رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم منة جبريل
الرابع والعشرون
افرج عن زرقاوتيه ليرى بأنـه ليس بغرفته لينظر حوله ليعلم بأنـه فى غرفة فندق من هيأة الغرفة، نظر إلى الفراش ليجدها غافية عليه، بينما هو فقد كان على مقعد بجوار الفراش.
نهض والتقط سترته التى كانت أرضاً وتأكد من ما يخبأه بها ليتنهد بيأس هامساً
- ضاعت ليلة
أكمل وهو ينظر لها
_ شكلها هتغلبني
ليرتدى سترته سريعاً وكاد أن يخرج ولكن توقف عندما استمع إلـى صوتها
- إلـى أين بيجاد؟
لم ليتفت لها واردف بهدوء
- سأذهب للعمل
وغادر سريعاً بدون أن ينتظر رد منها وصعد سيارته وانطلق نحو ڤيلته
دلف اليها وهو يتمنى أن تكون مازالت نائمة ولكن لم يقف الحظ معه حيث وجدها تجلس على مقعد فى بهو الڤيلا تضع قدما فوق الاخرى وهى ترتشف مشروب دافئ ببطء وعيناها تتفحصانه بدقة
ابتسم واقترب منها وقبل وجنتها مردفا
- صباح الجمال
نظرت له وهتفت بهدوء مريب وكأتها لم تستمع إلـى ما قاله
- كنت فين
حك حاجبه بإبهامه وهو يردف
- فـي الشركة
- وايه اللى رجعك طالما أنت فـي الشركة
ثم نظرت له من أعلى لأسفل مردفة
- ومش معقول تكون روحت الشركة وانت بحالتك دى
فقد كان شعره مشعث وملابسه غير مهندمة ليردف بيجاد بثبات
- اكيد أنا روحت بحال أفضل من كدا بس حسيت بخنقة وبوظت كل حاجه علشان كدا رجعت
ارتشفت من فنجانها وهى تومئ بخفة وعيناها مثبتة على نقطة وهمية ليقبل بيجاد جانب رأسها ونهض وهو يردف
- هغير هدومي بسرعة
بعد رحيله نظرت إلـى مكانه لتجد هاتفه لتلتقطه وحاولت فتحه ولكنها وجدت كلمة مرور عليه لتظل تفكر قليلاً ثم اتتها فكره لتضع الأرقام وانتظرت قليلا ليلغي القفل بالفعل
لتبتسم بخفة فكانت كلمة المرور هى تاريخ يوم لقائهم .. اختفت ابتسامتها سريعًا فهذا ليس وقته يا صبا، ركزي...
تفحصت الرسائل والمكالمات ولكنها لم تجد ما يثير للشك
لتتفحص إيميله الخاص لتجد أنه أيضًا لا يوجد عليه سوى الأعمال لتغلق الهاتف والقته بجاورها وهي تأنب نفسها لأنها شكت به ولأنها أيضًا قامت بالبحث بهاتفه وهذا لا يصح ابداً
وجدته يهبط الدرج وقد أبدل ملابسه بالفعل وجلس بجوارها والتقط هاتفه لتفاجئه هى بحديثها عندما أردفت
- دورت فيه
ضيق بين حاجبيه مردفا
- ليه
هزت كتفيها وهى ترتشف من فنجانها
- لإنى شكيت فـي حاجة وحبيت اتأكد
تفاجأ من صراحتها ليردف بضيق
- واتأكدتي من شكوكك
أومات له مردفة
- اممم وكويس طلعت شكوكي مش صحيحة
ثم رمقته نظرة غامضة وصمتت ليتأفف بيجاد وهو ينهض مردفا بضيق
- تمام رايح الشغل عايزة حاجة
هزت رأسها بالنفي ليغادر وصعد سيارته وانطلق نحو الشركة ليرى اذا كيان كانت تريد مساعدة ما...
بينما هى فنهضت وتوجهت نحو غرفتها وهى تتذكر أنها عندما استيقظت شعرت بألم شديد برأسها ولم تجده أيضا لتتساءل أين هو فى هذا الوقت الباكر وقامت بصنع مشروب آخر لها حتى يخفف ألم رأسها ولو قليلاً وجلست منتظرة قدومه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت حولها وهى تهتف بتساؤل
- احنا فين
همس بجوار اذنها
- فى الغردقة
نظرت له وهى تتساءل
- وجبتني هنا ليه، أنا قولت عايزة اروح القصر
احاط كتفيها وحثها على السير معه مردفا
- قولت نغير جو أحسن ونقضي يومين حلوين في الغردقة وبعدها نرجع
هزت رأسها بيأس منه ولكنها شهقت بسعادة عندما رأت البحر أمامها ليقهقه هو مردفا
- اظن إني مغلطتش لما جبتك هنا
ثم أشار لها على ڤيلا رائعة تخطف الأنظار بجمالها مكملا حديثه
- دى الڤيلا اللى هنقعد فيه
انبهرت بتصميمه وألوانه المبهجة وصفقت بيديها ثم هتفت بمرح
- انت عندك ڤلل كتير ما شاء الله
قهقه علي حديثها هاتفا
- هذا من فضل ربي
لتمسك بيده ونظرت له بلؤلؤتيها السوداء مردفة
- يلا نتمشي على البحر
ابتسم بحب لها مردفا وهو يقبض على كف يدها
- يلا
وبالفعل ظل يسيران معاً على الشاطئ حيث كان المكان خاليا تماماً حتى غربت الشمس ليجلسا على الرمال وأسندت رأسها على كتفه وهو أحاط كتفيها بذراعه وبقيا يشاهدان هذا المنظر الخلاب والرائع حيث بدا البحر وكأنه يبتلع الشمس بين ميائه
هتفت حوراء بخجل
- أنا جعانة
نظر لها بطرف عينه ليردف بعدها
- دى مصيبة بقى محدش فينا بيعرف يطبخ
اعتدلت في جليتها ونظرت له مردفة
- هنعمل ايه
ابتسم بخفة وقرص وجنتها المحمرة هاتفا
- اكيد الذئب عمل حسابه واتعلمت كام حاجه كدا
ضحكت عليه مردفة
- هو مين المفروض أته يتعلم
- اكيد مش أنتِ لإنى مش هسمح إنك تتعبي نفسك
هتف بها ببساطة وفاجأها عندما حملها بين ذراعيه ونهض بها متوجها نحو الڤيلا لتضحك هى بسعادة كبيرة لأنه بجوارها
دلف بها إلـى الڤيلا لتنبهر بتصميمها من الداخل واردفت بمرح
- هو انا كل شوية هقعد انبهر كدا مش هينفع
ضحك بخفة وأنزلها بحذر، وما إن ابتعد عنها أحست بدوار فجأة ووقفت وأمسكت برأسها ليقترب هو منها سريها هاتفا بقلق
- مالك
هزت رأسها بالنفي وهى تبتسم له مردفة
- لا مفيش حسيت بدوار بسيط
أمسك بها وسار بها نحو احدى المقاعد واجلسها عليه مردفا
- ارتاحي وهحضرلك اكل وبعدها تاخدى العلاج
أومات له بهدوء ليقبل رأسها ونهض متوجها نحو المطبخ وقام بإعداد طعام صحي سريع وعاد لها
وضعه أمامها ثم بدأ يطعمها وكأنها طفلة بل هى كذلك بالفعل بالنسبة له
بعدما انتهت اعطاها الماء والعلاج لترتشفه بهدوء، بينما ربان كان يتابعها بعينيه مبتسمًا، يقسم أن يجعلهم يومين يعيدان لها طاقتها النفسية والجسدية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اظلمت السماء وأضاءها القمر وزينتها النجوم …
دلف هشام إلـى ڤيلا إياد وهو يصيح
- إياد
أتت رواء وهتفت بهدوء
- مين حضرتك
نظر لها هشام بإستغراب وهو يتساءل " من هذه الفتاة " ولكنه خمن أن هذه هى الفتاة التى من أجلها يبقي إياد الليل عنده ولم يجبها بل قام بمناداة إياد مرة أخرى لتنظر لـه رواء شزرا وقبل أن تتحدث جاء إياد
هتف إياد بجدية وقد كان ما يزال عند شقيقتبه بعد أن تطلبتا منه أن يبقى لبعض الوقت كون الليل ما زال في بدايته.
- اتفضلي جوا يا آنسة
وبالفعل دلفت رواء ليهتف هشام بابتسامة
- احنا عازمين نفسنا عندك بس والله نسيت موضوعها خالص لو كنت فاكر مكنتش جمعت الشباب وجيت
ضيق إياد حاجبيه وهو يردف
- ولا يهمك بس انا مش شايف غيرك
ضحك هشام بخفة مردفا
- ادخلوا يا شباب
جاء صوت بيجاد الذى يردف بمرح
- ادخلوا بيمينكوا يا شباب
ودلف بعده أيهم وكان يحمل نقـاء وغيث وأيان وآسر
رفع إياد حاجبيه مردفا بمرح
- ما شاء الله دى العيلة كلها
جلس بيجاد على أقرب مقعد مردفا
- اكيد يا ابني وبصراحة أنا عازم نفسي على الأكل عندك
جلس بجواره أيان مردفا
- وانا كمان
ضحك غيث مردفا
- والله ياإياد انت صعبان عليا احنا جايين ناخدها سهره بس هما جايين وناويين يخلصوا التلاجة
قهقه إياد بقوة مردفا
- اتفضل انت وهو على ما احضرلكوا الأكل
هتف آسر بهدوء
- ياعم تعالى اقعد احنا مش عايزين ناكل
- لا، عايزين ناكل
كان هذا صوت بيجاد وأيان ليقهقه إياد بقوة ثم اردف وهو يتجه نحو أيهم ويلتقط نقـاء من بين يديه
- هخليها مع البنات
أوما له أيهم ليغادر وصعد إلـى الأعلى متوجها إلـى غرفة أمـه الروحية وطرق الباب ليستمع اليها وهى تأذن له بالدخول
ليدلف وهو يلقي السلام عليها ليجد شقيقتيه وتلك الرواء معها بالغرفة
صرخت آيـة وأريب معا وهم يتوجهون نحوه سريعاً يلتقطون نقـاء من بين يديه وهم يقبلانها وهى تصدر أصوات مضحكة ليردف بإبتسامة
- خلوا بالكم منها بقى
واكمل بحرج
- معلش ياأمى بس الشباب جو طلبوا أكل ممكن تعمليه من إيديكِ
ضحكت امينة وهى ترى خجله لتردف بحنان
- اكيد يا حبيبي واحلى اكل ليهم وليك
كمان
هتفت رواء سريعا
- احم أنتِ ممكن ترتاحى يا خالتو وانا هعمل الأكل
هتفت آيـة مؤيدة
- اه أنتِ ارتاحى وانا ورواء هنعمل اكل
- أنتِ
هتفت بها أريب باستنكار
لتهتف آيـة بمرح
- يا بنتي قصدى هساعدها فـي حجات بسيطة وكدا
هتف إياد بجدية
- طيب اتفضلوا ورايا
نهضت رواء وآيـة وتركوا نقـاء مع أريب وأمينة وساروا خلفه حتى وصلوا الى الدرج نظر لشقيقته مردفا
- لو احتجتوا أى مساعدة نادى عليا
اومأت له بهدوء وأشار لهما ليتحركا إلى المطبخ ثم توجه هو إلـى الشباب وجلس معهم وهو حقا يعتبرهم كأصدقائه وأكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجلس على الفراش وهو ينظر إلـى اللاب الخاص بـه بأعين يتقطر منها العشق و الشغف
تسللت بخطوات قطة ماهرة ولم تصدر أى صوت وجلست برشاقتها بخفة بجانبه على الفراش لدرجة أنـه لم يشعر بها
نظرت إلـى هيأته ثم حركت بؤبؤ عينيها على اللاب لترى صورة فتاة فى قمة الجمال والجاذبية ويظهر أن الصورة تم إلتقاطها بدون أن تدرك وبالطبع علمت من هى
هتفت بإعجاب فهى بالرغم من أنها لم تدرك بأن أحداً يقوم بتصويرها إلا وأنها جميلة جداً
- تمتلك الجمال التركي وبشدة
انتفض وهو يستمع إلـى صوتها ليغلق اللاب مردفا
- منذ متى وأنتِ هنا؟
فتحت رنـا اللاب مجددا وهى تردف
- منذ قليل، أخبرني... متى التقطت هذه الصورة لها؟
نظر زيد إلـى الصورة ثم تنهد بخفة وقص لها كيف قام بالتقاط هذه الصورة
.
.
.
.
كان ينتظر إشارة المرور وهو شارد الذهن بمن أسرته كليًا، تنهد بملل وهو ينتظر إشارة المرور لينظر بجانبه لتتسارع نبضات قلبه وهو يراها
تركز بصرها على إشارة المرور وتضع نظارتها السوداء على عينيها ويا للمأساة!!..
فقبل أن تشبع عيناه من رؤيتها أضاء اللون الأخضر لتقوم بتحريك سيارتها وانطلقت بها لينطلق هو الآخر خلفها
توقف على بعد مسافة جيدة من وقوف سيارتها ليراها تدلف إلـى مطعم من احدى المطاعم التابعة لسلسة مطاعم الذئب
ترجل من السيارة سريعاً ودلف إلـى الداخل خلفها ليراها تتوجه إلـى مكان مخصص بالمطعم وهو منفرد حيث تأخذ هـى حريتها التامة بـه
سار خلفها وقبل أن يصل لها اوقفه بعض الرجال وهتف أحدهم بجدية طاغية
- تؤمر بـحاجه ياباشا
نظر لهم بغضب فكيف لهم بأن يوقفوه ليردف بحدة
- ومن أنت لتوقفني؟
هتف نفس الحارس بجدية
- المكان دا مخصص للهانم ومحدش بيقعد فيه غيرها اتفضل شوفلك مكان غير
لقد علم الآن لما اوقفوه ليبتعد عنهم بصمت وجلس على طاولة كان الحاجز عنه وعن الجناح الخاص بتلك الكيان هو حائط زجاجى
إبتسم بعشق وهو يراها ترتشف من عصيرها بتلذذ وتنظر إلـى شاشة العرض التى أمامها ليقوم بإخراج هاتفه والتقط لها صورة يقسم بأنها من اجمل الصور التى رآها بحياته
ظل يتأملها وهو يراها مرة تتناول من تلك الكعكة التى أمامها ومرة أخرى تقرأ من ذلك الكتاب
يا اللّٰه .. كم هى جميلة ، رقيقة وفاتنة .. يتمنى ان يخفيها عن العالم أجمع.
.
.
.
.
أردفت رنـا بمرح
- انظروا إلى المهووس
نظر لها زيد شزراً لتصحك بخفة ثم هتفت بتذكر
_ آه تذكرت، تحدثت إلى والدي وقال لي بأن أخبرك..
وأكملت وهى تقلد لهجة والدها باللغة الإيطالية
_ عليك العودة سريعاً لتهتم بأمور الشركة فهو سيعتني بوالدته هذه الأيام بسبب مرضها المفاجئ..
هتف زيد بجدية
- وما مرض والدته
هزت كتفيها مردفة
- كالعادة مجرد حرارة مرتفعة قليلاً ولكنك تعلم إنها والدته التى يعشقها بالنهاية ونحن كذلك
أومأ لها بخفة وشرد بذهنه فهو لم ينتهى من عمله الحقيقي هنا إذاً كيف سيعود .. لاحظت رنـا شروده وعلمت بما يفكر ولأنها شقيقته يجب عليها مساعدته
هتفت رنـا بجدية
- أقترح بأن تبقى أنت لتنتهي من أمورك هنا، وأنا سأعود إلى إيطاليا وأهتم بالشركة
نظر لها قليلاً ثم أردف
- حقاً
أجابته مبتسمة بالإيطالية
- تحدث معى بالإيطالية فأنا أشعر بثقل لسانى عندما أتحدث العربية رغم اتقاني لها .. ونعم يمكننى الذهاب ولكن سأظل على تواصل معك حتى اعلم إذا نجحت مخططاتك فى اختطاف قلب تلك الجميلة أم لا، وأعلم أنه سيكون أمر ممتع فأنت وقعت فى حب فتاة تخص الأضلاع المثلث الثلاثة وهذه ستكون حرباً طاحنة بلا شك
تنهد زيد بخفة فهى معها حق ويا لحظه فحين أحب ، أحب فتاة صعب الوصول إليها ، ليردف بهدوء
- حسناً، لكن كفي عن طرد العمال
اردفت رنـا بهدوء
- لا يجدر بهم اغضابي لكي لا يخسروا عملهم ياأخى
أجابها بتذمر
- يا فتاة أنتِ تطردين في اليوم أكثر من عشرين عامل وأنا أشقى حقاً في جمع عمال جدد
هزت كتفيها بعدم اكتراث ليهز رأسه بيأس لتنهض رنـا مردفة
- حسناً سأذهب لتجهيز حقيبتي وسيكون سفري في الصباح الباكر
- شكرا لكِ
هتف بها زيد بهدوء لتبتسم رنـا مردفة بمرح
- أوه لست معتادة على لطفك فأنت دائماً متعجرف ومتسلط، إلّا معها بالطبع
انهت حديثها بغمزة عابثة لتخرج وتغلق الباب سريعاً قبل أن ترتطم بها تلك الوسادة التى ألقاها عليها زيد وصوت ضحكاتها تصل لمسمعه بينما ابتسم الآخر وهو يهز رأسه بيأس من شقيقته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهوا من تناول الطعام وجلسوا يتحدثون فى أمور شتى..
جاء صوت رقيق وهو يهتف عن بعد عنهم
- استاذ إياد
التفتوا جميعا نحو الصوت ليروا فتاة لأول مرة يروها بينما نهض هو وتوجه نحوها سريعا واردف ببعض الجدية وهو يغض بصره عنها
- اتفضلى
لا تعلم لما احمرت وجنتيها وعادت إلـى الخلف رغم أنه لم يكن قريب منها وهتفت بصوت خافت محرج
- القهوة جهزت
أومأ لها لتدلف إلـى المطبخ وعادت بعض دقائق وهى تحمل الصينية وعليها الكثير من أكواب القهوة إلا كوب منفرد عنهم وبـه ناسكافيه
التقط منها الصينية وهتفت بخجل
- عملت لك كوب كابتشينو عارفة مبتحبش تشرب القهوة بالليل
حمحم وهو يردف بهدوء وبعض الحرج فهو لم يسبق له وازداد حديثه مع فتاة عن ثوانِ معدودة وهى ليست أي فتاة
- شكرا لحضرتك
واستدار مبتعداً عنها وهو يشعر بنبضات قلبه التى ازدادت بشكل ملحوظ، بينما هى فقد صعدت إلـى الأعلى عند الفتيات ووجهها يشع إحمراراً فهى أيضا لا تحب الحديث مع الجنس الآخر، خاصتًا هو.
وضع الصينية على الطاولة ليلتقط كل من الشباب كوب من القهوة بينما هو التقط كوب الكابتشينو وهو شارد
هتف أيان بتساؤل
- مين دى
نظر له إيـاد واردف ببعض الحدة
- وانت مالك
رفع أيان حاحبيه بدهشة مـن رده واردف وهو يرفع يديه بإستسلام
- خلاص ملهاش لزوم العصبية
رفع يده الفارغه وفرك جبينه وهو يستغفر ربـه ثم اردف بهدوء
- اعذرنى مكنتش اقصد
هتف بيجاد بمرح
- شكلك مضغوط اوى
ابتسم له إيـاد بخفة وارتشف من كوب النسكافيه ليبتسم بخفة فهو لذيذ بحق...
بعد وقت…
نهض هشام مردفا
- يلا ياشباب
نهض أيهم مردفا
- ايوا فعلا
نظر هشام إلـى إياد وهتف
- هتاجي معانا؟
- اكيد هجيب نقـاء وجاى
هتف بها إياد وهو ينهض واتجه نحو الأعلى وأخذ الطفلة وودع أميراتـه وذهب مع الشباب إلـى الڤيلا الأخرى…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صـبـاحـاً.. بقصر ريـان الكيلانـى...
افرجت عن عينيها وهى تشعر بألم فى رأسها..
لتنهض بتكسال ودلفت إلـى المرحاض وتجهزت للذهاب إلـى الشركة..
قبل أن تخرج من القصر أوقفتها خادمة وهى تعطي لها صندوق هدايا متوسط الحجم وغادرت.. أخذته كيان وخرجت من القصر وهى تقرر فتحه فـى السيارة فهى تأخرت كثيراً..واعتادت على هذا أيضا فهى فـى كل يـوم تتلقي هذه الهدايا من هذا المجهول…
وضعته بالمقعد المجاور لها ثم انطلقت إلـى الشركة..
بـعـد وقـت..
أوقفت سيارتها والتقطت العلبة ودلفت إلـى الشركة ثم توجهت إلـى المصعد.. ظلت تنظر إلـى الهدية وهى تفكر من هذا الذي يبعث لها هذه الأشياء..
فتح باب المصعد لتخرج منه ودلفت إلـى المكتب
ووضعت البوكس على الطاولة وقبل أن تقوم بفتحه قاطعها صوت طرقات على الباب
هتفت بهدوء وهى تجلس على المقعد
- اتفضل
دلفت السكرتيرة وهى تحمل باقة من الورد باللون الأبيض وأعطتها لها وهى تخبرها أنـه عامل توصيل قام باخضارها كـكل مرة...
التقطت الباقة منها وأمرتها بالإنصراف لترى بها كـالعادة ورقة مطوية لتقوم بفردها وهى تقرأ ما بداخلها
- أنيقة، وكأنكِ خُلقت مـن رقة الزهرة.
ابتسامة رقيقه تسللت نحو شفتيها لتضع الورقة على المكتب أمامها وقامت بجذب العلبة لها تزيل ذلك الشريط الذى يخرج منه لترى ما بداخله..
اتسعت ابتسامتها وهى تراها دُمية صغيرة وتاج دائرى من الورد الأبيض يحيط بهما الكثير من أنواع الشوكولاته ومعهم كما توقعت ورقة مطوية..
التقطتها وهى ترى ما بها
- يصبح كل شئ جميل عندما تضحكين
لا تدرى لما، ولكنها ضحكت!
استمعت إلـى صوت طرقات الباب يليها دلوف السكرتيرة وهى تخبرها بأن شخصاً ما يريد رؤيتها..
قطبت حاجبيها مردفة بتساؤل
- مين دا
- طلب انى مقولش على اسمه
هتفت بها السكرتيرة برسمية لتومئ لها كيان بخفة فهى حقاً لا تريد أن يُعكر صفوها شئ..
ولكن..تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن..
وجدته يدلف بطلته الخاطفة للأنظار لتنهض سريعًا وهى تتراجع إلـى الخلف..
توقف عن السير عندما وجدها تتراجع خوفاً منـه ليتسم لها بخفة ألقي نظرة على باقة الورد وعلبة الهدايا ليمد يده والتقط ذلك التاج ثم اعتدل فى وقفته ونظر لها
ليراها تقف بعيداً عنـه ليسير نحوها بخطوات بطيئة ومع كل خطوة يتقدمها تتراجع هى إلـى الخلف خطوتين حتى أعاقها الجدار الزجاجي خلف المكتب
اذدرقت ريقها بصعوبة وهى تنظر له برهبة كبيرة وهى تراه يقترب منها وهو يثبت عينيه عليها..
وقف أمامها ولم يكن بينهم سوى مسافة قليلة ورفع يده لتغمض هى عينيها كرد فعل منها وهى تظن بأنه سيؤذيها..
تنهد بضيق من خوفها منه ليضع تاج الورد أعلى رأسها وعدل من خصلات شعرها وابتعد عنها.. فتحت عينيها ببطء وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة بعدما كانت رائحة عطره هى الشئ الوحيد الذى يدخل إلـى رئتيها
أردف زيد بصوت أجش
- هكذا تكون سيدة الورد
ثم التفت وكاد أن يغادر ولكنه توقف عندما استمع إلـى سؤالها والذى خرج بنبرة مرتجفه
- عايز توصل لإيه
ابتسم لخفة وهو يستدير لها ثم رفع يده ووضعها على موضع قلبه هاتفا
- لـهذا
نظرت إلـى موضع يده لترفع رأسها وهى تهتف بحدة
- دا فـي أحلامك
هز كتفيه مردفا
- هذا شئ جيد..
وأكمل وهو يستدير وينظر لها بجانب عينه
- لأننـى دائماً مـا أحقق أحلامي
واكمل وهو يفتح باب المكتب
- أراكِ في الاجتماع
وخرج من المكتب تاركاً إياها مغتاظة بشدة من غرورة..أو ثقته الزائدة بنفسه..تأففت بضيق وجلست على المقعد مجدداً وأمسكت الهاتف وطلبت من السكرتيرة أن تحضر لها كوب من القهوة
وبعد دقائق..
دلفت السكرتيرة وهى تحمل بين يديها كوب القهوة وما إن رأتها حتى ابتسمت بخفة..
ضيقت كيان ما بين حاجبيها متسائلة
- ايه اللي بيضحك
وضعت هنا الكوب على طاولة المكتب وهى تردف
- مفيش يا هانم..على العموم أنتِ جميلة جداً المفروض يبقي لقبك سيدة الورد
نظرت لها بأعين متسعة من حديثها الذى يشبه حديثه ولكنها مجرد صدفة لتشكرها وأشارت لها بأن تنصرف وأخذت كوب القهوة وظلت تحتسيه وهى شاردة بذلك الزيد..
وبينما هـى شاردة بـه..ابتسمت!..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من المرحاض بعدما أخذ شاور وهو يرتدى بنطال قطنى باللون الاسود وعلى غير العادة فهو يرتدى تيشيرت بنصف كـم بنفس اللون أيضاً
هتفت حوراء باستغراب وهى تمشط خصلات شعرها ضاحكة
- غريبة يعنى انك تخرج وانت لابس كويس
اردف بابتسامة وهو يقوم بفتح اللاب الخاص بـه
- اه لإنى هكلم كيان اول مرة ابعد عنها الفترة دى كلها أكيد زعلانة منى
نهضت سريعا وجلست بجواره وهى تبعد خصلات شعرها من على وجهها ليضحك بخفة وهو يهز رأسه بهدوء
علـى الناحيـة الأخـرى..
قاطع شرودها صوت اللاب الخاص بـها يعلن عـن قدوم اتصـال لها لتنظر إلـى شاشته لتتسع عينيها وظهرت زرقاوتيها بشكل جذاب وهى ترى اسم شقيقها يزين الشاشة وهو يقوم بالإتصال عليها فـيديـو
تركت كوب القهوة وقامت بالرد عليه لتظهر صورته أمامها لتمتلئ عينيها بالدموع وهى تراه يبتسم لها بحنان
حركت شفتبها بدون صوت
- أبيه
وكأنـه علم ما تتفوه بـه ليردف بحنانه المعتاد عليها
- وحشتي أبيه
انهمرت دموعها ليخرج صوته وهو يردف بحنان
- بلاش دموع ياكيانى اعذريني قصرت معاكِ الأيام دى بس صدقيني غصب عنى
هتفت كيان بحزن
- سبتنى وروحت فين أبيه، هانت عليك كيان تسيبها دا كله من غير ما تكلمها حتى او تطمن عليها
- يا روح أبيه غصب عنى صدقيني انتى عارفة إنـى مقدرش ابعد عنك ولو ساعة واحدة
= بس اهو بعدت عنى واكتر من شهر وكمان مسألتش عنى مرة واحدة انا زعلانة منك اوى
ظهرت حوراء بجانب كيان لتردف بحنان وهى تراها لا تريد الاقتناع بحديث أخيها
- ومين يقدر على زعلك يا ست كوكو .. اعذرى اخوكِ هو بعد عنكم كلكم بسببى .. اأتا كنت تعبانة قوى وهو اضطر أنـه يبعد بيا علشان يعالجنى
توقف دموع كيان وظهر فى عينيها القلق مردفة
- تعبانة.. حصل اى ومالك
أمسك ريان بد حوراء ونظر لها بمعنى " لا تتحدثي " ولكنها هتفت بهدوء وثبات
- فى حد كان بيدينى مخدرات من غير ما اعرف وبقي في نسبة كبيرة منه فـي جسمى وعلشان ميقلقش حد ويعرف يعالجنى اخدنى وسافر وكل حاجه جت بسرعة وملقيش وقت لإنـه يقولك أو يكلمك
شهقت كيان وهى تضع يدها على فمها وهى تردف بقلق جلىّ
- وأنتِ كويسة دلوقتي
ابتسنت لها حوراء مردفة
- زى الوحش قدامك اهو
هتف ريان بمغازلة
- أحلى وأجمد وحش شوفته فـي حياتى
نظرت له بصدمة وخجل لحديثه هذا أمام شقيقته بينما ابتسمت كيان من بين دموعها وهتفت وهى تنظر إلـى شقيقها بندم لما تفوهت بـه ولأنها ظنت بـه سـوء
- آسفة ياأبيه مكنتش أعرف ان...
قاطعها ريان وهو يردف بحنان
- ولا يهمك يا كياني
ثم هتفت حوراء وهى تحرك حاجبيها بطريقة مضحكة
-بس إيه الجمال دا يا كوكو لا وكمان تاج ورد
وضعت كيان يدها على رأسها تتحسس ذلك التاج الذى تناست أمره تماماً وهتفت بإبتسامة مضطربة
- آهه.. اصل .. أصل هو عجبنى وكدا
- ذوقك جميل قوي
هتفت بها حوراء بابتسامة لتبادلها بابتسامة مضربة
ودام الحديث بينهم وتابع ريان معها بعض العمل والأوراق وكانت تستشيره فـى الكثير وكان هو يملى عليها ما يجب عليها فعله بينما تركتهم حوراء يتحدثون بالعمل بعدما شعرت بالملل وعدم الفهم لما يتفوهون بـه وكانت تشعر وكأنهم يتحدثون باللغة الهيروغليفية
أردف ريان بهدوء
- أنتهيتي من صفقة زيد الرباعي
توترت عند سماع اسمه وهتفت بثبات ظاهرى
- ااه بس هو .. هو يعنى
- هو اى حصل حاجه غلط فـي الصفقة
هزت رأسها بالرفض مردفة
- لا لا بس هو طالب عمل صفقة تانية وأكبر من الأولى
ضيق ريـان بين حاجبيه ثم اردف بهدوء
- وهشام وبيجاد فين مـن دا كله
هتفت بتلعثم
- اصله يعنى .. هو
هتف ريـان وو على وشك أن ينفد صبره
- هو اى يا كيان
اعادت خصلاة شعرها خلف أذنها واردفت
- طلبه كان إنـى أنـا اتولى أمور الصفقة دى مش حد تانـى
- نعــــــــم
هتف لها بحدة وهو يضرب بقبضة يده على الطاولة أمامـه التى يضع عليها اللاب
هتف ريـان وهو يلتقط هاتفه
-وهو بأى حق يطلب طلب زى دا وهشام فين من دا، وازاى يوافق
هتفت كيان بقلق
- هشام ميعرفش بطلبه دا يا أبيه
نظر لها بطرف عينه ثم وضع الهاتف على أذنه وانتظر الرد
هتف بغضب بعدما أتاه الرد
- إيه يا أستاذ هشام نايم لحد دلوقتى وناسي الشركة
فزع هشام الذى كان قد استيقظ مسبقا وكان قد ارتدى ملابسه وهو يستعد للذهاب إلـى الشركة مردفا
- في إيه بس يا ريان اهدى حصلت مشاكل في الشغل
هدر بـه ريان بغضب
- انت ازاى تسمح للى اسمه زيد الزفت دا يتشرط في امور الصفقة ويطلب ان كيان تتولى الصفقة دى
هتف هشام بعدم فهم
- استنى بس وفهمنى انا معرفش حاجه من اللى بتقول عليها دى
- ما هو طبيعي لما تكون سايب الشغل
ثم اكمل وهو يضيق عينيه
_ راجعت امور المستشفي يا هشام والزفت بيجاد دا فين
صرخ هشام من الناحية الأخرى بغضب
- ما تسكت شوية يخربيتك مش فاهم حاجة
اولا آهه اهتميت بأمور المستشفي وكل حاجه تمام
والشركة انا متأخرتش عليها ولا حاجه دى الست هانم متعودة تروح بدرى انا ذنبي إيه
وكمان معرفش حاجه عن اللى اسمه زيد دا غير انه طلب عمل صفقة تانية بس مش اكتر وكيان مجابتليش سيره عن انه طلب انها تتولى امور الصفقة دى
جاءه صوت ريـان مـن الناحية الأخرى وهو يهتف بوعيد
- دقايق وتكون فـي الشركة وانت تتولى امور الصفقة دى لحد ماارجع
ولم يترك له فرصة للرد وأغلق بوجهه ليهتف هشام بسخط
- ابو شكلك يا أخي جبتلى الصرع منك لله انت وكيان اللى جايبالى المشاكل لما اشوفها بس
فـى الشركة...
هتف ريـان بهدوء ظاهري حتى لا يخيفها ولكن كانت نبرته حادة
-هشام جاي وهو هيتولى امور الصفقة أي جدال هيحصل الصفقة هتتلغي
أماءت له كيان بتوتر خفي ليغلق هو المكالمه لتزفر كيان بهدوء وهى تسُب زيـد بداخلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتف إياد بهدوء
- خير ياهشام صوتك كان عالي ليه؟
- هو فى غير الزفت الشركة اللى مش لاقي غير التهزيق من وراها ما هو دا اللى ناقص هشام العامـرى يتهزق
هتف بها بغضب شديد وقد قتمت خضراوتيه ليهتف إياد
- استعيذ بالله من الشيطان بس واهدى
مسح هشام على وجهه وهو يردف بغضب
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. استغفر الله
ربت إيـاد على كتفه وهتف
- جاي معاك الشركة ثواني بس اغير هدمى
أومأ له ليتركه إياد ودلف إلـى الغرفة التى يمكث بها وابدل ثيابه فهو قد أحضر ثياب له حتى لا يضطر للذهاب إلـى الڤيلا فى هذا الوقت الباكر وعاد لـه بعد دقائق وذهب معه إلـى الشركة
وصلوا بعد وقت وترجلوا من السيارة ودلفوا إلـى الشركة وتفرقوا هنا حيث ذهب إياد إلـى مكتبه ودلف هشام إلـى المصعد متوجها نحو تلك الكيان
دلف إلـى المكتب ليراها تصب كامل تركيزها على الورق الذى أمامها
جلس أمامها وهتف
- مركزة اوى
شهقت كيان بفزع لتضع يدها أعلى صدرها وهى تردف
- خضتنى
ابتسم لها ابتسامة لم تصل لعينيه ثم اردف بغضب
- امتى زيد قالك انه عايزك أنتِ تتولى امور الصفقة
حركت كف يدها على عنقها من الخلف مردفة
- فـي اليوم اللى جـه وقال إنـه عايز يعمل صفقة تانية
- وانتى مقولتيش ليه
هزت كتفيها مردفة
- مهتميتش بكلامه وقولت كدا كدا انا اللى هتولى امورها
تحدث وهو يقلد صوتها بطريقة مضحكة
- كدا كدا انا اللى هتولى امورها .. بسبب الزفت دا اخوكِ كان هياكلنى
ابتسمت له ببراءة مردفة
- آسفة يااتش
تنهد باستسلام مردفا
- مستغلة اوى أنتِ على فكرا .. عارفة ان اتش ميقدرش يقولك حاجه
ابتسمت ونهضت متجهة نحوه وعانقته مردفة
- احلى اتش فى الدنيا .. انا مبسوطة اوى علشان أبيه كلمنى
عانقها بحنان مردفا
- واقول هو عرف من فين وأنتِ مقولتيش حاجة يعنى لما جبت سيرته
ضحكت بخفة ليربت هو على شعرها ثم هتف بهدوء
- يلا نشوف الشغل اللى ورانا
أومأت له وجلست بجواره وبدأت بالعمل معه وهى تحمد ربها بداخلها فهى رأته وهو يدلف إلـى الشركة لتقوم بتخبأة الهدايا سريعاً برفقة ذلك التاج أيضاً.
بينما هو من كان قد جاء بشياطين غضبه وقد كان ينوي صبه عليها، كل ذلك اختفى فور اعتذارها اعتذار بسيط فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت نهضت كيان وهى تردف بسرعة
- الاجتماع فاضل عليه 10 دقايق
اردف هشام بجدية
- انا هتولى الاجتماع انزلى انتى وخلى سليمان يوصلك
نظرت له بتوتر واردفت
- لا لا انا حابة اكون فـي الاجتماع دا وبعدين انت معايا وهتروحنى لما نخلص
- تمام يلا
اردف بها لتقف هى بجانبه ولفت ذراعها هو ذراعه ونظرت له مبتسمة باتساع مردفة
- أنا بحبك قوي يا اتش
ابتسم لها وقبل رأسها مردفا
- و هشام ملهوش غيرك
جعدت انفها بلطافة ليضحك بخفة وسار معها إلـى خارج المكتب متجهين إلـى قاعة الاجتماعات..
كانت السكرتيرة تقف أمام باب قاعة الاجتماعات واردفت
- كل حاجه جاهزة والاستاذ زيد ورجاله مستنيين حضرتكم
أومأت لها كيان ومازالت متمسكة بذراع هشام وسارت معه إلـى الداخل..
توجهت جميع الأنظار نحوهم وكان من ضمنهم هو الذى اشتعلت عينيه بالغيرة والغضب وهو يراها تتمسك بذراع هشام بهذه الطريقة وكأنه حبيبها أو زوجها…قبض على كفه بقوة حتى ابيضت مفاصله وقتم لون عينيه الازرق وهو على وشك الانفجار
وقفت كيان ومعها هشام امام طاولة الاجتماع لترى نظرة زيد لها ولذراعها وملامحه التى لا تبشر بالخير إطلاقاً لتذدرق لعابها بتوتر وابعدت ناظريها عنه
تركت ذراع هشام ببطء وتوتر وجلست على المقعد المخصص لها ويا لحظها فكان هو بالمقعد المقابل لها..
نظرت نحو هشام الذى بدأ بالحديث بجدية وأعين حادة تحذر الجميع من اصدار أى صوت وان فعلوا سيجدوا رأسهم بجانب جسدهم خلال لحظة…
لم تكن تتحدث طوال الاجتماع إلا بأشياء بسيطة وقليلة...وعندما ازداد توترها وخوفها من نظراته نهضت ووقفت بجانب هشام وكأنها تستمد الأمان منه
نظر لها هشام هامساً
- لو تعبتي تقدرى تروحى
هزت رأسها بالرفض وتمسكت بكف يده ليشعر هشام ببرودة يدها ليقبض عليها وهو ينظر لها بقلق خشية من أن تكون مُتعبة وتخفي الأمر عنه..
أما ذلك الزيد فيمكنكم وصفه الآن بأنه تنين يخرج من عينيه ناراً ووجهه الذى ازداد شراسة وكأنه يتهيأ للإنقضاض على احد الآن وعروق يده ورقبته التى برزت بقوة…
بـعـد وقـت...
انتهى الاجتماع ليكون اول المغادرين هو زيد الذى لم ينتظر أحداً من رجاله ليستغرب الجميع من تصرفه لأن الصفقة سارت على شكل جيد ولا يوجد مشكلة بها إذا لما ذلك الغضب…
ساعدها فى صعود السيارة وصعد بجانبها وجعل سليمان من يقود …
اردف بقلق وهو يتحسس جبينها ويدها
_ أنتِ كويسة .. متأكدة إننا منروحش المستشفى
اومأت له وهتفت بخفوت
- صدقنى كويسة انا بس عايزة انام
واقتربت منه ورفعت ذراعه واسندت رأسها على صدره وأحاطت خصره بذراعيها ليحيطها هو بذراعه وقبل رأسها هامساً
- نامى ياحبيبتى
اغمضت عينيها وهى تتنهد وهيأته المخيفة لا تفارق مخيلتها…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ يوم جديد وفعل الكل مثل ما هو معتاد أن يفعل
- وأخيراً رجعنا الحمدلله
ابتسم لها مردفا بحنان
- اطلعى ارتاحى وانا هروح الشركة
التفتت له وهى تردف بعبوس
- اه رجعنا بقى وهتبدأ تهتم بشغلك اكتر منى
أمسك وجنتها بين أنامله بخفة مردفا
- وامتى انشغلت عنك يا ملكتي بس علشان فى شغل كتير ورايا بسبب غيابى و لازم اخلصه ومش هتأخر عليكي
ابتسمت له وأومأت بخفة وقبلت وجنته مردفة
- خلى بالك من نفسك
ابتعد عنها مردفا
- عيوني
وخرج من القصر وهو يستمع إلـى ضحكاتها، لتختفي ابتسامته فور خروجه وعاد وجه الذئب المتجهم، رحب به الحرس وخصيصاً سليمان ليهتف ريان
- انت بتعمل اى هنا مش المفروض تكون مع كيان
هتف سليمان بهدوء
- هشام باشا امر إني ملوش داعى اروح لإنه هيكون معاها
تنهد وصعد السيارة لينطلق السائق به نحو الشركة وخلفه سليمان وبقية الحرس
تفاجأ العاملين بـه بعد غيابه المفاجئ ذاك وعودته المفاجأة كاختفائه
لم يهتف بهم ولا بنظراتهم التى لم تتغير وتوجه نحو مكتبه
دلف إلـى المكتب لتفزع كيان وكادت ان تصرخ بمن دلف هكذا بدون اذن ولكنها تصنمت مكانها وهى تراه أمامها بينما هشام كان ينظر له بتفاجؤ من مجيئه المفاجئ هذا ولكنه ابتسم
نهضت سريعا وركضت بإتجاهه والقت بجسدها نحوه ليلتقطها هو وهانقها بقوة وإشتياق كبير
اهتز جسدها بسبب بكائها وهتفت باشتياق وهى تلف ذراعيها بقوة حول رقبته
- وحشتنى اوى ياأبيه
ازداد من احتضانها مردفا
- وأنتِ كمان ياقلب أبيه
هتف هشام بهدوء وابتسانة تزين وجهه
- يا قلبك الكبير مش بتتشطر غير علينا وعند الست هانم تحضنها وتبقي حنين
هتف ريان وهو ينظر له محتفظا بكيان بين ذراعيه
- حسابك معايا بعدين
هتف هشام ببرود
- لا خليه معاك مستورة الحمدلله
ابتعدت كيان عن ريان وهى تضحك ليهتف ريان بغيظ
- شكلك اتعديت من بيجاد دا اللى كان ناقص
ثم نظر إلـى كيان مردفاً
- روحى وانا هخلص الشغل
- بس يازأبيه انت اكيد تعبان ولازم ترتاح
- تعبان ابه بس روحى ي كيان يلا وانا ههتم بالباقي
اومأت له بايتسلام ليحتضن هشام ريان هامسا له
- الحمدلله على سلامتها
عانقه بهدوء هاتفا
- الله يسلمك يا أتش
ابتعد عنه هشام وهتف بهدوء
- يلا يا كوكو هوصلك
اومأت له واخذها وغادر بينما جلس ريان على مكتبه وهو يبتسم بخفة فأكثر شئ يحبه بشقيقته أنها لا تعبث بأشيائه او تغير مكان شئ حتى ان كان قلم فهى تعلم تمام العلم بأن هذا يثير جنونه
التقط تلك الاوراق التى كانت تتفحصها كيان وبدأ هو بإدارة الأعمال مـن جديد
قاطعه صوت طرقات على الباب يليه دلوف السكرتيرة وهتفت وهى تنظر إلـى الورق الذى بيدها
- كيان هانم ااا...
توقفت عن الحديث وهى ترى أن من أمامها رئيسها وليست شقيقته لتهتف بتفاجؤ
- الحمدلله على سلامتك ياريان باشا.. اعذرنى مكنتش اعرف انك رجعت
اردف بهدوء وهو يترك ما بيده
- الله يسلمك ياآنسة هنا .. فى اجتماعات
أومأت له وبدأت بإخباره عن مواعيد الاجتماعات وبعض الصفقات التى بحاجه لتوقيعه ليبدأوا بالعمل
وبعدما انتهت هتفت بهدوء
- احم والاستاذ زيد برا طالب يقابل كيان هانم لإنه ميعرفش انك رجعت وكدا ف..
قاطعها وهو يراها تكثر بالحديث
- دخليه
- حاضر ياباشا
وغادرت ليتنهد هو بخفة مردفاً
- لما نشوف اخرتها معاك اى ياابن الرباعـى
هتفت نهى بجدية
- حضرتك تقدر تتفضل و...
لم يترك لها فرصة وتوجه نحو المكتب لتردف
- يلا يعرف لحاله مش عارفة على اى مستعجل دا غير زياراته اللى كترت
دلف زيد إلـى المكتب وتعمد ريان عدم التحدث وأمره بالدلوف ليرى رد فعله وكما توقع..
فقد صُدم زيد بأن هذا ريان وليست كيان تفاجأ من وجوده المفاجئ هذا ونظرته التى لم تجعله يشعر بالراحة أبداً .. لقد تمنى وجود كيان ليحاسبها على ما فعلته أمس ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن!!..
هتف ريان بجدية
- اتفضل
اغلق زيد الباب وجلس أمامه هاتفا
- آه، لقد عدت
رفع ريان حاجبه هاتفا
- شركتى وأكيد هرجعلها مهما غبت عنها
أومأ له زيد وابتسم له بتكلف بينما لم يتعب ريان نفسه ولم يبادله الابتسامة فهو كان ينظر له بأعين حادة
حمحم زيد وهتف بهدوء
- بالتأكيد تعلم أنني عقدت اجتماعًا بالأمس هنا بخصوص صفقتي الجديدة معك
أومأ له ريان مردفا
- ولو عايز تناقش حاجه فـي الصفقة عارف طريق المكتب
رمقه زيد ببرود ظاهرى وغادر والغضب يشع من عينيه فـ هو سيطر على غضبه بطريقة عجيبة فـ لا يوجد بينه وبين ريان توافق أبداً وهذا يصعب عليه الوصول إلـى من ملكت قلبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية