رواية الطبيب العاشق (2) الفصل العشرون 20 - بقلم منة جبريل
العشرون
العشرون
فـى يوم جديد...
خرج بيجاد من الڤيلا ليقابل صديقه يخرج من الڤيلا الأخرى ولكن ملامح وجهه لا تبشر بالخير إطلاقا...
تقدم منه ثم هتف بإستغراب
- فى ايه
- فـى اختلاس فـى حساب الشركة 2 مليون
هتف بهـا هشام بغضب ليردف بيجاد بصدمة
- ودا حصل ازاى مش إياد المسؤول عن الحسابات
أومأ له هشام موضحا
- الإختلاس كان قبل ما يستلم الحسابات بأسبوعين.. وعرف دا لما راجع الورق
ضيق بيجاد بين حاجبيه هاتفا
- قبل اسبوعين.. دا يعنى مراد..بس مراد كان أمين على الحسابات وريان بيثق فيه جداً
تذكر هشام بالفعل ثقة ريان بهذا المراد.. هل يعقل أنـه أخطأ عندما وضع ثقته بـه..ولكن كيف؟..فـ ريان من الصعب إكتساب ثقته..
نظر لـه هشام بحيرة ثم أخرج هاتفه وضغط بعض الأرقام..
هتف بجدية بعدما أتاه الرد
- سليمان.. مراد فـ المخزن
= أيوا يا باشا ومحدش لمسه مستنيين أوامرك ومرتاح كإنـه فـ بيته
هتف هشام بتنهيدة
- طب كويس مسافة الطريق وأكون عندكم
ثم اغلق الهاتف وترك بيجاد مغادراً بسيارته نحـو المخزن بينما ذهب بيجاد لرؤية صديقه الآخر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تصرخ كالعادة بألم وهـى تحاول الفرار من بين هذه الأصفاد..
وكان هو يجلس أرضا ينظر لها بقلب ينشطر إلـى نصفين وهو يراها هكذا..لا يستطيع فعل شئ لها..
استمع إلـى صوت طرقات على باب الڤيلا ليضيق حاجبيه بإستغراب فهو لم يطلب شيئا من هشام..
نهض وخرج من الغرفة بخطوات ثقيلة وشعره المشعث وعيناه الحمراء وقميصه الذى يوضع على جسده بإهمال وهو يتركه حراً
فتح الباب وهو يتوقع وجود هشام ولكنه تفاجأ من وجود بيجاد أمامـه..
كانت ترتسم ابتسامة على وجه بيجاد ولكنها اختفت تدريجياً عندما رأى هيئة صديقه الغير مهندمة وعيناه الحمراء المرهقة
فُـزع بيجاد وهو يستمع إلـى صوت صراخ قوى ولم يكن سوى صوت حوراء والذى تعرف عليـه على الفور..
وبدون أن يتحدث أى منهما عانق كلا منهما الآخر.. أحـد يستمد الطاقة مـن صديقه..والآخر يخفف عنـه بهذا العناق وكأنـه يخبره بأنـه ليس بمفرده..
كلما استمع إلـى صوت صراخها يشدد من احتضانـه لصديقه وهو يقاوم حتى لا يضعف
والآخر يسشعر بـه ويربت على ظهره بخفة وهو مازال فـى صدمة من هيئة صديقه هذه..وصراخ من يعتبرها شقيقته الذى يصم آذانـه..
ابتعد عنـه ريان وطالعه بصمت.. حقا لا يستطيع التحدث..هو بالكاد يستطيع التنفس ويزداد اختناقه مع كل صرخة تخرج منها
تألم قلب بيجاد وهو يري صديقه بهذا الضعف.. يري الجبل الشامخ الذى دائماً يكون ظهراً لهم حتى لا يسقطوا ها هو الآن يهدد بالسقوط..
لم يجد كلمات لكـى يقولها.. الثمانى والعشرون حرفاً لا يستطيع تكوين كلمة واحدة منها..
ولكن عيناه كانت تقول الكثير ثم عانق صديقه مجددا وربت على كتفه وغادر..
غادر وهو يشعر بالعجز تماماً حتى أنـه لا يستطيع التهوين عن صديقه صعد سيارته وضرب المقود بقوة ثم انطلق بها بسرعة البرق
أغلق ريان باب الڤيلا وهو يشكر بيجاد بداخله.. فهو قد مده بطاقة بعدما كانت طاقته على وشك النفاذ.. ذلك العناق لم يكن عادياً .. بل كان مثل الشاحن بنسبة له يشحن بـه طاقته من جديد.. هو استطاع فهم نظراته جيداً ووصل إلـيه كل ما لا يستطيع قوله..
صعد إلـى الغرفة وجدها تإن بضعف ليمسك بصينية الطعام ووضعها على الفراش وأخذ قطعة من الطعام فـى يده وقربها منها
لتشيح هى بوجهها للجهة الأخرى ترفض الطعام ليهتف بهدوء
- علشانى يا حوراء.. ساعديني فـ علاجك يا لؤلؤى الاسود
- مش عـ..عايزة
هتفت بهـا بصوت ضعيف مبحوح من أثر الصراخ
ظل يلح عليها كثيراً وأخيراً وافقت بعدما شعرت بأن طاقتها قد نفدت ولا تستطيع المجادلة أكثر
قـام بإزالة الأصفاد من حول يديها برفق ثم جعلها تجلس نصف جلسة وجلس هو خلفها ثم أسند ظهرها ورأسها على صدره وقام بجذب الطعلم إلـى جانبه وظل يطعمها بحنان ورفق
بعد وقت..
هتفت حوراء بتعب
- كفاية
- طيب آخر شوية علشانى
هتف بها وهو يقرب يده منها وبها طعام لتحرك رأسها بالرفض ثم أمالت برأسها لتصبح وجنتها على صدره وأغمضت عينيها بهدوء..
شعر بثقل جسدها ليعلم بأنها غطت فـى النوم من الإرهاق ليبعد الطعام وقام بلف ذراعيه حولها وهو يجذبها نحوه أكثر وأغمض عينيه مريحاً رأسه إلـى الخلف وهو يتنهد بإرهاق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوقف سيارته أمام مخزن فـى مكان معزول عن البشر وترجل من السيارة ودلف إلـى المخزن ليقابله سليمان
أشار لـه بأن يخرج ليومئ له سليمان بصمت وغادر بينما هشام تقدم من ذلك الشاب الجالس على مقعد وأمامه ماء وطعام...
هتف مراد بهدوء
- خير يا هشام باشا.. ممكن اعرف سبب اختطافي
جلس هشام أمامه مردفا
- مفيش واحد مخطوف بيتعامل المعاملة دى يا مراد.. ندخل فـ المهم.. قبل ما ريـان يحولك من قسم الحسابات بأسبوعين تم اختلاس 2 مليون.. اعرف راحت فين
نظر له مراد قليلا ثم حول عينيه يحاول التذكر ثم ابتسم بخفة ونظر إلـى هشام مجددا هاتفا ببرود
- حضرتك مفيش اختلاس ولا حاجه.. تقريباً ريان باشا مقالش على حاجه..
ضيق هشام بين حاجبيه ليكمل مراد
- 2 مليون دول أنـا أخدتهم مـن الحسابات بأمر من ريان باشا ونسيت ما اظبط الحسابات علشان ميظهرش ان فـي فلوس خرجت والسبب مقدرش اقول عليه.. تقدر تسأل الباشا بنفسه
استغرب هشام من حديث مراد وهو ينظر إلـى عينيه وهو يحاول معرفة اذا كان يقول الحقيقة أم لا.. ولكن نظرة الثقة والبرود جعلته يصدق حديثه
نهض هشام مردفا
- تمام هخلى سليمان يروحك دلوقتى واستعد لو كلامك دا غلط انت كدا هتكون لعبت فـ عداد عمرك
نهض مراد وهو يعدل من ثيابه وخرج خلف هشام الذى أشار لسليمان ليومئ لـه الآخر وأخذ مراد وأعاده إلـى منزله
بينما هشام فهو فـى حيرة فـى أمره ولكنه قرر بعدم سؤال ريان الآن بسبب الحالة التى هو بها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متسطح على الفراش واضعا ذراعه أسفل رأسه مغمضا عينيه براحه..
شعر بأيدٍ ناعمة تسير على صدره ببطء ليفتح عينيه ليراها تلك الرنا التى كانت تبتسم لـه
أبعد يديها عنه بقوة ونهض مزمجراً بغضب
- انتى بتعملى اى هنا.. وازاى تتجرأى تدخلى الأوضة
هتفت رنـا بصوت رقيق مصطنع
- خالتي سناء طلبت مني أن أعلمك أن الفطور جاهز
نهض آسر ناظراً لهـا بزيتونتيه التى تشعان بالخبث واقترب منها ببطء هاتفا
- ويا ترى اخوكى عارف إنك جاية تصحيني
اهتزت عينيها ولكنها هتفت بثبات
- اهدأ، انت ابن خالتي،ما المشكلة؟
قوس شفتيه إلـى الأسفل وهو يرفع حاجبيه هاتفا ببرود وعيناه تشع ناراً
- للأسف.. لو باقيه على حياتك اطلعى برا الاوضه و مشوفش وشك هنا تانى
شعرت بالخوف من نظرته ولكنها أخفت خوفها ببراعة ورمقته بنظرة باردة والتفت تغادر من الغرفة بخطوات أنثي واثقه وصوت حذائها الثابت دليل على هذا..
مرر آسر يده على خصلات شعره وهو يزفر بغضب ويسُب هذه الرنـا بداخله ودلف إلـى المرحاض.
وبعد وقت خرج من الغرفة متجها لبهو الفبلا ليجدهم يلتفون حول المائدة ينتظرون قدومه حتى يبدأوا بالإفطار ما عدا ذلك الزيد الذى بدأ بالأكل بالفعل بعدم مبالاة
لم يهتم بـه آسر وجلس على المقعد ليبدأوا بتناول الفطور..
هتف آسر بهدوء تشوبها بعض السخرية
- هى شركتك مين بيديرها فـ غيابكم
رمقته والدته بنظرة محذرة بينما وضع زيد المنديل على الطاولة بعدما مسح فاه وهتف ببرود
- أبي
ثم نهض هاتفا بنبرة ذات مغزى
- العار على من ترك شركاته لأعمامه
هز آسر رأسه مؤيداً حديثه مردفا
- تصدق لأول مرة تقول حاجه صح.. المفروض ارجع شركاتى
- المفروض..يلا اشوفكم بالليل يلا يارنا
هتف بها زيد وهو يهم بالخروج
ليستمع إلـى رنـا التى هتفت بغيظ
- لكن لم انتهي من الفطور
التفت بنصف جسده ورمقها بنظرة دبت الرعب بداخلها لتنهض سريعا وهى تردف بتلعثم
- آتية
إبتسم آسر بسخرية فهو يعلم خوفها الكبير من شقيقها ورغم هذا تعاند بينما هى ركضت خلفه تتبعه بصمت
هتف زيد وهو يصعد إلـى السيارة
- لا تعيديها
صعدت رنـا بجواره وهتفت بخوف
- حـ.. حسنًا
أشار زيد للسائق ليتحرك الآخر سريعاً
ليكمل وهو يعبث بجهاز اللاب توب الذى وضعه على قدمه
- احجزي لنا باقي الأيام التي سنبقاها هنا في فندق جيد
- لماذا؟
هتفت بـها بإستغراب ليكمل بدون النظر إليها
_ لأننا لن نبقى عند خالتك كثيرًا، أو تحديدًا آسر
ثم حرك مقلتيه إلـى الجانب بدون أن يحرك رأسه ناظراً لهـا نظرة أوقفت نبضات قلبها من الخوف
هتفت بتلعثم
- ما.. ما الذي تقصده؟
أشار زيد للسائق بأن يتوقف لينفذ السائق أمره على الفور ثم خرج من السيارة بعدما أمره زيد بهذا
أغلق زيد حاسوبه ووضعه بحقيبته الخاصة ثم التفت بجسده نحوها هاتفا بنبرة خرجت مخيفة
_ أختي العزيزة، لست مغفلًا، لقد سمعت ما دار بينكِ وبينه في الغرفة قبل قلبل، وصدقيني حين أقولك لكِ بأن هذا آخر تحذير، إن رأيتكِ تقومين بتلك الحركات مجددًا سأرسل رأسك في صندوق لوالدك، أفهمت؟
ارتعد جسدها وهى تلتصق بجسدها بــ بـاب السيارة وأومأت برأسها بخوف وهتفت بتلعثم وهى تشعر بجفاف حلقها
- أنا... آسفة
رمقها بنظرة أخيرة ثم اعتدل فـى جلسته وارتدى نظارته ليخفي عينيه الزرقاء التى أصبحت كالمحيط الثائر واشار للسائق بأن يصعد ويكمل قيادته
بينما رنـا فكانت كالقطة الخائفة منكمشة على نفسها ثم فتحت اللاب الخاص بـها وظلت تبحث عن أفضل الفنادق حتى وجدت الكثير الذى يظهر عليهم الرقي والفخامة لتختار واحداً منهم كان راقياً جداً
ثم هاتفت صاحب الفندق وقامت بحجز جناح كامل لهما وبعدها ظلت صامتة تفكر فـى حياتها
ثم نظرت إلـى زيد سريعاً وكأنها تذكرت شيئاً ما مردفة
- هل تعلم أن الذئب قد سافر
نظر لها بإستغراب لتكمل رنـا مؤكدة حديثها
_ تحدث إلى هشام العامري وعلمت منه أنه سافر لأمور خاصة، وشقيقته هي من تدير الشركة في الوقت الراهن، ولا يعلم أحد متى سيعود
غضب زيد كثيراً فـ كيف يسافر وصفقتهما لم تنتهى بعد.. والأسوأ بأنـه سيكمل صفقته مع شقيقته، تلك الفتاة التى سوف تجبره علـى التحدث معها بلطف حتى لا تنفجر فـى البكاء كطفلة صغيرة.. يتذكر آخر محادثة بينهم وكيف انفعل ورفع صوتـه عليها
لينتهى بهـا المطاف ترمقه بنظرة لم ينساها إلـى الآن، نظرة خائفة كطفلة تاهت بين الأروقة، ارتجافها وهـى تحاول السيطرة على دموعها التى بدأت تتجمع بمقلتيها
لم ينسي إلـى الآن كيف سَكَنَ غضبه سريعاً بطريقة هو تعجبها، رأى تلك الدمعة التى هبطت من مقلتيها لتعلن الإشارة للدموع الأخر
دموعها تشبه المطر..تبدأ بقطرة..ويتبعها هطول قطرات كثيفة مصاحبة بالبرق والرّعد..مـن كان يعلم بأن هذه القطرة الصغيرة ستجلب ذلك الدمار خلفها؟!
لم ينسي هيأتها وهـى تقف أمامـه بحجمها الصغير وهـى وتضع وجهها بين كفوف يدها وتبدأ بالبكاء
إنتهى بـه هو المطاف يتلقي العديد من اللكمات القوية من ذلك البيجاد الذى تحول إلـى وحش كاسر بعدما رأى دموعها..لم يدافع عـن نفسه فقد كان فـى زهول مِـن الأمـر.. وهو يتساءَل!!
أهى حقاً تبكي بهذه الطريقة بسبب أنـهُ قام برفع صوتِـه فقط عليها؟..هل مِـن الممكن وجود فتاة بتلك الحساسية والهشاشة؟..
عـاد مِـن تلك الذكرى التـى حُفرت فـى ذاكرته لسبب يجهلهُ على صوت شقيقته وهى تخبره بأنهم قد وصلوا إلـى وجهتهم ولم تكن سوى شركة الذئب...
ها هو الآن سيتعامل معها لأول مرة بعد ذلك الحدث!..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- خلاص يا بنتى فهمت هستأذن سيفو الأول وبعدها هكون عندك ........ تمام تمام سلام
كان هذا حديث قمر وهى تتحدث بالهاتف مع أريب وخرجت لتستأذن أبيها للذهاب إليها ليوافق على الفور وهو يخبرها بأن تحضرها معها فهو اشتاق لها كثيراً
لتقبله قمر على جبينه وغادرت إلـى صديقتها التى لم تكف عن الزن فوق رأسها حتى تأتى إليها...
وقد قررت أن تسير قليلاً ثم توقف سيارة أجرة.. هـى تسير قاطعها ظهور آخر شخص توقعت رؤيته..
بينما ابتسم لها الآخر هاتفا
- يا محلى الصدف
لم تُعره إهتمام وتخطته وسارت مبتعده عنـه ولكنه اوقفها مجددا عندما وقف أمامها قاطعاً عليها الطريق
وقبل أن يتحدث هتفت هـى بشراسة وهى تنظر لـه من أسفل نظارتها
- شكلو عجبك الضرب من إياد..ابعد عنى ياابن الحلال..دا بيقولك ابعد عن الشر وقَنّي له
ابتسم أيان هاتفا
- هو الشر قمر كدا.. والله والدك صَدَق لما سماكِ قمر..اسم على مسمى
ابتسمت لـه بتكلف مردفة
- شكرا على ذوقك بس لو ملاحظ انت دلوقتى بتضيع منـى وقت وانا مش فضيالك بصراحة
- الله..قوليلي رايحة فين
رفعت قمر اصبعها فى وجهه وهى تردف بتحذير
- ولا بقوولك ايه ابعد عن خلقتى أحسن لك
ثم ضربته بحقيبتها فى صدره مبعده إيـاه عن طريقها وأوقفت سيارة بسرعة وصعدت بها تحت نظراته لها وضحكاته التى كانت تصل إلـى مسامعها..
بعدما غادرت ابتسم بخبث فهـو وجوده هنا ليس صدفة أبداً ثم تحرك لكي يكمل ما أتى لأجله..
بعد وقت...
كانت تجلس بين أريب وآية وهى تتحدث بغضب عـن ذلك الأيان
هتفت آيـة برقتها المعهودة وهى تحاول كبت ضحكاتها
- حرام عليكي يا قمر..دا أيان أحلى واحد فـ عيلتهم أصلا
- نعــــم ياختى أحلى واحد ايه.. أمال أبو عيون زرق ولا أبو عيون خضر ولا أبو عيون بتنور دا ولا أبو أحلى عيون اللى لونها غريب ومتعرفيلهاش لون محدد دول راحوا فين
ضحكت آيـة بقوة بعدما فقد السيطرة على نفسها ثم هتفت أريب بضحك
- يخرب عقلك ما سبتش حد فيهم دى حوراء لو سمعتك وانتى بتقولى على عيون جوزها كدا كنتِ هتلاقي عيونك برا راسك أصلا
ضحكت قمر مردفة ببلاهة
- لا يا ختى حوراء مفيش فـ رقتها وحلاوتها
- عند جوزها مفيش رقة خالص صدقيني
هتفت بها آية بضحك
لتضحك الثلاث فتيات ثم بدأوا يتحدثون عن أشياء أخرى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أيـــــهم ... تعالى خد االكائن دا
هتف بها غيث بغيظ من تلك الطفلة التى لم تترك خصلات شعره ولو لدقيقه وهى تجذبهم بقوة
خرج أيهم من المطبخ وهو يحمل ببرونه بها حليب وهو يقهقه بقوة وجلس بجانبه وأخذها منه وقبلها من وجنتها المكتنزة لتضحك الطفلة بسعادة
ليضع لها الببرونة فـى فمها وهو يبتسم ليهتف غيث براحة تحتل قلبه
- حاسس بفرحة كبيرة وانا شايفك مبسوط ومرتاح كدا بعد سنين طويلة..ياخى دا انا مفرحتش يوم كتب كتابي نص الفرحة دى
تنهد أيهم مردفا
- وانا لأول مرة أحس بشعور الراحة بعد ما بسمة سابتنى ومشيت للأبد.. انا بحمد ربنا كتير لإنـه بعتلى الطفلة دى
ربت غيث على كتفه وهو يبتسم بفرحة تغمر قلبه ثم هتف بغيظ وهو يعيد ترتيب شعره
- بقولك اي بقى دى آخر مرة هشيلها دى مفترية طلعت شعرى فـ أيدها
ضحك أبهم هاتفا
- نقـاء مفيش أحلى منها ولا أهدى منها مش كدا يا نقـائى
لوى غيث شفتيه هاتفا
- دى جنية..شيطانة..لكن نقـاء معتقدش..لكن انت من فين جالك الاسم الغريب دا
= معرفش.. أول ما شوفتها وانا حسيت ان اسمها نقـاء ومش هينفعها أى اسم تانـى
اكمل غيث متسائلا
- طب وأهلك امتى ناوى تعرفهم؟!!
هتف أيهم بهدوء
- فـ أى وقت عادى انا حاليا مش فاضي
حمل نقـاء برفق بعدما ذهبت فـى النوم وذهب بـها إلـى الأعلى لكي يضعها بالغرفة
وظل غيث فـى الأسفل شاردا فيما يخبئه لهم القدر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مين اللى بيتصل يا صبا
خرج صوت بيجاد من داخل المرحاض
لتتجه صبا نحو الهاتف وهى تردف بصوت مرتفع قليلا
- دا..رموز يا بيجاد..هو فى حد يسجل رقم برموز
خرج بيجاد من المرحاض وهو يلف منشفة حول خصره والتقط منها الهاتف هاتفا
- آه دا صاحبي الغتت.. المهم يا سمرتى ممكن فنجان نسكافيه من إيدك الحلوة
نظرت لـه صبا ثم إلـى الهاتف بشك فهـى ليست بهذا الغباء لحتى لا تلاحظ أنـه يحاول جعلها لا تستمع لمحادثته مع هذا المتصل المجهول بالنسبة لها
ربعت ساعديها أمام صدرها وهتفت وهى تحرك حاجبيها نحو الهاتف وعينيها معلقة بعينيه بقوة
- رد
نظر لها قليلا ثم رد لتهتف هى
- افتح المايك
نفذ ما قالته بدون مجادلة حتى لا تشك بشئ لا وجود له من الأساس ثم هتف بمرح
- أهلا أهلا بـ علاء أرخم واحد فـ دفعتى
خرج صوت رجولى من الهاتف مردفا
- اهلا بـ بصاحب عيون البحر
نظر بيجاد إلـى صبا بمعنى " أرأيتى" وأكمل بهدوء
- اى اللى فكرك بيا
- مصلحة أكيد
ضحك بيجاد ثم اغلق المايك وهمس لها بأن تحضر له كوب من النسكافيه لترمقه بنظرة متفحصة ثم غادرت..
تأكد هو من رحيلها ثم وقف بالشرفة وهتفت بجدية
- إحم.. أيوا يا سيادة اللواء
جاءه رد اللواء إسماعيل الذى هتف بغضب
- علاء أرخم واحد فـ الشلة
ضحك بيجاد ببلاهة وهو يحرك يده على خصلات شعره مردفا بمرح
- لا وانت ذكى ومشيت على الخط على طول.. وبعدين يا سيادة اللواء اعتبر إنـى فـ شهر العسل يعنى ومينفعش المقاطعات دى وانت فاهم
هتف اللواء إسماعيل بحدة
- وانت مش فـ شهر العسل .. عشر دقايق وألاقيك قدامى فـ المقر يا سيادة المقدم
ثم أغلق الهاتف ليهتف بيجاد بغيظ
- الله يخرب بيتك يا صبا يا بنت ام صبا هتخليه يعمل منى شاورما.. وبعدين اى دا مش المفروض فـى اجازة جواز والكلام دا ولا انا مليش فـ الطيب نصيب
ارتدى ثيابه بسرعة وكاد يخرج ليجد صبا تدلف وهى تحمل فنجان النسكافيه بيدها
ليقبل رأسها وهو يهتف سريعا
- معلش يا روحى بس فى شغل ضرورى لازم أخلصه وهرجعلك مش هتأخر
وغادر سريعاً دون أن ينتظر رداً منها حتى لا تأخره بأسألتها وما شابـه تحت نظراتها المغتاظة.. فهـى تشعر وكأنها متزوجة منه لأكثر من خمس سنوات وهى لم تكمل الشهر حتى...
لتلقي الكوب أرضا ليتهشم إلـى قطع صغيرة وامتلأ جزءاً من الأرض بالنسكافيه وجلست على الفراش وهى تتنفس بسرعة وغضب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية