رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الخامس عشر 15 - بقلم منة جبريل

  

رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الخامس عشر 15 - بقلم منة جبريل

الخامس عشر
                                    
                                          

...ها قد أتى يوم سيجمع فيه شخصان وإلـى الأبد
سيجتمع قلبان جمعتهما الصدفة ليتمنيا أن يجتمعا إلـى الأبد، لتتحقق أمنيتهما وهذا اليوم الـذى سيجتمعان فـيه بحـلال اللّٰـه...



لم ينم طيلة الليل وهو يشعر أن قلبه سيصاب بسوءٍ بسبب نبضه العنيف.. أشرقت الشمس لتقع أشعتها على عينيه الزرقاء الساهرة لينهض من فوق الفراش وهو يخرج سريعا من غرفته ويصيح بعلو صوته باسم صديقه



خرج الآخر ذو الأعين الخضراء الناعسة من غرفته وهو يهتف 



- في إيه ياابني 



وقف أمامه وهو يردف بسعادة وعدم تصديق



- فيه ان النهاردة فرحى



نظر له الآخر بدهشة مصطنعة مردفا



- لا يا راجل احلف كدا



أجابع الآخر ببلاهة



- اه والله



وجد يد صديقه تصفعه بقوة على رأسه من الخلف مردفا



- مااحنا عارفين يا زفت وبعدين دلوقتى لسه الساعة 7 هنعمل اى دلوقتى يا بيجاد حرام عليك روح نام يا حبيبي الله يهديك



أردف بيجاد 



- أنام أى دا انا النوم مقربش منى من امبارح



نظر له هشام بصدمة ثم هتف وكأنه يتحدث مع طفل



- طيب يا حبيبي إنت النهاردة فرحك ولازم تكون مرتاح وصاحي وجسمك آخد كفايته من النوم صح



أومأ له بيجاد ليكمل هشام



- طيب روح نام علشان تقدر تكمل اليوم بنشاط يلا وإحنا هنتولى أمور الفرح 



اقتنع بيجاد من حديثه وذهب إلـى غرفته لكي يأخذ قسطاً من الراحة ليخرج بعده أيهم وغيث وهم يهتفون



- ماله دا إى مصحيه دلوقتى



هز كتفيه وهو يردف بنعاس



- أبدا يا سيدي قال إي النهارده فرحه ومنامش من امبارح



أومأ أيهم مردفا



- حقه أى شخص بيحصل معاه كدا وأكتر لو كان هياخد اللى قلبه بيتمناها



خرج صوت غيث الأجش من أثر النوم



- طيب يلا هصحي أيان كمان ما هو يادوب فعلا نلحق من دلوقتى نخلص كل حاجه وانت ياهشام شوف إذا كانت الڤيلا جهزت ولالا



نظر له هشام مردفا بغرور



- أكيد مش مستنيك تقولى



- أكيد



أجاب بها غيث وهو يهز رأسه بيأس من هذا المغرور الذى لا يرضي بأن يملى أحد عليه شئ



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كان هشام يجول بالڤيلا التى جعل ألوانها مبهجة وجعل ألوان غرفة بيجاد ما بين الأزرق والأبيض والقليل من الإسود فهو يعلم عشق صديقه للون الأزرق والألوان المبهجة على عكسه هو وريان.. غير تلك الغرفة التى كانت بالزهرى والأبيض والتى كانت للأطفال..
 
                
وكانت ردهة الڤيلا جميعها بالأبيض والرمادى الفاتح وتنسيقها راقي ورائع



وهو واثق بشدة بأنها ستنال إعجاب صديقه...
شعر بأن أحد يقف خلفه ليلتف سريعا ليراه آسر الذى ينظر للڤيلا بإعجاب..



هتف آسر ببعض المرح



- هخليك انت اللى تشرف على بيتي



أجابه هشام بأستفزاز



- متعشمش



قهقه آسر ثم أردف بجدية



- طيب بما انك خلصت هنا فـ إحنا محتاجينك فـ جنينة قصر الذئب



ضرب هشام جبهته بكف يده مردفا



- متعرفوش تعملوا حاجه من غيري أبدا..يلا بينا



أنهى حديثه وهو يخرج ليتبعه إسر مردفا



- معلش استحملنا انت الكبير



أغلق هشام باب الڤيلا وغادر هو وآسر إلـى حديقة القصر...



بعد وقت دلفوا من بوابة القصر وتوجهوا نحو الحديقة ليجد الجميع يعمل على قدم وساق تحت إشراف أيهم وغيث لينضم هو لهم وهو يشرف أيضا على التجهيزات التى يريدها أن تصبح من أجمل وأرقي زينة على العالم..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



استيقظ من النوم لتكون أول ما تراه عيناه هو وجهها الغارق فى النـوم..



نظر إلـى الساعة بجواره ليراها مازالت السابعة صباحا لينهض سريعا وقام بروتينه الصباحي قبل أن يجهز وغادر الغرفة



قبل ذلك قام بكتب بعض الكلمات فى ورقة ما ووضعها جانب الفراش وقبل رأس حوراء وهبط إلـى الأسفل متجها نحو حديقه قصره..



وجد هشام وأيهم وغيث يتحدثون بجدية وهم يشيرون للعمال على بعض الأشياء بينما آسر وأيان يساعدون بعض العاملين..



تقدم منهم ليردف 



- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ردوا عليه جميعا



- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



هتف ريان بجدية



- بيجاد فين



اجابه هشام بغيظ



- العريس نام الصبح قال اى معرفش ينام الليل



أومأ ريان وهتف بجدية



- تمام على الساعة 2 غيث يروح يجيب صبا هتجهز فـ القصر هنا



أومأ له غيث ليكمل ريان



- هروح الشركة اخلص شوية ورق وهرجع بعد ساعتين وتعالى معايا يا أيهم



هتف أيهم بإستغراب



- هتروح كدا؟ 



نظر ريان إلـى نفسه ليردف بهدوء




        
          
                
- ايوا 



نظر أيهم إلى نفسه مردفا



- وانا هروح كدا؟ 



نظر له ريان مردفا بسخرية



- هتفضل تسأل كتير 



رفع أيهم حاجبيه بدهشة وهو يومئ بـ لا ليردف ريان



- هشام 



ثم أشار له بمعنى " تعالى معى قليلا" ليسير ريان مبتعدا وخلفه هشام ووقفوا على مسافة لا بأس بها وهتف ريان بجدية



- زى ما انت شايف الحديقة كلها عاملين متخليش وحدة من البنات تطلع من الشرفة حتى



- أكيد من غير ما تقول



هتف بها هشام بتفهم ليربت ريان على كتفه بثقة وغادر ومعه أيهم وظل هشام وغيث وأيان وآسر مع العاملين...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انحنى عليها وما كاد يهمس باسنها حتى تستيقظ، التفتت هي ولطمته على وجهه أثناء نومها، لبهمس بغيظ



_ إيه النوم الغريب دا، قومي يابت



فزعت أريب من صوته قبل أن تتنهد قائلة



_ في إيه يا إياد، خضيتني



_ عفوًا يا أميرتي، صباح الخير أولًا



ابتسمت بحب وهي تستقبل قبلته على جبينها لترد عليه بصوت ناعس



_ صباح الجمال



_ قومي يلا علشان ورانا تجهيزات الفرح، نسيتي ولا إيه؟ 



انتفضت قائلة 



_ آه صحيح، خلاص هجهز والحقك



أماء لها ثم خرج متجهًا لغرفة شقيقته الأخرى، طرق الباب ليسمح صوتها ليفتح الباب مبتسمًا 



_ صباح النشاط والجمال



_ صباح الخير يا حبيبي، تعالى



_ لا خلاص كنت جاي اصحيكي، اجهزي وتعالي علشان تفطري



_ حاضر



تقدم منها وقبل جبينها لتبتسم هي له ثم تركها وخرج، كاد أن يتجه للمطبخ لتفاجأه أمينة بأنها أعدت الفطار مسبقًا، ليقول معاتبًا



- لي تتعبي نفسك ياأمي انا كنت هحضر الفطار



ربتت على كتفه مردفة



- كتر خيرك ياابنى بس قولت اعملى حاجه بدل ماانت قايم بكل شغل البيت ودا غير شغلك اللى في الشركة أكيد بتتعب وبتحتاج ترتاح



قبل يدها مردفا



- متقوليش كدا ياأمى راحتى معاكم وفـي خدمتك انتى وأميراتى الثلاثة



وجـد فجأة شقيقتاه تحتضنانه بقوة مردفتان بأعين لامعة بالدموع



- إحنا بنحبك أوى ياإياد ربنا يديمك لينا ياأحلى أخ وأب وأم فـ الدنيا




        
          
                
عانقهم بحنان وقلبه يرقص طرباً عشقا لإخوته مردفا بحب



- ويديمكم ليا ياأحلى وأجمل أميرات فـ الدنيا



ادمعت أعين أمينة من هذا الحب الصادق وهى تدعوا لهم بكل خير من أعماق قلبها



ثم تناولوا الفطور وجلسوا يتحدثون بمرح ثم نهض إياد وقبل رأس أميراته ويد أمه الروحية وغادر إلـى الشركة تلحقه دعواتهم التى بها يَسعد ويُرزق...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فى قصر الشرقاوى..



كان القصر فى حالة هرج وجميع الخدم يصعدون إلـى غرفة صبا وبهبطون مجدداً...



وفى غرفة صبا..



كانت تقف وهى تتحرك بتوتر تحت نظرات والدتها وخالتها المنزعجين من حركتها التى أصابتهم بالتوتر..



هتفت أمها باللغة الإنجليزية لأنها لا تجيد العربية جيدا



- صبا أرجوكى اجلسي ولا تصيبينا بالتوتر



هتفت صبا 



- آسفة أمي، ولكن لا أستطيع 



ما إن انهت حديثها حتى دلفت إحدى الخدم وهى تردف



- صبا هانم ريان باشا أمر إنك هتجهزى فـ قصره وهو المسؤول عن كل شئ يخصك



- ماذا؟ 



هتفت بها صبا بإستنكار بينما والدتها هتفت بتعجب



- وااو هل حقا ستجهزين فى قصر الذئب إنه أمر رائع



هتفت صبا بحنق



- أمي أرجوكِ توقفي أنا لا يمكن أن اسمح بهذا



وخرجت من الغرفة متجهة نحو بهو القصر..



كان يقف الشرقاوى وبجانبه ذلك المايكل الذى مازالت يده ملفوفة بشاش أبيض ووجهه بها علامات كدمات..



هتف مايكل بحقد



- لمَ لم تزوجها لي؟ فـأنا طلبتها منك من قبل وأكثر من مرة



هتف الشرقاوى بلا مبالاة به



- كل شئ نصيب يا مايكل كل شئ نصيب



رمقه مايكل بحنق وكاد أن يجيبه ولكن أتت تلك الصبا ووقفت أمامهم وهتفت بغضب لـ مايكل



- اغرب عن وجهى مايكل أريد التحدث مع والدى على إنفراد



رمقها مايكل بتوعد وغادر ليردف الشرقاوى بحنان



- مالك يا صبايا فى حاجه نقصاكي



هتفت صبا بغضب تحاول السيطرة عليه أمام والدها



- أبي كيف تسمح بأن يكون تجهيزي فى قصر الذئب 



- اهدى الأول يا حبيبتى



هتف بها الشرقاوى بهدوء فهو يعلم أن صبا عندما تتحدث باللغة الإنجليزية وهى تستطيع التحدث باللغة عربية هذا يعنى أنها غاضبه




        
          
                
زفرت صبا عده مرات وهى تعيد خصلات شعرها النحاسية الى الخلف بعدما سقطت على عينيها



وأردف الشرقاوى



- الذئب كلمنى وقالى إن الفرح مش هيكون فـ قاعة وهيكون فـ حديقة قصره علشان صاحبه والأحسن انك تكونى فـ قصره علشان كل حاجه تبقي سهلة ومتيسرة وانا ملقتش مشكلة فـ الموضوع



تنهدت صبا وهتفت بهدوء



- حسنًا أبي، كما تريد، أراك لاحقا



قبلت وجنته ثم ذهبت إلـى الأعلى تجلس مع والدتها وخالتها....



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



استيقظت من النوم وهى تتثاءب وتبعد خصلات شعرها الفحمية عن وجهها لترى أن الفراش بجانبها فارغ لتنهض وإتجهت للمرحاض لتجده فارغ لتعلم أنه خرج لتقوم هي بالتجهز



وما كادت تخرج من الغرفة حتى لمحت تلك الورقة، لتضيق حاجبيها واقتربت منها تمسكها بي أناملها تقرأها



" صباح الجمال على لؤلؤى الأسود .. متخرجيش برا القصر لإن العاملين فـ الحديقة ولا تخرجى فـ الشرفة والكلام يتسمع يا لؤلؤى الأسود .. هتوحشيني. "



ابتسمت بعشق لهذا اللقب الجديد الذى نال إعجابها بلا شك .. دائما لا يخلى حديثه عن أسلوب الأمر فهو زوجها المتسلط المغرور .. وأيضا من كل وقت وآخر يخرج لها لقباً يجعل قلبها يتراقص فرحاً فهو زوجها العاشق المُتيم بها ..



تنهدت بيما سقط بصرها على القرآن الكريم، لتجلس على الفراش وتذكرت وردها، لتبدأ بقراءته، وبين ذلك ابتسمت وهي تقرأ



"بسم اللّٰهِ الرحمـٰن الرحيم"
{ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين َ} 
( الأعراف 128 ).
"صدق اللّٰهُ العظيم"



ظلت تتأمل فى هذه الآية الكريمة التى أثلجت صدرها وجعلت نبضات قلبها متسارعة ثم أغلقته وقبلته ووضعته بمكانه وخرجت من الغرفة..



وجدت كيان تتحدث مع هشام مردفة



- يا اتش هطلع أشوف النظام وادخل تانى



هتف هشام بجدية



- كيان الموضوع منتهى ومفيش خروج الحديقة مليانه عاملين وانتى عايزانى اسمحلك تخرجى انتى مجنونه



تنهدت كيان بغيظ لتتقدم منهم حوراؤ وهتفت برقة



- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رد هشام وكيان السلام لتردف كيان بعدها



- اتكلمى معاه انتى يا حوراء وخليه يسمحلى اشوف النظام بس وهدخل تانى مش هتأخر



هتفت حوراء بعقلانية



- مينفعش يا كيان هو معاه حق 



ضربت كيان قدميها فى الأرض والتفتت تذهب إلـى الأعلى وهى تردف




        
          
                
- هشوفها مش شرفة اوضتي 



خرج صوت هشام المحذر هاتفا



- وربي يا كيان لو عرفت انك خرجتى فى الشرفة هيخرج رد فعل منى مش هيعجبك



لم ترد كيان ودلفت إلـى غرفتها بغيظ لتهتف حوراء بإبتسامة



- هما البنات كدا انت لو معرفتهاش إنه مينفعش تخرج مكنتش هتخرج من نفسها بس لما تعرف ان دا أمر التمرد اللى داخل الانثي بيشتغل وبتكون عايزة تخرج لأى سبب



هز هشام رأسه موافقا مردفا



- فعلا والله .. انتوا صنف غريب مبيتفهمش



رفعت حاجبها ليردف سريعا



- انتى غيرهم طبعا



ضحكت حوراء بخفة ثم هتفت



- طيب بعد اذنك



- اتفضلي



توجهت حوراء إلـى المطبخ وطلبت منهم إعداد فطور لها ثم خرجت وتوجهت إلـى الأعلى لغرفة كيان..



وخرج هشام إلـى الحديقة ليكمل عمله..



دلفت حوراء إلـى غرفة كيان لتجدها تجلس بجانب ليان يتحدثون لتردف بمرح



- العروسة اللى اتكتب كتابها



ضحكت ليان بخجل وهى إلـى الآن لا تصدق أنها زوجة من عشقته منذ الطفولة..



نظرت لها كيان وهتفت ببعض الجراءة



- حوراء بما اننا بنات مع بعض فـ عايزة أسألك حاجه



- اتفضلي



- هو يعنى اخوكى بيحب..يعنى مثلا فى واحدة عجباه ومقرر يتجوزها



ابتسمت حوراء مردفة



- لا 



نظرت لها بأعين لامعة



- متأكدة



أومأت لها لتكمل بسؤال



- طيب فى سؤال هيموتنى الصراحة..هو اشمعنا بيرفع عينه لـ قمر إنما حد تانى لا



نظرت لها حوراء قليلا وخافت أن تجيبها تجرح مشاعرها لتردف بتلعقم



- بصراحة هو.. يعنى..



هتفت ليان 



- اى يا حوراء هو ناوى يتجوزها ولا اى



نظرت كيان إلـى ليان بفزع وامتلأت عينيها بالدموع لا إراديا وهى تنظر نحو حوراء تنتظر إجابة تبرد نار قلبها 



وكأن حوراء علمت ما تريده لتردف بهدوء



- لا طبعا هو بيقدر يرفع عينه فيها علشان .. علشان حجابها وكدا .. ولما بيرفع عينه مبيخدش ثوانى ويغض بصره تانى



تنهدت كيان براحة وقد شعرت براحة عندما علمت إجابة سؤالها وأيضا أنه لا يفكر الزواج بها..




        
          
                
ولكن هتفت بتوجس



- هو يعنى أخوكِ ممكن يتجوز وحدة مش محجبة وكدا



علمت حوراء أنها إن أجابتها فسوف تجرحها لذا هتفت مغيرة مجرى الحديث



- سيبكم من الموضوع دا .. وركزوا إن النهاردة فى فرح ولازم تجهزوا



ما إن انهت حديثها حتى صدح صوت رنين هاتف كيان لتجده أخيها لتجيب عليه على الفور لتردف بعدما استمعت له



- متقلقش يا أبيه هى جنبي



لتصمت قليلا ثم اعطت الهاتف لحوراء وهى تردف



- عايز يكلمك



ضيقت بين حاجبيها وأجابت برقة



- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رد عليها السلام ثم هتف بغضب



- فونك فين يا حوراء انا رنيت كتير ومردتيش



هتفت بهدوء



- هو فى الأوضة 



- وانا جايبه لي ياهانم 



هتف بها بغضب



لتردف بحزن استشعره هو



- انا نسيته 



تنهد بقوة من الناحية الأهرى ثم هتف بهدوء



- طيب يا لؤلؤى الأسود البنات اللى هياجوا يساعدوكم إنكم تجهزوا نص ساعة ويكونوا عندكم



ابتسمت لهذا اللقب واردفت برقة وخجل



- حاضر سلام



- استنى



هتف بها سريعا



لتجيبه برقة



- نعم



أجاب بابتسامة ظهرت في نبرة صوته



- بحبك



اتسعت عينيها وهى تنظر إلـى كيان ليان وقد تطلخ وجهها بالحمرة من شدة الخجل ليقهقه هو من الناحية الأخرى وهو يتهيأ منظرها الآن وهتف بحب



- سلام



اغلقت الهاتف بدون أن تجيبه وأعادته إلـى كيان التى أردفت بخبث



- اى الفراولة دى



ضحكت ليان مردفة



- أكيد اخوكى 



أجابت كيان بخبث لها



- اسكتى انتى بتبقي زيها لما تكلمى سي غيثي



نظرت لها بأعين متسعة وخجل فهى تنادى غيث حقا بهذا اللقب لتقهقه كيان على هيأتهما هما الإثنان



لتردف ليان بغيظ



- ماشي هيجيلك يوم



أيدتها حوراء مردفة



- فعلا هيجيكي يوم



ضحكت كيان وضحكت معها حوراء وليان ثم هتفت حوراء




        
          
                
- قال إن البنات اللى هيساعدونا فـ إننا نجهز نص ساعة ويكونوا هنا



أوماوا لها وظلوا يتبادلون الحديث والمرح..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



كان الجمبع يعمل على قدم وساق ما عدا هو..فقط متسطح على الفراش ينام بعمق غير عابئ بما يدور حوله..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



أسدل الليل ستائرة وظهر قمرنا الجميل..



كان القصر مزينا بطريقة تخطف الأنظار وتبهر العقول بأضوائه الهادئه والجميلة وبسبب الزهور التى فى الحديقة من الأساس أعطت رونقاً خلاباً للمكان وهى تعكس روائحها الرائعة فى كل مكان والأضواء تضئ من حولها..



فى غرفة الذئب..



كان يعدل من جاكيت بذلته أمام المرآة وهو يرفع رأسه كالطاووس ناظراً إلـى نفسه بثقة كبيرة..



إستمع إلـى صوت باب المرحاض يفتح ليلتفت ناظراً لها ليتصنم بمكانه وعيناه الرمادية الممزوجة بالأخضر لمعت بالعشق..



ابتلع ريقه بصعوبة وهو يراها بهذا الشكل الملائكي بذلك الثوب الذى أحضره لها بعدما صممه أشهر مصممين العرب والذى كان باللون الأزرق القاتم والذى كان يضيق من الصدر ويهبط بإتساع كبير وجميل وبـه ذيل طويل..



ولكن لم تكن هديته هنا..!!



بل كانت هديته عندما زين صدر الثوب وذيله بـ الألماس الحُـر 



وجهها المتذمر من ثقل الثوب جعله يريد أن يضحك بشدة عليها...



اقترب منها ولثم وجنتيها بحب مردفا بصوت أجش



- إيـه رأيك مننزلش ولما يخلص الفرح يبقى ننزل وتشوفيهم



نظرت له بتذمر مردفة



- يعنى بعد ما اتبهدلت فـ لبس البتاع التقيل دا وفـ الآخر تقولى مننزلش انا مش عارفة اى لازمة الألماس دا غالى أوى يا ريان 



قبل يديها وجبينها مردفا بحب



- التراب اللى بتمشي عليه بالألماس دا كلـه يا لؤلؤى الأسود



أبتسمت بعشق لهذا العاشق وقبلت وجنته برقة مردفة



- بحبك يا روح لؤلؤك الأسود



غمزها بعينه هامسًا بمرح



_ عارف



ضحكت برقة ليبتعد من أمامها ودلف إلـى غرفة الثياب وخرج بعد وقت وهو يحمل بين يديه تاج لامع زين بنفس الألماس الذى بثوبها..



وضعه فوق حجابها جيداً وقبل رأسها مردفا



- أحلى وأجمل ملكة فـ الكون



احتضنته بحب 



- لإنك إنت مَلكى



احتضنها وهو يسُب بيجاد فى سره فـ بسببه لن ينفرد بزوجته..




        
          
                
ابتعد عنها وهتف بحنان



- روحى عند كيان وانا هشوف بيجاد 



أومأت له ليمسك بكف يدها وقبل باطنها بحب ثم سار بها خارج الغرفة وهى تشعر بأنها تحمل أوزان على جسدها..



وقف على بعد من الغرفة التى توجد بها الفتيات وقبل يدها مجددًا ثم تركها تسير أمامه حتى إطمأن أنها دلفت إلـى الداخل ليتوجه هو إلـى صديقه.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فتح بـاب الغرفة ليجد ثياباً تطاير هنا وهناك وصوت بيجاد الذى يهتف بغيظ



- فين الشراب يا حرامية مش لاقيين غير الشراب اللى تسرقوه يا حرامية معفنة



هتف هشام الذى يجلس على الفراش بغيظ



- ياابنى مااهو فى إيدك انت هتجننى



نظر بيجاد إلـى يده ليجده نفسه ممسكا بالشراب ليبتسم ببلاهة ليدلف ريان مردفا



- اى يا عريس انت اتجنيت قبل ما تتجوز حتى



هتف بيجاد بخبث



- لى هو الجواز بيجنن



أردف ريان وهو يفهم إلـى ما يريد أن يصل إليه



- العكس الجواز فل



ضحك بيجاد وعلم أنه أدرك أن يوقعه بالحديث ويخبر حوراء 



اقترب منه ريان واحتضنه مربتا على كتفه مردفا



-  مبارك يا بيجاد 



بادله العناق بقوة هاتفا



- الله يبارك فيك 



خرج صوت هشام مردفا



- نخلص من جو العشق الممنوع دا..الناس بدأت تيجي



قهقه ريان مردفا



- هيجيلك يوم يا صديقي



- بعيد الشر



هتف بها هشام وهو ينهض مقتربا من بيجاد وهتف بحنان



- يلا يا عريس البس البدلة 



وبدأ ريان وهشام فى مساعدة بيجاد الذى كانت عيناه تدمع من الحين والآخر ويخفيها سريعا وهو يشكر ربـه على نعمة هذان الصديقان..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



هتف مصطفي بإعتراض



- ازاى يعنى مساعدش ابني يا بابا



هتف الكيلانى بهدوء



- ريان وهشام معاه وانت عارف بيجاد لو كنا كلنا جنبه وريان وهشام لأ هيحس إنـه لوحده.. وكمان دول أضلاع المثلث الثلاثة اللى مبيفترقوش أبداً راعى دا



زفر مصطفي بغيظ فهو كان يريد أن يساعد ابنه فى تجهيز نفسه ليخرج صوت عامر مردفا



- عقبال ما نفرح بالضلع الثالث..وأيهم وأيان والبت ليان خلاص أخدها غيث فاضل كيان




        
          
                
هتف حسين سريعا وكأنه تذكر شئ ما



- بصراحة انا فكرت فـ موضوع أيهم وكنت عايز أكلمكم فيه بس الظروف مكنتش مناسبة



= اى ماله أيهم



هتف بها عامر بهدوء 



ليجيبه حسين بتفكير



- انا شوفته بيكون قاسي مع الكل إلا مع كيان دايما بيبقي حنين معاها..فـ فكرت إنـه ممكن يكون فـى أمل إن أيهم يحب ويتجوز تانى



هتف مصطفي بإعتراض



- مين دا اللى يتجوز كيان..دى بتت رقيقة عايزة واحد هادى مش زى أيهم همجي



أجاب حسين لجدية نادرا ما يظهر بها



- ممكن تخليه يرجع حنين تانى ياخويا وتكون هى دواه 



هتف عامر بتفكير



- بصراحة هو ممكن بس الأمر كله فـ إيد كيان



كان الكيلانى يتابع حديثهم بصمت ثم هتف بهدوء



- متشغلوش تفكيركم دلوقتى فكروا بـ بيجاد وبس



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



فى غرفة الفتيات..



خرج صوت والدة صبا وهى تردف بإنبهار



- إنه ألماس حُـر بالفعل تستحقين لقب الملكة



- شكرا



هتفت بها حوراء بخجل لتردف كيان بمرح



- صبا لقد تم التغطية عليكي بنجاح..حوراء دايما بتغطى على الكل فـ حضورها



ضحكت صبا مردفة



- بصراحة تستاهل دا انا اعجبت بيها أمال حال الذئب اى 



خرج صوت ليان وهى تردف



- كفاية البنت هتنصهر 



ضحكت صبا وكيان لتهتف خالة صبا



- صبا يجب أن تضعس اللمسات الأخيرة من المساحيق التجميلية فقد اقترب الوقت



ثم نظرت إلى حوراء مردفة



- أنتِ لستِ بحاجة لتعديل الماكياج الخاص بكِ فهو جميل جداً



نظرت لها حوراء بإستغراب فهي لا تضع أى شئ فى وجهها سوى ذلك الكحل الأبيض لتزداد حمرة وجنتيها خجلاً وهى لا تعلم بما تجيبها



هتفت كيان بضحك



- إنها لا تضع أي ماكياج إنها طبيعية تماماً



نظرت لها خالة ووالدة صبا بصدمة لتقترب خالة صبا تحت أنظارهم منها ووضعت يديها على بشرتها وهى تحرك أناملها غليها لتتأكد بأن وجهها خالـى تماما من مستحضرات التجميل



لتنظر لها بصدمة وإنبخار وهتفت وهى تبتعد عنها



- لكن... 



ضحكت ليان مردفة




        
          
                
- الحقي يا صبا خالتك ممكن تروح فيها وتبوظ فرحك



ضحكت صبا بقوة على معالم خالتها. 



قاطعهم صوت طرق علـى الباب لتعتدل حوراء سريعا فى جلستها وهى تظن أنه أحد رجال العائلة ولكن دلفت أريب وآية وهم يبتسمون بإتساع



نهض سريعا وعانقتم بإشتياق لتهتف حوراء بإشتياق



- إياد جه صح



هتفت أريب بمرح وإنبهار



- ايوا جه بس قوليلي اى دا..دا ألماس حقيقية يا بت



كانت أريب تتحدث بمزاح ولكن فاجأتها عندما هتفت حوراء بضحك



- وانتى اى عرفك



نظرت لها بصدمة مضحكة مردفة



- يعنى دا الماس حقيقي ولا بجد



ضحكت حوراء عليها مردفة



- حقيقي وبجد



أردفت أريب بمرح



- يبقي فكريني قبل ما أمشي آخد اتنين ولا تلاتة مش هكتر علشان انا مش طماعة



أبعدتها آية وهى تضحك على شقيقتها المجنونة واحتضنت حوراء ثم احتضنوا كيان وليان وصبا التى استقبلتهم بسعادة فهى قد تعرفت عليهم يوم كتب كتابها..



قاطعهم مجددا صوت طرقات على الباب لتنهض كيان وفتحت الباب لتجده الشرقاوى لتعلم أنه أتـى لكـى يأخذ صبا..



دلف الشرقاوى وغادرت آية وأريب وكان هو ينظر إلـى ابنته بأعين لامعة بدموع السعادة لتدمع أعين صبا على الفور وهى ترتمي بداخل أحضانه 



عانقها الشرقاوى بقوة وهو يحاول كبت دموعه ثم قبل رأسها مردفا



- ماشاءالله يا صبايا ربنا يحميكي



ابتسمت له صبا من بين دموعها ثم تعلقت بذراع والدها وخرج بها



وتبعتهم والدة وخالة صبا..



وتبعتهم كيان وليان وحوراء بحذر من هذا الثوب الثقيل..



فى أسفل الدرج الذى كان مزين بطريقة رائعة



يقف بيجاد على أحر من الجمر وهو يرتدى بذلة سوداء أسفلها قميص أبيض بوسامته الطاغية وعيناه التى تشبح المحيط فى عمقها، نظره معلق أعلى الدرج ينتظر رؤيتها



وكان بجانبه ريان وهشام وإياد وأيهم وغيث وأيان وآسر 



رأى إياد شقيقتيه ليتجه نحوهم سريعا وأمسك بكفوفهما وهبط بهم وهو يسألهم عن حوراء ليجيبوه بأنها ستنزل بعد صبا برفقة كيان وليان ليخرج بهم إلـى حديقة القصر حيث الإحتفال بزواج حفيد عائلة الكيلانى...



تعلقت أعين هشام بتلك الآية التى كانت تبدو مثل الفراشة بثوبها الوردى الرقيق ووجهها ذو الملامح الهادئه




        
          
                
وكان آسر يتابع أريب بعينيه والتى كانت ترتدى بنطال جينز وأعلاه ثوب يصل إلـى ركبتها باللون الأبيض المتسع وحذاء بكعب باللون الجملى وحجاب بنفس لون الحذاء..ليبتسم بخفة فهى رغم أنها ترتدى حذاء ذو كعب إلا أنها ما زالت قصيرة



توقفت أنفاس ذلك المنتظر وازدادت ضربات قلبه وهو يراها تتمسك بذراع والدها وتهبط الدرج بحذر وبطء بفستانها الأبيض اللامع الذى يهبط بإتساع بسيط وجميل به زخرفه جميلة 



_ وكأنها قمر مضيء فـي ليلي المُـعتم!. 



لم يشعر بشئ إلا عندما وقف الشرقاوى أمامه وهو يهتف بجدية



- أنت مأخدتش بنتى بس.. أنت اخدت السبب اللى مخليني عايش.. خلى بالك من صبايا.. عاملها كـ بنتك قبل مراتك 



هتف بيجاد وعيناه معلقه على وجهها الجميل المحمر بحمرة الخجل التى أعجب بها كثيراً



- مفيش حد بيأهمل فـ روحـه.. وصبا روحـى يا حمايـا..



ربت الشرقاوى على كتفه وناوله كف صبا ليلتقطه بيجاد برفق ثم اقترب منها وقبلها من رأسها بهدوء شديد.. ابتعد عنها وعيناه معلقة بها..لم يتحدث بل اكتفي بالنظرات فقط.. جذبها أخيرا من يده إلـى حديقة القصر حيث ينتظرهم الكثير من كبار رجال الأعمال والسيدات أيضا..ومن كان ينتظرهم علـى أحر من الجمر.. هى تلك الكاميرات التى تنتظر إلتقاط صوراً لهذا الحفل الأسطورى



فـى الداخل هبطت حوراء الدرج برفق لتجد من يمسك بكف يدها بحنان ولقد علمت هويته 



ابتسامة هادئة ارتسمت على شفتيها وهى تنظر له بأعين لامعة تخصه هو فقط..



ابتسم لها ابتسامة زادته وسامة وساعدها فـى هبوط الدرج بحذر بهذا الثوب المثقل بالألماس..



هبطت بعدها كيان الدرج وهى ترتدى ثوب باللون الأخضر به نقوش جميلة ويزين بذلك الذيل الطويل نسبياً مـن الخلف..وبـه فتحه بسيطة أظهرت ساقِها...



سارع هشـام إليها وهو يمد يده لها بطريقة كلاسيكية لتبتسم له ووضعت كفها بكفه وهبطت معه



تليها هبوط من كان ينتظرها قلباّ عاشقاً لها منذ زمن بعيد



تلك الليان والتى كانت ترتدى ثوب بسيط وهادئ باللـون الأسود وكـان به فتحه فى الساق أيضا . 



لم يتحرك ذلك العاشق من مكانه فقط يتابعها بعينيه وهى تنظر له بحب.



وقفت أمامه وعيناه معلقة بعيناها..إبتسم ببلاهة وهت يقبل رأسها بحنان هاتفا



- وحشتيني يا مـراتى



تلذذ بشدة وهو يهتف بهذا اللقب الذى حلم دائما بأن يهتف به لها هى ولا لغيرها..



لا يصدق أنها زوجته الآن على سنة اللّٰهِ ورسـوله..



أمسك بمعصم يدها وخرج بـها وقلبه يكاد يخرج مـن بين ضلوعه وهو الآن يستشعر وجودها بجانبه ولكن..
ليست كـ حبيبته..بل زوجته...




        
          
                
إبتدأت أضواء الكاميرات فـى السطوع عند ظهور بيجاد وصبا وهما يسيران إلـى مكانهما المخصص..



وإزدادت أضواء الكاميرات عندما خرج الذئب وملكته التى خطفت الأنفاس..التقطوا لها صوراً كثيرة وهى بهذا الفستان الذى صدمهم جميعا عندما علموا أن ما بـه لم تكن نقوش عادية بل ألماس..



وبعدها خرج ذلك الهشام وهو يمسك بكف كيان التى أبهرت عقـول الناظرين لها بجمالها التركي الأخاذ..



وأخيرا ظهر غيث وزوجته الذى كان يحيط خصرها بتملك ظهر للجميع..



بدأ الإحتفال وبدأ الجميع بتهنئه حفيد عائلة الكيلانى وابنة الشرقاوى بحفاوة كبيرة...



دلفت من باب القصر وهى تنظر حولها تبحث عن تلك الأريب..



انتفضت بفزع عنها همس لها أحدهم



- بتدورى عليا صح



نظرت إلـى الصوت سريعاً ولـم يكن سوى ذلك الأيان المعتوه لتبتسم اه بسماجه مردفة



- لا وابعد عنى



هتف الأخير بمرح



- طيب خليني أساعدك أصل هنا بيخطفوا البنات الحلوة



تركته قمر ودلفت تبحث بعينيها عن أى من الفتيات وشقيقهم..



وجدته خلفها يهتف بضحك شديد



- طيب قوليلي عايزة مين وهوديكي ليه بدل ما أنتِ عاملة زى التايهه كدا



كادت أن تسير من أمامه ولكنه قاطعها
بجسده..حاولت مرارا وتكرارا الإبتعاد من أمامه ولكن كان دائما يقاطعها بجسده..



ولحسن حظها .. أو لنقول من سوء حظه هو .. رآهم ذلك الإياد الذى التمع الغضب فى عينيه عندما رآه وهو يعترض لها طريقها بهذه الطريقة



ترك شقيقتيه وتوجه نحوهما بسرعة..



هتف أيان 



- على فكرا أنا عايز أساعدك



توجهت قمر نحو اليسار لتسير مبتعده عـنه ولكنه قاطعها ككل مرة ولكن هذه المرة وجدت ظهر أحدهم يقف أمامها..



أما أيان فقد تفاجأ من دلوف إياد بينهم وهو ينظر له بقوة..



هتف إياد بغضب وهو يقف أمـام قمر يخفيها خلفه بغضب



- فـى إى يا أيان



حك إيان رأسه بحرج وكاد أن يتحدث  ولكن هتفت قمر سريعاً عندما علمت أن هذا الذى وقف بينها وبين أيان هو إياد



- كان بيعترض طريقي وحاولت أبعد منه وكان بيمنعنى



ابتعد أيان خطوة إلـى الخلف وهو يرى نظرات الغضب من إياد وهتف ببلاهة



- صدقنى كنت عايز اساعدها لما لقيتها تايهة وهى مش أدتني فرصة



وجد لكمة قوية توجهت لوجهه من ذلك الإياد وتبعه صوته وهو يردف




        
          
                
- إبعد عنها يا أيان .. وقبل ما تكدب أنا كنت شايفك بتعترضلها



ثم نظر خلفه بغضب هاتفا



- وانتى امشي قدامى



أومأت له قمر بتوتر وسارت أمامه بخطوات سريعة وألقـي إياد نظره غاضبة لأيان وسار خلفها وهو ينظر إلـى شقيقتيه والتى يظهر من ملامحهما أنهما شاهدا ما حدث...



وقفت قمر بجانب أريب وآية وكأنها مذنبة لتفرك بيديها بتوتر عندما اقترب منهم ذلك الإياد..



هتف إياد بهدوء على عكس ما كان منذ دقائق قليلة



- هتفضلوا مع بعض وأى حد يدايقهم أو يعترض طريقكم أنا موجود عند الشباب بس عيونى هتكون عليكم فاهمين ياأميراتى..



ثم نظر إلـى قمر مكملا..



_ فاهمة؟ 



أومأن له ليذهب نحو الشباب لكي يترك لهم راحة الحديث ولكن كانت عيناه معلقة عليهم...



بينما أيان فقد توجه له أيهم عندما شاهد ما حدث ووقف بجانبه هاتفا بجدية



- عمل كدا لـى



هز كتفيه وهو يتحسس مكان لكمة إياد بألم مردفا بمرح



- عنيف أوى وانا كنت عايز اساعد البنت بس



إبتسم أيهم بسخرية عليه هاتفا



- تستاهل وكويس انه اكتفي بضربة وحدة بس



= اى يا عم انت معايا ولا معاه



- مش مع حد يلا تعالى واتلم شوية



أنهى حديثه وهو يسير أمامه وتبعه أيان...



وكان بيجاد يجلس بملل بجانب صبا وهو يتطلع إلـى هؤلاء رجال الأعمال الذين يتحدثون مع بعضهم البعض وكأنهم فـى منازلهم



هتف ببعض مم الغيظ والملل



- اى دا بقى دا انا كدا هنام على نفسي



ضحكت صبا وهتفت بهدوء



- هى كدا أفراح الأغنياء يابيجو



نظر لها وهو يغمزها بعينه بشقاوة مردفا



- طيب ما ننسا إننا أغنياء اليوم دا



ولم يترك لها فرصة لفهم ما تفوه بـه وسار نحو المتخصص للأغاني وطلب منه شئ ثم توجه نحو الشباب حيث كان يتابعه ريان وهشام بتوجس..



وفجأة صدحت أغانـى عالية فى المكان ليمسك بيجاد الشباب من أيديهم وهو يهتف بمرح



- عيب عليكم..مش فرح بيجاد اللى يبقي ملل كدا



وبدأ يضحك وهو يرقص بسعادة وانضم له أيان وغيث كالعادة بدون تردد وبعد وقت انضم لهم أيهم وريان وهشام...



ولم تترك الكاميرات هذه اللحظات بالطبع وهو يقومون بتصوير كل حركة منهم...



مرت سويعات طويلة بين الفرح والضحك والسعادة والحب يغمر فؤادهم



هنا نظرات، وهنا لمسات، وهنا حنان، وهنا حب، وهنا إبتسامات، وهنا ضحكات.



امتزجت هذه السويعات بكل معاني الحب، والسعادة، والصداقة الحقيقية، سويعات ستنحفر داخل مكتبة زكرياتهم لا تنمحى مهمى مرّ عليها الزمن.



إنتهت هذه السويعات سريعة عليهم .. فهذه هى السويعات الجميلة دائماً ما تمر مرّ النسيم فى فصل الصيف.



أخذ بيجاد زوجته ورفيقة دربه الأبدية إلـى مكان خاص جعله مفاجأة لها.. وكان هذا المكان مفاجأة له هو من قبل صديقه ريان. 



رحل المدعوين وهم يعترفون أن هذه سويعات سُرقت مـن هذا اليوم..



تجمعوا فى بهو القصر بعدما ودّعوا بيجاد وصبا وجلسوا جميعا يتحدثون بسعادة



ولكن... هل رأيتم يوماً يمُر بدون لحظة حزن..أو غضب..أو ألم؟!!..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




والسَّلام. 
مِـنَّــــة جِبريـل. 




        



 

تعليقات