Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل العشرون 20 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية

  

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل العشرون 20 - بقلم مريم غريب


 

                          
الحلقة الأخيرة(جزء أول):




                          
عندما إستعادت"ياسمين"وعيها ، كانت ممدة فوق آريكة صوفية بقاعة الجلوس و الجميع حولها القلق يعصف بهم خاصة"عمر"الذي شحب وجهه حتي البياض ، بينما قبضت"داليا"علي يد شقيقتها قائلة:
-ياسمين .. فوقي يا حبيبتي ، مالك ؟؟
إنسكب صوت"داليا"بأذن"ياسمين"مشوشا بعض الشيء ، فجاهدت"ياسمين"و فتحت عينيها علي وسعهما مغمغمة:
-داليا ! في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟؟
-طمئنتها"داليا"قائلة:
-خير يا حبيبتي ، ماتقلقيش هتبقي كويسة.
فنقلت"ياسمين"بصرها إلي"عمر"فشاهدت بريق دامع بعينيه ، فقالت بإبتسامة خفيفة:
-ايه يا عمر ! مالك ؟ انا كويسة ماتقلقش.
منحها"عمر"إبتسامة مضطربة ، بينما نهضت"ياسمين"بمساعدة نفسها لتؤكد صدق قولها ، ثم قالت تطمئن البقية:
-ماتقلقوش يا جماعة انا كويسة خالص و الله .. انا بس مش عارفة ايه اللي حصل فجأة.
-معلش يا حبيبتي.
قالتها"داليا"باسمة ، ثم إلتفتت إلي"فاطمة"متابعة:
-من فضلك يا فاطمة اطلعي شقري علي عدنان لو لاقيتيه صاحي هاتيهولي.
أطاعتها"فاطمة"علي الفور ، و إنسلت من بينهم في هدوء ، بينما إقترب"عمر"من"ياسمين"في وجل هامسا:
-وقعتي قلبي يا ياسمين.
إبتسمت"ياسمين"في رقة ، و سألته هامسة بدورها:
-بجد يا عمر ؟؟
-اه و الله ، لما لاقيتك وقعتي من بين ايديا فجأة بلمت .. قلت دي ماتت ، كنت هاروح فيها.
لمعت عيناها في حب قائلة:
-بعد الشر عنك يا حبيبي.
-آااااه اديني هبلم تاني اهو .. قوليها تاني يا ياسمن عشان خاطري.
-انتوا بتقولوا ايه ؟؟
قالتها"داليا"في فضول عندما إقتربت منهما ، فيما إنتفض"عمر"مطلقا لعنة خافتة ، ثم منحها إبتسامة باهتة و قال:
-مابنقولش .. مابنقولش يا داليا.
قهقهت"داليا"عاليا ، فشاركتها"ياسمين"الضحك بدورها ، بينما ردد"عمر"مغتاظا:
-اضحكي اضحكي.
عند ذلك ، آتت"فاطمة"مهرولة و الهلع يغزو كيانها ، فعبست"داليا"متسائلة:
-في ايه يا فاطمة ؟ عدنان كويس ؟؟
أجابتها"فاطمة"و قسمات وجهها نتطق بالذعر:
-مش موجود يا ست داليا ! عدنان بيه مش موجود في سريره !!
-ايه !!
هتفت"داليا"مشدوهة ، بينما تابع عنها"عز الدين"بنزق:
-يعني ايه ؟ مش موجود ازاي يعني ؟؟
وصلت"آية"في تلك اللحظة ، فأجابته بنبرة مرتفعة:
-زي الناس يا بيه .. ابنك مش موجود في البيت كله ، ابنك عندي ، و انا بقي مش ناوية اخليك تشوفه تاني ابدا.




                          
*************************************




                          
أفاقت"عبير"من غفوتها الثقيلة علي آثر سائل مركز وضع بقماشة صغيرة علي أنفها ..
فتحت عينيها تدريجيا ، و أرادت أن ترفع يدها إلي رأسها و لكن ثمة شيئا يعيقها ، فنظرت إلي يديها ، لتجدهما مكبلتين بحبل عريض ، بينما أتاها صوتا أنثويا يقول:
-فوقي بقي يا حلوة بقالك كتير نايمة ، صحصحيلي كده شوية خلينا نبدأ في تصفية الحساب اللي بينا.
تطلعت"عبير"إلي محدثتها ، فرأت أمامها إمرأة في أواسط العمر تجلس علي حافة فراشها ، كانت بسيطة الملبس ، متواضعة الجمال ، و لكن عيناها مليئتان حقدا و عداء ، فسألتها"عبير"مقطبة:
-انتي مين ؟ و دخلتي هنا ازاي ؟ و عايزة مني ايه ؟؟
قهقهت الأخيرة عاليا ، ثم عادت تنظر إليها بقوة قائلة:
-كل دي اسئلة يا حلوة ! اسأليني واحدة واحدة عشان اعرف اجاوبك مظبوط ، سؤال سؤال يعني.
ثم تابعت بشيء من الحدة:
-انا مين ؟ انا عنان .. دخلت هنا ازاي ؟ دخلت من الباب طبعا .. اما بقي انا عايزة منك ايه ؟ .. فأنا عايزة منك حاجة غالية اوي.
ثم إقتربت بوجهها منها قائلة بصوت كفحيح الأفعي:
-روحك .. عايزة روحك يا ست الحسن و الجمال انتي.
إزدردت"عبير"ريقها بصعوبة ، ثم هزت رأسها في إضطراب قائلة:
-انتي مين ؟ جاية عايزة تموتيني ليه ؟ انا عاملتلك ايه ؟؟
تبدلت ملامح"عنان"في تلك اللحظة ، فقبضت علي خصلات شعرها صائحة:
-عملتيلي ايه ؟ حاضر هقولك عملتيلي ايه .. كنتي سبب في موت اعز انسان علي قلبي ، هدية من امي ، و سند في الحياة سابهولي ابويا قبل ما يموت .. اخويا .. اخويا حسام يا .. يا مرات اخويا.
تطلعت"عبير"إليها في ذهول عارم ، ثم رددت بصوت محشرج:
-حسام ! انتي اخت حسام ؟؟
إبتسمت"عنان"في مرارة قائلة:
-ايوه يا عبير هانم .. انا اخت حسام ، و انا بردو اللي جاية انهاردة عشان انتقمله منك انتي و اخوكي.
-اخويا ! قصدك ايه ؟؟
رمقتها"عنان"بإبتسامة خبيثة ، ثم أشارت برأسها إلي"عدنان"النائم إلي جوار عمته فوق فراشها ، فإتسعت عينا"عبير"في ذعر قائلة:
-انتي عايزة تعملي ايه ؟ حرام عليكي الولد مالوش ذنب ، و اخويا كمان مالوش دعوة ، لو عايزة تنتقمي انتقمي مني انا ، بس مالكيش دعوة بأخويا و ابنه هما مالهمش ذنب في حاجة ، انا و اخوكي اللي غلطنا.
-مش هاسيبكوا.
صاحت في عنف ، ثم تابعت:
-مهما حصل .. هنتقم لأخويا انهاردة يعني هنتقم لأخويا انهاردة.
فإستيقظ"عدنان"عند ذلك باكيا ، فنقلت"عبير"بصرها بينه و بين"عنان"حائرة ...




                                  

 
                
***********************************




علي الطرف الأخر ...
إندفعت"داليا"صوب"آية"قائلة بصوت مختلج:
-ابني عندك انتي ! ازاي ؟ و ليه ؟؟
بينما مشي"عز الدين"إليها ، و قبض علي رسغها ، ثم ثناه مزمجرا في عنف:
-انتي مين يا بت ؟ مين اللي باعتك ؟ و وديتي ابني فين ؟؟
إرتسم آلم طفيف علي وجهها جراء قبضته الحديدية ، لكنها غالبت آلمها ، و قالت في تشفي:
-مش هاتشوفه تاني ابدا ، هحرمك منه زي ما حرمتني من حسام.
-حسام !!
هتف"عز الدين"عابسا ، فتابعت:
-ايوه حسام .. اللي اتسببتوا في قتله من سنتين عشان خاطر موضوع هو ماغلطش فيه ، اختك هي اللي غلطت و هي لوحدها اللي كانت تستحق العقاب مش حد تاني.
ثم أضافت بتصميم و إصرار:
-بقالي سنتين حالفة لأخد بتاره منكوا ، حتي لو كانت حياتي هي التمن ، هاخد تاره.
إنفلتت أعصاب"عز الدين"فصفعها بقوة سقطت أرضا علي أثرها ، ثم صاح في عنف جامح:
- الواد فييين ؟ وديتي ابني فين يا ****.
-مش هاتشوفه تاني ، و الله هاتشوفه تاني.
فيما إندفع"خالد"و"عمر"نحو"عز الدين"و أمسكا به كي لا يلحق مزيدا من الآذي بالفتاة ، بينما تطلعت إليه متحدية ، ثم قالت:
-زي ما حرقتوا قلبي علي اغلي انسان في حياتي ، هحرق قلبكوا علي ابنكوا.
هتفت أخر كلماتها صارخة ، فصاح"عز الدين"بها:
-ابني فين يا بنت الـ *** انطقي ، الواد فييين ؟ حياتك قصاد شعرة منه.
عند ذلك ، جثت"داليا"علي ركبتيها إلي جوار"آية"ثم راحت تستجديها باكية:
-ارجوكي .. ارجوكي قوليلي عدنان فين ؟ قوليلي ابني فين ؟ حرام عليكي الولد لسا طفل صغير مالوش ذنب في اي حاجة.
-ذنبه الوحيد انه يبقي ابن واحد من اللي اتسببوا في موت خطيبي.
إنهارت أعصاب"داليا"أكثر فأكثر ، فحاولت أن تترجاها بيأس مرة أخري:
-ارجوكي قوليلي ابني فين ؟ ده زمانه بيعيط دلوقتي ، ابني مش متعود يبعد عني مش بيسكت مع حد غيري.




***********************************




-طيب فكيني عشان اشوف الولد ماله طيب مش شايفاه بيعيط ازاي !!
قالتها"عبير"محاولة التأثير علي"عنان"التي باغتتها ببرود جامد:
-مايتفلق.
-حرام عليكي ده مهما كان طفل بردو خلي في قلبك رحمة.
-مش هفكك.
شددت"عنان"علي أحرف كلماتها بقوة ، فإزدردت"عبير"ريقها ، ثم قالت مقترحة عليها بعض الأمور:
-طيب هو بيفهم الكلام ، ممكن اسأله بس هو عايز ايه بالظبط ؟؟
تنهدت"عنان"ضجرة ، ثم قالت من بين أسنانها:
-اتفضلي.
إلتفتت"عبير"إلي الصغير ، ثم قالت محاولة إستمالته:
-مالك يا حبيبي ؟ عايز ايه ؟ جعان ؟؟
لم يجيبها الصبي ، بل ظل يصرخ باكيا ، فتابعت سؤالها في يأس:
-طب عايز تشرب مايه ؟؟
و لحسن حظها أومأ"عدنان"رأسه ، فحولت بصرها إلي"عنان"علي الفور قائلة:
-ممكن من فضلك تجيبله مايه عشان يشرب ؟ من فضلك.
رمقتها"عنان"مفكرة ، ثم ضغطت علي شفتيها قائلة:
-ماشي.
و نهضت متجهة إلي الخارج ، بينما إنتظرت"عبير"حتي تأكدت من رحيلها ، ثم مدت يديها الموثوقتين إلي الطاولة قرب فراشها ، و إلتقطت هانفهها مسرعة ، ثم بحثت عن رقم شقيقها حتي وجدته بسهولة ، فأجرت الإتصال به ، ثم خبأت الهاتف تحت غطاء الفراش ، و إعتدلت في جلستها ، فآتت"عنان"في تلك اللحظة و بيدها كأس معبأ بالماء ، ثم توجهت به نحو"عدنان"و وضعته علي فمه الصغير ، فإرتشف الصبي بعض القطرات و دموعه تنهمر علي وجنتيه المملؤتين ، ثم عاد إلي البكاء مرة أخري ، فتأففت"عنان"في ضيق من صراخه المستمر ، بينما فطنت"عبير"إلي إستجابة شقيقها إلي إتصالها ، فراحت تخاطب"عنان"قائلة:
-بس انتي عرفتي تخطفي ابن اخويا ازاي ؟ و عرفتي عنواني ازاي ؟ عرفتي منين اني اتجوزت ابن عمي و جيت اعيش معاه في بيته ؟ و دخلتي البيت اصلا ازاي ؟؟
رمقتها"عنان"بنصف إبتسامة ، ثم أجابتها:
-تصوري ! آية اللي جت بحجة الشغل عندك بعد ما كانت بتشتغل عند اخوكي هي اللي ساعدتني.
-مش معقول !!
قهقهت"عنان"بقوة ثم تابعت:
-تحبي اقولك اللي يدهشك اكتر ؟ .. آية تبقي خطيبة حسام اخويا ، قصدي كانت خطيبته قبل ما يموت الله يرحمه.
قطبت"عبير"حاجبيها مشدوهة ، بينما رمقتها"عنان"في إزدراء باسمة ...




        
          
                
************************************




علي الطرف الأخر ...
تابع"عز الدين"أسألته الغاضبة و المتوعدة:
-انتي هتقولي ابني فين ؟ و لا هقتلك ؟؟
إبتسمت"آية"في إستخفاف ، ثم سألته مستهزئة:
-و يا تري لما هتقتلني هتعرف ابنك فين ؟ عموما عادي بردو انا مش فارقة معايا و جاهزة اموت جدا.
- يا بنت الـ*** يا *****.
و كاد يفلت من بين يدي"خالد"و شقيقه لولا هاتفهه الذي تصاعد رنينه عاليا ، فنزع ذراعيه بقوة من موثقيه ، ثم أخرج هاتفهه من جيب سترته ليجد المتصل شقيقته ، فأجاب مسرعا:
-الو .. الو .. الـ ..
ثم صمت فجأة ، إذ سمع صوت بكاء إبنه يتبعه صوت شقيقته تخاطب إحداهما ، بينما سأله"عمر":
-في ايه يا عز ؟؟
-شششش.
أسكته"عز الدين"في حدة ، ثم راح ينصت إلي هاتفهه بتركيز شديد ، فعبست"آية"قلقة ، بينما إكتشف"عز الدين"توا وجود إبنه بمنزل شقيقته ، فإندفع راكضا إلي خارج المنزل يتبعانه"خالد"و"عمر"فإستدار صائحا:
-خالد انت هاتيجي معايا ، عمر انت هاتفضل هنا و هاتبلغ البوليس و خد بالك كويس من بنت الـ*** اللي جوا دي ماتتحركش من مكانها لحد ما البوليس يجي.
ثم هرول في إتجاه الكراج ، و فتح سيارته ، ثم أخذ مكانه أمام عجلة القيادة ، فيما إستقل"خالد"إلي جانبه متسائلا:
-في ايه يا عز ؟ احنا رايحين فين ؟؟
-رايحين علي بيتك.
أجابه"عز الدين"ثم إنطلق بسيارته في سرعة قصوي ، بينما ردد"خالد"مقطبا:
-بيتي !!
فصر"عز الدين"علي أسنانه و أفضي له:
-في واحدة تانية باين شريكة آية دي عندك في البيت مع عدنان و عبير.
-دول عاملين عصابة علينا بقي.
قالها"خالد"في حدة بالغة ، بينما راح"عز الدين"يلتهم الطرقات بسيارته ...




************************************




عندما إستنزف"عدنان"قواه في البكاء ، ألقي برأسه علي قدمي عمته و راح يهمهم باكيا و جسده الصغير ينتفض بعنف ، فلم تتحمل"عبير"أكثر و إنفجرت صارخة:
-حرام عليكي بقي ، فكيني خليني اشوف ابن اخويا ماله و اسكته .. انتي قاعدة مستنيا ايه ؟ عايزة تقتليني ؟ اتفضلي اقتليني يلا ، بس مالكيش دعوة بالولد اوعي تقربي منه.
زفرت"عنان"متذمرة ، ثم قالت محتدة:
-اخرسي بقي ، صدعتيني انتي و ابن اخوكي .. اخرسـ ..
ثم بترت عبارتها فجأة حين أتاها صوت محرك سيارة آت من الخارج ، فنهضت متجهة صوب نافذة الغرفة ، و أطلت برأسها ، لتجد رجلان يندفعان سويا صوب باب المنزل ، فإنتفضت مضطربة ، ثم أسرعت إلي"عبير"و سلطت السلاح علي عنقها ، بينما إنفتح باب الغرفة بعنف ، فتسمر"خالد"و"عز الدين"بأرضهما ، فيما صاحت"عنان":
-لو حد منكوا اتقدم خطوة هفرغ السلاح ده فيهم هما الاتنين.
و أشارت إلي"عدنان"أيضا ، فإزدرد"خالد"ريقه في توتر قائلا:
-الولد مالوش ذنب ، و عبير كمان مالهاش ذنب ، احنا اللي اتسببنا في موت حسام.
و أشار إليه و إلي"عز الدين"الذي أخذ يقترب متمهلا من الفراش حيث إبنه و شقيقته ، فإنتبهت"عنان"إليه ، ثم هددته قائلة:
-قلتلك خليك مكانك.
لم ينصاع"عز الدين"إلي تهديدها ، بل تابع سيره المتمهل ، فيما تحدث"خالد"إليها في هدوء و هو يقترب منها رافعا يديه إلي مستوي نظرها:
-قلتلك هما مالهمش ذنب .. سيبيهم .. حسابك معانا احنا مش معاهم.
تحدث"عز الدين"عند ذلك عندما إقترب كثيرا من إبنه و شقيقته:
-مش هارحمك لو مسيتي ابني او اختي بشر لا انتي و لا الـ**** اللي عندي في البيت.
أصبحت"عنان"مشتتة في تلك اللحظة و هي تقف بين"عز الدين"من الجهة اليمني و"خالد"من الجهة اليسري ، و علي حين غرة ، إنحني"عز الدين"و إلتقط إبنه من فوق الفراش مسرعا ، فضغطت"عنان"علي زناد السلاح في اللحظة نفسها التي إغتنم فيها"خالد"الفرصة و أمسك يدها محيدا طلقات الرصاص عن زوجته و شقيقها ، فإنكسرت المزهرية التي إعتلت إحدي الطاولات أثر طلقة رصاص إخترقتها ، بينما راح "عز الدين"يفحص إبنه عن كثب ، ثم أخذ يهدئ من روعه رابتا علي ظهره في لطف ، فيما أمسك"خالد"بـ"عنان"و لم يفلتها ...




************************************




عاد الهدوء يعم قصر الـ"نصار"مرة أخري ، إستقرت الأوضاع أخيرا بعد مرور حادثة إختطاف أصغر أفراد العائلة بسلام ..
و في صباح يوما ما ، أصرت"داليا"علي تحضير الإفطار بنفسها دون مساعدة أحد ، و قد عزمت علي إجراء نقاش مع"عز الدين"ستتحدث إليه ليحددا مصير زواجهما ، نوت ذلك ، و لكن كل ما نوته تبخر تماما ..
إذ رأته يحمل حقيبة سفره عند نزوله ، بينما جلس إلي مقعد مرفق بمائدة الطعام ، ثم راح يتناول أفطاره في صمت و بلا تعجل ، ثم أخذ يتصفح الجريدة .. فإندفعت تسأله بلا وعي:
-انت رايح فين ؟؟
خفض الجريدة قليلا لينظر إليها ، ثم سألها في هدوء:
-اسف ! قولتي ايه ؟؟
-سألتك ، رايح فين ؟؟
-مسافر.
أجابها و رفع الجريدة مرة أخري ، فيما تابعت سؤالها بشجاعة:
-مسافر فين و ليه ؟؟
صمت للحظات ، ثم أجابها في شيء من الحدة:
-رايح ميلانو افتتح فرع جديد للشركة.
كانت تود أن تسأله كم سيمضي هناك ، لكنها تراجعت ، و كمن فطن هو لذلك ، فقال:
-هرجع يوم الاربع قبل عيد ميلاد عدنان.
و كان هذا أخر حديث دار بينهما قبل يوم الفاجعة التي وقعت دون سابق إنذار ..
في مساء الأربعاء ، و عندما كانت تشرف"داليا"علي تعليق أوراق الزينة المخصصة بعيد ميلاد طفلها الذي سيتم عامين بعد عدة ساعات قليلة ، آتي"عمر"مهرولا بعد أن أغلق الخط مع أحدهما ، ثم قال في ذعر و هو يلهث:
-متفجرات .. ليقيوا متفجرات علي الطيارة اللي عليها عز الدين يا داليا .... !!!!!!




يتبع ...




        



google-playkhamsatmostaqltradent