رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم منة جبريل
الثامن والعشرون
قاطعته وهى تردف بحزم
- ريان .. مش هنتكلم فى الموضوع دا تانى ولا هنجيب سيرته حتى لو كان مجرد حديث عابر
قبّل جبينها مردفا بعشق
- ثم إني وقعت اليوم في حُبك من جديد ولكن هذه المرّة بشغف أكبر، بلهفة أكبر في أن أُعانقك وأُخبرك كم أُحببتك وكم سأُحبك أكثر
رمقته بأعين تفيض عشقاً وشغفاً لـه وضحكت بخجل على حديثه ليعانقها بقوة وكأنـه يريد إدخالها بداخله ويخرج قلبه ويضعها مكانـه ويقسم بأنه سيظل على قيد الحياة وسيكون بحال أفضل مما كان عليه فـى وجود قلبه
همست حوراء بكلمات ترددت صداها فى مسامعه
- "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" اطمن العوض هيكون معجزة
ازداد عناقه لها فـمن المفترض أن يكون هو مَـن يعطيها طاقة لتتجاوز هذا الإختبار مِـن الله، ولكن هى مَـن تعطيه هذه الطاقة والقوة، ليعلم بأنـها ونعـم الزوجة ورفيقة الدرب...
قاطعهم صوت بكـاء نقـاء والتى استيقظت لتوها لتبتعد حوراء سريعاً عن ريـان واتجهت نحوها ليردف ريـان بغيظ مصطنع
- اى اللى مخلي البنت دى هنا
اجابت حوراء بإبتسامة واسعة وهى تحملها عن الفراش
- الله .. هو فى أحلى مـن نقـاء
ابتسم ريـان هاتفا بهدوء
- لا طبعاً .. هغير هدومى وانتى اجهزى
اردفت بإستغراب
- ليه
- أكيد مش هتنزلى بهدوم النـوم يا روحى
نظرت حوراء إلـى نفسها لتجد بأنها بالفعل ترتدى منامتها لتنظر له وهتفت بابتسامة
- تمام اجهز انت الاول علشان تخلى بالك من نقـاء
وبعد نصف ساعة...
أردف ريان بتذمر
- مش معقول يا حوراء أنتِ قاربتى على الساعة بتسرحى شعرك بس
ألقت حوراء الفرشاة من يدها وتنهدت بتعب مردفة بتذمر هى الأخرى
- الله طب وانا ذنبي اى ما انا تعبت كمان
وضع ريان نقـاء فى منتصف الفراش وتقدم نحوها وأمسك فرشاة الشعر هاتفاً بحنان
- وماله الملكة تؤمر وانا انفذ
ضحكت حوراء وصمتت وظلت تتابعه من خلال المرآة وهى تراه يقطب حاجبيه بتركيز شديد ويحرك يده بحذر حتى لا يؤلمها لتبتسم بخفة وهتفت بداخلها
- أدامك الله لى زوجا صالحاً حنوناً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"حافظ على صديقك ذُو العقد النفسية، لأنهُ مفاجئ، متجدد، مختلف، الصديق الطبيعي عادي، مكرر ومُمِل."
- قوليلي بقى حصل اى ولى العصبية دى كلها
هتفت بها أريب وهى تجلس برفقة قمر فى غرفتها
هتفت قمر بغضب
- فى عريس متقدملى والمشكلة حاسة ان سيفو موافق عليه وانا عايزة طريقة اطفشه بيها
نظرت لها أريب بغيظ مردفة
- يا سلاام يعنى انتى مطلعة عيني من امبارح علشان آجى وفـ الآخر علشان تطفشي عريس .. اقولك انتى خليه يشوفك وهو هيطفش لوحده مش محتاجه تخططى
ألقت قمر بوجهها الوسادة وتلقفتها الأخرى سريعاً لتردف قمر بغيظ
- ياأريب بجد انا مش بفكر فـ الجواز دلوقتي دا انا لسة 19 سنة ياناس ولسه مدخلتش دنيا انا مالى ومال الجواز والنكد والغم انا مش بتاعت الكلام دا
تنهدت أريب وهتفت بهدوء
- طيب انتى علشان خاطر سيفو بس تقابليه واستخيري ربنا مش يمكن يكون دا نصيبك
= انتى هتتكلمى زى بابا كمان
استغفرت أريب ربها وهى تكاد تفقد السيطرة على نفسها وهتفت بتهديد
- بصي يا بت انتى هو مجرد عريس مش تنين هياكلك ولا جن عاشق هياخدك العالم بتاعه .. انتى هتصلي ركعتين استخارة وهتقابليه وبعدها تقررى على حسب شعورك بعد الصلاة واللى فيه الخير يقدمه ربنا .. دلوقتى هتفتحي بوقك وتقولى عايزة اطفشه ومش عارفة اى هتلاقي راسك فـي الحيطة فااهمه ولا لا
نظرت لها قمر بغيظ وتمتمت بصوت منخفض
- دى صاحبة دى اعوذ بالله
هتفت أريب بتحذير
- بتقولى اى يابت
ابتسمت لها قمر بتكلف مردفة
- ولا حاجه بقول حاضر هعمل اللى قولتى عليه ارتحتى
اعتدلت أريب فى جلستها وهتفت بهدوء
- ايوا كدا أحسن للكل
هتفت قمر بتبرم
- ربنا يكون فى عون اللى ياخدك
نظرت لها أريب بنصف عين مردفة
- دا يصلي طول حياته شكر إنى انا نصيبه
رمقتها قمر نظرة مغتاظة فهى ظنت بانها ستساعدها فى معضلتها هذه ولكن عاكست جميع تخيلاتها وستجعلها الآن تقابل ذلك الشخص المجهول والذى توعدت له بداخلها...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- كياني
نهضت كيان سريعاً عن فراشها وارتمت بين ذراعي أخيها الذى عانقها بحنان وإحتواء وقبل خصلات شعرها
اردف ريان بهدوء
- حبيبي مخرجش من اوضته ليه لحد دلوقتى
اردفت كيان بهدوء وهى تبتعد عنه
- كنت هخرج كمان شوية
قبل وجنتها مردفا بحنان
- انتى كويسة
أومات له بهدوء ليردف
- طيب لو احتجتى حاجه اتصلي عليا
- حاضر ياأبيه
قبلها من جبينها وهو يشعر بأن بها شيئاً ما ولكنه ينتظر منها ان تأتى هى وتخبره وغادر الغرفة لتتنهد كيان بخفة وهى تشعر بالاختناق لسبب غير معروف أو هذا ما تقنع بـه نفسها...
وبعد وقت وخرجت من الغرفة ووجدت حوراء وليان تجلستن برفقة نقـاء وتتحدثان معاً
ألقت عليهم التحية ليردوا عليها بهدوء وتابعت ليان بتساؤل
- انتى خارجة
أومأت لها بهدوء وودعتهم وخرجت لترى بعض الحرس يتقدمون نحوها حتى يرافقوها ولكنها أشارت لهم بأن يعودوا لينفذوا ما أمرتهم بـه وعادوا من حيث ما أتـوا
صعدت سيارتها البيضاء وانطلقت بها لخارج القصر لتسير بالطرقات بدون وجهة معينة فقد تريد الخروج
بعد وقـت...
وجدت نفسها تقف أمام ڤيلا إياد لتستغرب وجودها هنا ولكنها قررت أن تلقي التحية على آيـة وأريب وترحل بعدها....
ترجلت من السيارة وسارت بخطوات ثابتة لداخل الڤيلا...
وما ان خطت قدمها داخل الباب حتى وجدت تلك التى تسمى رواء برفقة آيـة فقط
وما إن رأتها آيـة حتى نهضت واقتربت منها مردفة
- كوكو عاملة اى
ابتسمت لها كيان وتقدمت منها هى الأخرى مردفة
- بخير لقيت نفسي قدام الڤيلا قولت اسلم عليكم
أمسكتها آيـة من يدها وتقدمت بها نحو رواء مردفة
- خير ما فعلتى .. دى كيان يا رواء اكيد فكراها
أومأت رواء وقامت بالترحيب بكيان بهدوء لتردف آية بعدها
- بما انك جيتي تقعدى معانا
كادت كيان ان تعترض ولكن أمسكتها آية وأجلستها بجوارها لتوافق الأخرى فهى حقاً لا تعلم ماذا تريد ولا تعلم لما هذا الشعور معها .. تشعر وكأنها تائهة .. كطفلة فقدت من والديها فى مدينة ألعاب تعج بالأناس...هل هذا كله لأنها تعلم أنـه رحل؟!!.. نفضت هذه الفكرة من رأسها بعنف فهذا مستحيل...
لتنسجم بعد وقت مع آيـة ورواء فى الحديث ولكن كان هناك سؤال يأتى بذهنها كلما نظرت إلـى رواء وهو .. لما ناداها إياد بإسمها هى تحديداً؟!!.. لم تمكث معهم طويلاً لشعورها بالإختناق لتودعهم وترحل بعد وقت قصير...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر هشام للڤيلا برضا فقد تم تجهيز جزء كبير منها فى وقت قياسي وهذا بفضل ذكاء صديقه عندما أخبره بأنـه يجب عليه بأن يجلب أكثر من طاقم عمل هندسي ليكملوا الڤيلا فى دورات مختلفة .. تنهد بقوة ونظر إلـى هاتفه ولصورتها التى بها ليبتسم بخفة وحب فهو أقسم بأنـه لن يتوالى ثانية واحدة لجعلها من نصيبة .. ولكن يجب عليه أن يعمل لجعلها تحبه .. كيف نسي هذا؟!!.. حسناً لا بأس .. فإذا لم يستطع جلعها تحبه قبل زواجهم وهذا إحتمال ضيئل أمام وسامته ومهارته وعشقه لها الذى سيجعلها تعشقه رغماً عنها .. سيجعلها تُتيم بـه بعد زواجهم...
انتفض عندما وجد يداً توضع على كتفه ليردف ريان بهدوء
- مش انا المفروض تقلق منه لو شاف الصورة دى المفروض اللى تقلق منه هو اللى جاى علينا دلوقتى
نظر هشام خلفه ليجد إياد يتقدم منهم بابتسامة صافية ليغلق هاتفه سريعاً وهتف بهمس
- مش هينفع كدا انا لازم اكلمه وبسرعة
همس له ريان بهدوء
- فكرت فى اللى قولتلك عليه
نظر له هشام وهتف باقتضاب
- ايوا ومش هغير رأيي انا مليش أهل غيركم ومحدش يقدر يقنعنى بغير كدا اهلى ماتوا من اليوم اللى امى ماتت فيه بسببهم
تنهد ريان بخفة وربت على كتفه ثم نظر إلـى إياد الذى أصبح أمامهم تقريبا والذى هتف بهدوء
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
= وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هتف بها ريان وهشام معاً وصافحاه
اكمل إياد بهدوء
- بصراحة ياريان انا كنت جاى علشان اطلب منك اجازة النهاردة
هتف ريان بجدية
- والسبب قوى
- جدا
اردف بها أياد بسرعة وتلقائية وأكمل بهدوء
- محتاج اخرج انا وأميراتى النهارده لإنهم اتخنقوا من القعدة فـي الڤيلا
رفع هشام حاجبيه بدهشة ونظر إلـى ريان وظن أنـه سيرفض وهذا المتوقع فهذا بالنسبة لهم أتفه سبب يقدم لهم منذ أن تولوا الشركات
ولكن فاجأه ريان عندما هتف بهدوء
- تمام ولو تحب تقدر تاخد اجازة اسبوع وتاخدهم وتسافر لأى مكان يحبوه
اردف إياد بأبتسامة
- لا شكراً هو يوم بس لإنى مقدرش أسافر ووحدة من أميراتى مش معايا
أومأ له ريان بهدوء ليغادر بعدها إياد لينظر ريان إلـى هشام وجده ينظر له بدهشة نظر له بمعنى " ماذا " فأردف هشام
- يعنى انت بجد وافقت تديه إجازة للسبب دا
هز ريان رأسه بخفة وأردف بهدوء وهو يسير مبتعداً عنه
- لو عوزت حاجه هكون فـي الشركة
تنهد هشام بخفة والتفت يطالع الڤيلا بشرود لتتسع عينيه بفكره راقت له كثيراً ليأمر قائد فريق العمال بالأعتناء جيداً بالڤيلا حتى يعود ولا يريد أى خطأ بها وغادر بسرعة ليصعد سيارته وانطلق بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أردفت ليان بهدوء
- يابنتى تلاقيهم قتلوا الشخص اللى عمل كدا أصلا من زمان احنا معندناش يااما ارحميني
شهقت حوراء بفزع وهى تردف
- لا لا ريان مبيقتلش لانه مش قاتل
نظرت لها ليان بسخرية مردفة
- اسم الله عليكي تحبي اعرفك على ريان الحقيقي
استنى هفهمك .. أولا الذئب عامتاً مبيرحمش عنده الغلط معناه الموت بعينه .. سبب تسميته الذئب انه تقدري تقولي غشيم فـي التعامل وذكى وخبيث .. لما يكون عايز حاجه بياخدها بكل سهوله بسبب مكره ودهاءه متفكريش انه لما يكون عايز حاجه بيروح يطلبها لا..دا بياخدها بصيغة الأمر ومفيش نقاش .. انما اللى معاكى دا اللى هو ضحك وهزار وحب وحنان دا تقدرى تقولى عليه "الطبيب العاشق" ..
احنا مشفناش الجانب دا منه غير لما جيتي .. كنا دايماً بنقول الزواج والحب مش موجودين فـي قاموس الذئب وهو فعلا مكانش موجود كان كل شئ فـي حياته الشغل بس لما فاجأنا وجابك عندنا الصعيد عرفنا انه وقع بحبك فعلاً ودى كانت صدمة للعيلة كلها .. بس اللى لحد دلوقتى انا مش فهماه اى اللى خلاه يتجوزك وعرفك ازاى اصلاً انا فاكرة انك حكيتيلي بس فى جزء ناقص وهو ازاى اتقابلتوا من البداية واى اللى جاب فكره الجواز على بالكم وانتوا متعرفوش بعض
استمعت لها حوراء بصدمة فمن الظاهر أنها لا تعلم من هو زوجها تمام العلم ولكنها هتفت بهدوء ظاهرى مجيبة على سؤالها
- اتقابلنا لما خبطنى بعربيته وسبب جوازنا لما عرف مرضي وان علاجى هيكون عملية هتخلى المستشفي بتاعته الاولى عالمياً وكدا يكون احنا الاتنين استفدنا
كادت ليان ان تتحدث باستنكار لحديثها ولكنهم فزعوا عندما استمعوا إلـى صوته
- حوراء
نهضت حوراء وليان وتقدم منهم ريان ورمق ليان نظرة حادة ثم نظر إلـى حوراء مردفا
- تعالى عايزك
أومأت له حوراء وسارت أمامه بإستغراب من وجوده فهو أخبرها بأنه ذاهب للشركة إذاً ما الذى اتى بـه الآن بينما ريان همس لليان
- حسابك معايا بعدين
نظرت له ليان بخوف فقد كانت نظراته لا توحي بالخير أبداً ليتركها ويصعد إلـى غرفته خلف حوراء
هتفت ليان بهمس
- ازاى يعنى العملية هى اللى هتخلى المستشفي تبقي الاولى عالمياً .. وهى أصلا من الأول الأولى عالمياً دى مأخدتش سنتين من إنشاءها وفروعها انتشرت حول العالم وبقيت الأولى عالمياً خلال 5 سنين بس من بعد إنشاءها
صمتت ثم وأكملت بخوف
_ معقول يكون كذب عليها، بس لا هو مبيكذبش خالص .. طب لى قالها كدا؟!! .. وليه قالى حسابك معايا؟!! .. انا خايفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان إياد يسير بالطريق ومعه أميرتيه آيـة وأريب وكذلك رواء التى أصرت أريب على قدومها معهم وهذا ما عقد الأمـور بالنسبة إلـى إياد
هتفت أريب بسرعة وهى تشير نحو إحدى المحلات
- الله ياإياد انا عايزة آيس كريم وشوكولاته و...
قاطعها إياد وهو يتقدم نحو المحل
- كل حاجه هتكون قدامك ياأميرتى استنونى هنا
وبالفعل تركهم بجوار المحل ودلف هو إلـى داخله بمفرده لرؤيته للكثير من الرجال داخل المحل
وقفت آيـة بمنتصف الفتاتين وهى تتحدث معهم بهدوء...
قاطعهم صوت طفل صغير وهو يتقدم نحوهم ويمسك بيده وردة حمراء جميلة وهو يتقدم نحو آيـة تحديداً
نظروا له الفتيات ليردف الطفل وهو يمد يده بالوردة إلـى آية
- اتفضلي
انحنت آيـة والتقطتها منه مردفة برقة
- شكراً .. بس ممكن أسألك اى المناسبة
اجابها الطفل وهو يركض بعيداً
- أنتِ حلوة
اعتدلت آية فى وقفتها وضحكت بخفة على هذا الطفل لترفع الزهره إلـى أنفها تشتم رائحتها الجذابة
اردفت أريب بمرح
- الله وردة حمراء مرة واحدة
ابتسمت آيـة بهدوء ليروا الكثير من الأطفال تتقدم نحوهم ومعهم الكثير من الورود بمختلف الألوان وفعلوا كما فعل الطفل الصغير وأعطوها جميعاً لآية التى كانت تتقبلها منهم بغرابة وسعادة بالوقت ذاته فهى تعشق الورود كثيراً
بينما أريب ورواء يقفون يشاهدون الموقف بإستغراب وضحك على هؤلاء الأطفال...
أصبحت آية تمسك بالكثير من الورود والذى كان يختلف ألوانه من الأحمر الجورى إلـى الأبيض الياسمين إلـى البنفسجي اللافندر
اصبحت آيـة تشتم رائحتهم بسعادة وباللاخص الياسمين لأنـه الأقرب إلـى قلبها رغم شعورها بالغرابة لما يحدث...
خرج إياد من المحل وتقدم نحوهم وقبل أن يتحدث نظر إلـى آيـة وهتف بإستغراب
- من فين دا
اجابته أريب سريعاً بضحك
- لا دول الاطفال مغرمين بأختك وجبولها الورد دا كله
ضيق إياد بين حاجبيه وهو يردف
- أطفال
ولم يكمل حديثه حيث قاطعهم صوت طفل آخر وهو يأتى بوردة ياسمين أخرى ويهديها لآية وقبل أن يرحل أوقفه إياد بعدما أعطى ماكان يحمله من محتويات لأريب
أمسك يد الطفل بحنان هاتفا بهدوء
- مين باعت الورد دا
نظر له الطفل ولم يتحدث ليردف إياد مجددا
- في حد قالك تعمل كدا
لم يتحدث الطفل أيضاً فقد ظل واقفا ينظر له بهدوء ليتركه إياد ليركض الطفل مبتعداً عنهم حتى اختفى من أمام مرمى بصرهم
نظر إياد إلـى آيـة لتهز الأخرى كتفيها بعدم معرفة ولكنها كانت تبتسم بإتساع ليردف إياد بغيظ
- عاجبك اللى بيحصل دا
ضحكت آيـة برقة وهتفت
- الله .. مش أطفال .. وكمان الورد جميل اوى انا حبيتهم
هز إياد رأسه بيأس ثم هتف
- طيب يلا على العربية
أومأوا له بهدوء لينظر هو إلـى الخلف لعله يعلم من الفاعل ولكنه لم يجد أحداً ليغادر هو الآخر...
كانت رواء مستغربة الحدث بشدة وقبل أن تصعد السيارة نظرت إلـى الخلف لترى شاباً رأته من قبل يقف بعيداً معلقاً بصره نحو أحدهم
لتنظر إلـى ما ينظر إليه لتراها آيـة لتعود بنظرها سريعا نحو ذلك الشاب ولكنها وجدته أعطاها ظهره وهو يسير مبتعداً
نظرت إلـى إياد لا تعلم أتخبره أم لا لتعود من شرودها على صوت أريب الصارخ
- اركبي يا رواء يلا
صعدت رواء بجانبها من الخلف بينما كانت آيـة من الأمام ولم تترك الورود من يدها بل كانت تبتسم بسعادة وهى تظنها من حب الاطفال المعتاد لها...
بينما كان إياد يشعر بالضيق لهذا الموقف فهو متأكد بأن هناك من بعثهم مع الاطفال حتى لا يكتشف أمره وان علم من هو يقسم بأنه لن يرحمه ولكن لم يرد أن يأخذ هذه الورود من أميرته حتى لا تختفي تلك السعادة المرسومة على وجهها ولبراءتها لم تفكر بأن من الممكن ان يكون هناك احد وراء كل هذا.
الرجال يعلمون تفكير الرجال.
وبالطبع كلنا نعلم من الفاعل .. إنـه ذلك الهشام والذى كان سعيداً لرؤيته لسعادتها بهذه الورود ولاحظ انجذابها لورد الياسمين أكثر ليلعلم بأن هذا النوع المفضل لها من الزهور .. يعلم أن تلك الفتاة قد رأته ولكنه لم يهتم فـكل ما يشغله الآن تلك الابتسامة التى أسرت بقلبه فور رؤيته لها...
صعد سيارته وانطلق بها خلفهم فهو لم تنفد مخططاته بعد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقف أمامه وهى تنظر له بتعجب بينما هو يضع الكثير من الحلوى التى أعدها بنفسه على المائدة
اعتدل فى وقفته والتفت ناظراً لها وأمسكها من يدها جاعلاً منها تجلس على إحدى مقاعد المائدة مردفا
- دا كله ليكي ياسمرتى
نظرت له صبا ثم إلـى ما أعده من كعك بالشوكولاته ومزين بطريقة رائعة والكثير من أنواع الحلوى الأخرى لتردف بهدوء
-
انت عملت دا كله
جلس أمامها وهو يومئ لها بإبتسامة جذابة لتردف بنفس بالهدوء
-
والمناسبة
هز بيجاد كتفيه وهو يردف بمرح
- يعنى اعتذاراً لإنى خبيت عنك هويتي الحقيقية رغم انى عملت كدا علشانك
أومأت له صبا واردفت
- انت ليك يومين مش طبيعي وعمال تصنع فالكيك والحلويات والهدايا اللى كل ساعة والدلال والغزل هل دا كله لـ..
قاطعها وهو يردف بحب
- لأكسب رضاكِ ايوا
نظرت إلـى عينيه وإلـى العشق الظاهر بهما لترتسم إبتسامة خفيفة على شفتيها ليردف بيجاد بمرح
- الله، ضحكت يبقي قلبها مال
ضحكت بقوة على حديثه لينهض سريعا جاذباً إياها لتقف أمامه واحتضنها بقوة مردفا
- مش زعلانه منى
هزت رأسها بالرفض وهى تردف بضحك
- من اول كيكة سامحتك بس لانها عجبتى مرضيتش اقولك علشان تعملى غيرها
ابتعد عنها ناظراً لها بغيظ لتطالعه بأعين بريئة ليضحك بخفة وهو يحتضنها ثم هتف بمرح
- بما انك مش زعلانه حابب اقولك حاجة
- إيه
= فى الوقت اللى كنتِ زعلانه فيه انا اتجوزت عليكِ
- ايـــه؟
صرخت بها صبا وهى تبتعد عنه تطالعه بأعين تخرج ناراً ليقهقه بقوة ختى امتلأت الڤيلا بصوت صحكاته الرجولية
بينما كانت صبا تنظر له بغضب ليردف بيجاد بعد انتهائه من نوبة الضحك التى أصاباه لرد فعلها السريع
- بهزر يخربيتك
ضربته صبا بكتفه مردفة لغيظ
- هزار تقيل على فكرا محبتهوش
قبل يدها مردفا
- حقك عليا بس بجد عايز اقولك حاجة
نظرت له لتحده يطالعها بجدية لتجلس على المقعد وجلس بجوارها ثم تنهد بهدوء مردفا
- طبعاً خلاص استوعبتى انى ظابط مخابرات
أومأت له ليتابع بهدوء
- تعرفى إيه عن شغل ضباط المخابرات
اجابته بهدوء
- بيقبضوا على تجار المخدرات، مافيا .. يعنى الحجات الكبيرة دى
ابتسم لها وأومأ بخفة ليسترسل حديثه بحذر
- وانا كضابط معايا مهمة
اتسعت عينيها ليردف بيجاد سريعا
- لالا ملوش داعى الخوف والقلق .. هى مهمة بسيطة .. أنتِ لسة متعرفيش مين هو اسد المخابرات
ضيقت بين حاجبيها مردفة بأستغراب
- مين اسد المخابرات
ضحك بخفة مشيرا على نفسه
- انا
اتسعت عينيها وهتفت بحدة
- وكمان كذبت عليا بخصوص اسمك
فزع من رد فعلها ليصفعها بخفة خلف رأسها هاتفا بغيظ
- شغلى دماغك دى .. انا اسمى بيجاد ولقبي اسد المخابرات بس متنسيش انا ضابط مخابرات سري وحطى الف خط تحت سري دى يعنى مينفعش حد يعرف يا اما هتبقي حياتنا كلنا في خطر
اومأت له بتفهم ثم هتفت بتساؤل
- ازاى معاك مهمة
اردف بيجاد بنفاد صبر
- اللهم الصبر .. مش انتى بتقولى اننا بنقبض على تجار المخدرات والمافيا .. اهو انا معايا مهمة اقبض فيها على اكبر تجار المخدارت وبيع اعضاء وبنات وكذا
شهقت بذعر وهى تردف بأعتراض
- لا اكيد دا خطر عليك انا مش هسمحلك انك تروح
احتضنها بيجاد بحنان مردفا
- دا شغلى يا سمرتى ومقدرش اتأخر فيه وبعدين انتى كدا بتقللي من قدراتى
هزت رأسها بالرفض وبدأت تتجمع الدموع بمقلتبيها وهتفت بصوت متحشرج
- لا مش هتروح مكان هتفضل معايا هنا .. مستحيل تروح عند المجرمين دول
مرر يده على خصلات شعرها بهدوء هاتفا
- مقدرش يا عمرى وكمان خلاص المهمة بعد بكرا بالليل يعنى مفيش وقت للتراجع
لم تستطع كبح دموعها أكثر لتترك لها العنان وتعالت شهقاتها وهى تقبض على ملابسه بقوة وهى تردف من بين بكائها الحاد
- لا مش هتروح .. انت مش هتسيبنى
احتضنها بقوة وهو يهدئها بحنان
- عمرى ما هسيبك يا سمرتى وكمان هفضل جمبك على طول صدقيني كلها يومين وهتلاقيني هنا
هزت رأسها بالرفض وهى تبكى بقوة ليشعر بألم فى قلبه فهو لأول مرة يشعر بهذا الشعور عندما يكون ذاهباً لمهمة ما .. نهض وهو يحملها بين ذراعيه بينما هى تتوق عنقه بذراعيها وصعد بها إلـى غرفتهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقف أمامها بهدوء وهو ينظر لها ليراها تطالعه بأعين مهتزة خائفة ولكن ليس منه بل من شئ تفكر بـه..
اقترب منها وكاد أن يتحدث لتقاطعه هى عندما هتفت بصوت مرتجف
- أنت قتلت قبل كدا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية