رواية الطبيب العاشق (2) الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم منة جبريل
السابع والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سار بخطوات ثابته لداخل الشركة وتقف هى بجواره تحاصر ذراعه بذراعها وعلى وجهها ابتسامة جميلة تقدمها للعاملين
جعلها تجلس على المقعد الخاص به وهتف بحنان
- تشربي حاجه
وضعت اصبعها على شفتيها وهى تدعى التفكير ثم هتفت بمرح
- مشروب شوكولاته
ضحك بخفة وأردف
- لحظات ويكون عندك يا سمو الملكة
التقط سماعة الهاتف التى على المكتب وطلب لها مشروب الشوكولاته ثم التقط بعض الأوراق واردف بهدوء
- اعملى اللى انتى عايزاه وبراحتك تمام
أومأت له ونهضت من على المقعد لينظر لها بإستغراب لتردف برقة
- هتكون مرتاح هنا أكتر في الشغل وانا هقعد هنا
وأشارت على المقعد المقابل لمقعده ليبتسم لها وجلست هى على المقعد الآخر بينما ظل هو يتفحص بعض الأوراق ويوقع على بعض
أتت السكرتيرة وأعطتها كوب الشوكولاته الساخن وغادرت لتظل هى ترتشف منه وهى تنظر له وتتساءل .. أأنا حقا زوجة هذه الوسيم؟!!.. ابتسمت بخفة وهى تدقق بكل تفصيلة به .. حاجبيه المعقودين وعيناه ذات اللون الغريب التى تنظر إلى الورق بتركيز ضحكت بخفة وهى تتذكر ذلك اليوم الذى وضعت به الكثير من Makeup على وجهه
التقطت هاتفه بسرعة جعلته يرفع عينيه من على الأوراق ناظرا لها بتساؤل لتردف وهى تعطي له الهاتف
- افتحه
وضع بصمته ليفتح الهاتف لتضحك وظلت تعبث به ليبتسم بخفة ونظر إلى الأوراق مجدداً
تعالت ضحكاتها ليغمض ريان عينيه فهو لا يستطيع التركيز هكذا نظر لها لتلف له الهاتف وهى تضحك لتصيبه الدهشة وهو يري تلك الصورة
مد يده ليلتقط الهاتف لتبعده هى بسرعة واردفت بتحذير
- لو حذفتها بجد هزعل منك
أماء لها بالنفي لتعطي له الهاتف لينظر هو إلى الصورة وابتسم وهو يرى نفسه وهو نائم وعلى وجهه تلك الأشياء التى وضعتها هى بينما تجلس حوراء بجواره تبتسم باتساع على ما فعلته
ظل يقلب بالصور وترتسم ابتسامة بسيطة على وجهه وهو ولأول مرة يراها فهو كل ما يفعله بالهاتف المكالمات ورؤية الأعمال التى عليه فقط
اردفت حوراء بضحك
- شكلك جميل اوى
نظر لها وضحك بخفة وأعطاها الهاتف مردفا
- صدقيني لو حد شاف الصور دى مش هيكفيني موتك
اردفت حوراء بجدية مضحكة
- صورك ف بير ياذئب باشا
ضحك على ملامحها واردف بجدية مصطنعة
- مش عايز اسمع صوت يا سمو الملكة ورايا شغل كتير
كبتت حوراء ضحكتها وأومأت له ليبتسم وهو يهز رأسه بخفة ونظر إلى الأوراق مجدداً لتبتسم حوراء بمكر وفتحت كاميرا الهاتف وظلت تلتقط له بعض الصور بدون أن يدرك
نظر لها ريان لتنزل الهاتف بسرعة ليردف بمكر هو الآخر
- كفاية صور يا حبيبتي
ضحكت حوراء ثم نهضت فجأة وكأنها تذكرت شئ ما واردف
- هو إياد ف الشركة صح
أومأ لها لتردف بسرعة
- عايزة اروح عنده
= طيب استنى اخلص الورق واوديكي عنده
هتفت حوراء بتذمر
- لا انت معاك ورق كتير انا هروحله متخفش اللى يسأل ميتوهش
تنهد ريان ثم اردف
- طيب
خرجت حوراء من المكتب ليتنهد ريان وعاد الحزن يكتسي ملامحه
ظلت حوراء تسير هنا وهناك وتنظر حولها بإنبهار من فخامة وضخامة الشركة والعمال الذين يعملون كالآليين بدون خطأ
تقدمت نحو إحدىالفتيات وهتفت بتساؤل
- تعرفي مكتب إياد فين
نظرت لها شيماء لتعلم بأنها زوجة الذئب لتردف بإحترام
- تقصدى الأستاذ إياد عبد القادر
أومأت لها حوراء لتشير لها شيماء لمكان ما مردفة
- فى المكتب دا يا هانم
شكرتها حوراء وسارت نحو المكتب لتقرر مفاجأته لتفتح الباب فجأة وهى تردف
- أميــري
نهض إياد من على المقعد بسرعة وهو يردف بحنان
- أميرتى وأميرة حياتى
دلفت حوراء واغلقت الباب خلفها وعانقته بإشتياق ثم ابتعدت عنه وهتفت بمرح
- شكل اميري مشغول
أمسكها من يدها وأجلسها على مقعده واردف بحب
- يخجل الانشغال الحضور في حضرتك
ضحكت حوراء وهتفت وهى تضع وجنتها علىكف يدها
- وإيه كمان
قهقه إياد بقوة لتردف حوراء وهى تضيق عينيها بمكر
- اى سبب لمعة عيونك دى
توقف إياد عن الضحك وحمحم بهدوء مردفا بمرح
- بنت النظرة دى اتعلمتيها من مين
ضحكت حوراء واردفت
- الحياة بتعلم .. المهم انا هجيلك النهاردة بالليل وتحكيلي اللى فاتنى
= مش بكون في الڤيلا
ضيقت بين حاجبيها ليكمل بهدوء
- مبروحش الڤيلا غير لما اطمن على أميراتى وقاعد حاليا فب ڤيلا هشام
ضيقت عينيها مجددا وهى تردف
- رواء؟
أماء لها لتردف
- خلاص هستناك انا بالليل .. انت في مرة غلطت وناديت حد بغير اسمه
نظرلها بإستغراب مردفا
- معتقدش لى
هزت كتفيها واردفت وهى تنهض
- بعدين مش عايزة أأخرك عن الشغل أكتر من كدا
نهض إياد مردفا
- رايحة فين
اجابته ببساطة
- هتمشي في الشركة شوية وبعدها هرجع لريان
اماء لها بهدوء مردفا
- خلى بالك على نفسك
ابتسمت له وغادرت ليجلس هو على المقعد وبدأ بالعمل من جديد
ظلت حوراء تسير بين العمال وهى تبتسم لهم وكانوا يبادلونها الابتسامة باحترام لعلمهم بأنها زوجة رئيسهم
توقفت حوراء وهى تستمع إلى حديث إحداهن مع أخرى ويظهر عليها الغيظ والغيرة
- هى تعرف الاستاذ إياد من فين .. وغير انها قفلت الباب وهو اصلا مبيخليش بت تدخل مكتبه إلا والباب مفتوح وعمره ما بص على وحده اشمعنا هى يعنى ولا علشان مرات المدير
اغتاظت حوراء من حديثها وتوجهت نحوهم للتوتر الفتاة الاخرى وهتفت هى تنظر الى حوراء التى تتقدم نحوهم
- واحنا مالنا يا سها ملناش دعوه ركزى في شغلك بس
هتفت تلك التي تدعى سها
- مليش دعوه ازاى وانتى عارفة اللى فيها
= طب ما تعرفيني انا كمان اللى فيها
صدمت الفتاة ونظرت إلى صديقتها بتوتر لترى الخوف مرسوماً على وجه صديقتها لتذدرق لعابها ببطء والتفتت لترى حوراء تقف خلفها تربع ساعديها وتنظر لها بحدة
حاولت سها التحدث ولكنها لم تستطع لتردف حوراء بحدة
- انا قادرة اطردك بسبب كلامك دا وانك سايبة شغلك بس مش هعمل كدا لإنى مبحبش اقطع رزق حد واحسن لك انتى وهى تروحوا على شغلكم وتركزوا في الشغل بس فهمتوا
انهت حديثها بحدة ليومئوا لها بخوف وغادروا بسرعة لتتنهد حوراء واكملت سيرها وهى مغتاظه من حديث تلك الفتاة لتظل تسير بالشركة وهى تتفحص كل إنش بها وبعد وقت عادت إلى ريان مجدداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت كيان
- اهلا يا غيث اتفضل
دلف غيث واردف بمرح.
- بقولك اى ياكوكو اخوكِ مش موجود صح
اومأت له وهى تضحك ليردف
- ابقي ادخل المطبخ براحتى بقى واشوف مراتى كمان هى فين
ضحكت كيتن وهى تردف
- في اوضتها هروح اجيبها
- تمام
ثم ذهب نحو المطبخ بينما ذهبت هى لتحضر ليان والتى كانت على علم بمجيئه لتردف كيان بصدمة
- وهو عامل نفسه مش عارف حاجة
ضحكت ليان وهى تتأكد من أناقتها أمام المرآة
- لازم يا كوكو
- يا بت فين خجل البنات ولا مبتسمعيش عنه
= بسمع والله وبشوف فيديوهات عنه علشان اتعلم بس زى ماانتى شايفة كدا مفيش فايدة وبعدين هيفيدنى ب إيه الخجل دا وهيجيني من فين اصلا دا انا اعرفه من وانا طفلة
هزت كيان رأسها بخفة مردفة بضحك
- مدلوقة اوى انتى يا ليان فاكرة أيام ...
واكملت وهى تقلد ليان بطريقة مضحكة
_ لا انا مش بحبه وبكرهه ومش عايزى اشوف وشه لانى بحس بالغثيان و..
قاطعتها ليان وهى تضع كفها على فمها وتردف وهى تنظر نحو الباب
- بس بس فى اى دا لو سمعك مش بعيد يطلقنى وبعدين دا كان زمان وجبر ياكوكو انسي
ضحكت كيان وابعدت كف ليان عن فمها مردفة
- انسي اى حرام عليكي دا أنتِ كنتِ بتصحيني فنص الليل وتقعدى تعيطي وتشكيلي وانا ياعيني بكون نايمة على نفسي وفي الآخر انسي انا لو اعرف انكم هتبقوا زى السمنة على العسل كدا مكنتش هعبرك ولا هسمعك وانتى بتبكِ واقعد اديكي فـي المناديل
امسكت ليان بذراعها مردفة
- طيب يلا هلشا وحشنى
ضحمت كيان وترجلوا الدرج وكان غيث ببهو القصر وما إن رآها حتى فتح ذراعيه لتترك هى كيان وركضت نحوه وعانقته
لتردف كيان بمرح وخجل
- ايه راعوا انى سنجل
ابتعدت ليان عنه لتكمل كيان
- بت انتى امتى هتتقلي
اردف غيث بمرح
- أنتِ من نوع الصحاب اللى بتحرض صحبتها على جوزها
- أبداً دا انا بريئة
هتفت بها كيان وهى تحرك اهدابها سريعاً بطريقة مضحكة
ليتحدث غيث وهو يجلس على احدى المقاعد ملتقطاً قطعة من الطعام الذى أمامه
- طيب تعالوا ناكل ونتفرج على فيلم انا هربت من الشغل النهاردة
لتجلس الفتاتان بجواره وظلوا يشاهدون أحد الأفلام وهم يتناولون الطعام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تؤلمك الخدعة إنّما يؤلمك الإحساس بالحماقة، لا يكسرك الإكتشاف بأنّ الوجهة كانت خاطئة بل الوقت الذي أمضيتهُ سائرًا في طريقٍ كنتَ تظنّهُ صحيحًا، لا تُبكيك الخيبة، تُبكيك الثقة العمياء.
- يعني إيه مهمة
هتف بها بيجاد ببلاهة وهو ينظر إلـى اللواء اسماعيل
هتف اللواء بحدة
- ما تركز يا سيادة المقدم بقولك معاك مهمة بعد 3 أيام يا ريت تجهز كويس ومفيش حاجه تشغلك عن المهمه دى لإنها صعبة ومش هتتحمل أي خطأ او تهور انت عارف سعيد المنصورى ومتاجراته فى المخدرات والسلاح وغير البنات ودايما بيخلى رجالته تمشي الشغل بس المرة دى هو هيعملها بنفسه
اردف بيجاد بثقة
- مفيش حاجه تصعب على بيجاد الكيلانى أو أسد المخابرات ياسيادة اللواء اعتبر المهمة نجحت من دلوقتى
- متستهونش بعدوك يا بيجاد انا واثق ومتأكد انك هتفوز بس لو جه الفوز مع عدد خسائر كتير يبقي ملوش لزوم الفوز
واه متنساش البنات التعامل يكون لطيف معاهم لإنهم بالأساس بيكونوا مخطوفين وبتبقي حالتهم صعبة مش عايز أى تصرف عنيف معاهم وتنبه رجالك بالكلام دا
أماء له بيجاد واردف
- الملف يا سيادة اللواء
اعطاه اللواء ملف باللون ومعه كارت باللون الأحمر ليبتسم بيجاد بخفة ليردف اللواء
- اكيد عارف ان الكارت الأحمر بيرخصلك انك تقتلهم بدون تردد أو شفقة ومش هتتعرض لأى محاسبة قانونية
أماء له بيجاد مرة اخرى ثم اردف بمرح
- يلا سلام يا سيادة اللواء اسماعيل يا عسل
وخرج ليضحك اللواء بخفة وهو يهز رأسه بيأس من هذا البيجاد…
خرج بيجاد من المقر وصعد سيارته ووضع الملف بجواره وتنهد وهو يفكر .. أحان الوقت لإخبارها؟! ماذا ستكون رد فعلها بالتأكيد لن تكون جيدة وخصوصاً بشخصية فتاة مثل صبا .. قام بتشغيل محرك سيارته وانكلق نحو الڤيلا وهو يقرر إخبارها وليحدث ما يحدث…
أوقف السيارة أمام الڤيلا وترجل منها ثم دلف إلـى الداخل ويردف
- سمرتى .. صبايا
أتت صبا ركضاً من الأعلى وعانقته ليردف بمرح
- وحشتك بالسرعة دى
اومأت له ليضحك بخفة وعانقها هو الآخر مردفا بحب
- وانتى كمان وحشتيني
ابتعد عنها ونظر فى عينيها لتشعر بأنه يريد قول شئ لتبتسم بخفة وهى تردف
- سامعة
نظر لها بإستغراب لتكمل
- قول اللى عندك سامعة
تنهد بخفة ثم أحاط كفها بين كفيه وضغط عليه بخفة ثم أردف بهدوء وحذر مستعداً لأى رد فعل يخرج منها
- انا مش بشتغل فى الشركة
ووضع يده الأخرى فى جيب بنطاله وأخرج بطاقة ما وأعطاها لها لتنظر هى له بتعجب والتقطت منه البطاقة ونظرت لما تحتويه لتتسع عينيها بصدمة شلت أطرافها وهى تردد ما تقرأه عينيها
- ظابط مخابرات
رفعت نظرها نحوه وهى تطالعه بصدمة وحزن ليهم بيجاد بالحديث ليشرح لها الأمر ولكنه وجدها تسحب يدها من يده لينظر لها مردفا
- صبا اسمعيني الأول مينفعش تحكمى عليا من غير ما تسمعيني
امتلأت عينيها بالدموع وتراجعت خطوتين إلـى الخلف وهى تطالعه بصدمة
ليردف بيجاد وهو يحاول الإقتراب منها
- صبا اسمعيني الأول متعمليش كدا
اردفت صبا بهدوء مريب
- مش عايزه اسمع حاجه سيبنى لوحدنى
اردف بيجاد بحزن
- يا صبا صدقيني انا كنت مجبور
صرخت صبا بغضب وإنهيار
- انت كداب مش عايزة اسمع منك حاجه .. انت خدعتنى قولتلى إنك بتشتغل فى الشركة يا ترى مكنتش واثق فيا يا حضرة المقدم ولا اى السبب
- صبا اهدى وهقولك السبب
ازالت دموعها بعنف وهتفت
- تمام اهو واقفة قولى اى السبب اكدب يلا وانا هصدقك زى الهبلة اللى مفهاش عقل ولا بتفكر يلا اهو بديك فرصه انك تكدب
اردف بيجاد بحدة خفيفة
- صبا انا مبكدبش انا فعلا بشتغل فـي الشركة بس فـي وقت الازمات انما شغلى هو ظابط مخابرات والسبب اللى خلانى اخبي عنك هو أنتِ
اشارت نحو نفسها وهتفت بسخرية
- انا السبب اللى خليتك تخفي عنى حقيقة شغلك
اجابها بيجاد بجدية
- ايوا .. لإنى لو قولتلك على حقيقة شغلى قبل جوازنا كنتى هتموتى .. وكان اللى هيقتلك
صمت لدقيقة وهو ينظر لها وأكمل
- أنا .. انا اللى كنت هقتلك .. ولو مكنتش انا كانت المخابرات هتقتلك .. المخابرات السرية متقدرش تخاطر لإن محدش يضمن اذا علاقتنا هتكمل ونتجوز فعلا ولا لا .. افهميني انا خبيت عنك علشانك .. علشان احميكي
هتفت وهى تزيل دموعها التى كانت تهبط بدون توقف
- واى السبب اللى خلاك تقولى
نظر لها بإستغراب لتكمل
-مااهو أكيد لو كنت عايز تقولى كنت قولتلى من أول يوم اشمعنى دلوقتى .. اى السبب
نظر لها وأجابها
- كنت مستنى الوقت المناسب
ضحكت بسخرية وهى تردف
- واى اللى ميّز الوقت دا أو النهاردة علشان يكون هو الوقت المناسب
اردف بيجاد بهدوء
- صبا انا قولتلك على شغلى فملوش داعى أسئلتك الغير منطقية دى .. وكمان ميحقلكيش انك تزعلى انا عملت كدا علشانك مش علشان حد غيرك
قضمت صبا شفاهها السفلية وهى تنظر له ثم تقدمت منه ووقفت أمامه وهى تطالعه بغضب وقبل أن يتحدث وجد ضربه قوية سددت له أسفل معدته ليبتعد إلـى الخلف بألم
لتردف صبا بغضب
- دى علشان كدبت عليا وطريقتك المستفزة فى الكلام ولسه اللى جاى يا بيجاد الكيلانى اذا ما علمتك الأدب مكونش انا صبا
وصعدت إلـى الأعلى حيث غرفتها بينما جلس بيجاد على مقعد بألم وهو يردف بوعيد وصوت مرتفع
- مااشي ياصبا ماشي مصيرك تيجي تحت ايدي وهكسرلك رجلك دى، يخربيتك
جاءه صوتها الغاضب من الأعلى
- وريني اللى تقدر تعمله ودا ولا حاجه يا سيادة المقدم صبرك عليا
ثم استمع إلـى صوت إرتطام الباب بقوة ليردف بسخرية
- وانا اللى كنت فاكر هتزعل زي باقي البنات وهتستنى انى أصالحها .. دا أنا متجوز صاحبي يخربيتك مش رجل بنت دى
وجد هاتفه يرن ليخرجه من جيب بنطاله ووجده ريان ليردف بمرح
- ريان بنفسه بـ..
قاطعه ريان مع على الناحية الأخرى
- ملوش لزوم كلامك دا .. عايزك تجيلي الشركة
احابه بيجاد بمرح
- والله اللى عايزنى يجيلي
هتف ريان بغضب
- بتقول اى يا زفت
ضحك بيجاد مردفا
- صدقنى مش بهزر انا مش هقدر اتحرك من مكانى لمدة اسبوع
- لى خير
ضحك بيجاد بقوة مردفا
- تعالى عندى وهتعرف
- طيب اقفل وهكون عندك انا وهشام
واغلق بوجهه ليلقي بيجاد الهاتف بجواره وهو يردف
- منك لله يا صبا يا بنت ام صبا
- احترم نفسك يا سيادة المقدم
هتفت بها صبا بغضب ودلفت إلـى المطبخ
وأخرجت لها قنينة ماء من البرّاد وعادت وقبل أن تصعد الدرج وجدته يقف أمامها ينظر لها بغيظ مضحك
أمسكها من خلف عنقها هاتفا
- انتى بنت انتى .. انتى ناسية انى جوزك ياابت
ابعدت يده عنها وهتفت بحدة
- للأسف مش ناسية ابعد عنى وسيبنى فـي حالى أحسن لك لانى مش ضامنة اى حركة هتخرج منى
رأى الحزن بعينيها وتلك الدموع العالقة بأهدابها ليردف بهدوء
- سمرتى صدقيني انا...
لم تدعه يكمل كلامه وتركته وصعدت إلـى الأعلى ليتنهد بخفة وجلس على المقعد هاتفا
- لا دى بتزعل .. اى ياابيجاد مااهى اكيد هتزعل ماهو حقها برضه
وجد ريان وهشام يدلفون إلـى القصر واردف هشام بقلق
- اى مش قادر تتحرك لى حصل حاجه
جلس ريان أمامه وهو ينظر له منتظراً إجابته ليخبرهم بيجاد بما حدث ليكبت ريان وهشام ضحكتهم
حمحم ريان وهو يخفي ابتسامته وهو يفرك ذقنه بإصبعه
- أنت كويس؟
اردف هشام بضحك خفي
- اعتقد إننا لازم نوديه الدكتور
اردف بيجاد بغيظ مضحك
- امشي يلا منك ليه انا غلطان انى حكيتلكم
اردف هشام بدهشة
- يلا بتقولنا يلا
هتف ريان بمكر
- الظاهر كدا انا اللى مش هخليك تمشي باقي حياتك
ابتسم لهم بيجاد ببلاهة ليردف ريان بجدية
- المهم .. امتى المهمة دى
اجابه بيجاد بهدوء
- بعد 3 أيام
ليردف هشام
- وقولتلها ان معاك مهمة
هز رأسه بالرفض هاتفاً
- لا أصالحها الأول علشان ميزيدش زعلها وتقول انت مكنتش هتقولى غير لما جاتك مهمة
نظر ريان نحو الدرج ثم إتكأَ بساعديه على ركبتيه وهتف بأعين تشع خبثاً
- ودى هتكون ورقتك الرابحة علشان تصالحها
نظروا له بإستغراب ليبتسم ريان مكملاً بخبث
- من الظاهر شخصية صبا جامحة بس عاطفية لأبعد حد ودى هتكون طريقتك لمصالحتها .. يعنى هتجرب معاها كل الطرق والمهمة هتكون هى ورقة الجوكر
وقص ما يجب عليه فعله لينظر له بيجاد وهشام بإنبهار بينما رفع ريان رأسه بثقه
نهض بيجاد وعانقه مردفا بمرح
- والله دماغ ثعلب ياخي
ابعده ريان مردفا
- مدح ولا...
اجاب بيجاد سريعاً
- اكيد مدح ياباشا هو حد يقدر يقول غير مدح
نهض ريان وهو يعدل بذلته وكذلك هشام واردف بجدية
- ياريت تكون فهمت اللى هتعمله
= اكيد ياذئب خطوة خطوة
غادر ريان وهشام ليتنهد بيجاد وفرك يديه ببعضهما بحماس مردفا
- دماغ ياباشا لو دخلت المخابرات هتخربها .. لما نشوف اللى ورانا
ثم رفع هاتفه يضعه على أذنه يطلب كعكة لكي يهديها لـصبا…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فـى المـسـاء...
أغلقت حوراء المكالمة بعدما كانت تحادث شقيقها والذى أخبرها بأنـه لا يستطيع القدوم لسبب ما ونظرت إلـى نقـاء التى بين يديها لتراها مشغولة باللعب بأصابعها الصغيرة لتبتسم وقبلت وجنتها برقة وظلت تنظر لها بشرود
نظرت نحو باب المرحاض لترى ريان يخرج منه وهو يرتدى بنطال فقط ويتقدم نحوها
اردف ريان وهو يعبث بشعر الطفلة
- لو تعبتى اخدها منك
هزت رأسها بالرفض مردفة
- لا هى هتنام كمان شوية
نظر لها بتساؤل لتضحك بخفة مردفة ببساطة
- معاد نومها قرب
أومأ لها بخفة وقبل رأسها بحنان ثم تنهد بحرارة وكأنه يحمل هموم الدنيا على عاتقه ثم ابتعد عنها وامسك حاسوبه وجلس على المقعد المقابل للفراش ووضع اللاب على قدميه وبدأ بالعمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس على فراشها الوردى وهى تمسك بتلك الورقة بين يديها وتقرأ ما بها للمرة التى لا تعلم عددها
- ربما تكونين حلماً صعب الوصول إليه، لكنني فارسولا يهاب الصعاب
تنهدت بخفة ووضعت الورقة بجانبها وأمسكت رأسها بين يديها وهى تريد إزالته من ذهنها ولكن لا تستطيع وهذا أكثر ما يغضبها…
قاطعها صوت رنين هاتفها لتعقد حاجبيها بإستغراب وهى تتساءل من الذى يتصل بهذا الوقت
التقطت هاتفها ونظرت بـه لتراه رقم غير مسجل لتزداد غرابتها لتجيب عليه ووضعت الهاتف على أذنها وصمتت
ظلت دقيقة صامتة لا تستمع إلا لصوت أنفاس مضطربه هزت رأسها بيأس ثم أغلقت الهاتف وهى تقنع نفسها بأنه من الممكن أن يكون بالخطأ
ولكن قام الرقم بالإتصال عليها مجدداً لتزداد ضربات قلبها وشعرت بالخوف
نهضت وهى تنوى الذهاب لأخيها ولكنها توقفت عندما تذكرت أن الساعة متأخرة من الليل ولا يصح الذهاب له الآن…
امسكت هاتفها وامتلأ جبينها بحبات العرق من فرط توترها لتتوجه نحو شرفتها ووقفت بها تتنهد بهدوء وهى ترى بأن المكالمة قد انتهت
ارتجف جسدها عندما أصدر هاتفها صوت رنين مجدداً لتأخذ شهيق قوى ثم زفرته ببطء ووضعت الهاتف على أذنها بعدما أجابت
ظلت صامته ولم تستمع إلا لصوت انفاس لا تعلم لما ضربات قلبها تتزايد بهذا الشكل...
كادت أن تتحدث وتعنف هذا المتصل المجنون كما لقبته بداخلها ولكن توقفت أنفاسها وازدادت ضربات قلبها بشكل مخيف عندما استمعت إلـى صوته
- اشتقت لكِ صغيرتي
اذدرقت لعابها بصعوبها وهى تميز هذا الصوت جيداً وهذا اللقب الذى لا يقوله لها أحد سواه ظلت صامته بينما صوت أنفاسها يتعالى مع مرور الوقت
- اشتقت لكِ كثيراً
مررت يدها على خصلات شعرها وبعثرته بقوة تريد أن تغلق ولكن لا تعلم ما الذي منعها، ربما لأنها هي أيضًا تشتاقه!
جاءها صوته الهادئ والشبه هامس من الناحية الأخرى
- لقد بعثرتي مشاعرى مع خصلات شعرك يا صغيرتى
اتسعت عينيها بصدمه وتقدمت للأمام وهى تنظر حولها ولكن لم تستطع أن تراه فقط ترى رجال الحراسة
حركت شفتيها وهتفت بصوت مرتجف
- انت .. انت
قاطعها وهو يردف بهيام
- انا أعشقك
سرت قشعريرة بكامل جسدها واضطربت أنفاسها لتدلف إلـى غرفتها بسرعة وهى تغلق باب الشرفة
هتفت بصوت مرتجف وهى تستمع إلـى ضحكة خفيفة منه
- عايز اى
تنهد زيد من الناحية الأخرى حيث كان يقف بعيداً عن القصر حتى لا يراه أحد رجال ريان ويستند بظهره على سيارته ينظر إلـى شرفة كيان التى أغلقتها واردف بهدوء
- لا شئ أردت رؤيتك وسماع صوتك فقط
مسحت كيان على وجهها وهتفت
- ابعد عنى لو سمحت ان.....
قاطعها وهو يردف بهدوء
- سأرحل
ضيقت بين حاجبيها وكانت تريد أن تسأله إلـى أين ولكنها هتفت بجمود ظاهرى
- ودا المطلوب
استمعت إلـى تنهيدة قوية ثم خرج صوته متعبا
- ألن تسألي إلـى أين ولم؟
اذدرقت لعابها بصعوبة مردفة
- لا
اردف زيد وكأنه لم يسمع إجابتها
- حسنا .. انهيت صفقتي أمس وسأعود إلـى إيطاليا صباحاً .. إلـى اللقاء صغيرتي
وأنهى المكالمة لتلقي كيان هاتفها على الفراش ووضعت يدها على موضع قلبها مردفة بغضب مغلف بالحزن
- طب ما يمشي دا الأحسن مالك بقى
وظلت تضرب على موضع قلبها الذى بدأت نبضاته تؤلمها لتتوقف وهى تزيل دموعها التى أغرقت وجهها
خرجت للشرفة مجدداً وهى تنظر بأرجاء المكان لعل وعسي أن تراه ولكن لا تستطيع أن ترى سوى الظلام والحرس والسور الذى يحيط بالقصر…
استمعت إلـى صوت رنين هاتفها لتذهب نحوه بسرعة لتجده هو لتتنفس بهدوء ولم تجب عليه وتوجهت للشرفة مجدداً وجلست على المقعد الذى بها وأسندت رأسها على حافة الحاجز وشردت لبضع دقائق وهى تظن بأنه رحل.
أفاقت من شرودها على صوت الهاتف لتلتقطه ووضعته على اذنها وكادت أن تتحدث بغضب ولكن قاطعها صوته الهادئ وهو يردف
- ما زلت هنا تريدين شيء ؟
نظرت حولها ليبتسم هو من الناحية الأخرى وهو يراها تلفت حولها ليجيبها بهدوء
- لن تستطيعي أن تريني ولكن إن أردتِ سآتِ إليكِ
توقفت عن النظر حولها وهتفت بحدة
- تيجي فين أنت اتجننت دا لو حد شافك هيكون فيها موتك
اتسعت ابتسامته واردف بعشق خالص لها
- هل تخشين علىّ من الموت الآن
توترت قليلاً ثم هتفت بسخرية
- لا بل أخاف على الموت منك
قهقه زيد بخفة مردفا
- أوه تتحدثين الآن بطريقتي هذا شئ جميل .. أحببته .. وأيضاً لا أمانع الموت فى تحقيق طلباتك صغيرتى فإنها علىّ أوامر
ثم صعد برشاقة فوق سيارته ورفع يده عالياً مردفا
- انظرى على يسارك
نظرت كيان على يسارها ولم ترى شئ لتردف بسخرية
- اى عاجبك الشجر.....
توقفت عن الحديث وهى ترى ضوء سيارة وظل فوقها ليردف زيد
- لقد رأيتنى إذاً
اردفت كيان بحدة وغضب من نفسها قبل أى شئ
- زيد ا...
قاطعها زيد وهو يردف بعشق
- كنت أعلم أن اسمي جميل، لكن الآن تأكدت
ابتلعت باقي كلماتها خجلاً ليقهقه زيد من الناحية الأخرى هاتفا
- أتمنى لو استطيع أن أرى خجلك الآن صغيرتى
أمنيتي الوحيدة أن أتأمل وجهك كل ثانية بـيومي بدون ملل
التفتت كيان وكادت أن تدلف إلـى الداخل ولكنها توقفت عندما استمعت له يردف بسرعة
- حسناً حسناً سأصمت فقط ابقي قليلاً بعد
ابتسمت بخفة ودلفت للداخل وأغلقت المكالمة بوجهه ليتنهد زيد وظل جالساً فوق سيارته ينظر لشرفتها يتمنى لو تخرج مجدداً ، أعاد الإتصال بها كثيراً ولم ترد ليظن بأنها خلدت للنوم ليبقي جالساً بمكانه يعلق بصره على شرفتها وشارد الذهن بها
بـعـد دقـائـق...
انتفض زيد واعتدل فى جلسته فوق سيارته وهو يراها تخرج للشرفة مجدداً وتحمل بين يديها كوب ترتشف منه ليبتسم بخفة وهو يشعر بالأمل يضئ بداخله بأنها من الممكن أن تبادله شعوره ولو قليلاً
أما عنها فهى أعدت لنفسها كوب مشروب دافئ وعادت لشرفتها ظنت بأنه رحل ولكنها تفاجأت بوجوده شعرت بالسعادة بداخلها لتنكر هذا الشعور وهى تقنع نفسها بأنها تريد أن تستنشق هواء نقي وهذا سبب تواجدها بالشرفة لا أكثر….
التقط زيد هاتفه وقام بالإتصال عليها وهو ينظر لها ليراها تنظر لشاشة هاتفها ولاحظ تلك الابتسامة البسيطة التى تزين ثغرها ووضعت الهاتف بجانبها بدون أن تُجيب ولكن ابتسامتها تلك جعلت من قلبه طائراً يرفرف بجناحيه فى عنان السماء وهو يغرد بفرحة وسعادة لا مثيل لها
أصدر هاتفها إشعاراً لوصول رسالة ما لتقرأ ما بها وابتسمت بخفة
- سأروى لكِ قصة ما رأيك
وضعت الهاتف بجوارها لتستمع لصوت قدوم رسالة أخرى
- بالتأكيد تشعرين بالملل لهذا ساروى لكِ قصة
هزت كيان رأسها بيأس وهى تبتسم لتراه يقوم بالإتصال عليها لتجيبه بعد ثوانٍ وأردفت بطريقته
- هل تجيد قص القصص
حك زيد شعره من الخلف هاتفا
- بصراحه لا .. ولكن لا بأس سأتعلم لأجلك اسمعيني وبعدها أخبريني إذا كنت أجيد ام لا
ضحكت كيان بخفة مردفة
- اوك
صمت زيد لثوانٍ ثم هتف بسرعة
- أتذكر قصة اسمها سندريلا أرويها لكِ
أمالت رأسها للجانب ورآها هو ليردف بحماس
- حسناً لنبدأ
وبدأ برواية لها قصة سندريلا رغم علمها بالقصة إلا أنها وافقت وتضحك بين الحين والآخر لطريقة سرده المميزة والمرحه بعض الشئ ..
ضحكت كيان بقوة ووضعت يدها على فاهها تكتم ضحكتها بصعوبة وهى تردف
- لحظة بس سندريلا موقعتش على السلم
تاه زيد بين ضحكتها ثم اردف بهدوء يحاول إخفاء مشاعره التى تبعثرت مع سماعه لسمفونيتها
- إذا ما الذى أسقط حذائها؟؟
أجابته بلطف ورقة
- هذا فقط لتسير القصة بشكل أجمل ومشوق للأطفال
اردف زيد بهمس وهو يبعثر شعره بيده
- رقتـكِ تقتلني يا صغيرتي
ضيقت كيان حاجبيها واردفت
- إيه؟
اجاب زيد سريعاً فهو لا يريد أن يخجلها يكفي بأنها بدأت تتحدث معه ولو قليلاً
- أقصد ليس من المنطقى أن يسقط حذائها هكذا بدون سبب وهو مصنوع على قدمها
هزت كيان كتفيها واردفت
- ومش منطقي برضه ان فى حاجه اسمها العرافة الطيبة
صمتوا لثوانٍ لتردف كيان ببعض التردد
- هتسافر إيطاليا
تسارعت نبضات قلبه واردف بهدوء
- أجل، لأجل العمل
اردفت كيان بمرح لتجاهل شعورها بالحزن
- لي بتتكلم فصحى
ابتسم زيد بخفة مردفا
- عندما تعلمت العربية تعلمتها بالفصحى، لذا العامي صعب علي قليلًا
ثمت قليلًا ثم تنهد قائلًا
_ سأشتاق لكِ
ارتبكت كيان وهتفت بتوتر
- هروح انام تصبح على خير
أردف زيد سريعاً قبل أن تغلق
- لا انتظرى .. لن أقول شئ مجدداً فقط سنتحدث
= ماشي
ابتسم زيد باتساع وظل يتحدث معها بينما هى لا تتحدث سوى ببضع كلمات قليلة فقط ولكن هذا بالنسبة له كثير جداً فهو جُل ما يريده إشباع سمعه بسمفونتيها...
لم تمل كيان من حديثه بل كانت تستمع له بكل حواسها .. تلك الرهبة التى كانت تشعر بها إتجاهه اختفت تماماً .. بحة صوته الرجولية مميزة للغاية تقسم بأنها تستطيع تمييزة من بين الآلاف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفرج عـن عينيه ليشعر بشئ ما فوق صدره وما إن نظر حتى وجدها تلك النقـاء تنـام فوق صدره بسلام
ابتسم بخفة ثم حملها برفق ووضعها على الفراش وقبل وجنتها المكتنزة بخفة ليستمع إلـى صوتها وهى تدعو الله..
نقل بصره نحو الصوت ليراها تجثي فوق سجادة الصلاة ترفع كفيها إلـى الأعلى وهى تدعو بكل ما تريد ولاحظ أن كل أدعيتها مُعلقة بـه .. ابتسم .. ولم تدم ابتسامته طويلاً وحول بصره لنقـاء التى بجواره وتنهد بخفة..
التفت برأسه بسرعة ليجدها تقف بجواره تطالعه بقلق مردفة
- انت بخير .. كنت بنادى عليك
قبل كف يدها التى على كتفه ونهض مردفا
- كنت سرحان شوية
ثم توجه نحو المرحاض لتدعوا لتجلس حوراء على الفراش وداعبت شعر نقـاء وهى تبتسم بخفة حقاً تتمنى أن ترزق بطفل منه...
اردفت حوراء بتمنى
- بتمنى من ربنا انه يرزقنى بطفل معافى صالح يعمل بما يرضي الله و يخشاه .. يتقي الله فـى كل شئ ويتخذ الرسول الصادق الأمين قدوة له
تعرفى أنا متحمسة جداً إنـى أربي طفل وأحفظه القرءان الكريم وأفضل احكيله عن الرسل ومعجزاتهم والمصاعب اللى واجهتهم وازاى واجهوها بثقتهم وحسن ظنهم بالله .. هخلى ياخد الرسول قدوته ويمشي على خطاه وينفذ وصاياه ..
تنهد وهى تردف من أعناق قلبها
- اللهم يا من بشرت زكريا بـيحي ارزقنى ذرية صالحة يا رب العالمين
كان يستمع لها من داخل المرحاض ليتنهد بقوة وقرر إخبارها ليخرج من المرحاض ووقف أمامها لتنهض حوراء ووقفت أمامه تنظر إلـى ملامحه الخالية من المشاعر بقلق
أردف ريـان بهدوء وهو يمسك كف يدها
- حورائي انتى عارفة ان كل شئ محسوم ومصيرنا اتكتب قبل ما نتولد ولا مجال للفرار منه
شعرت حوراء بالقلق من حديثه ولكنها أومأت له بخفة ليكمل بهدوء
- وكل حياتنا فـى الدنيا بتبقي إختبار وبلاء من الله .. والعبد يا إما شَكَر أو ...
صمت يحثها على التكملة لتردف حوراء بهدوء
- أو كَـفَـر
أومأ لها ثم سحب كمية اكسجين إلـى داخل رأتيه ثم زفرهم بهدوء وأكمل مردفاً وقد اكتس الجمود ملامحه
- حوراء أنا مبخلفش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية