Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثامن عشر 18 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثامن عشر 18 - بقلم هبة نبيل 

الفصل الثامن عشر - المواجهة القادمة...
ركض حسام مسرعا من مكتب شقيقه وعيناه مليئة بالقلق كانت الرسالة التي قرأها تومض في ذهنه كما لو كانت تحذيرًا. قبل قليل، كانت تلك الرسالة التي لم ينتبه لها تجذب انتباهه، وفي اللحظة التي قرأ فيها الرسالة الثانية، شعر بشيء يضغط على صدره، وكأن فخًا ما قد وُضع حوله وهو يقول... 

"سامي تعالي معايا بسرعه... قالها وهو يركض صوب الباب، وعينيه تتنقل بين الرسائل التي لا يستطيع استيعابها تمامًا.

سامي كان خلفه مباشرة بعد ان ترك جاسر بغضب يحاول مجاراته في السرعة لكن القلق كان يسيطر عليهم، حتي في خطواته. "حسام في إيه؟ لو سمحت اقف و اشرح لي. ده مش وقت هرجلة اي اللي حصل خلاك تجري بالشكل ده؟ 

حسام بختصار: في ناس اتهجمو على البيت عندنا واختك هناك

سامي بصدمه: ايه؟؟ طب يلا يلا ونتكلم بعدين
 
كان حسام في حالة ذهنية شارده تمامًا استقل سيارته وبجانبه سامي كان يسير بشكل متسارع كما لو أن شيءً ما يطارده الرسائل كانت تؤكد له أن الأمور بدأت تتعقد أكثر مما كان يتصور

سامي: طب اهدي هتموتنا كده مش هينفعش او سبني اسوق انا... صمت قليلا ثم قال لمحاوله تهدئت حسام...هي سارة رجعت امتي؟ وحبكت يعني ترجع في اللي احنا في ده؟ 

حسام: رجعت قبل ماطلبك وكمان شكل يارا رغت معاها في حوار فرح انت عارف يارا مبتتوصاش

سامي: هي اختك لسانها متبري منها ليه؟ مابتسترش ابدا

حسام: صغيره برضو يا سامي 

سامي: صغيره مين دي شاحطه 

حسام: واضح كده ان في حد تاني يستاهل الضرب دلوقتي ماتحترم نفسك ياله بقي اللي بتتكلم عليها دي اختي على فكرة 

سامي: وبنت خالتي على فكرة المهم ان البت سارة دي وحشتني اوي بصراحه بغض النظر عن اني متغاظ منها بسبب التوقيت اللي رجعت فيه بس يلا مش مهم الأهم دلوقتي انهم يبقو بخير 

حسام: وخد المفاجاة دي كمان..! 

سامي بنبره ساخره وهو يضع يده على خذه اليسار: هات اشجيني قسم وسمعني

حسام: نادر ظهر وموجود عندنا هو كمان دلوقتي 

سامي بعدم فهم: نادر مين؟ 

حسام: لا ابوس دماغك ركز معايا مش ناقص غباء دلوقتي خالص نادر اللي كان مختفي وده من التهم اللي متوجه ل فرح والظاهر كده ان سارة اختك تعرفه

سامي بتلقائيه: ايه اللي جاب القلعة جمب البحر

حسام ببتسامه: مالك؟ 

سامي: اقصد يعني اي اللي جاب نادر ده عندكم البيت؟ وايه اللي عرف سارة عليه؟ 

حسام: مش عارف هي يارا بعتتلي مسدجين مختصرين كده مفهمتش تفاصيل لما نوصل هنعرف ودي بقي ميزة يارا انها بتنقل الاخبار من قلب الحدث فور وقوعها 

جهة اخري... عودة لمنزل حسام 

 داخل منزل حسام ، كان الجميع في حالة من الفوضى. سارة كانت متجمدة في مكانها، وكلما تحركت خطوة تجاه نادر اوقفها احدي الرجال المسلحين كانت في حاله من الذعر تستطيع فهم ما يجري حولها.

نادر، الذي كان في الغرفة مع صفيه ويوسف، نظر إليهم بقلق، ثم قال بصوت عميق: محدش يقلق دول جايين ليا انا بس مش كنتوا تيجو دوغري وتقولو انكم عايزيني بدل ماتتهجمو على بيوت الناس كده

احدي الرجال المسلحين: اخرس انت خالص

نادر: الناس دي ملهاش ذنب وملهمش علاقه بأي حاجه بتحصل صدقوني هما اتورطه في الموضوع ده عشان يحمو انسانه غلبانه وشوفوها مظلومه كاحنيه اي بيت مصري 

سارة التي كانت تقف عند الباب هبت في حالة من الذهول. لا يمكنها تصديق ما تراه ثم استجمعت قوتها وقالت بنبره تهديد: اللي بيحصل ده اسمه ارهاب ولو اتصلت بالشرطه دلوقتي هتروحو في ستنين داهيه

نادر: لالالا سارة متعمليش كده اسكتي دلوقتي ارجوكي

"إيه ده؟ ده اكيد كابوس صح؟ همست يارا، وهي تتابع الرجال المجهولين. كان الخوف يملأ عيونها، لكن في الوقت ذاته كانت تحاول السيطرة على نفسها.

"مش فاهم، إيه اللي بيحصل هنا؟" قالها عبد الرحمن متسائلة في حيرة، لكنه لم يلبث كلمه حتي رأه رجل من احدي الرجال وهو يصوب السلاح اتجاهه حتي أضاف... مين دول يا صفيه؟ وازاي يدخلوا البيت كده؟" ومين ده؟ قالها وهو يشير بيده اتجاه نادر 

نظر نادر إليه، ثم قال بصوت منخفض: "دول مش مجرد ناس عاديه يا عمي. دول جايين عشان حاجة أكبر بكتير من مجرد تهديد لو سمحت محدش يخاف ولا يتكلم هما عايزين حاجه معينه

في تلك اللحظة، شعر الجميع بشيء غير مريح يتسرب إلى الأجواء، لكن قبل أن يستطيع أحدهم الرد، قطع الصوت دخول حسام وخلفه سامي

حسام بنبره حاده: انتو مين ومين اللي بعتكم هو برضو مش عيب تتهجمه على بيوت الناس انا لو قتلتكوا دلوقتي مش هاخد فيكم ساعه سجن تعالو معايا دوغري وعرفوني عايزين ايه بظبط؟ 

احدي الرجال بصوت خشن: الشنطة اللي مع الحلوة اللي عندكم تلزمنا 

حسام: ولو قولت لا

رجل اخر وهو القائد: مظنش يابشمهندس انت اذكي من كده اكيد مش هتبقي مبسوط لو حد من عيلتك حصله حاجه 

حسام بهدوء مميت عكس ما يحدث داخله: طب سيبوهم وانا اديكم الشنطه اللي انتو عايزنها

كان الجميع ينظر له بصدمه وهو يحاولون لفت انتباهه انه لا يفعلها

القائد: هات الشنطه الاول

حسام: تمام.... ذهب حسام إلي احدي الغرف وعاد اليهم والحقيبه في يده وهو يقول... الشنطه اهي... 

القائد: هاتها

حسام: هدهالكم عند الباب... وعندما انسحبو الرجال وعلى رأسهم قائدهم وذهبه صوب الباب نظر حسام لكل الموجودين وقد فهموا من نظرته ما يريد منهم ان يفعلوه وفي اقل من لحظه انقض عليهم كل من بالمنزل وظلو يسدده لهم الضربات المبرحه وسحبو من يدهم الاسلحة وصوبوها اتجاهم

حسام بانتصار: عشان بس تعرفو ان محدش يقدر يجي على المصريين ده مجرد درس صغير بس كده بس في مفاجاة اكبر جايه دلوقتي فا انتو هتشرفونا شويه 

جهه اخري.... 
داخل منزل فرح الاصلي....

دخلت ندي المنزل وعندما رأتها الجدة كانت تود بان تهرول اليها ولكن السن جار عليها عندما نهضت لتذهب اليها فقدت توازنها وسقطت ارضا ركضت ندي مسرعا اليها وجلست جانبها على الأرض وهي تقول....

ندي بقلق: تيتا حبيبتي انتي كويسه ليه بس قومتي انا كنت جيالك جري اهو وحشتيني اوي ياحبيبتي في حاجه وجعاكي طمنيني؟ 

الجده ببكاء: حبيبتي ياحبيبتي متحرمش منك ولا من حنانك ابدا الحمدلله والشكر لله انك بخير انتي كنتي فين تلت ايام يا ندي معرفش عنك حاجه يابنتي ولا تطمنيني عليكي لدرجة اني روحت القسم وعملت محضر بغيابك من كتر قلقي عليكي تعملي فيا كده مش كفايه وجع قلبنا علي غياب فرح اختك اللي مش عارفين اذا كانت عايشه ولا... 

لالا عايشه ان شاء الله عايشه... قالتها ندي وهي تضع يدها على فم جدتها ثم تابعت حدثها قائلا... انا اسفه يا تيتا اسفه اوي اني قلقتك بس انا كنت مخط... صمت فجاة ثم تابعت قائلا مرة اخري... كنت مخنوقه شويه من المذاكرة فا روحت ابات يومين كده عند ياسمين صحبتي كنتي بتاخدي الدوا يا حجوجه اليومين اللي فاته ولا لازم انا اللي ادهولك... قالتها بمرح لتخفف حدة التوتر

الجدة: والله يابنتي ما فاكرة انا هقوم اتوضي واصلي واخده 

ندي بنبره أمر: هتاكلي الأول... قالتها وهي ذاهبه للمطبخ

بينما كان هشام يقف بالقرب من سيارته خارج المنزل يتذكر شقاوة ندي وحديثها واسألتها الكثيره له ثم ابتسم واستقل سيارته وذهب لوجه قريبه من منزلها ولكن لا احد يراها ثم شرد مره اخري ولكن نداء هاتفه المفاجئ قطعه عن شروده وعندما رفعه وفتح الخط كانت الأخبار التي سمعها من الطرف الآخر أكثر من صادمة... "إيه؟!" صرخ بدهشة، بينما كان يشغل محرك سيارته مسرعا "إزاي؟! ليه مفيش حد بلغني؟!"... طب اقفل اقفل دلوقتي انا هتصرف... شويه اغبيه بيشتغلو.... المهنه لمت...قالها بغضب وهو يقود سيارته مسرعا لم يكن هناك وقت للحديث، فقد كان هناك شيء أكبر بكثير 

في مكتب جاسر:

الجميع كان يحاول تهدئتة، بينما كان الغضب يملأ وجه بعد ما حدث وهو يقول.... والله ياحسام لا ندمك انت والدلدول اللي دايما ساحبه وراك على اللحظه دي 

سيكرتيرته وهي تقف امامه: نطلب الشرطه يا افندم؟ 

جاسر بانفعال: غوروا من وشي انتو واقفين كده ليه كل واحد يروح يشوف شغله... كان يقولها وهو يمسك بيداه منديل ليمسح ماتبقي من اثار الدماء على وجه

في قسم الشرطه.... وتحديدا في غرفه الحجز التي تحتجز بها فرح

كان الجو في القسم مشحونًا بالقلق والتوتر، والهواء كان يحمل في طياته رائحة الخوف. كانت فرح تجلس في زاوية صغيرة داخل الحجز، جسدها متهالك وعينيها تحاولان التكيف مع الظلام الذي يحيط بها والاشخاص الجالسين معها بعد ليلتين كاملين من العذاب النفسي التي جربتها داخل الحجز وقد أضافت طبقات جديدة من المرارة على قلبها 

مرت الساعات ببطء، وأصوات الحراس كانت تتردد في أذنيها، لكن لم يكن هناك أحد ليهتم بحالتها. كانت تلك لحظات من العذاب النفسي والجسدي. كلما حاولت التفكير في الخروج، كان الواقع يعيدها إلى الزاوية المظلمة من هذا المكان.

لكن فجأة، فتح الباب وظهر عسكري وهو يقول بصوت منادي... فرح كريم البحيري .... 

فرح بلهفه: ايوه أنا 

العسكري: افراج 

يتبع.....


 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent