رواية الطبيب العاشق (2) الفصل العاشر10 - بقلم منة جبريل
البارت العاشر
"بسم اللّٰه الرحمٰن الرحيم"
"وَرَدَّ اللهُ الذين كفروا بغَيْظِهِم لم ينالُوا خيرًا"
"صَدَقَ اللّٰه العَظِيم"
#غزة_تنتصر
"بسم اللّٰه الرحمٰن الرحيم"
"إن ينصُركُمُ اللهُ فلا غالِب لكُم"
"صَدَقَ اللّٰه العَظِيم"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف آسر الى المكتب بدون انذار وهتف بجمود
- ريان فى موضوع محتاج مساعدتك فيه
نظر له ريان بإستغراب هاتفا
- اقعد الأول ياآسر وقول
اغلق آسر باب المكتب وجلس على المقعد ثم نظر الى ريان وتنهد بقوة وبدأ يقص عليه كل شئ
كان ريان يستمع له بصمت وهدوء على عكس نيران الغضب التى اشتعلت بداخله وقتمت رماديته
تنهد مجددا بعدما انتهى من السرد وهتف بهدوء
- ودى كل الحكاية وانا مش عارف اعمل اى انا أول مرة احس نفسي عاجز كدا
صمت ريان يفكر بعمق فى هذه المصيبة ليرفع عينيه التى تشع بالمكر وإبتسامة خبيثه شقت شفتيه
هتف آسر بتوجس من نظرته
- مش مرتاح للنظرة دى ولا الابتسامة..مالك
هتف ريان بخبث
- هقولك الحل
وبدأ بسرد ما عليهم فعله تحت ذهول آسر من دهائه وأيقن أنه لم يخطئ عندما قرر أخذ مساعدة هذا الذئب الماكر...
عاد ريان بظهره الى الخلف هاتفا بثقة
- ودا كل اللى هيحصل وشهرين مدة كافية أوى وزيادة كمان
هتف آسر بذهول وإعجاب
- دماغ شغالة مبتنامش
هتف بغرور معتاد عليه
- متنساش انا مين
اردف آسر بمرح
- حقك ياعم تتغر..امتى هنبدأ
امسك ريان هاتفه هاتفا بخبث
- دلوقتى
أيده آسر فهم يحتاجون لكل ثانية تمر عليهم
وضع ريان الهاتف على أذنه وبعد وقت أتاه الرد ليهتف بخبث
- أهلا بالكيلانى
أتاه الرد من الناحية الأخرى ليهتف بمكر
- ليا طلب صغير ياكيلانى وياريت تنفذه
ابتسم بغموض وبدأ بإخباره بما يريد ثم اغلق الهاتف ونظر الى آسر وهتف براحة
- وأول خطوة تمت
نهض آسر وهتف بمرح
- هروح اعمل اللى عليا
ثم غادر وهو يشعر بهم وقد انزلق من عليه وابتسامة راحة تشق وجهه ولم يدرك أنه وضع همه على الذئب بدون ان يشعر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت بحكمة ورقة
- ليان انا واثقة انك لسة بتحبيه بس بتعاندى وعنادك دا هو اللى هيجيبك لورا صدقيني انتى كدا مش بتعذبي نفسك وبس انتى بتعذبي روحه معاكى، حرام اللى بتعمليه فـي قلبك وقلبه هو حاول يصالحك بكل الطرق متخليش قلبك قاسي
هتفت ليان بصوت متحشرج مهدد بالبكاء
- انتى مش حاسة بيا ياحوراء..انا قلبي مش قاسي انا قلبي خايف..خايف يحس بالوجع تانى بعد ماقدر يتأقلم معاه..هو سبب ألم كبير فـي قلبي بحجة انى لسة صغيرة ودى مراهقة مش أكتر ومحسش بحبي ليه اللى عمره ماكان مراهقة ولا هيكون
وضعت حوراء كف يدها على شعرها مردفة بحنان
- صدقيني حاسه بيكي..وعارفة اللى عمله غيث دا دليل على عشقه ليكي..برغم انه عارف هيموت فـ اليوم 100 مرة فـ بعدك بس برضه بعد خوفا عليكي..كان خايف انه لو وافق تندمى بعدين لما تعرفي ان مشاعرك مكانتش حب بجد وكان فعلا مراهقة ووقتها كنتى هتحطى كل الغلط عليه لإنه وافق وانتى لسة صغيرة...
بس بعد ما عديتي المرحلة دى واتأكد انك فعلا بتحبيه مستناش لحظة ورجعلك ع طول وهو لحد دلوقتى بيحاول يصالحك ويراضيكي رغم انه مغلطش بس علشان حاسس بيكي وزى ماانتى اتعذبتي فـي بعده صدقيني هو كان بيتعذب أضعاف عذابك..متنسيش ان هو اللى كان بيقاوم مشاعره انه ميرجعلكيش انما انتى كنتى بتتلهى عنه لحظات لما تتجمعى بعيلتك..
متنسيش ان هو لحد دلوقتى بيتعذب ونار قلبه بتزيد انما انتى قاعدة مبسوطة باللى بيعمله علشان يراضيكي ومش حاسة بوجع قلبه لما بترفضيه كل مرة وبتسمعيه نفس الكلام اللى متغيرش بقاله سنين ورغم دا كله مملش منك ولا خلى الموضوع موضوع كرامة ولا كبرياء لانه لو خلاها كدا أقسملك انه مش هيبص فـ وشك حتى
صدقيني ياليان لو جيتي مرة على رجولته وكبريائه والله ما هيولى عليكي تانى وهيدوس ع قلبه ومش هيهمه أى حاجه حتى انتى وانتى اللى هتندمى فـي الآخر فوقت مينفعكيش فيه الندم
الحقي نفسك وعرفيه انك مسمحاه قبل ما قلبه يقسي عليكي
انهت حوراء حديثها وغادرت من الغرفة متوجهة الى غرفتها تاركة الأخرى تفكر فى حديثها جيدا لتتذكر حديث تلك الفتاتين عندما سمعتهما بالشركة لتعلم أن حوراء محقة..لذلك قررت أن تفعل شئ قبل أن تندم بسبب تأخرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت الى غرفتها وهى حزينة على حال هذين الاثنين فهما يحبان بعضهما، اذا لم العناد وتصنع الغضب والكره؟ لم لا يستغلون الوقت ويتناسوا ما حدث معهم ويجتمعوا قبل أن يفوت عمرهم؟ تتمنى أن تسمع الى نصيحتها هذه المرة فهذه المرة التى فاقت العاشرة فى عدتها وهى تحاول أن تجعلها تتناسي ماحدث وتعيش حياتها
جلست على الفراش وهى تتنهد بخفة تدعوا لهذين القلبين أن يجتمعا في حلال الله
أخذت هاتفها وهى تقرر الاتصال على زوجها الذي كان يجلس داخل مكتبه في الشركة شاردًا فيما قصه عليه آسر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ياإياد والله ماهتأخر هى كلها نص ساعة او ساعة وهرجع
هتفت بها أريب وهى تتحدث مع أخيها عبر الهاتف
جاءها صوته الجاد من الناحية الأخرى وهو يهتف
- طب استنى لحد ماارجع يا أميرتى وبعدها اخرجى
هتفت أريب بصوت شبه باكى
- ياإياد انا ملانه وانت مطول على ما ترجع آية وماما أمينة ناموا وانا قاعده لوحدى فكلمت قمر واتفقت معايا اننا نخرج شوية نغير جو
تنهد الآخر وهو يشعر بتقصيره تجاه اخوته فهو منذ ان اشترى لهم هذه الڤيلا ولم يخرجهم منها الا الى قصر ريان
اردف بهدوء وحنان
- طيب ياأميرتى بس بشرط
- موافقه
= مش تسمعى الشرط الأول
- مش مهم المهم أخرج
= طيب شرطى انك هتاخدى الحرس وعدنان معاكى لو اعترضتي مفيش خروج
كادت أن تتذمر ولكنها خشيت أن يمنعها حقا من الخروج لتردف بغيظ
- ماشي
= طيب ياأميرتى خلى بالك من نفسك وهبقي كل شوية اتصل بيكي على الله ياأريب الاقي فونك مغلق، وآه سلميلي على قمر
- حاضر سلام
= سلام
اغلقت الهاتف مع شقيقها وهى تقفز فرحا لتذهب لكى تجهز نفسها سريعا وبعد وقت خرجت وهى ترتدى فستانًا باللون الرمادي وحجاب أسود،
هى نادرا ما ترتدى فستانًا لأنه يظهر قصر قامتها وبالفعل رغم أنها ارتدت حذاء اسود مرتفع نسبيا الا انها مازالت قصيرة، لذلك تحب ارتدائها للبنطال أعلاه ثوب يصل لأسفل ركبتيها.
صعدت السيارة وانطلق بها عدنان الى وجهتها وبعد وقت توقف لتصعد قمر بجانب صديقتها
هتفت قمر بمرح
- اى ياأريب غيرتى البنطلون
هتفت أريب بهدوء
- مجرد تغيير..بقولك ياأستاذ عدنان متعرفش مطعم حلو هنا
هتف عدنان بصوته الخشن
- اعرف ياهانم
- طيب ودينا على مطعم من ذوقك
انطلق بهم عدنان الى إحدى المطاعم وبعد وقت هبط عدنان وفتح باب السيارة لتترجل أريب وبعدها قمر لينبهروا بمظهر المطعم من الخارج
هتفت قمر بانبهار
- بت ياأريب لما دا شكله من برا انما من جوا اى..وكمان شكله غالى أوى خلينا نغير
هتفت أريب بثقة
- لا هندخل دا أصله عجبنى
هتف عدنان بهدوء
- دا مطعم من سلسلة مطاعم ريان باشا
نظروا له بصدمة بالأخص أريب التى هتفت بصدمة
- انت بتتكلم بجد
أومأ لها عدنان مردفا
- ايوا ياهانم مااهو اسمه الذئب
نظرت أريب وقمر نحو اسم المطعم ليجدوه بالفعل على لقب ريان لتهتف أريب بذهول ومرح
- ماشاءالله بئاا طلع معاه مطعم كمان..كدا أنا هصمم أكتر انى أدخل فيه
ثم أمسكت بكف صديقتها وكادت ان تخطوا الى الداخل ولكنها توقفت ملتفته الى عدنان هاتفه
- تقدر تدخل ياعدنان وتجيب الباقي معاك مفيش مشكلة
هتف عدنان بجدية
- شكرا ياهانم بس احنا هنفضل هنا
أومأت له ثم دلفت هى وصديقتها ليزداد انبهارهم بهذا المطعم الفخم والتى كانت توجد فى زاوية من زوايات المطعم تمثال لذئب أسود تظهر انيابه الطويلة وعيناه التى يظهر عليها القسوة والشر
جلسوا على إحدى الطاولات والتى كان لونها اسود مما أعطي لها رونقا جذابا
ليتقدم منهم أحد الشباب ليأخذ طلباتهم لتهتف أريب بهدوء
- كوب تشوكليت ووجبة سريعة
وطلبت قمر مثلها ليغادر الشاب لكى يحضر لهم ماطلبوه
أردفت قمر بإنبهار
- مكنتش أعرف ان جوز اختك معاه مطاعم غير المستشفى والشركات
هتفت أريب بمرح
- ولا أنا بس ماشاءالله جميل أوى
اومأت لها قمر مؤيدة حديثها وعيناها تجول فى المكان وعلى الأناس الذين يظهروا عليهم بأنهم ذو طبقة رفيعة
بينما فى طاولة أخرى كان يجلس آسر وهو يتحدث فى الهاتف وهو يرتشف من قهوته ومعه أيان الذى يعبث فى هاتفه وهو يرتشف من عصير الليمون الذى بيده
رفع أيان عينه لثوان من على الهاتف ثم نظر له مرة أخرى ولكن رفعها سريعا مرة أخرى وهو لا يصدق ماتراه عيناه
هتف أيان سريعا
- بص ياابنى مش دى أريب
نظر له آسر سريعا ثم نظر نحو مايشير اليه ليراها هى فعلا ليغلق الهاتف وهتف بجمود
- ايوا هى
نظر أيان لهم جيدا ليهتف مجددا
- واللى معاها دى مش قمر..انت شايف اللى أنا شايفه ياآسر ولا لا
هتف آسر بلا مبالاة
- ايوا ياابنى فيها اى يعنى
نهض أيان هاتفا
- يلا نروحلهم
نظر له آسر بإستنكار ليهتف مكملا
- وحيات عيالك اللى لسة مجوش ولا هما ولا امهم تاجى معايا انت عارف صاحبك معجب بالبت قمر دى
تأفف آسر بحنق منه ووافق على مضض ونهض متوجها معه الى طاولة الفتاتين
كانت أريب ترتشف من كوب الشوكولاته الساخنة بعدما أحضرها لها النادل
لاحظت وقوف جسدين أمام الطاولة لتلتف برأسها لتتلاقي عينيها الحادة مع عينيه الغاضبه فهو لم ينسي مافعلته معه أبدا ومازال مُصِر على أن يجعلها تندم ...
كانت الأخرى منشغلة بالعبث فى هاتفها لتهتف سريها وهى تعطي هاتفها لأريب
- بصي ياأريب الطقم دا..
توقفت عن الحديث وهى ترى شخصين يقفان بجانبهم لتلتف برأسها لتقع عينيها البنية على عينيه الزرقاء التى تطالعها بإعجاب
رفعت أريب حاجبها بإستنكار مردفة وهى تبعد عينيها من عليه بلا مبالاة
- نعم حضراتكوا فى حاجة؟؟
هتف أيان بمرح
- والله ياأريب انا مصدقتش ان انتوا هنا وقولت آجى اشوفكم
هتفت قمر باستنكار
- دا على أساس مش بتشوفها في البيت يعنى
نظر لها أيان هاتفا
- عادى مفهاش مشكلة لو شوفتها برا البيت وقولت اسلم عليها ولا اى ياأريب
هتفت أريب بإبتسامة هادئه
- ايوا طبعا
نظرت قمر الى صديقتها لترمقها أريب بهدوء ليهتف أيان بمرح
- انما قوليلي ياأريب انتوا ازاى جيتوا هنا
هتفت بهدوء
- مع عدنان هو جابنا هنا
اوما أيان بتفهم ليصدر صوت آسر أخيرا هاتفا بملل
-ما يلا ياابنى خلينا نمشي
هتفت أريب باستفزاز
- ما تمشي لوحدك ياأخ افترض هو عايز يقعد
نظر لها آسر من أعلى لأسفل ثم عاد بنظره مجددا نحو أيان وكأنه لم يسمع شئ هاتفا وهو ينظر إلى ساعة يده
- يلا أهو نفذت رغبتك وجيت معاك بس انا مستعجل ومفيش حاجه تستاهل أتأخر عليها
اغتاظت بشدة من هذا التصرف ليلاحظ أيان أنه ان لم يرحل سيحدث ما لا يحمد عقباه ليهتف بابتسامة هادئه
- اتشرفت بشوفتك ياقمر... سلام ياأريب
هتفت أريب بهدوء تخفي خلفه غيظها
- سلام
غادر آسر وهو يشعر وكأنه يريد العودة لسليطة اللسان تلك وكسر يدها التى تجرأت ورفعتها عليه من قبل وتحطيم رأسها الصغير الذى يجعلها تعتقد أنها تستطيع أن تقف بوجهه.. ولكن مهلا فهو يخطط لشئ ما وسينفذه قريبا جدا...
بينما كان يسير بجانبه أيان الذى يقسم أنه سيجعل تلك القمر قمره هو وليس لأحد غيره...
فى الداخل
هتفت قمر بتساؤل
- لى مش طايقة الواد دا
هتفت أريب بغيظ
- دا شخص مستفز لو اطوله اقطعه بسنانى
اردفت قمر بسخرية
- تطولي اى ياما انتى مش شايفة نفسك واصلاله لفين.. داانتى يا دوب لحد بطنه.. قال تطوله قال
نظر لها أريب بحدة لتقابلها الأخرى ببرود ثم جلسوا قليلا وبعدها رحلوا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى اليوم وبدأ يوم جديد مع شمس منيرة...
في منزل العائلة، عائلة الكيلاني
يهتف الكيلانى بأمر
- قول للحرس يجهزوا العربيات
اومأ له الشاب باحترام وخرج لينفذ ما أمره به الكيلانى
هتف الكيلانى بصوت مسموع تقريبا
- اول مرة يطلب اننا نجيله كلنا حتى مصطفي وسميرة..يا ترى اى وراك ياابن عامر
جاء صوت ابنه من جابه وهو يهتف بألم
- تفاءل خيرا ياكيلانى..انا مش عارف ازاى هرجع القصر تانى من بعدها..دا من يوم ما سبتنى وانا رجلى مدخلتش فيه..مش عارف ازاى هروح وهى مش معايا
شعر الكيلانى بألم ابنه مهما مر الزمان ليربت على كتفه هاتفا
- ادعيلها بالرحمة..نسليهان مكنتش مراتك بس دى كانت بنتى كمان وربنا يعلم هى وحشانى قد اى بس دا نصيب ولا مفر منه
وضع عامر كف يده على كف أبيه وقبلها هاتفا بابتسامة حزينة
- ربنا يرحمها ياوالدى ويديمك ليا..كانت دايما تقولى انا ازاى غلطت واتجوزتك انت ومتجوزتش ابوك أبو عيون زرقا
ضحك الكيلانى وهو يتزكر مشاغبة تلك النسليهان التى أسرت قلبهم بطيبة قلبها ومرحها وضحكتها التى دائما تزين وجهها وهتف بمرح ليخفف عن ابنه
- دا على اساس انت عيونك مش زرقا
ابتسم له عامر لينتبهوا الى صوت مصطفي وحسين الذين يتقدمون منهم وبجانبهم زوجاتهم و الذين هتفوا معا
- احنا جهزنا
هتف الكيلانى بتساؤل
- عبير فين
هتف حسين بضحك
- الدلوعة بقى لسة لحد دلوقتى بتتأخر فتجهيز نفسها
جاء صوت من خلفهم يهتف بمرح
- على رأيك الدلوعة بقى
ابتسم لها الجميع ثم انطلقوا متوجهين الى قصر الريان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من غرفتها وهى تنوى فعل ما قررته الآن ولتهبط الدرج سريعا وشعرها الأصفر يتطاير خلفها ثم خرجت من القصر وصعدت السيارة وطلبت منه أن يتوجه الى العنوان التى أملته له
فى مطعم الذئب...
لم يكن به أحد بسبب ذلك الغيث الذى حجزه اليوم كله بسبب هذا اللقاء والذى يعلم أنه لن يدوم سوى لسويعات قليلة ولكن لا بأس فعلى الأقل سيأخذ راحته بالحديث معها
لم ينكر أنه استغرب عندما طلبت رؤيته ولكنه سعد بشدة وعلم أن الملكة أوفت بوعدها ليظل منتظرا معشوقته على أحر من الجمر
بعد وقت كانت تدلف برقتها وجمالها الحابس للأنفاس لتجول بزرقاوتيها على أنحاء المكان والتى لاحظت أنه فارغ لتقع عيناها آخيرا على آسر قلبها لتتنهد بقوة تستجمع شجاعتها وتوجهت نحوه بخطوات بطيئة...
ما أن لاحظها حتى نهض سريعا وهو يطالعها بأعين تلمع بالعشق وساعدها بالجلوس على المقعد ثم جلس مكانه مجددا وكانت عيناه تطالعها بعشق جارف
أما هى فقد احمرت وجنتيها من نظراته لتستجمع شجاعتها وهتفت بهدوء ولكن بدون أن تنظر له
- غيث ا..
صمتت قليلًا متنهدة قبل أن تكمل
- انا آسفة
تحولت ملامحه الى الهدوء لتتابع هى بصوت مختنق
- انا آسفة على كل لحظة جرحتك فيها اذا كان قولا او فعلا من غير مااحس انك بتتعذب بسببي..انا مكنتش شايفة حاجه غير انك سبتنى واستهزأت بحبي ليك ومشوفتش نظرة الألم اللى كانت في عيونك لما قولتلى كدا..مقدرتش خوفك عليا من انى اندم بعدين حتى لو كان على حساب نفسك ومهتمش بإنك هتتعذب واهتميت بيا...
مسحت على وجهها متنهدة بقوة ثم أكملت بحزن
_ وبعدها بقيت تحاول تراضيني وانا كنت كل مرة انهى محاولتك بإنى افكرك باللى عملته فيا رغم انه لمصلحتى وكنت دايما بجرحك وانت رغم دا مملتش منى ولا كرهتنى
انا مش عارفة انا كنت أنانية كدا ازاى ومشوفتش تضحياتك ليا مع انها كانت واضحة وضوح الشمس
أنا آسفة ياغيث بجد آسفة أوى..انا عارفة انى مش استاهلك بس صدقنى انا كنت بتعذب في كل لحظة كنت فيها بعيدة عنك
وفجأة بدأت بالبكاء ووضعت كفيها على وجهها وهى تبكى بقوة وهى تعلم أنانيتها وأنها لم تكن ترى عذابه وكانت ترى ما فعله بها فقط
رغم أنه أحزنها مرة واحدة وكان هذا لأجلها ولكنها ظلت تحزنه وتجرحه بحديثها وأفعالها لأجل نفسها لسنين
نهض غيث وتوجه نحوها وجلس أمامها على قدميه وهتف بعشق
- تتجوزيني
نظرت له من بين دموعها وأنفها الذى أصبح لونه أحمر أثر بكائها لتتقابل عينيها الدامعة بعينيه التى تطالعانها بعشق جارف
هتفت بحزن من بين دموعها
- مكرهتنيش؟
ابتسم لها وهتف بمرح
_ أنا بكره غبائك بس، المهم تتجوزيني
اخفضت رأسها مبتسمة بخجل ليقول مبتسمًا وهو يشعر بشعور السعادة العارمة
_ السكوت علامة الرضا، و الحمدلله ان ريان عزم العيلة كلها وخلاص فاضل على وصولهم قليل، وبكدا هطلب من حسين انى اكتب كتابي عليكِ على طول ماانا مش هستنى خطوبة وانا طلبتها منه قبل كدا وهو وافق
ضحكت بخفة ثم تركته فجأة وهي تسرع لخارج المطعم مغادرة، ليقهقه بسعادة شديدة وتحرك هو الآخر مغادرًا إلى فيلا بيجاد التي يتواجد بها صديقه أيهم، يريد مشاركته فرحته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت عائلة الكيلانى وقام الجميع بالترحيب بهم فى قصر الذئب الذي انبهروا به فهم سمعوا الكثير من الاقوال التى تدل على جمال قصر حفيدهم ولكنهم لم يتخيلوه بهذا الجمال
هتف عامر بإبتسامة حزينه
- اخبارك اى ياحوراء
= الحمدلله في نعم
هتفت بها حوراء بأبتسامة ليومئ لها عامر ثم نهض هاتفا
- انا هروح ارتاح شوية
لاحظ ريان نظرة الحزن التى فى أعين والده وعلم سببها لينهض ذاهبا مع والده الى الأعلى لكي يدله على الغرفة التى سيمكث بها
دلفوا الى الغرفة وهتف ريان بمرح
- اى رأيك في القصر، محافظ جدًا أنا على فكره
كان ريان يدرك حب أبيه لهذا القصر حتى وإن لم يكن يعيش به، فهذا هو المكان الذي حمع بينه وبين زوجته الراحلة وحبيبته لسنوات، ليقرر الحفاظ علبه والبقاء فيه هو تحديدًا من بين كل ممتلكاته مع شقيقته.
ابتسم له عامر بحزن ولم يتحدث
وضع ريان كف يده على كتف أبيه هاتفا
- هى دلوقتى فـي مكان أحسن يا والدى
علم عامر أن أبنه يشعر به ليومئ له بخفة هاتفا
- ربنا يرحمها..انزلهم وانا هرتاح شوية
علم ريان ان أبيه يريد أن يقضي وقتا بمفرده ليومئ له ثم غادر
فى الأسفل...
هتف الكيلانى بحنان
- وحشتيني ياحوراء يابنتى اخبارك اى
ابتسمت له حوراء وهتفت بمشاكسة
- بقيت كويسة لما شوفتك
ضحك الجميع على حديثها لتهتف كيان بحزن مصطنع
- بقى حوراء بس اللى وحشتك
أمسكها الكيلانى من وجنتها هاتفا
- كلكم وحشتونى حتى ليان سبحان الله
احتضنته كيان وليان التي تعالت ضحكاتها، ليقول حسين
- اي داا هو بابا اخد الحب كله واحنا لا، يامصطفي احنا لازم ناخد موقف مينفعش كدا
هتف مصطفي بضحك
- ناخد مواقف مش موقف واحد
ركضت ليان وكيان وعانقوهما بقوة هاتفتين معا
- انتوا اللى فـي القلب
هتف حسين بمرح
- احنا عرفنا ان فيه مفاجأة فين المفاجأة دى
- مستعد للمفاجأة يعنى
هتف بها بيجاد وهو يدلف بابتسامة واسعة
نهضوا جميعا وركضت نحوه ليلي تحتضنه باشتياق ليستقبلها هو بحب ليسمعها وهى تردف
- وحشتيني يا بيجاد كدا متسأليش عليا المدة دى كلها
قبلها بيجاد أعلى رأسها هاتفا
- آسف ياأمى حقك عليا
وجدت ليلى من يسحبها من أحضان بيجاد تليها صوت زوجها حسين المغتاظ
- سلمى من بعيد ياحبيبتى وانت ابعد عن مراتى
ضحك بيجاد واحتضنه بقوة ثم احتضن عامر والكيلانى ثم وقف أمام مصطفي الذى أنزل نظره بخجل من ابنه
ابتسم له بيجاد واحتضنه هاتفا
- وحشتنى يا والدى
صدمة وقعت على الجميع ما عادا حوراء التى ابتسمت بسعادة لأنه أخذ بنصيحتها وقد تحدث إلبه في وقت سابق ما إن علمت بقدوم العائلة إلى هنا.
احتضنه مصطفي بقوة وهو غير مستوعب أن ابنه يحتضنه الآن ويناديه بوالده ادمعت عيناه ليخفي وجهه بكتف ابنه وبدأ بالبكاء لتدمع أعين بيجاد وهو يشعر أخيرا بدفئ حضن والده الذى اشتاق له كثيرًا
ازدادت قوة بيجاد فى احتضان والده وهو يخفي عينيه فهو لا يريد أن تظهر دموعه ...
كانوا ينظرون لهم بذهول، صدمة، فرحة، سعادة، وأخيرًا عدم رضا من تلك السميرة...
ابتعد بيجاد عنه بعدما ازال دموعه قبل أن يراها أحد وازال دموع والده هاتفا بابتسامة ساحرة
- اى يا والدى ينفع الدموع دى في اليوم اللى هقولكم فيه اني هتجوز
نظر له الجميع بصدمة مما يتفوه به هذا البيجاد ليستمعوا الى صوت سميرة وهى تهتف بغيظ
- وه يعنى سلمت عليهم وانا لا يا ابن مصطفي
ظن الجميع أن بيجاد سوف يتجاهلها وعندما تقدم منها بيجاد بوجه متهجم وأعين باردة ليتأكدوا أنه سيقول لها كلاما جارحا
ولكن صدمهم بيجاد للمرة الثانية ولكن هذه المرة صدمة أكبر عندما ابتسم لها
هل حقا ابتسم لها أم انهم يتخيلون!!...
بينما سميرة طالعت ابتسامته ببرود رغم تعجبها فهو لأول مرة يبتسم فى وجهها منذ زمن
هتف بيجاد بابتسامة هادئه
- حمدالله على السلامة نورتوا
كانت أفواه الجميع تكاد تقبل الأرض من شدة الصدمة ماعادا تلك الحوراء التي اتسعت بسمتها بشكل أكبر أكبر، كانت تتوقع أم يتقبل حديثها عن مصطفى ولكن أن ينفذ طلبها مع سميرة لهو شيء تمتمن له حقًا.
وقف ريان بجانبها وهو يطالع صديقه هاتفا بهدوء
- انتى ورا الحالة اللى بيجاد فيها صح
نظرت له حوراء بابتسامة واسعة هاتفه
- انا معملتش حاجه
نظر لها ريان هاتفا
- هصدق ياملكتى مع انى واثق انك انتى السبب
ثم نظر الى صديقه مجددا بملامح هادئة
هتف حسين بصدمة
- هو انتوا شايفين اللى انا شايفه
اومأت له ليلي وكيان وليان بصدمة ليضحك الكيلانى مردفا بسعادة
- ربنا يديم المحبة مابينكم..قول يابيجاد اى حكاية انك هتتجوز دى
نظر له بيجاد وهتف بإبتسامة واسعة
- اه والله هتجوز قولولى مبارك
اردف مصطفي بحب وسعادة
- مبروك ياولدى بس مين هى
هتف بيجاد بسعادة
- صبا الشرقاوى..بنت الشرقاوى صاحب شركات الصلب والتعدين
هتف حسين بتساؤل
- بس اللى اعرفه انه مش معاه بنات ولا شباب حتى
اردف بيجاد بهدوء
- كانت عايشة في امريكا وبتاجى مصر زيارات
أومأ له حسين ليهتف الكيلانى بجدية
- كلم والدها علشان نروحله ونطلبها منه
ابتسم بيجاد باتساع عندما لم يجد أى اعتراض من أهله
ليهتف غيث سريعا
- طب وانا عايز اتجوز
ضحكت كيان مردفه
- ما تتجوز حد ماسكك
هتف غيث بجدية
- خالى حسين احنا هنحدد معاد كتب كتابى على ليان دلوقتى
نظر له الجميع كأنه تنين برأسين بينما هو ينظر لليانه بعشق بينما أشاحت الأخرى بوجهها في خجل
هتف الكيلانى بتفكير
- ماشي هنبقي نحدد بس مش دلوقتى
قاطعه غيث بصوت يشبه الصراخ
- ليه امال امتى حرام الظلم دا
هتف الكيلانى بيأس من احفاده
- سيبنى اكمل كلامى...مش هنحدد دلوقتى علشان هنخليها مع بيجاد
اومأ له الجميع مؤيدًا هذه الفكرة ليشعر غيث بأن الدنيا صغيرة أمام سعادته بأنه اخيرا سيمتلك من ارهقت فؤاده عشقا بها بينما بيجاد خرج ليهاتف تلك السمراء التى خطفت لُبه من اول نظرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسَّلام.
مِـنَّــــة جِبريـل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الطبيب العاشق) اسم الرواية