجاد ليغلق هشام الهاتف والقاه بجانبه وهو يزفر بقوة...



يشعر أنه خرب سعادة صديقه يتمنى حقا وجوده معه فى هذه اللحظة ومشاركته فرحته ويفعل ما اتفقوا عليه عندما يقوم بيجاد بحب فتاة ما..



لينهض بإرهاق متجها نحو المرحاض لأخذ حمام بارد لعله يطفئ تلك النيران التى بداخله وهو يقرر فعل شئ ما...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



هتف بيجاد بهدوء وعيناه تلمع فرحا



- مش مصدق اخيرا



ربت ريان على كتفه وهتف بإبتسامة بسيطة



- روح اتقدملها وحدد الخطوبة زى ماقال هشام وهو هينزل على الخطوبة



هتف بيجاد بإصرار



- مستحيل..غير انى مستحيل اروح اتقدملها من غير حد فيكم..مستحيل علشان الاتفاق اللى حصل بينا وقولتوا هتعملوه لما احب واحدة بجد او اتقدملها



ابتسم ريان بتذكر مردفا



- طبعا فاكر



ثم اكمل وهو يعطي له بعض الملفات



_خد بقى راجع الملفات دى 



نظر له بيجاد هاتفا بغيظ



- انت مخرب اللحظات السعيدة على فكرة



ابتسم له بإصفرار هاتفا



- عارف...امسك يلا



التقطه منه بيجاد بتذمر وارتمى بجسده على الاريكة التى متواجدة بالمكتب وهو يفحص أوراق الملفات بتدقيق شديد



بينما ريان فقد انهمك على عمل ما فى حاسوبه... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهى اليوم لتشرق شمس جديدة..



يقف بقوته المعتادة فى مكتب اللواء الذى كان ينظر له هاتفا بجمود



- آسر..انت عارف ان المهمة اللى ادتهالك اتأجلت..وعرفنا انها اتأجلت لـشهرين كمان



هتف آسر بقوة



- تمام



ثم خرج من مكتب اللواء وهو يتنهد براحه فـ فى هذه المدة يمكنه أن يجد حلا لهذه المهمه التى ولأول مره تجعله حائراً فى عمله. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        


 

google-playkhamsatmostaqltradent