رواية الطبيب العاشق (2) الفصل الثالث عشر 13 - بقلم منة جبريل
الثالث عشر
تسير برفقة صديقتها قمـر يتبادلون الحديث وهم يتناولون الآيس كريم...
توقفوا فجأة عندما مرت من أمامهم سيارة بسرعة شديدة مما سبب فى تلطخ حذاء أريب
صرخت أريب بغضب وشرارات تخرج من أعينيها
- إلهي تتقلب بيك يابعيد..لما مش بتعرفوا تسوقوا تركبوها ليه..ولا هو طفاسه وخلاص
اردفت قمر بتوتر وهى ترى أن السيارة قد توقفت
- خلاص ياأريب يلا نمشي دا شكله هينزلنا
هتفت أريب بغضب
- خليه ياجي علشان اشوه وشه
ترجل من السيارة ووجهه لا يبشر بالخير اقترب منهم هاتفا بغضب
- الزمي حدودك أيتها الوضيعة
أريب فور انتهائه من حديثه تحرك صدغيها من شدة الغضب مزمجرة بوجهه
- الزم حدودي ووضيعة يا بتاع سبيستون، وانت اللى غلطان وبجح كمان.. لا دى هبت أوى منك الصراحة
ولم تنتظر كثيرا لترفع يدها الممسكة بالآيس كريم وقامت بوضعه فى وجهه وهى ترمقه بنظره حادة
شهقت قمر بفزع بينما الشخص وضع يده على وجهه يزيل الآيس كريم الذى لطخ وجهه بأكمله زمجر بغضب وكاد أن يتحدث ولكنه توقف عندما خرج صوتها الحاد كحال عينيها
- مع إن الآيس كريم خساره فـيك بس دا علشان تتعلم الكلام بيكون ازاى ياإنسان يا محترم
ثم استدارت وهى تمسك بكف قمر وهى تسير مبتعدة عنه بينما هو فقد يقف مكانه يقسم بأنه سيعلم من هذه التى تجرأت وفعلت هكذا مع
زيد الرباعي...
صعد سيارته وانطلق بها بسرعة البرق وكأنه ينفث غضبه بها وهو يتوعد لهذه القصيرة التى لم تكن تصل إلا لبطنه...
اردفت قمر بقلق
- اى اللى عملتيه دا ياأريب
هتفت أريب بغضب
- يستاهل دا إنسان قذر روحى انتى على البيت وانا ماشية
كادت قمر أن تعترض ولكن وجدتها بالفعل قد غادرت لتتنهد بيأس وهى تتوجه نحو بيتها الذى كان قريب من المكان الذى يتواجدون به...
صعدت سيارة أجرة واعطته العنوان لينطلق الآخر سريعا وخلال وقت ترجلت من السيارة بعدما اعطت له النقود ودلفت إلى الڤيلا بتوعد
رأت شقيقتها تجلس وهى تعبث بالهاتف بملل لتردف أريب بهدوء
- إياد فين
أجابتها الأخرى بإستغراب
- في الشركة
أومأت لها وذهبت الى الأعلى وهى تتمتم بغيظ
- انسان مستفز هى الرجالة كلهم كدا محتاجين اللى يعرفهم مقامهم كويس .. انا كل اللي قاهرنى الآيس كريم مش عارفة ازاى جالى قلب وحطيته فـ وشه القذر دا خسارة فيه والله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس بجانبها وهى تتابع شرودها الغريب لتقرر سؤالها اذا كان بها شئ ما
- في حاجه تعباكى ياكيان
ردت الأخرى بدون وعى
- اخوكى
شهقت كيان وهى تستوعب ما تفوهت به لتنظر إلى حوىاء بخجل لتراها تبتسم لها بهدوء لتردف بخجل
- انا اقصد..انه..انا
قاطعتها حوراء بفهم
- متعلقيش نفسك بيه ياكيان كل واحد وليه نصيبه اللى لازم يرضي بيه وهو لو كان من نصيبك صدقيني ولو بعد حين هتاخديه
امتلأت عينينها بالدموع وهى تومئ لها ثم نهضت مردفة
- بعد اذنك هطلع ارتاح
أومأت لها حوراء بتفهم لحالتها لتصعد الأخرى إلى الأعلى ودلفت الى غرفتها لتجلس على الفراش وهى تبكي بألم من حالها..
بعد وقت ليس بقليل..
نهضت ودلفت إلى المرحاض وأخذت حمام منعش وخرجت وهى ترتدى ثوب أزرق انسدل بأريحية على جسدها ذو أذرع عريضة على كتفيها
وقفت أمام المرآة وهى تنظر الى نفسها مردفة
- كفاية بئاا..كفاية عياط وهبل..انتى اى اللى بتعمليه فـ نفسك دا..دا كله علشان واحد..من امتى..انتى كيان الكيلانى..اخت ريان الكيلانى..اللى عمرها ما التفتت لحد..والكل بيتمنوا نظرة منها..فوقى لنفسك وارجعى كيان بس على أقوى..متبقيش ضعيفة على أى حاجه تعيطي
رفعت رأسها الى الأعلى بكبرياء أنثي وهى تطالع نفسها برضا ارتدت حذائها ذو الكعب المرتفع باللون الأبيض اللامع
لتسير بخطوات قوية خارج غرفتها وهى تهبط الدرج ثم خرجت من القصر بأكمله
صعدت إحدى السيارات لينطلق السائق بها نحو الشركة
بعد وقت ترجلت من السياره وهى تسير الى داخل الشركة بقوة وصوت حذائها يصدح فى المكان
دلفت الى المصعد قاصدة مكتب شقيقها ليغلق عليها باب المصعد
فتح بعد وقت لتخرج منه ودلفت الى مكتبه ولم توقفها السكرتيرة لأنها تعلم من هى
نظر ريان لها لتبتسم عيناه مردفًا
_ كياني نورتي شركتك، تعالي
نهض عن مقعده خلف المكتب وأجلسها عليه، لتبتسم هي له بحب كبير لهذا الأخ المراعي والحنون لأبعد حد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غادرت أشعة الشمس وظهر القمر بطلته الرائعة وهو ينشر أشعته الفضية فى كل مكان..
الساعة 10 مساءً بالتحديد
دلف ريان الى القصر بعد يوم شاق فهو بعدما انتهى مـن العمل بالشركة توجه نحو المشفي ليقضي باقي اليوم فيها وهو يشرف على المرضي بنفسه..
وجد بهو القصر فارغ والمكان هادئ ليعلم أن كل منهم فى غرفته..
توجه هو الآخر نحو غرفته التى فى جناحه الخاص وهو مشتاق لها كثيرا
أسرع بخطواته ثم دلف الى الغرفة ليجدها تجلس على الفراش تحتضن قميص له..
وكانت هي بانتظاره بالفعل، واستقبلته بعناق أودعت فيه مشاعر حبها هامسة
- اتأخرت عليا أوى
أجابها بعشق جارف وهو يغلق الباب بقدمه
- حقك عليا
نظرت له متسائلة
- أكلت حاجه من الصبح
نظر لها قليلا ثم أومأ بالرفض قائلا
- لا ومش جعان
نظرت له بعبوس وكادت أن تبتعد عنه ليوقفها مردفا
_ صدقيني مش جعان..
وأكمل مغيرا مجرى الحديث..
_ قوليلي بقى انتى اى اللى عملتيه دا
نظرت له بعدم فهم ليكمل هو بمرح
- بقر فى وحده أول كلمة بتقولها هى يا رينو
تذكرت ذلك الموقت المحرج لتحمر وجنتيها بخجل شديد وهى تضع وجهها في صدرن تخفيه عن نظراته الخبيثة لتصدح صوت ضحكاته الرجولية فى أرجاء الغرفة..
لكزته بصدره بخجل لتزداد ضحكاته أكثر ثم قبل وجنتها مردفا
- خلاص هسكت
ابتعدت عنه بوجهها المشتعل كشمعة وهتفت بإحراج
- هما ازاى سمعونى
حمحم ريان وهو يحك ذقنه بإبهامه مردفا
- فتحت المايك بالغلط
نظرت له بغيظ ليقهقه مردفا
- عارف عارف دا كله بسببي
أومأت له ثم وفجأت طبقت على يده تعضه بقوة ليقهقه بقوة مردفا
_ إي الجنان دا، مالك
ابتعدت عنه مردفة بغيظ
- جزاء للي عملته
ثم نظرت الى يده برضا وهى ترى علامات أسنانها به ، ليهتف بخبث
- آخد حقي بقى
نظرت له بفزع وكادت أن تركض للخارج لكنه أسقطها على الفراش وبدأ يدغدغها لتتعالى صوت ضحكاتها وهى تترجاه أن يبتعد وهى تشعر بأن انفاسها سلبت منها من كثرة الضحك
ابتعد عنها بعد وقت ليس بقليل بعدما شعر بتعبها مردفا
- تعالى بقى علشان عايز أنام
ابتسمت وهي تتوسد صدره ويده التي تخللت بين خصلاتها ساعدتها في الذهاب للنوم بسرعة، بينما هو أراح جسده وأغلق جفنيه مستعدًا للنوم، لكن فجأة انتفض عقله وفتح عينيه متذكرًا أمرًا ما، ليهمس من بين أسنانه
- يخربيتك يابيجاد لازم النهاردة يعنى
نظر لها وجدها غرقت فى النوم ليبعد يديه عنها برفق شديد وحذر أيضا لينهض متجها نحو المرحاض بعدما أخرج له ثياب كاجوال سوداء
أخذ حماما سريعا ينعش جسده ويزيل عنه ارهاق اليوم وأثر النوم، ثم خرج من الغرفة بعدما وضع قبلة رقيقه على جبهتها وأغلق الباب جيدا ثم سار خارجا من القصر بأكمله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتسطح على الفراش واضعاً ذراعـه الأيسر أسفل رأسـه ناظرا إلـى السقف بشرود فـى تلك الصبا وماذا ستفعل عندما ستعلم هويته ولكـنه أقنع نفسه بأنـه سيسيطر على الوضع بحكمة
لتأتى ببـاله فجأة تلگ الحوراء..
بالفعل هى نعم الزوجة والأخت والصديقه..
ساعدته بدون تردد أو بإنتظار مقابل..كم هى نقية القلب وطيبة الروح..تساعد الجمبع وتسعد لسعادتهم
تذكر كيف ساعدته فى تجاوز آلامه تلك المرة
.
.
.
.
كان بيجاد يقف أمام قصر ريان وهو يتحدث بالهاتف وبعد وقت أغلق المكالمة ودلف الى الداخل ليلتقي بحوراء أمامه
ابتسمت له حوراء وهتفت برقة
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هز بيجاد رأسه هاتفا
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..اخبارك اى ياأختى العزيزة
= الحمدلله
- هو ريان مش موجود
هزت رأسها بالنفي مردفة
- لا هو من حوالى عشر دقايق خرج
هتف بغيظ وهمس وصل الى مسامعها
- مااهو لو بيرد ع فونه كان عرفت
ابتسمت وهتفت
- مش مشكلة..
لتنظر خلفها لترى كيان وليان يهبطون الدرج والتى ما ان رأوا بيجاد ركضوا نحوه يعانقوه بقوة مرحبين به
حمدت ربها بأنهم قد جاءوا حتى تستطيع التحدث معه فى ذلك الموضوع الذى يشغل بالها
جلست كيان وليان على طاولة الطعام لتهتف حوراء بهدوء
- كنت عايزة اتكلم معاك فـ موضوع
اردف بيجاد بقلق
- فى حاجه حصلت
هزت رأسها بالنفي لتذهب وتجلس على مقعد ليجلس هو على المقعد الذى يبتعد عنها بمسافة جيدة وكان المقعدين يبتعدون عن كيان بمسافة جيدة حيث أنهم يستطيعون رؤيتهم ولكن لا يستطيعون سماعهم
اردف بيجاد بقلق
- فى حاجه ياحوراء
تنهدت وهتفت بهدوء
- مفيش..انا عايزه اتكلم معاك بحاجه تخصك انت
نظر لها بإستغراب لتكمل هى
- بيجاد مينفعش التعامل اللى بينك وبين أهلك دا..لازم يكون فى بر ورحمه ومودة بينكم
احتل البرود نظرة ذلك البيجاد مردفا ببرود شديد
- انتى متعرفيش هما عملوا فيا اى
= مهما كان اللى عملوا دا مش عذر انه يخليك تعاملهم بالطريقة دى دا حتى ربنا سبحانه وتعالى قال
« بسم اللّٰه الرَّحمـٰن الرَّحيـم»
«وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ»
«صَـدَقَ اللّٰهُ العَظيـم»
"
لُقْمَان|١٥"
يعنى الحاجه الوحيدة اللى ربنا اداك فيها إذن انك متنفذش كلامهم لو طلبوا منك او امروك إنك تشرك باللّٰه عز وجل غير كدا لا وحتى لما ترفض طلبهم دا برضه تفضل بار ليهم وتصاحبهم فى الدنيا معروفا
أمك..انا شايفة انك ممكن تتقبل والدك بس والدتك لا..ازاى والجنة تحت أقدام الأمهات..
"جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك"
صدق رسـول اللّٰهِ ﷺ
حتى لو هى مش ادتك الحنان اللى المفروض أى أم تديه لابنها انت إديها الطاعة والبر اللى واجب على كل ابن وابنة
انت بتحب صح؟...
فاجأته بهذا السؤال ولكنه اومأ بهدوء لتكمل
- تمام أكيد مش هتفضل كدا وانك هتتقدملها
= انا فعلا قولتلها اتى هتقدملها بس كنت مستنى هشام يرجع من لندن
- وأهو رجع هتلكم أهلك وهتعامل باباك بطريقه كويسه وام....
قاكعها وهو يردف
- بصي ابويا وممكن لكن سميرة لا
نظرت له وهتفت بهدوء
- اسمها ماما برضاك او غصب عنك دا شئ متقدرش تنكره حتى لو برضاك..على الأقل مش تعبس فـ وشها اضحكلها أو حتى ابتسملها بس المهم تحسن معاملتك دى..ياريت يابيجاد بجد مش علشانى دا علشانك أولا وعلشانهم ثانيا...صدقنى انت فـ نعمة مش حاسس بيها..انت جنبك امك وابوك غيرك لأ..انت المفروض تشكر ربنا كل دقيقه وتصليله شكر علشان النعمة دى..حس بيها يابيجاد بدل ما تحس بيها بعد ما تنحرم منها وتندم فـ وقت مينفعش فيه الندم..صدقنى الأهل دول الملجأ الأول والأخير للبني آدم حتى لو كانوا مش بيعاملوه كويس..
بيجاد انا بعتبرك أخ ليا وأكيد مش هفضل واقفه اتفرج عليك وانا شيفاك بتعاملهم بجفاء بس انت بتتعذب..متفتكرش انى مخدوعة فـ وش البرود أو الضحك اللى انت دايما بيهم دول ومش شايفة اللى وراهم..بالعكس انا شايفة بيجاد اللى وراهم وبوضوح كمان..وعلشان انت أخويا انا اتكلمت معاك علشان بتمنى راحت بالك..
مش هقولك انسي لإن فى حجات مهما حاولنا مش بنقدر ننساها برضه بس هقولك اتناسي وعيش حياتك باللى يرضي ربنا واعرف ان اللى يرضي ربنا ربنا بيرضيه وبيسخرله جنوده على الأرض وبيرزقه بحجات هو مكنش متخيل إنه هيحصل عليها
اتناسي يابيجاد وافرح ومتحبسش نفسك فـ اوضة ضلمة انت مش مرتاح فيها بس نفسك بتكدب عليك وتقولك لا مرتاح كدا أحسن
انهت حديثها وهى محافظة على تلك الابتسامة الرقيقة على وجهها ثم رمقته بنظرة أخيرة ونهضت وتوجهت نحو الفتاتان وجلست معهم
بينما هو نهض ورحل بدون أن ينبث ببنت شفه تائه بين حديثها..نفسه تبحث عن شئ خاطئ به ولكن لا يوجد فـ كل حديثها صحيح... صحيح لكن ليس بالنسبة لعائلته، لقد نسيت أن هناك عائلة تكون هي الابتلاء في حياة الإنسان، وهو منهم.
.
.
.
.
تنهد بقوة وهو يعود من شروده لينظر لتلك الساعة التى بيده ليراها 10:45 لينهض سريعا متمتماً
- يالهوى لو اتأخرت مش بعيد يقتلونى
التقط هاتفه ومفتاح سيارته خارجا من الڤيلا سريعاً وهو يتمنى الوصول فى الموعد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقفت سيارتين بنفس اللحظة أمام ذلك المكان الذى يتجمع فيه أضلاع المثلث الثلاثة دائما وهو ذلك المكان المرتفع والذى ينتهى بمنحدر كبير وخطير وترجل من كل سيارة هشام وريان..
نظروا حولهم وكادوا أن يتحدثوا ولكن توقفوا عندما توقفت سيارة بيجاد والتى كانت تسير بسرعة البرق وهو يترجل منها وهو يلهث
اردف هشام بسخرية
- كإنك أخدت المسافة جرى
أشار له بيجاد بأن يصمت ثم أردف بحماس
- يلا بقى
تنهدوا بقوة وهم يخرجون تلك الحبال من سياراتهم ليقوم ريان بربط طرف الحبل الخاص به بسيارته والطرف الآخر فى الحزام الذى يتوسط خصره جيداً
وفعل هشام وبيجاد المثل
ثم سار الثلاثة نحو المنحدر لينظروا لبعضهم بنظرات شيطانيه ثم...
قفزوا ثلاثتهم فى نفس الوقت ليصبحوا معلقين فى الهواء بين الأرض والسماء بسبب ذلك الحبل..
هتف ريان
- وبعدين أهو عملنا اللى كنت هتموت وتعمله وبعد كدا ياأستاذ بيجاد
اردف بيجاد ببساطة
- هنقعد كدا ونشوف الشروق وكإننا عصافير
خرج صوت ريان وهشام معا
- شروق إي دى لسه الساعة 11
قهقه بيجاد مردفا
- واى المشكلة
نظروا له بغيظ وظلوا يتحدثون وهم بالهواء ليردف بيجاد وهو يتسلق إلى الأعلى بواسطة الحبل
- ثوانى وراجعلكم يا بغل منك ليه
لم يردوا عليه ليصعد بيجاد فوق المنحدر وتوجه نحو سيارته وأخرج منها ثلاث زجاجات ولم يظهر ما بها بسبب لونها الأزرق القاتم
عاد لهم مجدداً ليعطي كل منهم زجاجه
هتف ريان بتساؤل
- اى دا
أجاب وهو يراقص حاجبيه بمرح
- انت وريان قهوة انما أنا نسكافيه علشان تعرفوا إنى مش حارمكم من حاجه بس
هتف هشام بغيظ
- انت متخلف ياابنى دى كلها قهوة انت عايز تموتنا
= اشرب على مزاجك والباقي ارميه ياأستاذ هشام مش قصة هى .. دا بدل ما تشكرونى
هتف بها بيجاد ببساطة ليصمتوا قليلاً
ولكن..!!!
شعر بيجاد فجأة بأنه يترنح بطريقة غير متوازنة ليعلم أن السيارة غير متوازنة بالأعلى
نظر لهم مردفا بمرح قاطعا شرودهم
- بقولكم إى..شكلى هطير
نظروا له بعدم فهم ولكنهم رأوا حركته الغير متوازنه ليردف هشام بقلق
- ما تهدى يا زفت ولا انت عايز تنتحر
قهقه بيجاد مردفا غير عابئ بشئ
- والله هادى بس العربية لا
ضحك ريان مردفا
- يااه يابيجاد أخيرا هنرتاح منك
زمجر هشام بقلق وغضب
- يابرودك منك ليه..انت لازم تعمل رجيم..ازاى وزنك أتقل من وزن عربيتك يامتخلف انت
- العربية واقفة فـ مكان مش متزن
= وانت توقفها فـ مكان مش موزون ليه الله يخرب بيتك
كان هذا صوت هشام الغاضب وأكمل
- هطلع وهسحبك يابيجاد وبعدها مش هسيبك غير وانت ميت فـ إيدي
اردف بيجاد بمرح
- طب ولى دا أنا أموت من هنا أرحم منك ياخي
لم يرد هشام عليه بل تسلق إلى الأعلى وهو يتمسك بالحبل وكان ريـان ينظر لهم بهدوء وهو يتابع ذلك البيجاد حتـى اذا حـدث شـئ مفاجئ
هتف هشام بصوت مرتفع حتى يصل لهم
- امسك فـ الحبل يامتخلف
رد بيجاد ببرود ومرح
- طب لا هتعمل إي يعنى
كز هشام على أسنانه بقوة وصعد سيارة بيجاد وقام بتشغيلها ثم سار بها الى الخلف ببطء ولكن..!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية