Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل الاول 1 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية الطبيب العاشق كاملة بقلم منة جبريل عبر مدونة دليل الروايات 

 رواية الطبيب العاشق الفصل الاول 1

مهم قبل قراية الفصل...........
                              
                                    
يا إخوتى فى الإيمان وأحبائي فى الله.. 



الله يبارك فيكم متخلوش فى كتابي لما أستلمه يوم القيامة ذنب انا معملتوش ولما أسأل "ليه" أعرف إن رواياتى كانت بتحرك مشاعر حد فيكم أو بتلهيه عن فروضه وعن ذكر الله



جزاكم الله خيراً متأجلوش صلاتكم أو قراءه القرآن علشان بارت انتى فـ اى وقت هتقريه بس مش هينفعك فـ حاجه بس الصلاة وقراية القرآن هتنفعك فـ الآخرة صدقيني



أرضاني الله وإياكم متحطونيش فى الموقف الصعب دا..لإن فـ اليوم دا كلنا بندور على الحسنات اللى هتعتقنا من النار والعذاب



وأهو بوجه الرسالة دى لكل اللى شاف الرواية واللى لسه هيشوفها..



إنى أتبرأ من ذنبكم والله شهيد على هذا
 -----------------------------------------------------
الطبيب العاشق 'الجزء الثاني'
                                    
                                          
# الطبيب_ العاشق
# سلسلة_ روايات _العاشق _المتملك
# بقلمى_ منة_ جبريل
# البارت _الاول



لم ينعم بقسط من الراحه منذ يومان والآن يحاول جاهدًا التخلص من أرقه والنوم بعد بقائه مستيقظًا ليومين متتاليين بسبب أعماله الكثيرة .... وأما عن راحته الآن فهي بسبب عودة صديقه من السفر ليحمل من عليه بعض أعمال الشركات



فتحت باب غرفته بهدوء وجدته نائمًا وعلى وجهه علامات الإرهاق، ابتسمت بحنان لأخيها واقتربت منه برفق حتى لا يستيقظ وقبلت رأسه بحنان وغادرت 



 بينما كان هو يشعر بها وهي تقبله وابتسم بداخله لكنه لا يستطيع أن يفتح عيناه حتى ودقائق وذهب في ثبات عميق مرة أخرى ..... 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وفي الشركة، يجلس على مكتب صديقه بعدما أصابه الكسل من نقل ما به من ملفات إلى مكتبه، وبينما يراجع الملفات سمع طرقات على الباب فأمر بالدخول، لتدلف سكرتيرة صديقه والتي كانت... واجهة للشركة، جميلة وأنيقة دائمًا



نظر إليها متحدثًا بجدية ‌: 



_ قولي اللي عندك



لتتحدث معه بعملية وهي تنظر إلى لوح ذكي في يدها ‌: 



_ في اجتماع مع العملاء الألمانيين على الساعة التاسعة واللي المفروض السيد ريان يكون حاضر فيه ، أأجل الإجتماع؟؟ 



ليجيبها بجمود ‌: 



_ لا، أنا هحضر الاجتماع وبلغيهم أنه الساعة العاشرة



_ مفهوم، تطلب حاجة؟ 



_ لا، ومش عايز إزعاج لحد وقت الاجتماع



أماءت منصرفة، ليتنهد من كم الملفات التي تقبع أمامه، وما كاد يعود لعمله حتى فتح باب المكتب فجأه بقوة ودلف شخص وعلى وجهه ابتسامه كبيرة وهو يتقدم منه بخطوات واسعه



_ والله واحشني وما أنت قايم من مكانك و... أنا ماشي



تحدث بسرعة قبل أن يغير حديثه وهو يراقب ملامح الآخر المتجهمة، ليقف متنحنحًا ثم قال ‌: 



_ الحمدلله على سلامتك يا هشام باشا



-الله يسلمك، يا ريت نعقل ونبطل دخول الحيوانات دا، أنت كبرت يا بيجاد على الحركات الغير عقلانية دي



تجاهل بيجاد حديثه واقترب منه يعانقه قائلًا ‌: 



_ السكرتيرة دي مطولة هنا؟ شبه أنثى الببغاء أوي



نظر له هشام مبتسمًا قبل أن يقول بملل ‌: 



_ صاحبك لسه منتهاش منها، المهم أنت أخبارك في شغلك اي؟ 



رد بيجاد بغيظ ‌: 



-اللواء بعد ماجيت من المهمه وأنا ورب الكعبة جسمي يطالب بالراحة بس هو يهتم... لا والله، يقولى تعالى ياسياده الرائد معاك مهمه تانيه ومفيش حد اكفأ منك يقوم بيها 

           
                
أنهى حديثه مقلدًا اللواء في طريقة حديثه، ضحك هشام بخفه على معاناة صديقه فى العمل مردفًا ‌: 



_ معلش استحمل ما احنا قولنالك شغل المخابرات دا مش سهل بس انت عامل فيها هولاكو 



اردف بيجاد بثقه 



_ لو على الشغل فأنا قدها وأكتر، بس المُتعب لما مهمة ورا مهمة وكأنهم ما بيصدقوا يلاقوا واحد ماهر في شغله فيستنزفوا طاقته وفي الآخر يفضلوا يصيحوا ويدوروا في البلد على شخص ماهر تاني



_ ربنا معاك



تحدث هشام مختصرًا حديث سمعه مئات المرات من صديقه الذي لا يتوقف عن التذمر، لينظر له بيجاد ثم ضحك بقوة، ليسأله هشام ‌: 



_ بتضحك على اى؟؟ 



أجابه بيجاد ضاحكًا ‌: 



_ يعنى أول ما جيت من السفر استلمك وسلّمك الشغل 



تنند هشام مردفًا يعود للنظر إلى ملفاته ‌: 



_ بالعكس، أنا اللى قولتله يروح يرتاح مع أنه كان رافض علشان يخلص اللي وراه، شخص مهمل في نفسه بطريقة مش طبيعية دا ليه يومين منامش ولا ارتاح من الشركة للمستشفى ومن المستشفى للشركه 



بيجاد بشفقة على صديقه الآخر ‌: 



_ ربنا يكون معاه، بس متنساش دا الذئب يعنى عمره ما يتعب



هشام بتأكيد على كلامه ‌: 



_ أكيد، المهم توكل على الله أنت ورايا شغل كتير ومش فاضيلك 



نظر له بيجاد متحدثًا باستنكار ‌: 



_ هو أنا بنطرد؟!! 



_ دا اللي حصل فعلًا
رفع بيجاد رأسه متحدثًا ‌! 



_ ولا كأني سمعت حشرة متحدثة، المهم... هعدي عليك بالليل نروح للذئب مع بعض، اتفقنا؟ 



همهم هشام دون رد ليقول بيجاد بإصرار ‌: 



_ اتفقنا؟؟؟ 



_ اتفقنا يا ابني امشي بئا، اي القرف دا



رمقه بيجاد بغيظ ليمسك قلم من على سطح المكتب وألقته في وجه هشام وفي اللحظة التي بعدها كان قد تبخر من المكتب، ليتنهد هشام وعاد يركز على عمله 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



في المساء.... ذهب كل من هشام وبيجاد إلى صديقهم الثالث، ليجتمع أضلاع مثلث الصداقة وأخيرًا بعد أشهر من سفر اثنين منهم وانشغال الثالث في الأعمال



وبينما يجلس برفقة شقيقته التي سافر بها بعيدًا عن عائلتهم، ومكثوا هنا ليقوم بالإعتناء بها والإهتمام بها وتلبية كل رغباتها



تحدثت شقيقته كيان معاتبة له ‌: 



_ يومين مش أشوفك فيهم يا أبيه! ليه؟؟ 




        
          
                
_ ما اهو لو حضرتك تشيلي المسؤولية شوية وتطلعي على الشركة كنتي هتشوفيني، إنما الآنسة مش فاضية من النوادي والحفلات



أعادت خصلاتها إلى الخلف متحدثة بغرور مفتعل ‌: 



_ أعمل اي يعني... دعوات كتير بتجيني ومينفعش أرفضهم كلهم لإن ااطبقة المخملية بين النساء تحدي يا أبيه



رمقها بجدية متحدثًا بتنبيه ‌: 



_ وأنتِ غير النساء يا كيان، حضورك لحفلة أحدهم دا يعني بتديه مقام أكبر منه، قولتلك أنتِ ليكِ حفلات أصدقائك المقربين وحفلات الأعمال غير كدا لا، مش ناقصين تلزيق من رجال وسيدات الأعمال 



قبلته من وجنته بقوة مردفة بعد أن استشعرت ضيقه ‌: 



_ حاضر يا أبيه، هعمل اللي أنت عايزه، بس النوادي براحتي فيها



تنهد مرددًا ‌: 



_ براحتك، بس مش عايز أعرف إن اتحدد ليا لقاء مع سيدة أعمال من طرفك



ضحكت بخفة وهي من كانت تستغلها سيدات الأعمال للتقرب من أخيها أو إبرام صفقة معه، لتقترب منهما خادمة وهي تقول باحترام ‌: 



_ السيد هشام والسيد بيجاد وصلوا



_ هشام رجع؟؟ 



_ وبالنسبة لبيجاد اي؟؟ كيس بطاطا



ضحكت كيان وركضت إليه تعانقه، ليستقبل عناقها بضحكات وهو يدور بها ثم أوقفها وناولها عُلبة حلوى مرددًا ‌: 



_ أحلى حلويات لعيونك 



صفقت بمرح واأخذتها منه وهى تشكره ‌: 



_ شكرا يا سيادة الرائد



ليأتيها صوت هشام الضجر ‌: 



_ خلصتوا؟؟ 



ضحكت كيان واتجهت له تعانقه، ليربت هشام على رأسها ثم أهداها هدية مرددًا ‌: 



_ اتفضلي



كل هذا تحت أنظار ذلك الذئب الذى ينظر لهم بهدوء، فهذا بيجاد ابن عمه وصديقهما هشام الذي تعرفا عليه منذ سنوات كثيرة 



اقترب منه بيجاد يهم لمعانقته مرددًا ‌: 



_ أخبارك إي يا ذئب؟ 



أوقفه بعيدًو عنه مرددًا ‌: 



_ كويس من بعيد، عملت اي في الشغل يا هشام؟ 



تشنج وجه بيجاد وقال بينما يتجه للجلوس بجانب كيان ‌: 



_ تبًا لك ولأمثالك 



ضحكت كيان بخفوت، بينما قال هشام بجدية ‌: 



_ بعتلك إيميل بكل الشغل اللي محتاجك، أنما الباقي خلصت منه



_ بقولك يا ريان.... 



دارت عيناه ببطء نحو بيجاد الذي ابتسم باستفزاز مرددًا ‌: 




        
          
                
_ لا خلاص غيرت رأيي، أنا لا أتحدث مع أمثالك، دودة عمل حقيرة



شرقت كيان في ما تأكله من شدة ضحكها وهي تعلم ما الآتِ، وهو صياح بيجاد يطلب المساعدة من هشام على أن يخلصه من ريان الذي يكاد يخرج بروحه بينما يضع سكين فاكهة على رقبته، طبيب ماهر في التشريح سيكون أبسط شيء يقوم به هو شق حنجرته، ورجل أعمال شهير مالك لأكبر الشركات عالميًا سيسهل عليه تخبأة جثته دون عناء فالمال... يغطي عفن الجثث! 



بعد وقت طويل تسامروا فيه معًا، نهض بيجاد وهشام بعد ذهاب كيان إلى النوم، يعيشان معًا في فيلا واحدة فكليهما بعيد عن عائلته أيضًا…



تحدث هشام بهدوء شديد ‌: 



_ ارتاح اليومين دول وأنا ههتم بالشركة، وكمان بيجاد 



نفى ريان برأسه متحدثًا بغموض ‌: 



_ لسه وقت الراحة، في شغل لازم أخلصه



نظر له بيجاد يحاول معرفة ما يدور بذهن الآخر من معالم وجهه، ليرمقه ريان بنظرة باهتة وهو يريح ظهره على المقعد، متحدثًا ‌: 



_ خلصت؟؟ مهارات شغلك مش عليا



تحدث بيجاد مقلدًا أياه بسخرية ‌: 



_ مهارات شغلك مش عليا.... أمال على أمي؟؟ ما هي على أمثالك من المخادعين



_ امشي يا بيجاد مش ناقصك



تحدث بيجاد بينما يدفع هشام بخفه أمامه ‌: 



_ يلا يلا ياهشام علشان لو قعدت اكتر من كدا هرتكب جناية هنا ... مغرور



تحدث ريان بثقه معتاد عليها مرددًا ببرود ‌: 



_ عارف



ليقول هشام بجدية ‌: 



_ خلاص هستناك بكرا ونشوف ناوي على إي يا ذئب



لمعت أعين ريان بمكر ‌: 



_ على كل خير  



ثم نظر إلى بيجاد مكملًا بجدية :



_ وأنت كمان عايزك موجود معاه علشان محتاجك



اومأ له بيجاد بهدوء ثم انصرفا، لينهض ريان متجهًا إلى غرفته وقبل أن يدلف إليها مرّ على شقيقته ليجدها نائمة، ابتسم وتقدم منها وقام بدثرها جيدًا بالفراش لبرودة الأجواء قليلًا وقبل رأسها بحنو، ثم ذهب إلى غرفته التى يغلب عليها الطابع الرجولى واللون الأسود الداكن، جلس على فراشه ووضع خاسوبه على قدمه يتطلع إلى إنهاء الأعمال التي أرسلها له هشام قبل نومه



كانت حياتهم تسير بروتين ومشاكل معتادة يتعاملون بها بهدوء وملل، غافلين عن قدر آتٍ يحمل معه حقيبة مليئة بما لم يتوقعوه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



انتهى الليل بهدوء واختفى القمر وظهرت الشمس تعلن عن بداية يوم مؤلم لبعض وخوف لبعض وإرهاق لآخر




        
          
                
فى حي من أحياء مصر الراقية، في منزل جميل يختبئ خلف جدرانه معاناة عائلة، يجلس بداخله رجل فى منتصف عقده الرابع تقريبًا يجلس وهو يعد أموالًا كثيرة أمامه والجشع يلمع بعيناه



وفي أحد غرف المنزل، نجد شابًا فى أواخر العشرين من عمره بملامح هادئه جميله كشخصيته تمامًا يوقظ شقيقته الصغرى لكب تذهب إلى مدرستها الثانوية 



_ يلا يا بنتي هتأخر على الشغل



تحدثت بنعاس وصياح لا تتوقف عنه ‌: 



_ أنا تعبت من الثانوية يا إياد، خرجني منها وأنقذ أختك 



ضحك إياد ومسح على شعرها المشعث بسبب النوم ‌: 



_ آخر سنة يا حبيبتي، يلا علشان أوصلك



نظرت له شقيقته الأخرى وهى تضيق عينيها الجميلتان ‌: 



_ وبعدين يا إياد هتفضل تدلعها لحد امتى؟



نظر لها إياد واردف مبتسمًا بحنان : 



_ الأميرات حقهن الدلال، وأنتن أميراتي



تحدثت الشقيقة الثالثة ضاحكة ‌: 



_ آه، اتكلم فصحى يعني هيثبتنا



ضحكن معًا لينظر لهن إياد مردفًا بغيظ ‌:



_ لا بقولكم إي... مش فاضي للدلع دا، يلا يا بت أنتِ  قومب علشان ثانويتك، وأنتوا هجبلكم الفطار اتهدوا بئا 



ضحكن على شقيقهن الأكبر وأبيهم أيضًا، فهو من عوضهم عن حنان الأب بدلًا من ذلك الرجل الذى لا يهمه شئ سوى المال ومعاملته السيئه لهم بعد موت والدتهم



نهضت شقيقتهم الصغرى أريب وقبلت وجنة شقيقاتها وشقيقها ودلفت إلى المرحاض حتى تجهز لمدرستها، أما إياد فذهب ليعد الفطار لأختيه المريضتين ولا يستطيعان السير ، انتهوا من طعامهم وذهبت أريب الى مدرستها وجلس إياد قليلا مع آية وحوراء ثم ذهب إلى العمل مع تنبيهاته بأنهما إذا احتاجتا شيئًا يتصلا به على الفور



غادر وقلبه منقبض لا يعرف السبب هو دائمًا يذهب إلى العمل ويقلق على إخوته ولكن هذه المرة غير... هذه المرة يشعر بألم فى قلبه طمأن نفسه قليلًا وقال الآيه التى طمأنته بعض الشئ 



" قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "



بعد ما غادر أخيهم جلستا يتحدثان سويًا وبداخل قلب كل منهما قلق أخفته عن أختها، وبعد نصف ساعة دخل علبهما والدهما، ذلك الرجل البغيض والجشع متحدثًا بصرامة ‌: 



_ حوراء، البسي حجابك يلا خارجين



دق قلب كل من حوراء وآية بالقلق والخوف وكانت آية تكاد تبكى بسبب خوفها على أختها، ليقاطع تفكيرهما صوته الغليظ ‌: 




        
          
                
_ يلا متتأخريش



وخرج من الغرفة لتقول آية بقلق وخوف ‌: 



_ هيكون عايزك في إي يا حوراء، أكيد ناوي على حاجة وأنا مش مطمنة



حوراء بخوف هى الأخرى وبرغم شعورها السيء ولكن طمأنت نفسها أنه والدها ولن يفعل لها شئ وأردفت بثبات كاذب ‌: 



_ متخافيش أكيد عايزنى في حاجة 



قاطع كلامهما صوت امرأه كبيرة ف السن دائمًا تأتيهم وتطمئن عليهم، أحببوها كثيرًا ويتخذنها مثل والدتهم التي حرموا منها



اقتربت المرأة من حوراء وهى تنظر لها بقلق، وهي على علم بجشع وتعامل والدهم السيء معهم ‌: 



_ متعرفيش أبوكِ هيوديكى فين يابنتى؟؟ 



هزت حوراء رأسها نافية وطمأنتها أنه لا بأس ورُبما هناك شيء ما يحتاجها والدها فيه، فساعدتها المرأه فى تبديل ملابسها وهي تدعو الله بأن يحميها، وبعد دقائق دخل إليهم والدهم وهو يقول لكي لا يشك به أحد متحدثًا بحنان زائف ‌: 



_ متخافيش يابنتى أنا هوديكى لمركز علاج طبيعي كويس شوفته من فتره علشان تتحسنى شويه وتقدرى تمشي على رجلك من تانى



وهنا زاد قلقهم.... فمنذ متى وهو يعاملها بحنيه أو يقول لها ابنتى؟؟.... بل منذ متى وهو يصرف شئ عليهم .... منذ متى وهو يهتم لمرضهم حتى؟؟؟! 



طمأنتها أمينة تلك المرأه الحنونة أنه والدها ولن يفعل لها شئ وأخبرتها أنه من الممكن أن الله قد هداه وندم على أفعاله ويحاول اصلاحها، ولكن كل هذا لم يطمئن قلب تلك التى تتآكل خوفا على أختها 



بعد قليل من الوقت أخذها والدها وغادر بها تحت بكاء آيه خوفًا عليها أما حوراء لم تنزل دمعة احدة منها رغم خوفها الكبير



بعد بكاء ونحيب من آية وأمينة حتى انتفضت آية كأنها تتذكر شي وأردفت وهى تقول بصوت مختنق بسبب البكاء ‌: 



_ إياد... إياد لازم يعرف، أنا مش مطمنة



وأخذت هاتفها وهاتفت أخيها الذى لم ينتبه على رنين هاتفه.... مرة بعد مره حتى أكملت العشر مرات وهى تكرر الإتصال به …



وأخيرًا لاحظ هاتفه الذى كان يضئ برنين من أخته وهو فى وضع صامت كاد أن يرد أَلا إن الإتصال انتهى، فصدم بشده من كم الاتصالات ودق باب قلبه الخوف والذعر على إخوته، لاعاد الاتصال بها وأردف بخوف عندما سمع بكائها ‌: 



_ آية حصل اى.... فى إى حصل حاجة ؟؟ 



ولكن لم يأتيه رد فأردف مسرعًا وهو يلملم أشياءه ‌: 
_ اهدي، أنا جاي دلوقتي 



وأغلق هاتفه واتجه نحو منزله الذى يبعد عن مكان عمله ربع ساعه على الأقل فهو اختار عمل قريب من منزله حتى يساعد اخوته اذا احتاجوا شيئًا




        
          
                
وصل إلى المنزل ودلف بسرعة والقلق يأكله، دلف إلى الغرفه بسرعة وهو ينظر لأخته الباطية ووالدته الروحيه أمينة تبكي بقوة.... ولكن مهلًا.... أين حوراء؟؟ تقدم من آية ببطئ وهو يقول ‌: 



_ حصل اي يا آية، وفين حوراء، حصلها حاجة؟ انطقي هى فين؟؟ 



تحدث بانفعال وصوت مرتفع وقلبه يكاد يتوقف برعب على شقيقته، لتتحدث أمينة وقصت عليه ما حدث وعن مخاوفهما



ليردد إياد بصوت منخفض قلق ‌: 



_ ومن امتى كان بيهتم بأمركم يا حوراء علشان تصدقيه وتروحي معاه؟؟  



ثم نظر إلى أمينة التى تحاول تهدأة آية وسألها ‌: 



_ مذكرش اسم المركز للعلاج الطبيعي إي أو فين؟ 



هزت رأسها نافية، قائله بأنه أخبرها أنه سوف يأخذها إلى مركز للعلاج الطبيعى فقط دون ذكر شئ اخر 



غادر المنزل كالمجنون لا يعرف من أين يبدأ... أخذ يتجول في الطرقات واحدة تلو الأخرى لعله يجد شيئا يدله على طريقه ولكن دون جدوى ...... 



أما عند حوراء فكانت جالسة بجوار والدها فى سيارة أجرة وقلبها ينبض بخوف وتوجس من القادم، توقف السائق فى مكان ما هى لم تتعرف عليه ولكن يوجد عمارات يظهر عليها مرور الزمن، هبط والدها من السيارة ينظر حوله وكأنه ينتظر أحد ما، وما هي إلًا لحظات حتى وظهر شرطي وقف أمام والدها وبدآ فى الحديث فى شيئ ما ولكن لم تسمعه لبعدهما عنها



عند والدها كان يتحدث مع الظابط بجشع ‌: 



_ تمام أنا جبتها هنا، فين الحلاوة بئا؟؟ 



تحدث الظابط بابتسامة مقززه وأسنان صفراء قذرة كنواياه ‌: 



_ مش لما أشوف البضاعه الأول! 



وهنا رأت والدها يشير عليها وذلك الحقير ينظر اليها بنظرات شهوانيه قذرة لم تفهم نظرته لبراءتها ولكنها لم ترتح له إطلاقًا، أما السائق ففهم نظرت ذلك الوغد الذى يستغل عمله لكي يفعل أشياء قذره، فنظر إلى تلك التى تجلس فى الخلف وهى تنظر لهم بخوف ونظر إلى ثيابها وحجابها فعلم أنهما أتيا بها هنا دون علم منها لأى شئ، فأردف بصوت رجولى خشن ‌: 



_ هو مين الشخص اللى كان معاكِ دا يا بنتي؟ 



نظرت له وابتلعت لعابها بتوتر واضح قبل أن تجيبه ‌: 



_ دا يبقى بابا يا عمو



نظر لها بصدمة وإشفاق، ففهم أن والدها يريد بيعها إلى ذلك الحقير فأردف بنبره لم تفهمها ولكن أسرت الرعب فى قلبها ‌: 



_ خلي بالك من نفسك يا بنتى، أوعى تضعفي للحظه واحدة، خليكي قوية علشان متكونيش فريسة للديابة (الذئاب) اللي بتاكل في لحم بعضها 



نظرت له بعدم فهم واردفت بخفوت ‌: 



_ قصدك إى يا عمو؟؟ 



كاد أن يتحدث ألا إنه وجد ذلك الذى يدعى والدها وذلك الوغد الآخر الذى يخبئ قذراته خلف هذا الرداء الذى لا يستحق أن يرتديه سوى الأناس الشريفين المعاهدين على حمايه وطنهم وشعب وطنهم لا أن ينتهكوا شرفهم وعرضهم ......




        
          
                
دق الرعب بابها عندما وجدت والدها وذلك الظابط أو الحقير يتقدمان نحوها وهى لا تفهم نظراتهما، فتح والدها الباب وحملها وأمر السائق بالرحيل فرحل السائق وهو حزين على تلك الفتاه ولكن ليس بيده حيله فإن تكلم أو فعل شئ ما فبالتأكيد سوف يستخدم ذلك الحقير منصبه لكي يدمره وهو لديه أبنائه وكما يقولون مجبر أخاك لا مخير...



_ هتوديني فين يا بابا؟ 



أردفت بصوت مهزوز قليلًا من الخوف، لم يرد عليها بل أعطاها إلى ذلك الحقير وهو يحملها عنه وينظر لها بنظرات شهوانيه قذرة



_ متخافيش يا قطه أنا ههتم بيكِ



نظرت إلى والدها الذى يعد المال الذى بيده بجشع واضح فى عينيه بخوف وعيناها شاخصة بذعر بينما قلبها ينبض بقوة



نظر والدها إلى ذلك الحقير وأردف بجشع ‌وضحك : 



_ كدا تمام، الفلوس كاملة، اعتبرها ليك من اللحظه دى واعمل فيها اللى أنت عايزه،



ثم نظر نظرة أخيره على تلك التى تقبع بين أيدي ذلك الوغد وهي تنظر له بصدمة ورحل دون كلمة أخرى، أخذت تصرخ بخوف وهى تحاول الإبتعاد عن ذلك الذى يحملها بطريقة مقززة ‌: 



_ متسبنيش يا بابا ..... بالله عليك يا بابا خدني معاك .... ابعد عني شيل إيدك دي .... يا بابا 



أما زالت تناديه بوالدها؟ ذلك الرجل الذى باعها للتو وﭢمام ناظريها تناديه بوالدها!



نظر لها الآخر وأردف بصوت قبيح ‌: 



_ تؤ تؤ تؤ، اهدي كدا علشان متتعبيش بسرعو مني، 



ثم ضحك بقذارة واتجه بها إلى أحد العمارات تحت مقاومتها الشديدة وهي تتذكر حديث ذلك الرجل



_ خلى بالك من نفسك كويس يابنتى، أوعى تضعفي للحظة واحدة، خليكي قوية علشان متكونيش فريسة للديابة اللي بتاكل في لحم بعضها 



فهمت الآن مقصده، فهمت إلى ماذا كان يلمح، لكن لماذا لم يأخذها بعيدًا عنهم عندما علم ما يفكرون به؟ أم أنه مشترك معهم ولكن إن كان مشتركًا معهم لم‌ سيقول هذا الكلام لها بالأساس ؟!!



دلف بها إلى أحد الغرف وألقاها على الفراش بقوه آلمتها وخرجت بعض الخصل الفحميه من حجابها رغم عنها، نظرت له برعب وهو يقوم بخلع سترته ويقول بصوت مقزز ‌: 



_ مع إنك مش بتمشي بس جميلة، مش خسارة الفلوس اللى دفعتها فيكى، مع إن أبوكِ طمع شوية في الفلوس بس معلش 



واقترب منها تحت صرخاتها التى تتوسله فيها أن يبتعد عنها وهى تقاومه بكل ما أوتيت من قوة، شهقت بقوة وخوف وهى تراه يمزق أحد أكتاف ملابسها ويظهر منه جسدها، أخذت تنظر حولها لترى شئ ما يساعدها فى التخلص منه .... وقع نظرها على تلك المزهرية التى بجانب الفراش




        
          
                
أمسكت بها ورفعت يدها وهبطت بها على رأسه بكل ما أوتيت من قوة، ابتعد عنها بوجه متألم وهو يمسك مؤخرة رأسه، ونظر إلى يده وجدها ملئية بالدماء ثواني ووقع مغشيًا عليه



أما هي فى حالة لها يرثي .... كانت تنظر إلى يدها التى تحمل بقايا المزهرية التي تحطمت على رأس ذلك الوغد تارة وتنظر إلى جسده الملقى على الأرض تارة وإلى الدماء التي تخرج من رأسه تارة اخرى



حدث كل هذا ولم تنزل من عينها دمعه قطر ولم تلمع بالدموع حتى، لطالما لم ير أحد دموعها إلّا شخص واحد كان الأمان لها، أخيها وفقط



تداركت نفسها بسرعة وهبطت من الفراش وهى تتحامل على يدها وتسير زحفًا على الأرض حتى وصلت إلى الباب رفعت جسدها قليلًا من على الأرض حتى تصل إلى المقبض، أمسكت بالمقبض بيد مرتعشه وفتحت الباب وخرجت من الغرفة بسرعة لعلها تنجوا …



حمدرت الله أنه لا سلالم هنا وإلّا كانت لتكون معضلة حقًا، نظرت حولها لعلّ شخصًا ما يساعدها، وجدت فتاه ما مارة وطلبت منها المساعدة ساعدتها الفتاة وأسندتها حتى وصلت إلى الطريق العام فشكرتها حوراء بشدة ورحلت الفتاة تاركة حوراء تنظر حولها بخوف ورهبة وهي تدعو الله بأن يقويها وينجيها من هذه المحنة



نظرت خلفها وشهقت بقوة ما إن رأته يقترب وهو يضغط على جرحه ويترنح بالمشي وينظر لها نظرات متوعدة ومليئة بالغضب والسخط، حاولت النهوض ولكن كل مره تسقط، حاولت للمرة الثانية والثالثة، وباءت كل محاولاتها بالفشل الشنيع، ولكنها لم تيأس بل حاولت مرة أخرى وهي تصرخ بكل قوة حتى وقفت ولكن تترنح قليلًا لأن لا أحد يساعدها أو يساندها …



كانت تركض بضعف وكادت أن تقع عدة مرات ولكن تمالكت نفسها فإن ضعفت الآن ستندم طيلة حياتها، 
نظرت خلفها وجدته يقترب منها، لتركض بوهن بأقصى سرعة تملكها بعيدًا عنه



تركض ومعالم الذعر تحتل ملامحها وخائبة الوجدان، وبين كل فينة وأخرى تنظر خلفها بخوف، لم تهتم كونها الآن بمنتصف طريق تقطعه السيارات بسرعة مخيفة، وبينما تنظر خلفها ترقب المسافة التي تقطع بينها وبين شرطي حقير كان هناك قدر تجهله يقترب منها .... 



يجلس داخل سيارته السوداء وخلفه سيارة من الحرس الخاص به، وكان السائق يقود دون توقع أي شيء سيء بينما في المقعد الخلفي يتحدث مع شقيقته يعدها بالوصول القريب، فجأة سقط هاتفه تزامنًا مع ارتفاع صوت احتكاك إطرارات السيارة مع صوت ارتطام شيء ما بالسيارة، نظر بحدة إلى السائق قائلًا ‌:



_ اي اللي حصل دا؟؟ أنت ازاي تسوق بالطريقة دي؟؟؟ 



_ والله يا باشا أنا بسوق عادي بس فجأة ظهرت قدامي وشكلي خبطتها 



تحدث السائق برعب وقلب ينبض بفزع لتتسع أعين من بالخلف وهبط بسرعة من سيارته وتوجه إلى مقدمتها ليجد جسد هامد يفترش الأرض والدماء تتدفق من رأسها، انحنى بجسده يفحص نبضها ليجده ضعيفًا، ثبت رأسها في وضعية جيدة ثم أمر الحرس ‌: 



_ ابعدوا الناس مش عايز ازدحام، زياد هات تليفوني من العربية بسرعة 



تحرك الحرس يوقفون السيارات التي تمر من هذا الجانب من الطريق ويبعدون التحشدات التي تحاول رؤية ما حدث، بينما أسرع هو في فك حجابها ينظر إلى مكان خروج الدماء من رأسها، ليمسك الطرف الآخر من حجابها وضغط به على رأسها، ثم تأكد من تنفسها ليجده ضعيفًا، تحدث إلى زياد الذي أتى له بهاتفه ‌: 



_ اضغط هنا كويس، متحركش رأسها أو جسمها 



ثم هاتف طاقمي الإسعاف وأخبرهم بحالتها وأمرهم بالإسراع في المجيء، فللحظ كانت المشفى قريبة ‌… عاد إليها ليبتعد زياد وقد شحب وجهه من أن تكون ماتت، وبعد وقت قضاه الآخر في إسعافها أتت سيارة الإسعاف وتوجهوا بها بسرعة إلى المشفى.... 



وبعد وصولهم خلع سترته وارتدى مكانها زيه الطبي ليباشر عمله في إنقاذ فتاة لا يعلم ما الذي ألقاها في طريقه ..... 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



إنها البداية... لرحلة طويلة، وغريبة، رحلة تحمل معها أحداث ومفاجآت كثيرة …



فكونوا على استعداد لها. 



والسَّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        


google-playkhamsatmostaqltradent