Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثاني 2 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

 

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثاني 2 - بقلم منة جبريل



البارت الثاني
          
                
_ حادث ولا مُدبر؟ 



سؤال ليس وقته، الأولى أن يسأل عن حالها ووضعها ولكن بعد علمه أنها داخل غرفة العمليات تحت أيدي ريان الذي ينقذها، عمل عقله على تفسير كُل ما سمعه منذ البداية، وكانت كل نقاط التفكير تنتهي عند هذا السؤال، والذي حتمًا إجابته هي التي ستقرر مجرى الأحداث بعدها.



وهشام الذي انشغل عقله في سؤال آخر،ردد بانشداه وهو ينظر إلى قبضته وكلٌ يبكي على ليلاه :



_ تجنبتها ازاي دي؟



مرّ إياد من جانبه يردد بصوت هادئ وعقل تفرغ لمعرفة الإجابة عن سؤاله فقط، يقسم أنه سيُري العالم جحيمًا في الدُنيا إن كان مفتعلًا ‌: 



_ الحارس اللي كان معاها.. 



نظر له هشام بجانب عينه، هذا الوجه المتجمد لا يصل بينه وبين ذلك البشوش والملامح المُريحة شيء البتة، كان هذا خاويًا ومخيفًا، هل هذه حقيقته؟



لم ينتظر إياد أكثر وتحرك يبحث عن ذلك الحارس بنفسه، وفجأة ومن وسط أفكاره المُظلمة اصطدم بجسده جسد آخر اختلف بكينونته عنه، أكثر ليونة وهشة، جسد تعرف عليه دون النظر له ليحيطها بذراعيه هامسًا لها بصوت حنون وعاد وجهه منيرًا ذو ملامح ليّنة ‌: 



_ كل حاجة هتكون تمام، وهي هتكون بخير بإذن الله، متخافيش، أنا هنا



هزت أريب رأسها وهي تأخذ أنفاسها بين ذراعي أخيها، عيناها الحادة كانت محمرة من كبتها لدموعها ومشاعرها الحزينة المتفجرة بداخلها، هي عليها الصمود لتكون داعمة لا عائقة، أن تتحلى بالقوة في موقف لا يطلب سوى الثبات. 



ربت إياد على رأسها ثم رفع بصره إلى تلك الواقفة على مقربة منه، ابتسم لها ومد ذراعه الأخرى ناحيتها لتسرع في امساكها والاقتراب منه، تسند رأسها على كتفه قائلة بما ضرب صميم قلبه ‌: 



_ كانت خايفة تدخل العمليات، قالتلي أقولك تكون جنبها أول ما تيجي، حتى لو مكانتش واعية



يا الله، ارفق بحاله، كيف الآن يفعلها؟ كيف الآن يحافظ على عهده في احتوائهن، أيبقى رفقتهما ليطمئن خوفهما، أم يذهب للأخرى ويحقق مطلبها، أم يتحرك للبحث عن حقيقة الحادث! تشتت عقله وتاه بين الكثير. 



لتأتيه نجدة الله في صوت رجل جلى حنجرته لخشونة لينتبهوا له، ابتعدت حوراء وأريب ووقفتها خلف أخيهما الذي استدار ينظر للرجل بجهل لهويته، وكان غريبًا بالفعل، كان رجلًا في منتصف الثلاثين من عمره.



تحدث معرفًا عن نفسه في خجل ‌: 



_ أنا مُراد وأنا للأسف صاحب العربية اللي خبطت اللي عرفت من هشام أنها أختك، أنا بجد آسف وبعتذر ومستعد أعمل أي شيء تطلبه، بس والله ما كان قصدي والحادث حصل في لمح البصر، هي ظهرت في نص الطريق فجأة وأنا عيني غفلت عن الطريق قدامي لثانية، حاولت أتجنبها بس معرفتش. 




        
          
                
تحدث بكل لباقة وأسف موضحًا ما حدث، يتابع في حذر رد فعل إياد والذي توقع منه أن ينقض عليه ويسدد إليه اللكمات الموجعة، ولكن كل ما وجده هو نظرات ثابتة داخل عينيه وكأنها تخترق روحه، علم أنه يحاول كشف صدقه من كذبه، ليكمل قوله في ثبات ‌: 



_ أنا مستعد لأي طلب وتعويض وأقدم اعتذاري للمرة التانية. 



تقدم إياد خطوة منه ثم تحدث بهدوء ‌: 



_ كل دول تخليهم جواك لأن مفيش منهم فايدة، وإن كنت هعفو فدا لسبب واحد لا أكثر، أنك طلعت راجل ومهربتش



رفع مُراد حاجبه لينتبه إلى هشام الذي وضع كفه على كتفه قائلًا ‌: 



_ تقدر تمشي



_ مش أطمن على الآنسة الأول! أنا حاسس بذنب وتأنـ



_ صبري أقصر من شعر راسك، مش إني عفوت يعني هستحمل وجودك قصادي، اتفضل من هنا



كبح بيجاد ضحكته من كلمات إياد المنفعلة، والتي تسببت في تشنج وجه مُراد الذي تحسس رأسه الحليقة بيده وهو يردد بسخرية ‌: 



_ كان طويل والله بس المدام حكمت، على العموم ألف سلامة على الآنسة وأنا بقدم اعتذاري للمرة التانية، سلام. 



أنهى حديثه وتحرك مغادرًا، ليتقول أريب بقلب حمل الحقد على الرجل ‌: 



_ لي مش ضربته؟ 



التفت لها إياد وابتسم في وجهها قائلًا ‌: 



_ كان نفسي والله بس طلع محترم، واحنا مش طاغيين علشان نضرب المحترم والوقح من غير تفرقة



تأففت أريب وقالت ‌: 



_ ولو، حسيته مش ندمان على اللي عمله



تحدث ببجاد ساخرًا ‌: 



_ أكتر من كدا إيه تاني، دا أسعفها ووصلها المستشفى مع الحارس ولما عرف إن ليها أخ فضل مستنيه علشان يعتذر منه بنفسه وكان مقرر يطمن على سلامتها لولا طرد أخوكِ ليه، ودا كله مش حاسس بتأنيب ضمير



تنهدت أريب ولم تتحدث، رغمًا عنها تحمل مشاعر الغضب عليه كونه السبب في حال أختها، وإياد الذي يعلم كينونتها مسح على وجنتها قائلًا بحنان ‌: 



_ متقلقيش، هي هتكون بخير



نظرت إلى عينيه قائلة بهمس يصله وحده، تكشف فيه عن وحش داخلها والذي ينهش عقلها منذ ما حدث ‌: 



_ خايفة دا يأثر على صحتها وهي ملهاش كتير بتمشي على رجلها، أنا خايفة من احتمالية خطورة الحادث على العملية يرجع بالسلب عليها، مش هستحمل أشوف حزنها بعد ما لمعت عيونها بفرحة براءة رجليها من المرض



أغمض إياد عينيه للحظات ينفي تلك الأفكار عن رأسه، أحد المخاوف التي هاجمته وأسرّها في نفسه، تبصقها الآن شقيقته في وجهه، جذبها إليه يحتضنها ماسحًا على ظهرها بينما يهمس جوار أذنها ‌: 




        
          
                
_ كل دي وساوس من الشيطان، ربك أرحم وأكبر من كل شيء، ثقي في رحمته وأحسني الظن في الجبار ومش هيخيب أملك أبدًا



ها هو الأخ الحصين يعود ليطمئن ويحتوي مخاوفها، ومع خروج كلماته ألقى السلام في جوف شقيقته وجوفه الذي كان يحتاج لسماع هذه الكلمات حتى وإن كان بصوته. 



مرّت نصف ساعة وهم منتظرين خروج ريان، يقف بين شقيقتيه اللتان تستندان على كتفيه كلٌ على حدى، وهشام يقف مقابلًا لهم يستند على الحائط يعقد ذراعيه أمام صدره شاردًا، بينما بيجاد فوقف على بعد منهم برفقة كيان التي تمسك بكفه، وآسر الذي انضم لهم ما إن علم. 



حرّك مقلتيه ناحيتها، وجهها ذو الملامح الصغيرة وعيناها المحمرة والتي لم تتخلى عن حدتها وقوتها، يجذبان انتباهه رغمًا عنه، يراها صغيرة على كل هذا الثبات!



انتفضت الأجساد ما إن فُتح الباب وخرج منه ريان مع أحد الممرضين وهو يلقي غليه أوامرًا سريعة قبل تحرك الممرض بعيدًا والتفات ريان للجميع، نظر إليها من بينهم، زوجته التي أسرعت في الاقتراب منه متلهفة سماع خبر يثلج صدرها



وابتسامته مع حديثه نزلا كالنسيم على بتلات وردة في فضل الصيف ‌: 



_ الحمدلله عدت مرحلة الخطر وخلال أربعة وعشرين ساعة هتكون تحت العناية علشان نتابع حالتها واستقرارها، وبعد مرور الأربعة وعشرين ساعة على خير نقدر نقول أنها بخير تمامًا 



ابتسمت حوراء بشدة وحمدت الله بداخلها بينما نظرت أريب بقلق آلى إياد الذي فهم نظراتها ليتولى سؤال ريان عمّا يخيفهما ‌: 



_ الحمدلله، بس.. بالنسبة للعملية اللي ملهاش كتير طالعة منها دي إيه؟ هل في ضرر عليها؟ 



فهم ريان سؤاله جيدًا، ونفى برأسه قائلًا ‌: 



_ لا، مفيش ضرر



خرج زفيرًا من شفتي إياد بينما ضحكت أريب بصوت مسموع تنظر إلى أخيها بأعين لامعة بالراحة، ابتسم لها وهو يمسح على وجنتها برفق ثم نظر بلهفة إلى من خرج جسدها على الفراش، لم يدخل لغرفة العمليات كونه رأى حال تذبذب أريب بين مخاوف وصمت حوراء الذي نتج عن رعبها من فقدان شقيقتها، أما الآن يمكنه مجاورة شقيقته حتى تستعيد وعيها ويكون هو أول من تراه. 



تحرك ريان ليبدل ملابسه سريعًا ويغسل يديه ويعقمهما ثم عاد بسرعة إلى زوجته التي جعلها تنتظر في مكتبه، أسرعت حوراء تلتجئ إلى حضنه تخرج تنهيدة حملت تعب أعصاب رافقها طيلة بقائه في الداخل، ألقت بتعبها وإرهاقها عليه وكان أكثر من مرحب على استقبالها بكل ما فيها. 



ظل يمسح على ظهرها ويهدئها بكلمات حنونة مُحبة، حتى بدأ الإرهاق يخرج من داخلها ويطفو على على خارجها لتغفو على صدره، ابتسم ريان بحنان ووضعها على أريكة كانت مناسبة لتحمل جسدها، قبل جبينها ثم خرج. 




        
          
                
توجه إلى الغرفة التي أمر أن يتم تحويل آية عليها ليقابله بيجاد الذي تحرك له بلهفة أثارت حفيظة ريان وهو يستمع لهمسه وكأن هناك مصيبة على وشك الحدوث ‌: 



_ إلحق هشام اللي واقف جوا دا وإياد لو رجع وشافه جنب أخته ينفخنا كلنا



ولكن كل ما خرج من ريان هو سؤال موازي ‌: 



_ مال وشك؟ 



تحسس بيجاد أنفه وقال ساخرًا ‌: 



_ دي إيد صاحبك المتخلف، المهم اتصرف مع الغبي اللي جوا قبـ... يخربيتك يا هشام، إياد رجع!! 



اندفع ريان لداخل الغرفة دون النظر خلفه إلى إياد الذي كان ينظر في هاتفه ولم ينتبه سوى لوقوف بيجاد متوترًا ببسمة بلهاء على وجهه أمام باب الغرفة التي يُفترض أن تكون بها شقيقته! 



ماذا حدث، هو بالكاد أوصل أريب إلى المنزل وبرفقتها كيان التي أصرت على البقاء معها بعد أن رفض إياد بقائها في المشفى هذا اليوم، وأخبرها أنه سيأتِ بحوراء لها إن بقي زوجها بالمشفى أيضًا، هذا ليس مكان ترتاح فيه شقيقاته! 



_ حصل إيه؟ آية مالها؟؟ 



وسراله المندفع بقلقه لم بنتظر للحصول على الجواب من بيجاد بل أسرع يندفع لداخل الغرفة بكل قوة ورعب تملكه في لحظات، ليتوقف كل ذلك ما إن رأى ريان وهشام كل منهم يمسك قبضة الآخر وكأنهما كانا على بداية شجار ما! 



هنا، حيث شقيقته الغائبة عن الوعي، في المشفى! 



احتدت ملامح إياد وسأل بنبرة أظهرت انفعاله ‌: 



_ إيه اللي بتعملوه دا؟ 



اعتدل ريان وإياد في وقفتها وأجابه ريان بهدوء وكأنه ليس هو من كاد ينسى موقعه ويحطم الغرفة على رأس هشام ‌: 



_ مجرد نقاش حاد شويتين، عمومًا في شيء لازم تعرفه



وبكلمات قليلة استطاع ريان أن يغير انتباه إياد بالكامل ويصرفه عن غضبه ويحوله إلى تركيز وحذر ‌: 



_ خير ؟ 



_ أنا بحب أختك أوي



رفع هشام حاجبه بينما بهت وجه إياد للحظات وهو من ظن بأنه سيتحدث عن أمر خطير يخص شقيقته، اندفع له بغيظ قائلًا ‌: 



_ ما تحترم نفسك يا أخ أنت



_ إيه؟ أنا بحب أختك بجد والله وهي مراتي أصلًا فبراحتي



كز إياد على أسنانه بغيظ مرددًا ‌: 



_ ولما ترجع تقولها بالشكل دا مترجعش تشتكي



نظر له ريان باستفزاز ثم تحدث بهدوء وجدية ‌: 



_ تمام، يلا اطلعوا وجودكم هنا غير مرحب بيه



_ أنت أصلًا بتعمل إيه هنا؟ 



سأل هشام الذي حرك كتفيه قائلًا ‌: 




        
          
                
_ بكون في المكان اللي عايزه بكل بساطة



تابع إياد خروجه بملامح متشنجة ثم نظر إلى ريان مشيرًا في حديثه إلى هشام ‌: 



_ وإيه دا كمان؟! 



حرك ريان كتفيه مثل صديقه وخرج دون حديث، تنهد إياد وعاد بنظره إلى آية، اقترب من فراشها ومسح على وجنتها برفق، مال عليها مقبلًا وجهها عدة قبلات هامسًا ‌: 



_ كوني بخير علشاني، وعلشان أخواتك اللي أبدًا ما هيكونوا بخير من غيرك



جلس جوار الفراش يميك كفها تارة ويحدثها تارة ويتلو عليها آيات القرآن الكريم تارة أخرى.



مرّت الساعات حتى انتصف الليل وتخطاه ببضع ساعات أخرى، فتح باب الغرفة بحذر وتأكد من خلوها من إياد وأنه الآن حقًا موجود في المرحاض



اقترب من الفراش ينظر إليها بأعين خضراء هادئة، ياطالع ملامحها المستكينة بأعين متسائلة، لمَ هي وماذا فعلت به كي ينجذب لها بهذه الطريقة؟ لمَ يشعر ناحيتها بمشاعر أقسم على النفور منها؟ لمَ هي الوحيدة التي تميزت في إحياء شعور النسؤولية والقلق ناحيتها؟



وشعور يعلمه جيدًا بدأ ينبض من جديد بداخله، نفض رأسه عند هذه النقطة بقوة، يرفض هذا، نهر نفسه للانجراف خلف رغبته في رؤيتها في هذا الوقت، بل وفي كل وقت! 



نظر بسرعة إلى الباب الذي فُتح فجأة، توقفت أنفاسه لوهلة قبل أن يرَ أن المقتحم للغرفة هو ريان الذي جذبه بدون كلمات لخارج الغرفة، دلف به إلى مكتبه ودفعه أمامه وصرخ به غيظًا من أفعاله ‌: 



_ إيه لعب العيال اللي بتعمله دا؟ أنت عارف إياد لو شافك هيعمل فيك إيه؟ أيوا أنا مش هسمحله يأذيك بس بأي وجه هقف في وشه وأنت بتتجسس على أخته بالشكل المُريب دا ولا كأنك مهووس أو مضطرب عقليًا، أنت اتجننت يا هشام! 



قلّب هشام عيناه وتحدث بضجر وهو يلقي بثقل جسده على المقعد، يكابر على مشاعره ويرفض الاعتراف بها ‌: 



_ مفيش داعي لكل دا يا ذئب، اهدى كدا وخُد أنفاسك، كل الحكاية إني كيان كلمتني وطلبت إني أقولها حال آية علشان تقوله لأخواتها، وأنا روحت علشان كدا بس



كاذب! يكذب بكل وقاحة وكأن من أمامه لا بعلم من هو، ونظرات ريان وكلماته الساخرة أعلمته أن كذبه لا ينطلي عليه، وفي الحقيقة هو لا يتهم، يكفي بأن لا يعترف بما يعتمر داخله ليس جُبنًا بل رفضًا له بالأساس ‌: 



_ وحيات أمك، أنت هتستعبط عليا أنا، بس ماشي، وماله يا ابن العانري، اعمل اللي عايزه بس اعرف إن دا كله عناد غبي وهينتهي مهما حصل وغصب عنك



_ مش هيحصل



_ وماله، أنا وأنت قاعدين والأيام تثبتلك صحة كلامي



طالعه هشام بانزعاج، قاطعهما دخول بيجاد للمكتب وهو يقول بكل جهل لما يحدث ويضع أمامهما طعام ‌: 




        
          
                
_ أنا جُعت بس طلبت ليكم معايا، وكمان إياد أخد حِصته، هتاكلوا؟ 



نظر لهما بيجاد ورأى علامات الغضب علة وجه ريان والإنزعاج على ملامح هشام، ليجلس بعدم اهتمام وبدأ يتناول طعامه وهو يتابعهما في صمت ينتظر أن يستمتع بمشاهد مسلية بينما يتناول طعامه. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



نظرت إلى ساعة هاتفها بينما تسير بسرعة إلى داخل المشفى، ها هو اليوم الثاني بدأ وقارب على الانتهاء مع غروب الشمس لتعلم أن شقيقتها بدأت تستعيد وعيها. 



توقف فجأة مع سقوط هاتفها ما إن اصطدمت بجسد لتقول بسرعة وهي تبتعد إلى الخلف ‌: 



_ مكنتش أقصد أنا أسـ



توقفت الكلمات بحلقها وهي ترَ أنه آسر ليس غيره، والذي خلع نظر لها من علياه وابتسم بجانبية مرددًا ‌: 



_ هي دي نهاية اليوم؟ هل هي دي ختامه مسك؟! معتقدش



لم تجيبه والتقطت هاتفها بينما تخطته وأكملت سيرها دون الالتفات له، بينما تبعها آسر وهو ينظر إلى حركاتها التي تظهر انفعالها وتسيطر عليها بصعوبة، ابتسامة زينت وجهه وهو يتابعها تتعرقل ثم تعتدل بسرعة وتكمل سيرها وكأن لا شيء حدث، رغم علمها بأنه خلفها كونهما لا يفصلهما سوى بضع خطوات هي تتقدمه بها. 



دلفت إلى غرفة غير التي كانت بها آية بالأمس وتم نقلها عليها منذ ساعات قليلة، لتجد بها إياد و... الجميع، الجميع عدا كيان التي ذهبت للشركة تقضي الأعمال بدلًا عن أخيها لهذا اليوم. 



انتبهت حواس الجنيع بصوت أنين خافت، لتلتف اارؤوس والأبصار ناحيتها فجأة، ليروها وهي تحرك مقلتيها ثم تحاول فتح جفنيها بوهن، ورأسها المستند على جانبه الأيمن جعل أول ما تراه هي مُقلتان خضراء لامعة. 



تواصل بصري قصير بينهما قطعه وجه مألوف محبوب لها، ألَا وهو شقيقها الذي ابتسم لها بسمة في غاية الجمال، همس لها بحنان وسعادة ‌: 



_ أميرتي.. 



ثم قبل رأسها بعمق وهو يحمد ربه كثيرًا، بينما احتضنتها حوراء وأريب برفق حرصًا على حالتها، بينما تحدث آسر وبيجاد معًا قبل خروجهما من الغرفة ‌:



_ الحمدلله على سلامتك يا آنسة آية



نظرت لهما بدون حديث، لا زال لسانها ثقيلًا ورأسها أثقل، بالكاد تحرك مقلتيها، وهشام الذي تحرك ووقف في آخر الغرفة، حيث الحميع يولونه ظهورهم ويستطيع النظر لها براحة، انتفض مقتربًا من فراشها بسرعة البرق ما إن تجعدت ملامحها بألم خرج على هيأة تأوهات منها ‌: 



_ مالها يا ريان؟؟ 



والقلق الذي سيطر على إياد جعله يغفل عن فعله، بينما تنهد ريان من صديقه الغبي والذي سيوقعهم في المتاعب لا ريب ‌: 




        
          
                
_ هيكون ألم بسبب اصطدام العربية مش أكتر، وعلشان اتأكد اطلعوا برا



_ هي بخير؟ 



سألته حوراء بقلق لينظر لها ثم إلى إياد وأريب وهشام الذين ثبتت أنظارهم عليه ينتظرون إجابة هذا السؤال، ليهز رأسه قائلًا ‌: 



_ هي بخير متقلقيش، دي مجرد أثار جانبية للحادث



تنهد إياد وخرج رفقة شقيقتيه وهشام بينما اقترب ريان من آية ووضع لها جرعة مخدر في المحلول الوريدي وقال مبتسمًا لها ‌: 



_ الحمدلله على سلامتك، لحظات والألم هيروح



_ هو إيه اللي حصل؟ 



نظر لها ريان عاقدًا حاجبيه لتقول بأعين بدأت تثقل ‌: 



_ أنا مش فاكرة أنا هنا ليه؟ 



_ إيه! آية أنتِ بتقولي إيه؟ 



قالها بسرعة ولكن الأخرى كانت قد غفت، ليزفر ريان بقوة ونظر لها للحظات وقرر أن يسر الأمر في نفسه حتى يعلم ماذا يحدث. 



_ هي آية كويسة بجد؟ 



سألت أريب أخاها تطمئن منه مائة مرة في الدقيقة، وها هو يجيبها للمرة المائة وواحد عن طيب نفس ‌: 



_ الحمدلله كويسة، ريان قال أنها مجرد أثار جانبية للحادث. 



ابتسمت له وهزت رأسها في صمت، بينما نأى بيجاد بهشام بعيدًا وهو يهمس له ببرود ‌: 



_ ما تروح تاخدها بالحضن أحسن، بكلمك بأمانة، احضنها وقولها أنك بتحبها واتجوزها ونخلص بقى بدل ما أنت موقع قلبي وقلب ريان معاك كل شوية، يا ابني والله إياد لو مسكك ما هيحلك، أنت مش فاكر تفادى ضربتك ازاي! 



_ خلاص بقى يا بيجاد قرفتوني في عيشتي، إياد هيعمل إياد هيشوفك، أنا بعمل إيه يعني لكل دا؟ 



رمقه بيجاد بنظرة تهكمية أخبرته بكل وضوح ماذا يفعل، ليزفر هشام وتحرك بغيظ قائلًا ‌: 



_ سايبهالكم خالص



_ تريح والله بدل ما حالنا اللي شبه المربية اللي بتمشي ورا عيال قليلة أدب



وصلته سبّة من هشام جعلته يرفع صوته قائلًا ‌: 



_ هو دا اللي أقصده بقليل الأدب



بعد وقت استعادت آية فيه وعيها من جديد، ليسألها ريان على الفور عن إذا ما كانت تتذكر ما حدث معها، لتجيبه بوهن ‌: 



_ أيوا، أنا قولت لإياد إني هخرج أتمشى وبعدها ظهرت عربية فجأة قدامي



نظر لها ريان للحظات بتفكير، إذا كانت تتذكر لما قالت عكس ذلك قبل ساعات! ليحلل بأنه بسبب الصدمة أو الإجهاد. 



لتمر الأيام وتحسنت حال آية مع رعاية كاملة نفسيًا وجسديًا، فقد كان يخشى إياد من أن تسوء حالتها النفسية ليعمل عليها بجهد تجنبًا لذلك. 




        
          
                
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



مرّ شهران في أحداث متفاوتة بين الجميع، مشاحنات معتادة بين أريب وآسر، وإنقاذ ريان وبيجاد لصديقهم من مواقف حمقاء يضع نفسه بها بدون تفكير، وأتت امتحانات أريب للثانوية العامة لتبدأ في التجهز لها وها هو اليوم الأول لها في الامتحانات..



تجهزت سريعًا وترجلت الدرج وهي تمسك بحقيبتها الصغيرة وقبلت شقيقتها من وجنتها وهتفت وهى تخرج سريعًا ‌: 



- ادعيلي واتصلي بإياد قوليبه يدعيلي



أجابتها آية مبتسمة بينما إياد فكان في العمل ‌: 



- استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه



صعدت أريب السيارة وصعد معها عدنان ذلك الحارس الضخم المسؤول عن حمايتهم مع فريقه. 



هتفت أريب بعدما اقتربوا ‌: 



- بس اقف هنا مش لازم تدخل جوا



هتف عدنان بجدية وهو لا يتوقف ‌: 



- الأوامر مش كدا ياهانم



هتفت أريب بغضب ‌: 



- ﭢوامر مين دي إن شاء الله؟ 



اجابها عدنان بهدوء وجدية ‌: 



- إياد باشا 



زفرت أريب بهدوء وهي تحاول تهدأه نفسها فهي لا تستطيع مخالفه كلمة قالها أخاها على كل حال. 



خرجت من السياره لتجد الكثير من الحرس يلتفون حولها وهم يدلفون بها إلى الداخل لترى نظرات الجميع المتعجبة نحوها، لتمسح وجهها بنفاد صبر وهتفت وهي ترسم ابتسامة مغتصبة على شفتيها ‌: 



- ممكن كفاية لحد كدا، ما هو بالعقل مش هتخطف وسط الناس دي كلها! 



أماء لها عدنان بدون أن يتحدث وتوقف وهو الرجال لتبدأ هي بالسير إلى الداخل متجاهلة نظرات الجميع نحوها، لتتوقف عندما أتتها إحدى الفتيات والتي تكون صديقة لها واحتضنتها باشتياق وهتفت بتساؤل ‌: 



- إي دا يا أريب ماشية بمدرعات بشرية ليه؟ تكوني بنت الوزير وأنا معرفش! وبعدين لي مش باينة الأيام اللي فاتت بقالك فترة مختفية؟ 



ضحكت أريب وأوقفت حديثها الكثير ‌: 



- اسكتي بالله يا قمر علشان أنا هتشل منهم وهبقي أحكيلك بعد الإمتحان وبعدين تعالي هنا علشان نراجع بسرعه قبل ما يبدأ الإمتحان



ضحكت قمر تلك الصديقة الوحيدة لأريب في الدراسة. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



( قمر سيف الدين : تسعة عشر عامًا، فتاة يتيمة الأم تعيش مع والدها الذي يكون لها عالمًا بكل أحواله "



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهت من الاستعداد للذهاب إلى شقيقتها اليوم، ترجلت الدرج لتبتسم في وجه كيان التي تتعلق بذراع أخيها ‌: 




        
          
                
_ يلا؟ 



نظر لها ريان منتبهًا ليرسم بسمة محبة على وجهه ومد لها كفه الأخرى لتمسكها برفق وخرج ثلاثتهم متجهين نحو فيلا إياد. 



وقد كان بانتظارهم رفقة آية التي تحسنت حالها تمامًا، ولا تعاني سوى من الضجر بعد أن منعها إياد من الخروج بمفردها، أخذ حوراء في عناق حنون ثم صافح ريان مرحبًا والتفت دون انتباه لتلك التي تقف خلف أخيها، لم يرَها! 



زمت كيان شفتيها وقبل أن تتحدث ابتسمت إلى آية التي انتبهت لها، لترحب بها بحبور بينما هي نظرت إلى إياد قائلة بخفوت ‌: 



_ ازيك يا إياد؟ 



انتبه لها إياد ليهز رأسه مبتسمًا بدون النظر لها قائلًا ‌: 



_ في نعم الحمدلله، وأنتِ؟ 



_ بخير



هز رأسه ثم انتبه مجددًا في الحديث إلى ريان الذي ردد بجدية ‌: 



- أنا هروح الشركة وأتت يا إياد عارف إني سامحلك بإجازة مفتوحة وبراحتك



هتف إياد بجدية ‌: 



- لا أنا مش محتاج اجازات وبما أن حوراء والآنسة موجودين مع آية فهروح معاك دلوقتي



نظر ريان إلى حوراء واقترب منها هامسًا ‌:



_ لو احتاجتي حاجة اتصلي عليا



أماءت له واستقبلت قبلته على جبينها بخجل من أخيها، ثم تحرك ناحية كيان وقبلها من جبينها وتحرك للخارج، وفعل إياد المثل مع شقيقتيه ثم ألقى السلام قبل رحيله على كيان دون النظر لها بينما هي تابعته بأعين لامعه وللمرة الثانية تلاحظها حوراء وأيضًا لم تخفى عن آية.



سحبتها حوراء فجأة من يدها وأجلستها بينها وبين آية لتهتف كيان بفزع باللغة التركية ‌: 



_ ne oldu ? 
_ ماذا حدث؟ 



فهمتها حوراء فقد علمها ريان بعض الكلمات التركية ولكن ليس كلها بسبب عدم توفر الوقت ‌: 



_ عايزاكِ تعاونيني على الأخت دي، قوليلي يا آية هشام ماله بيكِ! 



هتفت كيان بسرعة ‌: 



_ اتش دا غريب، أنا أول مرة اشوفه بيخاف على حد كدا غيرنا



هتفت آية بهدوء ودون فهم لما يلمحان إليه ‌: 



_ أنتوا قصدكوا إيه؟؟ 



ضحكت كيان، بينما قررت حوراء أن تتحدث مع أخيها لتعلم إذا كان يحب فتاة ما أو لا بعد أن رأت نظرات الإعجاب في أعين كيان، تخشى عليها أن يكون حبًا من طرف واحد. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



_ يا أمي، يا حبيبتي ويا نور عيني، ارحميني أبوس إيدك، أنا مش بفكر في الموضوع دا دلوقتي أبدًا




        
          
                
تحدث آسر متنهدًا بيأس من إلحاح والدته عليه، لتقول سناء بنفاد صبر عليه ‌:



_ مش بتفكر فيه دلوقتي؟ أمال هتفكر فيه امتى يا حيلة أمك؟ لما تتم الأربعين! أنت ناسي أنك ثلاثين سنة خلاص والبنات مبقوش يحبوا اللي يكبرهم بكتير، يا إما اللي في عمرهم أو اللي يسبقها بسنين متتعداش الخمسة



_ في داهية، أنا لما أحس إن نفسي بتهفني على الجواز هتجوز، متشغليش بالك أنتِ



تنهدت سناء واقتربت منه قائلة بحنان ‌: 



_ يا حبيبي أنا لو مشغلتش بالي بيك هشغله بمين غيرك، أنا نفسي أفرح بيك قبل ما أسيبك في الدنيا دي لوحدك



قبل آسر كفها قائلًا ‌: 



_ بعيد الشر عنك يا أمي، ربنا يجعل يومي قبل يومـ



قاطعته ناهرة وقد آلمها قلبها ولمعت عيناها بالدموع ‌: 



_ الله يسامحك، ربنا يطول في عمرك وتشوف الحلو كله في الدنيا دي، إنما أنا أخدت نصيبي في أبوك الله يرحمه وفيك خلاص، وبعدين أبوك وحشني أوي يا آسر



نهض آسر وعانقها مرددًا ‌: 



_ ادعيله بالرحمة بس متفكريش أنك تسيبيني علشانه، أنا بغير يا ست أنتِ 



ضحكت من بين دموعها تضرب كتفه برفق، ليبتسم آسر وقبل رأسها هامسًا ‌: 



_ يديمك ليا يا حبيبتي



ثم ابتعد عنها وقبل كفيها مرة أخرى هاتفًا ‌: 



_ تسمحيلي أمشي دلوقتي يا أمى



أومأت له بحنان ليذهب ولكنه توقف وعندما سمعها تهتف بإصرار : 



- وبرضه هشوفلك عروسة يا ابن بطني



هز رأسه بيأس من والدته ورحل لتتنهد وهي تنظر إلى أثره وقلبها يدعوا له بصلاح الحال.



دلف آسر إلى مبنى المخابرات بهيبته المعتادة وثقته بنفسه ودلف إلى مكتب اللواء حمدي الذي قال بدون مقدمات ‌: 



_ الملف أهو، ادرسه كويس وعايزه يكون سري تمامًا لأسباب أنت هتعرفها لما تقرأه



أماء له آسر وأخذ الملف وتحرك إلى غرفته في المقر وما إن بدأ في قراءة الملف حتى بدأت عيناه تتسع تدريجيًا، لينتفض قائلًا ‌: 



_ يا نهار مشوفتش في جماله



أخذ الملف رفقته، فهذا الملف لا يجدر به سوى أن يبقى في مكان آمن، صعد سيارته وهو مصعوق من الذي قرأته عيناه للتو، ليتوقف وهو يرى هاتفه يضيء باسم صديقه بيجاد ليستعيد ربطه جأشه وهتف بثبات لم يشك به بيجاد ‌: 



_ أيوا يا بيجاد



استمع إلى حديث الآخر ليقول بهدوء ‌: 



_ ماشي جايلك على طول




        
          
                
أغلق هاتفه وزفر بقوة ووضع الملف في مكان غير مرئي فى السيارة وانطلق إلى صديقه الذى أخبره أنه يريده لكي يجتمع هو وهشام وريان معًا لبعض الوقت. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



جلستا معًا في نادٍ بعد انتهائهما، لتقول قمر بانتباه إلى أريب ‌: 



_ يلا بقى احكيلي اختفيتي فين الأيام اللي فاتت دي، عرفت أنكم سبتوا البيت من طنط آمنة ومحدش يعرفلكم طريق



هتفت أريب بهدوء ‌: 



_هحكيلك



وبدأت أريب بقص كل شئ لصديقتها فهي بئر أسرارها. 



هتفت قمر بصدمة ‌: 



_ دا كله حصل معاكم؟ وحوراء دلوقتى أخبارها إيه؟ 



هتفت أريب وهى تستعد لصدمة صديقتها ‌: 



_ اتجوزت



_ نعـــم



صرخت بها قمر بصدمة لتجعل كل من بالمكان ينظر لهما بانزعاط، لتقول أريب بنهر لها ‌:



_ وطي صوتك



حمحمت قمر بخجل وهتفت بصوت منخفض ‌: 



_ اتجوزت ازاي يعني! ومن مين؟ 



اردفت أريب مبتسمة : 



_ اتجوزت ازاى بيعي زي الناس، بس مش هتصدقي اتجوزت مين



هتفت قمر وهي تنظر إلى صديقتها بنصف عين بريبة ‌: 



_ أوعي تقوليلي أنها اتجوزت الواد الأهبل اللي كان دايمًا يقول أنا هتحوز أخت إياد الحلوة



ضحكت أريب بقوة عند تذكر ذلك الشاب ‌: 



- استغفر الله أهبل إيه بس يا بنتي فكرتيني بيه والله كان غلبان



هتفت قمر ‌: 



_ ماشي غلبان مش أهبل، قوليلي بقى اتحوزت مين؟ تعرفي... أنا ليا فترة بحب في أكبر رجل أعمال في العالم، بجد كاسح العالم بشركاته وكل أملاكه، وأحملهم لأنه مجنس أصلًا نص تركي ونص مصري وحاجة آخر حلاوة، أكيد واخد الجمال التركي، عيونه متعرفيش لونها رمادي من أخضر ولا هيبته واسمه اللي بيرعب الكل، حاجة كدا آخر حب بس المشكلة أنه ميعرفش إني عايشة أصلًا



وأريب التي اتسعت ابتسامتها قالت ‌: 



_ اسمه ريان الكيلاني



تنهدت قمر بحالمية ‌: 



_ وهو في غيره، هو أنتِ بتحبي فيه ولا إيه؟ 



سألتها ضاحكة لتقول أريب ‌: 



_ حوراء لو سمعتك هتجيبك من شعرك



_ لي؟ أنتوا كلكم بتحبوا فيه! 



ضحكت أريب قائلة ‌: 



_ لا، هي الأحق بيه لأنه جوزها 




        
          
                
نظرت لها قمر قائلة بعدم فهم أو استيعاب ‌: 



_ هو مين دا؟ 



_ ريان الكيلاني يبقر زوج أختي حوراء عبد القادر يا حلوة



ضحكت قمر بقوة غير مصدقة ‌: 



_ قولي غيرها، أيوا عرفت انه للأسف اتحوز بس ملهاش صور أو أي معلومة عنها



أخرحت أريب هاتفها تريها صور وبعض فيديوهات زفاف أختها ‌: 



_ شوفي بنفسك



كانت قمر تشاهد بصدمة وعدم تصديق.، ثم هتفت بوله وكلٌ يبكي على ليلاه ‌:



_ يا بت، مين الحلو دا؟ 



أشارت على أحد أفراد عائلة ريان لتجيبها أريب بتفكير ‌: 



_ دا ابن عم ريان، وبعدين أنتِ مش بتحبي في ريان، لحقتي تحولي على غيره



_ لا خلاص بما أنه اتجوز يبقى ميخصنيش، نشوف اللي بعده



قالتها قمر ضاحكة، لتهز أريب رأسها بيأس منها، لتنهض قمر وهى تسحب أريب خلفها ‌: 



_ تعالي يلا علشان الحج سيف مبطلش يسأل عنك



ضحكت أريب وهي تفكر في ذلك الرجل الحنون الذي يعاملها كابنته، لتتوقف رفقة قمر ما إن حاوط بهما عدنان برجاله وهتف عدنان بصوت أجش ‌: 



- اتفضلي يا هانم



هتفت أريب بهدوء ‌: 



- امشوا انتوا 



هتف عدنان بجدية ‌: 



- منقدرش يا هانم اتفضلي واحنا نوصلك للمكان اللى عايزاه



أماءت له أريب وامسكت بيد صديقتها التي كانت تقف بجوارها بصمت وخوف من هيأتهم وصعدت معها السياره وانطلقوا إلى وجهتهم، إلى بيت قمر. 



وصلتا إلى المنزل ودلفتا إليه ليريا سيف الدبن والد قمر يجلس يقرأ من كتاب الله، ليصدّق منه عندما علم من أن ابنته قد أتت من الخارج وهتف بحنان ‌: 



_  تعالي يا قمري عملتي إيه في الامتحان



ابتسمت قمر على هذا اللقب الذي دائمًا والدها يناديها به وهتفت بسعادة ‌: 



- الحمدلله يا سيف بس أنا النهاردة عملالك مفاجأة محصلتش



ضحك سيف وهتف بمرح ‌: 



_ وهي اي دي بقى يا قمر سيف؟ 



ظهرت أريب من خلف الحائط وهي تهتف بسعادة ‌:



_ أنا يا سيف



نظر لها سيف وهتف بسعادة كبيرة ‌: 



_ أريب حبيبة قلبي 



ونهض وتوجه لها لتتقدم هي منه سريعًا واحتضنته باشتياق وهو أيضًا وهتف باشتياق شديد ‌:



_  وحشتيني يا حبيبة القلب، اخبارك واخبار اخواتك، إيه الغيبة دي كلها



هتفت أريب بحب صادق لهذا الرجل الذي تشعر معه بحنان الأب الذي حرمت منه ‌: 



_ بخير الحمدلله يا سيف كلنا بخير الحمدلله



هتفت قمر بضيق مصطنع ‌: 



_ بس اقعدوا علشان نتكلم مع بعض وكفايه، راعوا إني بغير



ضحك سيف وأريب عليها وجلسوا يتحدثون معًا وأخبرته أريب عن سبب غيابها وقضوا وقتا ممتعًا وقبل رحيل أريب هتف سيف بحنان ‌: 



_ متغيبيش عننا تاني 



ضحكت بمر وأريب التى هتفت ‌: 



_ حاضر بإذن الله يا سيف، يلا السلام عليكم. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد ثلاثة أيام 



كان في مكتبه يصب كل تركيزه على حديث إياد الذى يتحدث بجدية عن أمور حسابات الشركة وقد أعجب بذكائه وثقته بنفسه بالحديث ورأى ذلك الثبات الذي في عينيه غير باقي العاملين في الشركة الذين دائمًا عندما يتحدثون معه أو حتى يقفون أمامه يرتجفون من الخوف، وهذا الأحسن لهم بالطبع ولكن ثقه هذا الإياد بنفسه تعجبه كثيرًا. 



أنهى إياد حديثه وهو يغلق الملف الذي بيده وهتف بجدية ‌: 



_ كدا كل حاجه تمام، عن إذنك



أومأ له ريان بهدوء، قاطع هذا الهدوء صوت رنين هاتف ريان الذؤ التقطه وأجاب سريعًا عندما رأى هوية المتصل ووضع الهاتف على أذنه وبعد وقت بدون أن يتحدث اغلق الهاتف ونهض بسرعة ملتقطًا سترته ومفاتيح سيارته وخرج من المكتب سريعًا رآه إياد الذي كان ما زال لم يصل إلى مكتبه. 



أصابه القلق من سرعته ولهفته بهذه الطريقة وتبعه بقلق يخشى أن يكون حدث مكروه لشقيقته



رآه يصعد سيارته ويدورها سريعًا ولم يلحق به ليجول بعينيه في المكان ليرى بيجاد وهشام وأيضًا آسر وهم يترجلون من السيارة لينطلق لهم وهتف بقلق ‌: 



_ حصل إيه؟ مال ريان؟؟ 



نظروا له بعدم فهم وهتف هشام بقلق ‌: 



_ ريان مش في الشركة! 



- لا، خرج دلوقتي كان شكله قلقان ومشي بسرعة



أخرج بيجاد هاتفه وهاتف صديقه وبعد وقت اغلق الهاتف وظهرت على معالم وجهه هو أيضًا القلق وهتف سريعًا ‌: 



- اركبوا بسرعة



صعد الجميع ومعهم إياد وانطلق بيجاد إلى وجهته 
هتف آسر بقلق ‌: 



_ في إيه يا بيجاد أنت كمان وشك اتغير كدا ليه



هتف إياد بقلق تحكم به وكاد قلبه يتوقف من محرد التفكير أن أحد اخوته أصابهن سوء : 



_حوراء حصلها حاجه يابيجاد؟ آية، أريب! 



نبض قلب هشام بالقلق ليقص لهم بيجاد الأمر وهو يزيد من سرعة سيارته.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مغامرات لا تنتهي. 







والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        

 

google-playkhamsatmostaqltradent