Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثامن 8 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

  

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثامن 8 - بقلم منة جبريل

البارت الثامن
                                    
                                          

تجلس بجانب شقيقتيها وتلك التى تعتبرها كوالدتها شاردة الذهن بمن سرق لبّها وقلبها  تشعر بتقصيرها اتجاهه هذه الأيام رغم أنه لم يشتكى بل أهتمامه يزداد بها كل يوم عن سابقه مع ازدياد حبه لها مع مرور الساعات والأيام وهذا ما يجعلها تشعر بالغضب من نفسها..هو يفعل لها كل ما تريد..ويأتى لها بكل ما تطلب والذى لا تطلبه أيضا..لقبها بالملكة..ليجعلها تعيش فعلا كالملكة..لا بل كالسلطانة..ولكن ماذا فعلت هى له..لا شئ...



نهضت هاتفه بهدوء



- انا همشي 



هتفت آية بتساؤل



- لى يا ربانزل خليكي 



هتفت أريب التى ليس لها وقت كثير آتية من الامتحان



- خليكي شوية 



ابتسمت لهم بحنان هاتفه



- مرة تانية انا كل يوم معاكم وان شاءالله هبقي آجى بكرا



لم يريدوا الضغط عليها وأومأوا بصمت..لتودعم وتخرج متجهة نحو قصر زوجها



ما ان خرجت من الڤيلا حتى وجدت الحراس المكلفون بحمايتها يلتفون حولها مشكلين حائط بشرى لتتنهد بهدوء وهى ترى أن كل هذا ليس له داعى لتسير برقتها نحو السيارة ثم صعدت بها ليبدأ السائق بالعودة بها الى القصر وتلحق بهم سيارات الحرس.. 



بعد وقت كانت تدلف الى القصر لتراه خالى من كيان وليان لتتوقع أنهم فى غرفة كيان لتتوجه نحو جناحها الخاص دالفه الى غرفتها حتى تبدل ثيابها



ارتدت فستانًا أنيقًا وبسيطًا، لتكمل لوحتها الجميلة بكحل أبيض زينت به مقدمة عينيها لينعكس ببريق رائع على لؤلؤتيها السوداء المضيئة..القت نظرة خاطفة على هيأتها من المرآة لتبتسم بهدوء 



لتخرج بعدها من الغرفة بخطواتها الانثوية الواثقه وهى تهبط الدرج ببطء رغم هذا فقد اصدر الكعب صوت طرقاته لتلتفت كل من كيان وليان الى الدرج لتتوسع اعينهم بإنبهار من جمالها..



استغربت حوراء وجودهم وأيضا ملابسهم التى كانت توحى أنهم ذاهبين الى مكان ما...



اقتربت منهم وهتفت بإبتسامة



- انتوا خارجين



هتفت كيان بمرح



- يابت يا لى لى انتى شايفة اللى انا شيفاه



هتفت ليان وهى تطالع حوراء بإنبهار من جمالها



- شيفاه ياختى..والله دى هى الروسية والتركية..اى الجمال دا يابت..بجد مغلطش لما لقبك بالملكة



وبدون ادراك لكلماتها جعلت الواقفة أمامها تشتعل خجلا ظهر على وجنتيها التى تلطخت بالحمره لتهتف كيان بضحك



- بس بس اى الفراولة دى..عموما ايوا خارجين..رايحين الشركة..بس قولى يا حلوة انتى رايحة فين
 
                
هتفت بخجل وهى تشيح بناظريها بعيدا عنهم



- وانا كمان كنت رايحة لريان



- اشطا يبقي نمشي احنا التلاتة مع بعض



هتفت بها ليان لتومئ لها حوراء ليخرجوا معا وصعدوا بنفس السيارة ثلاثتهم وانطلق بهم السائق وخلفهم خمس سيارات حراسة...



بعد مدة من الزمن...



توقفت السيارات خلف بعضها بانتظام..
ليخرج الحرس أولا وتقدم اثنين منهم وتوجهوا نحو الجهتين من السيارة وفتحوا الباب لتخرج من باب السيارة الأيمن كيان..بطلتها الجميلة بجمالها التركى..
ومن الباب الايسر خرجت تلك النصف روسية بشعرها الاشقر وجمالها الخاطف للأنظار...



وأخيرا ترجلت الملكة..رغم ان الفتاتين شديدتين الجمال ولكن جمال هذه الحوراء كان مميزًا تماما حتى الحارس الذى كان يقف عند الباب الأيمن تعلق نظره بها بدون ان يدرك وهو يقسم بداخله أنه لم يرى اجمل منها فى حياته..ليبعد ناظريه عنها بصعوبة شديدة وإلّا فقد حياته إن انتبه له أحد



توجهوا الثلاث فتيات بل الأميرتين والملكة الى داخل الشركة... 



ليتوقف جميع العاملين..فتيات وشباب..يطالعونهم بإعجاب شديد ظهر فى أعينهم . 



هتفت كيان بهدوء



- اطلعوا انتوا وانا ورايا شغل هخلصه وجاية



اومأوا لها بهدوء لتذهب كيان الى وجهتها لتهتف ليان بعدها



- بصي يا حوري انتى روحى للمصعد دا لإنه مخصص لأبيه ريان أصلا وانا هروح ف المصعد التانى علشان وجهتى غير وجهتك



كادت حوراء ان تعترض لتتركها ليان واتجهت نحو المصعد وضغطت على بعض الازرار ثم نظرت الى حوراء وابتسمت لها لينغلق بعدها باب الاسانسير...



تنهدت حوراء بخفوت لتخطو خطوتين الى الأمام ولكن لاحظت أعين الجميع التى تتطلع لها لتشعر وكأنها سوف تنصهر من شدة خجلها..شعرت بثقل قدميها ولا تستطيع السير بسبب أنظارهم...



انتفض جسدها عندما استمعت الى صوت أجش يهتف بحدة



- كل واحد على شغله



انتفض جميع العاملين وذهبوا سريعا لتلتفت حوراء الى الخلف تتطلع الى ذلك الرجل والذى لم تتعرف عليه ولكنها علمت أنه حارس من رجال زوجها والذى لم يكن سوى صالح الذى ما ان رأى تطلعهم بزوجة رئيسة بهذه الطريقة شعر بالغضب منهم



هتف بإحترام وهو يعلم وجهتها



- اتفضلي ياهانم



اومأت له حوراء وتوجهت نحو الاسانسير لتراه يضغط على بعض الازرار ثم ابتعد من أمام باب الاسانسير يقف بإحترام حتى انغلق الباب عليها ليعود ادراجه....



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وقفت أمام باب المكتب لتأخذ نفس عميق ثم رفعت يدها اليمنى تطرق على الباب طرقات خافته لتسمع صوته الذى اطرب اذنيها يسمح لها بالدلوف لتفتح الباب ببطء لتطل هى بعده لتتلاقي عينيها الزرقاء بعيناه المترقبة لمعرفة هوية الطارق..




        
          
                
وما ان رآها حتى اخفض بصره ناهضا من كرسيه هاتفا بإحترام



- اهلا ياآنسة...اتفضلي



تقدمت بخطواتها الواثقه الى الداخل وهتفت بخجل



- شكرا..اقعد 



أشار لها بأن تجلس هى أولا لتومئ بخفه وجلست على المقعد المقابل لمقعده لتراه بعدها يتوجه نحو الباب..



قضبت بين حاجبيها ظنا منها انه سيخرج ولكنه صدمها عندما وجدته يفتح الباب على آخره ثم عاد لها وجلس على مقعده



فاقت من صدمتها على صوته الرجولى وهو يهتف ونظره مازال بعيدا عنها



- تشربي حاجه ياآنسة



فكرت قليلا ثم هتفت بمرح



- لو مشروب شوكولاته تمام



ابتسامة بسيطة ظهرت على شفتيه خطفت قلب تلك المسكينه تبعه صوته الهادئ



- حاضر



رفع سماعة هاتفه لتهتف هى سريعا



- كنت بهزر 



رد عليها بهدوء وجدية



- وانا مكنتش بهزر لما سألتك تشربي ايه



ثم اكمل موجها حديثه الذى ذلك الذى يحادثه بالهاتف



- هات كوب قهوة وكوب Chocolate (شوكولاته) 



ثم اغلق الهاتف ليعم بعدها الصمت فى المكان..
فهو يريد ان يعلم سبب مجيئها ولكنه لا يستطيع ان يسألها خوفا من احراجها...



وهى لا تعلم ماذا تخبره او بماذا تتحدث معه...



قطع هذا الصمت صوت شاب يقف أمام باب المكتب المفتوح يحمل بين يديه كوبين هاتفا بإحترام



- اللى طلبته ياأستاذ إياد



- اتفضل



هتف بها إياد وهو ينهض ملتقطا منه الكوبين هاتفا بعدها بشكر



- شكر اللّٰه سعيكم ياأخى



إبتسم له الشاب وغادر ليجلس إياد على المقعد مجددا واضعا كوب الشوكولاته الساخنة أمام كيان التى كانت تتابعهم بصمت 



التقطت كيان كوب الشوكولاته وارتشفت منه رشفة صغيرة لتتآوه بعدها بألم بسبب سخونيته ليهتف إياد بقلق



- انتى كويسه 



اومأت له ومعالم الألم ترتسم على وجهها ليلتقط هو كوب الشوكولاته من بين يديها ووضعه على المكتب أمامه وهتف بهدوء



- كان لازم تاخدى بالك مينفعش تشربيها سخنة كدا



هتفت بخجل وابتسامة بسيطة



- انا متعودة اشربها سخنة بس دى شكلها مش راضية انى اشربها



ابتسم بهدوء على حديثها ليتسمع بعدها الى حمحمتها الخجلة وهى تهتف




        
          
                
- انا جيت الشركة وكنت هطلع لفوق بس قولت اعدى عليك الاول واشوف اذا كنت محتاج حاجه او مساعدة فى الشغل



ها قد ارتاح الآن لعلمه سبب مجيئها هو لا يريد المساعدة ولكنه فكر أنه اذا رفض سوف تشعر بأنه يطردها ليهتف بهدوء



- شكرا..وفعلا كنت محتاج مساعدة ف كام ملف كدا



هتفت هى بلهفة



- هاتهم وانا هساعدك فيهم



اومأ لها ثم فتح أحد الادراج التى بالمكتب واخرج منها بضع ملفات كثيرة نسبيا ووضعهم على المكتب لتشهق هى هاتفه بطفولة وعيناها معلقة عليهم



- اى دا كله..



خرجت ضحكة خافته منه هاتفا 



- والله انتى اللى طلبتى انك تساعديني 



- ااه كان قصدى اساعدك في الكام ملف مش فى دستة ملفات



وبدون ادراك لما تتفوه به جعلت ضحكة رجولية خافتة تنطلق من بين شفتيه لتشرد هى بملامحه التى ازدادت وسامة ولكن ما ادهشها تلك الغمازات التى بوجنتيه لتهتف بعدم وعى



- هو انت عندك غمازات



توقف عن الضحك وابتسامة خجولة ارتسمت على محياه هاتفا بحرج



- سبحان الله



عادت الى وعيها لتدرك ما تفوهت به من حماقة جعلته يشعر بالحرج لتتورد وجنتيها لتسمعه يهتف بعدها



- احم..طب اى قررتى تساعديني ولا غيرتي رأيك



- على عيني اوافق بس نعمل اى..مش كيان الكيلانى اللى تقول كلمة وترجع فيها



هتفت بها ببلاهة وهى تنظر الى تلك الملفات الكثيرة ليضحك هو بخفة هاتفا



- لما نشوف



ثم أعطى لها ملفين قائلا



- شوفي دول وانا هشوف دول



هتفت بإستنكار



- على عيني ارفض الطلب المغرى دا بس كدا مش عدل احنا هنقسمهم بالتساوى



هتف بضحك من حديثها



- وماله نقسمها بالتساوى



ثم وضع لها بعض المفات فوق الملفين ليصبحوا متساوين ليبدأوا بفحص المفات بتدقيق شديد..



بينما هي استغلت ذلك للبقاء معه لفترة أكبر. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



خرجت من المصعد وتوجهت نحو المكتب للتوقف على صوت هنا تهتف سريعا



- آسفه ياهانم بس الباشا معاه اجتماع دلوقتي



هتفت بحدة بعدما وصل الى مسامعها صوت انثوى



- اتفضلى على شغلك




        
          
                
كاد ان يعترض ولكنها اشارت له بأن يذهب لتخفض رأسها بإحترام فهى لا تستطيع ان تتجادل معها وهى زوجة الذئب.. 



توجهت نحو باب المكتب لتفتحه فجأة لتراه يجلس على مقعده وينظر الى بعض الاوراق فى يده وتلك الفتاة تتقرب منه متحججة بأنها تشير الى الاوراق.. 



توجهت أنظاره وانظار تلك الفتاة الى الباب لينهض هو سريعا فور رؤيته لها ولمعة العشق ظهرت فى عينيه وأبتسامة جميلة زينت ثغره وهو يتجه نحوها هاتفا



- ملكتى



نظرت له نظرة لو كانت تقتل لوقع صريعا من حدتها ليقطب بين حاجبيه بإستغراب ولكنه سريعا علم سبب غضبها عندما وجهت نظرها الى تلك التى كانت تقف بجانبه...ابتسامة عاشقة ارتسمت على شفتيه عندما علم أنها تشعر بالغيرة ولكنه لن يتركها فهو لن يجعلها تشعر بأى ألم حتى لو كان ألم الغيرة وكاد أن يتحدث ولكنه صمت عندما وجدها تتقدم نحو تلك الفتاة وصوت حذائها يعلو فى المكان



نظرت حوراء الى تلك الفتاة التى كانت تطالعها ببرود..تشعر أنها رأتها من قبل...توسعت عيناها عندما علمت أنها نفس تلك الفتاة التى تدعى..إيزابيلا..والتى كانت تتقرب من زوجها...



اشتعلت نار الغيرة داخل صدرها كبركان على وشك الانفجار..



لا بل هو انفجر بالغعل عندما رفعت يدها عاليا وهوت بها على وجه إيزابيلا التى صرخت بألم والتف وجهها للناحية الاخرى من قوة الصفعة..



ذهل ريان من فعلتها واقترب منها سريعا عندما وجدها على وشك الانقضاض على تلك الفتاة التى مازالت تستوعب أن أحدا صفعها الآن..



أمسكها من خصرها مبعدها عنها هاتفا بابتسامة يحاول اخفائها



- اهدى ياحبيبي..مينفعش كدا



ازاحته حوراء واتجهت نحو تلك الإيزابيلا وهى تهتف



- أنت ازاي تسمحلها تقرب منك بالشكل دا، هقتلها وبعدين أشوف هعمل إي معاك



وسريعا ما امسكت بخصلات شعر إيزابيلا الاشقر لتصرخ الأخرى بألم هاتفه



- ماذا تفعلين؟؟..ابتعدى عنى...انقذنى ريان



- ريان...بتقولى ريان حاف ياصفرة وربي لربيكي ياخلة السنان انتى..



صرخت بها حوراء وهى تحاول الوصول لأيزابيلا التي تراجعت للخلف بخوف منها، لتقول بغضب قبل خروجها ‌‌:



_ سأجعلكِ تندمين، أقسم



 وفور خروجها تراجع ربان عنها، لتلتفت له بأعين حادة جعلته يرفع كتفيه يسألها ببراءة ‌: 



_ إيه؟ كنا بنشتغل والله



_ بتشتغل ها؟ بتشتغل وهي لازقة فيك بالشكل دا، عاجباك؟؟ أجوزهالك؟ 



كبت ضحكته بصعوبة واقترب منها يضمها رغم رفضها قائلًا بنبرة ضاحكة ‌: 



_ والله بنشتغل، وقبل دخولك هي كانت على كرسيها متحركتش منه، بس سبحان الله كأنكم كنساء بتحسوا، المهم.. علشان أرضيكِ هلغي عنلي مع شركتهم، أيوا هدفع مبلغ جزائي بس الخسارة مش ليا 




        
          
                
_ أحسن برضه



ابتسم باتساع ثم همس بحب لها ‌: 



- تصدقى أحلى مفاجأة بتحصلي لما بتجيلي الشركة..انا لو عليا اجيبك كل يوم معايا هجيبك..



نظرت له وتذكرت أنها أتت گـ مفاجأة له ولكنها تناست كل هذا بسبب تلك الصفراء كما لقبتها لتهتف برقة



- وحشتنى وقولت آجى اشوفك ومنها اعملك مفاجأة



تعالت ضربات قلبه بسبب كلماتها البسيطة ولكن كانت بالنسبة له ليست بسيطة أبدا ليهتف بعشق



- وانتى بتوحشيني حتى وانتى معايا



توردت وجنتيها هاتفه بحنق تخفي خلفه خجلها



- احم.. الله يبارك فيك



تشنجت ملامحه مرددًا خلفها باستنكار ‌: 



_ يبارك فيك؟؟ ماشي، ابعدي، خليني أشوف سغلي



أزاحها بهفة لتضحك عليه قائلة ‌: 



- ينفع يتأجل؟ 



- لو مينفعش ينفع، اؤمريني



- كنت عايزة نخرج مع بعض



- بس..وماله..دااحنا ناخد الأيام كلها خروجات ويولع الشغل بالشركة باللى فيه..يلا ياملكة قلبي



ضحكة خفيفة صدرت منها بسبب حديثه وهو يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه على عجالة..



نظر لها هاتفا بغموض



- شوفي خطى فى الملف دا حلو ولا لا



حسنا هذا عذر سخيف ولكن لم يخطر على باله شئ سوى هذا..مد يده نحوها بملف ما لتلتقطه هى بإستغراب من طلبه ولكنها نفذته لتنظر نحو الملف بتدقيق..



ليستغل هو انشغالها فى التدقيق بالخط وسحب سلاحه ووضعه أسفل جاكيت البذلة من الخلف..



ثم نظر لها منتظرا إجابتها التى يعلمها جيدا لتنظر هى له بإبتسامة ونبرة صادقة



- خطك جميل أوى ماشاءالله



ابتسم لها ثم أخذ الملف ووضعه داخل درج مكتبه وأمسك بيدها وسار بها الى خارج الشركة تحت نظرات العاملين لهم...



فتح باب السيارة لتدلف هى ثم اغلق خلفها الباب والتف هو محتلا مقعد القيادة وانطلق بها الى وجهة مجهولة بالنسبة لها..مقررين سرقة يوم من الأيام ليجعلوه ذكرى جميلة تنحفر داخل ذاكرتهم الى الأبد...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



تسير فى الشركة بعقل شارد وعيناها تجول هنا وهناك وكأنها تبحث عن شئ..



توقفت عندما وصل الى مسامعها صوت فتاتين يتهامسون بخفوت ولكنها استمعت الى حديثهم جيدا 



- يابنتى ارحمي نفسك..انتى لى مصرة تعلقي قلبك بيه وانتى عارفه انه مش شايفك..



= هو كان مش شايفنى بس النهاردة بعد اللى حصل عينه جت فى عيني يعنى اهو شافنى




        
          
                
- لا حول ولا قوة الا بالله..يابنتى انسيه ياإما تروحى تعترفي ليه انك بتحبيه وخلصينا بئاا



= لا طبعا..اعترف اى مش حلوة ان البنت هى اللى تبتدى الأول..افترضي لقدر الله بعد الشر اتجوزها وحصلت ما بينهم مشكلة..ابسط كلمة هيقولهالها انتى اللى جيتيني وقولتى انك بتحبيني ومش انا اللى اترميت عليكي



شهقت الفتاة الأخرى بإستنكار من تفكير صديقتها الأحمق هاتفه بحنق



- يخربيتك على بيت تفكيرك الغبي..مين اللى حط فى دماغك الفكرة الغبية دى...ياحبيبتى الفكرة دى غلط..مادام انتى بتحبيه وهو بيحبك مش هتفرق معاكم مين اللى ابتدا..المهم انكم بقيتوا جمب بعض بسبب ان فى واحد منكم انتوا الاتنين هو اللى اخد الخطوة الاولى..



الصح..انك لما تشوفى الطرف التانى مش واخد الخطوة الاولى انتى تاخديها..



الغلط..انك تقولى لا لازم الراجل هو اللى يبتدى وكبريائك يمنعك من انك تاخدى الخطوة الاولى وتقربي 



النتيجة..هتخسروا بعض وهتفضل روحكم معلقه لا عارفه تقرب ولا عارفة تبعد وتنسي



الحل..انك تسيبي نفسك وروحك ومتفكريش فى اللى هيحصل وسيبيها على الله يدبرها من عنده أحسن وأجمل تدبير..وتعملى اللى قلبك عايزه وانتى متوكله على الله...وبإذنه وأمره هترتاحى وتفرحى..



هتفت شيماء والتى كان هذا الحديث يدور بينها وبين صديقتها سمر



- ونعم بالله ياسمر..أنا مش مقتنعة باللي بتقوليه بس نقاشًا فيه انتي قولتى اللى بتحبيه وبيحبك مش هتفرق معاه اللى ابتدا بس دا...



قاطعتها سمر هاتفه



- سبحان مغير الأحوال ومقلب القلوب ياحبيبتى..ممكن بعد اعترافك يبدأ قلبه يكنلك مشاعر ويحبك أضعاف ما انتى بتحبيه



هتفت شيماء والدموع بدأت تتجمع فى عينيها



- طب واللى حصل دا ياسمر..ازاى هآمن على نفسي مع واحد مبيحترمش الأنثى وبيستعمل رجولته وقوته عليها..ازاى بعد ما شوفت اهانته ليها هآمن انه مش هيهينى زى ما عمل معاها...حتى لو هى غلطانه..ومهما وصل غلط الأنثى لـ فين بيفضل التعامل معاها تعامل خاص..مينفعش تتعامل بعجرفة وقسوة..مينفعش تتعامل بإهانة وذل..لأنها بالأول وبالاخير أنثي...



وزى ماقال حبيبنا ورسولنا مُحَمَّداًﷺ
﴿ رفقاً بالقوارير ﴾
صدق رسول اللّٰه ﷺ



هتفت سمر بهدوء



- عليه أفضل الصلاة والسلام..انتى متعرفيش اللى مر بيه فـ حياته علشان يبئا قاسي كدا..او علشان يعامل الأنثي كدا...مفيش حد بيتولد قاسي كلنا بنتولد بريئين وطيبين..بس الأيام والظروف اللى بنمر بيها هى اللى بتغيرنا..الدنيا بتجرحنا بكل قوتها وكإننا ظلمانها...واحنا علشان اتجرحنا بنلبس قناع القسوة..مش قوة مننا..العكس دا ضعف..وخوف.. خوف من ان الدنيا تجرحنا تانى والجرح الأول لسه ماخفش..خوف من اننا نتخدع ف اقرب الناس لينا ونحس بالألم اللى بينهك روحنا وبيفضل مرافقنا طول عمرنا...تلاقي الناس اللى زى دى مابتخافش من أعداءها بس بتخاف من اهلها واصحابها والناس القريبين منها..




        
          
                
وببساطة لإنهم بيكونوا متوقعين أى شئ من أعداءهم لإنهم أعدائهم...



بس بيبقوا مش متوقعين حاجه من اهلهم وحبايبهم علشان كدا لما بييجي الغدر من العدو مبنتوجعش..
بس لما ييجي الغدر من قريب..بنتمنى اننا كنا متنا قبل ما نحس بالألم دا..



علشان كدا ياحبيبتى متحكميش على حد من فعل عمله..انتى متعرفيش هو مر بإيه فـ حياته ولا إى الضغوطات اللى عليه وخلته يعمل كدا..ولا الدنيا قست عليه بإي علشان يبقي قاسي قوى



واعرفى كل ما الواحد يظهر أقسي..يبقي الدنيا قست عليه أضعاف مضاعفة من القسوة اللى هو ظاهر عليها.



نظرت لها شيماء باقتناع تام بحديثها والدموع ملأت وجهها الجميل لترتمى فى حضن صديقتها لتتلقاها الأخرى برحابة صدر...



أما الأخرى التى كانت تستمع الى حديثهم..فحديث تلك الفتاة التى كانت تنصح صديقتها (سمر) غير تفكيرها..وجعلها تنظر الى أشياء كثيرة حدثت معها من قبل من أتجاه آخر..اتجاه هى لم تفكر أن تنظر منه من الأساس..لقد اختلفت فى عينيها الكثير من الأشياء وحديث تلك الفتاة يتررد داخل عقلها..
وياللصدفة..فـ عقلها..وقلبها..يتفقان على هذا الحديث معا ولأول مرة...



كفكفت دموعها التى هبطت دون أن تشعر بها وذهبت للبحث عن كيان وبداخلها حرب مشتعلة...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهوا أخيرا من مراجعة الملفات وتصحيح ما بها من خطأ..



لتجلس على المقعد تتنهد بتعب وفعل هو المثل



هتفت بإرهاق



- ااه ياأمى..مش حاسه برقبتى 



هتف الأخير بنفس الارهاق



- انا مكنتش ناوى اعمل دا كله فـ يوم واحد..بس علشان جيتي وقولتى اساعدك استغليت الوضع وقولت اهو اخلص منها وارتاح



هتفت الأخرى بحنق وهى تعتدل فى جلستها تطالعه بنظرة حانقه



- يعنى حضرتك استغليت الفرصة اللى جاتك وقولت اخلصهم كلهم بالمرة



هز كتفيه بهدوء هاتفا



- بالظبط..اللى متعرفيهوش عنى..انى مبضيعش أى فرصة تجيني..ودا سبب فـ نجاحى فـ حجات كتير



كادت أن تسأله عن تلك الأشياء التي نجح بها ولكنها صمتت عندما أتاها صوت صديقتها وإبنة عمها وهى تهتف



- كيان انتى هنا



نهض إياد بهدوء هاتفا



- اتفضلي ياآنسة



شكرته ليان بخجل فهو من تدينه وأخلاقه السامية يجعل أى فتاة تخجل منه..



نهصت كيان هاتفه



- ااه..كنت بساعد الأستاذ فـ شوية شغل..



هتفت ليان بإحراج



- وانا قاطعتكم صح..طيب بعد ما تخلصي




        
          
                
قاطعتها كيان 



- لا انا دلوقتى على طول مخلصة..بعد ما خلص عليا وعذبنى بسبب إنه بيستغل الفرص



انهت حديثها بصوت منخفض ولكنه وصل الى مسامعه ليبتسم على حديثها ومنع نفسه بصعوبه أن لا يضحك على تذمرها الواضح



لتهتف ليان بهدوء



- طيب اذا كان خلصتوا نقدر نمشي



هتف إياد بهدوء وكل هذا الحديث وهو يشيح نظره عنهم بالطبع



- اتفضلي الأول ياآنسة اجبلك حاجة تشربيها



هتفت ليان بخجل



- شكرا لحضرتك ملوش لزوم



هتفت كيان مكملة بمرح



- ااه..ولو احتجت مساعدة كمان اتكسف ومتقوليش..اقصد متتكسفش وقولى



وانهتها بضحكة صغيرة 



هتف إياد بشكر



- شكرا على مساعدتك..وفعلا إنتى شاطرة اوى بصراحة كنت متوقع انك تتعبيني مش تساعديني بس فاجأتيني بذكائك وشطارتك



توردت وجنتيها خجلا وهتفت بغرور مصطنع تخفي خجله خلفها



- دا أبسط ما عندنا



ضحكت ليان على وجه صديقتها الخجول الذى يعاكس حديثها تمتما وهتفت بمرح



- طيب ياست متواضعه..نستأذنك ياأستاذ إياد



- إتفضلوا



هتف بها بهدوء وهو يومئ لهم بخفة لترحل الفتاتين ليتنهد بخفة بعد رحيلهم. 



هتفت ليان بمكر



- من امتى الطماطم دى بتظهر ياكيان هانم



هتفت كيان بخجل وحنق



- ماانتى عارفة اللى فيها ارتاحى بئا



ضحكت ليان وهى تصعد الى السيارة ولحقتها كيان وانطلق لهم السائق عائدا الى القصر..



هتفت ليان بضحك



- خلاص ياستى براحة..بس قوليلى اى حصل..فى حاجه حصلت كدا ولا كدا



صرخت كيان بخجل



- يخربيتك...انتى بتقولى إي..دا إياد ياليان إياد اللى مبيبصش فـي وشي حتى..يخربيت عقلك



ضحكت ليان بصخب هاتفه



- بهزر مش قصدى حاجه..اقصد اى اللى خلاكى تروحى وازاى ساعدتيه في الشغل وكدا



هتفت كيان بشرود



- كل الموضوع انى لقيت نفسب لا إرادى رايحة ناحية مكتبه وبطرق على الباب..محستش بنفسي غير وأنا بسمع صوته وهو بيقول إتفضل..معرفتش انا بعمل اى وجاية لى وهقوله اى لو سألنى..بس قولت هكمل وخلاص ودخلت وهو أول ماشافنى قام ورحب بيا وزى العادة من غير ما يبصلي و....




        
          
                
وقصت عليها كل شئ حدث والذى كان عاديا تماما ولكن بالنسبة لها كان أكثر من ذلك..



واسترسلت حديثها بعدما انتهت هاتفه بنبرة شاردة



- مع إن مفيش حاجة حصلت وكل دا عادى...بس صدقيني الساعة اللى أخدتها معاه دى..أقدر أقول فيها ان هى دى الساعة الوحيدة اللى عشتها وحسيت بكل ثانية بتمر فيها..كنت بحاول بكل قوتى إنى ما أظهرش توترى وكسوفى منه..بس أول ما يتكلم صوته بدل ما يوصل لودنى الأول بيوصل لقلبي..بحس إنه سامع صوت نبضات قلبي اللى كانت عالية لدرجة انا مش بسمع انا بقول اى...آه يارب



انهت حديثها بتنهيدة عميقة تدعوا الله بأن يشعر بها ويحبها ويجمعها به فى الحلال...



أما الأخرى فكانت تنصت لها جيدا وهى تعلم بمعاناة صديقتها..لتربت على كف يدها بدون أن تتحدث.. فخلف هذا الصمت حديث طويل..لا يحكى ولكن الأخرى فهمت كل هذا الحديث من لمسة اليد هذه لتنظر الى ليان وتبتسم لها واومأت لها بخفة بمعنى أن .."حديثك قد وصل"..



ليخيم بعدها عليهم الصمت منتظرين وصولهم الى القصر...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهى اليوم وزين القمر السماء تلتف حوله النجوم بأمر الخالق مشكلة أجمل ما ترى الأعين..



دلفت الى غرفتها بإرهاق والقت حقيبتها على الفراش ثم توجهت ناحية المرحاض بدون أن تشعل إضاءة الغرفة..



دلفت الى المرحاض وأخذت شاور سريع وخرجت بعد وقت وهى ترتدى بيجامة مريحه باللون الوردى..



فتحت إضاءة الغرفة وقبل أن تتوجه ناحية المرآة لمحت طيف أحدهم يجلس على الفراش لتدير رأسها ببطء ناحية الفراش لتشهق بفزع وهى تراه يجلس على فراشها متكئ على ظهر الفراش يطالعها ببرود وهو يرتدى طقم كامل حالك السواد لتعلم أنه يرتدى هذا اللون قاصدا حتى لا يراه أحد



استوعبت الموقف سريعا لتضم حاجبيها هاتفه بغضب



- انت بتعمل اى هنا..ومن امتى وانت هنا اصلا



رفع حاجبه ببرود ثم نهض عن الفراش هاتفا



- ليا نص ساعة مستنى حضرة جنابك..وبعمل اى هنا فهتعرفي



ربعت ساعديها أمام صدرها ونظرت له بترقب للتجده يفتح هاتفه ويديره نحوها لتقترب منه ببطء لتشهق بفزع وهى ترى أكثر شخص تكرهه أمامها ملقي أرضا وجهه ملئ بالكدمات والدماء التى قاربت اخفاء ملامحه وكذلك جسده 



التمعت عيناها بغضب جحيمي ورفعت نظرها نحو ذلك الممسك بالهاتف الذى تفاجأ من كمية الغضب والكره التى بعينيها ليتأكد أنه لم يفعل شيئا خطأ



هتفت بقوة وغضب ظهر فى حديثها



- هو فين



نظر لها قليلا ثم هتف بهدوء وهو يعيد هاتفه الى جيب بنطاله




        
          
                
- مشرفنى..وانا اللى عملت فيه كدا



- عايزة اروح عنده..وديني ليه



لم يتفاجأ من طلبها فهو علم لا بل تأكد أنها ستطلب هذا منه ليهتف بهدوء



- ودا السبب اللى جيت علشانه



هتفت بقوة وهى تشير نحو الفراش



- اقعد لحد مااغير هدومى



ثم اخرجت لها ثيابا ودلفت الى المرحاض ليجلس هو على الفراش ينظر الى أنحاء الغرفة والتى كانت الوانها زاهية لطيفة تعاكس شخصية الماكثة بها فشخصية هذه الفتاة قوية ذات كبريا، شامخ، استنشق كمية كبيرة من الهواء الى رئتيه والتى كانت ممتلئه برائحة عطر غرفتها. 



وما هى إلا دقائق حتى عادت له لينظر نحوها ليجدها ترتدى بنطالا أسود أعلاه تيشيرت أسود ذو حمالات عريضه نسبيا اظهر طول ذراعيها وبشرتها السمراء المحببة الى قلبه وعقصت شعرها النحاسي على هيئة ذيل حصان ليصل الى منتصف ظهرها وحذاء ذو كعب عالى نسبيا أسود اللون أيضا..لتخطف قلبه بهذا اللون الذى تماشي مع الغضب والقوة والشراسة التى بها



نظرت نحوه وهتفت بقوة



- يلا



حمحم بخشونه وهو ينهض هاتفا



- يلا



ثم توجه ناحية الشرفة لتهتف هى



- اكيد مش هنط انا كمان من هنا..المسافة طويلة



نظر لها بطرف عينه ليستدير بعدها بجسده نحوها هاتفا بسخرية



- اى ياقطة..المسافة مش طويلة لدرجة انى بطلعها زى السلم



هتفت بهدوء



- خلينا نشوف حل تانى



نظر لها قليلا ثم هتف 



- تمام انزلى انتى وبما انك صاحبة القصر محدش هيسأل وانا هنزل زى ما جيت



هتفت بضجر



- ومين سمعك..دا بابي مخلى خمس تيران ماشيين ورايا زى ضلي قال خوفا عليا مش مقتنع انى اقدر احمى نفسي



اومأ بتفهم هاتفا



- حقه أى أب بيخاف على بنته..طيب تعالى معايا وأنا هتصرف



ثم سار ناحية الشرفة لتتبعه هى بهدوء بعدما أغلقت باب غرفتها جيدا نظر لها بطرف عينه ثم وبحركة سريعة منه جذبها نحوه يحكم ذراعيه حولها، وقبل أن تصىخ به همس لها



- هششش اعملى اللى هقولك عليه وانتى ساكتة، امسكي فيا كويس



ورغم ترددها إلّا أنها تمسكت به، وما إن رأته يرفع جسده فوق حاجز شرفتها حتى علمت ما سيقوم به، لتغمض عينيها بقوة وأحاطت به بقوة أكبر، وعو الذي شعر بخوفها أمسكها بإحكام بذراع بينما استعمل يده الأخرى في الإمساك بغصن الشجرة بعد أن قفز برشاقة، ثم أفلت يده وقفز بخفة ليصل الى الأرض بدون إصدار صوت 




        
          
                
شعرت بوصولهم لتهم أن تبتعد ولكنه أوقفها عندما همس لها



- لسه..فاضل السور



أعادت رأسها مره أخرى لتسمعه يهتف مجددا بهمس



- امسكى كويس واوعى تفلتى إيدك



شددت من ذراعيها على عنقه وكذلك قدميها على خصره دافنه وجهها أكثر في صدره



أغمض عينيه بقوة قائلا لنفسه بغيظ



- انا كدا مش هقدر اخطى خطوة واحدة..



استعاد ربطة جأشه وسار من خلف الحرس ببطء وحذر معتاد عليه ليصل بعدها الى السور..افلت خصرها لأنه سيحتاج ذراعيه الاثنين فى تسلقه ليشعر بها وهى تتمسك به بقوة أكبر 



وبخفة ورشاقة من ذلك البيجاد كان قد تخطى السور ببراعة شديدة وهو يعتدل فى وقفته



شعرت بتخطيهم للسور لتبتعد عنه بسرعة البرق وهى ترتب ثيابها وهتفت بعدها بقوة



- يلا بسرعة معندناش وقت



وجدها سارت نحو سيارته وفتحتها وجلست على المقعد المجاور لمقعد القيادة ليبتسم بخفة وهو يومئ برأسه واتجه نحوها واحتل مقعد القيادة هاتفا



- اى عرفك انها عربيتي



هزت كتغيها بلا مبالاة



- شوفتك بيها قبل كدا



رفع حاجبيه بدهشة فهو نادرا ما يخرج بهذه السيارة ولكنه تذكر عندما ذهب بها الى ذلك المكان الذى كان يلتقيها به ليومئ بخفة هاتفا بخبث



- ذاكرتك قوية كدا دايما..ولا انتى مركزة معايا



اشاحت نظرها عنه وهتفت بغضب تخفي خلفه توترها



- اخلص بقى وديني عند الزفت دا..ليا حساب تقيل معاه



انهت حديثها بنبرة متوعدة..نظر لها جيدا ليقرأ ما في عينيها جيدا ويعلم ما تنوى على فعله ولكنه بالطبع لن يتركها تفعل هذا



هتف ببرود وهو يخرج شريط اسود مردفا



- هنحط دا على عيونك الجميلة الأول



نظرت له بإستنكار ليكمل



- دا لو عايزانى اوديكي للمكان اللى هو فيه



زفرت بغضب وسحبت منه الشريطة السوداء وعقصتها على عينيها لتمنعها من الرؤية..نظر هو لها جيدا ليعلم أنها لا ترى شيئا 



ليقوم بتشغيل محرك القيادة وانطلق بها بسرعة البرق..ومن كثرة سرعتها لا تعلم أن هناك سيارة مرت من امامك..



فنوع هذه السيارة يتميز بالسرعة الشديدة والخفة.. وهو يستخدمها فى الاوقات الضرورية فقط أو فى عملية تخص عمله السرى...



هتفت بتساؤل 



- بتشتغل اى



هتف بثبات تدرب عليه جيدا



- ليه



- طريقتك فى التسلل والخطف والتخفي مش طبيعية..تكونش حرامى



رفع حاجبه بإستنكار هاتفا



- خطف..وحرامى..



اجابت ببساطة



- ايوا..انت يعتبر خطفتنى 



- هو فيه خطف بإرادة المخطوف



= كفاية رغي وقولى بتشتغل اى



نظر لها بطرف عينه ليعيد بصره سريعا هاتفا



- في شركة..انتى ناسية انى من عيلة الكيلانى



اومأت بإقتناع مردفة



- ااه نسيت اعذرنى...هى المسافة طويلة



- ممكن تبطلى أسئلة وتقعدى ساكته



هوف بها بضجر من أسئاتها اللامتناهية لتنفخ وجنتيها بغيظ منه وصمتت



ابتسم بخفة ليجدها تتساءل مجددا هاتفه



- انما قولى..هو الذئب متجوز



نظر لها بطرف عينه متسائلا



- ليه



- متجاوبش سؤالى بسؤال



هتفت بها بحنق ليهز كتفيه ببرود هاتفا



- اه متجوز



مطت شفتيها هاتفه



- يا خسارة



هتف ببرود احتله فجأة



- خسارة..هو لا سمح الله فى حاجه



هتفت بضحك



- بنت خالتي مهووسة بيه وأوضتها مليانه بصوره وبتقول ذئب هو ذئب عجباها شخصيته القوية وخوف الكل منه..وأختها مهووسة بيك وبتموت في عيونك الزرقا لدرجة انها بتجيب لانسز ازرق وتلبسه وشخصيتك المرحه ..واختهم التالته مهووسة بصاحبكم الثالث اللى اسمه هشام وعيونه الخضرا وبشخصيته الجدية وعصبيته المفرطة..بعيد عنك مجانين



ضحك بقوة هاتفا 



- عاملين عصابة بقى



ثم أكمل وهو يطالعها بخبث



- وانتى مهووسه بـحد



لم ترى نظرته الخبيثة الموجهة نحوها بسبب ذلك الشريط الذى على عينيها ولكنها توترت من سؤاله وهى تشعر لا بل متأكدة بأنه يطالعها الآن لتومئ بالرفض لترتسم إبتسامة ماكره على شفتيه لينظر أمامه مرة أخرى مكملا طريقه بصمت..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 







والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        



 

google-playkhamsatmostaqltradent