Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل السادس 6 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية

  

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل السادس 6 - بقلم مريم غريب



حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
                                    
                                          
*حتي أقتل بسمة تمردك*ج2




                          
الحلقة (6):




                          
و عندما وصلت أمام الغرفة ، ما كادت تدير المقبض ، حتي إنفتح الباب بعنف ، و ظهر"عز الدين"من وراءه ، و بحركة عصبية حرك يده في شعره ، ثم قال بلهجة عاصفة:




                          
-كنتي فين ؟؟




                          
نظرت إليه في حنق مقطبة ، و لم تجبه ، بل شددت ذراعيها حول"عدنان"النائم في سلام بين أحضانها ، ثم تجاوزته ، حيث مرت به غير مكترثة ، و ما كادت تخطو خطوة أخري ، فقد قبض علي رسغها بقوة ، و جذبها إليه بعنف صائحا:




                          
-انتي ماسمعتنيش و لا ايه ؟ كنتي فين انطقي ؟؟




                          
ترنحت بفعل حركاته العنيفة ، و إن لم يكن يمسك بها لكانت سقطت أرضا في الحال ، بينما إزدردت ريقها بتوتر ، و توردت وجنتاها بدفقة غضب كبحتها سريعا ، ثم أخيرا أجابته و هي تمقت الخوف الذي زحف إلي صوتها:




                          
-كنت عند الدكتور.




                          
ثم تملصت من قبضته ، قائلة بإقتضاب:




                          
-الولد هيقع مني ، سيبني لو سمحت خليني أنيمه في سريره.




                          
تجنبت النظر إليه ، خشية رؤية نظراته العنيفة ، بينما إنتظر لوهلة ، ثم أفلتها ، فتنفست الصعداء ، و إتجهت بالصبي نحو فراشه ، ثم وضعته في هدوء ، و بسطت فوقه غطاءه الصوفي ..




                          
و عندما إلتفتت خلفها ، وجدت"عز الدين"يقف أمام الفراش ، و قد أودع راحتيه في جيبيه ، فنظرت إليه في إرتياب ، بينما بدا متجهما ، غاضبا إلي أقصي حد ، و عازما علي نزع إجابات أسئلته منها بأي طريقة .. :




                          
-تعالي.




                          
هتف"عز الدين"بنبرة حادة ، و لكنها خافتة ، فيما ترددت"داليا"للحظة ، ثم تقدمت نحوه بخطي ثقيلة ، حتي و صلت إليه ، فضاقت عيناه قليلا مما جعل عروقها تنبض بالخوف ، بينما إلتقت نظراتهما ، فسألها بصوت هاديء يختبيء بطياته غضب هائل:




                          
-قولتيلي كنتي عند الدكتور .. ليه ؟؟




                          
أجابته بخفوت ، و قد تجمدت تعابير وجهها:




                          
-عدنان كان سخن اوي، درجة حرارته كانت عالية ، فخدته للدكتور علطول.




                          
أومأ رأسه مهمهما ، ثم عاد يسألها محتدا:




                          
-و ماتصلتيش بيا ليه قبل ما تخرجي من الييت ؟ ازاي تخرجي منغير اذني ؟؟




                          
توهجت عينا"داليا"في غضب بتلك اللحظة ، ثم أجابته متهكمة ، و قد علا صوتها رغما عنها:




                          
-اتصلت و سكيرتيرتك قالتلي انك في اجتماع مهم ، كنت عايزني اعمل ايه يعني ؟ استني لما ابني يموت عشان اخد اذنك ؟؟




                          
رفع حاجبيه ذاهلا من طريقتها ، بينما إنتبهت إلي ما قالته ، فعادت تقول بتلعثم محاولة تعزيز موقفها:




                          
-ماكنتش اقدر استني علي الولد كتير ، كان لازم الدكتور يشوفه بسرعة.




                          
ثم أضافت بإختصار ، و الآلم يجرح صوتها:


  
                
-انا كنت خايفة عليه .. و مافكرتش في حاجة تانية.




-مش هحسبك علي كلام اتقال في لحظة انفعال.




هتف بصوت جاف ، ثم إنحني برأسه قليلا صوبها ، و غمغم بدون أن يطرف له جفن:




-بس خدي بالك المرة الجاية من كلامك .. اوعي تتخطي حدودك مرة تانية.




ثم تركها ، و غادر الغرفة بأكملها ، فتقلص حلقها بآلم حارق ، و شعرت بالحريق يمتد نزولا إلي قلبها المعذب ..




الأن و في تلك اللحظة ، أخذت تسترجع ما حدث صباح اليوم ، ها قد عادت المدعوة"جومانة خطاب"مرة أخري ، تنهدت بأسي و هي تغوص في بحر من الشكوك ، و التساؤلات ، و فكرت .. لا يعقل أن تآت تلك المرأة لتعكر صفو حياتهم مجددا ، لا يعقل أن تنال منها ، و تعمل علي إستمالة زوجها ، و لكن مهما كان الأمر ، و مهما كانت نيتها ، لن تسمح لها بإلحاق أي ضرر بأسرتها ...




****************************************************************




في الصباح التالي ...




ذهب"عمر"لزيارة أمه ، و كان يظن أنه سوف يجدها نائمة تحت تأثير المخدر كالمرة السابقة ، و لكنها تنبأت بقدومه ، فتحملت الآلم لأجل رؤيته ..




-ماصدقتش نفسي .. لما قمر قالتلي انك جيت.




قالت السيدة"كاميليا"ذلك تخاطب"عمر"و هي مستندة بظهرها علي وسادة فراشها الوثير ، ثم تابعت باسمة و عيناها تكاد تغمضان من الأرق ، و الإعياء اللذين إستبدا بها:




-بس زعلت اوي اني ماشوفتكش يا حبيبي .. قولي .. ايه اخبارك ؟ كويس ؟ و اخواتك عاملين ايه ؟؟




إبتسم"عمر"الذي كان يجلس علي حافة الفراش إلي جانبها ، ثم أجابها بلطف:




-انا تمام يا ماما .. و عز و عبير كويسين كمان.




ثم راح يحدثها عن شقيقته اولا:




-عبير اتجوزت خالد اخيرا.




-بجد ؟؟




-اه بقالهم سنة و كام شهر متجوزين اهو.




إبتسمت"كاميليا"بخفة ، ثم إدردت ريقها بصعوبة ، و سألته ملهوفة:




-و اخوك عز الدين .. اخباره ايه ؟؟




-عز الدين اتجوز هو كمان.




أجابها"عمر"ثم قهقه ضاحكا عندما رأي ما إرتسم علي وجهها من علامات التعجب ، و الإستغراب الشديد ، بينما نظرت إليه غير مصدقة ، فهز رأسه مؤكدا صدق قوله ، و قال:




-عز اتجوز بقاله سنتين تقريبا من بنت كويسة جدا جدا ، انا شايف انها بتحبه اوي ، و الواضح انهم متفاهمين نوعا ما ، يعني مافيش مشاكل كبيرة بينهم.




ثم أضاف باسما:




-و بقي عندهم طفل جميل ، عمره سنة.




إبتسمت السيدة بآلم ، ثم عادت تسأله:




        
          
                
-اسمه ايه يا عمر ؟؟




-عدنان.




حدقت أمامها في اللاشيء ، و رددت الإسم مدحرجة أياه في فمها ببطء ، كما لو أنها تتذوق رنته ، ثم وجهت نظرها إليه مجددا ، و قالت باسمة:




-كلكوا علي حرف العين ؟؟




ثم أطلقت ضحكة خفيفة ، و قالت:




-تعرف اني انا اللي اخترت اسم اخوك ؟ انا اللي سميته عز الدين .. و بعد كده لما جيت انت و جت بعدك اختك ، ابوك هو اللي اختارلكوا اساميكوا.




صمتت قليلا لدي ذكرها زوجها والد أبنائها ، ثم تحلت بالشجاعة ، و إندفعت تخبر إبنها بعض الأمور عن الماضي:




-انا ماخنتش ابوك يا عمر.




رمقها"عمر"مقطبا ، فتنهدت و الدموع تتلألأ بعينيها الزرقاوين ، ثم بدأت تسرد عليه تفاصيل القصة الأصلية:




-قابلته من 35سنة بعد موت ابويا و امي .. فريد .. فريد نصار ، كان عندي حوالي 20 سنة وقتها ، كنت صغيرة ، و احلي بكتير من دلوقتي كمان ، بس كنت مجرد بنت فقيرة ، رأسمالي الوحيد كان جمالي .. و في يوم كنت من ضمن ناس معزومين في فرح كبير ، في مكان من الاماكن اللي محدش بيدخلها بسهولة ، او بمعني اصح ، الطبقة العالية بس هما اللي مسموحلهم يدخلوها .. المهم شفت ابوك لاول مرة هناك ، و عجبته طبعا ، اتكلمنا شوية و ماسبنيش امشي الا لما خد مني عنواني و حدد ميعاد عشان نشوف بعض تاني .. و فعلا ، قابلته تاني و تالت و رابع ، فلاقيته في مرة بيطلب ايدي للجواز ، وافقت عليه طبعا ، هو كان فرصة بالنسبة لي ، فرصة ماكنتش اقدر احلم بيها ، مانكرش اني حبيته ، حبيته اوي كمان .. في الاول كنت مبسوطة بحياتي الجديدة معاه ، كان موفرلي كل حاجة ، اي حاجة كنت بطلبها كنت بلاقيها ، بس في المقابل كان حابسني جوا قصره ، كان عازلني عن الناس ، الهدوم و الفساتين و المجوهرات اللي كنت فرحانة بيهم ، ماكنتش عارفة البس منهم حاجة ، بدأت احس انه بيمتلكني مش بيحبني ، كل حاجة كان بيعملها و كل تصرفاته كانت بتأكدلي ده ، كلامه و نظراته و لمساته كلها تملك مش حب .. 




نظرت"كاميليا"إلي وجه إبنها المكفهر ، فأغمضت عينيها بشدة ، ثم تابعت هذا الجزء بصوت مختلج ملؤه الآلم:




-مرت سنة ، و خلفت اخوك عز الدين .. هو اللي هون عليا الحياة شوية ، انشغلت بيه ، و رجعت احب ابوك تاني عشان خاطره .. كبر قدام عيني يوم و را يوم و سنة ورا سنة ، لحد ما تم 6 سنين .. بعد كده جيت انت كمان يا حبيبي ، و جت اختك عبير متأخر شوية هي كمان ، بعد 10 سنين ، كنت مبسوطة اوي بيكوا ، كنتوا مليين حياتي ، و كان اخوك عز الدين ده اكتر واحد فيكوا حبني و كان متعلق بيا ..




ثم صمتت قليلا ، و أضافت بخفوت:




-بعد ولادة عبير بسنة ، بدأت الأمور كلها تتغير ، بدأت ابص لنفسي اكتر ، كنت عارفة اني بحب التمثيل و موهوبة ، و بالصدفة في يوم قريت اعلان في مجلة ، كان في منتج بيدور علي وجوه جديدة ، فقلت ليه لأ ، ليه ماجربش اعمل الحاجة اللي بحبها و ماخرجش شوية من سجن ابوك .. و فعلا عملت كده ، دخلت الاختبارات و وقع الاختيار عليا و اخدت دور البطولة مش دور ثانوي ، ماكنش ينفع اتنازل لابوك اكتر من كده ، كنت عارفة انه هيرفض .. عشان كده سيبته و رفعت دعوة طلاق ، اتطلقت منه بعد فترة قصيرة .. بعترف اني اتصرفت بانانية لما مشيت و سيبتكوا ، و مافكرتش فيكوا ، و للحظة فكرت اسيب حياتي الجديدة اللي لاقيت فيها نفسي و ارجعلكوا تاني .. بس رجعت عن افكاري دي لما اتفاجئت ان ابوكوا فهمكوا اني خنته عشان كده سيبتكوا و مشيت .. وقتها كرهته اوي ، كرهته جدا و ماكنتش قادرة اقرب منكوا بسببه ، منعني عنكوا سنين ، و لما مات و حبيت انا ارجع اقربلكوا تاني ، اكتشفت ان الاوان فات من زمان ، شفت نسخة تانية من ابوك .. عز الدين صورة منه ، في الشكل و الطباع و القسوة ، شبهه في كل حاجة.




        
          
                
-مدام كاميليا .. ميعاد الدوا.




قالت الممرضة ذلك ، و هي تقترب من فراش السيدة ، حاملة بيديها كأسا من الماء ، و زجاجة حبوب صغيرة ، بينما جاهد"عمر"كي يستوعب ما قالته أمه توا ، فهمهم بإرتباك ، ثم نهض ، و ساعدها علي الإعتدال بفراشها ، فأعطتها الممرضة الحبة ، و ناولها"عمر"كأس الماء ، فإبتلعت"كاميليا"الحبة بصعوبة ، بينما قال"عمر"بخفوت و هو يربت علي كتفها بلطف:




-بالشفا يا ماما.




ثم إبتسم بتوتر ، و هو يتساءل في نفسه .. كيف و إلي أين ستؤول الأمور ؟؟ ...




*****************************************************************




علي الطرف الأخر ، 




إنتظرت"عبير"حتي إتتهت محاضرة دكتور"أمجد"و بعد ما تأكدت من أن قاعة المدرجات فارغة ، نهضت ، و تقدمت صوبه ، بينما كان يجمع أغراضه بحقيبته السوداء ، فشعر بوجودها ، و رفع نظره إليها ، فأفتر ثغره عن إبتسامة عذبة ، ثم حياها برقة قائلا:




-صباح الخير ، اهلا يا عبير ازيك ؟؟




إبتسمت بتردد ، ثم بادلته التحية:




-صباح النور يا دكتور ، انا كويسة الحمدلله.




-يا رب دايما كويسة.




تنفست بعمق ، و هي ترمقه بنظرة ثاقبة ، فلاحظ نظرتها ، ثم سألها باسما في توتر:




-في حاجة يا عبير ؟ يا تري في حاجة في المحاضرة مش فاهماها ؟؟




هزت رأسها نفيا ، فتغضن جبينه بعبسة إستغراب ، و إستوضحها بنبرة جدية هادئة:




-طيب خير ؟ محتاجة مني حاجة ؟؟




إزدردت ريقها ، ثم إنتظرت لثوان ، و سألته مضطربة:




-هو حضرتك .. صحيح خدت رقمي من ريم .. ايام الامتحانات ؟؟




تجمدت قسمات وجهه فجأة عندما طرحت عليه السؤال ، فسارعت تخفف من حدة التوتر الذي غلف الأجواء ، فقالت:




-انا كنت بسأل بس طالما حضرتك خدته عشان تتصل و تطمن عليا ، ليه ماتصلتش ؟؟




منحها إبتسامة مترددة ، ثم أجابها بلهجة جاهد في أن تبدو طبيعية:




-وقتها سمعت انك بقيتي كويسة ، فقلت مافيش داعي ازعجك.




أطلقت ضحكة مصطنعة ، ثم قالت:




-لا لا يا دكتور ازعاج ازاي بس ! انا كنت هتبسط اوي بمكالمة حضرتك.




خيم عليهما جو التوتر من جديد ، فهمهمت"عبير"ثم إستأذنت منه قائلة:




-طيب عن اذن حضرتك بقي ، انا لازم امشي .. سلام.




ثم غادرت القاعة و هي تتنفس الصعداء ...




*******************************************************************




-و عدنان حبيبي عامل ايه دلوقتي ؟؟




        
          
                
قالت"ياسمين"ذلك في حنان متسائلة و هي تخاطب شقيقتها ، بينما كانت"داليا"تباشر عملها بالمطبخ ، حيث كانت تطهو طعام العشاء .. :




-كويس الحمدلله بقي احسن.




أجابتها"داليا"بإبتسامة خفيفة ، فعادت"ياسمين"تسألها:




-هو فين صحيح ؟؟




-نايم .. اكلته و اديته الدوا ، و بعدين نايمته.




أومأت"ياسمين"رأسها باسمة ، فنظرت إليها شقيقتها فجأة ، و سألتها:




-هو انتي كنتي فين امبارح يا ياسمين ؟ مش امبارح كان يوم اجازتك بردو ؟؟




أجابت"ياسمين"مرتبكة:




-اه يا داليا امبارح كان يوم اجازتي.




-طيب كنتي فين ؟ صحيت من النوم ما لاقتكيش !!




قضمت"ياسمين"شفتها بقوة ، و لم تجد مفر ، و لأنها إعتادت الصدق ، و تمقت الكذب ، أخبرت شقيقتها بالأمر كله .. :




-لا حول و لا قوة الا بالله.




هتفت"داليا"مصدومة ، ثم تابعت متسائلة:




-يعني بجد المرض ده مالوش علاج ؟؟




زمت"ياسمين"شفتيها بأسف قائلة:




-لأ للأسف مالوش علاج.




تنهدت"داليا"بإشفاق ، ثم عادت تسألها مستغربة:




-بس بردو انا مش فاهمة حاجة .. انتي روحتي ليه مع عمر عند مامته ؟؟




إبتسمت"ياسمين"ثم أجابتها بلطف مضطرب:




-يا داليا قلتلك كانوا متخاصمين ، و انا اللي اقنعته يروحلها بالعافية بعد ما شفت الخبر في المجلة .. و بعدين يرضيكي يعني الست تبقي في المحنة دي لوحدها ؟؟




تأملت"داليا"الوضع ، فإقتنعت بكلام شقيقتها ، بل و قالت أيضا:




-عندك حق .. عشان كده انا بفكر اخد عدنان و اروحلها.




-فكرة كويسة جدا و الله.




هتفت"ياسمين"باسمة ، فتلاشي حماس"داليا"حين قالت:




-بس في مشكلة.




-ايه هي ؟؟




-هقول لعز الدين انا رايحة فين ؟؟




فكرت"ياسمين"لبرهة ، ثم إقترحت:




-قوليله هتاخدي عدنان للاستشارة عند الدكتور.




إبتسمت"داليا"بخفة ، و أومأت رأسها ، و قد أعجبتها الفكرة .. :




-طيب هروح امتي و ازاي ؟؟




سألت شقيقتها مستوضحة ، فأجابتها:




-بكرة كويس ، و انا ممكن اجي معاكي .. ايه رأيك ؟؟




تنفست"داليا"بعمق ، ثم أومأت رأسها موافقة ...




********************************************************************




        
          
                
في الصباح التالي ...




و بينما كانت"داليا"تساعد"عز الدين"علي إرتداء ملابسه كي يذهب إلي العمل إحتالت عليه حيث قالت له كاذبة أنها ستذهب مع شقيقتها بـ"عدنان"إلي الطبيب من أجل الإطمئنان عليه ، فوافق في الحال بحسن نية ، فأسرعت هي ، و أرتدت ملابسها ، بعد أن غسلت"عدنان"و ألبسته ، و أطعمته ..




ثم أخذته بين ذراعيها ، و غادرت الغرفة ، متجهة إلي ساحة القصر ، حيث"عمر"و"ياسمين"كانا بإنتظارها ، و ما أن إستقلت بإبنها في المقعد الخلفي من سيارة"عمر"حتي إنطلق هو بسرعة متوسطة بناء علي طلب"داليا" ...




وصلوا أخيرا إلي بيت السيدة"كاميليا فهمي" ..




أعجبت"داليا"بمنزلها البسيط ، و الرائع بنفس الوقت ، كما أنها أغرمت بالديكور الداخلي ، و عندما صعدت إلي الدور العلوي برفقة"عمر"و"ياسمين"اللذين تقدماها حتي غرفة النوم ، وجدت الغرفة فخمة الأثاث ، و علي الفراش الفارغ غطاء مزين بباقات من الأزهار الرائعة ، مع وسائد ذات وجوه خضراء سندسية تناسب فخامة الغرفة الواسعة ، و علي جانبي الفراش ، كان هناك مقعدان جميلان في قِدمهما ، و ألوانهما ، أما التحف الخاصة بالسيدة الفاتنة ، فقد تناثرت في أنحاء الغرفة مشيعة جوا من الفوضي المحببة ، هذا بالإضافة إلي صورها المعلقة علي الجدران في كل مكان بالبيت ، و التي تحكي تاريخ حياتها الفنية الناجحة ، و الرائعة ..




-اهلا بيكوا .. اتفضلوا.




إلتفتت"داليا"نحو مصدر الصوت ، فوجدت السيدة تجلس علي مقعد وثير قرب شرفة غرفتها ، فإبتسمت"كاميليا"بخفة ، و دعتهم للجلوس إلي جوارها ، فتقدمت منها"داليا"و هي تحمل"عدنان"بين ذراعيها ، ثم جلست قبالتها علي أريكة صوفية سوداء ، فجلست"ياسمين"إلي جانب شقيقتها ، بينما جلس"عمر"بمقعد إلي حانب أمه ..




أمعنت"داليا"النظر بوجه المرأة الحسناء الجالسة أمامها ، رغم مرضها الذي




أهلكها تماما ، إلا انها لا زالت محتفظة برونقها الحذاب ، و بينما كانت"داليا"تتأملها مليا ، وجهت"كاميليا"نظرها إلي الصبي الصغير القابع بحضن أمه ، فإبتسمت بحنان و هي تتأمله عن كثب ، رأت من خلال ملامحه شقاوة أبيه ، و جده ، ذلك العرق الدساس ، ذلك النسل المتجبر ، و الفريد من نوعه لن ينتهي أبدا ...




أطلقت"كاميليا"ضحكة رنانة ، ثم قالت موجهة حديثها إلي"داليا" و هي لا زالت تتأمل الصبي:




-تعرفي يا داليا .. ابنك شبه ابوه بالظبط ، صورة طبق الاصل منه لما كان طفل في سنه.




ثم هزت رأسها ، و قالت و الدموع تتلألأ بمأقيها:




-يا ربي بجد مش مصدقة .. شبهه بجد ، بس هو واخد عينيكي انتي.




ثم سألتها:




-ممكن اشيله ؟؟




أومأت"داليا"رأسها مؤكدة ، ثم نهضت ، و وضعت الصفير علي قدمي جدته ، التي راحت تبتسم له و تلاطفه .. :




-الف سلامة علي حضرتك .. ان شاء الله المحنة دي هتعدي و هتبقي كويسة.




قالت"داليا"ذلك باسمة ، فبادلتها"كاميليا الإبتسامة بمثلها ، ثم نظرت إليها ، و إنتظرت لثوان ، ثم قالت فجأة:




-انا عايزة اشوف عز الدين.




كان السكون شاملا في تلك اللحظة ، حتي"عدنان"الذي كان يطلق صياحه الطفولي المستمر ، صمت ، فتبادلوا الجميع النظرات في صمت مطبق ، حتي قطعت"داليا"الصمت قائلة بتوتر:




-يا مدام كاميليا .. هو ماتغيريش خالص.




أومأت"كاميليا"رأسها بتفهم قائلة:




-انا عارفة انتي تقصدي ايه .. بس هو مهما كان ابني و انا امه ، لازم اشوفه قبل ما اموت.




-اعتقد انها فكرة مش كويسة !!




قالت"ياسمين"ذلك بتردد ، فقطبت"كاميليا"حاجبيها بوهن قائلة:




-يعني ايه ؟ مش هشوفه ؟؟




كان الحديث صادق و مؤثرا ، كما كانت يدا"كاميليا"ترتجفان بصورة دائمة ، بينما إندفعت"داليا"فجأة قائلة بتصميم:




-هتشوفيه ...




يتبع ...




        


google-playkhamsatmostaqltradent