رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم منة جبريل
الحادي والعشرون
المرءُ تَوَّاقٌ إلى ما لم يَنَل.
والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجل من السيارة وهو يضع نظارته السوداء علـى عينيه ويسير بخطوات واثقه ورأسـه يرتفع إلـى الأعلى بشموخ
وتسير هـى بجاننب بخطوات واثقة متوازنة ورأسها يرتفع إلـى الأعلى بكبرياء..
بعد دقائق..
كانوا يقفون أمام باب المكتب لتأتى مكالمة إلـى رنـا لتذهب بعيدا عن شقيقها بينما الآخر دلف إلـى المكتب بعدما إستمع إلـى صوتها يطرب أذنيه
وقفت كيان من خلف المكتب وهى تبتسم ببشاشة وهـى تردف برسمية
- أهلا زيد بيه .. اتفضل
مد زيد يده ليصافحها هاتفا
- أفضل أن يكون حديثنا بدون رسميات
صافحته وهى تبتسم لـه برقة متجاهلة حديثه
جلست كيان على المقعد وهـى تردف برقة خُلقت بها
- حضرتك دى أول صفقة ما بينك وبين شركات الذئب
هل هى لا تتذكره ؟!! حقاً !! لا يعلم لما شعر ببعض الضيق بسبب هذا ولكن تجاهل شعوره
هتف بهدوء
- لا، تعاملت معكم سابقًا، أو بالأحرى معكِ أنتِ تحديدًا
قطبت حاجبيها بعدم تذكر واردفت وهى تشير إلـى نفسها
- معايا أنـا
اومأ لها ثم أردف مغيراً مجرى الحديث
- لنتحدث في العمل
طرقت فـى هذا الوقت رنـا الباب لتسمح لهـا كيان بالدلوف وما إن رأتها حتى بدأت تتذكر بعض الأشياء وأنها بالفعل قابلتهما من قبل..
رحبت بها وهى تشعر بالحرج بأنهم يتذكروها وهى لا
ثم بدأوا فـى الحديث عـن الصفقة وشروطها وكل ما يخصها
استغربت رنـا من لطافة أخيها فـى الحديث معها فهو دائماً ما يتحدث بعجرفة وغرور
بعدما انتهوا أصدر هاتف رنـا صوت رنين مجدداً لتستأذن وتخرج من المكتب
لتهتف كيان برقة
- تشرب قهوة
اومأ لهـا بصمت وهو شارد وهو لم يستوعب ما قالته من الأساس لتطلب هى كوبين من القهوة ثم حل الصمت عليهم
قطعت كيان هذا الصمت مردفة بتساؤل
- ممكن تفكرنى بيك
نظر لها قليلا ثم هتف بسخرية
- صفقة ***** رمز 43
نظرت له كيان بتفكير قليلا ثم شهقت بخفة وهـى تضع كف يدها على فمها واتسعت عينيها بصدمة
بينما ابتسم زيد بسخرية فـ مِـن الظاهر أنها تذكرتـه أخيراً.. ظن أنـها ستخجل وهكذا ولكنه صدم عندما نظر لها ليجد فـي عينيها نظرة خوف!
أحقا تنظر له بخوف؟!! لا يعلم لما آلمه قلبه ولكنه أشاح بنظره بعيداً عنها
ليستمع إلـى صوت طرقات الباب لتهتف كيان بصوت حاولت إخراجه
- اتفضل
دلفت السكرتيرة وتحمل بين يديها كوبين من القهوة ووضعتها أمامهم على المكتب وخرجت يليها دلوف رنـا
هتفت كيان بصوت خرج مرتجف
- اا..اتفضل
نظر لها قليلا ثم التقط كوب القهوة وارتشف منـه رشفات صغيرة وفعلت هى المثل وهى تحاول الثبات بعدما تذكرت كيف كانت هيئته وهو غاضب فـى ذلك اليوم..وكيف رفع صوته عليها هـى تحديداً بطريقة أرعبتها.. لم تتوقع أن تراه مجدداً
تركت رنـا كوب القهوة ونهضت وهتفت بجدية
- تشرفت بالعمل معكِ للمرة الثانية سيدة كيان
أومات لها كيان بصمت ثم نهض زيد وتقدم من الباب كانت خلفهم كيان ليهتف بجدية
- سآتِ خلفكِ
لم تنقاشه رنـا وخرجت ليلتف هو إلـى كيان التى تراجعت خطوتين إلـى الخلف
تقدم زيد منها خطوة ببطء هاتفا
- أنتِ خائفة مني؟
اهتزت عينيها ثم حركت رأسها بالرفض ليتقدم منها خطوة أخرى هاتفا
- حقًا؟
عادت إلـى الخلف وهى تهتف بصوت حاولت إخراجه ثابتاً
- ايوا
- انظري لعيناي إذا
هتف بهـا بخبث وهو يقترب منها فـ هـى منذ أن تذكرته وهى تتحاشي النظر فـى عينيه قائلة بصوت حاولت جعله جامدا
- اظن ان كل حاجه فـي الصفقة ناقشناها ومفيش بينا كلام تانى
ثم نظرت إلـى عينيه بقوة ولكن لم يخفي عليه ذلك الاهتزاز الذى بهما ليبتسم بخفة هاتفا
- بالفعل، تشرفت بمعرفتك للمرة الثانية
انهى حديثه وهو يمد يده لها لتنظر إلـى يده بتردد ولكنها بالأخير مدت يدها وصافحته..
جاءت لتترك يده ولكنها وجدته قابضا على كف يدها لتندم بشدة على مصافحته لتهتف بحدة
- سيبنى لو سمحت
لم يستمع لها بينما اقترب منها ومازال محتفظا بكف يدها داخل كف يده هامسا في أذنها
- ما زلتِ رقيقة كالفراشة
ثم ابتعد عنها وترك كف يدها لتجذب يدها إليها سريعا ليبتسم بخفة ثم تركها وخرج من المكتب ... وهو يترك خلفه صراعات كبيرة ...
لا يعلم لما فعل كل هذا ولكنه أراد فعل هذا .. وهو وببساطة يفعل كل ما يريد .. خرج من الشركة وصعد السيارة بجانب شقيقته وانطلق بهم السائق مغادراً
فـى نفس اللحظة كانت سيارة هشام تدلف إلـى الشركة وترجل من السيارة وتوجه على الفور إلـى مكتب صديقة التى توجد بـه كيان الآن...
دلف إلـى المكتب ليراها تجلس على المقعد وهى تسند رأسها على كفوف يدها
هتف بقلق
- كيان انتى كويسة؟
رفعت كيان رأسعا سريعاً ونهضت وارتمت بين أحضانه وهى تجهش بالبكاء لسبب لا تعلمه ... احتضنها بقلق وخوف أن يكون أصابها مكروه ما
ريت على خصلات شعرها هاتفا
- حصل اى يا كيان
ثم لاحظ ثلاث أكواب من القهوة ليردف بتساؤل
- كان فـى حد هنا
هزت رأسها مؤكدة على حديثه واردفت من بين بكائها
- كـ..كانت رنا زيد
قطب جبينه هاتفا بإستغراب
- واى اللى جابهم المفروض معادهم يكون بعد عشر دقايق
ابتعدت عنـه وكفكفت دموعها بظهر يديها كالاطفال وهتفت
- معرفش انا افتكرت ان دا معادهم وان في حاجه شغلتك علشان كدا مجتش
هتف بقلق وهو يري احمرار انفها ووجنتيها
- قوليلي طيب حصلك اى.. ضايقوكِ فـي حاجة
هزت رأسها بالرفض مردفة
- لا انا حسيت انى عايزة ابكي وخلاص
- متأكدة..يعنى زيد او رنـا معملوش حاجه ضايقتك
هتف بها بعدم اقتناع لتومئ له مردفة
- صدقنى مفيش حاجه والصفقة مشيت فل كمان ووافقوا على كل الشروط.. كيان بقى ومحدش يقدر يجادل معايا
انهت حديثها بنبرة مرحه حتى لا يسألها كثيرا ليحتضنها هاتفا بإبتسامة
- مش عايز اشوف دموعك تانى
أومأت له بهدوء بينما هو ظل يفكر لما أتى ذلك الزيد قبل موعده؟!!...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظـرت رنـا إلـى شقيقها الشارد وعلى وجهه إبتسامة غريبة عليها..
تملكها الفضول وهتفت
- هل يمكن أن أعلم سبب تحدثك معها بذلك الشكل؟
نظـر لها بنفس إبتسامته واردف
- لأنـها رقيقة .. لا تستحق إلّا التعامل بلطف .. هشة مثل ورقة الشجر فـي فصل الخريف
شعرت بالصدمة وهـى لا تستوعب أن هذا الذى يتحدث هـو شقيقها .. هل هو من يتحدث عـن فتاة هكذا؟!!
لم يُبالى بالصدمة التى ارتسمت على وجه شقيقته ونظر إلـى النافذة بإبتسامة هادئة ولكنها اختفت عندما استمع إلـى شقيقته وهـى تردف
_ أتمنى أن لا تنسى أنها شقيقة الذئب، لهوك معها يعني لعبك بعداد عمرك
رمقها بنظرة نارية ولم يرد عليها .. هو لا يتسلي بها .. هو حقاً لا يعلم ما تلك المشاعر التى احتلت فؤاده فور رؤيته لها مرة ثانية بعد مدة طويلة .. تلك القشعريرة التى سارت بجسده فور ملامسته ليدها الناعمة لأول مرة تصيب جسده .. هو كالجبل لا يهتز بوجود أنثي مهما بلغ جمالها .. ولكن هـى غير ..
هـى صغيرته...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج هشام من الشركة وهو يأمر سليمان بأن يظل مع كيان ولا يتركها لحظة واحدة..
انتهت كيان من مراجعة بعض الأوراق وتوقيع الأخرى ثم نهضت وهى تتنهد بإرهاق وأخذت هاتفها ووضعت نظارتها على عينيها وخرجت من المكتب..
لتجد سليمان يقف بجوار المكتب لتنظر لـه بإستغراب ليهتف سليمان بجدية
- هشام باشا أمر إنى مسبكيش لحظة واحدة
إبتسمت لـه كيان وتحركت من امامه وهو يتبعها وهتفت بمرح
- والله يا سليمان انا نفسي أشوفك بتضحك
دلف معها إلـى المصعد وهتف بهدوء
- مفيش حاجه بتضحك علشان اضحك عليها يا هانم
رفعت نظارتها ووضعتها على خصلات شعرها وهتفت بمرح
- يا سليمان انا من يوم ما شوفتك وانا عمرى ما لمحت ابتسامتك حتى
انفتح باب المصعد لتخرج وهو يتبعها وهتف ببساطة
- لإن مفيش حاجه حصلت تضحكنى يا هانم
وقفت كيان فجأة والتفتت ليتوقف هو أيضا لتردف وهى تنظر لـه إلـى الأعلى بسبب فارق الطول
- متقولش هانم دى انت عارف إنـى بعتبرك صديقي.. وبعدين مستحيل يكون السنين دى كلها ومفيش حاجه ضحكتك
هتف سليمان بهدوء
- عارفة اى اللى ممكن يضحكنى دلوقتى
نظرت له بلهفة ليهتف بإبتسامة
- طولك دا وأنتِ فـي سنك دا
نظرت له بابتسامة مردفة
- عارف لولا الابتسامة دى كنت..كنت..
اتسعت ابتسامته مردفا باستفزاز فقد نشأت بينهم صداقة قوية منذ أن بدأ فـى العمل مع أخيها
- طيب أنتِ شايفة ان طولك دا طبيعي.. يعنى أنتِ لابسة كعب وبرضه مش معدية كتفي
ضيقت عينيها تنظر له وهتفت بغيظ
- على فكرا انت اللى طويل بزيادة.. ياابو طويلة
ثم التفت تسير من أمامه بغيظ وكاد ان يتبعها هو بعدما اختفت ابتسامته ولكن لفت نظره طيف يقف بعيداً وكأنـه يحدق بـه
نظر إلـى الجانب ليرى صاحبة العيون الزرقاء تطالعه بحزن ليسير خارجاً من الشركة غير عابئ بنظراتها التى تتبعه..
تولى مقعد القيادة ليستمع لها وهى تردف
- بقولك يا سليمان ما تفسحنى كدا ولا كدا بدل الملل دا
هتف بجدية وهو يتحرك بالسيارة
- قولى المكان اللى عايزاه ياهانم وهوديكي ليه
ضربت كيان على جبينها مردفة
- سليمان بلاش هانم دى انت صديقي
ثم اكملت بحماس
- فاكر المكان اللى ودتنى فيه آخر مرة؟
أومأ لها وتحرك بالسيارة نحو ذلك المكان..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل أن "الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب"
جلست على حافة الصخور وهى تنظر إلـى النيل أمامها، بشرود والنسيم يتلاعب بخصلات شعرها ليجعله يتطاير من حولها
تنهدت بعمق ثم نظرت خلفها لتراه يقف ناظراً للنيل بشرود لتهتف بهدء
- تعالى يا سليمان
نظر لها الأخير ليتقدم منها وجلس بجوارها على الصخرة لتردف
- اى اللى شاغل بالك بقى
نظر لها قليلا ثم نظر إلـى النيل وهو يردف
- مفيش .. عملتى اى مع زيد
نظرت له سريعا وهى تردف
- انا معرفتوش .. هو فكرنى بيه وبالموقف اللى حصل ما بينا .. مش هنكر وأقول مخوفتش منه العكس بس....
نظر لها وهو يحثها على إكمال حديثها لتحمر وجنتيها وهى تردف بخجل
- طريقة كلامه كانت غريبة.. ولطيفة.. معرفش هو اتغير ولا..
قاطعها سليمان بهدوء
- معتقدش، لو كلمك بهدوء يبقي افتكر ضرب بيجاد ليه
ضحكت كيان ليبتسم سليمان بخفة مردفا
- ما هو اكيد مش غبي علشان ينسي الضرب دا كله
أصدرت كيان ضحكة قوية من حديثه ثم أردفت
- كان شعور محرج اوى إنهم فاكريني وانا لا
- انتى مش مضطرة انك تفتكريهم
هتف بها وهو ينظر لها بجانب عينه ليراها وهى تومئ بخفة موكدة على حديثه
شردت في النيل قليلا ثم ارتسمت ابتسامة دافئه على شفتيها ولاحظها هو ليردف
- إياد مش كدا
اومأت له وأخرجت بتنهيدة عميقة ليعتدل سليمان فـى جلسه حيث أصبح ينظر لها لتنظر لـه باستغراب لتعتدل هـى الأخرى حيث أصبحوا ينظرون إلـى بعضهم البعض وشعرت هـى بأن هناك شيئا مهماً سوف يتفوه بـه
تنهد سليمان مردفا
- صداقتنا مش شهر ولا سنة وانتى عارفة دا كويس علشان كدا عايزك تفهمى كلامى كويس
أومأت لـه وهـى تشعر بالقلق لما سيتفوه بـه ليخرج سليمان زفيراً قوياً وأردف بجدية
- أنـا شايف اللى انتى فيه دا إعجاب وأنتِ فاكرة إنـه حب
- يعنى اى
هتفت بها كيان وهى تتطلع إلـى سليمان بقلق
تنهد سليمان ثم هتف بهدوء وبعض الجدية
- يعنى أنتى مش بتحبي إياد دا مجرد إعجاب والدليل إنك حبيتي تدينه مش حبتيه هو.. انتى مشفتيش غضبه ولا شوفتيه وقت ضيقته مشفتيش صفاته السلبية علشان تتقبليه بيها.. كل اللى شوفتيه تدينه وحبه لأخواته وبس ودا اللى جذبك ليه
بالمعنى إنك اول مرة تشوفي راجل كدا بالتدين دا وإنـه بيغض بصره ومبيتكلمش غير بحدود وكلام قليل مع النساء وكمان بيبقي مضطر..علشان كدا عايزك متتسرعيش ومتبينيش ليه حاجه لإن دا مجرد إعجاب ووقت ما ياجي الحب الحقيقي هتعرفي إن كلامى صح
امتلأت عينيها بالدموع وهى تشعر بألم فى قلبها..قلبها يخبرها بأنـها تحبه وأن حديثه خطأ.. وعقلها يؤيد حديثه ويخبرها بأنـه إعجاب فقط..
هتف سليمان بهدوء وهو يراها على وشك البكاء
- كيان بلاش دموع.. انا بقولك كدا علشان مصلحتك.. افترضي إنـه مش بيفكر فيكي ولما يتجوز مش هتكونى انتى اللى اختارها.. هتكونى كدا اذيتي قلبك وظلمتى نفسك لإنك فكرتى إلاعجاب دا حب.. ممكن يكون كلامى قاسي بس دى الحقيقه..
متمشيش ورا عواطفك وقلبك.. خليكي ورا عقلك وصدقيني هترتاحي وهتلاقي اختياراتك كلها صح
مش كل الاختيارات بتبقي بالقلب يا كيان افهمى دا
نظرت إلـى النيل أمامها وبداخلها مشاعر لا تفهمها.. مشاعر متطربة متداخلة ببعضها كخيوط كلما حاولت فكها ازدادت تعقداً.. مسحت تلك الدمعة التى فرت من عينيها وهى تتنهد بقوة
نهضت وهى تبعد خصلات شعرها عـن وجهها وتوجهت إلـى السيارة بدون أن تنظر إلـى سليمان او توجه له كلمة واحدة
تنهد الآخر وهو ينهض متجها خلفها.. تولى مقعد القيادة ليراها تتكئ برأسها على زجاج السيارة تنظر إلـى البحر بشرود ليشغل محرك السيارة وانطلق بها والصمت حليف الموقف…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لى يا حبيبي احنا قصرنا معاكم فـ حاجه او ضايقناكم
نظر لها زيد بابتسامة بسيطة هاتفا
- ليس كذلك، لكن هكذا سنرتاح أكثر
تنهدت سناء مردفة
- ماشي يا حبيبي بس خلى بالك انتوا هتقضوا النهار كله هنا يعنى مش هتمشوا غير ع النوم
قبل زيد رأسها مردفا
- سأحاول
- اللى يتكلم معاك ميخدش حق ولا باطل
ابتسم زيد بخفة ثم امسك حقيبته وحقيبة شقيقته وخرج من الڤيلا
اخذها منه الحرس سريعا ووضعوها بالسيارة بينما هو صعد بجوار شقيقته الغير راضيه على تركهم الڤيلا ولكنها لا تستطيع أن تتحدث او تعترض حتى..
هتفت دنيا بتساؤل
- هو ممكن يكون زعل من كلام آسر الصبح
- مش عارفة يا دنيا انا خايفة يكون فعلا أخد على خاطره
اردف عبدالرحيم بهدوء
- لا طبعاً هو زيد غريب عليكم ولا اى..دا اكتر شخص ممكن تتعلمى منه اللامبالاة بكلام حد وبيعمل اللى فـي دماغه وبس
- يارب يكون كلامك صح
هتفت بها سناء بخفوت ثم نهضت وصعدت إلـى غرفتها
بينما نظر عبدالرحيم الى دنيا بعتاب هاتفا
- مكنش ليه لزوم سؤالك دا.. اهو شغلتى بالها بحاجه مش صح وممكن تتعب
= مكنتش اقصد
هتفت بها دنيا بحزن ليتنهد عبدالدرحيم ورحل هو الآخر لتصعد دنيا إلـى غرفتها بعدما ظلت بمفردها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف إلـى الفندق والذى تم حجز جناح كامل به لزيد الرباعي وشقيقته.
دلف إلـى غرفته المحددة بينما دلفت رنـا إلـى الغرفة المجاورة لـه..
خلع قميصه والقاه أرضا ودلف إلـى المرحاض وبعد وقت خرج وهو يجفف شعره وأخرج له من الحقيبة بعض الملابس وارتداها سريعاً.
تمدد على الفراش والتقط حاسوبه ووضعه على صدره وبدأ بالعمل وأصابعه تتحرك بسرعة ومهارة على لوح حاسوبه..
وفجأة .. توقفت أصابعه عن الحركة وثبتت عيناه على نقطة معينه وشرد عقله بعيداً عـن العمل وهو يتذكر صغيرته كما لقبها..
ابتسمت عيناه قبل شفتيه وهو يتذكر حجمها الصغير بالنسبة لـه.. شرد بكل تفاصيلها..
لا يعلم كيف لفتاة بعمرها وأيضا بمكانتها وأنها شقيقة من ترتعد له الأبدان تكون بهذه الرقة والهشاشة..!!
صوت طرقات علـى الباب قطعت حبل افكاره ليضع الحاسوب بجانبه على الفراش ووضع ذراعه أسفل رأسه وامر الطارق بالدلوف
ولم تكن سوى شقيقته التى دلفت وأغلقت الباب خلفها وبدون أن تتحدث أو تصدر أى صوت تمددت بجوار شقيقها ووضعت رأسها على صدره وهى تغمض عينيها وتخرج زفيراً قوياً
تعجب هو من فعلتها منذ متى وهى لطيفة هكذا..منذ متى وهى تحب الإقتراب منه او تعامله كشقيق لها وليس مجرد رئيسها بالعمل..تذكر معاملتها الجافة له فـى كل مرة يحاول أن يجعل علاقتهم جيده
نظر لها بدون أن يحرك رأسه ليرى أهدابها المبتلة وانفها المحمر ليتنهد بقوة وأبعد يده مـن اسفل رأسها وأحاطها به واضعاً يده الأخرى على خصلات شعرها ويحركها بلطف
ما هى إلا ثوانى قليلة حتى استمع إلـى صوت شهقاتها المتقطعة ليردف بهدوء
- ما بكِ؟
لم يجد رد سوى شهقاتها وهى تتعلق بملابسه بقوة وكأنه سيهرب منها..
اعتدل فـى جلسته وأبعد وجهها عن صدره هاتفا بحدة
_ ماذا حدث؟ هل تعرض لكِ أحدهم؟ تحدثي
هزت رأسها بالرفض وهى تردف ببكاء
- لا يوجد. شيء
_ إذا لمَ البكاء؟ أهناك ما يؤلمك؟ تشعرين بالتعب؟؟
هتف بها بقلق حاول إخفائه بقدر المستطاع
لتردف رنـا بصوت مبحوح
- لا أدري حقًا، أنا فقط أشعر بضيق شديد هنا
أشارت على موضع قلبها مكملة ببكاء
_ أشعر وكأن جبلًا جاثمًا على صدري، ولا أدري لما حقًا
ثم وضعت وجهها بين كفوف يدها وبدأت بالبكاء ليحتضنها وهو يحتويها بين ذراعيه مربتا على ظهرها بخفة.. لا يعلم ما بها أو ما الذى جعلها تصل لهذه المرحلة من الحزن
هتف بتوجس وهو يخشي إجابتها
- أنتِ... غاضبة مني؟
انتظر قليلا حتى هزت رأسها بالرفض ليتنهد بخفة مردفا
- توقفِ عن البكاء واذهبي وأبدلي ثيابك
- لمَ؟
هتفت بها من بين بكائها
- مفاجأة...
ابتعدت عنه وهى تنظر له بعينيها التى تشبه عينيه بحماس ليبتسم بخفة وهو يعلم حبها الكبير للمفاجآت وبالأخص مفاجآته هو..
كفكفت دموعها بيديها وهر تردف
- سأجهز بسرعة
ولم تنتظر حديثه وركضت إلـى الخارج وهى تبتسم وكأنها لم تكن تبكي من قبل ليهز هو رأسه بخفة من تقلب مزاجها هذا ونهض هو الآخر ليغير ملابسه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت إلـى القصر وهى تشعر بضيق وتريد أخاها.. هى حتى لا تعلم إلـى أين سافر ولما هاتفه مغلق دائماً..
جلست على فراشها وهى تضع وجهها بين كفيها وهى تحاول كبح دموعها بشدة..
دلف بيجاد إلـى القصر وتوجه فورًا إلى غرفتها، طرق الباب الذي كان مفتوحًا قائلًا بمرح
- كوكو..حبيبي اللى وحشنى
رفعت رأسها بتعجب من وجوده ولم تنتظر كثيراً لتنهض سريعا وهى تركض نحوه واحتضنته بقوة..بينما استقبلها الآخر بعناق قوى
هتف بمرح وهو يراها لا تريد الابتعاد عنه
- للدرجة دى انا وحشك
لم يأتيه رد منها لتختفي ابتسامته وتحولت ملامحه إلـى القلق وهو يشعر بدموعها على كتفه
أجلسها على الفراش وهو يضمها يسألها بقلق ويده تمسح على خصلاتها
- حصل اى.. فى حد ضايقك
- انا زعلانه منكوا أوى.. انت وهشام وأبيه
خرج صوتها الرقيق المختنق حاملاً معه هذه الكلمات التى اصابت قلبه قبل أذنيه
- ليه؟ حصل إيه؟
هتفت وهى تبكى بحرقة وتشعر بألم بداخل قلبها
- انتوا بطلتوا تهتموا بيا زى الأول.. كلكم انشغلتوا عنى.. انت سافرت وأبيه سافر من غير ما يشوفنى ولا يقولى ولا حتى اتصل يطمن عليا.. وهشام مشفتوش غير فـي الشركة وبعدها سابنى ومشي معرفش راح فين.. وفضلت أنا لوحدى ..انا عملتلكم حاجه وحشة علشان تبعدوا عنى؟.. ولا انتوا بقيتوا تكرهونى؟
اعتصر قلبه ألماً من حديثها وبكائها بهذه الطريقة.. احتضنها بقوة وهو يردف بحزن
- أنا آسف.. انا بحبك وهفضل طول عمرى بحبك وريان وهشام كمان بيحبوكِ..اوعى تفكرى فـي يوم اننا مبقيناش نحبك.. أنتِ في غلاوتك عندنا زي غلاوة البنت عند باباها، وأوعدك إنى لما أشوف هشام هعاقبه وريان السفر جاله فجأة حتى احنا مبنعرفش نكلمه
ثم اكمل بمرح حتى يخفف من حدة بكائها
- بس انتى قلبك ابيض ومش هتعاقبيني صح.. اصل انا واد غلبان حتى متهنتش بشهر عسلي يرضيكي دا
ضحكت بخفة وهو تومئ له بالرفض ليصفعها بخفة على خصلات شعرها مردفا
- وانا اللى قولت مفيش غير كوكو حبيبي اللى هتقف معايا وتخليني ارجع اكمل شهر عسلي
ابتعدت عنه ليمسح هو دموعها التى لطخت وجهها وابعد خصلاتها التى التصقت بها ليري ابتسامتها الخفيفة وهى تردف
- وانت اى اللى رجعك
قرص وجنتها بخفة مردفا
- اصل في وحده اسمها كيان كانت شاغلة بالى ووحشتنى اوى ومقدرتش ابعد اكتر من كدا عنها
ابتسمت له ليبادلها هو بإبتسامة حنونه ثم احتضنها وظل يربت على شعرها بينما هى أغمضت عينيها براحة لتذهب فـى النـوم سريعاً
شعر هو بإنتظام انفاسها ليقبلها على رأسها وتركها تنام بأريحية على الفراش ودثرها بالغطاء جيدا وخرج من غرفتها وأخبر إحدى الخدم ما إن تستيقظ حتى يخبروه..
ثم خرج باحثاً عـن ذلك الهشام ويعلم أين ذهب وما ذلك الشئ المهم الذى جعله يترك كيان بمفردها...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية