رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل الثامن عشر 18- بقلم مريم غريب
حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
**************************************************
بقصر الـ"نصار"تحت آشعة الشمس الحارقة ..
جلست"داليا"فوق أرجوحة مظللة بأوراق الشجر ، بينما آتت"ياسمين"إليها مهرولة ، ثم صاحت فرحة ، عندما وصلت إليها:
-داليا ! بصي .. شفتي المجنون بتاعي جابلي ايه ؟؟
إنتفضت"داليا"منتبهة ، ثم تطلعت إلي شقيقتها عابسة و سألتها:
-في ايه يا ياسمين ؟؟
قطبت"ياسمين"حاجبيها ، ثم قالت و هي تجلس إلي جانبها:
-كنت بقولك شفتي عمر جابلي ايه ؟؟
-جابلك ايه ؟؟
سألتها"داليا"بإبتسامة مائلة ، فمدت"ياسمين"يدها اليمني قائلة بخفوت ، و هي ترمق شقيقتها في تشكك:
-جابلي دبلة بلاستيك.
رفعت"داليا"حاجبيها في ذهول بالغ ، فيما ظهر"عمر"فجأة ، و قهقه قائلا:
-انا مش عايزك تتصدمي كده يا داليا اطمني ، انا لا يمكن طبعا اقدم لـياسمين اي حاجة و خلاص ، انا بس كنت بهزر معاها.
-هزارك تقيل علي فكرة.
قالتها"ياسمين"بإبتسامة باهتة ، فضحك"عمر"و سألها:
-انتوا مش بتشتروا راجل زي ما بيقولوا ؟ يعني انا لو كنت فقير ماكنتيش هترضي تتجوزيني ؟؟
مازحته"ياسمين"قائلة:
-لأ طبعا ماكنتش هرضي ، يا ابو دبلة بلاستيك.
-المهم حبي يا حبيبتي ، حقيقي و لا مش حقيقي ؟؟
-بصراحة مش متأكدة !!
هتفت"ياسمين"مراوغة ، فإبتسم"عمر"متمتما:
-ماشي يا ستي ، عموما لو كان الدهب هو اللي هيثبتلك حبي ماشي.
ثم أخرج من جيب سترته علبة صغيرة من المخمل الأسود و فتحها، ثم قدمها إلي"ياسمين"التي شهقت في سرور بالغ لدي رؤيتها قطعتي الذهب الصغيرتين ، بينما سألها"عمر"باسما:
-ايه رأيك بقي ؟؟
كانت العلبة الصغيرة تحوي دبلة ذهبية رفيعة الذوق ، و خاتم من الذهب الفضي مرصع بفصوص ماسية صغيرة .. :
-الحاجة حلوة اوي يا عمر.
هتفت"ياسمين"بفرح عارم ، ثم عادت تقول في لطف:
-بس مش غاليين شوية ؟؟
إختفت إبتسامة"عمر"سريعا ، ثم قال متبرما:
-انتي شايفاني واقف بشحت في اشارات المرور و لا ايه ؟؟
قهقهت"ياسمين"في خفة قائلة:
-لأ مش قصدي و الله ، خلاص ماتزعلش.
ثم أخذت العلبة بين يديها كي تريها لشقيقتها ، فأدارت رأسها تنظر في إتجاه الأرجوحة التي جلست"داليا"فوقها ، و ظلت تحدق في ذهول إلي المساحة الخالية .. :
-ايه ده ! هي مشيت امتي ؟؟
هتف"عمر"ذاهلا ، فتنهدت"ياسمين"بثقل قائلة:
-معقول احنا خطوبتنا بكرة !!
زفر"عمر"في ضيق ، بينما أضافت:
-وسط الكآبة دي ! ازاي ؟؟
ضغط"عمر"علي شفتيه ، ثم أمسك بكتفيها ، و قال في هدوء باسما:
-بكرة لما هنجمعهم كلهم سوا ، الامور كلها هتتصلح .. ماتقلقيش.
رمقته"ياسمين"بإبتسامة رقيقة متمنية بشدة أن يتحقق ما تكهن به توا ...
*****************************************************
كانت تجلس آرضا إلي جانبها ، تعينيها في حقد ، تتأملها في عداء سافر ، بشرتها البيضاء ، فمها المكتنز ، أنفها الدقيق ، أهدابها الكثة ..
قارنت بينها و بين غريمتها ، و كانت لا تريد الإعتراف بإنها تفوقها حسنا و جمالا ، بل ودت لو تجلب السكين الأن و تنتقم لمشاعرها كأنثي ، و لحبيبها الراحل الذي نكث بوعده لها و خدعها ، و لكنها لا زالت تحبه !
إنتفضت"آية"فجأة حين سمعت صوت إنصفاق باب المنزل عنيفا ، فهمت بالنهوض ، فيما سمعت خطوات مهرولة يتبعها ظهور"خالد"و هو يلهث قائلا في ذعر عندما رأي جسد"عبير"مطروحا فوق أرض المطبخ:
-ايه اللي حصل ؟؟
رمشت"آية"في إضطراب ، ثم أجابته متلعثمة:
-حضرتك انا كنت بحضر الغدا و الهانم كانت قاعدة قصادي هنا و فجأة لاقيتها وقعت علي الارض ، فكلمت حضرتك علطول.
جثي"خالد"علي ركبتيه إلي جانب"عبير"ثم رفع رأسها بيديه صائحا في غضب:
-و سايباها مرمية علي الارض كده من ساعة ما كلمتيني ! اومال هما باعتينك هنا ليه ؟ مش عشان تاخدي بالك منها ؟؟
إعتذرت"آية"في توتر:
-اسفة يا بيه ، انا و الله كنت قلقانة اوي علي الهانم و كنت متلخبطة ، فمعرفتش اعمل اي حاجة غير اني كلمتك.
تجاهلها"خالد"تماما في تلك اللحظة ، و راح يعتم بـ"عبير"فأمسك بوجهها بين كفيه مناديا:
-عبير .. عبير .. عبير.
و لكنه لم يلقي ردا ، فنهض و حملها بين ذراعيه ، ثم إتجه بها نحو الدرج و صعد إلي الغرفة ..
بينما إنتظرت"آية"حتي إختفيا عن ناظريها ، و أخرجت هاتفهها ، ثم أجرت إتصالا سريا ، إذ كانت تردد في خفوت حذر:
-ايوه .. خليكي علي اتصال معايا لحد بكرة .. يمكن بكرة ننفذ !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (حتى اقتل بسمة تمردك) اسم الرواية