رواية الطبيب العاشق (2) الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم منة جبريل
التاسع والعشرون
- انت قتلت قبل كدا؟
هتفت بها بصوت مرتجف خائف من إجابته
بينما نظر ريـان إلـى عينيها ليراها تنظر له برجاء أن ينكر حديثها ليتنهد بحرارة وأحاط كتفيها وهز رأسه بالرفض .. تجمعت اللآلئ بعينيها وارتمت بين ذراعيه وأجهشت بالبكاء
وضع يده خلف رأسها يهدأها بينما يستمع إلـى حديثها
- الحمدلله .. كنت خايفة تكون قتلت قبل كدا .. مش عايزه يكون فـ ايدك دم شخص حتى لو كان يستحق الموت .. مش عايزاك تكون انت السبب فـ موت أى شخص .. أنت أحسن من كدا
شعر بالسيئ لكذبه فهذه المرة الثانية التى يكذب فيها بحياته كلها وكانا لأجلها فقط .. هو غير معتاد على الكذب وهذا أصابه بشعور غير مريح بتاتاً
احتضنها بقوة وقد قتم لون عينيه واختلطت بها الشعيرات الحمراء لتظهرها بهيأة مخيفة…
ابعدها عنه وأزال دموعها لتردف حوراء بحزن
- طيب لى ليان قالتلى ان الغلط عندك الموت بعينه
أجابها بهدوء
- دا مجرد تعبير مجازى يا فاتنتى لإنى بعاقب أى حد بيغلط
نظرت له بعينيها اللامعة مردفة
- بتعاقبه ازاى
قبل وجنتها المحمرة بخفة وهتف وكأنه يحادث طفلته وليست زوجته
- بطرده من الشغل بس
ابتسمت بخفة وهى تشعر براحة بداخلها بعدما كاد الخوف أن يُزرع فى فؤادها ولكن أتى هو ليزيل ذلك الخوف ويبعث بدلاً عنه الأمان والطمأنينة
بعد وقت كانت تجلس بين قدميه بينما هو يتلاعب بخصلات شعرها لتردف بعد تفكير دام طويلاً
- انت عملت اى في اللى حطلى المخدرات فـي العصير
أجابها لهدوء بينما يثبت بصره على يده وهو يداعب خصلاتها
- نفس اللى عمله فيكي
- طيب ممكن متأذيش الفاعل أكتر من كدا
أجابها بهدوء
- ممكن وعلشان ترتاحى أكتر
التقط هاتفه وقام بالإتصال على أحد ما من رجاله وهتف بصوت رجولى أجش وهو يفتح الاسبيكر
- خدها وارميها قدام أى مستشفي وبلغ أهلها باللى حصل وانت عارف هتقولهم اى
جاءه صوت الرجل وهو يردف بجدية
- أكيد ياذئب هقول ان الهانم إيزابيلا ليها كذا يوم بتاخد المخدرات دى بس المرة دى زادت الجرعة حبتين
- برافو عليك يا سيد وعدى عليا والفرق اللى معاك تاخدوا حسابكم
وأغلق الهاتف ونظر إلـى حوراء ليراها تبتسم له بهدوء ليبادلها الابتسامة .. هى ليست حزينة على تلك الإيزابيلا وترى بأنها تستحق هذا فكما يقولون " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " لا تنكر انها دهشت عندما علمت أنها هى ولكن قد نالت ما تستحقه من زوجها وحاميها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس أمام البحر فى المكان الذى ما دائماً يأخذها سليمان إليه تنظر أمامها بشرود والدموع تتسابق على وجنتيها لشعورها بالإختناق بدون أن تعلم السبب وهذا أكثر ما يضيق صدرها
عادت من شرودها على صوت رنين هاتفها لتزفر بتعب فهى تناست أن تغلقه ولكنها قررت أن تتجاهل الاتصال ولكن المتصل لم يمل وأعاد تكرار اتصاله ثلاث مرات مجدداً
فى المرة الرابعة اخرجت الهاتف ونظرت إلـى المتصل لتزداد نبضات قليها وهى ترى رقمه يزين شاشة هاتفها ترددت فى الرد عليه ولكنها حسمت أمرها ووضعت سماعات صغيرة باذنها ثم أجابت على اتصاله
وما ان أجابت حتى اتاها صوته القلق
- صغيرتى هل أنتِ بخير؟
تحدث بهدوء ولكن بصوت مختنق
- بخير
على الناحية الأخرى كان زيد يجلس على مقعد مكتبه ويظهر عليه القلق لعدم ردها عليه ومازاد قلقه هو صوتها المختنق ليردف بحنان
- حسناً يمكنكِ اخباري لما أنتِ حزينة
اجابته بهدوء
- مش عارفة
ضيق بين حاجبيه مردفا
- كيف هذا .. ألا تعلمين ما يزعجك؟
هزت رأسها بالرفض وكأنه يراها مردفة
- لا حاسة انى مخنوقة بس معرفش السبب
أجابها بمرح ومكر
- هل يمكن لأننى سافرت لإيطاليا
صرخت معترضة سريعاً
- لا متسحيل
ضحك بخفوت فرد فعلها يخبره العكس ليردف سريعاً بعدما أتته فكرة راقت له
- حسناً صغيرتي كنت أريدك فى شيء
- إيه
= هناك بعض الأوراق التى أشعر أن بها خطأ ما ولكن لا اعلم ما هو .. هل يمكنكِ رؤيتها واخبارى اذا كان بالفعل هناك خطأ ما أم لا
اجابته بهدوء واستغراب
- معنديش مشكلة بس هشوف الورق ازاى
اردف سريعاً
- لحظة أنا اعلم كيف
ضيقت بين حاجبيها وهى تراه ينهى المكالمة ولم تمضي ثوانى حتى وجدته يقوم بالإتصال عليها ولكن هذه المرة مكالمة فيديو
استنكرت فعلته وقبل أن تجيب على المكالمة قامت بتفعيل خاصية إغلاق الهاتف لكي لا يتصل عليها أحد وأجابته وكان أول ما يقابلها هو عينيه الزرقاء الحادة التى سببت قشعريرة بجسدها
ابتسم زيد بإتساع ولمعت عيناه بالحب فور رؤيته لها وهتف بصوت شبه هامس
- اشتقتُ لكِ صغيرتى
نظرت له بحدة بعدما استمعت لحديثه وهتفت بتحذير
- زيد خليني اشوف الورق يا اما هقفل
اغمض زبد عينيه لثوانٍ فور سماعه اسمه منها ثم هتف بهدوء
- هل اخبركِ شيئاً
نظرت له بمعنى "ماذا" ليسترسل حديثه مؤكداً
- لا يجب عليك ان تقسمي لى أنكِ لن تنهي المكالمة
هتفت بنفاد صبر
- حاضر مش هقفل
نظر لها بنصف عين لتبتسم بخفة ولكنها اخفتها سريعاً لتردف بهدوء
- مش هقفل والله
ابتسم بهدوء ثم اعتدل فى جلسته وثبت عيناه على عينيها ثم هتف بعشق احتل كيانه بقوة
- أحب عيناكِ كثيرًا
اتسعت عينيها وتصاعدت الدماء على وجهها واحمرت وجنتيها لتبعد عينيها سريعا وهى تنظر إلـى الجانب بينما توترت أنفاسها
ابتسم زيد بعشق جارف مكملاً
- انظرى لى
لم ترد عليه ولم تنظر له وأعادت خصلة تمردت على وجهها خلف اذنها ليردف زيد بهدوء
- يافتاة أنا أحادثك
اجابته بنبرة تهكمية تخفي خلفها خجلها بدون النظر إليه وهى تلوح بيدها
- ولا تحدثنى ولا احدثك خلينا على البرنامج القديم .. انا غلطانة انى كلمتك اصلا
وكادت أن تغلق الهاتف لتفزع عندما أتاها صوته الآمر
- اقسم بالله لو أنهيتي المكالمة سأصعد طيارتى وآتى إليكِ ولن يعجبك ما سيحدث حينها
نظرت له بخوف ليتنفس زيد بقوة وهو يمرر يده على وجهه بغضب مردفا
- يافتاة هل يمكنكُ ازالة ذلك الخوف من عينيكِ، أنا لا ألتهم الصغار
اردفت كيان بغيظ
- مش خايفة
فقد كان ينظر لها بأعين قاتمة ليغمض عينيه محاولاً تهدأة نفسه ليردف بهدوء
- حسنا دعينا نعقد اتفاقاً
نظرت له تحثه على اكمال الحديث ليتنهد بخفة واسترسل حديثه هاتفاً
- ستفعلي كل ما اقول ولن تجادليني فى شئ وانا لن اغضب ولن ارفع نبرة صوتى عليكِ او انظر لكِ بغضب ما رأيك
هتفت كيان وهى ترفع حاجبها
- قول من الاول كدا انا اعمل اى
هز كتفيه مجيباً ببساطة
- ستفعلى كل مااقول ولن تجادليني فى أى شئ اقوله لكِ
صرخت به بغضب وأعين تشع شرراً
- دا بعينك يانن عين امك
رفع زيد حاجبيه بدهشة من ردها الذى لم يتوقعه ليردف بحدة خفيفة
- تحدثى جيداً يا صغيرتى
زفرت كيان بغضب وهتفت بتذمر
- لى بتقولى يا صغيرتى كفاية
- لانك صغيرتى حقاً
اردفت كيان بتساؤل
- انت عندك كام سنة
نظر لها زيد قليلاً ثم اردف بهدوء
- ثلاثون عاماً
ابتسمت كيان وهتفت بخبث
- أزه بعمر أبيه يعنى المفروض اقولك ياأبيه
- مــاذا؟؟
هدر بها بغضب لتفزع كيان وكاد الهاتف يسقط من يدها ثم أطلقت العنان لضحكاتها الرنانة على رد فعله وملامحه التى تشع غضباً لا تعلم لما لم تخشاه ولكن رد فعله اصابتها بنوبة ضحك هيستيرية وقد تناست ما كانت تشعر بـه من اختناق تماماً
بينما هو فقد سكن غضبه وهدأت ملامحه وهو يستمع لضحكاتها ولأول مرة لترتسم ابتسامة عاشقة على شفتيه وظل يطالعها بأعين تقطر شغفاً لها وحدها … كم كانت جميله وهى تتمايل إلـى الخلف وتضع كف يدها الصغير على فمها تصدر أصوات ضحك يقسم بأنها أجمل سمفونية استمع لها بحياته...
بعد رؤيته لها وهى تضحك يقسم بأنه سيقف أمام أخيها يوماً ما وهو يطلبها له لتصبح ملكه وللأبد وعلى استعداد للموت فقط للوصول لها…
توقفت كيان عن الضحك وأزالت دموعها واخذت نفس كان انقطع عنها طيلة وقت ضحكها وهتفت بنفس طريقته فى الحديث
- ألن تريني يا سيد زيد ذلك الورق
توقفت عن الضحك واحمر وجهها خجلاً وهى تراه شارداً بها وعلى وجهه ابتسامة داعبت قلبها..
اردف بهدوء وهو يعبث بخصلات شعره
- حسناً لم يكن هناك من ورق أو شئ، أنتِ بريئة جداً
امالت رأسها للجانب بحركة لطيفة وهى تردف
- ليه!
ابتسم على فعلتها تلك واردف بهدوء
- كما تعلمين أن شركتى الثالثة على العالم وأن يكون هناك ورق لا اعلم اذا كان به خطأ او لا فهذا مستحيل أن يحدث
رفعت حاجبيها بدهشة فهى حقاً لم تفكر بهذا ليكمل بهدوء
- براءتك جميلة ولكن من الممكن أن تسبب لكِ المتاعب فى يوم ما، لذا لا تصدقي كل ما يقال لكِ ياصغيرتى فليس الجميع صادق وطيب القلب مثلكِ حسناً
أومأت له بخفة ليبتسم لها ثم اردف بتساؤل
- اذا أين أنتِ الآن؟
ابتسمت بإتساع وجعلته يرى النيل واردفت
- كل مااكون مخنوقة او مش عارفة اخذ قرار فـي حاجه اقعد هنا اصفي تفكيري ومحدش يعرف المكان دا غيري انا وسليمان واهو انت
ترك كل ما قالته وهتفت بحدة
- ومن يكون هذا السليمان؟
تذكرت ما فعله بسبب غيرته فى ذلك اليوم الذى اعترف فيه بحبه لها لتذدرق ريقها بصعوبة وهتفت بتوتر
- دا..دا صديقي و..والحارس الشخصي لأبيه
اغمض زيد عينيه بقوة وهو يحاول تهدأة نفسه ليردف بحدة
- وتأتِ برفقته إلى هذا المكان بمفردك!
نظرت له بتوتر وأمالت رأسها للجانب بخفة وابتسمت له برقة لينهض زيد من مقعده وأولاها ظهره وهو يمرر يده على خصلات شعره بقوة ويتنفس بغضب فهو لا يريد إخافتها منه مجدداً .. لا يريد العودة لنقطة البداية ..
كانت كيان تنظر له وهو يواليها ظهره لتظل صامتة خشية أن تتحدث فيغضب عليها .. بعد دقائق ..
التفت لها زيد وكان لون عينيه قاتم بشدة لتردف هى بسرعة
- هقفل لازم ارجع القصر دلوقتى
نظر لها زيد ثم اردف بهدوء
- حسناً لا تغلقي سأظل معكِ حتى تصلي إلـى القصر
ابتسمت بخفة ونهضت من أعلى الصخرة وهى تمسك بهاتفها ثم صعدت سيارتها بعدها ثبتت الهاتف أمامها وانطلقت بها عائدة للقصر....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان القصر مقلوباً رأساً على عقب والحراس ينتشرون فى انحاء المكان وصوت ريان وهو يزمجر بغضب
- اقسم بربي لو حصلها حاجة ما هرحمكوا
جاءت له حوراء وامسكت بيده وهى تردف
- اهدى اكيد هتكون كويسة
اردف بغضب ممزوج بالقلق
- لو كانت كويسة فونها مقفول ليه
ارتعدت بخوف من غضبه ولكنها هتفت بهدوء
- لعله خير هتكون هنا فـي أقرب وقت متقلقش
جاء سليمان وبيجاد واردف هشام بقلق
- لقيتها يا ريان
أماء ريان بالرفض ليشعر ريان وبيجاد وهشام بأن أرواحهم تسحب منهم ببطء وتراودهم أبشع الأفكار عن إختطافها أو أى شئ سئ آخر..
جاء سليمان وهو يقف أمامهم بتوتر وهو يردف بتذكر بعد بحث عن كيان دام لساعات
- ريان باشا
نظر ريان له بغضب لتعود حوراء إلـى الداخل ليردف سليمان
- الهانم مش موجودة بس لو تسمحلى اروح مكان ممكن الاقيها فيه
- مستنى إيه ياسليمان روح
اردف بها بيجاد بقلق كبير
ليومئ له سليمان والتفت وكاد أن يغادر ولكن توقف مكانه وكذلك جميع الحرس وهم يرون سيارة كيان تدلف إلـى داخل القصر…
توترت كيان من هذه الأجواء وان جميع الانظار موجهة عليها لتردف بقلق وهى تغلق مع زيد
- سلام يا زيد شكل فى مصيبة
واغلقت الهاتف سريعا وهى ترى شقيقها وكذلك هشام وبيجاد يتقدمون نحوها بسرعة
ترجلت كيان من السياره لتشعر بمن يجذبها من ذراعها نحوه ولم يكن سوى شقيقها الذى احتضنها بقوة فاجأتها .. احتضنه بهدوء وهى تنظر إلـى هشام وبيجاد بتعجب
احتضنها هشام وبيجاد وهما يحمدان الله على سلامتها تحت استغرابها الكبير مما يحدث حولها نظرت إلـى سليمان لتراه يقف بعيدا ينظر لها بقلق
دلفوا بها إلـى الداخل لتنهض حوراء سريعا وهى تحتضنها وكذلك ليان التى كانت تبكى بقلق عليها
فزع الجميع على صوت ريان الغاضب
- كنتى فين ياهانم
فزعت كيان واردفت بتلعثم بعدما ادركت ان حالتهم هذه بسببها
- كنت .. كنت بغير جو
اردف هشام بغضب ممزوج بالقلق وهو يتقدم نحوها بسرعة
- ولما خرجتى تغيري جو مأخدتيش الحرس ليه .. مقولتيش لينا ليه
ركضت كيان بسرعة واحتمت خلف بيجاد وهى تمسك بسترته بقوة ليلتف لها بيجاد واحتضنها ونظر لها مردفا بهدوء
- متخافيش
ثم نظر إلـى ريان و هشام هاتفا
- فى حاجه اسمها هدوء فـي الكلام
أردف ريان بصرامة لا تحتمل النقاش
- اطلعي اوضتك
نظرت له كيان بحزن ليردف بغضب
- يلا
انتفض جسد كيان وكذلك حوراء التى كانت تنظر لها بحزن ليهمس لها بيجاد
- انتى عارفة انه خايف عليكي مش اكتر روحى اوضتك دلوقتى يا كيانى ومتزعليش
أومأت له بهدوء ليقبل رأسها بخفة وتركها لتصعد إلـى غرفتها سريعاً بينما دموعها تتسابق على وجنتيها...
تحركت حوراء بخفة ناوية على أن تتبعها لينظر لها ريـان بجانب عينه لتقف مكانها ونظرت أرضاً وهى تشعر بالحزن على كيان
اردفت ليان ببكاء
- لـو ممكن أنـ..
- أنتِ تخرسي خالص مش عايز اسمعلك صووت أنتِ فاهمة
اردف بها ريان بغضب شديد وهو ينظر لها بأعين قاتمة ويرفع اصبعه بإتجاهها
شهقت ليان بخوف وأجهشت بالبكاء لتقترب منها حوراء وربتت على كتفها لتركض ليان إلـى الأعلى وهى تخبئ وجهها بين كفوف يدها
نظرت حوراء إلـى ريان بحزن وعتاب على صراخه بهم بهذه الطريقة ليشير لها ريان بيده أن تصعد هى أيضاً لتتحرك ببطء وقبل أن تصعد السلم وصل إلـى مسمعها صوته المحذر وهو يهتف
- على الجناح على طول
هزت رأسها ببطء وصعدت إلـى الأعلى لغرفتها ليتنهد ريان بقوة وهو يمسح وجهه ليردف بيجاد بسخرية
- أحسنت والله كتر خيرك .. كيان وعارفين السبب ليان وحوراء ذنبهم اى
اردف ريان بغضب شديد وقد ظهرت عروق رقبته
- ليان بسبب غباءها وسذاجتها كانت هتطلعنى قاتل قدام مراتى
نظروا له هشام وبيجاد بإستغراب ليزفر ريان وجلس على المقعد الذى صادفه اول شئ وأشبك أصابعه ببعضهم ونظر أمامه بشرود وغضب فهو قد تحدث مـع ليان وعنفها بقسوة على حديثها وأخبرها بأنه لا يجب أن يُفتح ذلك الحديث بينهما مجدداً
وقف هشام بجانبه ووضع كف يده على كتف ريان مردفا
- مع اننا مش فاهمين حاجه ولا عارفين اللى حصل بس متأكدين انك هتحتوى الوضع زى كل مرة
اردف بيجاد بمرح كعادته ليغير الأجواء بينهم
- ثوانى وهتقولوا انكوا مش مستحملين تسيبوها زعلانه منكوا كدا وهتجبولها حجر من القمر علشان ترضي
ابتسم هشام فهو لم يخطئ بشئ فتلك الكيان هى نقطة الضعف والقوة لأضلاع المثلث الملوّن…
أما ريان فقد كان شارداً فـؤ أشياء عدة لينهض واتجه نحو السلم ليردف بيجاد بضحك
- مش بالسرعة دى ياذئب
لم يرد عليه ريـان ليجلس هشام على المقعد مردفاً
- هبقي اطلعلها لما يخرج هو
جلس بيجاد بجواره مردفا
- وانا هقولها تطلع عينكم الاول علشان متتجرؤوش وترفعوا صوتكم عليها تانى
نظر له هشام بطرف عينه وهتف بعض الغضب
- يعنى انت عاجبك اللى عملته دا .. ولانها عارفة اننا منقدرش على زعلها بتنفذ اللى فـي دماغها ومش بتهتم بحد فينا ولا اى اللى هيحصلنا لو جرالها حاجه
اجابه بيجاد بهدوء
- اكيد مش عاجبنى بس ياما كيان غلطت واحنا اتعاملنا معاها بهدوء وهى اتفهمت دا اشمعنا المرة دى يعنى
اردف هشام بصوت مرتفع
- لانها بقيت آنسة كبيرة وفيها عقل
ارتفع صوت بيجاد وهو يردف أيضا
- كيان أرق من انها تتعامل بقسوة ياهشام وانت مش محتاج انى اقولك الكلام دا
تنهد بيجاد بقوة فأى شئ يتعلق بكيان يتمكن من اخراجه عن ربطة جأشه ليردف بهدوء
- عموماً دى هتكون أول وآخر مرة
اردف هشام بندم
- انا اصلا مش عارف ازاى رفعت صوتى عليها ازاى خليتها تحس بالخوف منى
ربت بيجاد على قدمه مردفاً
- كيان مستحيل تخاف مننا بس انت عارفها مش بتستحمل ان حد يزعقلها بالأخص لو كان حد فينا
أومأ له هشام ونهض وهو يردف
- تعالى معايا نشوف أى حاجه هتفرح بيها ونجبهالها
ابتسم بيجاد ونهض هو الآخر واردف وهو يتبعه لخارج القصر
- يلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف أمام الباب ليستمع إلـى صوت شهقاتها ليشعر بألم فى قلبه ليقوم بفتح الباب ودلف إلـى الداخل وأغلق الباب خلفه
كانت كيان تجلس أرضاً وتسند ظهرها على حافة السرير وتضم قدميها إلـى جسدها وتخفي وجهها بينهم وصوت شهقاتها تملأ الغرفة
اقترب منها ببطء وجلس بجوارها بنفس وضعيتها ولكنه كان يرفع رأسـه إلـى الأعلى ناظراً إلـى السقف واردف بحزن ظهر على نبرة صوته
- مخبية عنى اى ياكيانى
رفعت كيان رأسها ونظرت إلـى أخيها بحزن والدموع تغرق وجهها اكمل ريان بدون النظر لها
- من امتى وانتى بتخبي عنى حاجه؟! معقوله فجأة مبقتش اللى كنتى تجري عليه وتحكيله كل اللى بيخطر فـي بالك من غير تردد أو خوف
التفت لها برأسه ناظراً لها بحزن مردفا
- معقول بقيت وحش لدرجة انك بقيتي تخافي منى
هزت كيان رأسها بالرفض وتسابقت دموعها بغزارة على وجنتيها ليبعد ريان نظره عنها مردفا
- حسيت ان روحى بتتسحب منى بالبطئ وانا بتخيل ان فى حد اذاكى علشان يأذيني بيكي .. انتى نقطة ضعفي ياكيان ونقطة قوتى فـ نفس الوقت علشانك مستعد ادخل فـ النار ومش هتردد لحظة
اقتربت كيان منه ووضعت رأسها على كتفه وأردفت من بين بكائها
- مقصدتش أقلقكم عليا .. انا بس حبيت أغير جو لانى حسيت بخنقة انا آسفة لانى مخدتش سليمان او أى حد معايا ومن غير ما اقولك .. انا مكنتش هتأخر بس محستش بالوقت
تنهد ريان بقوة ومسح على شعرها وقبل ان يتحدث هتفت هى
- هتفضل أقرب شخص لقلبي لآخر يوم فـي حياتى انا عمرى ما خوفت منك ولا هخاف لأنك منطقتي الآمنة، انا آسفة بس اوعدك لما ييجي الوقت المناسب هقولك على كل اللى جوايا
قاطعها ريان بهدوء على عكس مابداخله
- مين هو
رفعت رأسها ونظرت إليه ليكمل وهو يزيل دموعها ويبعد خصلات شعرها التى التصقت بوجهها
- قوليلي مين بيحاول يقرب منك وأنتِ خايفة تقوليلي خوفاً عليه منى
اذدرقت ريقها بتوتر واهتزت مُقلة عينيها لينظر لها بأعين تحثها على الحديث لتظل صامتة وهى تنظر بعيداً ليردف ببعض الحدة
- انا قادر فـي خلال ساعة اجيب كل المعلومات اللى عايزها عنه بس عايزك انتى تحكيلي لان دا هيكون أفضل للكل
نظرت له قليلا ثم هتفت بتوتر
- طيب لو ممكن تسيبنى شوية وقت وانا هبقي اقولك
نظر لها ريان قليلاً ليومئ بالنفي لتردف كيان بسرعة
- والله ياأبيه هاجي واحكيلك كل حاجه ودا وعد من كيانك بس اديني شوية وقت
تنهد ريان ليردف
- حاضر لما نشوف أخرتها معاكِ إيه
ابتسمت من بين دموعها مردفة بلطافة
- كل خير ياأبيه هى كيانك بتجيب غير الخير
بادلها الإبتسامة وأردف وهو يجذب انفها المحمر بخفة
- هى كل الخير في حياتى
جعدت كيان انفها بلطافة ليقبلها على جبينها لتدفن وجهها بصدره وهى تحيط رقبته مردفة
- عايزة انام
نهض بها ريان عن الأرض ووضعها على الفراش وتمدد هو بجوارها محتضناً إياها بحنان وهو يردف
- نوم الهنا ياكيانى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفوا إلـى الڤيلا وكانت آيـة تضحك بشدة على وجه أخيها المتذمر..
نظر لها إياد لتصمت وهى تحاول كبح ضحكاتها ليردف إيـاد بغيظ
- إني نويتها لله .. نويتها لله
أصبح يردد بها وهو يرفع يده إلـى الأعلى لتردف أريب بضحك
- ملهاش لزوم العصبية دى ياإيدو ماانت عارف إذا أحب الله عبداً حبب فيه جميع خلقه
هتف إياد بغيظ
- ونعم بالله .. بس ياأميرتى لما ييجوا شوية أطفال ويدوها ورد قولنا ماااشي لكن تيجي ست كبيرة تديها علبة شوكولاته وست تانية تديها عروسة دا مش منطقى أبداً .. لا وهي مبسوطة والضحكة من الودن للودن ما شاء الله
اردفت آيـة رقة وهى تحتضن بين ذراعيها الأزهار وعلبة الشوكولاته وتلك الدمية الجميلة
- الله مقدرش ارفض وأكسر بخاطرهم طيب ماانت عارف الهدية لا تُرد ولا تستبدل
هتفت رُواء أخيراً بعدما كانت تأخذ دور المشاهد المستمع فقط
- حصل خير مفيش حاجه تستاهل الغضب دا كله ودى مجرد هدايا من ناس قلبها طيب وصافي وبتحب تسعد الناس وربنا يجعلها فـي ميزان حسناتهم كفاية نقاش فـ الموضوع دا
مرر إياد كف يده على خصلات شعره مردفاً
- اتفضلوا ارتاحوا ولو عوزتوا حاجه اتصلوا عليا
ثم قبل رأس أميرتيه وألقي السلام على ثلاثتهم وهو يغادر الڤيلا
اردفت أريب بمرح وهى تقترب من آية
- اديني واحدة شوكولاته يايويو
ضحكت آيـة وأعطتها العلبة كاملة مردفة
- كلها تحت أمرك هطلع أغير هدومى وهنزل اقعد معاكم
اردفت رواء بهدوء
- مستنيينك
هتفت أريب بمرح
- والله انتى كريمة أوى وعلشان كرمك هسبلك كام وحدة شوكولاته
ضحكت آيـة بخفة وهتفت وهى تصعد إلـى الأعلى وتحمل بين يديها الورود وتلك الدمية
- بالهنا والشفا
دلفت إلـى غرفة أمينة لتراها نائمة لتخرج وتوجهت نحو غرفتها.. وضعت الورود والدمية على الفراش وهى تنظر لهم بإبتسامة وأخرجت لها ثياب أخرى ودلفت إلـى المرحاض
خرجت بعد وقت وهى ترتدى ثوب يصل إلـى كاحلها باللون الكحلى وأعلاه حجاب أبيض وضعت الورود فى المزهرية بعدما وضعت لها بعض الماء وأسندت الدمية فى منتصف فراشها وخرجت من الغرفة عائدة إلـى الفتيات…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إهدأ يا زيد ليس هناك ما يدعو لكل هذا القلق
أردفت بها رنـا وهى ترى أخيها لأول مرة فى هذه الحالة من القلق والتى هو عليها ما يقارب الساعة..
توقف زيد عن الدوران بالمكتب كالأسد الحبيس مردفاً
- أخشي أن يكونوا أحزنوها أو .. أو أذوها
اردفت رنـا بنفاد صبر
- انت تعلم جيداً أنـه من المستحيل أن يحدث هذا لذا إهدأ زيد لقد أصبتنى بالدوار
جلس زيد على مقعد وهو يزفر بقوة وحاول الإتصال بها ليلقي هاتفه أرضاً بقوة وهو يجد نفس النتيجة وهو أن هاتفها مغلق..
قلبت رنـا عينيها وهتفت وهى تنهض
- هناك إجتماع علىّ أن أحضره وعليك أنت ان تحضره أيضاً خلال عشر دقائق لذا عُد إلـى رشدك سريعاً واستعد ربطة جأشك فهذا إجتماع مهم
اردف زيد ببرود
- انا لن آتى تولى أنتِ الامور
هتفت رنـا بإعتراض
- ولكن يا زيد..
قاطعها بحزم
- لا يوجد لكن وإن تحدثوا ألغى كل شئ فأنا لا أحتاج لهم ولا إلـى صفقتهم المثيرة للشفقة تلك
تنهدت رنـا وأومأت له بصمت فهى تعلم بأنـه غاضب وإن اكثرت فـ الحديث فهو سيلغي كل شئ بالفعل
وخرجت من المكتب
وضع زيد رأسه بين كفوف يده وهو يكاد يجن من التفكير فى ما حدث لصغيرته
أخرج هاتف آخر من درج مكتبه وطلب بعض الأرقام لياتيه الرد سريعاً ليردف بجمود
- ما الجديد
أجابه الرجل على الناحية الأخرى بعملية
- لا شئ سيد زيد ولم يحدث شئ للسيدة فقط كان القصر مقلوباً رأسها على عقب لأنها لم تتواجد بـه لمدة ساعة ولم تخبر أحداً بمكانها
- حسناً إن حدث شئ آخر بشأنها فقط أخبرن
ى
واغلق الهاتف بدون أن ينتظر الرد .. تنهد براحة بعدما علم أنها بخير ولكن ما يقلق راحته هو لما هاتفها مغلق…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من غرفتها بعدما غطت فى سبات عميق ليتوجه إلـى غرفة ليان.. طرق الباب أولا ليستمع لها وهى تسمح للطارق بالدخول ليفتح الباب ودلف وأغلق الباب خلفه
نهضت ليان عن فراشها بسرعة ونظرت له بحزن ليردف ريان بهدوء
- متبصيش كدا أنتِ غلطانة
التمعت عينيها بالدموع وهى تردف
- وانا اعتذرت رغم انى مكنتش اعرف انها متعرفش حاجى
اقترب منها وازال تلك الدمعة التى تمردت على وجنتها وهتف بحنان
- حقك عليا انا اتعصبت عليكي رغم انك فعلا مش غلطانة
نظرت له ليان وهتفت بتذمر
- انت غلطان
هز ريان رأيه نافياً وهو يردف
- لا .. متزعليش لاني اتعصبت عليكي اطلبى اللى انتى عايزاه وهيكون قدامك
ابتسمت باتساع وهى تردف
- بجد
اومأ لها لتردف بحماس
- فى فستان نفسي فيه ومش غالى قوي يعنى عشرة آلاف بس
رفع حاجبيه بدهشة مردفاً بسخرية
- فعلا فستان رخيص قوى ولى مشوفتيش فستان بـ30 ألف أحسن
أردفت بتبرم وهى تلعب بخصلات شعرها ولم تلحظ سخريته
- هو فى فعلا بس معجبنيش غير اللى بـعشر آلاف ..
ثم نظرت له وهى تضيق عينيها مردفة
_ انت مش بتتريق صح؟
ابتسم بخفة مردفا
- بصراحه بتريق
زمت شفتيها بحزن ليعبث بشعرها مردفا
- 10 آلاف ولا حاجه يا لي لى جيبي اللى انتى عايزاه ومتفكريش فـي حاجة
صفقت ليان بسعادة وعانقته مردفة
- لي لي بتحبك
ابتسم ريان بخفة ولم يرد لتبتعد ليان وهى تردف بهمس
- اوبس .. حوراء لو سمعتنى كانت قتلتنى
اردف ريان بهمس لم تسمعه
- ولو شافتك كانت قتلتنى انا
هتفت ليان بإستغراب
- بتقول حاجه
هز رأسه بالرفض وهو يبتسم لها ثم هتف بهدوء
- لو عوزتى حاجة قوليلي
أومأت له ليغادر الغرفة متجهاً وأخيراً إلـى ملكته .. دلف إلـى الغرفة بدون أن يصدر صوت ليراها تضع سجادة الصلاة أرضاً وهى تقف عليها تصلي إلـى اللَّه .. إنها طريقتها لتخرج ما بها من حزن وضيق وما أجملها طريقة…لينتظر إنتهائها من الصلاة ليراضيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- خلاص يعنى قررتى انك تمشي
هتفت بها آيـة بحزن وهى تنظر إلـى رواء التى تغلق حقيبة سفرها
لتردف رواء بأبتسامة
- مقدرش اقعد اكتر من كدا انتى عارفة بابا بالعافية رضي بالاسبوع
تنهدت آيـة واومأت لها بصمت لتساعد رواء فى حمل الحقائب والخروج بها..
كانت أمينة تقف فى منتصف بهو الڤيلا وبجانبها أريب وكان إياد يقف بعيداً عنهم حتى رآهم وهم يهبطون الدرج ليتوجه نحوهم بسرعة وأخذ الحقائب منهم وخرج من الڤيلا بصمت
لتودع الفتيات رواء بحزن ولم تتمالك آيـة نفسها لتجهش بالبكاء فهى أكثر شئ تمقته لحظة الوداع لتدمع أعين رواء معها بينما تماسكت أريب فهى ليست تلك الفتاة التى تسمح لدموعها بالهطول بأى وقت لتودعهم مرة أخيرة وخرجت من الڤيلا
رأت إياد يضع الحقائب داخل السيارة لتتقدم نحوه وانتظرت حتى انتهى وأغلق صندوق السيارة..
أتت أريب وهتفت
- يلا ياإياد علشان نوصلها
أومأ لها إياد وصعد السيارة لتصعد رواء وأريب من الخلف لينطلق هو إلـى محطة القطار فهى ستعود إلـى اسكندرية مجدداً
ودعتها أريب بحرارة لتصعد رواء على متن القطار وجلست على المقعد الموازى للنافذة لتيشر إلـى أريب وهى تبتسم وألقت نظرة خاطفة على ذلك الذى يقف بعيداً يربع ساعديه ويظهر على وجهه الجمود لتطلق تنهيدة حزينة وهى تشعر بتحرك القطار لتسقط دمعة حارة على وجنتها لتزيلها بسرعة وعنف
عادت أريب إلـى إياد لتردف بهدوء
- ضاعت تانى من ايدك
نظر لها إياد واردف وكأنه لم يسمعها
- يلا اركبي
صعدت أريب إلـى جواره لينطلق بها وحل بينهم الصمت لدقائق لتقطع أريب هذا الصمت وأردفت وهى تعطي لـه ورقة مطوية
- اتفضل
هتف بهدوء بدون النظر لها
- اى دا
= رقم والد رواء انت لازم تتحرك قبل ما تضيع منك
نظر لها إياد بجانب عينه ثم نظر للورقة والتقطها منها مردفاً وهو يطلق تنهيدة حارة
- اللى فيه الخير يقدمه ربنا
اجابته أريب بإبتسامة
- ربنا يجعلها من نصيبك
رمقها بجانب عينه ونظر أمامه مجدداً ولم يرد بينما بداخله يردد " اللهم آمين "
توقف أمام الڤيلا وترجلا ودلفا إلـى الداخل ليهرع بفزع وهو يري آيـة تبكى بأحضان أمينة
التقطها من بين رديها وهتف بقلق وهو يتفحصها
- حصل اى ياأميرتى انتى كويسة
أومأت له آيـة لتردف أمينة
- متقلقش يا ابنى ماانت عارفها مبتحبش تودع حد وغير انها بتحب رواء
احتضنها إياد وهو يتنهد براحه مردفاً
- اهدى ياأميرتى فـي أى وقت عايزة تشوفيها هوديكي عندها
هزت رأسها بالرفض وهى تردف من بين بكائها
- لا انا مش هسيبكم
قبل رأسها بحنان ليبتعد عنها عندما استمع إلـى صوت ضجة بالخارج ليأمرهم بأن يظلوا بالداخل وخرج هو ليرى ماذا يحدث...
وجد بعض الأطفال يحاولون الدلوف إلـى الڤيلا وتمنعم الحرس ليردف إياد
- سيبهم يدخلوا
ابتعد الحرس ليركض الاطفال إلـى الداخل وسمح لهم بهذا ولكن ما استغربه هو لما كل طفل ممسك بوردة الياسمين البيضاء
دلف خلفهم ليرى الاطفال قد التفوا حول آيـة ويعطونها تلك الأزهار ورأى شقيقته التى كانت تبكى منذ دقيقة تبتسم وتضحك بسعادة..
اقترب من أحد الأطفال واردف
- مين باعتكم يلا
لم يرد عليه الطفل ومد يده لآية بالوردة ليأخذها إياد منه هاتفاً بغيظ
- خد الورد دا وصحابك واطلعوا برا يلا
حزن الطفل وبدأ بالبكاء لتردف آيـة بسرعة وهى تنحنى نحوه
- لا لا خلاص متخرجوش بس متعيطش
توقف الطفل عن البكاء ومسح وجهه بطفولية وأخذ الوردة من إياد وأعطاها لها لتأخذها منه آيـة ليبتسم الطفل باتساع كل هذا حدث تحت دهشة إياد من تمثيل هذا الطفل الذى يشك بأنه طفل من الأساس
وقف بجانب أريب وأمينة الذان كانا يبتسمان وهم يشاهدان الأطفال يلتفون حول آيـة بينما كان إياد يرمقهم بعدم رضا فهؤلاء الاطفال لا يفعلون هذا من تلقاء نفسهم بل هناك أحد خلفهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بكرا بالليل هتمشي
هتف بها آسر بجدية موجهاً حديثه إلـى بيجاد
ليومئ له بيجاد بصمت بينما كان تفكيره مشغولاً بصباه فهى ما زالت حزينة .. خائفة .. شعر بيد تربت على كتفه ولم يكن سوى هشام الذى أتى لتوه بعدما اشترى بعض الأشياء لكيان بينما كان بيجاد ينتظره فى مطعم ليلتقي بآسر وظل معه
جلس هشام بجانبه مردفاً
- متفكرش فـي حاجهة أسد المخابرات عمره ما خاف ولا شال هم مهمه
اردف بيجاد وهو يمرر كف يده على وجهه
- مش شايل هم حاجه غيرها ياهشام
اجابه هشام بتلقائية
- مرات اخويا تحت حمايتى لحد ما ترجع
- وانا واثق من دا بس ....
توقف عن الحديث وهو يتنهد بقوة لا يستطيع شرح ما يشعر بـه ليربت هشام على كتفه ونهضوا ثلاثتهم وغادروا وتوجه هشام إلـى القصر لمراضاة كيان وتوجه بيجاد إلـى ڤيلته وآسر إلـى مقر المخابرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية