رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم منة جبريل

   

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم منة جبريل


الثالث والعشرون
                              
                                    

فـى المسـاء..



دلف إياد إلـى ڤيلا هشام وهو يحك خصلات شعره من الخلف ويبتسم بحرج لـ هشام وأيهم وأيان وغيث وبيجاد أيضاً



استقبلوه الشباب بترحاب ليجلس معهم مردفا بحرج



- معلش بقى هتقل عليكم اسبوع كدا



وقص لهم ما في الأمر ليضحك هشام وهو يربت على كتفه مردفا



- الڤيلا ڤيلتك يا إياد وأهو نتسلي مع بعض كلنا



- اللمة دى ناقصها ريان



هتف بها أيهم بابتسامة



لينظر إياد إلـى هشام مردفا بتساؤل



- هما مش هيرجعوا بقى؟ دول كملوا شهر ومحدش يعرف عنهم حاجه 



إبتسم له هشام مردفا بثبات



- احتمال يرجعوا قريب 



وقبل أن يتحدث إياد استمعوا إلـى صوت بكاء طفلة ولم تكن سوى نقـاء لينهض أيهم وركض إلـى الأعلى ثم عاد لهم وهو يحملها بين ذراعيه وهو يحاول تهدأتها وطلب من بيجاد أن يحضر لها حليب دافئ



هتف بيجاد بمرح



- طيب قولى إي جمع حليب وهقوم



نظروا له جميعا بأعين تخرج شرراً بينما هتف أيهم



- البنت بتعيط وانت بتسأل سؤال زى دا



نهض بيجاد مردفا بغيظ مصطنع



- كنت المربية اللى اشتريتهالها ياخويا 



ودلف إلـى المطبخ ليردف أيان بمرح 



- لكن بجد اى جمع حليب



ضرب إياد كف بكف مردفا



- لا إله إلا الله انا طالع انام



نهض هشام مردفا



- جاى معاك قبل ماارتكب جناية



خرج بيجاد من المطبخ مردفا



- اهو اللبن وتصبحوا على خير، زوجتى العزيزة بانتظاري يا بؤساء



وغادر هو الآخر ليهتف أيهم بسخرية



- في حد منكم يحب يمشي كمان



نظر أيان وغيث إلـى بعضهم وكادوا أن يتحدثوا ولكن قاطعهم صوت هاتف غيث وهو يعلن استقبال رسالة ما 



لينظر لهم بإبتسامة بلهاء مردفا



- آه انا هطلع انام



وصعد هو الآخر إلـى غرفته ولم يتبق سوى أيان الذى ابتسم ببلاهة لينهض أيهم وهو يحمل الطفلة بين ذراعيه مردفا



- نمشي احنا يانقـائى لأننا لو فضلنا مع الشخص دا هنعمل جناية بطريقة بشعة



قهقه أيان مردفا



- كدا بتدى البنت معلومات غلط عنى



- ولسه



هتف بها بمرح وهو يصعد إلـى الأعلى ويتبعه أيان الذى هتف بمرح



   
- هقعد معاك علشان هلعب معاها وحشتنى واخده اليوم كله نوم ومش بلاقي وقت العب معاها فيه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بمنتصف الليل...



تأكد من أنها مستغرقة فـى النوم أثر تلك الحبوب فهو لا يمكنه المخاطرة وتأكد من هيأته والتى كانت جذابة بحق وابتسم بثقة وغادر الڤيلا بخطوات ثابتة



صعد سيارته وانطلق بها متجهاً إلـى مكان محدد
وصل إليه بعد وقت وترجل منها ولم يكن سوى نادي ليلي



دلف إلـى الداخل وجلس على البار ليأتى النادل مردفا



- تفضل مشروب اى



نظر له هاتفا



- عندك عصير فريش



نظر له النادل بإستغراب ليشير له بالرحيل وهو يكمل



- متخدش فـ بالك .. 



واكمل بهمس ..



_ هستنى اى يعنى من مكان كله على بعضه حرام



نقل نظره بين الحاضرين من فتيات فاسقات وشباب ضائع وكل ما يشغلهم هو اللهو فقط



ليثبت نظره على تلك التى تتقدم منه وهى ترتدى ما لا يُرتدى 



جلست أمامه الفتاة بوجهها المزين بالمساحيق التجميلية الثقيلة وهى تبتسم مردفة باللغة الانجليزية 



- بيجاد أليس كذلك؟ 



أومأ لها لتتردف بوقاحه وهى تنظر له



- إنك اكثر وسامة وجاذبية من الصور



ابتسم بجانب فمه مردفا 



- وأنتِ كذلك ميرا .. ولم اتصور أيضًا أن تكونؤ بهذا الجمال، لقد اشتقت لكِ حقًا



اصدرت ضحكة قوية هاتفه



- أو،ه إنها بضع ساعات فقد على انتهاء مكالمتنا أإشتقت لى بتلك السرعة



= نعم فأنتِ ميرا آسرة قلبي بجمالك ودلالك



اصدرت ضحكة أخرى ووضعت يدها على كتفه مردفة بوقاحة



- هيا بنا لقد جهزت كل شئ، أليس كذلك؟ 



نظر إلـى يدها الموضوعة على كتفه بطرف عينه ثم نظر لها وهو ينهض مردفا



- بالطبع 



لتلف ذراعيها حول ذراعه وسارت معه إلـى خارج النادي الليلي لتردف بإنبهار



- واو أهذه سيارتك



أومأ لها لتركمل بإعجاب



- انها من أغلى الماركات والتى لم يصنع مثلها سوى ثلاث على العالم .. اوه بيجاد لم اكن اعلم انك ثرى هكذا



اردف بيجاد وهو يتولى مقعد القيادة



- ثروتى تحت أمرك أيتها الجميلة




        
          
                
ضحكت ميرا وانطلق هو بها إلـى الفندق الذى احتجزه خصيصاً لهذه الليلة



كانت ميرا تسير بجانبه وهى تتمايل أثر المشروبات لتنظر له مردفة 



- احملنى



نظر لها رافعا حاجبه ليراها تقف أمامه وهى ترفع ذراعيها تهيّأ لحملها ليقترب منها وقام بحملها ببساطة لتصدر صوت ضحكات مرتفعه متحدثة بتثاقل بسبب ما شربته من كحول



- انك قوى



- أعلم



اجابها بهدوء ودلف بها إلـى الفندق وتوجه على إحدى الغرف ووضعها على الفراش وكاد أن يبتعد عنها ولكنها جذبته لها ليسقط بجانبها و......



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



صباح اليوم التالى... الساعة 6 صباحاً تحديداً



كان يهبط الدرج وهو يتثاءب ويضع كف يده على فمه ليقابل أمامه هشام الذى هتف بابتسامة



- صباح الخير



بادله إياد الابتسامة مردفا



- صباح النور



- تفطر



هتف بها أيهم وهو يخرج من المطبخ ويحمل اطباق الطعام بين يديه 



اردف إياد بهدوء



- افطروا انتوا انا هفطر مع أميراتى 



أومأوا له بتفهم ليغادر هو سريعاً بينما جلس هشام وأيهم معاً يتناولون الافطار ليردف هشام متسائلا



- أيان فين اول مرة يتأخر فـي النوم يعنى



هتف أيهم بهدوء



- سهر مع نقـاء امبارح



أومأ له هشام لينظروا ثلاثتهم نحو الدرج وهم يجدون غيث يهبط بتكاسل وهو يعبث بخصلات شعره المبعثرة



ضحك أيهم مردفا



- صباح الخير .. معديتش على المراية فـي طريقك ولا اى



اصدر هشام ضحكة بسيطة ليجلس غيث بجوار أيهم مردفا



- نزلت على ريحة الأكل اصلا



ابتسم أيهم على صوته المتحشرج وأعينه التى تكاد تكون مغلقة 



بعدما انتهوا من الإفطار نظر لهم غيث هاتفا



- تسلموا على الفطور بعد اذنكم هروح اكمل نوم بقر



وكاد ان يرحل ولكن قاطعه صوت أيهم وهو يردف



- غير هدومك دى وراك شغل يلا



هتف غيث بمرح



- قلبك قاسي قوي انت ياأيهم



وصعد إلـى الأعلى ليغير ثيابه 



لم يستغرق سوى خمسة عشر دقيقة فقط للوصول




        
          
                
ترجل من السيارة ودلف إلـى الڤيلا ثم رفع صوته متعمدا وهو يردف



- أميراتى



وجد كل من أريب وآيـة تهبطان الدرج بسرعة وركضوا نحوه يحتضنوه بقوة ليستقبلهم بعناق قوى وهو يضحك بخفة



هتف بمرح وهو يقبل رأس كل منهما



- اى وحشتكم بالسرعة دى



هتفت أريب بحزن



- اول مرة اصحي لوحدى ومتكونش انت اللى بتصحيني



واكملت آيـة



- وانا كمان اول مرة اصحي من غير ما تكون أول حاجه اشوفها



ابتسم لهم وقبل وجنتيهم مردفا



- مسيركم تتجوزوا ياأميراتى وانا اللى هقعد لوحدى 



نظرت له آية وأريب قليلا ثم التمعت عينيهم بالدموع واحتضنوه بقوة مردفين معاً



- مش هنسيبك أبداً



ابتسم بحنان وهو يحتضنهم مردفا



- ربنا يديمكم عليا نعمة ياأميراتى



ثم هتف بمرح



- اى فطرتوا



هزوا رأسهم بالنفي ليردف بحنان وحب كبير



- يلا علشان نفطر مع بعض ماما أمينة صحيت



هزوا رأسهم بالنفي وهتفت أريب



- و رواء كمان لسه نايمة



- عادتها



هتف بها بتلقائية لتنظر له أريب وآيـة نظرة تحمل الكثير من المعانى ليقهقه على نظرتهم مردفا



- اى يا أميراتى بتبصولى كدا لى



هزوا كتفيهم وهم يبتسمون ولم يتحدثوا ليتركهم ودلف إلـى المطبخ وهو يقوم بإعداد الفطور



فى هذا الوقت



ترجلت رواء من الدرج وهى تبتسم مردفة



- صباح الخير اى اللى مقعدكم لوحدكم



هتفت آيـة بإبتسامة



- مستنيين إياد يحضرلنا الفطور



رفعت حاجبيها وهى تومئ بصمت وكادت أن تصعد مجدداً لتردف أريب وهى تسحبها من يدها



- اقعدى علشان تفطرى معانا عرفاكِ مش بتحبي تفطرى لوحدك



كادت أن تعترض ولكن أصرت أريب وآيـة لتجلس معهم منتظرة مجئ الفطور



خرج إياد وهو يحمل بين يديه أطباق الطعام ويردف بمرح



- أحلى فطور لأحلى أميرات حياتى



صمت فجأة وهو يراها تجلس معهم ليغض بصره سريعا ووضع الأطباق على السفرة هاتفاً



- يلا علشان الفطور




        
          
                
ودلف إلـى المطبخ مجدداً ليحضر ما تبقي من الأطباق لتتبعه آيـة لكى تساعده



بعدما انتهوا من وضع الأطباق على السفرة وجعل أمام كل واحدة منهن كوب من العصير التف وهو ناوياً أن يرحل



ولكن أمسكت آيـة يده ونظرت له مردفة



- اقعد انت هتفطر معانا



- هفطر فـي الشركة 



هتفت أريب بإعتراض



- لا يا إياد افطر معانا



خرج صوت رواء المحرج وهى تردف



- احم اتفضل افطر وانا هطلع فوق



وكادت أن تنهض ليخرج صوت أريب الصارم 



- لاا بقولكم اى الواحد فاصل شحن والأكل مغرى الصراحة اقعدوا يلا عايزين ناكل



نظر لها إياد بحدة خفيفة فهى أحرجت رواء أكثر ووضعته هو فى موقف محرج للغاية ليتنهد وجلس بجوار آيـة وبدأ يتناول الفطور بصمت



بينما رواء فقد كانت تجلس بجانب أريب على استحياء وعينيها مثبتة على طبقها وتحاول أن لا تصدر أى صوت



انتهى إياد سريعاً وصعد إلـى الأعلى لكى يبدل ملابسه ثم هبط مجدداً وودع شقيقتيه وغادر لتظل آيـة وأريب و رواء 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



استعدت كعادتها فى الآونة الأخيرة للذهاب إلـى الشركة..



ثم رأت ليان وهى ترحل لتعلم بأنها ذاهبة لتقابل زوجها والذى تهرب من أيهم بأعجوبة



ترجلت الدرج بخطوات واثقه وقبل أن تفتح الباب قاطعتها إحدى الخادمات وهى تهرول إليها ممسكة بشئ ما..



نظرت لها كيان بإستغراب لتتحدث الخادمة برسمية



-الهدية دي باسم حضرتك



نظرت كيان إلـى ما بيد الخادمة لتجده صندوق مربع الشكل متوسط الحجم مزين بطريقة راقية لتأخذه من الخادمة وهى تشكرها ثم جلست على إحدى المقاعد ووضعته على الطاولة الزجاجية أمامها ثم فتحته لترى ما فيه وهى تظن أنـه من هشام أو بيجاد..



وما إن فتحته حتى شهقت بإنبهار وهى ترى الكثير من أنواع الشوكولاته تزينها بعض الورود بطريقة سلبت عقلها..وبينهم ورقة مطوية أيضاً..



لا تعلم لما تسارعت نبضات قلبها وهى تلتقط تلك الورقة وقامت بفتحها حتى تظهر تلك الكلمات بداخلها..



مررت عينيها على الكلمات التى تحتويها الورقة والتى كتبت بطريقة منمقة بخط يدٍ جميل وهى تشعر ببعض التوتر..



- طاب صباحُك ياسيدة الورد والأزهار



هذه اللغة، وطريقة كتابة هذه الكلمات، ليست غريبة عليها.. هزت رأسها تزيل ما برأسها وبحثت عن شئ يدلها من المُهدى ولكن لم تجد..




        
          
                
لتطوى الورقة ووضعتها بحقيبتها والتقطت الهدية وصعدت بـه إلـى غرفتها ووضعته بخزانتها بعدما التقطت بعض من قطع الشوكولاته المفضلة لديها وخرجت وهى تتناول إحداها بتلذذ..



وقفت أمام حارس الباب وأردفت بهدوء



- فى هدية وصلنى تعرف مين جابها



هتف الحارس وهو ينظر إلـى الأرض



- كان عامل توصيل ياهانم تحبي اعرفلك هو مين



- لالا ملوش داعى شكراً



انهت حديثها وسارت نحو سيارتها وانطلقت بها إلـى الشركة وهى تفكر.. مَـن أحضر لها تلك الهدية.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



افرج عن عينيه ونظر بجانبه ليرى من أسرت قلبه بكل تفصيلة بها ليحمد ربـه بأنها بخير وقبل وجنتها لتتململ هى وأفرجت عن عينيها وكان أول ما تراه هو ذلك الوسيم الذى يطالعها بابتسامة جعل من قلبها يقع بحبه للمرة التى لا يعلم عددها



- صباح الخير



هتف بها بصوته الأجش المتأثر بالنوم



لتبتسم له مردفة بمشاكسة وهى ترفع حاجبيها بطريقة مضحكة



- صباح الجمال يا قمر



نظر لها ريان قليلاً يحاول استيعاب ما تفوهت به وما قامت بفعله بملامحها ليصدر قهقه قوية خطفت أنفاسها وهى ترى ملامحه الوسيمة المُهلكة تلك



انتهى من نوبـة الضحك التى أصابته بسببها لينهض مردفا



- حبيبي بخير النهاردة



أومأت برأسها ثم شهقت بفزع ليهتف هو بقلق



- في إيه، مالك



نظره له بأعين متسعة بفزع مردفة بحزن



- صلاة الفجر .. نمت قبل الفجر بـ ربع ساعة وانا قولت مش هنام غير لما أصليه



تنهد براحة مردفا



- نصليه دلوقتى يا حبيبي قومى يلا وغيري هدومك واتوضي هكون انا خلصت فـي الاوضة التانية ونصلي مع بعض، ماشي



أومات له ونهضت هى الأخرى ودلفت إلـى المرحاض ثم خرج صوتها مردفا



- معلش ممكن تحضرلي هدومى نسيت ما احضرها



ابتسم بخفة مردفا



- ورانا إيه غير خدمة جلالتك، عيوني حاضر



وبالفعل قام لها بإخراج ثوب رائع وأخرج لنفسه بذلة سوداء وخرج من الغرفة ذاهبا إلـى الغرفة الأخرى لكي يستحم هو الآخر



بعد وقت...



كانوا قد انتهوا من صلاة الضحي وانتهى هو من اعطائها الدواء ويتجهزان الآن للعودة إلـى القصر...أو هذا ما هيأه لها.




        
          
                
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



خرجت من المصعد وكادت أن تدلف إلـى المكتب ولكن قاطعتها السكرتيرة وهى تركض نحوها مردفة



- كيان هانم الباقة دؤ ليكِ



نظرت لها بتعجب وإلـى تلك الباقة التى كانت تزين بورد ذو الرائحة الطيّبة لتهتف بتساؤل



- ومين بعتها



- معرفش ياهانم عامل توصيل اداها للحرس تحت وهما جابوها هنا وقالوا إنـي اديهالك أول ما تيجي



التقطت منها الباقة وهى تشكرها وطلبت منها إعداد كوب قهوة لها ودلفت إلـى المكتب وهى تشعر بأن هذا الصباح غريب.. أولّا علبة الهدايا تلك، والآن هذه! 



وضعت الباقة على الطاولة ثم حركت كف يدها على شعرها بعشوائيه وهى تنظر لها بتفكير..



ثم تنهدت بقوة لتستمع إلـى صوت طرقات على الباب يليه دلوف السكرتيرة وهى تحمل لها فنجان قهوة ووضعته أمامها



هتفت كيان بهدوء



- في اجتماعات النهاردة



أومأت لها السكرتيرة مردفة



- ايوا ياهانم بعد 20 دقيقة بالظبط



ثم وضعت أمامها ملف الذى يحتوى على معلومات عن هذا الاجتماع وغادرت لتأخذه كيان وهى تتفحصه جيداً



قاطعها مجدداً صوت طرقات على الباب لتأمر بالدخول ليدلف آخر من توقعت رؤيته هنا والآن..



دلف إياد وترك الباب مفتوحاً خلفه وهو يحمل بعض الملفات بين يديه مردفا بجدية



- الملفات دى محتاجة امضاء حضرتك بما إن ريان مش موجود



نظرت له وهر تشعر بشئ غريب .. لم قلبها لم ينبض بعنف كـكل مرة كانت تراه فيها أو تستمع إلـى صوته
أيعقل أن يكون حديث سليمان صحيح...؟!!



فاقت من شرودها على صوته وهو يحمحم بقوة وهو لا يستمع إلـى إجابة منها 



لتردف كيان بهدوء



- تمام اتفضل على ما اوقعهم



وضعهم على الطاولة ثم اردف بدون النظر لها وهو يقف عند الباب



- هستنى هنا



لم تجادله واخذت الملفات وقامت بتوقيعهم بدون أن تراجع عليهم ونهض متجهة نحوه مردفة



- اتفضل



أخذهم إياد منها وهو يردف بشكر وبدون وعى لما يتفوه بـه



- شكرا يا آنسة رُواء



وغادر بدون أن يدرك أنـه ناداها باسم فتاة أخري بينما هى ضيقت بين حاجبيها من هذا الاسم الغريب ولما ناداها بـه ومن تكون هذه الـ رواء



شعرت بالضيق ليس من أجل شئ ولكن هذا يزعج أي فتاة ولا تحب أبداً أن يناديها أحد باسم أخرى




        
          
                
اغلقت الباب بقوة وهى تقوم ببعثرة شعرها وتزفر بضيق ووقفت تنظر إلـى مدخل الشركة من الزجاج لتراه وهو يدلف إلـى الشركة بثقته الكبيرة..



مسحت على جبينها وهى تردف بحنق



- كملت



جلست على المقعد لتستمع إلـى طرقات على الباب لتؤمره بالدلوف ولم تكن سوى السكرتيرة التى هتفت بإحترام



- زيد بيه طالب مقابلتك



اومأت لها وأشارت لها بالإنصراف وهى تخبرها أن تدلف زيد..



بعد دقائق دلف زيد بجاذبيته ونظر لها بإبتسامة ثم نظر إلـى باقة الورد لتزداد ابتسامته ومد يده مردفا



- أتمنى ألا أكون قد أتيت فـي وقت غير مناسب



صافحته مردفة برسمية



- لا اتفضل



جلست على مقعدها مجدداً وهى تنظر له منتظرة أن يخبرها سبب مجيئه ليبتسم بخفة وهتف بهدوء



- حسناً لقد أتيت لكي أخبركِ بأنني أريد بأن اعقد صفقة أخرى مع شركات الذئب 



أومأت له وهتفت برسمية



- هنعمل اجتماع علشان نبقي نتكلم عن أمور الصفقة والشرط الجزائي وغير، وحضرتك تكون جهزت الورق المطلوب 



- هذا جيد ليكون الإجتماع قريباً



أشارت له بأن ينتظر قليلاً ثم رفعت سماعة الهاتف وطلبت السكرتيرة وجعلتها تخبرها بما ينتظرها غداً من أعمال حتى ترى وقتا متفرغاً له وقد وجدت بالفعل حيث أن غدًا يوجد سبعة عشر صفقة وستصبح ثمانية عشر بـه وهذا شئ لا يذكر بما تعقده شركات الذئب من صفقات تتعدى الأربعون صفقة فـى اليوم ... ولكن تأجل الكثير منهم حتى عودة الذئب



غادرت السكرتيرة لتردف كيان برسمية 



- يبقى بكرا الساعة ٩ بالليل



هتف زيد ببعض الاعتراض



- ألَا ترين أنه بعد انتهاء الاجتماع سيكون قد تأخر الوقت؟ 



هزت كتفيها مردفة



- دا شئ طبيعي فـي العمل



_ هذا عندما يكون الذئب هو المتواجد هنا، ليس أنتِ، كيف ستعودي بمفردك في وقت متأخر؟ 



هتف بها ببعض الحدة، لم تنكر أنها شعرت بالرهبة منه ولكنها هتفت بغضب



- وأنت مالك أنت إيه دخلك ارجع ازاي كنت وليّ أمري، أنت آخرك تهتم بأمور الصفقة وبس وياريت تفهم دا وتلتزم حدودك كويس 



نهض بغضب ضارباً المكتب بقبضة يده جعلتها تنهض وتراجعت إلـى الخلف بخوف بينما هو فقدْ فَقَدَ السيطرة على غضبه 



ليصرخ بها هادراً



- لن تتأخري عن الساعة السابعة، فهمتِ



هتفت بغضب هى الأخرى ولكن بصوت خرج مرتجفاً



- ومين أتت علشان تحدد امشي امتى



شهقت بذعر وهى تراه التف حول المكتب ووقف أمامها في ثوانِ في أقل من ثانية



وضعت يديها أمام صدرها في شكل دفاعي بينما اتسعت عينيها برعب منه



رفعت رأسها وعينيها لتتقابل مع عينيه التى تشع بالغضب لتفتح فمها وتغلقه في محاولة فاشلة للتحدث



- ابعد عني احسن ليك ومتحاولش تتعدى حدودك



تلك الحمقاء ألا تعلم بأنها في موقف لا يؤيدها على فرض أوامرها إطلاقاً



انحنى زيد كثيراً نحوها هامسًا جوار أذنها



- لا تختبرى صبري فإنه ينفد سريعًا، لا تنسي هذا أبداً ولا تعاندي معي يا صغيرتي ففى نهاية الأمر ستفعلين ما أقوله



تجمعت الدموع بمُقلتيها وهتفت بصوت خرج مهتزاً بدون إرداتها



- ابعد عنى



شعر بنبرتها المهتزة ليبتعد عنها ونظر لها ليراها تكبح دموعها بصعوبة ليهمس بحنان على عكس ما كان عليه منذ لحظات



- إلّا في هذه الحالة سأفعل أنا كل ما تطلبين



رفعت نظرها له بعدم فهم وهبطت دمعة من مقلتيها ليرفع كف يده وكاد أن يزيلها ولكنها كانت الأسرع وأزالتها هى وطلبت منه الابتعاد عنها ليتنهد بخفة وابتعد قليلًا إلى الخلف وما إن وجدت مساحة جيدة بينهما حتى تحركت سريعًا من أمامه ووقفت بعيدة عنه تماماً، تقريبًا في آخر زاوية المكتب! 



هتفت بقوة استجمعتها بسبب ابتعادها عن محيطه



- اتفضل اخرج واحتمال يكون هشام هو اللي هيتولى أمر الصفقة دى



فرك بجانب فمه كعادته عندما يكون صبره على وشك النفاد مردفًا



- لا، ستكونين أنتِ، وقبل أن تسألى لم‌َ؟ سأجيبك لأنني أريد هذا .. أراكِ غدًا يا صغيرتي. 



انهى حديثه بغمزة عابثة وخرج أما عنها فقد كانت تشتعل غيظاً من ثقته هذه لتجلس على المكتب بغضب وهى تسُبه بداخلها



ثم نظرت إلـى باقة الزهور لترى بها ورقة باللون الوردى مطوية بين الورود لتلتقطها وهى ترى ما بها..



- جميلة أنتِ، مثلهن بل أجمل. 



وضعت رأسها بين كلتا يديها وهى تشعر بها تكاد تنفجر من التفكير لتضع الورقة بحقيبتها وبدأت باحتساء القهوة وهى تراجع بعض الأوراق وهى تبعد كل شئ يشغلها عن العمل ...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        


 

تعليقات