Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل الخامس 5 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل الخامس 5 - بقلم مريم غريب

حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
          
                
**************************************************************




-هو ده البيت ؟؟
قالت"ياسمين"ذلك متسائلة ، و هي تشير نحو تلك الڤيلا الصغيرة ، بينما أجابها"عمر"الذي كان يجلس بسيارته إلي جانبها:
-ايوه هو.
إدارت رأسها إليه ، ثم قالت:
-طب يلا.
إذدرد"عمر"ريقه بتوتر ، ثم إنصاع لها ، و خرج من السيارة ، فترجلت"ياسمين"بدورها ، و تقدمته متوجهة نحو باب المنزل ..
طرقت الباب ، ثم ضغطت زر الجرس عدة مرات ، حتي فتحت لهما الوصيفة الشابة بوجه ذابل إكتسحه الحزن ، حتي إنها ما أن رأت رأس"عمر"الذي يطل من فوق كتف"ياسمين"هربت الدموع من عينيها و راحت تجهش بالبكاء ، ثم خاطبته بعتاب:
-كنت فين طول الفترة اللي فاتت يا عمر بيه ؟ معقول ماكنتش تعرف اللي حصل للست كاميليا ؟؟
إزدادت سرعة تنفسه ، فشعرت به"ياسمين"و قالت موجهة كلامها إلي الوصيفة:
-هي فين والدته لو سمحتي ؟ هنا في البيت و لا لسا في المستشفي ؟؟
أجابتها الفتاة و هي عاجزة السيطرة علي دموعها:
-لأ الهانم هنا في البيت ، رجعت من المستشفي اول امبارح.
أومأت"ياسمين"رأسها ، ثم طلبت منها أن ترشدهما إلي غرفة السيدة ، فتولي"عمر"تلك المهمة و قادها إلي غرفة أمه بخطي ثقيلة ، بينما ذهبت الوصيفة تعد لهما مشوربا ...
دخل"عمر"غرفة والدته ، تتبعه"ياسمين"فيما إتضح لهما أن السيدة لم تكن وحيدة تماما ، إذ كانت هناك فتاة عرفت"ياسمين"في الحال أنها ممرضة رافقت السيدة"كاميليا"إلي منزلها كي تعتني بها ، و بينما كانت"ياسمين"تستفسر منها عن حالة المريضة ، سحب"عمر"مقعدا ، و جلس إلي جوار أمه ، ثم إقترب من الفراش ، حيث كانت السيدة"كاميليا"ضئيلة للغاية ، شاحبة الوجه ، و تائهة بتأثير المخدر الذي أعطي لها منذ قليل ليساعدها علي النوم دون آلم ..
و كانت أهدابها الطويلة ترسم خطين داكنين فوق وجنتيها ، و شعرها الأسود الكثيف الناعم ، منتشر علي وسادتها البيضاء بفوضوية ، رغم أن معالم الإعياء ظاهرة بشكل كبير علي محياها ، إلا أنها لا زالت"كاميليا فهمي"تلك المرأة الفاتنة ، التي أدهشت الجميع بجمالها الأخاذ ، و روعة أدائها الفني ...
و بعد أن قضي"عمر"عدة دقائق في تأمل وجه أمه الذابل كالورد ، كان السكون في الغرفة شاملا ، إذ كفت"ياسمين"عن إستجواب الممرضة ، و حينئذ إلتفتت"عمر"إليها ، ثم راح يسألها و الحزن يملأ عينيه:
-مالها يا ياسمين ؟ عندها ايه بالظبط ؟ حالتها مستقرة ؟؟
توترت"ياسمين"و لم تعرف كيف تجيبه ، أو تشرح له الأمر ، بينما إندفعت الممرضة فجأة قائلة:
-من فضلكوا ممكن تسيبوا الاوضة شوية ؟ المدام نايمة دلوقتي تحت تأثير المخدر و مش هتصحي قبل 4 ساعات.
إغتنمت"ياسمين"الفرصة ، فوافقت و أمسكت بيد"عمر"و قادته إلي خارج الغرفة ، فضغط هو علي مرفقها و أوقفها بالردهة المؤدية إلي الدرج ، ثم عاد يسألها:
-الممرضة قالتلك ايه با ياسمين ؟ هي هتبقي كويسة صح ؟؟
قضمت"ياسمين"شفتها بقوة ، ثم صمتت قليلا ، و تحت نظراته الملحة ، أجابته بخفوت:
-امك .. هتموت يا عمر.
صدمته الكلمة ، و نظر إليها فاغرا فاهه ، فسارعت تشرح له:
-هي مريضة باللوكيميا ، سرطان النخاع العظمي .. بقالها 3 سنين و ماكنتش تعرف لانه مرض عضال محدش بيكتشفه الا بعد فوات الاوان.
هز رأسه رافضا ، ثم سألها:
-اكيد في علاج صح ؟ لو مش هنا يبقي برا آا ..
-لأ يا عمر.
قاطعته"ياسمين"بإشفاق ، ثم تابعت:
-سرطان النخاع العظمي مابيتعلجش لو فات عليه اكتر من سنة .. امك عندها فقر دم شديد و لما سألت الممرضة قالتلي الدكتور بتاعها متوقع انها ممكن تفضل عايشة لشهر او شهرين كحد اقصي.
توالت الصدمات علي عقل"عمر"فحطمت صموده ، و شعر بالدموع تتجمع بمآقيه ، و أدرك بذعر ما معني هذا الكلام ، ستفارقه أمه الحنونة ، التي أغدقت عليه وحده حنانها و عطفها من دون أشقائه ، إضطربت أنفاسه ، ثم هبطت دموعه غزيرة ، فتأثرت"ياسمين"و إقتربت منه ، ثم مدت يدها و ربتت علي كتفه بحنو ،و راحت تواسيه بلطف ...




        
          
                
*****************************************************************




كان"عز الدين"منهمك في مباشرة أعماله ، عندما دلف إليه"خالد"مقطبا ، عابس الوجه ، فرفع"عز الدين"بصره عن الأوراق ، و نظر إليه .. :
-خد .. دي شيكات للبنك عايزة تتمضي ، و ده ورق مستحقات العاملين اللي طلعوا معاش السنة دي ، عايز امضي بردو.
قال"خالد"ذلك و هو يناوله بعد المجلدات و الملفات ، بينما لاحظ"عز الدين"مزاجه السيء ، فصمت قليلا ، ثم دعاه للجلوس قائلا:
-اقعد يا خالد .. عايز اتكلم معاك شوية.
هز"خالد"رأسه عابسا ، و قال:
-مش فاضي يا عز ، ورايا شغل كتير.
-الشغل يستني .. اقعد.
قال"عز الدين"في هدوء حازم ، فحاول"خالد"الإعتراض مجددا ، فأخمد"عز الدين"إعتراضه بقوله:
-انا صاحب الشغل و بقولك اقعد.
جلس"خالد"علي مضض ، و لم ينظر إليه ، فسأله"عز الدين":
-ايه بقي ! مالك ؟؟
-مالي يعني ايه مش فاهم ؟؟
هز"عز الدين"كتفيه ، و أجابه:
-بقالك فترة مش مظبوط.
ثم إتبع إسلوبه الماكر ، و سأله:
-متضايق من حاجة ؟؟
تأفف"خالد"في ضيق ، و قال:
-انا مش متضايق من حاجة يا عز الدين ، قصر انت بس و قول عايز ايه عشان اروح اكمل شغلي.
-طب مالك منفعل كده ليه يا خالد ؟؟
سأله بهدوء ، فتضاعفت عصبية"خالد"الذي نجح في كبح جام غضبه بأعجوبة ، و قال:
-مش منفعل و لا حاجة.
إبتسم"عز الدين"بخفة ، ثم تنهد و قال:
-طيب ما تيجي تروح معايا و تقضي اليوم معانا في البيت ، بقالك كتير ماجيتش.
رفض"خالد"بجفاف قائلا:
-لأ.
أومأ"عز الدين"رأسه مرارا ، فيما كان يعاينه بتسلية ، ثم عاد يقول:
-طيب مش هتيجي تاخد عبير بقي ؟؟
أجابه"خالد"مقطبا:
-لما تطلب هي ترجع البيت ، هبقي اجي اخدها.
ثم هب واقفا ، و غادر المكتب مسرعا ، بينما إبتسم"عز الدين"ثم عاد إلي مباشرة أعماله مجددا ...




****************************************************************




-و انتي عاملة ايه في الدراسة بقي ؟؟
قالت"ريم"ذلك و هي تخاطب"عبير"هاتفيا ، فأجابتها"عبير"بنبرة مسرورة:
-الحمدلله تمام اوي لحد دلوقتي ، ادعيلي انتي بس.
-ان شاء الله يا حبيبتي ربنا هيوفقك و هتتخرجي علي خير و بإمتياز كمان.
-يا رب يا ريم.
قالت"عبير"باسمة ، فإنتظرت"ريم"ثوان ، ثم سألتها:
-لسا مارجعتيش بيتك بردو يا عبير ؟؟
زفرت"عبير"في إنزعاج ، و قالت:
-ريم انا مش شرحتلك الوضع قبل كده ؟؟
-اصل يا عبير آا ...
-خلاص بقي.
قاطعتها"عبير"بلطف حازم ، فتنهدت"ريم" ثم قالت:
-ماشي يا ستي .. براحتك.
ثم سألتها:
-المهم قوليلي ، الدفعة الجديدة في كلية و الناس اللي هناك كلهم بيتعاملوا معاكي ازاي ؟؟
-كلهم لطاف اوي و الله يا ريم.
-و الدكاترة ايه اخبارهم ؟ كويسين معاكي ؟؟
-اه كويسين ، و بشهادة دكتور امجد بقيت طالبة متفوقة.
قالت"عبير"ضاحكة ، فباغتتها"ريم"مسرعة:
-دكتور امجد صحيح فكرتيني .. ده كان واخد رقمك مني السنة اللي فاتت ايام الامتحانات.
-اخد رقمي منك ؟؟
هتفت"عبير"مقطبة ، ثم سألتها:
-ليه ؟؟
-اصل انا اللي بررت غيابك و اعتذارك عن الامتحانات ، يعني قلت انك تعبانة اوي و كده و مش هتقدري تمتحني ، فهو طلب مني رقمك عشان يتصل يسأل عليكي.
إنتهت"ريم"من سرد التفاصيل ، ثم سألتها:
-هو ماكلمكيش و لا ايه ؟؟
-لأ.
أجابتها"عبير"مقطبة ، و هي تفكر في إستغراب بفعل الدكتور"أمجد" ...




*****************************************************************




عادت"داليا"بإبنها إلي المنزل بعد أن إطمئنت عليه ، و جلبت له الأدوية اللازمة التي كتبها الطبيب الذي وضع له أيضا خطة علاج ، بعد أن قام بالكشف عليه ، و إتضح أنه يعاني إلتهابات الحلق التي أدت إلي إرتفاع درجة حرارته ...
وصلت"داليا"بالصبي إلي المنزل نحو غروب الشمس ، و قد تأخرت هكذا بسبب أزمة المرور في الذهاب إلي قلب المدينة ، و العودة منها مجددا ...
و عندما وصلت أمام غرفتها ، ما كادت تدير المقبض ، حتي إنفتح باب الغرفة بعنف ، و ظهر"عز الدين"من ورائه ، و بعصبية حرك يده في شعره ، و قال بلهجة عاصفة:
-كنتي فين ؟؟




يتبع ...




        




google-playkhamsatmostaqltradent