Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل الثاني عشر 12 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية

  

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (2) الفصل الثاني عشر 12 - بقلم مريم غريب


حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
          
                
*******************************************************************************




طوال الطريق إلي القصر ، قاد"خالد"سيارته بسرعة جنونية حتي وصل بعد ما كاد يفعل أكثر من حادث ..
أنفتحت إليه الأبواب سريعا تحت تآثير بوق سيارته المرتفع و المستمر ، فإندفع إلي الداخل ، و صف السيارة بساحة القصر في عشوائية ، ثم ترجل راكضا صوب باب المنزل ، و ضغط زر الجرس في عصبية ، و ما هي إلا لحظات و إنفتح الباب ، لتظهر"فاطمة"من خلفه بوجه مذعور ، بينما تخطاها"خالد"مندفعا نحو الدرج ، قاصدا غرفة"عبير" ...
وصل أمام الغرفة ، و دفع الباب بعنف ، أنتفضت"عبير"التي كانت تقف أمام خزانتها علي آثره ، بدت و كأنها عادت للتو من الخارج ، فيما تقدم"خالد"نحوها بخطي واسعة ، غاضبة حتي وصل إليها ، فأطبق يديه علي كتفيها النحيلتين بقوة ، ثم صاح بنبرة مرتفعة ، و قد إشتعل صوته بعنف حارق:
-بعتالي واحد يطلب ايدك مني ؟ بقي انا طلقتك ؟؟
تطلعت إليه في خوف من فرط عصبيته ، لم تتوقع أنه سوف يصل إلي تلك الدرجة ، بينما تابع في عنف و هو يهزها بلا رحمة:
-انتي ايه ؟ ما تعلمتيش حاجة من اللي حصلك ؟ معقول ! ماتغيرتيش ؟ لسا زي ما انتي ؟؟
جفلت"عبير"مضطربة ، ثم خرج صوتها خائفا مبحوحا:
-انت .. انت بتقول ايه يا خالد انا مـ ..
-انتي تخرسي خالص.
قاطعها بقوة ، ثم تابع يقول غاضبا:
-شكلي كنت غلطان لما صدقت انك فعلا اتغيرتي و اتعلمتي من اللي حصلك.
ثم أضاف في مرارة ساخرة:
-لما سبتيلي البيت و رجعتي تعيشي هنا ، كنت انا بندم كل يوم اني فضلت بعيد عنك لحد ما خليتك توصلي لكده و تسيبيني ، كنت ناوي اجي لحد عندك اعتذرلك و اترجاكي كمان عشان ترجعي معايا البيت ، بس اللي حصل بقي اني اتفاجئت ، اتفاجئت انهاردة لما اكتشفت انك لسا زي ما انتي ماتغيرتيش ، و كنتي طول الوقت ده بتمثلي عليا .. كنتي ساكتة عليا بس عشان توصلي لكل ده و تخلصي مني بإرادتي و تبقي انتي الضحية في الاخر.
حديثه أوجعها أكثر مما أوجعتها أصابعه المنغرزة في كتفيها ، فكادت تتكلم لتدافع عن نفسها أو تعزز موقفها ، و لكن أسرع هو قائلا:
-للاسف يا عبير صدقتك .. و بجد انتي ماتستحقيش ابدا الحب اللي كنت شايهولك في قلبي طول السنين اللي فاتت دي كلها ، ماتستحقيش صبري عليكي من و انتي لسا بنت صغيرة ، ربيتك علي ايدي و استنيتك كتير لحد ما كبرتي ، و في الاخر تكون دي مكافأتي !!
أحسها تجفل داخليا كما لو أنه صفعها بكفه ، لكنه لم يآبه لأحاسيسها المنجرحة ، بل سدد إليها ضربة قاسية أخري طعنت قلبها:
-انا فعلا ندمان اني حبيتك.
ثم إحتد صوته ، و إكتسب نبرة حقد مكثفة و هو يتابع:
- بس ايا كان اللي حصل .. انتي بردو ليا انا وبس ، مستحيل اسمح لحد ياخدك مني تاني ، المرة دي هتبقي ليا لوحدي يا عبير.
ثم قبض علي رسغها ، وجرها خلفه في عنف متجها صوب باب الغرفة ، بينما لم تدرك ما يحدث إلا عندما رأته يتجه بها نحو الدرج ، فناضلت من أجل إبعاده عنها دون جدوي ، فصرخت به:
-سيبني يا خالد .. هتوديني فين ؟ بقولك سيبني .. سيبني.
لم يبالي بصراخها ، و لكنه إلتفت إليها و طوق خصرها النحيل بإحدي ذراعيه ، ثم رفعها عن الأرض ، وهبط بها الدرج في خفة مسرعا ، بينما راح يعلو صوت صياحها و نواحها و هي تهتف مستغيثة بإسم شقيقها:
- يا عمـــــــــــر ، يا عمــــــــر ، يا عمـــــــر.




        
          
                
****************************************************************************




علي الطرف الأخر ..
فرغت"داليا"من حديثها ، فبدت اللحظات دهرا ، و"ياسمين"تحدق في عبس بوجه شقيقتها المليء بالتعاسة ، و أخيرا إستطاعت بشق النفس أن تقول:
-انتي اتأكدتي من الكلام ده ؟؟
هزت"داليا"رأسها نفيا و هي تحدق أمامها في اللاشيء ، فصاحت"ياسمين"في جمود قائلة:
-يبقي تتصلي بيه دلوقتي حالا و تتأكدي.
رمقتها"داليا"في إستنكار متخاذل ، ثم قالت:
-ما بيردش عليا.
-يعني ايه ما بيردش عليكي ؟؟
هتفتف"ياسمين"في عصبية بالغة ، و لكنها سيطرت علي إنفعالها ،و غضبها حيث تنفست بعمق ، ثم عادت تقول بنبرة أقل حدة:
-طب خلاص .. لما يرجع تبقي تواجيه بالكلام ده و تشوفي هيقولك ايه.
قطبت"داليا"حاجبيها ، ثم قالت واهنة:
-مش هاينفع اعمل كده يا ياسمين علي الاقل دلوقتي ، احنا لسا بينا مشاكل من ساعة ما جبناله امه لحد هنا.
تنهدت"ياسمين"مغتاظة من رد فعل شقيقتها ، بينما سمعا صوت صراخ يزداد إرتفاعا آت من الخارج ... :
-ايه الصوت ده ؟؟
هتفت"داليا"في تساؤل ، ثم هبت واقفة ، و إتجهت نحو باب الغرفة لتستكشف الأمر بنفسها ، فتبعتها"ياسممين"عابسة ... :
-في ايه يا فاطمة ؟ ايه اللي بيحصل هنا ؟؟
قالت"داليا"ذلك متسائلة و هي تقف مستندة إلي درابزين الدرج بالطابق العلوي ، فرفعت"فاطمة"رأسها عاليا ، و أجابتها:
-ده خالد بيه ، جه اخد الست عبير و مشي.
-اخد عبير و مشي !!
رددت"داليا"مقطبة ، ثم عادت تسألها:
-طب مين اللي كان بيصرخ ؟؟
- الست عبير هي اللي كانت بتصرخ.
-كانت بتصرخ ليه ؟؟
هزت الفتاة كتفيها قائلة:
-ماعرفش.
بينما تبادلت"داليا"نظرات التساؤل و الإستغراب هي و شقيقتها ...




**************************************************************************




عندما وصلا إلي المنزل ، حملها بين ذراعيه ، و توجه بها نحو الدرج ، بينما لم تكف عن مقاومته بشراسة محاولة الفكاك منه ، و لكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، إذ كان مصمما علي موقفه مهما كلف الأمر ..
فيما كانت يداه تحرقان جسدها ، كما كان وجهه صارم للغاية و هو يصعد بها درجات السلم المؤدي إلي الطابق العلوي حيث توجد الغرف
لم يتجه بها إلي غرفتها هذه المرة ، بل توجه نحو غرفته هو ، فجف حلقها و راحت ترتجف في كل أنحاء جسدها ، و من دون أن يلفظ كلمة ، دخل إلي الغرفة ، و أغلق الباب خلفهما بركلة من قدمه ، ثم وضع"عبير"علي قدميها أمامه في هدوء ..
فتخلصت هي من ذراعيه في عصبية بالغة ، ثم إشتبك نظرها بنظره ، و إلتقت عيناه السوداوان كقعر بئر ، بعينيها الرماديتين المذعورتين ، فيما إنفرج ثغره بإبتسامة ساخرة لدي رؤيته نظرات الرعب تتقافز من عينيها ، و أخيرا نطق فقال في جمود خبيث:
-و اخيرا .. بقينا لوحدنا.
ثم شرع في فك أزرار قميصه مؤكدا عزمه علي نيل ما يريد ، فإتسعت عينا"عبير"في توجس حذر عندما رأته عاري الصدر بعد ما نزع قميصه و ألقاه بإهمال علي الفراش ، فيما تابع في تهكم متسائلا:
-مالك يا عبير ؟ خايفة من ايه ؟؟
-انت عايز ايه يا خالد ؟؟
سألته في إرتياب ، فأجابها بنظرة ثاقبة ، و لهجة مصممة:
- عايزك انتي يا عبير.
و في عنف ، جذبها إلي صدره ، و شدد ذراعيه حولها ، فلم تكن قادرة علي التخلص من قبضته الفولاذية ، بينما راح يعانقها بقوة شديدة و كأنه يريد إهانتها ، لم تستسلم"عبير"إليه ، بل ظلت تغالبه و هي تتمتم بعبارات الرفض ، فأبعد"خالد"وجهه عنها قليلا كي يواجهها ، ثم سألها ساخرا ، بينما لا زالت مسجونة بين ذراعيه:
-ليه الخوف ده كله يا عبير ؟ اظن الحكاية مش جديدة عليكي ، خايفة كده ليه ؟ دي مش اول مرة بالنسبة لك يعني.
إرتسم علي وجهها وشاح مرير أعتم قلبها ، فقد أصاب منها وترا حساسا للغاية ، و أحيا جروحا كان قد إلتئمت ..
فتشنجت عضلاتها ، كما راحت تتخبط بين ذراعيه طالبة إطلاق سراحها ، فأفلتها"خالد"فجأة و معالم الإزدراء تكسو وجهه ، بينما صوبت نظرها تجاه باب الغرفة ، فحذر رغبتها في الهرب ، و قبل أن تخطو خطوة واحدة ، قبض علي رسغها بقوة ، و في اللحظة التالية كانت تتآرجح بدوامة غريبة ، إذ شعرت بسحابة فستانها الربيعي تنسحب ، عندما أمسك"خالد"بالقماش الناعم و مزقه علي طوله ، ثم ألقاه أرضا في إشمئزاز ، ثم راح يجردها من باقي ملابسها ..
كانت"عبير"مصدومة من هذا العنف الرهيب ، حتي أنها لم تحاول إخفاء عريها ، لم تقدر علي أكثر من إصدار صرخة مخنوقة ، فيما أطبقتا يدا"خالد"علي كتفيها العاريتين كمخالب حيوان مفترس ، ثم قال بلهجة قاتمة حازمة ، و نظرة تملك في عينيه:
-هتكوني ليا المرة دي يا عبير مش لحد غيري ، مهما عملتي هتكوني ليا و بالطريقة اللي انا عايزها.
ثم دني بوجهه من وجهها ، و إلتهم شفتيها بوحشية ...
و بالفعل ، كانت له هذه المرة كما قال ، دون مقاومة أو رفض من قبلها ، إنتزع منها ما لم يكن من الممكن أن تمنحه إياه برضاها ، كما إعتبرها مجرد آلة لآشباع رغباته !
و الأن ، و بعد أن إنتهي منها ، لم تشعر بإنسحابه ، فقط ظلت ممدة علي الفراش في صمت ،دون حركة ، كأنها تمثال من مرمر ، فقد عراها روحا و جسدا ، و لم تتخيل أن الأمر سيصل بها إلي تلك الحالة ..
أغمضت عينيها بقوة محاولة الهرب من واقعها المرير ، بينما كانت دموعها تنساب غزيرة في منتهي الهدوء ...




يتبع ...




        



google-playkhamsatmostaqltradent