رواية الطبيب العاشق (2) الفصل التاسع عشر 19 - بقلم منة جبريل
التاسع عشر
_ نسبة مخدرات فـ الدم
خرجت تلك الكلمات من فم هشام الذى وكأنه سقط عليه دلو من الماء المثلج فـى أقصي الشهور برداً
مسح ريان على شعره من الأمام إلـى الخلف وهو يومئ والغضب يسكن ملامحه..
هتف هشام بتساؤل
- بس ازاى..ومين..ومن امتى
هز ريان رأسه بالرفض وهو يردف بقلق وصوت مرتجف خائف
- السؤال هو هعمل معاها اى .. هى كدا هتتعذب .. العلاج هيبقي صعب عليها مش هتستحمله يا هشام .. مش هتستحمله
أنهى حديثه بضعف وخوف من القادم لينظر له هشام بحزن فهو لأول مرة يراه هكذا ليضع كف يده على كتفه هاتفا بقوة
- انت لازم تفضل قوى علشانها .. الحل دلوقتى اى
نظر ريان أمامه قليلا يفكر فى شئ ما لينظر إلـى هشام سريعا ليعلم أنـه وجد حلا ما..
هتف ريان سريعا وهو يتوجه نحو جناحه وتبعه هشام
- هخدها الڤيلا اللى محدش يعرف بيها غيرك وبيجاد وأعالجها هناك وانت هنا هتقولهم سافروا فجأة وقفلوا الفون ومش هيتكلموا مع حد وكمان هتدور على اللى عمل كدا وكل المعلومات توصلنى أول بأول..و..و..
كان يتحدث بسرعة كبيرة وهو يفتح حقيبة السفر ويلقي ملابس له ولها بها بإهمال ويمرر يده على خصلات شعره التى سقطت على عينيه يرجعها إلـى الخلف..
أغلق الحقيبة وهو لا يعلم ما بـه حقا..لا يعلم ماذا يفعل..ولكنه سيترك كل شئ لصديقه..سيحمله هو الأثقال..وهو يثق ثقة عمياء بأنـه سيكون جديراً بـها ولن يخذله مهما كلف الأمر..
وضع هشام يده علـى كتفه وهو يهتف بهدوء حتى يهدأه
- كل اللى قولت عليه هيحصل والشركة هخلى كيان تاخد مكانك لحد ما ترجع وهكون وراها فـ كل خطوه وكمان هعرف مين اللى عمل كدا وأوعدك هحبسه فـ المخزن وأوريه العذاب ألوان لحد ما تيجي وتكمل عليه
نظر لـه ريان بإمتنان حقيقي فهو ونعم الصديق .. السند .. الظهر .. عانقه متمتماً له بالشكر..
أخذ ريان الحقيبة وخرج بها ووضعها بسيارته..ثم دلف القصر وأتت بباله فكره لا يعلم كيف لم تخطر على باله من قبل..
دلف إلـى مكتبه سريعا ليتبعه هشام وفتح اللاب توب الخاص به وقام بفتح جميع الكاميرات لتنقسم شاشة حاسوبة لعده مكعبات تظهر جزءاً من القصر..
ظل يتابع حوراء بعينيه حتى أشار له هشام وهو يهتف
- هى تعبت وأهلك موجودين
هز رأسها هاتفا بتيه
- آه بس لقيتها نايمة وقتها وبعدها اظهرتلى انها كويسة وانا الغبي صدقت انها كويسة
ظل يتابع شاشة حاسوبه بأعين من الصقر حتى وجدها تضع يدها على رأسها ودلفت إلـى المطبخ وطلبت منهم اعداد فطور وكوب عصير..
ولكن هناك أمر مريب فـى الأمر..
فقد كانت خادمة واحده هـى منتتولى إعطائها العصير وقد لاحظ هشام هذا أيضاً
دلف إلـى كاميرا المطبخ وظل يتابع هذه الخادمة حتى وجدها تصنع العصير لملكته..ولكن..
كانت تنظر حولها بريبة ثم أخرجت كيس صغير من أسفل ملابسها بـه شئ أبيض .. ولم يكن سوى تلك المخدرات .. وضعت القليل منـه فـى العصير، ولكن يظهر أنـها ليست المرة الأولى التـى فعلتها فقد كان أغلب الكيس فارغاً..
ثم قلبت العصير جيداً وارتسمت ابتسامة خافتة على شفتيها وخرجت بـه وأعطته لحورائه..
زمجر بغضب وكاد أن يخرج من المكتب ليذهب لتلك الخادمة ويقتلع رأسها من جسدها جزاء ما فعلته بصغيرته إلا أن صوت هشام منعه
هتف هشام سريعا وهو ينظر إلـى الكاميرا
- استنى ياريان بتتكلم مع حد
عاد ريان سريعا فـ هو علم من الفاعل ولكن يريد أن يعلم مـن المسؤول..ومـن الواضح أنـه سيعلم الآن..
وجدها تقف فـى زاوية من زوايا المطبخ وتتحدث بخفوق ولكن التقطتها مكبرات الكاميرا لتظهر وهى تتحدث..
- نـعم سيدتى قد فعلت مثل ما أمرتى
................ =
- حسناً سأزيد الجرعة ولكن أريد ان يزيد أجرى معه
............... =
- سيدة ايزابيلا تكلمى بإحترام فـ أنا أستطيع أن أخبر سيد ريان بكل شئ وسأقول بأنكِ قُمتِ بتهديدي بالقتل
- حسنا حسنا وأيضا هناك أخبار سارة..فقد ظهر مفعول هذا الشئ عليها وبدأت تشعر بالألم فى رأسها ولا تهدأ إلا عندما أعطيها جرعة أخرى منه ولكن بنسبة أكبر
- حسنا سأغلق الآن قبل أن يستمع إليّ أحد ما..
وقامت بإغلاق الهاتف ووضعته أسفل ملابسها وعادت إلـى العمل وكأن شيئا لم يكن..
كان يستمع إليها وهناك بركان قد انفجر بداخله لتقتم عيناه وتمتزج بشعيرات حمراء وبرزت عروق رقبته بقوة وابيضت مفاصله بسبب ضغطه عليها وثقلت أنفاسه بقوة..
خشي هشام أن يفعل صديقه شئ متهور..لا ينكر أنـه هو الآخر تملك الغضب منـه ولكن..يجب عليهم التصرف بذكاء..
وأيضاً هذه الايزابيلا..ما العداوة التى بينها وبين حوراء لتفعل هذا ؟!! هذا ما دار فـى خلده
بدأت ملامح ريان تهدأ تدريجياً بدون سبب يذكر..عادت عيناه للونها الرمادى ولكن القاتم واختفت عروقه وهدأت ملامحه وتوازنت أنفاسه
نظر له هشام بإستغراب لينظر لـه ريـام وسرعان ما ارتسمت إبتسامة تحمل بين طياتها كل معانى الخبث على ملامحه..
ارتاب هشام من هذه الابتسامة وعلم أن هذا الذى يقف أمامه هو الذئب الخبيث الماكر..
حتى هو الآن لن يصدق أى شئ يقوله...
اغلق ريان الحاسوب وغادر المكتب ببرود شديد وتبعه هشام ليجده يصعد الدرج ببرود..
وبعد وقت وجده يهبط وهو يحمل حوراء بين يديه وخرج بها ووضعها بالسيارة
ليأتى هشام من خلغه هاتفا
- هتعمل اى يا ريان
نظر له ريان هاتفا
- انت اللى هتعمل.. هتاخد الخادمة دى المخزن وتعلموا عليها.. وايزابيلا هبقي اقولك تعمل معاها اى بعدين بس حاليا سيبها
رغم أنـه لم يعلم لما ولكنه اومأ لـه واحتضنه هاتفا
- اوعى تضعف وتديها جرعة يا ريان مهما كان الألم اللى هتحس بيه
ثم ابتعد عنه مكملا
- وهى أكيد هتحاول تستعطفك بكل الطرق بس متستسلمش
تنهد ريان بقوة وربت على كتفه ثـم صعد سيارته وانطلق بـها بدون حرس..
ليظل هشام يتابعهم حتى اختفت السيارة من أمام مرمى بصره..كاد أن يرحل ولكنه وجد غيث وليان يتقدمن نحوه وعلى وجهه ابتسامة عاشقة لبعضهم البعض
دلفوا القصر ثلاثتهم لتهتف ليان بتساؤل
- اى دا القصر فاضي لي وفين حوراء
اجاب هشام بثبات
- سافرت مع ريان
- ازاى
هتف بها غيث وليان بإستغراب
ليرد هشام ببرود وهو يهز كتفيه
- زى السكر فـ الشاى.. واحد اخد مراته وسافر اى مستنيه يستأذنكم يعنى
كاد غيث ان يتحدث ولكن قاطعهم صوت بكاء الصغيرة ليركض هشام وغيث إلـى الأعلى ولكن قبل أن يتخطى قدم غيث الجناح الخاص بريان حتى قام هشام بمنعه
ودلف هو إلـى الغرفة ليجدها على الفراش تبكي..حقا هو قد نسي أمرها تماماً حتى أنـه كاد ان يرحل لولا رؤيته لغيث وليان
حملها برفق وهو يتذكر كيف قامت حوراء بتعليمه وخرج بها من الغرفة وهبط بها إلـى بهو القصر
أخذتها منه ليان وحاولت تهدأتها ولكنها لم تستطع ليهتف هشام بتوتر من بكاء الصغيرة
- وهنعمل معاها اى دى
دلـف فـى هذه اللحظة أيهم والذى ما ان استمع إلـى صوت بكاء صغيرته حتى ركض نحوهم وأخذها من ليان وهو يهتف بقلق
- مالها
- مفيش صحيت من النوم بتبكى ومحدش عارف يتصرف معاها
هتف بها هشام بهدوء
نظر أيهم فـى أنحاء القصر وهو يشعر وكأن جزءاً كبيرا منه قد فُقد ليتساءل هاتفا
- حوراء فين
هتف غيث بهدوء
- بيقول سافرت هى وريان
ضيق أيهم بين حاجبيه بإستغراب وشعر أن هناك شيئا ما ولكنه أومأ بخفة وطلب من احدى الخدم احضار حليب للطفلة وجلس يهدئ بهـا
دلفت كيان وهى تتنهد بإرهاق مردفة
- فى مصيبة فـ الشركة فين أبيه
هتف هشام سريعا
- ريان وحوراء سافروا.. اى المشكلة حصل اى فى الشركة
صدمت من معلومة سفر أخيها المفاجئ ولم يخبرهم حتى ولكنها هتفت بتعب
- الحسابات..فيها سرقة حوالى 2 مليون
- ازاى مش إياد على الحسابات
هتف بها هشام بغضب وفى هذه اللحظة دلف إياد
استمع إلـى حديثه وهتف بهدوء وهو يضع كفوف يده فـى جيوب بنطاله
- فعلا بس السرقة محصلتش وانا مستلم الحسابات..السرقة كانت قبل مااستلم الحسابات بحوالى اسبوعين.. وعرفت كدا لما راجعت أوراق الحسابات القديمة وعرفت من الآنسة إن محدش يعرف حاجه عن السرقة دى
هتف هشام بغضب وهو يصدق مقولة ( لا تأتى المصائب مفرداً أبداً)
- سليمان
خلال لحظات كان سليمان يقف أمامه ليكمل هشام بحدة
- مراد اللى كان مستلم حسابات الشركة قبل إياد خلال ساعة يكون فـ المخزن
هتف سليمان بثقه وهذه الثقة هى التى جعلت ريان يثق بـه كثيراً وأنـه أيضا لم يخيب ظنه ولو لمرة واحدة حتى
- اعتبره حصل
ثم خرج بهدوء وثقه كما دلف ليتساءل إيـاد عن شقيقته ليصدم عندما اخبره أنـها سافرت ليهتف بدهشة
- ازاى سافروا من غير ما يقولوا لحد
هتف هشام ببرود
- واحد اخد مراته وسافر هيقولكم ليه
شعر إياد بأن هناك شيئا حدث لشقيقته وعلم هشام من نظرته ليهتف بهدوء حتى يخفي الشك
- حتى هى متعرفش انها سافرت هو عملهالها مفاجأة علشان تغير جو
تنهد إياد بقوة واستأذن منهم وغادر ذاهباً إلـى شقيقتيه وقلبه يخبره أن هناك شيئاً سيئاً سيحدث أو حدث بالفعل...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد عدة ساعات..
كان قد وضعها على الفراش وهو ينظر لها بحزن وألم وخلع حجابها، ليتمدد بجانبها وهو يمرر يده على خصلات شعرها بحنان وهو يتوعد لتلك الإيزابيلا بعذاب شديد..
بدأ مفعول المخدر فـى الزوال وكان هو يستعد لهذا
بدأت تإن بألم وهى تحىك رأسها فـى كلا الاتجاهين ثم بدأ جسدها يرتجف وتصرخ صرخات منها من الألم الذى يكاد يقتلها..
أحاطها ريان بذراعيه وهو يهتف بحزن
- إهدى يا حورائي استحملى علشانى
صرخت حوراء بقوة وهى تحاول إبعاده عنها مردفة
- ابعد عنـى..راسي هتنفجر يا ريان مش مستحملاه
أصدرت آه متألمة ليصرخ قلبه معها وهو يقوم بتقييدها جيداً بذراعيه لتظل تقاومه بعنف وهى تصرخ ولا تعلم سبب هذا الألم..
تركها ريان وهو لا يتحمل صراخها وذهب ليحضر إبرة مهدئه سريعا لتنهض هى وتمسك بخصلات شعرها بقوة حتى كادت أن تقتلعه من جذوره وصرخاتها تهز أرجاء الڤيلا..
اقتربت من المرآة وقامت بضربها بقوة بتلك الزجاجه التى كانت أمامها لتتهشم المرآة إلـى قطع صغيره ليستمع ريان إلـى الصوت ليقع قلبـه أرضا وركض بسرعة إلـى الأعلى..
سقطت الإبرة منه أرضا وهو يراها تمسك بإحدى الزجاج المكسور وكادت أن تمزق خصلات شعرها
ليركض نحوها وهو يرمـى الزجاج من يدها وقام بحملها تحت حركتها العنيفة وصراخها القوى ووضعها على الفراش وظل يبحث عن الإبرة بعينيه حتى وجدها عن الباب ليتركها لكـى يحضرها
انحنى وأمسك بـها ثم اعتدل فى وقفته وكاد ان يلتف لها ولكن تحولت ملامحه إلـى الألم وهو يشعر بشئ حاد يغرز فى كتفه بقوة
التفت ناظرا لـها ليجدها تنظر لـه بعنفوانيه بعدما غرزت جزءاً من الزجاج الحاد بكتفه .. ليخرح الزجاجه من كتفه وألقاها أرضا وبدأ جرحه ينزف بغزارة
كادت أن تركض خارج الغرفة ولكنه قام بسحبها نحوه رغم ألـم كتفه وقام بتقييدها بقوة وأعطاها الإبرة لتبدأ حركتها فـ الهدوء مجددا ثم سقطت بين يديه فاقدة الوعى
حملها رغم ذلك الألم الفتاك الذى يشعر بـه ووضعها على الفراش وهو ينظر لها بحزن شديد..
خرج من الغرفة وبعد قليل عاد وهو يحضر أصفاد من الحديد وقام بتكبيل يديها وقدميها على حـواف الفراش
فهو يعلم أن هذه التصرفات العنيفة ليست إلا بسبب ذلك السم الذى يسرى بأوردتها والألم الذى تشعر بـه..
روحـه تتمزق وهو يراها بهذه الحالة وهو لا يستطيع فعل شئ..قلبه يتلوى ويصرخ ألما وهو يشعر بألمها أضعاف مضاعفة..آذانـه تتمنى ألا تسمع شيئا حتى لا يستطيع سماع صوت صرخاتها..عيناه تتمنى العمى حتى لا يري من عشقها بهذه الحالة..روحـه تريد مفارقة جسده بدلا مـن أن يرى عذابها هذا..
تحرك بخطوات ثقيلة خارج الغرفة وقام بإحضار كل شئ لمعالجة الإدمان وليخرج هذا السم من جسد محبوبته ووضعه بالغرفة حتى لا يضطر أن يتركها ثانية واحدة..
وقام بتطهير جرحه ولفـه بشاش أبيض بصعوبة ثم ارتمى أرضاً بجانب الفراش وهو يرفع رأسه إلـى الأعلى بألم لما هو قادم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مالك يا بيجاد من الصبح مش مرتاح كدا
هتفت بها صبا التى تنظر بحنق لزوجها الذى يجلس على الفراش مستندا بذراعيه على قدميه وهو يشبك أصابعه معا ويهز قدمه بسرعة ناظراً إلـى الفراغ
أفاق على صوتها ليهتف بهدوء حتى لا يقلقها
- مفيش بس بفكر فـ الشغل
وضعت صبا يدها على خصرها مردفه
- نعــم..بتفكر فـ الشغل واحنا فـ شهر العسل يابيجاد
نهض بيجاد مقبلا رأسها هاتفا
- فعلا عندك حق انا غلطان..بس هكلم ريان وبعد كدا مش هفكر فـ اى حاجه
أومأت على مضض ليأخذ هو هاتفه خارجا من الغرفة وهو يشعر بقلق لا يعلم سببه..خشيَ أن يكون هناك مكره أصاب صديقيه ليقرر الإطمئنان عليهم حتى يمحى هذا القلق الذى يراوده من الصباح..
ازداد قلبه مع نبضات قلبه وهو يري هاتف ريان مغلق ليقوم بالإتصال على هشام وهو يدعى أن يجيبه فهو يكاد يصاب بالجنون..
هتف سريعا عندما أتاه الرد
- هشام انتوا كويسين
= مالك ياابنى كدا اهدى..احنا كويسين.. لى فى حاجه حصلت
تنهد بيجاد بقوة هاتفا
- مش عارف ياهشام من الصبح وحاسس ان فـى حاجه غلط وقلق مش عارف سببه
أجابه هشام بسخرية حتى لا يشك بشئ
- يا ملك الإحساس انت..قولى اخبارك بقى مع العروسة
ولكن هل يخفي شئ عن أسد المخابرات الذى علم أن هناك شيئاً ما يخفيه عنه ليهتف بتوجس
- حصل حاجه عندك يا هشام.. وريان قافل فونه ليه... مش امتى بيقفل الفون
علم هشام أنـه لن يقتنع إلا بشئ مقنع جداً ليجيبه بثبات
- طبيعي تلاقيه مقفول ماهو كمان اخد مراته وسافر بقى وسبتوا الشغل كلوا عليا
ضحك بيجاد وهو يصدق حديثه قليلا
- يعيني عليك يا ضنايا صعبت عليا..تعالى مدريد هنا وانت هتقرر تتجوز على طول
- لا يا خويا سبنالك انت وريان الجواز يلا سلام ورايا شغل مش فاضيلك
= انا غلطان انى بسأل عليكم أصلا صحبة واطية من غير سلام
لم يجد رداً سوى صوت يدل على أن المكالمة قد انتهت ليهز رأسه وهو يبتسم على صديقه فهو إن لم يفعل هذا كان ليشعر بأن هناك شيئاً ما..
ليعود إلـى صباه هاتفا
- ها بئاا قولتيلي اى رأيك فى الڤيلا عجبتك
هتفت صبا بإعجاب حقيقي
- جداً وموقعها خرافي وتصميمها خيالى
تذكرت عندما فاجأها بأن له ڤيلا فـى مدريد وأنـه لم يذهب إليها أول يوم لأنها كانت تحتاج للتوضيب..
قبلها بيجاد على جبينها مردفا
- احلوت لما انتى دخلتى فيها
نظرت له بخجل ليهتف بمرح
- لا انا اتعودت على صبا صاحبي ياريت تشيلي الفراولة دى
نظرت له بغيظ وهى تلكمه فى ذراعه ليقهقه عليها ساحبا إياها إلـى حضنه
لتقاومه وهى تهتف
- ابعد عنى مش انا صاحبك
- اهدى يا بت هو فى صاحب بالجمال دا..دى كفاية قهوتك اللى خلتنى ادمن القهوة بعد ما كنت مش بستحمل ريحتها..
استكانت بين ذراعيه وهـى تبتسم بعشق لهذا البيجاد وبادلته العناق مردفة
- بحبك
قبل خصلات شعرها مردفا
- وانا بعشقك
ثم أسند ذقنه على رأسها وهو يتنهد بإرتياح بعدما اطمأن على صديقيه ولكن مازال هناك بعض القلق.. لا يعلم لما؟!. ولكن هناك شعور سئ بداخله!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تزينت السماء بنجومها اللامعة وبقمرها الساطع..
يجلس أرضاً بجانب زاوية من الغرفة يضم قدميه إلـى صدره ويدفن رأسه بينهم ويضع يديه على آذانه وهو يستمع إلـى صراخها المتألم وهو عاجز تماما..لا يقدر على فعل شئ لها..
خرج صوت حوراء المتألم وهى تحاول استعطافه
- ريان..يا ريان ايدي بتوجعنى.. راسي وجعانى يا ريان..ورجلى كمان..شيل الحجات دى عنى..طيب شوفلى حاجه تخفف الوجع دا يا ريان..مش مستحملاه والله
نهض ريان بسرعة البرق ولا يتحمل سماعها وهى تصرخ أو وهى تتحدث بهذه الطريقة حتى يزيل الأصفاد عنها.. هذا الذى يجرى فـى عروقها يأكل بجسدها بدون رحمة بـها أو بـه..
خرج من الغرفة وهو يستمع إلـى صراخها
- ريان..متسبنيش يا ريان
خرجت صرخة مدوية منها جعلت قلبـه ينزف ألـما..جلس أرضا مسندا بظهره على الباب وهو يستمع إلـى ندائها لـه وصوت صرخاتها وهو عاجز تماماً..لأول مرة يشعر بهذا الألم الذى فـى قلبه وروحـه..صرخاتها تصم آذانـه بدون شفقة..
تردد كثيراً فـى اعطائها جرعة من هذا السم حتى يهدأ ألمها ولكنـه تراجع فـى آخر لحظة وهو يعلم إن اعطاها هذا السم فهذا سيصعب علاجها..
ظلت طوال الليل تصرخ صرخات قوية تهز جدران الڤيلا وظل هو بالخارج يتألم أضعاف ألمها..
طوال الليل وهو يتعذب مع كل صرخة تخرجها..
ومع شروق الشمس..بدأ صوتها فـ الإختفاء نتيجه ضعف أحبالها الصوتيه من شدة الصراخ ولكن ظلت تإن بألم شديد..
ذلك الألم الذى تشعر بـه فـى رأسها سئ جداً لا يمكن وصفه..تشعر وكأن عقلها يحترق بنار لا تهدأ بل تزداد مع مرور الوقت..
جسدها الذى لم يظل على درجته وأصبح بين لحظة وأخرى يصبح فـى سخونه النار، وبين لحظة وأخرى يصبح ببرودة الثلج
تؤلمها ذراعيها وهى معلقة فوق رأسها بهذه الطريقة ولا تستطيع تحريرها
ولكن هو فعل هذا خوفاً عليها..يعلم جيداً أن بسبب هذا الألم الذى تشعر بـه من الممكن أن تؤذى نفسها بدون أن تشعر..
عيناه حمراء كالدم بتلك الشعيرات التى أخفت لون عيناه شعره مشعث ويهبط على عينيه..
نهض بإرهاق وفتح باب الغرفة ليجدها تتحرك بإرهاق وتإن بألم ليقترب منها وجلس بجانبها لتنظر له بعينيها السوداء التى يعشقها ولكنها تمتزج بشعيرات حمراء تدل على إرهاقها وتألمها..
احتضنها وهو يمرر يده على خصلات شعرها هاتفا
- استحملى ياحورائي..استحملى علشانى يا لؤلؤى الاسود.. قلبي بيوجعنى وانا شايفك كدا ومش قادر اعملك حاجه
خرج صوتها الضعيف المتألم
- إيدي بتوجعنى أوى يا ريان.. مش هعمل حاجه والله بس..بس ابعد الحجات دى عنـى
ترجته كثيراً لينفذ هو أخيرا طلبها وقام بحل الأصفاد عن يديها لتخرج آه متألمة من ذراعيها التى ظلت معلقة فوق رأسها طوال الليل
ضمت ذراعيها إليها وهى تبكي بألم من كل شئ..كل شئ بجسدها يصرخ ألما.. وهى ما زالت لا تعلم ما سبب هذا الألم إلـى الآن
احتضنها ريان لتلف زراعيها حوله وهى تتشبث بملابسه من الخلف وهى تبكى بقوة
خرج صوتها الضعيف الباكى وهى تتساءل
- لـى الألم دا يا ريان.. انا فيا إيـه
مسد ريان على شعرها هاتفا بصوت مختنق
- هتخفي يا حورائي صدقيني ووعد منـى هخلى السبب يحس بنفس ألمك وأضعافه..دا وعد يا لؤلؤى الاسود
ظلت تسأله عن ما بـها ولما هذا الألم وكان هو متردد فـى إخبارها ولكنه قرر أن يريحها وهتف
- بسبب مخدرات كنتى تاخديها من غير ما تعرفي
صدمة..شعرت بصدمة قوية وها هى تعلم سبب هذا الألم الذى تشعر بـه..ولكن..
عاد لها الألم مجدداً وبدأ جسدها يرتجف بين ذراعيه وهى تصرخ بقوة.. لا تتحمل ذراعيه حول جسدها تشعر وكأن عظامها تحترق بالنار..
قام ريان بتكبيلها مجدداً حتى لا تؤذى نفسها رغم حركتها العنيفة وصراخها بالرفض ، يحاول التماسك وألا يضعف أمامها حتى لا تشعر بالضعف هـى الأخرى وتستسلم لما هى فيه..
ظلت تبكى وتصرخ بآن واحد.. صرخت بقوة واهتز جسدها بطريقة غريبة دبت الرعب فـى قلبه..وبدأ جسدها يتصبب عرقاً وارتفعت درجة حرارتها بشدة حتى شعر هو وكأنه يحتضن جمراً من النـار..
نظر لها بخوف دب فـى روحه وهو يراها تإن بألم وعيناها تغلق تدريجياً والدموع تهبط منها بغزارة
ظل يربت على وجنتها وينادى باسمها بفزع ولكن لا مُجيب.. علم أنـه أخشي عليها من شدة الألم.. لا يعلم أييقظها ويجعلها تواجه هذا الألم أم يجعلها هكذا حتى تستفيق بمفردها
ليقرر جعلها ترتاح حتى لو كان مغشيّا عليها ليقبل رأسها بعمق وهو يتمزق ألماً بداخله..
استمع إلـى صوت طرقات على الباب ليعلم مـن هذا ليخرج من الغرفة ثم فتح الباب ليظهر من خلفه هشام الذى صدم من هيأة صديقه وعينيه الحمراء
هتف هشام بقلق
- ريان انت كويس
تنهد ريان بقوة وهو يومئ له بالنفي هاتفا
- مش كويس خالص يا هشام بموت بالبطئ
ترك هشام ما بيده وعانق صديقه ليعانقه الآخر وهو يحاول جمع شتات نفسه وأن يبقي صامداً
بعد وقت..ابتعد عنه هشام مربتا على كتفه ثم أعطاه ما كان بيده هاتفا
- دا أكل وكمان العلاج اللى طلبته ولو احتجت أى حاجه هتلاقيها هنا..هى أخبارها اى دلوقتى
أخذ منه الأكياس هاتفا
- مش كويسة خالص بتتعذب وانا عاجز مش قادر اعملها حاجه
ربت هشام على كتفه هاتفا
- كل حاجه هتبقي بخير صدقنى..بس انت متضعفش ولا لحظة .. خليك قوى زي ما اتعودنا عليك يا ريان
أومأ له ريان ليغادر هشام ليدلف ريان إلـى الڤيلا وقام بتحضير الوجبات الصحية التي سيحرص على تناولها إياها
ثم وضع الأكلات فـ الثلاجة حتى تستيقظ حورائه ويطعمها.. وأخذ إناء متوسط الحجم ووضع بـه ماء مثلج وأخذ منشفة صغيرة بيضاء وصعد إلـى الأعلى ودلف إلـى الغرفة وجلس بجانبها برفق حتى لا يؤلمها وظل ينظر لها بحزن ثم أخذ المنشفة ووضعها بالماء ثم أخرجها ووضعها على جبينها حتى تمتص حرارتها.. جافاه النـوم طيلة الليل وهو يفعل لها هذه الكمادات ويراقب حرارتها من الحين للآخر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مـر يومـان..يومان تتعذب فيـه ويتعذب هو الآخر معها..يومان لا يأكل إلّا قليلا، لا ينام إلا سويعات معدودة، لا يستريح.. يطعمها بصعوبة حتى تأخذ علاجها.. ويظل يراقب درجة حرارتها على مدى الـ24 ساعـة، لا يبتعد عنها إلا عندما يشعر بأنـه سيضعف أمام ترجيها وصراخها لـه ليخرج من الغرفة ويظل جالساً أمام بابها حتى تهدأ..
يـومان وإيـاد قلبه يؤلمه ويخبره أن شقيقته حدث لها مكروه ما..ويزداد ألمه عندما يجد هاتفها مغلق ولا يستطيع التحدث معها والإطمئنان عليها.. وكلما يسأل هشام يخبره بأنهم بخير وهو يتحدث مع ريان ويغير مجرى الحديث..
يومـان.. وبيجاد يشعر بالقلق ولا يعلم السبب.. فقد كل ما يعلمه أنـه لا يستطيع أن يبقي دقيقة واحده فـى مدريد وسوف يعود إلـى صديقيه حتى يطمئن عليهم بنفسه فحديث هذا الهشام لا يقنعه..
وضع ثيابه فـى حقيبة سفره بسرعة وإهمال وثياب صبا الغير راضية عمـا يفعله..
أغلق حقيبة السفر ثم حملها هاتفا
- صدقيني هعوضك عـن الشهر دا بس لازم نرجع دلوقتى
لم ترد عليه ودلفت إلـى المرحاض وأبدلت ثيابها وخرجت دون أن تنظر لـه ليزفر هو وغادر خلفها ليجدها تجلس فـى السيارة تنظر أمامها بغضب
ليخرج زفيرا من فمـه ثم تولـى مقعد القيادة وتوجه نحو المطار بدون أى حديث..يعلم أنـه يظلمها ولكن حتى ان ظل هنا فهو لن يسعدها سيظل شارد الذهن طوال الوقت مثل اليومين الماضيين..
توقف فـى المطار وصعد بطيارته الخاصة لتحلق بهم الطائرة وكل هذا تحت صمت مريب بينهم..
حاول قطع هذا الصمت ولكن كانت تجيبه بإقتضاب..ليكف عن محاولاته وظل يعبث بهاتفه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعات...
دلف بيجاد وصبا إلـى الڤيلا التى قدمها لـه هشام هدية ليتفاجأ بهـا حقا فهـى كانت مبهرة وجميلة وراقيه..وقد نالت إعجاب صبا بشدة..
هتف بهدوء
- هشوف هشام وراجع روحى ارتاحى انتى
لم ترد عليه وظلت تتجول فـى الڤيلا تنظر لها بإنبهار ليذهب هو إلـى الڤيلا المجاورة التى بـها صديقه..
تفاجأ هشام بوقوف صديقه أمامه..
تقدم نحوه سريعا هاتفا بقلق
- بيجاد اى اللى رجعك دلوقتى حصل حاجه
هتف بيجاد وهو ينظر له بقوة
- مقدرتش اقعد هناك وانا حاسس ان فـى حاجه مخبيينها عليا...حصل اى يا هشام
ارتبك هشام قلياا ثم حاوبه بثبات
- صدقني مـ...
قاطعه بيجاد وهو يلاحظ ارتباكه هاتفا بجدية
- متحاولش تكذب..حصل اى..ريان كويس؟!!
تنهد هشام بقوة ثم جلس علـى إحدى المقاعد وقص لـه ما حدث ومن الفاعل وأين صديقه الآن..
صُدم بيجاد من الذى يقوله ليهتف بحدة
- وانت ازاى متقوليش
خرج صوت هشام الغاضب
- وكنت هتعمل اى يعنى..ماانا اهو قاعد ومش قادر اعمل حاجه غير انى أوديله الحجات اللى بيطلبها.. كلنا عاجزين ومش عارفين نساعدها فـ حاجه
مسح بيجاد علـى وجهه ثم هتف
- الخادمة دى فـ المخزن؟
أومأ لـه هشام مكملا
- ولسه مش عارف اعمل مع إيزابيلا دى اى.. لولا إن ريان هو اللى عايز يعاقبها كنت من وقتها خلصت عليها
جلس بيجاد بجانبه وهو يعلم الآن سبب ذلك الشعور الذى يرافقه طيلة اليومين الماضيين
ليستمع إلـى صديقه وهو يهتف
- مكنش ينفع ترجع.. أكيد مراتك هتضايق
هتف بيجاد ببرود
- هـى مضايقة أصلا.. بس تولع هـى وضيقتها انا مستحيل أسيب ريان فـ الوقت دا
نظر له هشام بدهشة من حديثه هاتفا
- مش دى اللى بتحبها وكنت هتموت وتتجوزها
- وللآن بعشقها مش بس بحبها..بس تولع كل حاجه قصاد ريان وأنت، انت عارف إنـكم أهلى يا هشام
ربت هشام على كتفه هاتفا
- عارف يا بيجاد بس متزعلهاش علشان أى حد حتى لو كان انا أو ريان..روحلها دلوقتى وراضيها
هز بيجاد رأسه بالرفض هاتفا
- صدقنى هزيد الطين بلة
جعله هشام ينهض وهتف بحدة
-بيجاد روح راضيها ومتعصبنيش
تنهد بيجاد بقوة ثم هتف وهو يرحل بمرح
- آه الڤيلا جميلة جداً طلع زوقك حلو وانا معرفش يااتش
- طول عمرى يا بيجو روح يلا
هتف بها هشام بثقه ليبتسم بيجاد وذهب إلـى ڤيلته لكي يراضي زوجته..هو لا ينكر أنـه يعشقها..ولكن..
صداقته فـ المقدمة وبعده الحب..!
دلف إلـى الڤيلا ليجدها هادئه ليتوجه نحو الغرفة ليجدها تجلس على الفراش مربعة قدميها تضع السماعات بأذنها وهى تتناول شرائح البيتزا وبجانبها كوب من النسكافيه
اقترب منها وجلس بجانبها لتنظر هى له قليلا ثم ابعدت بصرها عنه وظلت تأكل دون أن تعيره اهتمام
ازال السماعات من اذنيها لتنظر له هاتفه بغيظ باللغة الإنجليزية
- بيجاد ابتعد عنـى فأنا لست بمزاج جيد الآن
رفع حاجبيه متحدثا معها بنفس لغتها وهو يمرر اصبعيه على وجنتها
- وما الذى يعكر صفو صبايا الآن
ابعدت يده عن وجهها وهى تهتف بغضب
- أنت..وابتعد عني
والتقطت شريحة من البيتزا وهى تأكلها بغضب ليبتسم على غضبها هذا ثم قبل وجنتها هاتقا بحنان
- انتى عارفة علاقة أضلاع المثلث الثلاثة مع بعض ازاى.. ودا شئ طبيعي لما أحس ان فـى حد منهم تعبان اقف جنبه
هتفت بغضب
- ولكن انت الآن شخص متزوج..يعنى هناك إمرأة مسؤولة منك.. انت الآن حرمتنى من شهر عسلى بسبب أصدقائك وتريدنى أن أقول لك حسنا لا بأس بهذا وسأقبل بسهولة
هتف بحدة خفيفة وهو يحاول الحفاظ على ابتسامته وهتف بكلام جعلها تنظر لـه بصدمة
- متنسيش نفسك يا صبا.. اذا كنتى أنتِ حبيبتى ومراتى فـ متنسيش إنهم أهلـى اللى أسيب الدنيا علشانهم مش مراتى بس ياريت تحطى الكلام دا فـ دماغك ومش عايز اسمع الكلام الأهبل دا تانى علشان مش هيعجبك رد فعلى
أنهى حديثه وهو يجدحها بنظرة باردة والتقط شريحه بيتزا وقضمها ببرود شديد وهو ينهض متجها إلـى خارج الغرفة..
لتوقفه وهى تهتف
- رايح فين
أجابها ببرود وهو يكمل سيره
- فـ داهية احجزلك معايا
ولم ينتظر ردها وخرج..!!!
ظلت تنظر فـى أثره بحزن وهى تتساءل..أحقا من الممكن أن يتركها بسبب أصدقائه؟.. أليس من المفترض أن تكون هـى أول أولوياته ويترك العالم لأجلها هـى فقط..
ثم تحولت نظرتها إلـى قوة فـ كبريائها لا يسمح لها أن تكون بالمرتبة الثانية أبدا..إما الأولى فـى كل شئ.. أو.. إما الأولى فـى كل شئ أيضاً فليس هناك خيار ثانـى..
بينما هو كاد أن يخرج من الڤيلا ولكنه غير مساره ودلف إلـى المطبخ وقام بإعداد كوب نسكافيه وهو لا يعلم لما دائماً تخرج هذه الكلمات الجارحه منه..ومع من؟....مع من يعشقها!.. ولكنه أيضا يشعر بأن هناك شيئاً خاطئ.. فطريقة حديثها، وأفعالها، وتفكيرها،.. تغيرت!...
هى لم تكن هكذا قبل أن يتزوجها..اذا ما بهـا الآن؟!..
التقط كوب النسكافيه وهو يقرر العودة لها حتى يفهم ما بهـا ولما هذا التغيير السئ..وسيحاول أرضائها أيضا ولن يتحدث بحديث أحمق جارح..فمهما حدث..هـى محبوبته
ما إن وصل إلـى باب الغرفة حتى توقف وهو يستمع إلـى صوت همهمات وهى تتحدث بالهاتف وكانت تردف بهمس
- انتظرى سأرى إذا كان خرج أم لا
وكانت تنظر من شرفة الغرفة ليتحرك من أمام الباب وخرج من الڤيلا بالفعل وجعلها تشاهده وكان ممسك بهاتفه وهو يري انعكاس صورتها على شاشة هاتفه ليرى حركة شفيتها وهى تتحدث ليعلم بما تتحدث
وما كانت تقول سوى
- حسنا ها هو الآن خرج
ثم دلفت إلـى الغرفة
ابتسم هو ابتسامة جانبيه ثم قام بالإتصال على هشام واردف ببرود ما ان أتاه الرد
- هشام..صديقي العزيز..انت عملت الأوضة السرية اللى أنا كنت عايزها
جاءه صوت هشام من الناحية الأخرى وهو يردف
- ااه وكمان ليه باب سري فـ الڤيلا من الخلف والباب على شكل الحائط بالظبط بس هتلاقي نقطة صغيرة فـ.....
وشرح لـه أين الباب المتخفي ليومئ بيجاد بخفة وهو يردف بمرح
- تعبينك معانا يااتش والله معلش بقى استحملنا
- يلا يابابا اقفل بلا هبل سلام
وقام بإغلاق الهاتف ليهتف بيجاد ببرود
- انت بقيت شبه ريان كدا لى يخربيتك..أما نشوف مدام بيجاد بتخطط إى
وقام بالإلتفاف حول الڤيلا وظل يبحث بعينيه عن نقطة ما حتى وجدها ليضغط عليها لتظهر أمامه لوحه الكترونية ليضع بصمت إصبعه ليفتح الباب..
ليرى غرفة مجهزة بالكامل وحوائطها من الزجاج الذى يظهر غرفته بالكامل من المرآة التى بالغرفة
وهذا الزجاج غير قابل للكسر ... يجعل الشخص الذى بداخله يستمع لكل شئ يحدث خارجه ولا يحدث العكس … يظهر ما خلفه ولا يظهر ما بداخله … وهو بهذه الطريقة يستطيع رؤية صبا وهى تتحدث بالهاتف وأن يسمعها أيضا وهى لا تراه ولا تسمعه …
جذب مقعد وجعله يجلس بالقرب من الزجاج ووضع قدم فوق الأخرى وهو يرتشف من فنجانه رشفات صغيرة و استمع لها وهى تتحدث بالهاتف وأيضا تضع المكالمة على مكبر الصوت لأنها تتناول شرائح البيتزا..
هتفت صبا بضجر
- أمـى أنـا أفعل ما بوسعي حتى أجعله خاضع لـى ولكنه فـى كل مرة يذهلنى برده القاسي.. لقد ظننت أننى سأجد الموضوع سهلا وسأجعله ينفذ ما أقوله ولكن لا.. هو رغم مزاحه إلا إنـه شخصية قوية وقاسي وأيضا لا أريد خسارته
جاء صوت أمها من الناحية الأخرى وهى تهتف بحدة
- صبا اسمعيني جيداً أنتى يجب أن تمسكى زمام الأمور وليس هو..لأن هؤلاء المصريون يحبون التحكم بزوجاتهم وقتل حريتهم..مثلما كان والدك يفعل معى ولكن أنا لم اصمت وتطلقت منه..
ولا تنسي أن بيجاد عائلته هـى الأولى على العالم بثروتهم وسيطرتهم الطاغية وان تحكمتي بـه كأنكِ تحكمتى بالعالم حسناً
ألم ترى ذلك الذئب الذى أحضر ملابس بها ألماس حر لزوجته وكأنها لا شئ..
تنهدت صبا وهتفت بحزن
- أمي أنا أحب بيجاد ولا أريد ان افعل هذا كله أخشى أن يتركني وانا حقا لا استطيع العيش بدونه دعكِ من هذه المظاهر التى أنا لا أحبها على الإطلاق..لا تجعليني أصبح مطلقة مثلك..وأيضا انا لدى أملاكي إذا لم الطمع؟
هتفت أمها من الناحية الأخرى بحدة
- اسمعى يافتاة ليس هناك ما يسمى حب كل شئ مصلحة الآن..ألم يحرمك من شهر العسل لأجل أصدقائه وهذا دليل على ضعف شخصيتك وأنـه بدأ يتحكم بكِ وبحريتك مـن الآن
نهضت صبا وهى تلتقط الهاتف وتضعه على المرآة وهى تقوم بجمع شعرها فى كعكة فوضاوية وهى تهتف
- أمـى الجميع يعلم علاقة هؤلاء الثلاثة إنهم أقوى من الحديد وهذا شئ يعجبنى..أحب اخلاصهم وتمسكهم ببعضهم البعض وأيضا أنتى تعلمين أن شهر العسل لا يفرق معى ما دام هو بجانبي
كان وجهها أمام وجهه تقريباً ولكنها كانت تنظر لإنعكاسها فـى المرآة وهو ينظر لها ببرود صقيع
هتفت أمها بحدة
- اسمعى يا فتاة لقد سئمتُ منكِ وإن لم تفعلى ما أخبرك بـه ستنسي أن لكِ أم من الأساس وستكونين بالنسبة لى ميته هل فهمتى
ثم اغلقت المكالمة لتمسك صبا الهتف وتقوم بإلقائه أرضا ليتهشم إلـى أجزاء وزمجرت بغضب وهى تعيد ترك شعرها لينسدل على وجهها لتظل تتنفس بعنف وهو تنظر إلـى انعكاسها بالمرآة..
بدأت أنفاسها تهدأ وبدأ الضعف يظهر عليها..رغم ما تظهره للعالم من قوة وشراسة إلا أنها تظل أنثي رقيقة وهشة من الداخل
تجمعت الدموع بعينيها وهـى تبكى وتتحدث مع نفسها
- يجب أن تضعي حدا لوالدتك يا صبا.. انتى قوية ولا تهتمى بتهديد أحـد ويمكنك الاستغناء عن أى شخص حتى لو كانت والدتك.. ولكن إياك وخسارة بيجاد فأنتي تحبينه وهو يحبك أيضا
أزالت دموعها التى كانت معلقة بأهدابها وقامت بتمشيط شعرها ووضعت بعض المساحيق التجميلية ورفعت رأسها بكبرياء وشموخ أنثي
فهـى ستظل صبا الشرقاوي ذات الكبرياء المغرور والشامخ الذى لا يضعف ولا يظهر ضعفه لأحد أبداً
وأكملت بقوة وهى تحدث نفسها أمام المرآة
- الآن دعينا نتحدث مع والدتك ونريها من هى صبا جيداً..
أخرجت هاتف آخر من حقيبتها غير الذى هشمته وقامت بالإتصال على والدتها ووضعته على أذنها تنتظر الرد
ابتسمت بخفة وهى تستمع إلـى رد والدتها التى ظنت أنها ستفعل ما تقوله
لتتحدث صبا بقوة مردفة
- على مهلك كريستين على مهلك.. من الظاهر أنكِ نسيتي من هى صبا الشرقاوى وان ظننتى أن بتهديدك لى سأفعل ما تطلبينه فأنتى مخطئة.. اذا كنتى تريدي الابتعاد عنى فلا تضعي أعذاراً حمقاء كهذه
وأنا أخبرك الآن لن أفعل شئ يخرب حياتى مع من أحب لكي أعود لكِ مطلقة مثلك وأكمل حياتي بيأس وحزن وندم أيضا كما تعيشيها أنتِ
والآن إلـى اللقاء كريس فزوجى على وصول ويجب أن أتجهز لإستقباله علـى أكمل وجه
ثم اغلقت الهاتف وألقته خلفها على الفراش وعيناها تشع منها القوة والاصرار على عدم جعل والدتها تسيكر عليها بتلك الافكار الخبيثة مجددًا.
كل هذا تحت أنظار ومسامع بيجاد الذى كان يبتسم على زوجته ذات الكبرياء الشامخ..لم يتخيلها أن تكون بهذه القوة..لا ينكر أنـه فى بادئ الأمر أراد أن يذهب لها ويحطم رأسها ورأس تلك الحية التى تسمى والدتها
ولكن بعدما رأى حزنها على ما تفعله وتصديها لوالدتها بهذه الطريقة جعله يقع بعشقها للمرة التى لا يعلم عددها
نظر إلـى الفنجان الذى بيده ليراه قد انتهى لينهض ببرود شديد وخرج من الغرفة ثم التفت حول الڤيلا ودلف من بابها الرئيسي وهو يلمح طيفها على الشرفة
ليكمل خطواته حتى دلف إلـى الداخل ليجد شيئا ما يتعلق برقبته ولم تكن سوى هذه الصبا
نظرت له صبا بحب صادق وندم أيضا لاحظه هو
احتضنها بخفة مردفا
- حبيبي شكل مزاجه رايق
هزت صبا رأسها وهى تردف
- جداً
ابتسم لها إبتسامته الجذابة وقبل وجنتها..قاطع لحظتهم صوت رنين هاتف بيجاد الذى احتفظ بخصر صبا بين ذراع والأخرى التقط بها الهاتف وهو ينظر إلـى هوية المتصل..
وما إن علـم مـن المتصل حتى نظر إلـى صبا ليراها تنظر لـه بفضول ليبتسم لها هاتفا
- واحد من الشغل هرد عليه وارجعلك
ثم ابتعد عنها وخرج من الڤيلا يتحدث بالهاتف بثبات وثقة…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية